أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس إن شاء الله كتاب الله؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
وها نحن ما زلنا مع سورة التوبة المدنية -اللهم تب علينا، وعلى كل مؤمن ومؤمنة-، فمع هذه الآيات الثلاث، فهيا بنا نصغي مستمعين تلاوتها مجودة مرتلة، ثم بعد ذلك نتدارسها معاً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة:44-46].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ [التوبة:44].
إن هذه الآيات ما زالت في سياق بيان أحداث غزوة تبوك، غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم لبلاد الروم، تلك الغزوة التي كانت في أصعب الأيام وأشدها.. في القيض والصيف والمجاعة والقحط، والمواجهة للروم بمئات الآلاف، وما زال السياق في تلك الأحداث يبينها حدثاً بعد حدث.
ومعنى (لا يَسْتَأْذِنُكَ): أي: لا يطلبون منك إذناً في القعود عن الجهاد، فالمؤمنون المتقون حاشاهم أن يستأذنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في التخلف والقعود في المدينة.
ثانياً: لا يستأذنوك.. نريد أن نخرج معك يا رسول الله، فهذا لا يقولونه المؤمنون، فالآية تشمل المعنيين والقرآن حمال الوجوه، فقوله تعالى: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة:44] في: أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ [التوبة:44] أي: لا يطلبون منك الإذن في التخلف عن الجهاد بالمال والنفس.
ثانياً: لا يستأذنوك في الخروج معك.
وهذه لطيفة يعرفها العوام، يقال: عزمه على أكل أو عرض عليه الأكل، فالعرض شيء والعزم شيء آخر.
فمثلاً، يقال: تتعشى معنا يا أبا روان الليلة؟ فهذا عرض.
وإذا قلت: العشاء الليلة عندنا، يكون عزم.
فالذي يقول: نخرج يا رسول الله معك؟ كأنه يقول: لا نخرج، وبوده أن يقال له: لا تخرج.
فالآية محتملة للوجهين:
الأول: العام، لا يطلبون الإذن منك بالتخلف والقعود في المدينة وراءك؛ حتى لا يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم.
الوجه الثاني: لم تكن من عادتهم الاستئذان، فلم يقولون: نخرج معك يا رسول الله للجهاد؛ لأنهم عرفوا أن هذا الجهاد وجب، وأن النفير عام والتخلف حرام، فكيف يستأذنون؟
ثم قال تعالى: يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة:44] أي: الذي آمن بالله رباً لا رب غيره، وإلهاً لا إله سواه، وأنه يحيي ويميت ويعطي ويمنع وبيده كل شيء وإليه مصير كل شيء، فمن آمن بالله هذا الإيمان فهيهات هيهات أن يتخلف عن الجهاد، والذي يؤمن بالآخرة وما فيها من النعيم المقيم أو العذاب الأليم، ويعلم أنه سيجزى بكسبه ويحاسب على عمله فهيهات هيهات أن يقف هذا الموقف الشائن، ويعتذر بعدم الخروج، ويطلب الإذن في البقاء والتخلف.
ولهذا كثيراً ما نقول: أركان الإيمان ستة، أكثرها تأثيراً في السلوك ركنان: الإيمان بالله وباليوم الآخر. فالذي لا يؤمن بالله كيف يطيع الله؟ وكيف يطيع رسوله؟ وكيف يعمل بدينه وشرعه؟
أولاً: يجب أن يؤمن بالله بالتصديق الجازم بأن الله موجود، وهو العليم الحكيم وبيده كل شيء، وإليه مصير كل شيء، وهو الذي أنزل الكتب، وهو الذي أرسل الرسل، وهو الذي يحيي ويميت، فهذا الإيمان ضروري للإنسان وإلا فلن يستطيع أن يستقيم على منهج، وإن خوفته بالضرب والقتل، فمتى وجد الفرصة عصاك وخرج عن طاعتك.
ثانياً: الإيمان هذا وحده لا يكفي، بل يؤمن بأنه سيحاسب من قبل الله على عمله، فمن هنا إذا اعتقد أنه يحاسب ويجزى يجاهد نفسه أن يعيش مائة سنة لا يخرج عن طاعة الله ورسوله، أما إذا كان يؤمن بالله فقط لا إله إلا هو ولا رب سواه، ولا يؤمن بالبعث الآخر، والدار الآخرة والجزاء، فلن يستقيم ولن يقدر، فعوارضه وشهواته، وأهواؤه وشياطينه يصرفونه، لكن إذا كان جازماً أنه سيجزى بعمله، سيعمل على أن يكون عمله دائماً خيراً وصلاحاً، وها أنتم تسمعون قول ربنا جل وعز: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة:44] أي: لا يستأذنوك في أن يقعدوا، أو في أن يخرجوا معك.
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [التوبة:44]، فالمتقيُّ والمتقيَّ الذي اتقى عذاب الله عز وجل، وسخطه وغضبه عليه، والسؤال: بم نتقي عذاب الله وسخطه؟
فالبرد نتقيه باللباس الغليظ، والحر نتقيه باللباس الخفيف، والجوع نتقيه بالخبز، والعطش بالماء، والعدو نتقيه بالجيش والرجال، والله بم يتقى يرحمكم الله؟
الجواب: لا كلام إلا طاعته في ما أمر به ونهى عنه، وطاعة رسوله أمر الله بها فهي طاعته، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله. فلا يتصور عقلاً ولا يوجد من يتق الله عز وجل وهو لا يؤمن به ولا بلقائه، ومستحيل أن يكون هذا، فالذي يتقي الله هو الذي عرف جلال الله وكماله وقدرته التي لا يعجزها شيء، وعرف إنعامه وإفضاله، وعرف إحسانه إلى عباده، وعرف أيضاً نقمته وشدة عذابه، فهذا هو الذي يريد أن يتقي الله عز وجل، والتقوى تكون بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلو يسألك سائل: أريد أن أتقي الله، بِمَ أتقيه؟ ستقول له: بطاعته، وسيقول لك: كيف أطيعه؟
قل لي: أطع أباك، تقول: أعرف كيف أطيع أبي، لكن أطيع كيف أطيع الله؟
والجواب هو أن تقول له: اعرف محابه فائتها وافعلها، واعرف مكارهه فاتركها وانته عنها، والله! لا طاعة إلا هذه، فاعرف وتعلم ما تحب من الاعتقادات، والأقوال والأفعال والصفات وافعلها، وتعلم ما يكره من ذلك من الأقوال الفاسدة، والأعمال السيئة، والعقائد الباطلة واترك ذلك.
والسؤال: هل يمكن لمؤمن أو لمؤمنة أن يعرف محاب الله وكيف يؤديها؟ ومساخط الله وكيف يتركها، قبل أن يتعلم بالعلم؟
لا، فلهذا بلايين المسلمين ما عرفوا الله، ولا عرفوا الطريق إليه؛ لأنهم ما طلبوا العلم، وما قرعوا أبواب العلماء ولا جلسوا على عتبهم.
عبد الله بن عباس قال: كنت أجلس في باب أبي بكر أو عمر ويأتيني الغبار حتى أتلطخ بالغبار، وأنام على العتبة وأستحي أن أوقظه وأقول: علمني كذا، أو أسألك عن كذا. ونحن كما نشاهد.. المسلمون في الشرق والغرب، عرب وعجم هجروا كتاب الله هجراناً حقيقياً.
ولهذا نكرر القول والله شاهد: يجب على كل أهل حي أو قرية من قرى المسلمين أن يجتمعوا في بيوت ربهم كل ليلة وطول العام كاجتماعنا هذا من صلاة المغرب إلى العشاء؛ يتعلمون الكتاب والحكمة، يعرفون محاب الله وكيف يؤدونها، ويعرفون مساخط الله وكيف يجتنبونها، فبدون هذا لن يعلموا.
فمثلاً: المدينة الآن فيها حوالي خمسين مليون، فأين أهل المدينة في المسجد النبوي، وكم نسبتهم؟
إذاً: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [التوبة:44] فلهذا أخبر عنهم أنهم لا يستأذنوك يا رسول الله في أن يقعدوا عن الجهاد، ولا أن يستأذنوك في أن تأذن لهم حتى تقول: اقعدوا ليس هناك حاجة.
وهنا قوله تعالى في سورة النور: وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ [النور:62]، بعضهم قال: هذه الآية منسوخة بآية النور وهذا ليس بصحيح؛ لأن آية النور نزلت قبل سورة التوبة، وسورة النور نزلت في بداية أمر المدينة، وهذه آخر ما نزل.
فالفصل بين الآيتين: تلك إذا كانوا مع الرسول في مجلس كهذا.. يوم الجمعة في خطبته صلى الله عليه وسلم، أو في يوم العيد، أو في مشهد من المشاهد لا يقوم أحدهم حتى يستأذن، فإن أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم خرج، وإذا لم يأذن له جلس.
أما هنا لا يستأذنوه؛ لأنه أعلن التعبئة العامة والنفير الكامل، ولا مجال للإذن أبداً، فوجب الخروج.
قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ [النور:62]، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) أي: مؤمنون بحق وصدق، الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ [النور:62] كخطبة، محاضرة، جلسة، أشياء تتطلب الحضور، لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ [النور:62]، المنافقون كانوا يتسللون ويهربون ولا يستأذنون، والمؤمنون الصادقون في إيمانهم لم يذهبوا حتى يستأذنوه أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النور:62]، فهذه الآية على ظاهرها.
وهذه الآية كذلك: لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة:44] في أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ [التوبة:44] ما يستأذنونك في التخلف ولا في الجهاد، وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [التوبة:44].
وقال تعالى: وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ [التوبة:45] أي: قلوبهم مرتابة: مملوءة بالشك والارتياب، يؤمنون في أول النهار ويكفرون في آخره، يطالبون بفريضة المؤمنون منهم فقط يؤدونها، ويطالبون بأخرى تتعارض مع شهواتهم ومع أهوائهم يرفضونها، فهم في حيرتهم.
وقال تعالى: وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة:45]، أي: شكت في صدق ما هو صدق كالإيمان بالله ولقائه، والدار الآخرة.
فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة:45] أي: حيارى لا يدرون ماذا يفعلون، وسبب ذلك: هو كفرهم الباطن الذي أخفوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ خشية العقوبة أو ما ينزل بهم من البلاء، لكن الإيمان لم يستقر في قلوبهم، وحسبنا أن يخبر تعالى عن ترددهم في نفوسهم.
فهم لا يؤمنون بالله ولا بلقائه، قلوبهم فارغة من الإيمان بالله والدار الآخرة.
وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ [التوبة:46]، الانبعاث: بعثته فانبعث يعني الخروج بالدافعة، أي: الخروج الهائل ما يخرجونه.
ولكن: فَثَبَّطَهُمْ [التوبة:46]، التثبيط: أن يجعل قلبه غير راض ولا قابل للخروج، يؤثر البقاء والقعود على الخروج، يزين له الشيطان أشياء تصيبه في هذا الخروج من التعب والمحنة، فيقول: بقائي أفضل من الخروج.
القاعدون: النساء والأطفال والمرضى، والذين لا قدرة لهم على القتال، و(قاعدون) جمع (قاعد)، وهؤلاء أقوياء، فعقولهم وافية وأجسامهم قادرة على القتال، لكن قيل لهم: (اقعدوا مع القاعدين)، إما الرسول قال أو قال لبعضهم البعض، أو بمعنى حالهم تستدعي أن يقعدوا مع القاعدين، فالله هو الذي ثبطهم.
إذاً: وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة:46] لا تخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ أخبره أنه لا يستأذنه المؤمنون الصادقون في أن يتخلفوا عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم، وإنما يستأذنه الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ [التوبة:45] ]، (وارتابت قلوبهم) أي: قلوبهم ليست ساكنة ومطمئنة بالإيمان، بل مضطربة وشاكة.
[ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ [التوبة:45]، أي: في الإيمان بالله ورسوله ووعده ووعيده، فهم حيارى مترددون لا يدرون أين يتجهون، وهي حالة المزعزع العقيدة كسائر المنافقين، وأخبره تعالى أنهم كاذبون في اعتذاراتهم إذ لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، أي: أحضروا له أهبةً من سلاح وزاد وراحلة، ولكنهم كانوا عازمين على عدم الخروج بحال من الأحوال ] فلهذا ما أعدوا العدة.
[ ولو لم تأذن لهم بالتخلف لتخلفوا مخالفين قصدك متحدين أمرك. وهذا عائد إلى أن الله تعالى كره خروجهم لما فيه من الضرر والخطر، فثبطهم بما ألقى في قلوبهم من الفشل، وفي أجسامهم من الكسل كأنما قيل لهم: اقعدوا مع القاعدين.
هذا ما دلت عليه الآية: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة:46].
وقوله تعالى في ختام الآية الأولى: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [التوبة:44] فيه تقرير لعلمه تعالى بأحوال ونفوس عباده، فما أخبر به هو الحق والواقع، فالمؤمنون الصادقون لا يطلبون التخلف عن الجهاد؛ لإيمانهم وتقواهم، والمنافقون هم الذين يطلبون التخلف؛ لشكهم وفجورهم والله أعلم بهم، ولا ينبئك مثل خبير ].
أولاً: فضيلة الإيمان والتقوى، إذ صاحبهما لا يمكنه أن يتخلف عن الجهاد بالنفس والمال ]، تتحقق ولاية الله للعبد بالإيمان والتقوى، ومن لم يؤمن ولو اتقى وإن كان يستحيل أن يتقي بدون إيمان، ولو آمن ولم يتق لن ينفعه إيمانه، ولكن الذي آمن حقاً سيتقي.
[ ثانياً: خطر الشك في العقيدة وأنه سبب الحيرة والتردد، وصاحبه لا يقدر على أن يجاهد بمال ولا بنفس ]، فالشك خطره عظيم، فارتابت قلوبهم.. ولو صدقوا في إيمانهم ما ترددوا.
[ خطر الشك في العقيدة ] أي: في الإيمان بالله واليوم الآخر.
[ وأنه سبب الحيرة والتردد ] في نفوس هؤلاء المستأذنين.
[ وصاحبه لا يقدر على أن يجاهد بمال ولا بنفس.
ثالثاً: سوابق الشر تحول بين صاحبها وبين فعل الخير ].
هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما درسنا ونسمع.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر