فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيا هلاً بكم إلى لقاء جديد من لقاءات برنامجكم الإفتائي المباشر يستفتونك، أرحب بكم، وأرحب بأسئلتكم الثروة الثرية، كما أشكر لكم بادئ هذه الحلقة وكل حلقة، تجشمكم البقاء معنا طيلة دقائقها وثوانيها.
أرحب أيضاً بالغ الترحيب باسمكم وباسم فريق العمل بضيف هذا اللقاء وضيف البرنامج، والذي سيتولى مشكوراً مأجوراً التوضيح والبيان لموضوع هذه الحلقة، ومن ثم التكرم بالإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم.
أرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي ، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أهلاً بكم.
الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر ! وحيا الله المشاهدين والمشاهدات.
المقدم: حيا الله شيخنا الكريم، وحياكم الله أينما كنتم، وحيثما حللتم، حيثما يصلكم بث شاشتكم الرسالة، فها هو برنامجكم يطل عليكم الإطلالة الختامية هذا الأسبوع، وختامه مسك بإذن الله، لقاؤنا يتجدد بكم دوماً عبر هذا الأثير.
مشاهدينا الكرام! انتظمت حلقاتنا ولقاءاتنا مع شيخنا الكريم في موضوعات ثرية حول تعامله عليه الصلاة والسلام وهديه أيضاً في التعامل.
نرى بين الفينة والأخرى اختلافات في وجهات النظر هنا وهناك، في الأسرة الواحدة في البيت الواحد، في المجتمع الواحد.
ماذا يمكن أن يقال للمخالف؟ وماذا يمكن أن يبين من هديه عليه الصلاة والسلام ليهتدى به وهو الأسوة الحسنة عليه الصلاة والسلام؟
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
لا شيء أبرد على القلب ولا شيء أسعد للنفس، ولا شيء أروح لاسترواح القلب من سلامة القلب، ولأجل هذا جاء عند أبي داود بسند لا بأس به، وإن كان بعض المتأخرين قد ضعفه، وقال أبو داود : ما سكت عنه فهو صالح. والحديث إلى الضعف أقرب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحدثوني عن أصحابي شيئاً؛ إني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم القلب )، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الإنسان مهما بلغ من التقوى، ومهما بلغ من الديانة، فإن سماعه لأخطاء الآخرين سوف يوغل في قلبه، ويوجد وحشةً في قلبه؛ ولأجل هذا كنا بحاجة إلى أن ندرس ونتعلم ونتدارس هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع من يخالفه الرأي، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم مع من يخالفه في العقيدة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم مع من يخالفه في الاختيار.
نحن بحاجة إلى رأب الصدع، واجتماع الكلمة، فإن اجتماع الكلمة من أهم قواعد الدين؛ ولأجل هذا حاول النبي عليه الصلاة والسلام في بداية دعوته أن يجعل المجتمع المدني جماعة واحدة، فمن ذا الذي يصدق أن الأوس والخزرج الذين كانوا يقتتلون لأجل لعاعة من الدنيا، أو لأجل فرس يفوز، أو لأجل شاة تيعر، ونحو ذلك يجتمعون لإعلاء كلمة الله، فتجتمع قلوبهم، وتتوحد نفوسهم وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [الأنفال:63]؛ ولأجل هذا كنا بحاجة إلى معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع من يخالفه، وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الغضب، وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الجهل عليه، فنحن بحاجة ماسة إلى أن نقتدي بالمصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة.
يذكرنا أنس بن مالك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في قصته عليه الصلاة والسلام حينما كان يلبس بردة نجرانية غليظة الحاشية، وكان مع أنس بن مالك ، فجاء أعرابي من خلفه فجبذه جبذة شديدة قال أنس : ( حتى إني لأرى شدة جبذته من احمرار عنقه، فالتفت إليه عليه الصلاة والسلام وهو يبتسم ويقول: نعم، قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك )، وفي رواية: ( والله! ليس من كدك ولا كد أبيك، فإنكم يا بني عبد المطلب! قوم مطل، فغضب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكم على رسلكم ثم قال: أعطوه؛ فأعطوه، قال: هل رضيت؟ قال: لا، ثم قال: أعطوه، قال: هل رضيت؟ قال: نعم ) ثم يخرج الرجل ليكون نذيراً إلى قومه ومبشراً إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وعقيدته، ويقول: (يا قوم! أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر).
هذه الحالة النبوية التي جعلت هذا الأعرابي الجلف الغليظ في التعامل ينقلب ظهراً على عقب؛ لشدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وابتهاجه له، حينما التفت إليه النبي وهش له وبش، فتغيرت نفسيته وأسلم لتوه، حينما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم بحسن تعامله مع المخالف استطاع أن يغزو قلبه قبل أن يغزو عقله.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
فوجود الهشة والبشة في نفس الإنسان تجعل الناس راضين عنك، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
إنما المعروف شيء هين وجه طليق ولسان لين
ولهذا يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم، فتبسمه عليه الصلاة والسلام كان في كل وقت، وفي كل حين، سواءً كان راضياً، أم غير راض، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
حتى إنه عليه الصلاة والسلام لشدة حفاوته بأصحابه يظن الظان منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب أحداً أكثر من محبته له، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد حينما جاء عمرو بن العاص حينما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ذات السلاسل، فلما جاء نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقربه وهش إليه وبش، فقال: ( يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ ) تصور عمرو بن العاص الذي هو حديث عهد بإسلام جعله النبي صلى الله عليه قائداً لجيش غزوة ذات السلاسل، ويقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ويجد حفاوة من النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من حفاوة عمرو له، فيظن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب الناس إليه فيقول: ( يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ فيقول صلى الله عليه وسلم:
فلهذا كان الناس يقبلون على النبي صلى الله عليه وسلم بسبب حسن تعامله عليه الصلاة والسلام.
فكم نحن بحاجة أحبتي.. كم نحن بحاجة أيها الأخ الفاضل!.. كم نحن بحاجة أيتها الأسرة الفاضلة!.. كم نحن بحاجة إلى اجتماع كلمة المسلمين؟ الأب إذا دخل بيته، وأقبل على أولاده بحسن بشاشة، وبحسن بهجة، وبحسن حفاوة، فإنهم سوف يقبلون على أبيهم، سوف تقبل المرأة على زوجها؛ ولهذا قيل لـعائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين: ( بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ )، ماذا قالت؟ ( قالت: يبدأ بالسواك ) لماذا يبدأ بالسواك؟ لأنه سوف يقترب من أهله، ويعطيهم ما يعطيه الرجل لامرأته من الحنان العاطفي، فاستطاع النبي عليه الصلاة والسلام أن يغزو كل الخلق.
ولهذا استطاع عليه الصلاة والسلام بحسن تعامله أن يقلب الناس، وأن يوجد حضارة مع أناس أجلاف أعراب تركوا كل ذلك لمحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
واليوم نجد اختلافات في وجهات النظر، فلابد أن توافقني في كل شيء، إذا أنا أحببت الأرز فلابد أن تحب الأرز، وإذا أنا أحببت الأكل فلابد أن تحب الأكل، هذه الطريقة خاطئة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى الاختلافات الطبيعية، لكنه نظر إلى أن النفوس مجبولة على محبة القهر، ومحبة الغلبة.
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى شدة غضب عائشة لا يعالج خطأ عائشة وقت غضبها، فإذا رضيت واستروحت مع النبي صلى الله وسلم، واقتربت منه أراد أن يبين ذلك عليه الصلاة والسلام، كما جاء في الصحيحين ( حينما دخل عليها فاقتربت منه، واستروحت له، فقالت: يا رسول الله! ادع الله لي، فرفع يديه وقال: اللهم اغفر لـ
ولهذا كثيرة هي المخالفات التي تحصل وتزداد شحناؤها، ويزداد غلواؤها بسبب أن الناس لم يحسنوا التعامل، وقد كان عليه الصلاة والسلام وقت غضب الناس يحب أن يسكت؛ لأن الزمن كفيل بحل كثير من المشكلات.
المداراة معناها: أنك تعلم أن هذا الرجل غليظ، وأن تتقي شره بأسلوب لطيف، فهذا لا بأس به، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بئس أخو العشيرة) يريد أن يبين لـعائشة رضي الله عنها حاله وصفته، فهذا لا حرج.
لكن فرق كبير بين كل ما سمعه عن شخص غليظ، وبين أن أذهب لأسبه في كل مجلس، فهذا لا يليق.
الرسول صلى الله عليه وسلم بين حاله، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن هذا الرجل فيه صفة بهذا الأمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن فيك لخصلتين)، وقال: (ما ينقم
فمرادي من ذلك أن أبين لك أن هذا الرجل بحاجة إلى التلطف معه، فإذا دخل تجدني أحسن التعامل معه، فتعلم هديي في طريقة هذا الأمر، ولأجل هذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
إذاً: أراد أن يبين لـعائشة أن هذا الرجل غليظ، وأنه يجب أن تتقي شره، فلما دخل ألان له النبي صلى الله وسلم الحديث، والإلانة وحسن الاستقبال مدعاة إلى أن الإنسان يتقي شر غيره؛ ولأجل هذا قال القائل:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
بل إن ابن تيمية رحمه الله أشار إلى أن بعض الناس إذا كان يهجو الآخرين فدفع له أحدهم شيئاً من المال لأجل ألا يهجوه فإنه مأجور على هذا المال، ويأثم الآخذ، ولأجل هذا كنا بحاجة إلى أن نحسن التعامل مع الثقلاء.
يقول ابن القيم رحمه الله: وقد كان أبو العباس يعني: ابن تيمية رحمه الله يأتي إليه كثير من الثقلاء، قال: فيصبر عليهم، ويهش إليهم، فمرة جلس مع أحد الثقلاء -والثقيل: الذي يسأل أسئلة متعبة، وفيه حمق، فيتحمل المفتي، ويتحمل العالم، ويتحمل الداعية الشيء الكثير- يقول ابن القيم : فالتفت إلي شيخ الإسلام ابن تيمية وقال لي: إن كثيراً من الثقلاء أشد من حمى الربع، يعني: الحمى التي تأتي في الصيف، يقول: ولكني عودت نفسي فتعودت، فهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه الناس، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما هش إلى الرجل كان هذا دليلاً على أننا بحاجة إلى أن نداري الآخرين، فالمداراة من منهج أهل السنة والجماعة، كما قال ابن بطال .
إذاً المداراة: هي أن تتلطف مع الآخرين بحيث لا تداهن في دين الله، فلا تكذب في دين الله، ولا تترك المنكر دون النهي عنه، ولا بأس أن تذكره بما ليس فيه، بمعنى: أن تقول: إن شاء الله سوف يكون كذا، كما أشار كثير من أهل العلم، لكن الذي ينبغي ألا تدخل عليه السرور وتمدحه بشيء وهو فيه، ثم تتكلم عليه وتسبه في مجلس آخر، قيل لـحذيفة رضي الله عنه: ما بالنا إذا جلسنا مع الولاة مدحناهم، وإذا جلسنا في غيرهم سببناهم؟ قال: ذاك هو النمام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الرجل الذي كان ينادي النبي صلى الله عليه وسلم بصوت عال فقد عامله النبي صلى الله عليه وسلم بالمثل فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بصوت عال مثله حتى يجاريه في أسلوبه، فالرجل عندما قال: (أين محمد؟ قال صلى الله عليه وسلم: هاؤم)، يريد أن يبين للعرب بأن هذه الطريقة ليست لائقة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث بمعناه: ( وعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به )، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبين أن هذا التعامل ليس بلائق بمثلك أيها الرجل! فنسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يرزقنا الاهتداء بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والحلم على السفهاء واللؤماء.
وينبغي أن نعرف أن هذا يحتاج إلى دربة؛ ولهذا قال الله تعالى: فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا [العنكبوت:69]، يعني: جاهدوا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاهدوا في هدي القرآن.
( قيل لـ
ولأجل هذا كنا بحاجة أيها الإخوة! إلى أن نعود أنفسنا، يعني: الآن أنا سمعت الحديث وهششت وعرفت أن البسمة تؤثر، فأول ما يدخل زميلي أو أخي الذي بيني وبينه خلاف -أو زوجي أو زوجتي- أحاول أن أغير، فأقهر نفسي وأغلبها، وأبتسم له، لا أقول: إني أبتسم له ولا يؤثر فيه؛ لأن الابتسامة أحياناً تكون مستأجرة، ففرق بين الابتسامة التي تخرج من القلب وغيرها، وفرق بين الثكلى والنائحة.
فإذا أنا ابتسمت ابتسامة مشرقة، أشعرت الذي أمامي بأن بهجتي دليل على ما في قلبي، وهذا يؤثر طبيعياً، فالابتسامة سحر حقيقي، فبمجرد تبسمك للآخرين يتأثر الآخر، وذلك حتى في الفتوى، فإذا سألت شخصاً وهو يبتسم، يعطيك كل ما في نفسه فيرتاح.
وأحياناً يكون الإنسان مريضاً مثل الموسوسين، فيحتاج إلى أن تسمع له.
مرة من المرات اتصل بي بعض الإخوة فقال: أنا موسوس في الطلاق، فقلت: نعم، لا حول ولا قوة إلا بالله، فمشيت معه، حتى قلت له: الحمد لله، لا يقع طلاقك، فبكى؛ لأنه حس أن كل الذي في قلبه أخرجه، وهذا أمر واضح جداً، فالإنسان أحياناً بحاجة إلى أن يسمع الآخرين؛ ولهذا أكثر مشاكل الحياة الزوجية بسبب أن الزوج لا يسمع لزوجته، فإذا جاءت الزوجة تريد أن تبين له قال: والله! إن تكلمت فأنت طالق، فتقع ظلمة سوداء في قلبها، ولا يمكن أن تطفئها.
فلو أن المرأة جاءت إلى زوجها وقالت: أختك فعلت كذا، فبدلاً من أن تقول: أنتِ السبب، عاملها بأسلوب حتى تقبل منك، أما إذا أنا جابهت المخالف فإنه لن يقبل مهما كان؛ لأن النفس طبعت على الكبرياء، والله أعلم.
فأدعوكم جميعاً إلى أن نبتسم في وجوه بعضنا البعض دوماً، وفي الحديث: ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ). وكما قال الشاعر:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
الجواب: يحرم أهل الرياض من السيل الكبير، الذي يسمى قرن المنازل، أو من وادي محرم، فهناك خياران؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن )، فمن كان ميقاته ومر عليه فيجب أن يحرم منه، وإذا كان ميقات غير ميقات بلده، فإنه يجب أن ينتقل إلى ميقات بلده، أما أن ينتقل إلى ميقات آخر فلا يسوغ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن )، وأما إذا كان محاذياً للميقات فلا حرج؛ لقول عمر بن الخطاب كما عند البخاري : ( انظروا حذوها من طريقكم، فنظروا فإذا هي ذات عرق ).
والإحرام: هو نية الدخول في النسك، وليس الإحرام أن يلبس ثياب الإحرام، وكذلك نية النسك ليست هي نية الحج والعمرة؛ لأنه من حين خرج من بيته فهو مريد للحج والعمرة، ولكن نية الدخول في النسك هو أن يحس أنه سوف يمتنع مما كان مباحاً له أن يفعله كتقليم الأظفار ونتف الإبط، وغير ذلك من محظورات الإحرام، والله أعلم.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث ابن عمر بسند جيد: ( ليس على النساء حلق إنما على النساء تقصير )، وهي بالخيار إما أن تجمع شعرها من أمامها، وتأخذ منه بمقدار الأنملة وتقصه من أطرافه، أو تجمعه من الأسفل وتقصه، وإذا كان مدرجاً إما أن تجمعه كما قلنا، أو تأخذ على حسب التدرج بحيث لا يضيع هذه القصة، ومقدار الأنملة هو عقلة الأصبع، والله أعلم.
الجواب: الإجارة المنتهية بالتمليك: هي إجارة لمدة معينة، ثم بعد ذلك تنقلب بعقد جديد أو بوعد بالتمليك بالبيع، إذا كانت كذلك فلا حرج، لكن نحن نقول: إن الإجارة المنتهية بالتمليك كعقد جائز، أما كممارسة تجريها المؤسسات التجارية في هذه البلاد أو غيرها فلابد من النظر إلى كل مؤسسة على حدة، فننظر إلى العقد، فهناك عقد لشركة (س) يختلف عن عقد إجارة تملك لشركة (ص)، فلا يمكن أن نقول: إن الإجارة المنتهية بالتمليك جائزة، فنجعل (س) و (ص) كلاهما جائز، أو نجعل (س) و (ص) كلاهما حرام، فنقول: الأصل في العقد أنه جائز، لكن لا نعطي حكماً عاماً حتى نقرأ في عقد كل شركة، وإذا كانت الأخت ترى أن هناك شركة معينة فعليها أن تتصل بنا حتى نخبرها ما هي الشركة، ونقرأ عقدها لنعطيها الحكم، والله أعلم.
الجواب: الإجارة المنتهية بالتمليك هي إجارة كعقد، وبيع عقد، ومن المعلوم أن الإجارة ضمانها على المؤجر، والمستأجر لا يضمن إلا بالتعدي والتفريط أو بالشرط، فإذا تحمل المستأجر هلاك السلعة من غير تعد منه ولا تفريط فلا يجوز؛ لأنه إذا حمل المستأجر ضمان السلعة يكون صورته صورة عقد إجارة، لكن حقيقته بيع، فإن قيل: إن هناك شركات تأمين تؤمن نقول: شركات التأمين لا تؤمن على كل شيء، فهي لا تؤمن على الفيضانات، ولا على البرد، ولا على الغرق، ونحو ذلك، فإذا تحملها المستأجر فهذا لا يجوز؛ لأن ذلك نوع من تغيير العقود.
الثاني: أن المستأجر إذا قيل له تدفع دفعة مقدمة، أو دفعة مؤخرة، إن كانت هذه الدفعة بحيث لو ألغي العقد لم يكن للمستأجر الحق في أن يرجع على المؤجر بما أخذه فإن هذا يكون دليلاً على أنه بيع بصورة إجارة، وهذا لا يجوز، لكن لو أخذ دفعة مقدمة على أنها إجارة مقدمة محسوبة بحيث لو ألغى المؤجر الإجارة قال: أنا آخذ منك بمقدار ما استفدت من ذلك، ثم أرجع إليك الباقي هنا يكون إجارة حقيقية، بمعنى: إذا كانت الإجارة لمدة سنتين أو ثلاث سنوات أو أربع سنوات على حسب العقد وتحمل المؤجر تلف العين، أو كان هناك شركة تأمين، ولا يتحمل المستأجر إلا إذا تعدى أو فرط أو تلف بيده مع الشرط فحينئذ نقول: إجارة حقيقية، وعلى هذا فلابد من النظر في صيغ العقود، فإذا قيل للعميل: إن أي سيارة يحصل لها حادث تدفع ألفي ريال، حتى ولو لم يتعد ولم يفرط، كأن تكون السيارة موجودة في كراج البيت، فهذا شرط باطل؛ لأن المستأجر لم يتحمل شيئاً؛ لأنه أمين، والأمين لا يضمن إلا بالتعدي والتفريط، أو ما تلفت تحت يده بالشرط، والله أعلم.
فإذا تضمن آخر بند من بنود العقد أن هناك وعداً من البنك أو من بائع السلعة أو مؤجرها بعقد تمليك فلا مانع من ذلك سواء وجد عقد آخر مستقل أو كان تابعاً للعقد؛ لأن الشروط بمثابة العقود، قال عمر بن الخطاب كما عند ابن أبي شيبة : مقاطع الحقوق عند الشروط، والله أعلم.
الجواب: التأمين الصحي ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: تأمين تكافلي، وهو الذي يسمى التأمين الإسلامي، وهناك ثلاث شركات موجودة الآن في السوق السعودي، التأمين الصحي التعاوني، ليست شركة التأمين التعاوني، بل تأمين تكافلي بمعنى: أن الشركة تكون بمثابة من يدير هذا المال لحساب المؤمّنين، فتضع له حساباً يسمى حساب المؤمنين، وتضع هذه المبالغ المقطوعة من المؤمّنين في هذا المبلغ، وتأخذ مبلغاً مقطوعاً لأجل إدارتها، وتأخذ ربحاً لأجل استثمارها، هذه هي شركة التأمين التكافلي، إذا وجد الإنسان تأميناً تكافلياً فلا حرج في ذلك إن شاء الله، وهي ثلاث شركات موجودة الآن في السوق السعودي، وعلى هذا فلا حرج أن يستفيد الإنسان من هذا أو أن يدخل ابتداءً؛ لأن هذا مبني على التأمين التكافلي الذي يسمى بالتأمين الإسلامي.
القسم الثاني: التأمين التجاري، سواء سمته الشركات تعاونياً، أو ليس بتعاوني، أهم شيء أن يكون تأميناً تجارياً، فيكون كل قسط يدفعه المؤمّن لحساب الشركة تأميناً، وهذا هو الفرق بين التأمين التكافلي والتأمين التجاري.
التأمين التجاري يكون ما تأخذه الشركة من المؤمّنين ملك لها، ولا يحق لكثير من المؤمنين أن يرجعوا على الشركة إلا بالأضرار، فيكون نوع معاوضة، هذا العقد فيه نوع من الجهالة، لكن إذا دخل الإنسان بناءً على دخول الشركة معه فلا حرج أن ينتفع ذلك المؤمن بمقدار المبلغ الذي دفعه، فإذا كان في الذي يسمونه آي بي ثلاثة آلاف ريال، فلا بأس أن يستفيد بثلاثة آلاف ريال، فإن كان قسط التأمين لكل سنة ألف ريال فلا حرج أن يأخذ بمقدار ألف ريال، وما زاد فإن كان يؤخذ من السنة الثانية والثالثة فإنه يأخذها، فيكون نوعاً من المقاصة، ونوعاً من المعاوضة، وإن تبرع من ماله فلا حرج إن شاء الله، وهذا أفضل، بمعنى: إذا كان قد تكلف أربعة آلاف ريال، ودفع قسطاً ألف ريال، سيكون الزائد ثلاثة آلاف، وقلنا: إن العقد ليس صحيحاً، فإنه يتصدق بثلاثة آلاف ريال، ولا يرجع للشركة.
وأما الإنسان الذي ألزم بالتأمين فلا حرج عليه، فيدخل ويختار أي شركة شاء؛ لأن إلزامهم بغير ذلك فيه مضرة عليهم، والناس لا يحسنون أحياناً معرفة الشركات، فلا حرج عليهم إن شاء الله، ولكن نحن نقول: الأفضل ألا ينتفع الإنسان إلا بمقدار القسط إذا كانت شركة تجارية، والله أعلم.
الجواب: جاء في صحيح البخاري : ( أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن ابنتي أصابتها الحمى، وتمرق شعرها وإنها حديثة بزواج، فقال رسول الله: ذاك الزور، ذاك الزور ) هذا ليس بعيب. أما المرأة التي تأكل الكيماوي أو المرأة التي أصابها الثعلبة بحيث يكون صلعاً شديداً أو أصيبت بصلع في مقدمة وجهها فلا أرى بأساً أن تزرع أو أن تلبس الباروكة بمقدارها؛ لأن هذا عيب، ومن المعلوم أن جمال المرأة بشعرها، كما قالت فاطمة رضي الله عنها: والذي جمل الرجال باللحى، والنساء بالذوائب، فهذا دليل على أن شعر المرأة جمال، وزواله عيب، والعيب لا بأس بإزالته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم كما عند الإمام أحمد من حديث ابن مسعود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة إلا من داء ) فقوله صلى الله عليه وسلم: (إلا من داء)، دليل على أن المرأة إذا أصيبت ببرد أو أصيبت بعدوى أو أصيبت بعاهة فلا بأس أن تضع شيئاً على رأسها؛ لأن هذا داء، والداء لا حرج عليها أن تزيله؛ لأنها على غير الخلقة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، أما لو كان نوعاً من الكمال الجمالي فإنها تمنع منه.
على هذا فالوصل نوعان: النوع الأول: وصل كمالي جمالي فممنوع؛ لأنه ملعون صاحبه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ).
النوع الثاني: الذي يسمى علاجياً، فهذا لأجل داء في المرأة؛ فلا حرج عليها إن شاء الله، والله أعلم.
الجواب: نعم، إذا كان داء أو مرضاً، أو عاهة، أما أن يكون شعرها قليلاً، فبعض النساء شعرهن قليل، وبعض النساء شعرهن كثير، فلا يجوز لها أن تصل شعرها بشيء، لما في الصحيحين من حديث جابر : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تصل المرأة شعرها بشيء )، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ذاك الزور ذاك الزور ).
الجواب: الصوف الذي تضعه المرأة تحت شعرها ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إن كان من الصوف، وليس من شعر الآدمي أو شعر قريب من شعر الآدمي، أو من العهن الذي هو القطن فلا حرج في ذلك ولكنه يكره، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ).
القسم الثاني: إذا كان من الشعر، فإذا كان شعراً فهو محرم؛ لأنه نوع من الوصل ( وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة شعرها بشيء )، فإذا وضعته إلى أعلى وخرجت به أمام الرجال الأجانب صار محرماً، وعلى هذا فالذي يسمى الكعكة لا حرج فيها، إلا إذا خرجت أمام الرجال؛ لأن الحرمة لأجل التبرج، وأما أمام محارمها وأمام النساء فلا حرج؛ لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بين الصنفين من أهل النار لم يرهما بعد فقال: ( ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة )؛ لأجل أنها تميل الرجال الأجانب ليروها.
الجواب: إبر البوتيكس: هي نوع من تجميل الحاجب أو هذا الذي فوق العين لأجل انتفاخه، فإذا كان كذلك فإني أرى والله أعلم أنه لا بد فيه من مشاورة الطبيبة، فإذا تشاورت مع الطبيبة ورأت أن ذلك لا يضرها فلا حرج إن شاء الله والله أعلم، ولا حرج كذلك في الإبر التي تزيد من انتفاخ الخدين أو الشفتين ونحو ذلك، وكذلك إزالة التعرجات على الجبهة بإبر البوتيكس فلا يظهر لي بأس، إن شاء الله.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث جابر قال: ( إذا نمتم فأطفئوا المصابيح، فإن الشيطان لا يشعل ناراً ولا يفتح باباً مغلقاً )، وهذا يدل على أن الفأرة تأتي أحياناً كما جاء في بعض الأحاديث وتأخذ هذه المصابيح التي تكون من نار وربما سببت إشكالاً، وأما الكهرباء فلا حرج فيها إن شاء الله، لكن الأفضل إطفاؤها؛ حتى لا يحدث التماس ونحو ذلك، فهذا هو الأفضل.
ويذكر بعض الأطباء فائدة وهي: أن النوم في الليل الدامس مفيد للجسم، ويجعله يفرز، يستدلون بقوله: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً [النبأ:10-11].
الجواب: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث سمرة بن جندب والذي رواه أبو داود وإن كان في سنده بعض الضعف: ( على اليد ما أخذت حتى تؤديه ) فإذا كنت تعلم أن هذا الرجل قد توفي، فاذهب إلى قرابته وأخبرهم بذلك، وإذا أعطيت أحد أقربائه، فبين له وجوب ردها إلى الورثة وتبرأ ذمتك إن شاء الله، والله أعلم.
الجواب: إذا كان البنك بنكاً ربوياً فلا يجوز؛ لأن هذا نوع من الإعانة، على المحرم فمن المعلوم أن هذا البنك سوف يعطي الربا، ويعطي الخدمات البنكية الربوية، فتكونين ممن يعين على ذلك، وقد قال الله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
الجواب: إذا كانت لم تقض صيامها عن جهل فإننا نقول لها: يجب عليك أن تتوبي وتقضي الأيام التي أفطرتيها، ولو كان ذلك بعد سنين طويلة. ومع ذلك فالأفضل أن تتصدقي عن كل يوم بنصف صاع، يعني: كيلو ونصف من الأرز أو من الطعام مثل القمح والشعير ونحوهما من طعام البلد فتخرجي كيلو ونصف عن كل يوم أفطرته إذا كان ذلك في سنوات أخرى، وقد ذهب الحنابلة إلى وجوب ذلك وهو مذهب الشافعي ، والراجح استحبابه، والله أعلم.
الجواب: جاء عند البيهقي أن ابن مسعود رضي الله عنه بين أنه يتصدق ويقول: اللهم إنه عن فلان فإن جاء وإلا فعني. ونحن نقول لك: إذا كنت لا تعرفيه فأنت بين خيارين، الخيار الأول: أن يكون عندك دين تكتبينه بوصيتك، حتى إذا مت يعرف ورثتك أن هذا المال دين لشخص.
الخيار الثاني: أن تتصدقي بنية صاحبه، فإذا أخذت من شخص اسمه زيد ولا أعرف عن حاله، فأقول: اللهم إن هذا عن زيد وإن جاء فأبى فهو لي، وهذا هو الأفضل، فإذا جاء زيد فأبى فهو لها، لكن تعطيه بدله.
الجواب: العدل المنفي مصطلح غير شرعي، وبعض المصطلحات الفقهية مصطلحات حادثة، فنقول: العدل يعني: العدل النفي الذي لا تستطيعه، قال الله تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ [النساء:129]، يعني: العدل الذي هو عدل المحبة، قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص : ( اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك )؛ لأن الحب أمر قلبي خارج عن إرادة الإنسان؛ ولهذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعلمون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لـعائشة ، فكانوا يتحينون مبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عائشة فيهدون إليه الهدايا؛ لأنها تقع موقعاً يختلف عما لو كان عند غير عائشة.
أما العدل المثبت: فهو البيتوتة، يجب أن يعدل بين زوجيه بالبيتوتة، كذلك يجب أن يعدل بين الزوجين في النفقة، والنفقة على حسبها، وليس على الإطلاق، فأحياناً تكون أم الزوج مع إحدى زوجاته، فتبره هذه الزوجة بأمه، فلو أعطى هذه المرأة لأجل برها بأمه أو لحسن تبعلها أو لحسن تعاملها مع أولاده فلا حرج عليه في ذلك.
الجواب: نعم، لكنها ليست من السنن الرواتب، بل هي راتبة مستقلة وهي نوعان: إما أن يصلي بعدها ركعتين لحديث ابن عمر ، وإما أن يصلي بعدها أربعاً لحديث أبي هريرة : ( صلوا بعد الجمعة أربعاً ).
الجواب: نعم هذا حديث عمار بن ياسر عند أبي داود قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تعرض الصلاة على أحدكم فمنهم من ترفع فلا يقبل منه إلا ربعها، ثم قال: ثلثها، ثم قال: نصفها، وبعضها تجمع حتى تضرب على وجهه وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني )، وهذا في مسألة الخشوع في الصلاة، وهو مدعاة إلى أننا نجعله حديثاً آخر خاصاً أفضل.
الجواب: هي آثمة من وجهين: الأول: أنها لم تحد عن زوجها، والثاني: إذا كانت قد تزوجت زوجاً ثان في عدتها؛ فيجب عليها أن تصحح العقد، يذهبان إلى شيخ فيقول له وليها: زوجتك فلانة ويكون هذا بعد انتهاء العدة، فيصححون العقد، فإن كانت قد ولدت ولداً منه، نُسب له ولها؛ لأنها موطوءة بشبهة وعليها أن تتوب إلى الله، والله أعلم.
الجواب: إذا كانت مغبونة فيجب أن تذهب إلى القضاء.
الجواب: الاستغفار ينفع بأمرين: إذا استغفر وقد تاب توبة عامة نصوحة؛ فإن الله يتوب عليه، وأما إذا استغفر فقط وهو يطلب التوبة لكنه مصر على الكبائر فإن الصغائر تكفر، وأما الكبائر فلا تكفر إلا بتوبة خاصة؛ لقوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31].
الجواب: الله سبحانه وتعالى بين أن الذين أطاعوه سبحانه وتعالى في أعلى عليين، وأما الذين عصوه فهم في شقاء، كما قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ [هود:106].. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ ربك [هود:107]، فقوله سبحانه وتعالى: (خالدين فيها) الخلد بمعنى المكث الطويل، وقوله تعالى: (إلا ما شاء ربك)، فإن ما شاء الله سبحانه وتعالى هو أن يبقى الكفار في النار أبد الآبدين، وأما أهل الإسلام، فإذا دخلوها فإنهم يعذبون بما يقدر الله سبحانه وتعالى لهم، ثم يخرجون فيصب عليهم من ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل، فيخرجون ويسمون بالجهنميين، وهذا دليل أهل السنة والجماعة على أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو داخل الجنة إما عاجلاً وإما آجلاً، والله أعلم.
المقدم: اللهم وفقنا للتوبة النصوحة الخالصة التي توجب رحمتك ومغفرتك يا رحمن يا رحيم.
أختم هذا اللقاء بالشكر لله جل في علاه الذي هيأه، وأدعو الله بمنه وفضله أن يهيئ لي ولكم لقاءات متتالية مع أصحاب الفضيلة، كما أشكر صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شكر الله لك.
الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر! شكر الله لك.
المقدم: وهذه أرق تحية من فريق العمل ممن تظهر أسماؤهم بعد قليل، وكلهم يقولون لكم بلسان حالهم ومقالهم من صميم قلوبهم: إلى السبت وأنتم على خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر