a= 6000394>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران:102].
a= 6000493>يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[النساء:1].
a= 6003602>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
أحمد الله إليكم -أيها الإخوة- الذي وفقنا وإياكم لحضور مجالس الذكر والانتفاع بمائدة القرآن، فإن مثل هذه الحلق من الأشياء التي يرضى الله عز وجل عن أصحابها، ويحفها بملائكته جل وعلا، ويسطرها لهم في صحائف حسناتهم إن شاء الله تعالى، لما في هذه الحلق من زيادة العلم والدين وزيادة الإيمان في قلوب المؤمنين: لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ
[الفتح:4].
وقد تكلمنا- أيها الإخوة- في المرة الماضية عن بعض آفات اللسان أثناء تفسير سورة الحجرات، وكانت هناك أسئلة كثيرة، ولذلك سنقتصر الكلام في هذا الدرس على قوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
[الحجرات:13] ثم نجيب بعد ذلك على الأسئلة.
ونسأل الله عز وجل ألا نتجاوز إن شاء الله الساعة الثامنة حتى لا نطيل على الإخوة، ومن أراد من الإخوة أن يذهب فله ذلك، فلا يشعر بالإحراج والأمر متسع إن شاء الله، وبإمكانه أن يسمع المحاضرة بعد ذلك.
وهذا المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى فيه مطابقة من حيث التمثيل فهو تمثيل بديع جداً، فكما أن الإنسان عندما يموت لا يحس بمن ينهش لحمه لغياب روحه عن جسده، فكذلك الشخص الذي يُغتابُ ويُنهشُ عرضُه غير موجود، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، لأنه غائب كما أن الميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لأن روحه قد فارقت جسده.
وكما أن الميت يعجز عن رد آكله، فكذلك الذي يغتاب يعجز عن رد من يغتابه.
والذين يأكلون لحوم البشر يتفكهون ويتلذذون بأكلها حسب مزاجهم الفاسد، كذلك أصحاب المزاج الفاسد من البشر الذين يغتابون الناس أيضاً يتلذذون ويتفكهون بنهش أعراض البشر.
فهذه الأمثال- أيها الأحبة- لا يعقلها إلا العالمون، والله أمرنا أن نتدبر الأمثلة، فقال تعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
[إبراهيم:25] لعلهم يتفكرون، لأولي الألباب
وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ
[العنكبوت:43].
تجد العجب العجاب في كتابة الذين يكتبون عن الأمثال مما فتح الله عليهم مثل ابن القيم رحمه الله تعالى عندما يفسر آيات فيها أمثال.
ثلاثة أشياء متوالية، فيها تصحيح عجيب لسلوك الإنسان، كيف ذلك؟
يقول أحد أهل العلم في التفسير: تأمل كيف أن الله عز وجل حرم الظن السيئ بالمؤمنين، فالظن الجزاف الذي لا يعتمد على شيء حرمه الله جل وعلا، ثم لما حرم هذا الظن، حرم سلوك السبيل الذي يؤكد هذا الظن، وهو: التجسس، لأن الإنسان عندما يتجسس، فإنما يحاول أن يؤكد ظناً عنده؛ فحرم الله سوء الظن، وحرم السبيل لتأكيد هذا الظن، وهو التجسس، وحرم الغيبة التي هي التكلم بما تأكد له من التجسس.
حرم الله ثلاثة أشياء متوالية: حرم الله سوء الظن -غير الظن الذي هو على قرار- ثم حرم سلوك السبيل لتأكيده وهو التجسس، ثم حرم التكلم عنا المسلم بما فيه حتى لو علمه وتيقن به، وذلك بتحريم الغيبة، وهذا كله لحماية أفراد المجتمع المسلم من جميع الآفات والشرور.
(نفس واحدة) هي: آدم، ( خلق منها زوجها) من هذه النفس التي هي آدم خلق حواء، (وبث منهما) من هذا الرجل والمرأة (رجالاً كثيراً ونساء).
والناس من جهة الذكر والأنثى أنواع كما أنهم من جهة اللون أنواع، ففيهم الأبيض والأسود والأسمر والحنطي إلى غيره، كذلك من جهة الشكل الخارجي، فهناك الطويل والقصير والسمين والنحيل، فكذلك من جهة الذكر والأنثى الناس أربعة أصناف: فمنهم من خلقه الله عز وجل من ذكر وأنثى، وذلك مثل عامة البشر تقريباً، ومنهم من خلقه الله بلا ذكر ولا أنثى، وهو آدم عليه السلام، ومنهم: من خلقه الله تعالى من أنثى بلا ذكر وهو عيسى عليه السلام خلقه الله من أنثى بلا ذكر، ومنهم من خلقه الله من ذكر بلا أنثى كحواء، فقد خلقها الله من ذكر بلا أنثى.
وهناك كلام مهم للعلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تعليقه على قول الله عز وجل: مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
[الحجرات:13] فإنه وضح الفوارق بين الذكر والأنثى، ووضح ما ينبني عليها من الأحكام الشرعية التي جعلت الطلاق والقوامة بيد الرجل، والحمل ورعاية الأبناء الصغار عند المرأة، فليراجع فإنه كلام جميل.
أولاً: الشعب، وأصغر منه القبيلة، وأصغر من القبيلة العمارة، وأصغر من العمارة البطن، وأصغر من البطن الفخذ، وأصغر من الفخذ الفصيلة، وبعضهم قال: وأصغر من الفصيلة العشيرة.
فمثلاً: إذا جئنا إلى نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإننا نجد أن خزيمة شعب خرجت منه كنانة، وهي قبيلة من قبائلهم، وخرجت من كنانة قريش وهي عمارة من عمائر كنانة، وخرج من قريش بنو قصي وهم بطن من بطون قريش، وخرج من هذا البطن فخذ وهم بنو عبد مناف، وخرج من هذا الفخذ بنو هاشم، وهم فصيلة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أصحاب هذا الاتجاه يسمون بالشعوبيين وهم طائفة ضالة، ومن كره العرب بلا استثناء، فقد كفر، لأن منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كرههم بلا استثناء يكفر، لأن معنى ذلك أنه كره الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رد عليها بعض علماء الأندلس وغيرهم من علماء المسلمين.
يقول الله عز وجل: لِتَعَارَفُوا
[الحجرات:13] فالتعارف هو الحكمة التي من أجلها جعلنا شعوباً وقبائل:
لِتَعَارَفُوا
[الحجرات:13].
ومعنى لِتَعَارَفُوا
: لكي ينتسب كل إنسان لأبيه، فيعرف أن فلاناً هو فلان بن فلان بن فلان من القبيلة الفلانية، أو العائلة الفلانية، ولذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من انتساب الإنسان لغير أبيه، أو انتساب المولى لغير مواليه تحذيراً شديداً، فقال في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو داود عن أنس رضي الله عنه وأرضاه: (من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة) الذي يدعي أنه ابن فلان، ويسمي أباً له غير أبيه، وينتسب إليه، فهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة).
أولاً: صلة الأرحام حتى يكون الناس بينهم قرابات ويتزوج بعضهم من بعض: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً
[الفرقان:54] جعل بينهم زواجاً ومصاهرةً وأنساباً، فالرجل يخرج منه ابنه، فهذا نسب، والرجل عندما يتزوج يصبح بينه وبين أهل زوجته مصاهرة، فهذه من الفوائد، فعندما يتعلم الإنسان الأنساب، يستطيع أن يعرف أرحامه، فيصلهم، ولذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم الأنساب في الحديث الصحيح بقوله: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأةٌ في الأثر) حديث صحيح.
الآن لما صارت القضية فيها نسب وشعوب وقبائل، صار تعلم النسب واجباً، أوجب بعض أهل العلم تعلم النسب، لماذا؟
حتى يصل الإنسان رحمه، ويعرف من أبوه، ومن عمه، ومن جده، من هم أقارب الجد؛ والفروع والحواشي والأصول.
الأصول هم: الأب والجد .. وإن علا، والفروع هم: الابن وابن الابن وإن نزل، والحواشي: العم والعمة والخال والخالة وأولادهم، فيتعلم الإنسان الأصول والفروع والحواشي حتى يصل رحمه، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، والذي يصل رحمه يكون محبوباً في العائلة بخلاف الإنسان الذي لا يصل رحمه، وهذا من النقاط المهمة التي يقع بسببها تقصير كثير من الدعاة إلى الله عز وجل.
قد يقول الإنسان: أنا مشغول، ويترك أقاربه وأرحامه ولا يصلهم، ولا يعرف أخبارهم مع أنهم بقليل من الصلة قد يتأثرون به ما لا يتأثرون من غيره نتيجةً للقرابة الموجودة بينهم وبينه، يذهب ليدعو فلاناً البعيد مع أنه لا يعرف عنه شيئاً، ويترك أقاربه، والله قد قال لنبيه: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
[الشعراء:214] ويترك أقاربه مع أنهم بقليل من الجهد قد يتأثرون منه، ولا يتأثرون من غيره، لأن بينه وبينهم صلة وقرابة ومساهمة وعلاقة، فلا بد من استغلال هذه العلاقة في الدعوة إلى الله عز وجل والتأثير على هؤلاء الأقارب.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (مثراة في المال) ففيها قولان لأهل العلم:
أحدهما: أن الله عز وجل ببركة صلة الرحم يبارك لك في مالك ويثريه لك وينميه ويبقيه ويكثره.
القول الثاني: أن الإنسان إذا وصل رحمه، فإنهم قد يوصون إليه ببعض مالهم عند الموت للصلة الحسنة بينهم وبينه، وهم من غير الأقارب الذين حدد الله لهم نصيبهم في الإرث لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا وصية لوارث).
فقد يوصي الإنسان لقريبه البعيد، لأن بينه وبينه علاقة حميدة في صلة، أو شيء من ذلك، فقد تعود عليه المنفعة، لكن الإنسان عموماً إذا وصل رحمه، فلا يكن قصده المال، وإنما رضا الله عز وجل، والقيام بحقوق هؤلاء الأقربين.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (منسأة في الأثر) فمعناه يزيد عمره زيادة مكتوبة في اللوح المحفوظ ومقدرة عند الله عز وجل.
توضيح المسألة: الإنسان إذا لم يصل رحمه، فقد يعيش أربعين سنة، فإذا وصل رحمه، عاش ستين سنة، ويكون مقدراً عند الله أن فلاناً إذا لم يصل رحمه فسيكون عمره كذا، فلو وصل رحمه -وكونه سيصل أو لا يصل مكتوب عند الله عز وجل- فسيزاد له في عمره، ولو لم يصل رحمه فسيبقى عمره كذا عند الله عز وجل، فصلة الرحم منسأة في الأثر، أي تطيل العمر.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم مهدداً هذا الصنف الذي لا يرعوي ولا ينزجر: (أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن).
لاحظ أن جواب الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن من قوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
[الحجرات:13] (قالوا: يا نبي الله! ليس عن هذا نسألك؟ قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله) فيوسف عليه السلام أكرم الخلق من ناحية النسب لأنه يوسف بن يعقوب بن إسحاق؛ وإسحاق ابن خليل الله، وخليل الله هو إبراهيم، وهو في ترتيب أولي العزم من الرسل بعد الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، لأن أفضل أولي العزم الخمسة الرسول صلى الله عليه وسلم ويليه إبراهيم. (فقالوا له: ليس عن هذا نسألك؟ قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
فكان الجواب الأول من جهة الأعمال الصالحة: ( أكرمهم أتقاهم )، وكان الجواب الثاني من جهة النسب الصالح: (نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله) فلا يمكن أن يكون نسب أعلى من هذا، ونلاحظ-أيها الإخوة- أن هذا النسب ليس عربياً، وكان الجواب الثالث: معادن العرب، وهي أصولهم التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: تسألوني عن الأشياء التي تتفاخرون فيها من النسب والأصل والحسب، فهذا جواب ما تسألونني عنه، فالرسول صلى الله عليه وسلم ربط هذا المفهوم الجاهلي بالمفهوم الإسلامي في قوله: (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) فالرسول صلى الله عليه وسلم وضح لهم أنه ليس المقصود في هذا كرم الأصل وكرم النسب فقط؛ بل قال: (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) أي أن أشرف الناس من جمع ثلاثة أوصاف: أنه كان شريفاً في الجاهلية، أي: من قبيلة عظيمة، ثم دخل في الإسلام -الشرف الحقيقي- فانضم شرف الإسلام إلى ذلك الشرف الأول، ثم انضم إلى الشرف الأول والثاني الشرف الثالث وهو الفقه في الدين، فمن كان ذا حسب مثل الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الناس حسباً ونسباً، حتى الجاهليون كانوا يعظمون نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم انضم إليه شرف الإسلام، وانضم إليه شرف الفقه في الدين، فمن نال هذه الثلاثة مع بعضها، فقد حاز الشرف كله، والذي يلي هذا في المرتبة من كان شريفاً في الإسلام وفقيهاً، ولم يكن ذا شرف في الجاهلية، فهو يلي الأول في المرتبة، وهو أحسن ممن كان شريفاً في الجاهلية شريفاً في الإسلام ولم يكن عنده فقه في الدين، أي أن: من كان شريفاً في الإسلام وفقيهاً في الإسلام، ولم يكن ذا شرف في الجاهلية هو أحسن من الذي يكون شريفاً في الجاهلية شريفاً في الإسلام ولكن لم يتفقه في الدين.
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم نعرة الجاهلية بأنها منتنة، فقال: (دعوها فإنها منتنة).
ولما جاء أبو هند أحد الصحابة يخطب من بني بياضة ابنتهم ولم يكن حسيباً نسيباً يكافئهم في النسب، رفضوا أن يزوجوه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم: (يا بني بياضة! أنكحوا
وقد قال أهل العلم: إن الكفاءة في النسب لا تشترط، فإذا جاءك شاب ذو دين وخلق وهو نسيب، وشاب ذو دين وخلق وهو غير نسيب، فقدم الأول، ولا مانع من هذا، إنما المذموم أن يتقدم إليك شاب يريد الزواج وهو ذو دين وذو خلق، ولكنه ليس نسيباً، أو ليس من قبيلة معروفة أو عائلة لهم مكانة سامية، فتمنعه، وتزوج ابنتك إنساناً فاجراً، أو إنساناً -والعياذ بالله- من أصحاب الكبائر، أو إنساناً عاجزاً، وذاك إنسان تقي وورع، تتركه لأجل أنه ليس نسيباً وتزوج هذا، فهذا- لعمر الله- فيه خراب المجتمعات، إذا صار المقياس في التزويج قضية النسب فقط، فهذا فيه خراب للمجتمعات.
وهناك كلام طويل للعلماء واختلاف حول من هم آل الرسول صلى الله عليه وسلم بالضبط.
ولكن آل الرسول صلى الله عليه وسلم لهم حقٌ علينا، إذا ثبت لديك أن هذا فلان من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيجب عليك أن توقره وتحترمه، لأن له نسباً موصولاً بالرسول صلى الله عليه وسلم، لكن إذا ثبت هذا، فإن الدعاوى في هذا كثيرة، وكل واحد يقول: نحن من أصل نرجع إلى الرسول، نحن نرجع إلى الحسن ، ونحن من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يكون منهم كثير دجالون كذابون يريدون أن يصلوا إلى قلوب الناس، ويسرقون منهم التوحيد، ويوقعونهم في شرك الصوفية وغيرها.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) فاحترام العلماء من الواجبات.
ولذلك يقول الشاعر:
ولا ينفع الأصل من هاشمٍ إذا كانت النفس من باهلة |
وباهلة: قبيلة من قبائل العرب، وكان فيها أشياء تشينها، منها: أنهم كانوا يغلون عظام الميتة ويشربونها، كان يفعلون أشياء تشين بالنفس، ولذلك كانوا في الجاهلية مذلين من قبل العرب، كانت أذل قبيلة هي باهلة، حتى قيل لأعرابي: أترضى أن تدخل الجنة وأنت من باهلة؟ قال: لا، إلا ألا يعلم أهل الجنة أني من باهلة.
وقبيلة باهلة دخلها الإسلام، ودخل الإسلام صحابة كبار من قبيلة باهلة، فمن الخطأ الاعتقاد السيئ في قبيلة باهلة، وهو شيء جاهلي، وحين جاء الإسلام، صار الانتساب للإسلام، فإذا كان من قريش رجل فاجر فهو ذليل، ولو كان من باهلة وهو مسلم تقي، فهو عزيز، ولذلك قال الله عز وجل لنوح عليه السلام: يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ
[هود:46] مع أنه ولد نوح لصلبه، يقول له: إنه ليس من أهلك، لأنه كفر:
قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ
[هود:43] وذكره الله مع الكافرين، فقال الله عز وجل يعلم نوحاً، ويعلم المؤمنين من بعده إلى قيام الساعة:
يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ
[هود:46] فنفى الله عن نوح هذا الولد، وجعله يتبرأ منه:
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ
[هود:46] وكذلك إبراهيم عليه السلام، فكما أنه ما نفعت نبوة نوح ابن نوح، كذلك ما نفعت نبوة إبراهيم أبا إبراهيم، فهذا آزر أبو إبراهيم مات على الكفر، والله عز وجل يوم القيامة- كما في حديث البخاري - معنى الحديث يقول: (يقول إبراهيم لله عز وجل: لا تخزني يوم يبعثون فيقول الله: إني لا أدخل الكفار إلى النار، فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه، ثم يلقى في النار) أي: يمسخ الله عز وجل آزر هذا بشكل ضبع متلطخ بقذارته، ثم يؤخذ هذا الضبع المتسخ من قوائمه ويوضع في النار، فهذا مصير أبي إبراهيم، يمسخ ضبعاً متسخاً، ثم يؤخذ به ويلقى في النار.
والناس الآن يتعاملون فيما بينهم بموازين عجيبة، يقولون: هذا كذا، وهذا كذا؛ مع أنه مسلم، بل قد يكون أفضل منهم علماً وتقوى.
أحد الناس أخبرني بقصة أن أحداً من الناس عنده خادم هندي في البيت، ولكنه رجل مسلم يطيع الله عز وجل ويقوم الليل ويعمل الصالحات، وصاحب البيت عاصي، وفي يوم من الأيام خصم صاحب البيت من المعاش على هذا، أو آذاه في شيء، فدعا عليه الهندي، فاستجاب الله دعوته، فالقضية ليست قضية هندي وعربي أو كذا، بل القضية قضية تقوى وإيمان، فكلما ازدادت التقوى وازداد الإيمان، قرب العبد من الله عز وجل، ولذلك يقول الشاعر:
فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب |
الإسلام رفع سلمان الفارسي ، ووضع الكفر الشريف أبا لهب ، فـأبو لهب شريف، وهو عم الرسول، لكن وضعه الكفر، وذكر عن سلمان أنه كان يقول:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ |
بعض الناس يقول: أبي كان وكان، فهو يفتخر بعظام ناخرة وعظام بالية، وافتخار الرجل بأبيه كافتخار الكوسج بلحية أخيه، والكوسج: هو الإنسان الذي لا تنبت له لحية، فالذي يفتخر بأبيه افتخاره مثل: افتخار الكوسج بلحية أخيه، وافتخار هذا لا ينفعه.
وأعجب شيءٍ إلى عاقلٍ أناسٌ عن الفضل مستأخرة |
إذا سئلوا ما لهم من علا أشاروا إلى أعظمٍ نخرة |
إذا قلت له: ماذا صنعت؟ قال: جدي كان كذا وأبي كذا، صحيح ذاك جدك عليه رحمة الله، لكن ماذا فعلت أنت؟ وهل سينجيك أبوك يوم القيامة؟ واشتهر عن علي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال:
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهمُ آدم والأم حواء |
نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ وأعظمٌ خلقت فيهم وأعضاءُ |
فإن يكن لهم من أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء |
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاءُ |
وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه وللرجال على الأفعال سيماءُ |
وضد كل امرئ ما كان يجهلهُ والجاهلون لأهل العلم أعداءُ |
واختتم الله الآية بقوله: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
[الحجرات:13] أي: عليم بنياتكم وعليم بأعمالكم وخبير بما تفعلون، وخبير بمراتبكم عنده؛ ودرجات الجنة ليست بدرجات القبائل؛ وإنما هي بحسب الأعمال والتقوى.
وفقني الله وإياكم لأن يجعلنا ممن يتقيه، فيجعلنا من الأكرمين، ويدخلنا جنة النعيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الجواب: مجرد القراءة من غير مس، رخص فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والعلماء منهم الشيخ: ابن باز لما سئل عن المرأة التي تدرس أو الطالبة إذا كان عندها اختبار: ماذا تفعل؟ فقال: لهذه الضرورة لا بأس أن تمسك المصحف بخرقة أو بعازل وتقرأ فيه لضرورة الامتحان، أو لضرورة التدريس، ولكن -كما نبه بعض أهل العلم- غلاف القرآن من القرآن، أحدهم يقول: هذا غلاف، فهو عازل، وليس هو كذلك، لأن غلاف القرآن من القرآن، ولذلك يجب أن يأتي بشيء منفصل عن القرآن حتى يجوز للحائض أن تمسك المصحف وأن تقبضه.
الجواب: النمص هو إزالة الشعر، والرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة، النامصة: التي تزيل شعر حاجب المرأة، الكوافير التي تزيل شعر حاجب المرأة تسمى نامصة.
المتنمصة هي: التي تطلب إزالة شعر حاجبها، تذهب إلى هذه المزينة، فتقول لها: اعملي لي كذا، والرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة.
ونفصل في قضية الشعور: الشعر ثلاثة أقسام: قسم أمر الله بإزالته، وقسم أمر الله بإبقائه، وقسم مسكوت عنه، فالقسم الذي أمر الله بإزالته مثل: شعر العانة وشعر الإبط، فهذا أمر الله بإزالته، وشعر أمر الله بإبقائه كشعر اللحية، فهو شعر أمر الله بإبقائه.
ويدخل في الشعر الذي أمر الله بإبقائه شعر الحاجبين للمرأة، وشعر مسكوت عنه كشعر اليدين وشعر الرجلين وشعر الفخذ والصدر والدبر، هذا الشعر مسكوت عنه إلا من ألحق من العلماء إزالة شعر الدبر بحلق العانة، لأن المقصود إزالة ما يمكن أن تتعلق فيه النجاسة، فألحق بعضهم شعر الدبر بشعر العانة في إزالته، فالشعر المسكوت عنه يحل للإنسان أن يبقيه أو يزيله، ليس هناك إشكال.
بقي شعر المرأة على وجهها، هل يعتبر إزالة غير شعر الحاجبين تغييراً لخلق الله أم لا يعتبر تغييراً؟ أي: إذا نبت للمرأة شارب، أو لحية -وقد يحدث هذا- فهل يجوز لها أن تزيله أو لا يجوز؟
هذه مسألة جاء فيها أقوال مختلفة لأهل العلم، فمنهم من حرم الأخذ نهائياً مثل ابن جرير الطبري قال: يحرم على المرأة أن تزيل ما اتصل بحاجبيها، يعني: إذا اتصل الحاجبان مع بعض، أو اتصل بشعر الرأس، يحرم عليها أن تزيله، وكذلك الشارب واللحية إذا نبتت، لأن هذا تغيير لخلقة الله سواء أذن الزوج أو لم يأذن.
النووي رحمه الله على العكس من ذلك، يقول: يجوز للمرأة أن تحلق أو تزيل شعر شاربها وشعر اللحية إذا نبت لها، بل قد يستحب ذلك إذا أدى إلى الأذى، وابن حجر رحمه الله رأيه مثل رأي النووي ، لكن يقيد ذلك بإذن الزوج، أي: لو أذن لها الزوج بإزالة شعر الشارب، أو شعر اللحية، جاز لها ذلك، وإن لم يكن بإذنه فلا يجوز لاحتمال التلبيس، أي: أنها قد تزيله في فترة، فيأتي الزوج ويرى المرأة بهذا الشكل وهي مزيلة للشعر، فيتزوجها ويرغب فيها على أساس هذا الشكل، فبعدما يتزوجها يراها في شكل آخر، فهذا فيه تدليس، ففي هذه الحالة لا تجوز الإزالة، فـابن حجر يقيدها بإذن الزوج.
الشيخ عبد العزيز يقول: إذا نبت للمرأة شعر اللحية أو الشارب فإنها تأخذه، لأن فيه مثلة، المثلة هي: التشويه، يقول: يجوز لها أن تأخذ هذا الشعر، لأن فيه تشويه وأذى، وقد يتسبب -باحتمال تسعين في المائة- في أن الزوج يكرهها لهذا المنظر، وأصلاً هذا ليس مكان النمو الطبيعي لشعر المرأة، فحلقه ليس من تغيير خلق الله، لأن خلق الله أصلاً أنه ليس لها شعر، هذا رأيه، وأنا أذكر آراء العلماء ولست مرجحاً.
الجواب: بعض العلماء أخذ الحكم من قصة جريج العابد من بني إسرائيل حين نادته أمه، فلم يرد عليها ثلاث مرات، ثم دعت عليه، قالوا: يجوز للإنسان المصلي أن يقطع صلاته إذا نادته أمه أو أبوه في صلاة النافلة، فإذا كنت تصلي أي صلاة غير الفرض، ونادتك أمك أو أبوك، فتجيبهما وتقطع الصلاة، وخصوصاً إذا خشيت أن يغضبوا، وإذا كان المصلي في آخر الصلاة أكملها، لكن إذا كان في أول الصلاة ويخشى غضب أبيه أو أمه إذا تكرر النداء، فعند ذلك يجوز له أن يقطع الصلاة ويذهب ويجيب أباه وأمه، ثم يعود ويبدأ الصلاة من جديد؛ فهذا من حق الوالدين، فقد بلغ حق الوالدين على الأبناء أن أجيز للمصلي الابن أن يقطع الصلاة من أجل إجابة والديه.
الجواب: حديث التسليمة ضعفه بعض أهل العلم، وصححه بعضهم، فلو ثبت عند أحد منكم الحديث واقتنع بصحته، فيجوز له أن يسلم تسليمة واحدة.
الجواب: السائل أراد تضعيف الحديث بقوله: (يروى) لأن (يروى) من ألفاظ التضعيف، لكن هذا الحديث ليس بضعيف، بل هو باطل، فإن من أقسام الضعيف حديث باطل، ثم إن التوفيق إنما يكون في الأحاديث الصحيحة إذا تعارضت، وهذا حديث لا يصلح للمعارضة أصلاً، لأنه ليس صحيحاً بل هو باطل، بل الاختلاف شر، والله عز وجل حذر من سبل التفرقة حيث قال: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
[الأنعام:153] فاتضح من ذلك أن التفرق مذموم في القرآن والسنة.
الجواب: أهل التفسير اختلفوا في تفسير هذه الآية؛ فبعض أهل العلم قالوا: إن الضمير في قوله تعالى: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
يرجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والضمير في قوله تعالى:
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
[الفتح:9] يرجع إلى الله عز وجل.
والتعزير هنا بمعنى النصرة والتأييد.
الجواب: طبعاً يا أخي: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه) فعليك أن تنصحهم وتحذرهم بأنك ستخبر الإدارة، فإن لم يرجعوا عن تصرفهم، فلتذهب إلى من يوثق بدينه من المدرسين، لأنه قد تخبر أحد المدرسين فلا يفعل شيئاً، فتحر من يوثق بعلمه ودينه من المدرسين أو من الإدارة، وليكونوا من الذين في قلوبهم غيرة على الإسلام والمسلمين وعلى المنكرات، وتخبره بهذا.
الجواب: إذا علق أحد الناس تميمة، ثم تاب فما عليه كفارة، إنما الكفارة هي التوبة إلى الله عز وجل منها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةً فلا ودع الله له).
وهذا تحذير شديد من تعليق التمائم، ولو على الأطفال الصغار، ولو كانت من القرآن في أصح أقوال أهل العلم، لأنها تؤدي إلى امتهان القرآن عند دخول الخلاء، ولأنها تفضي إلى تعليق ما ليس بقرآن، ربما علق أحدهم دعاء، أو آية الكرسي، لكن بعضهم يعلق دعاء فيه توسل بالصالحين، وهكذا تتطور القضية.
الجواب: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
[النحل:125] فإذا صار الجدال عقيماً لا ينفع، فالسكوت في هذه الحالة هو المطلوب.
الجواب: الإنسان في نفسه كبرياء، إلا من عصم الله فإنه لا ينزعج، ولا بد من الحكمة في الدعوة، ومن الدعوة إلى الله الموعظة الحسنة والأسلوب الحسن حتى لو كان الشيء صحيحاً، فإنك قد تنفر الناس بأسلوبك الخاطئ، وكثيراً ما يحدث هذا، يكون المدعو إليه شيئاً حسناً، لكن طريقة الدعوة تجعل الناس ينفرون من هذا الكلام الذي تقوله.
الجواب: أنا لا أعرف هذه القصة، لكن ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم أن بعض الناس في عهد بني أمية بنوا على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، فـعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد لما تولى الخلافة أزال هذه الأشياء من فوق القبر، أو قال: إنها لما أزيلت، بدت قدم ففزع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه، فقال له عروة بن الزبير : لا تجزع يا أمير المؤمنين، هذه قدم عمر بن الخطاب .
الجواب: في المرة الماضية قلنا: أنه ضعيف، وهو حديث حسن في صحيح الجامع .
الجواب: كتب ابن القيم كلها طيبة وفيها فوائد كثيرة، ولكن من الكتب الطيبة جداً كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، وكتاب: زاد المعاد ، ولطلبة العلم كتاب: مفتاح دار السعادة .
الجواب: لا يجوز دخول الحائض إلى المسجد، وذكره الشيخ عبد العزيز قال: لا بأس أن تجلس خارج المسجد وتسمع الدرس أو المحاضرة.
الجواب: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخر بعض الصلوات، ويعجل بعض الصلوات، فمن الصلوات التي كان يؤخرها صلاة الظهر وصلاة العشاء، فيقول: (أبردوا بالصلاة) أي: صلاة الظهر حتى تميل الشمس، وذلك من شدة الحر، وأخر صلاة العشاء مرةً إلى نصف الليل، وبين الحكم في تأخيرها، لكن الآن في المساجد الصلوات مؤقتة، ويصعب أن تؤخر الصلاة إلى نصف الليل، أو إلى قرب نصف الليل، أما بالنسبة للمرأة التي لا تجب عليها صلاة الجماعة، فلا بأس أن تؤخر صلاة العشاء، ويكون ذلك أكثر أجراً لها.
أما حكم جهر المرأة، فالمرأة مثل الرجل في الصلوات الجهرية والسرية، وليس هناك تخصيص، فيجوز لها أن تجهر في الجهرية وتسر في السرية، وذلك عند عدم سماع الأجانب لها.
الجواب: حديث أبي هريرة في صحيح البخاري : إنه رأى رجلاً خرج بعد الأذان، فقال: (أما هذا فقد عصى أبا القاسم) لذلك لا يجوز للإنسان أن يخرج بعد الأذان، ولو دخل المسجد وكان المؤذن قد أذن، فلا يجوز له أن يخرج إلا أن يكره على الخروج أو لضرورة.
الجواب: قضية القيام لصلاة الفجر مشكلة، لكن من الأسباب، فنرجو أن يسامحه الله عز وجل، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد واجبة، وما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب، فلو كان القيام لصلاة الفجر لا يمكن أن يتم إلا إذا نمت، فيجب عليك أن تنام مبكراً، وتأثم إذا نمت متأخراً، إذا كنت تعلم أنك لو نمت متأخراً فلن تقوم إلى الصلاة، لذا فإنك تأثم لو نمت متأخراً، حتى ولو كان ذلك السهر في طلب العلم، وعليك أن تعمل بالأسباب.
مثلاً: توصي أحداً من الجيران أن يدق عليك بالهاتف، وهناك الآن خدمة الساعة المنبهة، فلا بد من اتخاذ الأسباب، فإذا اتخذ الأسباب ولم يقم إلى الصلاة، فالله عز وجل لا يعاقب النائم.
الجواب: المقصود: القرآن والسنة، لأن الحديث وحي من الله، الشافعي رحمه الله بين أن الوحي هو: القرآن والسنة.
الجواب: نعم.
الجواب: لا، خروج الريح لا يوجب الغسل ولا الاستنجاء.
الجواب: قد يشير السائل إلى استخدام العادة السرية، والأرجح من كلام العلم أنها محرمة لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
[المعارج:29-31].
ولا شك أن ممارستها تسبب أضراراً، وينصح كل شاب بالزواج، بل قد يجب عليه وجوباً.
وإن كان غير مستطيع للزواج، فعليه أن يذهب مع الدعاة للعلم والتعلم والدعوة حتى لا يجد لحظة فراغ، فلا يستلقي على السرير إلا وينام من التعب، وعليه بالأعمال الصالحة فهي من أعظم العلاجات.
الجواب: الصلاة لا تدرك إلا بالركوع، أي أن أجر صلاة الجماعة ما يدرك إلا إذا أدرك الركوع، والتسليمة الثانية سنة والأولى فرض على التحقيق، فإذا سلم الإنسان التسليمة الأولى، حل من الصلاة لأن تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم، فالتسليمة الأولى تعتبر التسليم، ويؤيد هذا القول الأحاديث الواردة في التسليمة الواحدة، فلذلك من أدرك التسليمة الثانية لا يعتبر من الذين أدركوا الصلاة، فإذا دخلت المسجد ووصلت الصف، وسلم الإمام التسليمة الأولى فلا تجلس ولا تصل معهم، بل تنتظر إلى الجماعة التي بعدها.
الجواب: يعني: لو كانت من فضة.
أجاب على هذا الشيخ عبد العزيز بن باز جزاه الله خيراً، يقول: هذا ليس بمعتاد من فعل الرجال، ولذلك لا يجوز وفيه تشبه بالتزين، وإنما يكون التزين بهذه الأشياء للنساء.
ويستثنى من هذا الحكم الخاتم لورود النص به، وأما الساعة فيجب أن ندقق فيها، والمفروض أن يكون الغرض من لبس الرجل للساعة هو المعرفة للوقت، لا لشيء آخر.
فإذا اشترى أحد الناس ساعة جميلة ومزخرفة، فهل يجوز له لبسها أم لا؟
إذا كان لبسه لها للزينة، وليس لمعرفة الوقت، فعند ذلك يكون هذا فيه تشبه بالنساء، وهذا حكمه معروف.
فلذلك ينبغي للرجال أن يتنبهوا لهذا، والمسألة تحتاج إلى زيادة تفصيل.
الجواب: الحديث هذا حسن كما في صحيح الجامع: (من أدرك تكبيرة الإحرام أربعين يوماً، كتبت له براءتان: براءة من النفاق، وبراءة من الشرك) أي: من أدركها أربعين يوماً في الصلوات المفروضة المتتالية.
الجواب: أنا لا أعتقد ذلك، فقد ثبت أن أبا ذر رضي الله عنه وأرضاه قال: يا بن السوداء، لبعض الصحابة، فاشتكى منه، فالصحابة من البشر، فهذا لا ينقص من قدرهم شيئاً.
الجواب: إنما قلت: بعض أهل العلم الذي قالوا: إن أحاديث الآحاد ظنية يخالفهم علماء آخرون، لكن أنا بنفسي أوجه قول هؤلاء، وأوضح ما هو مقصودهم بالفعل، إذا قالوا: إن أحاديث الآحاد تفيد الظن لا القطع، فإنهم لا يعنون أنه لا يعمل به، أنا دافعت عمن يقول بهذا القول أنه لا يعني أنه لا يعمل به، وإذا وجد الحديث الصحيح المعروف فإنه يجب العمل به.
أما من حيث المسألة فهل حديث الآحاد يفيد الظن أو القطع؟
فحديث الآحاد قسمان: قسم اتفقت عليه الأمة واشتهر واستفاض، كما في أحاديث الآحاد التي في الصحيحين ، فهي تفيد القطع، لأن الأمة تلقت الصحيحين بالقبول.
أما الأحاديث الأخرى التي صححت الآن، وما استفاض عمل الأئمة فيها، فهي تفيد الظن، بعضهم يصححها، وبعضهم يضعفها.
الجواب: هذا سؤال مهم أيها الإخوة، لأن بعض الناس يؤاخون أشخاصاً، لكن أخوتهم ليست أخوة في الله.
إذا أردت أن تعرف هل هذه الأخوة في الله أم لا، فاسأل نفسك: لماذا أنا آخيت فلاناً؟ هل آخيته لإيمانه وتقواه، ولأعمال صالحة؛ لخشوعه في الصلاة، ولطلبه للعلم، ولدعوته إلى الله عز وجل، أم أنك آخيته لظرافته، أو شكله، أو خفة دمه؟ فإذا كان شيء من الطرف الثاني هذا، فاعلم أنك على خطأ.
الجواب: أيها الإخوة إن قضية الولاء والبراء، الولاء بيننا وبين المؤمنين والبراء بيننا وبين الكفار، تعني أن الإنسان لا يتودد إليهم، ولا يبدي لهم البشاشة بلقياهم، ولا يتحبب إليهم، ويقطع الصلة بيننا وبينهم، لأنهم قطعوا حبل الله، لكن هذا لا يعني الإساءة إليهم، وأن أسبهم في المجامع وألعنهم بما فيهم، فإن فيه مفاسد أكبر من السكوت، ولذلك يقول الله عز وجل: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام:108] فسب الكفار جائز لا حرج فيه، لكن إذا أدى سب الكفار إلى مفسدة أكبر مثل: أن يسبوا الله، أو يسبوا الدين أو النبي، فعند ذلك لا يجوز سبهم، فلا بد أن نفهم أن عدم الإحسان لا يعني الإساءة، وأنه إذا توفرت مفاسد كبيرة على شتمك له، فلا تسبه، ولا تشتمه، فالإنسان المسلم الداعية إلى الله حكيم في أفعاله، والحكمة تقتضي أحياناً إخفاء العداوة.
الجواب: ورد النهي الكوبة في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكوبة هي الطبل، فلا يجوز.
الجواب: هذا يحتاج إلى جواب طويل، لكن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، فإذا كان هناك إنسان بدأ في الالتزام، فاحرص على جلب المصالح إليه، وتكثيرها، ودرء المفاسد عنه وتقليلها، فعليك ببناء الإيمان في نفسه وإبعاده عن الأجواء السامة وإزالة الشرك والجاهلية من قلبه.
الجواب: إذا تبين أنه أراد أن يزور رحمه ويصلهم، وعندهم بنات، وهو لا يمكن أن يخالطهم حتى يجلسن معه، فهذا في الشريعة لا يجوز، لا يعني الأمر بصلة الرحم أن يتعدى حدود الله وينتهك محارم الله عز وجل.
ويمكنه أن يتصل بهم على الهاتف، ويبلغهم السلام عن طريق فلان وفلان، وذلك إذا لم تتمكن من دخول البيت بطريقة شرعية، وإذا دخلت تعرضت للفواحش، فهناك وسائل أخرى لصلة الرحم، إذ ليست الصلة مقصورة فقط على الزيارة، فهناك الاتصال والمراسلة وإرسال السلام مع الناس، وإهداء الهدايا إليهم والطعام فكل ذلك من الصلة والإحسان إليهم، أما أن تجلس إذا دخلت عندهم مع ابنة عم أو ابنة خال متكشفة ومتبرجة، فهذا ليس من صلة رحم.
الجواب: حدود الكلام متعلقة بالمصلحة الشرعية، فإذا كان هناك مصلحة شرعية في كلامك، فلتتكلم، إذا لم يكن هناك مصلحة شرعية، فلا تتكلم.
وإذا تكلمت عن فلان، فتكلم فقط في الجانب الذي يريده السائل.
فلو أن إنساناً مثلاً سألك عن فلان: أريد أن أشغله عندي في المعمل، أو في الدكان فتكلم فيما يتعلق بأمانته وبراعته في العمل، ولا تقل: إن هذا الرجل له علاقة بفتاة، فإنه لا دخل لهذه القضية بهذه، أنت فقط تتكلم جرحاً وتعديلاً في الجانب الذي يتعلق به السؤال.
أحد الناس سألك وقال لك: أنا أريد أزوج ابنتي على فلان، فبماذا تنصح؟ فتكلم له عن الجانب الذي يخص الزواج؛ دينه وخلقه، بعض الناس يتكلم ويعدد كل السلبيات وكل الأمور التي لا تهم، لا بد من مراعاة المصالح الشرعية.
رجل أراد أن يزوج ابنته لرجل كان فاجراً ثم تاب إلى الله عز وجل، فلا تقل له: كان يفعل، وكان يعمل، فقد تغيرت حاله وتاب إلى الله عز وجل.
الجواب: العلم الدنيوي مثل الرياضيات والفيزياء، الشيخ ابن باز ينبه إلى قضية كل الناس يخطئ فيها فيقول: كل الآيات والأحاديث التي تتكلم عن العلم مثل قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
[الزمر:9]..
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
[فاطر:28]..
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ
[آل عمران:18] إنما يقصد بها العلم الشرعي.
إذا وجد حسن النية في العلوم الدنيوية وكان فيها منفعة للمسلمين فهي جهاد في سبيل الله.
الجواب: الشيخ عبد الرزاق عفيفي عضو الإفتاء، يقول: هذا يعتمد على النية، فإذا كان قصد المعلمة من هذا الكلام تحفيز الطالبة من أجل الدراسة جاز، أما إذا كان قصدها الاستهزاء والسخرية، فذلك لا يجوز.
بل لو نظرت إلى شكل فلان وحدثتك نفسك عنه بسخرية واستهزاء، لكنك ما أظهرت هذا الكلام فإن ذلك يعتبر استهزاءً وسخرية.
يقول الشيخ عبد الرزاق : ولا يجوز أن تسخر وتستهزئ لا في نفسك ولا في ظاهرك.
نكتفي بهذا القدر من الأجوبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر