وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عبـاد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
معاشر المؤمنين: حديثنا اليوم رسالةٌ مهمة، وبرقيةٌ عاجلة خطيرة، عن قضيةٍ منسية، أو مجهولةٍ عند بعض المسلمين، صرخات لم نسمعها، حتى رأينا أفواه القتلى مفغورة تدل عليها، وحناجر بُحَّت لم نلتفت لها حتى رأينا بصمات المُدى وآثار السكاكين على حلوق الأبرياء، ودموع سكيبة لم تُمسح حتى سال الدم بدل الدموع على الخدود.
ولكنني لما رأيتك غافلاً وقد كنتَ لي كفي وزندي ومعصمي |
بكيت دماً يوم النوى فمسحته بكفي فاحمرت بناني من دمي |
فلو قبل مبكاهم بكيت صبابةً لكنتُ شفيتُ النفس قبل التندمِ |
ولكن بكوا قبلاً فهيَّج للبكـا بكاهمْ فقلت: الفضل للمتقدمِ |
أيها الأحبة: هذا كله في كشمير أرض المستضعفين الذين يقولون: ربنا هيء لنا من أمرنا رشداً، واربط على قلوبنا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
وتمتد حدود هذا الإقليم ( جامو وكشمير ) مع باكستان إلى أكثر من سبعمائة كيلو متر، بينما الحدود المتاخمة للهند لا تجاوز ثلاثمائة كيلو متر.
أرضٌ ريانةٌ فينانة بحدائقها وأنهارها وجبالها التي يجللها بياض الثلوج، أصبحت الآن إقليماً ملتهباً، حرارةٌ على سطحٍ بارد.
و كشمير الآن قسمان:
قسمٌ محرَّر.
وقسم محتل.
يتكون من الوادي الكبير؛ وادي كشمير، وجامو، ولداغ، والغالبية العظمى -كما قلنا- للمسلمين.
في أواخر القرن الرابع عشر قَدِم داعيةٌ مسلم اسمه: بلبل شاه، قدم هذه البقعة الجميلة، فدعا مَلِكَها الذي يسمى: رينجن شاه، فأسلم الملك البوذي، واختار لنفسه اسماً إسلامياً، فتَسمى بـصدر الدين، وأسلم معه كثيرون من القادة ورجالات الدولة.
واستمر الحكم الإسلامي في كشمير حتى سنة (1819م) حيث استولى عليها السيخ.
وفي عام (1846م) احتلها منبع كل شر، وأصل كل فتنة، ودعاة كل فرقة، احتلها البريطانيون الإنجليز، ثم قام الإنجليز ببيع الولاية وسكانها إلى طائفة من القبائل الهندوسية والوثنية، واسمها: الدوجرة، باع البريطانيون المسلمين والإقليم الذين يعيشون عليه بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف:20] بِيْع الرأس المسلم ذكراً كان أم أنثى، صغيراً أو كبيراً بسبع روبيات.
وفي تلك الفترة نشأت حركة التحرير لولاية جامو وكشمير ، بقيادة مؤتمر مسلمي جامو وكشمير، وكانت تلك الحركة تهدف إلى إنقاذ الولاية المسلمة من براثن الملك الهندوسي هيري سنغ، وانضمامها إلى دولة الباكستان المجاورة، فتحرك العملاء ونشط المفسدون وأسسوا حزب المؤتمر القومي لولاية جامو وكشمير؛ لأجل إفساد عمل المسلمين والسعي إلى انضمام الولاية إلى الهندوس، وهذه مصيبة كل المسلمين في هذا الزمن؛ أن تتسلط الأقليات المنحرفة الكافرة على الأغلبيات المسلمة الصالحة؛ أن يتسلط الكفار على المسلمين، ولا أستثني إلا بقاعاً معدودةً محدودةً على وجه الأرض.
لقد تحركت الشبيبة المسلمة في كشمير، واستبسل المسلمون وقاموا بتحرير جزء كبيرٍ من ولايتهم على إثر تلك الإهانات والخيانات، وسَمَّوا ما حرروه: كشمير الحرة، عام: (1947م) واستطاعوا بفضل الله أن يخيبوا وينقُضُوا بمنطق القوة تلك الاتفاقية التي أجراها الملك الهندوسي، والتي تنص على إبقاء وضع كشمير كما هو معلقاً لا يُحسم حسبما وعدوا سلفاً، وما أكثر مواعيدهم، وعدوا أن الشعب الكشميري هو الذي يقرر مصيره بنفسه بأن ينضموا إلى الهند أو إلى الباكستان، ولكن لم يفُوا بهذا.
ولم يقف الظلم عند هذا الحد، بل تعدى الملك الهندوسي وتسلط فأبرم اتفاقيةً أخبث من آنفة الذكر بعد فراره على إثر حملات التحرير المسلمة من قبل الشباب المسلم، حيث وقَّع اتفاقيةً بموجبها يضم كشمير إلى الهندوس، والعجيب أن يتم هذا ويجثم الهندوس على صدور المسلمين في المناطق التي لم تحرَّر من كشمير في وقتٍٍ تتابعت فيه تصريحات زعماء الهندوس السابقين واللاحقين، ومن أبرزها: تصريحات عديدة للهالك جواهر لال نهرو، حيث يقول: إن ضم أي إقليم أو ولاية متنازَعٍ عليها ينبغي أن يبت فيها طبقاً لرغبات الشعب، وإن شعب كشمير سوف يقرر مسألة الانضمام إلى من شاء.
وفي تلك الفترة هرب ما يزيد على نصف مليون مهاجر إلى الباكستان ، وقامت الحكومة الهندوسية ، فأعلنت خدعةً لمن يريد السفر إلى باكستان أنها سوف تساعده، ولا تمانع من هجرته، فلما اجتمع الأغرار الراغبون في الهجرة فُتحت أفواه الرشاشات على صدورهم ورءوسهم فسقطوا على إثر ذلك، وسقط ما يربو على نصف مليون قتيل ما بين رجلٍ وامرأة، وعجوزٍ ورضيع، وبعد هذا كله رُفعت هذه القضية إلى أروقة الأمم المتحدة ( الأمم المتحدة على المسلمين) رُفعت أوراق القضية لتتمطى في أدراج ومقاعد هيئة الأمم ولتعيش مخاضاً أليماً أنتج قراراً مشوهاً، وهو: وقف إطلاق النار في الولاية، وعدم انسحاب الهندوس من أرض المسلمين.
وفي عام: (1949م) تم ذلك وليس ببعيد أن يكون هذا القرار وميلاده لَمَّا خيف على الهندوس من حملات المسلمين وجهادهم المستميت، ولَمَّا خُشي أن تسري روح الجهاد في نفوس الناس هناك، ثم أنتجت تلك القرارات التي نصت على إجراء الاستفتاء في الولاية ليقرر الشعب مصيره، ولكن لم يذعن الهندوس لهذا، أو يظهروا جديةً في تطبيق القرار، أو يفوا بوعود زعيمهم جواهر لال نهرو، بل تجاهلوا ذلك كله، واليوم بدءوا ينكرون القضية من أصلها، متجاهلين ما سلف منهم وعنهم؟
وفي عام: (1965م) قرر المسلمون أن يقوموا بالجهاد المقدس ضد الاستعمار الهندوسي، ولما انطلقت شرارة القتال الأولى حمل المسلمون حملاتٍ باسلة أفزعت الهندوس، فلم يجدوا مخرجاً سوى توسيع دائرة المعركة، فلما نشبت المعركة رد الهندوس بهجومٍ شامل استهدف كشمير وباكستان بالدرجة الأولى من أجل خلط أوراق القضية، ومع هذا باء الهندوس بفشلٍ ذريع، وهزائم مخزية، ولما رأى أعداء الإسلام أن الكفة في هذه المعارك لصالح المسلمين تدخَّل الاتحاد السوفيتي سابقاً ليكون حَكَماً في هذه القضية، وكالعادة قُلِبَت الموازين وجُعِل الظالم بريئاً، والمظلوم غاشماً معتدياً.
وبعدها التفت الهندوس مرةً أخرى التفاتة الذئب إلى فريسته بعد مطاردةٍ مضنيةٍ منهكة، فقام يجر شحنات هوانه والخزي الذي لحقه، لينتقم في أبدان الجياع والعزل والأبرياء من أبناء كشمير المسلمة، وتلكم صورةٌ من صور انتقام الجبناء.
لذا دأب الشباب المسلم في كشمير المحتلة على التحذير من الزواج بالهندوسيات، بل والتهديد، ومهاجمة محلات الخمور والفيديو والسينما، مع السعي الحثيث إلى نشر التعليم الإسلامي ولو بأبسط الأساليب للمحافظة على الهوية الإسلامية في المنطقة.
أيها الأحبة: وحيث يسعى أتباع هذه الجبهة إلى عبور خط الهدنة الفاصل بين كشمير الحرة وكشمير المحتلة وذلك:
لتقوم السلطات الهندوسية بالقبض على زعيم الجبهة العلمانية، ولتصنع منه بطلاً ورمزاً يتفاوض الهندوس معه وليغطَّى بذلك على القيادات الإسلامية، ويسحب البساط منها ويسلط الضوء على العميل اليساري. هذا أولاً.
وثانيا:ً لإيجاد فوضى لا حدود لها في باكستان حينما تمنع مسيرة عبور الحدود، حتى لا تندلع الحرب من جديد مرةً ثالثة أو رابعة بين الهند وباكستان.
ومما لا شك فيه أن هذه سياسةٌ هندوسية غربية لفصل كشمير الحرة عن المسلمين، وصرف الأضواء عن القادات الإسلامية، وقادات الجهاد الإسلامي في كشمير إلى قيادات علمانية، كما حصل في كثيرٍ من البلاد المسلمة التي نالت استقلالها ونشرت نفوذَها على أراضيها.
تغيير المناهج التعليمية في المدارس.
إيقاف تدريس القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
نشر الإباحية والفساد الخلقي في المعاهد والكليات.
تشجيع التبرج والسفور.
تشجيع الزواج بين المسلمين والهندوس.
تنشيط الخلاف والشقاق في صفوف المسلمين.
منع ذبح البقر تقديساً لها.
إباحة الخمور والمخدرات.
تأسيس دور السينما والملاهي الليلية وحمايتها.
المنع من تعدد الزوجات.
تحديد نسل المسلمين بنشر كل غذاءٍ ودواء في تركيبه ما يُسبب العقم للرجال والنساء.
هذه الأساليب السلمية ظاهراً، وأما أساليب القمع فأستأذنكم في إزاحة الستار عن مشاهد الحزن والأسى كي نسمع ونرى وقود المعركة، وضريبة المواجهة، وثمن العزة.
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ وما هو عنها بالحديث المرجَّمِ |
آلافٌ من المعتقلين دون محاكمة أو وفق قانون يسمح بذلك.
شيوع أعمال العنف.
سوء المعاملة لكل مسلم على نطاقٍ واسع مما سبب موت الكثير من الأفراد.
وتخصيص الهندوس؛ يخصص الهندوس وقد نطق بهذا أحد الدعاة السلفيين الصالحين المعروفين؛ جاء إلى مسجدنا هنا في ليلةٍ من ليالي رمضان، وأخبر والدموع تترقرق من عينيه، وقال: إن الهندوس الآن حينما يريدون أن يمارسوا نوعاً من الذل والهوان، فإنهم ينـزلون في قرية مسلمة وبمكبرات الصوت ينادَى المسلمون في بيوتهم أن افتحوا أبوابكم هذه الليلة .. لأجل ماذا؟ لكي يدخل عبدة البقر فيزنوا بمن أرادوا، ويغتصبوا من شاءوا، ويشذوا ويلوطوا بمن شاءوا، والويل لمن أغلق بابه، فالموت بإطلاق النار من فوهات البنادق والرشاشات لمن أبدى أدنى مقاومة.
في قرية كنام بوشي بورا ، في ليلة الثالث والعشرين من شباط فبراير عام: (1991م) -واسمحوا لي أن أنقل هذه التواريخ بالميلادي- دخل القرية مئاتٌ من جنود الكتيبة الرابعة التابعة للفرقة (68) مشاة، وفي ليلة باردة أُخرج السكان من منازلهم، وأوقف الأطفال والرجال والنساء في ملابس نومهم في العراء، وهم ينتفضون ويقشعرون من البرد، ودقت ساعة الصفر، فدخل الجنود ينهبون ويحرقون ويغتصبون؛ فحطموا الأبواب وطافوا بالبيوت واغتصبوا ثلاثاً وخمسين امرأة؛ أصغرهن: الطفلة ميشرا البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً، وأكبرهن: العجوز جانا البالغة ثمانين سنة، وكل واحدةٍ من الثلاث والخمسين امرأة تعرضت للاغتصاب الجماعي المتتابع المتوالي.
وهاكم قصةً أليمةً لمسلمةٍ انتهك الهندوس عرضها، فكتبت هذه الرسالة تقول فيها: نحن أخواتكم بين براثن الجنود الهندوس منذ أكثر من أربعين سنة، تُنتهك أعراضنا ليلاً ونهاراً، يتعاقب عبدة البقر على عوراتنا، غير أننا منذ سنتين بدأ الهندوس في مزيدٍ من هذه الأفعال، وبصفة جماعية ووحشية، وكم انتظرنا من إخواننا في العالم الإسلامي أن يهبوا لنجدتنا كما قام محمد بن القاسم الثقفي لنجدة مسلمةٍ في السند، ولكننا عندما لم نجد ولم نرَ أي استجابةٍ لصرخاتنا ظننا أن المسلمين لا يعرفون عما حدث بنا، ولا يدرون عما حل بنا على أيدي الهندوس فقررت أن أكتب هذه الرسالة. تقول المسلمة المغتصبة الهاربة: قررت أن أكتب هذه الرسالة، وأضعها في عنقي وألقي بنفسي في نهر جيلم لعل جثتي أن تصل إلى كشمير الحرة، أو إلى باكستان، وتصل الرسالة معها إلى إخواننا في العالم الإسلامي. وبالفعل لقد وُجِدت تلك الجثة الغريقة طافيةً على شاطئ النهر، وُجِدَت في كشمير الحرة، ونُشِرت الرسالة في الصحف الباكستانية، ونُشِرت في الصحف الإسلامية، وتُلِيت على أسماع المسلمين وكان ماذا؟
.................... تسعون ألفاً لعمورية التهبوا |
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا نضجاً وقد عُصِر الزيتون والعنبُ |
وأما تصفية قادة المسلمين في كشمير: فقد قتل الشيخ محمد فاروق إمام أكبر مسجدٍ في كشمير، أطلق عليه الرصاص في مكتبه بوابلٍ من الطلقات، وعندما شيع المسلمون جنازته لم يقف الحقد الهندوسي في الحياة، بل تبعه حتى بعد فراق الحياة وبعد الممات، أطلقت الشرطة الهندوسية على مشيعي الجنازة بل وعلى الجنازة فوق النعش نيرانها وقتلت الكثير من مشيعي الجنازة.
وأما إخصاء المسلمين وتحديد نسلهم وتهجيرهم وتوطين الهندوس مكانهم كما يفعل اليهود الآن في فلسطين:
فحدث عن هذا ولا حرج.
أيها الأحبة: لقد نشطت الجمعيات الهندوسية الداعية إلى تكفير المسلمين وردتهم عن دينهم، وكثفت جنودها في كثيرٍ من المناطق التي يسودها الجهل، وحققت بعض ما تصبوا إليه، إذ ارتد حتى الآن أكثر من (مائتي ألف مسلم) حسب الإحصائيات الواردة، ولا يملك المسلمون في الهند إلا القلق والأسى أمام إخوانهم الذين يرونهم يرتدون وهم عاجزون أن يقدموا لهم شيئاً.
أما هذه الواقعة التي ستسمعونها الآن فتهيئوا بجأش ربيط، وصبروا مشاعركم لاستماعها:
استغاثة إلى الضمير من أحد الكشميريين الذين ابتلوا على أيدي مفترسي الهندوس.
يقول المظلوم: في لحظاتٍ غير بعيدة دخلت فرقة من قوات الأمن الحدودية، دخلت بيتي كأنها حيواناتٌ مفترسةٌ من الغابة، وكنت الرجل الوحيد في البيت، أردت الفرار لإنقاذ حياتي ولكن وجدت العافية في إلقاء القبض علي لما رأيت الأسلحة في أيديهم، كنت الرجل الوحيد بين يدي أطفالي وزوجتي، أخرجوني من البيت ثم ربطوا الرباط على عيني، وربطوا يديَّ خلف ظهري وزوجتي وبناتي وأطفالي كلهم ينظرون ويصرخون لهول هذا المشهد، ولكن لم يستطيعوا أن يقدموا شيئاً من شدة الرعب والوحشية، أدخلوني في الشاحنة بعد أن غطوا عينيَّ وربطوا يديَّ، والشاحنة كانت مليئةً بشباب كشمير المسلم، والصراخ والأنين يمزقان نياط القلوب، والجنود يسبون ويضربون بأطراف البنادق، فجأةً علت صرخة مؤلمة حين ضُرِبَت جمجمة المسلم الكشميري بعقب البندقية، فسقط على ظهره مغمىً عليه، ضحك الجنود وقهقهوا؛ لأنهم يتمتعون بهذا المشهد، وكانت الشاحنة تتوجه إلى مقرها المجهول، وما كان لنا إلا أن نتحمل ضربات البنادق، وكان هؤلاء الظالمون يمشون أحياناً على جثث الناس، ثم يدوسون أجسامنا بأحذيتهم، وقفت الشاحنة بعد مسافة استغرقت الساعات، وبدأنا ننتظر مصيبةً جديدةً متوقعة، ما علمنا عن مكان وجودنا إلا بأصوات الطائرات كأننا بجوار مطار سرنغار ، كانت أيدينا مربوطة والعيون مغطاة غير مفتوحة، فكيف ننـزل من الشاحنة، هذا ما كنت أفكر به حين ضربني أحد الجنود بقدمه وركلني من ظهري فسقطت على كومة الناس كما يلقى كيس الدقيق، ثم تتابع سقوط الآخرين علينا، وأثناء سقوطي شعرت أن في فمي حصاة ملحٍ، نُقِلْتُ في هذه الحالة إلى غرفةٍ حيث وجدت أنني وحيد، وأخرجت من فمي حصاة الملح، ولكنني وجدتها سناً من أسناني فما كان الملح في الفم إلا الدم الذي سال بسبب نزع السن لأن الإصابة كانت شديدة، وفجأةً ضرب أحدهم بساق البندقية على رأسي، فساد الظلام في عيني، ثم وقعت على الأرض مغمىً علي، ولما استعدت الوعي وجدت رجلين، واحداً يمسكني من اليدين، والآخر من القدمين، ونثرا في عيني مسحوق الفلفل فبدأت أتململ من شدة الألم، طلبت شربة ماء، فقيل لي: أتريد ماءً ... ردد ونادِ وادعُ إلهك الذي تسبح به، ادع إلهك وردِّد كلمةً يرددها المسلمون، يريدونه أن يقول: (لا إله إلا الله) فأخذ يصرخ بملء فيه: (لا إله إلا الله، لا إله إلا الله) فقيل له: قف، فقد دنا وصول الماء إلى فمك، وما هي إلا لحظات إلا وجنديٌ هندوسي يبول في فم هذا المسلم، ثم علقوه من رجله إلى سقف الزنزانة والصرخات كانت ترتفع من كل جانب، يقول: شَمَمْتُ رائحة احتراق اللحم، كانوا يطفئون السجائر في أجسام السجناء، والسجين ينادي بصوتٍ عالٍ: الله.. الله.. والجنود يستفسرون منه: أين ولدك يا حمار؟ والشيخ يتضرع إليهم بقوله: ابني لم يعد منذ سنتين ولا أعلم عنه شيئاً، أنا أبٌ لأربع بنات، ارحموني لله، فيرد الهندوسيون بقهقهة وهم يتمتعون بتعذيبه: هل تأتي لنا ببناتك لو أطلقنا سراحك؟ ثم ضرب أحدهم الشيخ بقدمه فيسقطه مغمياً عليه، ثم تنبعث رائحة احتراق الشعر، كان الظالمون الهندوس يحرقون لحية الشيخ، ولما بدأ هذا الحريق يشتعل في لحية الشيخ وبلغ وجهه وأخذ يصرخ تقدم أحدهم يطفئ الحريق ببول يبول به على وجه الشيخ.
إلى الآن يقول هذا المسلم: كنت معلقاً وأشعر بأن الدم يجتمع في رأسي ووجهي، وكاد رأسي ينفجر، ولما أفاق الشيخ الذي بجواري من الإغماء، طلب الماء للوضوء، فقال أحدهم: قم وتوضأ بالبول يا حمار.
ثم تقدم الوحشيون إلى شيخٍ آخر، وقالوا له: يا حمار لقد قُتِل ابنك، ولو سلمت إلينا بنتك لأطلقنا سراحك، ثم بصقوا على وجه الشيخ واحداً بعد الآخر، ثم مزقوا لباسه وأظهروه يجرون سوءته، ويسألونه ويقولون: أين كلاشينكوف ولدك؟
كان معظم المعتقلين يقضون حوائجهم من الغائط في أحذيتهم، أما الماء فيقدم في الصباح قليلاً وفي المساء قليلاً في آنيةٍ مملوءةٍ ممزوجةٍ مقذرةٍ بالبول والغائط.
ولا تسل عن عدد الشيوخ والصالحين المسلمين الذين نراهم يهانون بإظهار عوراتهم وسوءاتهم أمام الآخرين، أنواعٌ وألونٌ من الهوان.
وبعد هذا يقول: نقلنا بالطائرة إلى مدينة جامو ، وكنا ثلاثين شاباً، بعد الخروج من المطار وصلنا إلى مركز التفتيش، حيث كانت جماعة من المفترسين في انتظارنا.
ثم ماذا جرى علينا من أنواع التعذيب بعد ذلك؟
ألقونا في حافلةٍ ونحن في حالة إغماء، وعاد إلينا الوعي حين مررنا من سوق جامو والجيوش يصبون علينا ألوان النجاسة من البول والغائط والماء الفاسد، وهنا ازدحموا وبصقوا علينا وركلونا، وقالوا لنا: مبروك التحرير، خذوا الحرية، وذوقوا لذة الاستقلال.
بعد ذلك: وصلنا إلى مركز تعذيبي في جامو وواجهنا أشد أنواع التعذيب في أول وهلة، كووا أجسامنا بقضائب متأججة، وأدخلوا شموعاً مشتعلةً في بطون الشباب، وأنواعاً من الحديد ملتهبة في أدبار الرجال، وكانوا يسوقون الإسطوانات الثقيلة على الأجساد، ومن أنواع الأذى كانوا يجرون الأجفان، والألسنة، والشفاه، وشعر اللحى، وبعد شهرٍ كامل تركونا على شوارع سرنغار في ليلةٍ باردة، سلبوا منا النقود وسلبوا منا كل شيء وبعد ذلك رموا بنا في الشارع، ولما عدنا إلى بيوتنا علمنا أن أقاربنا قد قتلوا، والشباب ألقي القبض عليهم، والنساء المسلمات اغتصبن وانتهكت أعراضهن، وسمعت وعلمت أن كثيراً من النساء ألقين بأنفسهن من سطوح المنازل حفاظاً على أعراضهن في عملية دخول الجنود للقرية، وعملية اغتصاب الأطفال والنساء.
لماذا يذبحون ونستكينُ ولا أحدٌ يرد ولا يُبينُ |
أللإسلام نسبتنا وهذا دم الإسلام أرخص ما يكونُ |
تغوص خناجر الهندوس فينا وينحرنا التسلط والجنونُ |
ونحن نغط في نومٍ بليدٍ وتضحك من بلادتنا القرونُ |
وإن المؤمنين بكل أرضٍ شريدٌ أو سجينٌ أو طعينُ |
لقد ضاقت سجون الأرض فيهم وما ضاقت بهندوسٍ سجونُ |
دم الإسلام مسفوحٌ فمن ذا يرد له الكرامة أو يصونُ |
تحاصرنا المجازر كل يومٍ وتهدم في مرابعنا الحصونُ |
فكم من مسجدٍ أضحى يباباً وعاث به التهتك والمجونُ |
نباد نباد والأموال فينا على هلعٍ يضن بها الضنينُ |
فلا خيل الفتوح تطير شوقاً ولا سيف الكرامة يستبينُ |
وما ذنب الضحايا غير دينٍ تهون له النفوس ولا يهونُ |
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8].
والجرحى من الرجال والنساء: (22.000 جريح)!
والطلاب الصغار الذي أحرقوا وهم أحياء في منطقة كبوارة : (220 طفلاً)!
و(400) طفلٍ في مدرسةٍ ابتدائية هُدمت المدرسة عليهم!
والسجون مليئةٌ بما يزيد على (18.000) شابٍ، يَلْقَون ألوان التعذيب، والمسجونون غيرهم كثير!
وأما الذين أحرقوا: فقد جاوزوا المئات!
والمهاجرون: جاوزوا عشرات الآلاف!
ومن عزلوا من وظائفهم من المسلمين: جاوزوا الآلاف!
وأما اللاتي انتهكت أعراضهن: فقد نِفْنَ على الخمسة آلاف امرأة!
عدد النساء اللائي قُتِلن بسبب هتك الأعراض، بسبب توالي الهندوس على فروج المسلمات: مات أكثر من (110) نساء!
عدد النساء اللائي هربن وألقين بأنفسهن في النهر: أكثر من (200) امرأة!
عدد الحوامل اللائي أجهضن: بلغن (60) امرأة!
عدد اللائي توفين خلال عملية الولادة، إذ لا عناية ولا علاج: أكثر من (200) امرأة!
عدد الذين قطعوا خصيهم جبراً وقهراً في قرية كيلو بورا : أكثر من (400) شاب، يجرد المسلم، وتُجَر خصيته، وتقطع، ويقال له: حتى لا يخرج من نسلك أو من ظهرك مسلم أبداً!
وأما الذين ذبحوا ذبح الشياه أمام الآباء والأمهات: ينيفون على الثلاثمائة شاب!
وعدد الأطفال الذين ماتوا بسبب المجاعة والتشرد: أكثر من (230) طفلاً!
والمتاجر التي أحرقت: تزيد عن (20.000) متجر!
والمدارس؛ مدارس تعليم القرآن وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تزيد عن (550) مدرسة: كلها أُحْرِقت وهُدِّمت!
والأنعام التي أحرقت؛ المواشي، البهائم التي يملكها المسلمون، وهي مصدر رزقهم بعد الله؛ تحرق أمام المسلم، وتتدحرج دمعة المسلم وهو يرى مواشيه وأنعامه تحرق: أكثر من (1000) حيوانٍ وبهيمة!
أما الزروع: فقد أتلفوا ما تزيد قيمته على (1000.000.000)!
نناديكم وقد كثر النحيبُ نناديكم ولكن من يجيبُ |
كان لا مناص ولا خيار عن الجهاد على أرض كشمير لإقامة دولةٍ إسلامية، حتى ولو أريقت الدماء، أو تدحرجت الرءوس، فلأن نقدم قرابين النصر والعزة من شباب الأمة لتحيا الأمة عزيزةً أبداً خيرٌ من أن نستسلم للذل والهوان، فتُذْبَح الأجيال تلو الأجيال خوفاً على الحياة، ثم لا نجد الحياة إلا بذلٍ وهوان، وقهرٍ واغتصاب، وهل من سبيلٍ غير الجهاد؟ رغم الوعود الهندوسية ووعود هيئة الأمم الزائفة والقرارات المتحدة ضد المسلمين لم يجرِ استفتاء لأجل مسألة الحكم الذاتي، أو انضمام كشمير لـباكستان.
هنيئاً للعالم بالنظام الجديد! هنيئاً للعالم بـهيئة الأمم ! هنيئاً للمستضعفين بهذه! هنيئاً لأولئك الطواغيت بهذه الأنظمة الجائرة!
أيها المسلمون: هل من سبيل سوى الجهاد، وقتل الكشميري قانونٌ هندي؟! وهل من سبيل غير الجهاد، واغتصاب المسلمة الكشميرية أمرٌ عسكريٌ ملزِمٌ للجندي الهندوسي؟! وهدم المنـزل، وإحراق الزرع ضرورةٌ تمليها مصالح الوثنيين؟!
لأجل هذا بدأ الجهاد في كشمير ، وتفجر في مواقع عديدة، والنصر قادمٌ بإذن الله، بدأ الجهاد بوصيةٍ من أمر الله وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم، وبدأت المواجهة، وكان ذاك ميراثاً ورثه الجيل المسلم في كشمير من شيوخه وعلمائه، أمثال:
الشيخ/ نور الدين الداعية والواعظ المعروف ورئيس جمعية أهل الحديث المتوفى عام: (1405هـ).
والشيخ/ غلام مباركي.
والشيخ/ محمد يوسف شاه.
والدكتور/ غلام علي.
والشيخ/ أحمد وفائي.
والشيخ/ سعد الدين.
من المشايخ الذين حملوا لواء الجهاد هناك.
وبالفعل وعلى أرض الواقع انطلقت شرارة الجهاد، وذاق الهندوس الألم كما ذاقه المسلمون، وصدق الله: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ [النساء:104] .. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ [آل عمران:140].
فبحمد الله وعونه بلغ حتى الآن عدد القتلى من جِيَف الهندوس: ما يزيد على (10.000) هندوسي.
ناهيك عن المغامرات الليلية المثيرة الممتعة في خطف واغتيال القيادات الهندوسية.
وأما تدمير المصالح الاستراتيجية للهندوس فحدث عن هذا ولا حرج.
لقد كانت استجابة الشعب المسلم في كشمير المحتلة أكبر من الإحصائيات، وأكبر من التوقعات المحتملة، فعلى الرغم من هذه المسلسلات البطشية والاعتدائية اليومية إلا أن جموع المتدفقين في مسيرات عارمةٍ أمام الهندوس يزيدون في بعض الأحيان على ثلاثة ملايين ونصف مليون مسلم يملئون الأزقة والطرقات، ويرفضون الاستبداد الهندوسي، يقفون ليسجلوا مع إشراقة كل صباح في الوادي الكبير أو سرنغار أو غيرها بياناً يبشر بفجر قادم للمسلمين، وخيبةٍ وهزيمةٍ لتأبين وطرد الهندوس.
إن المعركة الدائرة التي يقودها المسلمون بقيادة الاتحاد الإسلامي لتحرير كشمير المسلمة والذي يضم إحدى عشرة منظمة إسلامية، قد توحدت في قيادةٍ واحدة ليكسبوا التأييد الشامل من شعب كشمير، الذي وجده قوياً أميناً على حمل هذه الأمانة، وبالفعل تراجع الهندوس وعرضوا عروض الهزيمة والانسحاب، عرض الهندوس على المسلمين في كشمير المحتلة أن يشكل المسلمون حكماً ذاتياً تحت وصاية هندوسية؟ فأبى المسلمون ورفضوا، وأبوا إلا طرد الهندوس والاستقلال التام، وهذا هو الجواب؛ الإباء، الرفض، الامتناع من تقديم وقبول أنصاف الحلول، هذا خيرٌ من العبث في القضية بعد إراقة الدماء.
والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السَّلَمِ |
ولله در القائل:
دعموا على الحرب السلام وطالما حقنت دماءً في الزمان دماءُ |
وإن النصر قادمٌ بإذن الله، وبوعد من الله القائل: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [القصص:5].
وقد ظهرت علامات هذه الهزيمة للهندوس، حتى أمام الغرب الحاقد، فهذا مراسل مجلة التايم الأمريكية يقول في تحقيق نشره: إن الروح المعنوية للجنود الهندوس في تدنٍ وانهيار، الأمر الذي جعل الحكومة تلجأ إلى فتح باب تعاطي المخدرات بينهم للهروب من أزماتهم النفسية.
وأما حالات الاستسلام وإلقاء السلاح والهرب فحالات كثيرة ولا غرابة.
أقول أيها الأحبة: لا عجب أن يغيبوا بالمخدرات والحشيش عن واقع ما هم فيه؛ لأن من يقدم ليموت ويقتل شهيداً في سبيل الله، ليس كمن يُدْفَع بالتهديد وبالتخدير ليموت في سبيل وثنٍ؛ فَرْجاً كان أو بقرةً أو شُعلةً من نار.
أيها الأحبة: والله لو أن ما حل بالمسلمين حل بالنصارى لدقت نواقيس الكنائس، وما كفَّت أجراسها عن العزف، ولما خلع النصارى ثياب الحداد في جميع أنحاء العالم؛ ولكن فليعلم الكفار أن الإسلام قادم، وليعلم الكفار أن العملاق ينتفض ليقوم، وتلك سنة ووعد من الله وعقيدةٌ ننتظر حلولها، إن أدركناها أو سوف يدركها أبناؤنا أو أبناء أبنائنا: (ليُظْهِرَن الله هذا الدين، وليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار حتى لا يبقى بيت مدرٍ ولا حجرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل).
ولقد ظهرت فضيحةٌ عجيبة؛ كشفت الكوماندوز الإسرائيليين الذين اختطفوا وهم في مهمةٍ لمساندة الجيش الهندوسي، وقد تستر الهندوس عليهم بدعوى أنهم سواح قدموا من تل أبيب؛ ولكن أبى الله إلا أن يكشفهم ويفضحهم، فقد شهد شاهدٌ من أهلها، وأفاد المحللون العسكريون من مصادر عسكرية في لندن وغيرها، أن هؤلاء الكوماندوز تدربوا خمسة أشهر في تل أبيب، ثم توجهوا إلى نيبال والهند ودخلوا حتى في كشمير، ودنوا حتى بلغوا موقعاً قرب المفاعل النووي الباكستاني ومعهم من المتفجرات ما يكفي لتفجير المفاعل من بُعد أو عن طريق الرادار.
ولم يعُد اتحاد اليهود مع الهندوس أمراً جديداً فهم يقفون على خطٍ متقدم في مواجهة قضيتين مهمتين:
الأولى: يقف اليهود مع الهندوس لتنفيذ أمرين مهمين في كشمير:
كسر شوكة المسلمين في كشمير.
وفي الهند عامة.
والثانية: ضرب المفاعل النووي الباكستاني، الذي صرح رئيس هيئة أركان الجيش اليهودي عام: (1986م) عنه بقوله: إن المفاعل النووي الباكستاني هدفٌ لا بد من ضربه؛ لأنه قوةٌ إسلامية تهدد أمن اليهود.
وإلا فما الذي يعنيه أيها الأحبة: وجود (350) رجل كوماندوز يهودي يتعاونون مع الهندوس لضرب المسلمين في كشمير ؟!
لقد كشفت هذه الحادثة؛ حادثة اختطاف الكوماندوز الإسرائيليين أبعاداً لتعاونٍ وثيق الصلة، ومتين الرابطة بين عُبَّاد العجل وعُبَّاد البقر، بين اليهود والهندوس، ألا وهي: أن وجوداً نشطاً للموساد الإسرائيلي يعمل في الهند على تجنيد العديد من الهندوس وإرسالهم للعمل في البلاد العربية تحت مهنٍ متعددة، ووالله لو يعلم المسلمون ما يسعى الهندوس أولئك الذين ترونهم فتحتقرونهم وتظنون أنهم يهزون رءوساً غبية، لو تعلمون ما تسعى إليه قياداتهم وما يسعون إلى تحقيقه من تنامٍ وسيطرة لما ترددنا لحظة في مقاطعة هذه الشريحة النجسة من البشر؛ مقاطعةً اقتصادية لا تقف عند حد الصادرات الضرورية، بل مقاطعةً عامة، ولا تقف عند حد استيراد السلع منهم بل تتعداها إلى تسريح كل رعاياهم من بلادنا ونستثني المسلمين منهم.
هل يعلم المسلمون أن الهندوس يحلمون أن يجعلوا المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس بحيرةً هندية؟!
وهل يعلم المسلمون أن الهندوس يسعون ليكونوا قوةً عسكرية يمدها الغرب لتكون عصا التهديد لكافة دول منطقة شرق آسيا؟! وإلا فما الذي يعنيه سكوت الغرب عن أفعال الهندوس؟! وما الذي يعنيه تصريح متعصبٍ هندوسي اسمه الدكتور/ باتين ! يقول: إن حاجة الهند إلى البترول تلح عليها بضرورة الالتفات إلى الجزيرة العربية والعراق والخليج وأن الهند قوةٌ بحرية عظيمة، ومن الواجب أن يتحول المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس ليصبح خليجاً تملكه الهند؟
وقد لا يظهر كل ما يضمره الهندوس، قد لا ترونه في لحظةٍ واحدة؛ لأنهم يعملون بالحكمة الهندوسية التي ورثوها عن أبيهم الروحي جوتليه، حيث يقول: إذا أردت قتل عدوك فأظهر له العلاقة، وإذا عزمت على قتله فعانقه ثم اطعنه وحينها اذرف عليه الدموع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون.
وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.
أيها الأحبة: تصبروا ولو تصبب العرق على أجسامكم فقد صُبَّ الرصاص على إخوانكم.
قد يقول قائل: لماذا يَزُج المسلمون بأنفسهم في حروبٍ سابقةٍ لأوانها، ومعارك غير متكافئة، أو لا نجد فيها على الأقل أوليات وأسس العمل العسكري، حتى إذا اصطلى المسلمون بلهيب المعركة صاح الصائحون، وناح النائحون، يبكون بالدموع ويتحدثون بالدماء عما حل بهم على إثر تلك المواجهة الجائرة؟
الجواب على هذا أيها الأحبة يتضح حينما نسأل ونقول: وهل ترك الأعداء للمسلمين شيئاً يخافون عليه؟!
هل بقيت مساحة لم تلوث بالقتل والسلب والاغتصاب والاعتداء؟!
ماذا بقي للمسلمين حتى يحافظوا عليه في كشمير بدعوى العقلانية والاتزان؟!
هل بعد ذبح الأئمة، وهدم المساجد، وإخراج الناس، واغتصاب العفيفات حيزٌ لمصلحةٍ أو مكاسب يحافظ عليها المسلمون حتى لا يدخلوا في الجهاد مع أعدائهم؟!
وإلى متى العيش في ذلٍ وهوان؟ حتى يخرج الغائب صاحب السرداب.
وهل في السرداب أحد؟!
وإلى متى هذا كله؟!
لأجل هذا لم يكن أمام المسلمين خيار في إعلان الجهاد، حتى ولو أدى وأفضى إلى مُضِي الأرواح والدماء والأشلاء في الطريق؛ لتكون وقود المعركة الحاسم، ومعالم في طريق الفجر المرتقب. وما الذي يضير الأمة أن تبذل العشرات والمئات أو الآلاف من دمائها وأموالها بإرادة واختيار، وعزةٍ واستشهاد؛ ليجني الملايين ثمرة هذا الغرس الطاهر الذي سُقِي بالدماء، ليجنوا ثمرتهم نصراً وتمكيناً، فيعبدوا الله وحده لا شريك له؟!
إذا كان الدم في كشمير ثمناً لا بد من تقديمه، ولا بد من بذله ضريبةً على الإسلام، فلأَنْ نبذل الدماء في الوقت الذي نريد، وفي الزمن الذي نريد، وعلى المساحة التي نريد، وفي المعركة التي نريد، خيرٌ آلاف المرات من دماءٍ تسفح رغماً عن أنوف أصحابها.
لست بهذه الخطبة أدعو إلى شن هجومٍ شامل، أو حربٍ مباغتة، فهذا أمرٌ يقدره المرابطون عن قرب، المصطلون بجحيم المعركة الملتهبة على ذلك السطح البارد في أرض كشمير ، وما أخال أولئك المرابطين قد فعلوا هذا أو أقدموا عليه إلا بفتوى من علماء المسلمين الذين يعنيهم الأمر، يقدرون معها رجحان المصلحة على المفسدة، وأياً كان الواقع في كشمير المحتلة؛ جهاداً، أم إعداداً، أم حرباً شاملة على المشركين والوثنيين، فإننا وإياكم لا نعذر أبداً في الإعداد للمعركة قبل بدايتها، وما دامت قد بدأت فهذا يحملنا مسئولياتٍ جسام أن نتخذ مواقعنا في كل مكانٍ منها.
ولكنا نقول:
هل انتظمت فينا واطردت آلية المساندة للجهاد، وآلية الإعداد للمعركة قبل نشوبها؟!
هل بدأنا بتجهيز الغزاة؟!
هل أعددنا قوائم الكفالات والرعاية للأرامل والأيتام الذين يتزايدون حتى الآن نتيجة حرب العصابات؛ فإذا تضاعفت الأرقام بعد المعركة لا نجد حرجاً في استيعاب المزيد؟!
هل رُتِّبت وأُعِدت خطوط الإمداد والمساندة بتكوين مخازن الذخيرة، ومواقع التدريب، ومراكز العمليات هناك؟!
هل فتحت المكاتب الإعلامية للقضية الكشميرية في كل عاصمةٍ ومدينةٍ من مدن العالم الإسلامي؛ ليكون المهتمون بالقضية على علمٍ وصلة بآخر تطوراتها وأنبائها؟
ألا تحنكنا التجارب؟!
أليس لنا في الجهاد الأفغاني والبوسنوي دروسٌ وعظات؟!
هذا جهاد، وهذه عقبات منها: التعتيم الإعلامي، وحاجات منها: الحاجة الشديدة إلى السلاح والدعم المتواصل. وإنا نخشى أن تقطف الثمار.
فإلى كل مسلمٍ ومسلمة: نرجو منكم الدعاء!
وإلى كل إعلاميٍ وصحفي من تليفزيوني وإذاعي: ماذا قدمتم لـكشمير؟!
هل من ندوة؟!
هل من تقرير؟!
هل من تغطيةٍ دوريةٍ لهذه القضية؟!
إلى كل معلمٍ ومعلمة: هل شرحتم للطلاب والطالبات قضية كشمير ؟!
إلى كل نادٍ أدبي: أين شعركم ونثركم، وقصتكم ورواياتكم ومقالاتكم عن كشمير ؟!
إلى كل نادٍ رياضي: هل خصصتم شيئاً لـكشمير ؟!
إلى كل جريدةٍ أو مجلة: أين زاوية كشمير الدائمة في مجلتكم؟!
إلى كل خطيبٍ وإمام: هل أسمعتم المصلين وراءكم شيئاً عن كشمير ؟!
إلى رب كل أسرة: هل جعلت صندوقاً صغيراً لتجعل القضية في نفس أبنائك؟!
إلى المسئولين عن اللجان الثقافية في الجامعات والكليات والمعاهد؛ إلى المسئولين عن مكاتب الدعوة: هل أعددتم ندواتٍ ومحاضراتٍ عن كشمير ؟!
هل استضفتم أحداً من أبناء كشمير ليشرح القضية وآخر ما وصلت إليه إلى المولعين بالسياحة والسفر؟!
هل زرتم كشمير الحرة الآمنة؛ لتطلعوا عن قرب حال إخوانكم في كشمير المحتلة، فتكون أموالكم دعماً ولو غير مباشر؟!
أيها المسلمون: وما لكم لا تبذلون؟!
ما لكم لا تنفقون؟!
ما لكم لا تجهزون الغزاة؟!
ما لكم لا تمدون بالسلاح والعتاد؟!
أيها المسلمون: إن تحرير كشمير من أيدي الهندوس، وطرد عُبَّاد البقر من أراضيهم ليس أمراً مستحيلاً أو معجزاً!
أيتحرر الصرب من اتحاد يوغسلافيا ويبسطو نفوذهم، ويُحْكَم على المسلمين في كل مكان بأن يبقوا أذناباً وأذلاء تحت الوثنيين؟!
لقد خرجت روسيا وانسحبت من أفغانستان!
ولقد انسحب الأمريكان من فيتنام، ولم يكن للفيتناميين من عقيدةٍ حقة سوى إيمانهم بعدالة قضيتهم!
فما بالكم بـكشمير وقد اجتمع فيها شرعية الجهاد، وعدالة القضية؟! وتصرخ كشمير، وتئن كشمير، وتبكي كشمير؛ إذ يطول فيها ليل الذل!
وبعد هذا كله، هل نجد لها موقعاً من اهتمامنا، ومكاناًمن عطفنا ونجدتنا؟!
هل تجد المساجد والمآذن والمنابر من يثأر؟!
هل تجد العفيفات من ينتصر؟!
هل يجد الأبرياء من يهب؟!
هل لليتامى والأرامل والأيامى من يمسح الدموع، ويضمد الجراح، ويوقف النـزيف؟!
أمسى يكون حالنا كما قال القائل:
فلا الأذان أذانٌ في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذانُ |
أيها المسلمون:
أتُسْبَى المسلمات بكـل أرضٍ وعيش المسلمين إذاً يطيبُ؟! |
أيها المسلمون: إن كان للمسلمين في كشمير أمل فلن يكون لهم أملٌ في نصرٍ أو تمكين إلا بالله وحده ومددٍ من عنده أولاً، ثم في إخوانهم المسلمين.
لن يكون للمسلمين في كشمير أملٌ في الشعوب الوثنية، أو البوذية، أو النصارى واليهود، وإنما أملهم في المسلمين، وأنتم يا أهل هذه البلاد أَمْثَلُ المسلمين طريقة، وأهداهم سبيلاً.
لئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في عقيدةٍ تخلِّصهم من هذا الظلم والعدوان، فلن يكون أملهم في صلبان الكنائس، أو الهيكل المزعوم، أو الغائب المنتظر، وإنما أملهم في عقيدة التوحيد النقية.
وأنتم يا أهل هذه البلاد! مهبط نزولها، ومقر تجديدها، ومختبر نقائها وصفائها.
لئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في قوةٍ مالية، فلن تكون آمالهم في جياع الصومال أو مشردي البوسنة، أو اللاجئين في طاجاكستان، وإنما أملهم بعد الله فيكم يا من تملكون الفضل من الأموال.
ولئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في قائدٍ مسلم أو زعامة موحدة فلن تكون إلا في حاكمٍ مسلمٍ، وزعيمٍ موحد يخدم الحرمين ويحدب عليهما، لن يكون أملهم إلا في زعيمٍ مسلم، وعلماء مسلمين، ودعاةٍ مسلمين، لن يكون أملهم بعد الله إلا في قائدٍ مسلم يخدم الحرمين ويحدب عليهما، ولن يكون إلا فيمن جعل العقيدة الإسلامية شعاره ودثاره.
ومن هذا المنبر أرسلها برقيةً عاجلةً دامية إلى ولي أمرنا وولاة أمرنا، وإنا على ثقةٍ بالله أن صدورهم لن تضيق بـكشمير فلن يضيق صدركم يا ولاة الأمر! في هذه البلاد بقضية كشمير وقد اتسعت قبلها لقضية أفغانستان.
وما الصلح الذي حصل للمجاهدين في مكة المكرمة إلا ثمرةٌ من ثمرات سعيكم المباركة، لقد اتسعت صدور ولاة الأمر هنا للمسلين وقضية أفغانستان على مدى ثلاثة عشر عاماً، واتسعت صدورهم لجراح البوسنة والهرسك، واتسعت صدورهم لجياع الصومال وما حل بهم وما ينتظرهم.
فأملنا يا ولاة الأمر! في هذه البلاد أن تجعلوا لهذه القضية من صدوركم نصيباً ومكاناً، وأملنا أن يكون لخادم الحرمين وللعلماء والدعاة ولكم أيضاً أجر كل يتيمٍ كفله كافل، وأجر كل أرملةٍ عالها عائل، وأجر كل مَدْرَسة تُلِي فيها كتاب الله، وعُلِّم فيها توحيد الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن قضية كشمير قضيةٌ كبيرة تحتاج إلى رجلٍ كبير، وقلبٍ كبير، وهَمٍّ كبير، ولن يُعْدَم ذلك فيكم.
أيها المسلمون: دعوةٌ صادقة؛ قاطعوا المنتجات الهندية، قاطعوا منتجات الهندوس، وقاطعوا العمالة الهندوسية ، واللهِ لو سُرِّحت العمالة بعد إعطائها أجرها حتى لا نظلمها في ذلك، فأصبحت غداً على أرصفة كلكتا وبومباي ، لو سُرِّحت هذه العمالة وطُرِد الهندوس، وقاطعنا الإنتاج الهندوسي -والله- لأخضعناهم رغم أنوفهم أن يلتفتوا للمسلمين، وأن يوقفوا مسلسل الذبح والقتل.
أيها الأحبة: رسالةٌ إلى أثرياء المسلمين: شعب كشمير يناديكم، يستعد ببذل دمه وروحه، وأبنائه وفلذات أكباده، ولا يريد منكم سوى المادة!
ما ظنكم يا إخواني! لو أن أثرياءنا وتجارنا اجتمعوا اجتماعاً واحداً فبذلوا عن قوس واحدة، ورموا عن قوسٍ واحدة هذه القضية بجميع جوانبها، ألا ترون أن ذلك يحقق خيراً؟!
إن أموال الأثرياء قد تكون بإذن الله وأموالكم أيضاً من عوامل الحسم وتقرير المصير المنشود لإخواننا بعد رحمة الله.
ختاماً: إن (650.000) جندي، وحَضْرَ التجوُّل اليومي، وحَضْرَ التجول الطارئ لمددٍ قد تصل لأسابيع، وإن الاغتصاب، والقتل، والتجويع، وقطع المصالح، وإذاقة الشعب الهوان، كل هذا لن يقف في وجه الإرادة الصادقة، والحتمية المقبلة بإذن الله، وهي: أن كشمير ستطرد الهندوس في يومٍ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً [الإسراء:51].
إن هذه الأحداث ربما كان فيها الخير للمسلمين: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:216] .. فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
إن المصادمات الأولى بين المسلمين والهندوس قبل انفصال باكستان كانت سبباً في استقلال باكستان ، ولعل المصادمات الحامية الآن بين الكشميريين والهندوس سبب لتفكك الهند بأسرها، كما تفكك الاتحاد السوفيتي !
وقد يقول أحدكم، أو يقول من يسمع هذا الكلام: إني لا أقدر أن أقدم شيئاً!
أقول لك: أخي الحبيب! لا تنس كشمير وأهلها وأبطالها وشبابها المجاهدين بالدعاء؛ في سجودك، وفي السحر، والوتر، وإنك تملك بعد هذا شيئاً كثيراً؛ تستطيع أن تجمع التبرعات، وتستطيع أن تنشر هذه القضية بنشر كل كتابٍ أو مطويةٍ أو منشورٍ أو خطبةٍ عن هذه القضية، فإن نشر ذلك مما يخدم هذه القضية المنسية.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
اللهم دمر أعداء الدين.
اللهم انصر المسلمين في كشمير، اللهم انصر المسلمين في كشمير، اللهم انصر المسلمين في كشمير.
اللهم اربط على قلوبهم.
اللهم آمن روعاتهم، واكفل ذرياتهم، واستر عوراتهم.
اللهم أهلك الهندوس الوثنيين.
اللهم أحصهم عدداً، واجعلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم فكك اجتماعهم.
اللهم فرق شملهم.
اللهم اجعل سلاحهم في نحورهم.
اللهم اجعل الدائرة عليهم.
اللهم اجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين.
أيها الأحبة: ستجدون على الأبواب من يجمع تبرعاتكم، ونريدها قضيةً طويلةً طويلة، كما طالت معنا قضية أفغانستان ثلاثة عشر عاماً، لعلنا أن نتذكر معكم يوماً ما حسم هذه القضية بوقفتكم الصامدة الأبية.
اللهم صلِّ على محمدٍ وآله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر