الجواب: القضاء والقدر اسمان مترادفان إن تفرقا، يعني: أنهما إذا تفرقا فهما بمعنىً واحد، وإن اجتمعا فالقضاء ما يقضي به الله، أي: يحكم به بوقوعه، والقدر ما كتبه الله تعالى في الأزل.
وليعلم أن القضاء ينقسم إلى قسمين: قضاء شرعي، وقضاء كوني، فالقضاء الشرعي يتعلق بما أحبه الله ورضيه، مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23].
والقضاء القدري يتعلق بما قدره الله، سواء كان مما يرضاه أو مما لا يرضاه، ومنه قوله تعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا [الإسراء:4].
والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الإيمان فقال: ( أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ).
فحقيقته أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فما قدره الله عليك فلا بد أن يقع مهما عملت من الأسباب، وما رفع الله عنك فلا يمكن أن يقع مهما كان من الأسباب؛ ولهذا كان المؤمنون يقولون: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت.
الجواب: المحنة والابتلاء معناهما متقارب، وتكون في الخير، وتكون في الشر، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35].
وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ [محمد:31].
ولكن دعاء الناس بقولهم: اللهم لا تمتحنا، أو لا تبلونا إنما يريدون بذلك الامتحان في الشر، والابتلاء في الشر، ولا حرج أن يقول الإنسان: اللهم لا تمتحنا بهذا المعنى، أو اللهم لا تبلونا بهذا المعنى؛ لأن الإنسان يسأل الله ألا يبتليه بالشر خوفاً مما إذا وقع الشر لم يستطع الخلاص منه.
الجواب: نسأل الله لنا وله العافية، إذا كان المريض بهذه المثابة فإن كان عقله باقياً وجبت عليه الصلاة على قدر استطاعته، يصلي بالماء إن استطاع، فإن لم يستطع فيصلي بالتيمم، يومئ برأسه إذا كان لا يستطيع أن يركع ويسجد؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام لـعمران بن حصين : ( صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ).
أما إذا كان الإنسان لا يعقل، وليس عنده عقل ولا تمييز، فإن الصلاة تسقط عنه؛ لأن المجنون رفع عنه القلم حتى يفيق، ولا شك أنه إذا كان معه عقله وألزمناه بالصلاة وبما يجب لها من طهارة سيكون فيه مشقة على أهله ما دام مشلولاً، لكن أهله يحتسبون الأجر عند الله، ويصبرون، وسيجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً.
والخلاصة: أنه إذا كان معه عقل يفعل ما يستطيعه من أركان الصلاة وواجباتها، وإذا لم يكن معه عقله فلا صلاة عليه.
الجواب: أهم شيء لتحقيق إجابة الدعاء الإخلاص لله عز وجل، وأن يدعو الإنسان ربه وهو يشعر بأنه مفتقر إليه سبحانه وتعالى، ومن المهم اجتناب أكل الحرام؛ لأن أكل الحرام مانع من موانع إجابة الدعاء؛ لما ثبت في الحديث الصحيح: ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً )، وذكر صلى الله عليه وسلم: ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! وملبسه حرام، ومطعمه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ).
فإذا صدق الإنسان في اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، وأخلص لله، واجتنب أكل الحرام، فإنه حري أن يجاب، وليعلم أن الله عز وجل إذا لم يجب العبد في دعائه فإن الله تعالى يدخر ذلك له يوم القيامة، أو يصرف عنه من السوء ما هو أعظم من ذلك، والداعي لربه على خير على كل تقدير، فليدع ربه، وليؤمل الإجابة، ولا ييأس من رحمة الله.
الجواب: الواجب على من آتاه الله علماً أن ينشره بين الناس كل ما دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن العلم أمانة يجب على المرء أن يؤديها إلى أهلها المستحقين لها، مثل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( بلغوا عني ولو آية )، والواجبات التي تجب على العبد تكون بحسب الاستطاعة، فعلى هذه السائلة أن تبلغ من شريعة الله ما علمته بحسب استطاعتها، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ، وتبدأ بالأقرب فالأقرب؛ لقول الله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء:214] ؛ ولأن الأقرب أحق بالبر من الأبعد فلتبدأ به، ولتكن حكيمةً في أداء العلم في الأسلوب، وفي الحال، وفي الوقف، وفي المكان، فإن ذلك مما يكون به الخير، قال الله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [البقرة:269].
الجواب: كتمان العلم يكون بإخفائه حين تدعو الحاجة إلى بيانه، والحاجة التي تدعو إلى بيان العلم بالسؤال: إما بلسان الحال وإما بلسان المقال، فالسؤال بلسان الحال أن يكون الناس على جهل في دين الله يجهلون دين الله عز وجل، يجهلون ما يلزمهم في الطهارة، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، في بر الوالدين، في صلة الأرحام، فيجب حينئذٍ بيان العلم.
أو بلسان المقال بأن يسألك إنسان عن مسألة من مسائل الدين وأنت تعرف حكمها فالواجب عليك أن تبينها، ومن كتم علماً مما علمه الله فهو على خطر عظيم، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160].
وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187] .
وليعلم طالب العلم أنه كلما بين العلم ازداد علماً، فإن العلم يزيد بزيادة نفسه، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ [محمد:17].
الجواب: المراد بالبردين: صلاة الفجر وصلاة العصر؛ وذلك لأن صلاة الفجر فيها برد الليل، وصلاة العصر فيها برد النهار، وهاتان الصلاتان أفضل الصلوات الخمس، قال الله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] ، والمراد بالصلاة الوسطى صلاة العصر؛ ولأن هاتين الصلاتين تشهدهما الملائكة الموكلون بحفظ بني آدم قال الله تعالى: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78] ؛ ولهذا كان لهما هذا المزية أن من صلاهما دخل الجنة.
الجواب: الحديث الأول: ( إن الله جميل يحب الجمال ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال الناس: إن الرجل يحب أن يكون نعله حسناً، وثوبه حسناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله جميل يحب الجمال )، أي: يحب التجمل في اللباس، في النعال، في الثوب، في الغترة، في المشلح؛ لأن هذا من إظهار آثار نعمة الله، وهو يوافق الحديث الذي ذكره وهو: ( إن الله إذا أنعم على العبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه )، وأثر النعمة بحسب النعمة، فنعمة المال أثرها أن يكثر الإنسان من التصدق، ومن نفع الخلق، وكذلك أن يلبس ما يليق به من الثياب، حتى أن بعض العلماء قال: إن الرجل الغني إذا لبس لباس الفقراء فإنه يعد ثوبه من لباس الشهرة، ولكن قد تدعو الحاجة وقد تكون المصلحة في أن يلبس الإنسان لباس الفقراء إذا كان عائشاً في وسط فقير وأحب أن يلبس مثلهم؛ لئلا تنكسر قلوبهم فإنه في هذه الحال قد يثاب على هذه النية ويعطى الأجر على حسب نيته.
وأما قوله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11] المراد أن الإنسان يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه؛ لإظهار فضل الله سبحانه وتعالى عليه، وأن ما حصل من هذه النعمة ليس بحوله وقوته، ولكنه بنعمة الله ومنته.
والتحدث بالنعمة يكون بالقول وبالفعل، فيكون بالقول مثل أن يقول للناس مثلاً في المناسبة: إن الله تعالى قد أعطاني المال بعد أن كنت فقيراً، وقد أعطاني الأولاد بعد كنت وحيداً، وما أشبه ذلك، وقد هداني الله بعد أن كنت على غير هدى.
والتحدث بالفعل أن يفعل ما يدل على هذه النعمة، إذا كان عالماً فيعلم الناس، إذا كان غنياً ينفع الناس بماله، إذا كان قوياً ينفع الناس بدفعه عنهم ما يؤذيهم بحسب الحال.
وأما ما ذكره عن بعض الصحابة من تقشفهم فهذا على سبيل التواضع لئلا يكون من حولهم منكسر القلب، بحسب أنه لا يستطيع أن يلبس مثل لباسهم، أو أن يطعم مثل طعامهم، والإنسان في هذه الأمور يراعي المصالح.
الجواب: الأدعية التي تقال في قنوت النوازل بحسب هذه النازلة، ولا يمكن أن نقيدها بشيء معين؛ لأن النوازل تختلف، فإذا نزل بمسلم نازلة كقتل العلماء مثلاً فله أن يدعو على من قتلهم: اللهم اقتل من قتلهم، اللهم أفسد عليه أمره، اللهم شتت شمله، اللهم فرق جمعه، اللهم اهزم جنده، وما أشبه ذلك مما يليق بالحال ويناسبه.
الجواب: أولاً: هذا الحديث ضعيف ولكن معناه صحيح؛ لأن الله تعالى قال: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود:3] .
وقال تعالى عن هود: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [هود:52].
ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب، وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها، وحينئذٍ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ومن كل هم، فالحديث ضعيف السند لكنه صحيح المعنى.
الجواب: نعم هذا أيضاً ضعيف، ( إن شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين )؛ لأن مسألة الله تعالى من عبادته كما قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60] .
فالإنسان مأمور بالذكر، ومأمور بالدعاء، ولا يغني أحدهما عن الآخر.
الجواب: ليسوا على صواب، فإن المراد بقول: لا إله إلا الله أن يقولها الإنسان بلسانه معتقداً مدلولها بقلبه، عاملاً بمقتضاه؛ ولهذا لو قال الإنسان: لا إله إلا الله وجحد ولو حرفاً واحداً من القرآن كان كافراً ولم تنفعه لا إله إلا لله، ومن قال: لا إله إلا الله وترك الصلاة مثلاً كان كافراً ولم تنفعه لا إله إلا الله، لكن من قال: لا إله إلا الله وكانت آخر كلامه فإنه سيقولها مخلصاً لله بها، وهو في هذه الحال لا يستطيع أن يعمل سوى أكثر من ذلك، فتكون مدخلةً له الجنة.
الجواب: يجب على المرأة أن تمسح رأسها في الوضوء، وأن تغسله في الغسل من الجنابة والحيض، والمسح في الوضوء يكون من مقدم الرأس إلى مؤخره، وأما ما استرسل منه فإنه لا يجب مسحه؛ لأن المسح إنما يكون إلى حد مؤخر الرأس فقط، فما كان من الرقبة فأنزل فإن مسحه ليس بواجب.
الجواب: الواجب إذا سألك أحدهم عن مسألة وأنت تعلمين حكمها من الكتب الموثوق بمؤلفيها، أو الأشرطة الموثوق بقارئيها، أو من هذا البرنامج نور على الدرب أن تخبريه بالحكم الشرعي؛ لأنك لما علمت هذا الحكم عن الطريق التي أشرنا إليها كان واجباً عليك أن تخبريه بالحكم الشرعي إذا سألك، وإلا كنت داخلةً في الذين يكتمون العلم، ولكن يحسن أن تقولي: قال فلان في نور على الدرب: كذا، قال فلان في الشريط الفلاني: كذا، قال فلان في الكتاب الفلاني: كذا حتى تخرجي من العهدة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر