أيها الإخوة! السلام عليكم ورحمة الله.
وبعد:
ففي هذه الليلة نعيش لحظات طيبة إن شاء الله مع ثلة هم أعظم الناس في هذه الأمة، قصة من قصص الصحابة مع نبيهم صلى الله عليه وسلم.
ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً يأت به -يعني: أخاه- فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا فقال: عثمان بن عفان ، فقلت: على رسلك، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فجئته، فقلت له: ادخل، يبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك، فدخل، فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر
).قال شريك بن عبد الله: قال سعيد بن المسيب ؛ راوي الحديث عن أبي موسى : [فأولتها قبورهم]رواه البخاري .
وفي رواية له أيضاً عن أبي موسى قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا أبو بكر ، فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا هو عمر ، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان ، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان!) رواه البخاري أيضاً.
وفي رواية له أيضاً عن أبي موسى : (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن -وذكر القصة إلى أن بشر
هذه الروايات كلها قد رواها الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
وقد روى هذا الحديث الإمام مسلم عن أبي موسى قال: (خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سلك في الأموال فتبعته، فوجدته قد دخل مالاً- أي: بستاناً- فجلس في القف وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر......) الحديث، وفي رواية لـمسلم أيضاً قال ابن المسيب : [فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت هاهنا وانفرد عثمان].
وقد روى الحديث أيضاً الإمام أحمد رحمه الله عن أبي موسى الأشعري ، قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط، فجاء رجل فسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فائذن له وبشره بالجنة، فذهبت، فإذا هو
قوله في الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى البئر توسط قفها، القف: هو المكان المرتفع الذي يجعل حول البئر، وفي رواية مسلم : (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حوائط المدينة ، وهو متكئ ينكت بعود معه بين الطين والماء) فجلس على هذا القف ومعه عود ينكت به بين الطين والماء، قال أبو موسى الأشعري : ( لأكونن بواباً للنبي صلى الله عليه وسلم ) وجاء في رواية: )( ولم يأمرني ) وجاء في رواية: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بحفظ باب الحائط) وفي رواية قال: (يا
رواية يقول فيها: (لأكونن بواباً للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني) وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام قال له: (يا
أنه لما جاء بنية أن يحرس النبي صلى الله عليه وسلم من دون أمر -تطوع من عنده- فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالشيء الذي قد جاء من أجله، هو جاء ليحرس من دون أمر، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أمره، فصادف الأمر النبوي رغبة مسبقة عند أبي موسى الأشعري .
هل يعارض هذا حديث أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب)؟ الجواب: لا يعارض؛ لأن عدم البواب هو الأصل وهذا شيء طارئ، لما مر النبي بقبر ووجد عنده امرأة تبكي، فقال: (اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، فتركها عليه الصلاة والسلام ومشى، فقيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت- يعني: من الرعب، كيف ردت عليه، وهي لم تنتبه أنه النبي صلى الله عليه وسلم- فجاءت إلى بابه فلم تجد عنده بوابين- وهذا موضع الشاهد- فاعتذرت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر عند الصدمة الأولى) حديث صحيح.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده بوابون، وفي هذا الحديث أنه أمر أبا موسى أن يكون بواباً على هذا البستان في هذه المرة، وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بواباً قدر ما يقضي حاجته ويتوضأ، حتى لا يدخل عليه أحد وهو يقضي حاجته، ثم إنه استمر أبو موسى في الحراسة من تلقاء نفسه، فجاء أبو بكر فدفع الباب، ولا نتصور أنه دفع الباب من غير استئذان، لأن الروايات تفسر بعضها بعضاً، فقد جاء في رواية أخرى قوله: (فجاء رجل يستأذن) وفي رواية: (فجاء رجل فحرك الباب يستأذن) فالنبي صلى الله عليه وسلم أذن له وبشره بالجنة.
لما رأى ذلك أبو موسى، ثم في عمر رأى ذلك أيضاً، كان أبو موسى الأشعري قد ترك أخاً له يتوضأ ليلحق به، ترك في بيته أخاً له يتوضأ ويلحق به، وقد كان لأبي موسى أخوان: أبو رهم ، وأبو بردة ، وأشهرهم أبو بردة واسمه عامر ، قال: فإذا إنسان يحرك الباب وهذا هو الاستئذان، والله سبحانه وتعالى قد قال: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا [النور:27] فجاء رجل واستفتح؛ فإذاً حركه مستأذناً لا دافعاً له ليدخل بغير إذن، فإن الصديق والفاروق لا يمكن أن يفعلا ذلك.
ثم جاء عثمان ، فقلت: على رسلك، وذهب يستأذن له، فالنبي صلى الله عليه وسلم سكت هنيهة، يعني: قليلاً، ثم بشره بالجنة على بلوى تصيبه، فقال عثمان : الله المستعان! وقال أيضاً: اللهم صبراً.
وهذه البلوى التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم هي ما أصاب عثمان في آخر خلافته من الشهادة يوم الدار، وثوران المنافقين عليه، وقد جاء عن ابن عمر في حديث صحيح رواه الإمام أحمد وقال ابن حجر: إسناده صحيح: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل فقال عليه الصلاة والسلام: يقتل فيها هذا يومئذٍ ظلماً) النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن فتنة، ومر رجل، فأشار عليه الصلاة والسلام على الرجل المار، وقال: (يقتل فيها- في تلك الفتنة- هذا- الشخص المار- يومئذٍ ظلماً، قال
وهذه الفتنة المشهورة التي ألبها وأوقد نارها عبد الله بن سبأ اليهودي ، الذي تنقل في البلدان يؤلب الناس على عثمان ويحرك الطغام، ويحرك الدهماء والسفهاء، ويحرك المنافقين على عثمان رضي الله عنه، ويقول: حرق المصاحف وأبقى مصحفه، ووظف أقاربه واستعملهم، وفعل وفعل، فاجتمع خلق من هؤلاء المنافقين وساروا إلى المدينة وتسلحوا واقتحموا المدينة وعاثوا فيها فساداً وتسوروا دار عثمان يريدون اقتحامه، وكان الصحابة قد حرسوا دار عثمان، ولكن عثمان رضي الله عنه أصدر الأمر للصحابة بأن لا يحرسوه، ولا يقاتلوا دونه وينصرفوا.
أراد عثمان رضي الله عنه أن يفتدي بدمه، حتى لا يحصل قتال بين الصحابة وبين هؤلاء الثوار، فلما أمرهم وهو الخليفة، وكان لزاماً عليهم أن يطيعوه، اقتحم داره هؤلاء، وكان عثمان رضي الله عنه قد نشر مصحفه يقرأ، فضربوه بالسيف فوقع على يد امرأته نائلة فقطع أصابعها، ثم ضربوه بالسيف وهو يقرأ القرآن.
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا |
فقتل عثمان رضي الله عنه مظلوماً وذهب شهيداً إلى ربه، ولو قال قائل: لماذا لم يتنازل عثمان عن الخلافة ما دام أنهم يريدون خلعه؟ فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى عثمان بوصية وهي: (إن الله مقمصك قميصاً، فإن أرداك المنافقون على خلعه فلا تخلعه)هذه وصية نبوية لـعثمان رضي الله عنه قبل أن يموت، فـعثمان رضي الله عنه كان يتصرف ويتحرك بناءً على أمر النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخلعه) وهكذا حدث وصارت البلوى الشديدة التي أصابت عثمان رضي الله عنه.
قال سعيد بن المسيب راوي الحديث: [فأولتها قبورهم] هذا يدل على أن التأويل يقع في اليقظة أيضاً، وهو الذي يسمى الفراسة، الفراسة: التأويل الذي في اليقظة، ما هو قصد سعيد بن المسيب رضي الله عنه؟ الآن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على دكة البئر على القف، وجلس عمر وأبو بكر عن جانبيه وعثمان رضي الله عنه جلس على الجهة الأخرى؛ لأن المكان قد امتلأ.
سعيد بن المسيب قال: [أولتها قبورهم، أولت جلوسهم في الحديث هذا، مآلهم في القبور الذي صاروا عليه بعد ذلك، فإن القبور الثلاثة للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه متجاورة، أما قبر عثمان ، فهو بـالبقيع منفصل، والقبور الثلاثة في حجرة عائشة .]
إذاً: كان جلوسهم على حافة البئر متجاورين وعثمان في الطرف الآخر، قال: فأولتها قبورهم أي: اجتمعوا في الدفن وانفرد عثمان في البقيع ، وفي رواية سعيد : [فأولت ذلك انتباه قبره من قبورهم] وفي رواية: [اجتمعت هاهنا وانفرد عثمان ].
وقد جاء خبر رواه أبو نعيم عن عائشة في صفة قبور الثلاثة أن أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره، لو كان هذا ثبت كان فيه تمام التشبيه، قبورهم متجاورة، قبر أبي بكر عن اليمين، وقبر عمر عن الشمال، ولكن هذا ليس بثابت، والسند ضعيف، وقد عارضه ما هو أصح منه وهو ما أخرجه أبو داود من طريق القاسم بن محمد ، قال: قلت لـعائشة : يا أماه! اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت لي.... الحديث، وفيه: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قبره، فإذا أبو بكر رأسه بين كتفيه، وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم.
وهاتان قصتان، لأن مخرج الحديثين مختلف كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، فلا مانع أن يتفق للنبي صلى الله عليه وسلم في واقعتين أن يدخل عليه عثمان وقد كشف عن ساقيه فيغطيهما، في هذه الحالة وفي هذه الحالة.
وفرق بين من يأخذ عصا أو يعتمد على عصا أو يطرق بها، وبين من يكون بيده سكين فيفكر وهو يخرب في خشبة غيره، فهذا من العبث المذموم.
وفي الحديث أيضاً: جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب، لأنك لو أثنيت على رجل في وجهه، وكان لا يؤمن عليه يصيبه العجب، فإذا أصابه العجب هلك واغتر وترك العلم، ورأى نفسه شيئاً عظيماً، الأصل المدح في الوجه منهي عنه، فإذا أمنت الفتنة على الشخص، فإنه لا بأس أن يمدح خصوصاً إذا كان هناك مصلحة، كأن يكون مدحه مدعاة لاقتداء الآخرين به.
وكذلك من الفوائد في هذا الحديث: حياء عثمان رضي الله عنه، فإنه كان من حيائه شدة لا يكشف عورته حتى عند الاغتسال، وكان يغتسل وعليه إزاره رضي الله عنه، ولا يكاد يرى شيء من جلده رضي الله عنه من شدة حيائه.
والحياء خير كله، وهو الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن عالم الغيب أن الملائكة تستحي منه.
وفي هذا الحديث أيضاً: محبة الإنسان الخير لأخيه، فإن أبا موسى لما رأى التبشير بالجنة، ماذا تمنى في الحال واللحظة؟ تمنى أن أخاه يأتي الآن ليبشر مع هؤلاء،، ولذلك فإن المسلم يحب لأخيه الشقيق أو لأخيه من أبويه أو من أحدهما الخير، ولا يعلم أحد أعظم منة على أخيه من موسى على هارون، فإنه لا زال يدعو ربه، ويقول: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً [طه:29-34] واستجاب الله دعاء موسى: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي [طه:29] وهذا من إرادة الخير للأخ، وموسى دعا ربه حتى أعطي ما سأل وصار هارون نبياً معه، فلا يعلم أحد أعظم منة من موسى على هارون من شقيق على شقيقه؛ لأن بعض الناس الآن ربما يكون بينه وبين أخيه حقد وحسد وبغضاء، وعداوة وتنافس، ومشاجرات ومخاصمات، وكثير الإخوان اليوم تقطعت بهم الأحوال، وتقطعت بهم العلاقات وعاب بعضهم على بعض مع أنهم أشقاء من رحم واحد، وأعرف حالة من هذه الحالات، مجموعة إخوان فرق بينهم الحال، تنافسوا فيه وتخاصموا عليه في مؤسسة مالية، فصار يلعن بعضهم بعضاً ويسب بعضهم بعضاً، ويداعي بعضهم في المحاكم وعند القضاة، وسيرتهم تلوكها ألسنة الناس، وكل واحد يدعو على الآخر بالفقر وبالشلل وبالمرض وباللعن، وواحد ذهب في رمضان هذا إلى مكة عمرة ليدعو على أخيه عند باب الكعبة، ورجع وقال: ودعوت عليه عند باب الكعبة، يذهب مشواراً إلى مكة في رمضان لعبادة جليلة وهي العمرة التي تعدل حجة ليدعو عند باب الكعبة على أخيه وشقيقه من أبيه وأمه، وما سبب ذلك إلا الأموال التي فرقت بينهم، وهذا أبو موسى الأشعري يحترق من الداخل ويغلي، ويقول: وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، وقلت: إن يرد الله بفلان خيراً يأت به، ويريده أن يأتي، ويتمنى أن يأتي ليدرك أخاه بشارة يسعد بها يوم الدين.
لكن هؤلاء يتقاطعون يتدابرون، ويتهاجرون ويتحاسدون ويتباغضون، مع أنهم إخوة وأشقاء، فنسأل الله العافية، والله يا إخوان إن هذه من كبار المصائب، أن يتفكك البيت الواحد ويتشقق ويصبح أهله وأعضاؤه وأفراده أعداءً.
وكذلك في هذا الحديث: كيف كان أبو بكر وعمر مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد الموت، كانوا قرناء، يقول الصحابي: كثيراً ما أسمع: جاء أبو بكر وعمر ، ذهب أبو بكر وعمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، جاء رسول الله وأبو بكر وعمر ، ذهب رسول الله وأبو بكر وعمر ، الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يذهبون، أخرجهم الجوع معاً، وكانوا في المعارك معاً، أبو بكر وعمر والنبي صلى الله عليه وسلم الذين أخرجهم الجوع دفنوا معاً متجاورين، قبورهم متجاورة، وكلهم أعمارهم ثلاثة وستون سنة، النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وستين سنة، وأبو بكر الصديق ثلاثة وستين سنة، وعمر ثلاثة وستين سنة، وقبورهم متجاورة، وهما وزيراه في حياته، وجاوراه بعد مماته، وأفضل الناس بعده، ورفقاؤه في الجنة، فهؤلاء الأفاضل رضي الله عنهم.
وكذلك في هذا الحديث البلوى التي أصابت عثمان رضي الله عنه فرفع الله بها منزلته، فإن عثمان ولي من أولياء الله، فكانت البلوى هذه رفعاً لدرجاته، وكانت شهادة له عند ربه، وهكذا بقي على العهد الذي عهد به إليه صلى الله عليه وسلم وهذه البلوى التي تصيبه، وكانت تلك الشهادة التي ختم له بها رضي الله عنه وأرضاه.
وفي هذا الحديث حمد الله على النعمة، فإنه في الحديث لما بُشِّر أبو بكر الصديق وعمر حمد الله حتى جلس، يحمد الله ليس مرة، بل كرر الحمد حتى جلس بجانب النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يرزقنا شفاعة النبي الأمين محمد عليه الصلاة والسلام، والله تعالى أعلم.
الجواب: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:7] الماعون هو القِدْر والفأس ونحو ذلك من الآلات التي تستخدم في البيت أو في الطبخ، أو كسر الحطب ونحو ذلك، فذم الله تعالى المرائين الذين يمنعون الماعون، فلا يعيرونه لمن يحتاجونه من جيرانهم ونحوهم من المسلمين، فهم من الأنانية والبخل والشح لا يعيرون أغراضهم للآخرين.
نعم. إن الإنسان لا يلزم أن يعير أغراضه لمن يعلم أنه لا يعتني بها، أي: قد يكسرها ويحطمها ويعبث بها، لكن إذا كان يعلم أن جاره أمين، أو أن أخاه المسلم أمين، ويحتاج إلى هذا الشيء، فإنه يعيره إياه، لأن الله توعد الذين لا يعيرون المحتاج: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:7] إذاً إذا علمت أنه صاحب أمانة وعناية، فلا تمنعه ما يريد استعارته.
الجواب: إذا كان عمله يتطلب أن يوجد في مكان العمل وفي المكتب، فلا يجوز له أن يخرج خارجه، وإذا كان لا يتطلب ذلك يجوز له أن يقعد في هذا المكان، ولا يبرر قيامه بالعبادة تغيبه عن العمل، فيجب عليه أن يكون حاضراً موجوداً في مكان العمل، فإذا لم يوجد عمل استأذن أن يكون في هذا المكان حتى إذا جاء عمل نادوه وطلبوه، ليعرفوا مكانه.
الجواب: هؤلاء على خطر عظيم، هؤلاء يُخشى على دينهم، ولذلك الذي يتعمد النوم عن الصلاة قد جاء فيه حديث البرزخ بأنه يشدخ رأسه بحجارة متوالية متتابعة، يشدخ رأسه ثم يعود كما كان ثم يشدخ وهكذا، هذا عذابه من يوم يموت إلى أن يبعث الله من في القبور، إذا أردت أن تعرف ما هو عذابهم هذا عذابهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بالضبط: (وينام عن الصلاة المكتوبة) فالذي يفعل هذا في رمضان أو في غير رمضان ينام عن الصلاة المكتوبة فهذا عذابه في القبر.
الجواب: اذبح عقيقته الآن متى ما تيسر عندك المال اذبح عقيقته فلا بأس ولو تأخرت، اذبح العقيقة وتؤجر على ذلك.
الجواب: لا. لو كنت خارج المسجد ردد، ولو سمعته من مسجد آخر ردد، ولو سمعته من أكثر من مسجد ردد مع هذا ومع هذا الذي تستطيعه ردد معه.
الجواب: إن كان الأذان مسجلاً تسجيلاً فلا تردد، أما إذا كان يؤذن حياً (يؤذن حاضراً) فردد معه، أما شخص في المسجل سمعته سلَّم أو عطس وحمد الله لا يلزم الجواب، لكن لو سمعته حاضراً عطس وسلم ترد.
الجواب: عليه التوبة إلى الله وقضاء هذا اليوم، لأن صيام الواجب لا يجوز إذا شرع فيه أن ينقضه، إذا شرع في صيام الواجب وجب عليه أن يتمه ولا يجوز له أن يفطر فيه إلا لعذر.
الجواب: إذا كان أفضل منه يجوز مثل لو اعتكفت في المسجد الحرام مثلاً.
الجواب: إذا كان هذا يقوم مقام الغذاء، فإن هذا يعتبر مفطراً وبالتالي فإنه يستعمل العلاج ويقضي، فكلمة أملاح مجملة وهي من مغذيات الجسم، والجسم يتغذى على الأملاح.
الجواب: المقصود بها شجرة الزقوم؛ لأن الكفار كذبوا بها، قالوا: شجرة في النار، كيف يكون هذا والنار تحرق الشجر؟ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً [الإسراء:60] هذه الشجرة هي التي ذكرها الله تعالى في سورة الدخان في قوله تعال: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [الدخان:43-46].
الجواب: نعم.
الجواب: نعم. بدون أن يقذره ويتلف فيه فرشاً مثلاً.
الجواب: إذا قصته على نحو لا يشابه الكافرات ولا يشابه الرجال، كأن تقصه قصة قصيرة جداً مشابهة للرجال، أما على نحو لا يشابه الكافرات ولا يشابه الرجال فيجوز ذلك.
الجواب: نعم. إذا كانوا ثقات يقومون بالمطلوب فلا بأس بتوكيلهم.
الجواب: لا يمنع أن يكون على خلق عظيم وإن أخطأ مرة، فمثلاً واحد طيلة عمره على خلق عظيم وأخطأ مرة ولم يكن خطأ بدون مبرر، بل إنه عبس لما كان منشغلاً في دعوة صناديد قريش وكان يرجو إسلامهم، وابن أم مكتوم، يقول: علمني مما عملك الله، وهو منشغل بالكفار فعبس، وكان ابن أم مكتوم أعمى لم يره فهل يقال: إن هذا الخلق العظيم يذهب لأجل مرة واحدة كان لها ظروفها؟ لا يمكن فإنه على خلق عظيم، ولا تنتفي هذه بمرة حصلت لظروفها، والله عز وجل قد غفر له ذنبه ما تقدم وما تأخر.
الجواب: لا. أنت وكيل، ولا يجوز أن تأخذ لنفسك، وإذا أردت أن تأخذ فلا بد من استئذان الشخص.
الجواب: صليت العصر في وقت الجمعة، ماذا تسميه؟ أعد صلاة العصر أحوط لك لأن جمهور العلماء يقولون: لا يجوز جمع العصر إلى الجمعة، لأن الجمع ورد بين الظهر والعصر، والجمعة ليست ظهراً لا من جهة الوقت؛ لأن وقت الجمعة من الصباح إلى العصر فهي أطول الصلوات وقتاً، من وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس يبدأ صلاة الجمعة إلى العصر.
ثانياً: الظهر سرية والجمعة جهرية.
ثالثاً: الجمعة ركعتان والظهر أربع.
رابعاً: الجمعة لها خطبة والظهر ليس له خطبة، والخلاصة أن الجمهور قال: إن العصر لا تجمع إلى الجمعة، فالأحوط لك أن تعيدها.
وقال الشافعية بجمعهما، ونظراً للاختلاف بين الظهر والجمعة فلا تجمع العصر إليها.
الجواب: القاعدة الأصولية تقول: الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته، بناء عليه يغتسل إذا لم يعرف متى حصل هذا، لأن الجنابة لم يعرف متى حصلت، والأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته، وبناء عليه يغتسل ويعيد الصلوات من آخر نومة نامها.
الجواب: عورة الرجل ما بين السرة والركبة كما جاء في الحديث في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عورة الرجل ما بين السرة والركبة) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كاشفاً عن ركبته أو كاشفاً عن ساقه، فاستحيا من عثمان فلا إشكال في ذلك، كشف عن ساقيه ودلاهما في البئر والساقان ليستا من العورة، والركبة ليست من العورة.
الجواب: البضاعة المتولدة من المال، والمال المتولد من البضاعة هذه دورات، ولذلك فإن الحول واحد، إذا حال الحول أعرف ماذا عندك من البضاعة، وماذا عندك من السيولة وزك على الجميع.
الجواب: يستأنف فيعيد الطواف من أوله كمن أحدث في الصلاة في الركعة الثالثة يتوضأ ويعيد الصلاة من أولها.
الجواب: لا علاقة له بسنة ولا بشيء مشروع في هذا، هذه قضية نفس، فأحياناً يحصل كتم للنفس أو استدعاء للنفس، فيكون هذا التوقف، وإلا فإنه ليس هناك وقوف غير معتاد بين آيات الفاتحة، فإن السنة أن الإنسان يقف على رءوس الآيات وإن تعلقت بالمعنى بما بعدها؛ كما روت أم المؤمنين ووصفت قراءته صلى الله عليه وسلم بأنه كان يقطع قراءته آية آية.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر