الجواب: المنافع التي يشهدها المسلمين في الحج منافع كثيرة: منافع دينية، ومنافع اجتماعية، ومنافع دنيوية.
أما المنافع الدينية: فهي ما يقوم به الحجاج من أداء المناسك، وما يحصل من التعليم والتوجيه من العلماء من هنا ومن هناك، وما يحصل كذلك من الإنفاق في الحج فإنه من الإنفاق في سبيل الله عز وجل.
وأما المنافع الاجتماعية: فهي ما يحصل من تعارف الناس بينهم وإتلاف قلوبهم، واكتساب بعضهم من أخلاق بعض، وحسن المعاملة والتربية من بعضهم لبعض كما هو مشاهد لكل لبيب تأمل ذلك.
وأما الفوائد الدنيوية: فما يحصل من المكاسب لأصحاب السيارات وغيرها مما يستأجر لأداء الحج، وكذلك ما يحصل للحجاج من التجارة التي يوردونها معهم ويستوردونها من مكة، وغير هذا من المنافع العظيمة ولهذا قال الله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ [الحج:28] فأتى فيها بصيغة الجمع بل بالجمع الذي هو صيغة منتهى الجموع، ولكن مع الأسف الشديد أن الحج في هذه الأزمنة عند كثير من الناس لا يستفاد منه هذه الفوائد العظيمة، بل كأن الحج أفعال وأقوال جرداء ليس فيها إلا مجرد الصور فقط، ولهذا لا تكسب القلب خشوعاً ولا تكسب ألفة بين المؤمنين ولا تعلماً لأمور دينهم، بل ربما يكره بعضهم أن يسمع كلمة وعظ من ناصح لهم، بل ربما يكون مع بعضهم سوء نية في دعوة الناس إلى الباطل إما بالمقال وإما بالفعال بتوزيع النشرات المضلة الفاسدة، وهذا لا شك أنه مما يحزن، ومما يجعل هذا الحج خارجاً عن نطاق الشرع الذي شرع من أجله، أنصح أخواني الحجاج بما يلي:
أولاً: إخلاص النية لله وتعالى في الحج بأن لا يقصدوا من حجهم إلا الوصول إلى ثواب الله تعالى ودار كرامته. ثانياً: الحرص التام على اتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجه فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول: ( لتأخذوا عني مناسككم ).
ثالثاً: الحرص التام على التآلف والتقارب بين المسلمين وتعريف بعضهم بعضا بما ينبغي أن يعرفوه من مشاكل دينية واجتماعية وغيرها.
رابعاً: الرفق بالحجاج عند المشاعر وعند الطواف وعند السعي، وعند رمي الجمرات، وعند الدفع لمزدلفة، ومن عرفة وغير ذلك.
خامساً :الحرص على أداء المناسك بهدوء وطمأنينة وألا يكون الواحد أتى ليقابل جيشاً أو جنداً محارباً، ويظهر ذلك عند رمي الجمرات فإن الناس تجدهم مقبلين إلى الجمرات والواحد منهم ممتلئ غضباً وحنقاً وربما يتكلم بكلمات نابية لا تليق في غير هذا الموضع فكيف بهذا الموضع!
وسادساً: أن يبتعد كل البعد عن الإيذاء الحسي والمعنوي بمعنى: أنه يجتنب إلقاء القاذورات في الطرقات، وإلقاء القمامة في الطرقات وغير ذلك، الإيذاء المعنوي: أن يتجنب شرب الدخان مثلاً بين أناس يكرهون ذلك مع أن شرب الدخان محرم في حال الإحرام وغير حال الإحرام، وإذا وقع في الإحرام أنقص الإحرام وأنقص أجر الحج والعمرة؛ لأن الله تعالى يقول: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] ، والدخان محرم والإصرار عليه يؤدى إلى أن يكون كبيرة من الكبائر، فالمهم أن الإنسان ينبغي في هذا الحج أن يكون على أكمل ما يكون من دين وخلق حتى يجد طعم ولذاذة هذا الحج.
الجواب: ليس للأعجميين حجة أو عذر لكون القرآن ليس بلغتهم، بل عليهم أن يتعلموا لغة القرآن؛ لأنه إذا توقف فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على تعلم العربية كان تعلم العربية واجباً، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولهذا كان من أئمة اللغة العربية قوم من العجم من فارس وغيرها وصاروا أئمة في العربية؛ لأنهم عرفوا قدر تعلم اللغة العربية فتعلموها فصاروا أئمة فيها، وأما تعصب بعض الناس للغتهم وعدم تحولهم إلى اللغة العربية مع قدرتهم على ذلك فهذا من حمية الجاهلية، والقرآن -ولله الحمد- الآن انتشر بين العالم وترجم معناه إلى لغات متعددة، لغات عالمية حية، ولغات في مناطق معينة فلا حجة لأحد اليوم في قوله: إن لساني ليس عربياً فلا أفهم القرآن.
الجواب: صلاة الجمعة موجودة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، كيف لا تكون موجودة والله يقول في القرآن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة:9-11] كيف لا تكون موجودة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وقد تواتر نقل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وهذا أمر لا يشك فيه أحد، صحيح أن مصعب بن عمير رضي الله عنه هو أول من جمع في المدينة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة ففرضت الجمعة فصلى بهم مصعب بن عمير رضي الله عنه قبل أن يقدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة.
الجواب: الحياة البرزخية: هي الحياة التي تكون بين موت الإنسان وقيام الساعة، والإنسان قد يقبر فيدفن في الأرض، وقد يلقى في البحر فتأكله الحيتان، وقد يلقى في اليم فتأكله الطيور والوحوش ومع ذلك فإن كل واحد من هؤلاء يناله من الحياة البرزخية ما يناله، وهي -أعني: الحياة البرزخية- من عالم الغيب فلولا أن الله ورسوله أخبرانا بما يكون فيها ما علمنا عنه، ولكن الله تعالى أخبرنا في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبرنا في سنته بما لا نعلمه عن هذا الأمر، فالحياة البرزخية يكون فيها العذاب ويكون فيها النعيم إما على الروح وحدها أو تتصل بالبدن أحياناً لكن هذا العذاب ليس من عالم الشهادة، ولهذا يعذب الإنسان في قبره ويضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه أو يفسح له في القبر وينعم فيه ويفتح له باب من الجنة يأتيه من روحها ونعيمها، ولو أننا كشفنا القبر لوجدنا الميت كما دفناه بالأمس لم تختلف أضلاعه ولم نجد رائحةً من روائح الجنة ولا شيئاً من هذا؛ لأن هذه الحياة حياة برزخية غير معلومة لنا وليست من عالم الشهادة، وأضرب مثلاً يقرب ذلك: بأن الإنسان النائم نائم عندك، وهو يرى في منامه أنه يذهب ويجئ ويبيع ويشتري ويصلي ويزور قريباً له ويعود مريضاً وهو في منامه مضطجع عندك ما كأنه رأي شيئا من ذلك ومع ذلك هو يراه، هكذا أيضاً الحياة البرزخية الميت يرى فيها ما يرى ويُنعم فيها ويعذب لكن في جانب الحس لا نشاهد شيئاً من هذا، وذلك أن النوم أخو الموت في الواقع لكن الموت أشد وأعظم عمقاً في مثل هذه الأمور، والنفس لها تعلق بالبدن على وجوه أربعة:
الأول: تعلقها بالبدن في حال الحمل.
والثاني: تعلقها في حال الحياة الدنيا، وتعلقها في حال الحياة الدنيا يكون في حال اليقظة وفي حال النوم ويختلف هذا عن هذا.
والثالث: تعلقها بالبدن في البرزخ.
والرابع: تعلقها بالبدن بعد البعث، وهذا الأخير هو أكمل التعلقات، ولهذا لا تفارق الروح البدن لا بنوم ولا بموت إذ لا موت بعد البعث ولا نوم،
وإنما هي حياة دائمة، حياة يقظة لكن إما في نعيم دائم أسأل الله أن يجعلني والمستمعين من هؤلاء، وإما في جحيم دائم والعياذ بالله: لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [الزخرف:75] وأما أهل النعيم فهم في نعيم دائم فهذه أنواع تعلق الروح بالبدن ولكل منها خاصية ليست في الأخرى.
الجواب: إذا انتهت الصلاة فلا مقام لأحد، من شاء فليقم وليذكر الله تعالى وهو يمشي ولا حرج لقول الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103] أي: على أي حال كنتم، وهؤلاء الذين يقومون لينصرفوا هم سرعان الناس، وقد كان هذا موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث أبي هريرة في قصة سهو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سلم من ركعتين قال فيه: وخرج سرعان الناس من المسجد، ومثل هذا لا بأس به، والأذية التي تحصل من تخطي الرقاب ليست مقصودة ولأهل الصفوف المؤخرة مندوحة عنها بأن يقوموا لكن لا شك أنه من اللباقة وحسن الخلق أنك إذا قمت مبكراً والناس على صفوفهم يسبحون الله ألا تؤذيهم بل يكون مرورك بهدوء واستئذان، والأولى أن تبقى في مكانك تسبح الله ما لم يكن هناك حاجة كاحتقان البول أو غيره فأنت معذور.
الجواب: أحيل السائل إلى ما كتبه أهل العلم في ذلك؛ لأن حديث المعراج حديث طويل يحتاج إلى مجالس ولكن ليرجع إلى ما كتبه ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية في قصة المعراج، وما كتبه العلماء في الحديث على ذلك كفتح الباري وشرح النووي على صحيح مسلم وغيرها من الكتب إنما نشير إشارة موجزة لقصة المعراج، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسرى به الله تعالى ليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كان نائماً في الحجر فأسري به من هناك، والحجر: هو الجزء المقتطع من الكعبة والمقوس عليه بالجدار المعروف أُسري به من هناك عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس وجُمع له الأنبياء وصلى بهم إماماً، ثم عرج به جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح ففتح له ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة، وجد في الأولى آدم ووجد في السابعة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ووصل إلى موضع لم يصله أحد من البشر، وصل إلى موضع سمع فيه صريف الأقلام التي يكتب بها القدر اليومي إلى سدرة المنتهى، ورأى من آيات الله سبحانه وتعالى ما لو رآه أحد سواه لزاغ بصره ولخبل عقله، لكن الله سبحانه وتعالى ثبت هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى رأى من آيات ربه الكبرى، وفرض الله عليه الصلوات خمسين صلاة في كل يوم وليلة، وقيض الله موسى عليه الصلاة والسلام حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماذا فرض الله عليه وعلى أمته، فأخبره بأن الله تعالى فرض عليه خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فقال له: إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فما زال نبينا صلوات الله وسلامه عليه يراجع الله حتى استقرت الفريضة خمس صلوات في كل يوم وليلة بدل خمسين صلاة لكنها بنعمة الله وفضله كانت خمس صلوات بالفعل وخمسين في الميزان أي: إذا صلينا خمس صلوات فكأننا صلينا خمسين صلاة والحمد لله رب العالمين.
وفي قصة فرض الصلوات في هذه الليلة التي هي أعظم ليلة في حق الرسول عليه الصلاة والسلام وأنها خمسون صلاة وأنها فرضت من الله إلى رسوله بدون واسطة، في هذا دليل على عناية الله تعالى بهذه الصلوات، ومحبته لها، وأنها أعظم الأعمال البدنية في الإسلام، ولهذا كان تاركها يكون كافراً مرتداً خارجاً عن الإسلام، وقد اختلف الناس في ليلة المعراج والإسراء هل هما في ليلة واحده أو في ليلتين وهل كان الإسراء بروحه أو بدنه وروحه؟
والصواب: أنهما في ليلة واحدة وأنه أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم بروحه وبدنه، ثم انقسم الناس في ليلة المعراج في أي ليلة هي وفي أي شهر هي، وأقرب الأقوال أنها كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات، وأنها كانت في ربيع الأول وليست في رجب ثم ابتدع الناس في هذه الليلة بدعاً لم تكن معروفة عند السلف، فصاروا يقيمون ليلة السابع والعشرين من رجب احتفالاً بهذه المناسبة، ولكن لم يصح أنها -أعني ليلة الإسراء والمعراج- كانت في رجب، ولا أنها في ليلة سبع وعشرين منه، فهذه البدعة صارت خطأً على خطأ، خطأ من الناحية التاريخية؛ لأنها لم تصح أنها في سبع وعشرين رجب، وخطأ من الناحية الدينية لأنها بدعة فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يحتفل بها ولا الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا أئمة المسلمين من بعدهم.
الجواب: الإفادة حول هذا أن سبعة من هذه الأشواط هي الصحيحة والموافقة للشرع والسبعة الباقية فعلتها عن اجتهاد ونرجو الله تعالى أن تثاب عليها لكنها ليست مشروعة، فالسعي من الصفا للمروة الشوط، والرجوع من المروة إلى الصفا شوط آخر، وعلى هذا فيكون ابتداؤك من الصفا وانتهاؤك بالمروة.
الجواب: أقول: إن كان أخر طواف الإفاضة إلى وقت السفر فإن طواف الإفاضة يجزئ عن طواف الوداع، أما إذا كان قدم طوف الوداع بمعنى: أنه طاف للإفاضة يوم العيد أو اليوم الثاني أو الثالث قبل أن ينهي الحج فإن هذا الطواف للوداع لا يجزئه لكن يطوف للوداع إذا أراد أن يخرج.
الجواب: إذا قال: صدقني فهذا ليس يمينا، لكنه طلب من المشتري أو من السائم أن يصدقه، أما لو قال: والله لقد اشتريتها بكذا أو والله لقد سيمت كذا وهو كاذب فهذا هو الذي اشترى بعهد الله ويمينه ثمنا قليلاً، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب من الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم كما رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال:
الجواب: الراجح أن مس المرأة لا ينقض الوضوء سواء كان بشهوة أو بغير شهوة وسواء كان بحائل أو بغير حائل، فلو قبلها أو ضمها أو باشرها بدون جماع ولكنه لم يخرج منه شيء ولا مني ولا مذي فإن وضوءه صحيح؛ لأنه لا دليل على أن هذا ينقض الوضوء، وإذا لم يكن دليل فالأصل بقاء الوضوء؛ لأن ما ثبت بدليل لا يرفع إلا بدليل، فإذا ثبت أن هذا وضوءه صحيح وأنه باق عليه فإنه لا يمكن أن ينقض هذا الوضوء إلا بدليل؛ وذلك لأن النقض وعدم النقض أمر حكمي شرعي مرجعه إلى الله ورسوله، فإن جاء عن الله ورسوله ما يدل على أن مس المرأة بشهوة ناقض فعلى العين والرأس وإن لم يأتِ فليس لنا أن نفسد عبادة عباد الله إلا ببرهان من الله.
الجواب: الراجح أن أكل لحم الجزور ناقض للوضوء موجب له لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: ( نعم قال: أنتوضأ من لحوم الغنم قال: إن شئت ) فلما جعل الوضوء من لحوم الغنم راجعاً إلى مشيئة الإنسان عُلم أن الوضوء من لحم الإبل ليس راجعاً إليه وأنه واجب؛ إذا لو كان غير واجب لكان راجعاً إليه، وقد جاء الأمر بذلك صريحاً حيث قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( توضؤا من لحوم الإبل )، والأصل في الأمر الوجوب، وعلى هذا فلو أكل الإنسان لحم إبل نيئاً أو مطبوخاً قليلاً أو كثيراً هبراً أو كبداً أو كرشاً أو مصيراً أو أي شيء من أجزائها فإن وضوءه ينتقض وعليه أن يتوضأ من جديد لكن ليس عليه أن يغسل فرجه؛ لأنه لم يبل ولم يتغوط.
الجواب: نقول الحكمة قول الرسول عليه الصلاة والسلام فإن قول الرسول صلى الله غليه وسلم هو الحكمة، قال الله تعالى: وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [النساء:113] ، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت للسائلة: أحرورية أنت! أي أنت من الخوارج؟ قالت: لا ولكني أسأل قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر