أما بعد:
فحديثنا في هذه الليلة -أيها الإخوة- بعنوان: التفريح بذكر التسبيح.
التسبيح عبادةٌ عظيمة لله سبحانه وتعالى، نسبح الله تعالى بكرةً وأصيلاً، نسبح الله في الصباح والمساء، نسبح الله في الصلوات؛ في ركوعنا وسجودنا، نسبح الله في افتتاحنا لصلواتنا.
هذه العبادة ما معناها؟
ما هي المواضع التي يذكر فيها التسبيح؟
وما فضل التسبيح؟ إلى أمورٍ أخرى نتعرف عليها بمشيئة الله تعالى في مرورنا على هذه العبادة العظيمة من الأذكار التي يذكر بها المسلم ربه.
وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة كما أنه قد جاء في صلاة السبحة (سبحة الضحى) وهي: النافلة تسمى بالتسبيح، لأنها تشتمل على التسبيح، وكذلك فإن هذا التسبيح هو من رءوس الأذكار، فإن ذكر الله تعالى منه ما يكون تسبيحاً، ومنه ما يكون تهليلاً، ومنه ما يكون تحميداً منه ما يكون تكبيراً، وكل هذا من أنواع الثناء على الله عز وجل، والتسبيح تبريكٌ وتقديسٌ وتطهيرٌ، والتسبيح من حكمته استحضار العبد عظمة الخالق، ليمتلئ قلبه هيبةً فيخشع له سبحانه وتعالى، هذا التسبيح مطلوبٌ عقله بالقلب والتفكر فيه، وأننا إذا قلنا سبحان الله، فإن هذه ليست كلمة تقال باللسان دون أن نعرف معناها، بل نستحضر المعنى إذا عرفناها، إن التسبيح عبادةٌ لو كانت على طهارة فهي طيبة، ويجوز أن تكون على غير طهارةٍ قائماً وقاعداً ومضطجعاً: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191].
التسبيح داخل في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) وسواء كان تسبيحاً أو غيره، ويندب للمسلم أن يسبح الله سبحانه وتعالى بصوتٍ خافت على وجه العموم: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء:110].. وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ [الأعراف:205].
وأما دبر الصلوات فقد ذهب عددٌ من أهل العلم إلى مشروعية الجهر به؛ لأن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قد أخبر أن الجهر بالذكر عقب المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التسبيح إذا عقله الإنسان، فإنه يعقل أموراً كثيرةً منها:
- وكذلك الجبال والطير تسبح، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى بقوله عز وجل: وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ [النور:41].. وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44] فهي تسبح الله عز وجل وقال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44] كل شيءٍ حتى الجمادات تسبح بحمد الله تعالى، وهذه الجبال لما كان داود عليه السلام يقرأ في الزبور ما تملك الجبال إلا أن تسبح معه من جمال صوته عليه السلام، ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ [سبأ:10] قال مجاهد : [سبحي معه].
ومن الجمادات التي سبحت: الطعام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كنا نعد الأيادي بركة وأنتم تعدونها تخوفيا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناءٍ فيه ماءٌ قليلٌ فأدخل يده في الإناء، ثم قال: حيّ على الطهور المبارك، والبركة من الله) فلذلك لا يجوز أن يقال: بارك لنا يا فلان، أو تباركت علينا يا فلان، مصدر البركة من الله وليست من المخلوق، والله يبارك من خلقه ما يشاء، فجعل النبي مباركاً، وجعل ماء زمزم مباركاً، ويجعل البركة فيما يشاء سبحانه وتعالى.
وقال ابن مسعود: (فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل بين يدي النبي صلى الله عليه وسل) فالصحابة كان يسمعون بآذانهم تسبيح الطعام وهو يؤكل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكرم وأعظم تسبيح هو تسبيح أهل الجنة.
أهل الجنة يسبحون الله عز وجل، وتسبيحهم لله سبحانه وتعالى ليس بتعبٍ ولا بنصب؛ لأنهم يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون، ولا يتغوطون ولا يمتخطون، قالوا: فما بال الطعام؟ أين يذهب إذا أكله أهل الجنة؟ قال: جشاءٌ ورشحٌ كرشح المسك) فضلات الطعام من أجسادهم تترشح، ولكن رشحٌ ليس كعرقنا برائحة كريهة، إنما هو رشحٌ كرشح المسك، فيضمر بطن أحدهم، فيعود ويأكل، ويرشح كرشح المسك، ويضمر بطنه ويأكل، وهكذا في أكلٍ مستمر ولذةٍ مستمرة.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث: (يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس) رواه مسلم ، هل نتعب إذا تنفسنا نحن، إننا نتنفس بطريقةٍ آلية بدون كلفةٍ أو مشقة وهكذا يلهم أهل الجنة التسبيح، يسبحون باستمرار ولا يتعبهم ذلك التسبيح.
وقد جاء عن أبي مالكٍ الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (التسبيح والتكبير يملأ السماوات والأرض) وقال: (الحمد لله تملأ الميزان) وكذلك قال (إن التسبيح والتكبير يملأ السماوات والأرض) روى ذلك النسائي رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو صدقةٌ من الصدقات كما قال عليه الصلاة والسلام: (يصبح على كل سلامى في كل يوم صدقة) كل عظم أو كل مفصل من المفاصل عليه صدقة، لشكر نعمة المفاصل، كيف نتحرك وكيف نقرب وكيف ننبسط إلا بهذه المفاصل، في الإنسان ثلاثمائة وستون، كل واحد عليه شكر نعمة، كل سلامى من أحدكم في كل يومٍ صدقة، فمن أين تأتي بثلاثمائة وستين صدقة؟ قال: (فله بكل صلاةٍ صدقة، وصيامٍ صدقة، وحجٍ صدقة، وتسبيحٍ صدقة) الحديث رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح.
وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن أجر التسبيح فقال الحديث الذي رواه أحمد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عبد الله مولى جهينة قال: سمعتُ مصعب بن سعد يحدث عن سعد ، وهؤلاء كلهم ثقات، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة؟! قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنةٍ وتمحى عنه ألف سيئةٍ).
إذاً مائة تسبيحه في اليوم، مائة تسبيحة يومياً يسردها كلها في نفس الوقت أو يجزئها على أوقات أو غير ذلك، وهي سهلة، قد تحتاج منك عشر دقائق أو ربع ساعة، دقائق قليلة تكسب فيها ألف حسنة، وليس فقط هذا، وإنما تمحى عنك ألف سيئةً أيضاً، والله ذو الفضل العظيم.
هذا الحديث هو الحديث الذي فيه ذكر عدد التسبيحات النبوية في الركوع والسجود، كان عليه الصلاة والسلام -نحن نعلم أن الواحدة واجبة والثلاث أفضل- يسبح عشر تسبيحات في الركوع وعشر تسبيحات في السجود.
وكان عليه الصلاة والسلام يسبح في صلاته إذا قرأ القرآن وخصوصاً في قيام الليل كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه قال: (صليتٌ مع النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلتُ: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً فإذا مر بآية فيها تسبيحٌ سبح، وإذا مر بسؤالٍ سأل، وإذا مر بتعوذٍ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه) وهكذا كان عليه الصلاة والسلام طويل التسبيح في صلاته، وفي ركوعه وسجوده، وفي قيامه إذا قرأ في صلاة الليل ومر بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبح الله عز وجل، توقف عن القراءة وصار يسبح الله سبحانه وتعالى.
فإذاً في أول الصلاة: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وبعد نهاية الصلاة أول ذكر من الأذكار: سبحان الله، يبدأ به، ثلاثاً وثلاثين.
وكذلك فإن التسبيح في الصباح والمساء مما ورد في القرآن: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى [طه:130] وكما مر معنا يطلق التسبيح على الصلاة.
وكذلك التسبيح يكون أيضاً في الركوع والسجود واجباً كما تقدم، وأن التسبيح في الركوع بقوله: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى مناسبٌ لحال المصلي، فإن المصلي عندما يكون في أنزل مكان وأخفض مكان ويضع جبهته على الأرض ويقول: سبحان ربي الأعلى، فيتذكر علو ربه، وهو في أخفض مكان، كما أنه يسبحه عندما ينزل في الأماكن المنخفضة في الأسفار، وهذا ليس خاصاً بالأرض فحتى لو كان في الجو ونزل أو نزلت الطائرة فإنه يسبح الله سبحانه وتعالى.
وكذلك جاء عن علي رضي الله عنه: (كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعةً آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنته؛ إن وجدته يصلي فسبح دخلت، وإن وجدته فارغاً أذن لي).
إن التسبيح أيها الأخوة! يكون في عبادات أخرى مثل: ما يكون في صلاة الكسوف والخسوف، فإنه قد جاء في السنة أن التسبيح عند الكسوف والخسوف عبادة، كما روى عبد الرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه حيث قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد كسفت الشمس وهو قائمٌ في الصلاة رافعٌ يديه، فجعل يسبح ويهلل ويكبر، ويحمد ويدعو حتى حسر عنها) وهذا الحديث قد رواه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه .
وكذلك جاء في صحيح مسلم ، عن أنسٍ رضي الله عنه أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنساناً فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (القصاص القصاص فقالت وإن هناك من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، كما حصل أن عم أنس بن مالك ، أنس بن النضر لما جيء بخبر القصاص قال: والله لا تكسر ثنية الربيع وأبر الله قسمه وتسامحا
إن التسبيح عند الرعد قد ورد فيه حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كنّا مع
فحتى لو قلنا على قول هؤلاء العلماء أنها لا تقرأ القرآن، فلا يعني هذا أن تنقطع عن ذكر الله، ولذلك يكون التسبيح مجالاً للعبادة، فتهلل وتسبح وتذكر الله عز وجل، واختار عددٌ من أهل العلم أن الحائض يمكن أن تقرأ القرآن لكن بدون أن تمس المصحف، وتقرأ القرآن إما عن ظهر قلب، أو أنها تمسك المصحف بخرقةٍ أو بشيءٍ أو تقلب الورقة بالقلم ونحو ذلك.
فإذا سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر أربعاً وثلاثين، هذه الأذكار بدل الخادم، إذاً تعطي قوة للبدن، وتعوض عن الخادم، وأشار إلى هذا المعنى ابن القيم رحمه الله وعده من الأذكار التي تقوي البدن، وقد جاء في الحديث أيضاً، أن التسبيح يقيت الناس، عندما لا يكون هناك طعام ولا شراب، وهذا ليس في الآخرة بل في الدنيا، يأتي على الناس وقت لا يجدون فيه طعاماً ويعيشون مدة طويلة بدون طعام فما يقيتهم وما يقويهم وما يبقيهم على قيد الحياة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال المشهور: (وإنه قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شدادٍ يصيب الناس فيها جوعٌ شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضرا، فلا تبقى ذات ظلف -الدواب- إلا هلكت، إلا ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتسبيحُ والتحميدُ ويجري ذلك عليهم مُجرى الطعام).
إذاً يقوم هذا بالنسبة لهم مقام الطعام، ويكفيهم عن الطعام! هذا التسبيح لعظمة أجره وفائدته في الدنيا وفي الآخرة.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الجنائز.
ومن البدع أيضاً: التسبيح الجماعي كما يفعل في بعض البلدان، يبدأ الإمام فيسبح الناس كلهم بصوتٍ واحد ثلاثاً وثلاثين بعد الصلاة وهكذا.
ليت أصحاب البدع من الصوفية وغيرهم يفقهون هذه الكلمة، النية الحسنة لا تبرر البدعة، تبقى البدعة بدعة، والخطأ خطأ ولو كانت نية حسنة، ولو كان يقصد الخير، ولو قال لك: اجتمعنا في المولد في اثني عشر ربيع الأول لنتذكر سنة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته، ولو كنتم تريدون الخير، ولو كنتم تقصدون إحياء السيرة وتذكرها، يبقى الاحتفال بالمناسبة بدعة، والاجتماع عليها بدعة، ويبقى إظهار الاحتفال والفرح بها عيدٌ مبتدع مخالف، وكم من مريدٍ للخير لم يصبه.
كنتُ أناقش شخصاً قبل أيام في مسألة الاحتفال بيوم المولد، فقال: نحن نجتمع في يوم المولد ونعمل أشياء، وفينا أحد المشايخ يرى الرسول صلى الله عليه وسلم كل ليلة في المنام، ويأخذ منه تعليمات.
وهذه كارثة أيها الإخوة، يرى الرسول كل ليلة! هل الرؤية باليد، أم بالريموت كنترول؟ واحد إذا ضغط على زر يأخذ قليلاً من النوم ثم يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يا ليت رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام بالمنام كانت مسألة باليد، إذاً.. لكان الواحد ضغط الزر ونام، أو يقول أذكاراً معينة وينام ويأتيه الرسول في المنام، هذا يقول: شيخنا يرى الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ليلة، قلت له: في كل ليلة؟! قال: لا يمر أسبوع إلا ويراه، ثم قال: يتلقى منه تعليمات، وهذه طبعاً كارثة كبيرة جداً جداً، أي: يتلقى منه تعليمات، يعني ممكن أن يقول: الكتاب والسنة الآن على جنب، وفتح باب جديد، لأن هناك تعليمات إضافية، يأتيه في المنام ويقول له تعليمات، وافعل وقل لأتباعك، وقل لأصحابك أن يفعلوا كذا كذا.
وهذا هو الخطر العظيم وهذا هو الشر الداهم والمستطير أن يقال: جاءنا في المنام، لو جاءه أحد فقد جاءه إبليس قطعاً.
يقول: لعل أكثر هؤلاء منكم أنتم يا أيها الذين تذكرون بهذه الطريقة المبتدعة، ثم تولى عنهم رضي الله عنه، فقال عمرو بن أبي سلمة : رأينا عامة أولئك يطاعنون يوم النهروان مع الخوارج ، فعلاً حصل، وهؤلاء كانوا في عماد جيوش الخوارج الذين قاتلوا علياً والصحابة والصالحين من المسلمين في معركة النهروان ، وكان معهم ذو الثدية وهو رجلٌ أسود، مقطوع اليد، في عضده مثل حلمة ثدي المرأة، علامة على أن هؤلاء هم جيش الخوارج ، ولذلك علي بن أبي طالب طلبَ أن يلتمسوه في القتلى، حتى يطمئن أنه ما قاتل مسلمين وأراق دماء مسلمين، فبحثوا فما وجدوه قال: ما كذبت ولا كذبت، لا يمكن إلا أن يكون هذا موجوداً، فبحثوا وبحثوا ووجدوه تحت الجثث مقتفياً مقتولاً، وجدوه وآيته في عضده مثل حلمة ثدي المرأة وحولها شعيرة.
رجل أسود، النبي صلى الله عليه وسلم أخبر علياً رضي الله عنه أنه سيقاتل قوماً هذه آيتهم، ذو الثدية وفعلاً قد كانوا هؤلاء.
إذاً أيها الإخوة: هذا التسبيح عبادة عظيمة قد يجعلها بعض الناس على هيئةٍ بدعية، لا يرضاها الله ولا رسوله، ولا شرعها الله ولا رسوله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المسبحين ومن المستغفرين ومن التائبين، وصلى الله على نبيه الأمين.
الجواب: نعم. لا يعتبر تسبيحاً حتى تذكره، ولا يكون ذكراً حتى تتلفظ به، ولكن لا يعني أن تجهر به وتصيح، لكن لابد أن يجري نفس يتحرك اللسان والشفتان حتى يكون ذكراً تؤجر عليه، أما التأمل القلبي أو إمرار الشيء في الذهن، فلا يعتبر ذكراً إلا إن كان ذكراً بالقلب.
الجواب: نعم. الجمهور على أنه يجوز تفريقه، وذهب ابن مسعود رضي الله عنه إلى التتابع فيها، وقرأ القراءة المفسرة صيام ثلاثة أيام متتابعات، ولكن لو فرقها ليس عليه بأس إن شاء الله، وإذا صامها متوالية فهو أحوط.
الجواب: إذاً ما دام لك منزل هناك في ذلك المكان فأنت مخير، أن تحرم من هنا أو تحرم من منزلك هناك، أن تحرم من ميقات أهل الشرقية هنا، أو أن تحرم من منزلك في جدة .
الجواب: هذه الصلاة قد اختلف فيها أهل العلم اختلافاً كثيراً، فقال بعضهم بمشروعيتها وذهب إلى تحسينه كالحافظ ابن حجر رحمه الله، وذهب إلى أنها ليست بثابتة عدد من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فعلى حسب ما يترجح لطالب العلم يعمل، والذي ليس عنده قدرة على بحث المسألة والخروج بنتيجة، فإنه يقلد أهل العلم، فإذا سأل العالم قال له: ليست بمشروعة، فلا يجوز.
الجواب: نعم. هي مجموعة أذكار وأدعية لو قرأ بعضها ثم انشغل بشيء، ثم أكمل بعد ذلك فلا حرج في هذا.
الجواب: إذاً أنت تدفع مالاً، وتأخذ كوبوناً وقسيمةً، ويجرى عليها سحب على أمل أن تخرج لك جائزة، وهذه صورة مقامرة وميسر لا يجوز الدخول فيها؛ لأنك إنما نلت هذا أو هذه القسيمة بالمال الذي دفعته، ثم قد تغنم وقد لا تغنم شيئاً.
الجواب: هذه أيضاً لا تجوز، يجعل لك في علبة حليب خمس عشرة ريالاً، وفي علبة لا شيء، وفي أخرى خمسمائة، إذاً هذه المجازفة والمغامرة وهذا المجهول الموجود في العلبة يجعل هذا البيع ليس بجائز، لكن لو قالوا لك: العلبة هذه بخمسين فيها ثلاث ريال، أي علبة تشتريها فيها ثلاثة ريال، إذاً فالحقيقة سعر العلبة كذا، انتهت المسألة إذاً لا جهالة في العملية، لكن نقول لك: هذه العلبة يمكن فيها عشرة أو خمسة أو ريال أو لا شيء، وأنت تشتري، قد يخرج وقد لا يخرج، ثم إن هناك سلعاً متشابهة ويشترون هذه بالذات على أن يخرج فيها خمسمائة، هو أصلاً الدعاية والإعلان قائم في الغالب على التزوير، والغش والخداع، والتلبيس والضحك على عقول الناس والسذج والبسطاء، أكثر الناس يقفون هكذا في السحب من هؤلاء.
الجوب: ما دامت ما رأت الدم، فهي تصوم، الدم هو البينة والعلامة القاطعة، وكذلك الكدرة والصفرة إذا جاءت في وقت العادة فهي عادة.
الجواب: نعم. منهم من يقول: هذه صلاة الإشراق، ومنهم من يقول: هذه صلاة الضحى، ولعلها صلاة الضحى، إن شاء الله أن هاتين الركعتين صلاة الضحى، يمكن أن تصلى في أي وقت من بعد ارتفاع الشمس إلى قبيل الظهر.
الجواب: لا بأس بذلك، ما دام أن النجاسة لا تصل إلى المصلي ليس فيها رطوبةٌ تتسرب إلى المصلي، وهو يصلي فلا حرج في حمله الطفل.
الجواب: إذا كبر الشخص وأصابه الخرف، وصار لا يدري بالأوقات، ولا يميز الأشخاص، فقد سقط عنه التكليف فلا صلاة عليه ولا صيام، ولا يأمر بهما حيث أنه غير مكلف.
أما إذا كان هذا الكبير يعقل وإذا قيل له أن يصوم يفهم معنى الصيام، ولا زال يعرف معنى الصيام والصلاة، فإنه يأمر بهما، وإذا قلنا إنه غير مكلف وأصابه الخرف وفقد التمييز؛ فإنه لا صيام عليه ولا قضاء ولا كفارة ولا على أوليائه شيء ولا عليه شيء؛ لأنه ليس بمكلف مثل: الصبي الصغير.
الجواب: هذا لا يضر الصيام.
الجواب: أسهم الشركات الذي يتعامل بها هو أحد شخصين؛ إما أنه يريد باتخاذها وشرائها أن يتكسب من أرباحها ويبقيها عنده أصل، ويأخذ الأرباح ويعيش من الأرباح ويكسب من الأرباح.
الثاني: أن يقصد بشرائها المتاجرة فيها، فيشتري الأسهم ليبيعها، فالأول لا زكاة عليه إلا في المال الذي يأخذه من الأرباح إذا حال عليه الحول؛ لأنه ما اتخذ الأسهم عروض تجارة يبيع فيها ويشتري، وإنما أرادها لأجل الأرباح، فالأرباح إذا أخذها فإن الزكاة فيها.
وأما إذا كان قد اتخذ أسهم الشركات يبيع فيها ويشتري ويتاجر في الأسهم، فالزكاة عليها وعلى أرباحها، فإذا حال الحول على الأسهم المعدة للبيع والشراء ففيها زكاة في قيمتها الحالية، وإذا خرجت الأرباح ففيها الزكاة وحولها حول الأصل، ولا ينتظر بالأرباح حول مستقل، وإنما حولها حول أصل.
الجواب: له خياران، إما أنه يكمل الوتر مع الإمام ويشفعه بركعة، ثم يقوم ويصلي في الليل ما يريد ويوتر، وإما أن يصلي في الليل مثنى مثنى ولا يعيد الوتر ويكتفي بوتره الأول مع الإمام.
الجواب: لا يجب ولا في الفرائض، لكن السنة أن يقرأ.
الجواب: الصائم إذا أراد أن يصوم في السفر، وإذا أراد أن يحسب له اليوم كاملاً، فإنه لا يفطر إلا إذا غربت الشمس في المكان الذي هو فيه، فإن كان في الجو لا يفطر إلا إذا غربت الشمس والطائرة في الجو، وعندما يكون في الجو فهو ينتظر الغروب لا في الأرض ولا في البلد الذي سيصل إليه، ولا في البلد الذي أقلع منه، وإنما هو في الجو بحسب غروب الشمس وهو في الجو، إذا اختفت وهو في الجو أفطر ويعتبر يوماً كاملاً، وإذا أراد أن يفطر فعذره معه، وهو مسافر.
الجواب: حسب الحاجة، إذا احتاج الشخص إلى أن يتزوج زوجةً ثانية، فلا حرج عليه أن يستلف سواءً الزوجة الأولى أو الزوجة الثانية، لكن بعضهم يستلف من الزوجة الأولى لكي يتزوج عليها زوجة ثانية، فهذه قلة ذوق.
الجواب: إذا كان هناك عمل فلا يجوز الانشغال بأي شيءٍ آخر من الفرائض، مادام أنه كان يتعارض مع العمل، فلا يجوز أن يترك العمل ويقرأ القرآن ولا يصلي والسنن وغير ذلك، وأما إذا كان لا يوجد عمل فإنه لا بأس أن يقرأ القرآن وأن يصلي النوافل، وهناك أذكار لا تتعارض مع العمل، إذا كان يكتب -مثلاً- ويستغفر الله ويسبح فلا يتعارض مع العمل.
الجواب: الأفضل ألا تتناولها؛ لأن تناولها يوقع كثيراً في مشكلات تتعلق باضطرابها، وبالتالي اضطراب الصلاة والصيام.
الجواب: إذا كان لغرضٍ صحيح طبي كعلاج أو حجامة فلا مانع، وإلا غير الحج والعمرة مكروه؛ لأن الخوارج كان من سيماهم التحليق.
الجواب: إذا وصل إلى بلده فلا يجوز أن يصلي العشاء قصراً لأنه صار في البلد، ويجب عليه أن يتم الصلاة.
الجواب: نفس أذكار السجود الذي في الصلاة العادية.
الجواب: يقف عن يمينه، وإذا وقف عن يساره فعلى الإمام أن يأخذ بيده فيديره إلى الجهة اليمنى.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر