وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ما زلنا مع هذا الكتاب الكريم: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة).
نقول: ما العلة عندما تجد كل كتاب في أول ورقة من ورقاته يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم؟
أولاً: قال علماء البلاغة في البداءة بالبسلمة: الباء حرف جر، والاسم مجرور متعلق بمحذوف، والمحذوف متأخر بمعنى أبدأ وأستعين بباسم الله، فهنا يفيد الحصر.
ثانياً: كل مصنف كان يقتدي بالكتاب العزيز أولاً؛ لأن الله جل وعلا افتتح السور ببسم الله الرحمن الرحيم.
ثالثاً: اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ما أرسل كتاباً إلا قال: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله... أسلم تسلم).
وعلو الذات، والدليل على ذلك قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] ، كيف تجيبون على قول الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] و(ما) من الأسماء المبهمة التي تفيد العموم، يعني أي مكان كنتم فيه فالله معكم؟
نقول: إن الأصل في المعية أنها لا تستلزم المخالطة، أقول: سرت والقمر معي، والقمر لم يكن بجانبي، وإنما القمر في السماء وأنا في الأرض، وهذه هي المعية المطلقة التي لا تستلزم المخالطة.
إذاً: أولاً: قال الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] فقد أثبت استواؤه على العرش.
الدليل الثاني: قال الله تعالى: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] فبين أنه في السماء، و(في) معناها (على)، فهذه آية محكمة على أنه فوق السماء جل وعلا، ثم أتتنا هذه الآية المحتملة: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] فهي تحتمل أنه معنا بعلمه وإحاطته وهو فوق العرش، أو معنا بذاته، لكن ما الذي يجعلنا ننفي أمر الذات؟ القرائن المحتفة: أولاً: نقول: الأدلة المحكمة تثبت أنه فوق السماء، وهذا دليل محتمل، فإذا تعارض المحكم والمحتمل قدمنا المحكم على المحتمل.
ثانياً: هذه الآية بدأها الله بالعلم وختمها بالعلم، وعلماء الأصول يقولون: السياق من المقيدات، يعني: أن السياق هو الذي يثبت لك معنى هذه المعية، فالسباق واللحاق يثبت لك تفسير هذه المعية، وأنها معية إحاطة وعلم، وهذه هي المعية العامة.
ولله معيتان: معية عامة، ومعية خاصة، فالمعية العامة هي التي تشمل المؤمن والكافر وكل الخلائق، وهي الإحاطة بالعلم، التي قال الله فيها: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] ، أي نفس تتنفسه فالله جل وعلا يعلم به، فهو يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
ومعية خاصة، هذه المعية الخاصة للرسل وللمؤمنين، وهي معية النصرة والتأييد، قال الله جل وعلا لموسى وهارون: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ [طه:43]، فلما خافا منه وخشيا على أنفسهما قال الله تعالى: لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46] أي: معكما بالنصرة والتأييد والحفظ والرعاية.
أيضاً: الاسم مشتق من السمة، وهي العلامة، وهذا ينطبق على أسماء الله؛ لأن كل اسم من أسمائه تعالى علم على ذات الله جل وعلا، فأنت عندما تقول: (الله) يرسخ في ذهنك وينصرف إلى جهة الذات الإلهية.
إذاً: فالإيمان بالله جل وعلا والعلم به وبأسمائه وصفاته وربوبيته وإلهيته يكون بالكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة أهل السنة والجماعة، الذين مدحهم الله بقوله: وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26] ، وقد امتثلوا أمر الله جل وعلا، واتبعوا أمر نبيه صلى الله عليه وسلم، وكانوا وحدة في الصف، والعلم والفكر، والوحدة الحقيقية هي وحدة العلم والذهن والفكر، وكلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة، فهذه الوحدة تمسكوا بها وكانوا معتصمين بحبل الله كما أمرهم، قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] ، وكما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي) فامتثلوا أمر الله جل وعلا باتباع كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الزمر:55] فامتثلوا ذلك.
وقال جل وعلا آمراً الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبين لهم: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108] ، ثم امتحنهم عندما زعموا الحب للرسول صلى الله عليه وسلم: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31] ، ثم بعدما اتبعوا الاتباع الكامل الخالص لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، كما بين ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه -كما في المسند- قال: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم خط على يمينه خطوطاً، ثم خط على يساره خطوطاً وقال: هذه السبل على كل سبيل شيطان، ثم قرأ قول الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153]). فأطاعوا الله وأطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، عملاً بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59].
وقول الله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:71]، وقد فازوا؛ لأنهم أطاعوا الله وأطاعوا الرسول، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] جل وعلا، وعملوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
إذاً: للصحابة صفات وسمات ما تكلمنا عنها الآن إلا لنحذو حذوهم، ونقتفي أثرهم، فقد اعتصموا بحبل الله جل وعلا تحت كلمة التوحيد، ثم اتبعوا سبيل الله وتركوا سبيل الغواية والشيطان، ثم أطاعوا الله وأطاعوا رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن مسعود : (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).
الإمام هو من يقتدى به سواء في الضلالة أو في الهداية، والأغلب عند الإطلاق أن الإمامة تكون في الهداية، قال الله تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة:124] يعني: أن الظالم لا ينال الإمامة، بمعنى أن العهد هو الفاعل، والظالمين هم مفعول به.
إذاً: فالإمامة عند الإطلاق إمامة الدين وإمامة الهدى، قال الله تعالى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ [الأنبياء:73].
الإمامة يصل إليها المرء بأمرين اثنين بعد فضل الله جل وعلا؛ لأن الله جل وعلا قال: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ [النحل:53] ، وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا [النور:21] ، بعد فضل الله هناك سببان يصل بهما المرء إلى الإمامة، ذكرهما الله في كتابه فقال: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]، فلا يصل المرء إلى الإمامة في الدين إلا أولاً: بالصبر، وثانياً: باليقين، والأئمة هم أولو الأمر الذين ذكرهم الله في كتابه: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] قال ابن القيم : أولوا الأمر هم العلماء وهم الأمراء، أما العلماء فهم أمنة هذه الأمة، وهم ورثة الأنبياء، وهم أفضل الناس يضيئون ليستنير بهم أهل الإسلام.
أما الذين في ركابهم فهم أولو الأمر الذين تمسكوا بكتاب الله جل وعلا، وتمسكوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحكموا شريعة الله جل وعلا في الناس، ونصر الله بهم الدين، فهؤلاء الأمراء هم الذين يقال عنهم: إنهم في ركاب العلماء؛ لأنهم يجاهدون في سبيل الله جل وعلا كأمثال الخلفاء الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن تبعهم بإحسان وعمر بن عبد العزيز ومعاوية بن أبي سفيان وهارون الرشيد وأمثال هؤلاء وسيف الدين قطز الذي له المنة الكبرى على أهل الإسلام؛ لأنه أوقف الغزو والزحف التتري الغاشم، وأيضاً محمد الفاتح الذي فتح الله به القسطنطينية، وقد مدح من النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها) ، فهؤلاء هم أمراء وعلماء الملة لا علماء السلطة، وهناك أئمة لكنهم أئمة الضلالة والغواية والعياذ بالله، وهم علماء سلطة لا علماء ملة، باعوا دينهم بثمن بخس بدراهم معدودة، باعوا دينهم بدنيا غيرهم، فهم سفهاء، وأول من تسعر به النار يوم القيامة: عالم لم يرج الله جل وعلا في علمه، نعوذ بالله من الخذلان، وأيضاً الأمراء الذين يجرون الناس بالسلاسل إلى قعر جهنم والعياذ بالله، قال الله عن فرعون: يَقْدُمُ قَوْمَهُ [هود:98] إمام يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ [هود:98]، يعني: الذين يعيثون في الأرض فساداً هم أئمة الضلال، ويدعون إلى نار جهنم، كما في حديث حذيفة : (هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم) ، نعوذ بالله من ذلك.
أما تعريف السنة عند الفقهاء فهي: كل شرع غير مفروض أو غير لازم يعني: السنة في عرف الفقهاء هي المندوب الذي هو المستحب، الذي نقول عنه: هو خطاب الشارع المكلفين على وجه الاستعلاء لا على وجه اللزوم، وحكمه: أنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
والسنة عند أهل العقيدة هي أصول الدين، هي: اعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد الصحابة رضوان الله عليهم، فهي مقابل البدعة، ولذلك ترى كتب العقيدة كلها تتحدث إما عن اعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم أو عن البدعة التي تخالف هذا الاعتقاد، كما في السنة لـابن أبي عاصم والسنة للإمام أحمد بن حنبل .
والدعوة تكون أيضاً بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال الله تعالى: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] .
الأولى: الهداية عامة، وهذه الهداية العامة تعم كل الخلائق من جن وإنس وحيوانات، فقد هدى الله جل وعلا آدم كيف يأتي زوجته، وأوحى إلى النحل كيف تتخذ من الجبال بيوتاً، قال تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا [النحل:68] ، وهدى النمل: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ [النمل:18] ، من الذي أوحى إليها بذلك وهداها إلى ذلك؟ إنه الله جل وعلا.
المرتبة الثانية من الهداية: هداية عامة للثقلين: الجن والإنس، وهي هداية البيان والإرشاد، وهي التي قال الله فيها للنبي صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52] أي: تبين وترشد الناس إلى هذا الصراط المستقيم.
وقال الله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ [فصلت:17] أي: بينّا لهم وأرشدناهم، فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [فصلت:17] .
هذه المرتبة تكون لله على لسان رسله وعلى لسان ورثة الرسل رضوان الله عليهم كالصحابة والعلماء.
المرتبة الثالثة وهي خاصة بالله جل وعلا، وهي: هداية القلوب، هداية السداد، وهذه لا تكون إلا لله جل وعلا، فهداية القلوب بيد علام الغيوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، وقال الله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24]، ولذلك لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمه فقال: (يا عم قل كلمة واحدة أحاج لك بها عند الله جل وعلا) فنزلت هذه الآية: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] .
أما الجمع بين الآيتين: قول الله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] وقول الله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52] فهو في الأولى نفى الهداية عنه، وفي الثانية أثبتها له، فنقول: الهداية المنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم هداية السداد والتوفيق هداية القلوب، والهداية المثبتة هي هداية الدلالة والبيان والإرشاد.
المرتبة الرابعة: هذه ليست في الدنيا ولكنها هداية في الآخرة وهي: هداية أهل الجنة إلى منازلهم في الجنة، كما قيل: إن الرجل من أهل الجنة يعرف قصره الذي في الجنة أشد من معرفته لبيته الذي في الدنيا، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ [محمد:4-5] ثم بين هذه الهداية: وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [محمد:6] ، فالمرء يدخل قصره ويعرفه أشد من معرفته لبيته الذي في الدنيا. رزقنا الله وإياكم هذه القصور العالية في الجنة.
وكما في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قل: آمنت بالله ثم استقم) (قل: آمنت بالله) أي: العقيدة الصحيحة. (ثم استقم) أي: على الشريعة القويمة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر