وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
ثم أما بعد:
أيها الإخوة الكرام الأحباب! لقاؤنا اليوم -بحول الله وفضله وتوفيقه- مع حجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم المعروفة بحجة الوداع، نعيش مع الخطبة الجامعة التي ألقاها النبي عليه الصلاة والسلام في يوم عرفة.
والعالم إن كان يفتخر اليوم بأن له منظمات لحفظ حقوق الإنسان، فنقول لهم: لقد أصدر خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وثيقة حرمات المسلم، أقول: وثيقة حرمات، لا حقوق، هذه الوثيقة بين فيها عليه الصلاة والسلام حرمة المسلم على أخيه المسلم.
فإلى منظمات حقوق المرأة أقول لهم: ها هو خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بالمرأة في يوم عرفة، ثم يبين أن كل أمر من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمه عليه الصلاة والسلام.
وأبت الأمة إلا أن تخرج أمور الجاهلية من تحت قدم رسول الله؛ لتعود الجاهلية تطل برأسها، وبتبرجها السافر، وإذا كان الله سبحانه قد وصف التبرج في المجتمع الأول بأنه تبرج الجاهلية فقال: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33]، فما بالك بتبرج النساء اليوم؟! يظلم الجاهلية من أراد أن يقارن بين الأمرين!
إن المرأة في الجاهلية الأولى كانت تلبس جلباباً يواري جسدها، ولا تبدي إلا شيئاً من نحرها وصدرها، ووصف الله ذلك التبرج بأنه تبرج الجاهلية، فما بالنا اليوم؟ إننا نجد تبرجاً أشد بكثير من تبرج الجاهلية الأولى.
أولاً: أنه لما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن في السنة العاشرة من الهجرة، أي: قبل موته بعام صلى الله عليه وسلم أو بأشهر- قال له: (يا
ثانياً: كان جبريل يدارسه القرآن في كل سنة في رمضان مرة، وفي العام الذي مات فيه النبي عليه الصلاة والسلام دارسه القرآن مرتين.
ثالثاً: قال للناس وهو يؤدي المناسك: (خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) .
رابعاً: أنزل الله عليه بعد أن أتم خطبة عرفة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، فسمع عمر الآيات، فأخذ يبكي، فتعجب الصحابة من بكاء عمر ، فقال: يا قوم! وهل بعد الكمال إلا النقصان؟ أي: أن الله رب العالمين يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ [المائدة:3]، فلا بد بعد الكمال من نقصان، وكان النقصان الذي توقعه عمر هو موت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
خامساً: في أيام التشريق أنزل الله عليه: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3]، فكان ابن عباس يقول: في هذه السورة نعي من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، واستنبط هذا المعنى من قول الله: وَاسْتَغْفِرْهُ [النصر:3]؛ لأن الاستغفار هو ختام كل شيء، فكأن الله عز وجل يأمر النبي عليه الصلاة والسلام في ختام حياته أن يختم حياته باستغفار الله.
وفي العام العاشر من الهجرة أذن في الناس: أن النبي صلى الله عليه وسلم حاج إلى بيت الله عز وجل، فجاء الناس من كل فج عميق، ليتأسوا بالحبيب عليه الصلاة والسلام، ويتعلموا منه المناسك، ويقفوا على آخر الأمور الشرعية العبادية؛ لأن الحج هو آخر ما فرض من العبادات، فقد فرض في العام (9هـ) على القول الراجح.
خرج النبي عليه الصلاة والسلام لأربع ليال بقين من ذي القعدة كما يرجح ذلك ابن حجر في الفتح، ثم ذهب إلى ذي الحليفة وبات فيها، وقبل صلاة الظهر اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم ولبس ملابس الإحرام، تقول عائشة : ووضعت المسك على رأس ولحية النبي صلى الله عليه وسلم ومفارقه، حتى إن رائحة المسك كانت تفوح من لحيته وشعره عليه الصلاة والسلام.
ثم صلى الظهر ولبى بعمرة وحج؛ لأن أرجح الأقوال أنه حج قارناً عليه الصلاة والسلام؛ لأنه ساق الهدي من الحل إلى الحرم، ولذلك قال لأصحابه بعد أن أدى العمرة: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة)، فأمر من لم يسق الهدي بالتحلل عليه الصلاة والسلام، ثم أهل بعمرة وحج؛ لأنه حج قارناً، ودخل مكة بعد ليال ثمانية، أي: أنه قطع الطريق في ثمان ليال صلى الله عليه وسلم، وفي يوم أربعة من ذي الحجة دخل مكة -حتى نتعلم أنها رحلة جهاد- ثم دخل من باب بني شيبة إلى الحرم المكي، وطاف بالكعبة وسعى بين الصفا والمروة، ولم يتحلل؛ لأنه ساق الهدي، وأمر أصحابه أن يتحلل من لم يسق الهدي.
ثم ظل على إحرامه صلى الله عليه وسلم حتى جاء اليوم الثامن من ذي الحجة المعروف بيوم التروية، وذهب إلى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فصلى الرباعية قصراً دون جمع.
وفي فجر اليوم التاسع يوم عرفة -وهو خير يوم طلعت فيه الشمس- حين أشرقت الشمس ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى عرفة، وأمر بخيمته فضربت بنمرة، ثم بعد الزوال قام يخطب في الناس عليه الصلاة والسلام، وكان مما قال عليه الصلاة والسلام: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع، ألا إن كل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول دم أضع دم
وقد اختلفت الروايات في خطبة الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة، وخطب يوم النحر، وخطب في أيام التشريق، فمن الكتب من جمع بين الروايات وأتى برواية جامعة، لكننا سنقف مع عناصر خطبة الوداع للحبيب عليه الصلاة والسلام.
ومقاصد الشريعة الإسلامية خمسة: حفظ النفس، وحفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض، وقد أحاط الإسلام هذه المقاصد بسياج، فكانت الحدود لحفظ النفس، كما قال عز وجل: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179]، فمن قتل يقتل، وكان ابن عباس يقول وينفرد برأيه عن جمهور الصحابة: ليس لقاتل المسلم عمداً توبة، وطبعاً رأيه يخالف رأي جمهور الصحابة، ولكن قال ذلك لشدة الوعيد، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]، ولا تجد في القرآن وعيداً أشد من هذا الوعيد، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا [النساء:93]، فهذا غضب ولعن في آية واحدة، ووعيد بالعذاب العظيم، فـابن عباس نظر إلى الآية وقال: ليس له توبة، لكن جمهور العلماء على أن له توبة، وابن عباس حاجه الصحابة بقول الله في سورة الفرقان: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70].
فأحاط الإسلام هذه المقاصد بالحدود، فكان لحفظ النفس القصاص، وكان لحفظ الدين حد الردة، قال صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، والمرتد يستتاب ثلاث مرات وإلا قتل ردة، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولحفظ العقل كان حد شرب الخمر أربعين جلدة، وعمر جعلها ثمانين: أربعين حداً وأربعين تعزيراً، ولحفظ المال كان حد السرقة، ولحفظ العرض كان حد الزنى وحد القذف، فجاءت الحدود لتحفظ مقاصد الشريعة، ولذلك يوم أن أهدرت الحدود عمت الفوضى، وساد البلاء، فلو أن حدود الله تطبق في مجتمعاتنا لتردد السارق ألف مرة قبل أن تمتد يده، ولوقف الزاني مع نفسه؛ لأنه يعلم أنه سيقف في ميدان عام ويجمع الناس لينظروا إليه وهو يجلد أو يرجم.
لذلك يقولون: الحدود زواجر وجوابر، والمقصود بكونها زواجر: أنها تزجر العاصي فيرتدع عن المعصية، والمقصود بكونها جوابر: أنها تطهره من دنس معصيته قبل لقاء الله عز وجل، فأين الحدود في مجتمع المسلمين؟ ومن الذي أهدرها؟ ولمصلحة من؟ ولحساب من؟ إنه لا يخشى من إقامة حد الزنى إلا الزاني، وأما إن كنت على الطريق المستقيم فلم تخشى من إقامة حدود الله في أرضه؟ فحدود الله في أرضه أمان وحفظ للمجتمعات، فلم تحرفون في دين الله؟ فالذي قال لكم: أَقِيمُوا الصَّلاةَ [الأنعام:72]، هو الذي قال لكم: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]، أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [البقرة:85]، أخبروني يا قوم! أليس هذا قرآناً؟! ثم بعد ذلك تجد من ينتسب إلى العلم زوراً وبهتاناً يحرف الكلم عن مواضعه، حتى يحافظ على مقعده وكرسيه.
يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)، فكل نفس تقتل ظلماً في صحيفة ابن آدم، فانظر إلى صحيفته كم امتلأت الآن بمقتولين ظلماً، ولذلك جاء في الحديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)، لذلك كل أوزار المتبرجات في صحيفة قاسم أمين يوم يلقى ربه، لقد كانت المرأة محتشمة مختمرة منتقبة في مصرنا إلى فترة قريبة حتى جاء تحرير المرأة، ولا أدري ما المقصود بتحريرها؟ هل هو تحريرها من الخمار والحجاب والنقاب، وتحريرها من أن تتقي الله وتطيع ربها عز وجل، وتذهب إلى السفور والتبرج والإباحية والاختلاط؟ ماذا يريدون بتحرير المرأة؟
فالإسلام حرر المرأة، ورفع شأن المرأة، فقد كانت المرأة تقتل في الجاهلية، وكانت المرأة تورث كأنها عقار، وكانت تحرم من حقوقها، فجاء الإسلام ليقول للناس جميعاً: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ [النساء:7]، جاء الإسلام ليقول لهم: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9].
فالإسلام جاء بحرمة الدماء، ولذلك جاء في الأثر: (من ساعد على قتل مسلم ولو بشطر كلمة بعث يوم القيامة مكتوب على جبهته: آيس من رحمة الله)، فالقاتل يتحمل ذنوب المقتول كاملة، أي: أن كل سيئات المقتول يتحملها القاتل، ويأتي المقتول يوم القيامة فيتعلق بكتفي القاتل ويقول: يا رب! سله فيم قتلني، ولذلك اسمع إلى قول الله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ [المائدة:27-30].
فخرج الربا من تحت قدم رسول الله، وعاد إلى تعامل المسلمين في مجتمعاتهم، وفي بيعهم؛ فإن بعض أنواع البيوع الآن ربا، كبيع العينة، وهو: أن يأخذ سلعة ثم يبيعها لنفس التاجر بسعر أقل، أي: أنه يحتاج إلى مال فيوسط السلعة حيلة كما احتالت بنو إسرائيل، وهو يسمى بلغة التجار: الحرق، يقول لك: أعطني سلعة واحرقها، وهو ربا، بل عين الربا.
والربا قسمان: ربا الفضل، وربا النسيئة، وكل قرض جر نفعاً فهو ربا، فـ(1000) جنيه من البنك تسددها (1200) جنيه بفائدة 13، أو 14، أو 17 بالمائة، إذاً فالفائدة محددة سلفاً وواضحة، فأي عاقل يقول: إن هذا ليس ربا؟!
ولذلك ساد الربا، ومن لم يأكل من الربا أصيب من غباره، قال عليه الصلاة والسلام: (ألا إن كل ربا موضوع تحت قدمي، وأول ربا أضع ربا
ومهما ادعت المجتمعات المعاصرة أنها في مدنية وتطور ورقي وثورة معلومات فأقول: إنها تعيش في عفن الجاهلية، فالتبرج تبرج الجاهلية، والحكم حكم الجاهلية، قال عز وجل: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50]، فنحن في مجتمعات إسلامية، لكن فيها مظاهر جاهلية، لذلك تقديس الحجارة من مظاهر الجاهلية.
قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن كل أمر من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمي) ، فيا من استقمت على شرع الله عز وجل! ضع أمور الجاهلية تحت قدمك، ولا يكفي أن تستقيم ظاهراً وتترك الباطن يغوص في عفن الجاهلية.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.
وبعد:
ثم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء، فللمرأة حقوق قررها الشرع؛ فإن أرادت المرأة أن تضرب بأحكام الشرع عرض الحائط عادت تتخبط في الجاهلية الأولى.
فهناك دعوة للمساواة، ويضحكون على المرأة ويقولون لها: أنت كالرجل لا فرق بينكما، فإذا كان قاضياً فأنت قاضية، وإن أصبح عمدة لا بد أن تكوني عمدة، وإن كان حكماً لمباراة لابد أن تنزلي وتحكمي، وإن كان لاعباً في الملاكمة فاخلعي أنت أيضاً ولاكمي، وإنا لله وإن إليه راجعون.
وهذا أمر مضحك، فإن الذي خلق المرأة سبحانه وتعالى قال: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى [آل عمران:36]، فالمرأة لها طبيعة، ولذلك هناك أحكام شرعية كثيرة جداً تختلف فيها المرأة عن الرجل، في الميراث، وفي الشهادة، وفي العقيقة، وحتى في البول، فإذا بال الصبي على الثياب قبل أن يفطم ينضح، وإن بالت البنت يغسل؛ لحديث أم قيس عند البخاري : (جاءت
ولذلك أقول للمرأة المسلمة: أنت مستهدفة من أجل تدمير الأمة الإسلامية، فلا تستجيبي للمخططات، ولا تستجيبي للعلمانية العفنة التي تريد لك أن تخلعي النقاب، وأن تختلطي بالرجال، وأن تكوني رأساً برأس مع الرجل، بل كوني مع أوامر خالقك عز وجل، فكرامتك وعزتك في اتباع شرع الله سبحانه، فهناك أحكام كثيرة لا تجوز للمرأة، فلا يجوز للمرأة أن تؤذن، ولا يجوز للمرأة أن تخطب الجمعة، ولا يجوز للمرأة أن تكون ولي أمر للأمة؛ فإن الهدهد استنكر على الرجال أن تملكهم امرأة، قال عز وجل حاكياً عنه: إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [النمل:23]، فالهدهد يرفض هذا، وقال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34].
فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء وقال: (اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله)، وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ولذلك انظر إلى حياته في بيته عليه الصلاة والسلام.
فيا أيتها الأخت الفاضلة! ما نسي النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي بك في حجة الوداع، ومن ثم إن أردت عزة وإن أردت كرامة فلا تعبئي بهذه الشعارات التي صنعها لنا الأعداء، قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
لذلك لويس التاسع لما أسروه في المنصورة أخذ يفكر في أمر الأمة فقال لقومه: لا قبل لنا مع المسلمين في مواجهة عسكرية، فالحرب دائماً النصر سيكون للإسلام فيها؛ لأنهم يقاتلون طلباً للنصر أو الشهادة، ونحن نحرص على الدنيا، لكن أعطوني كأساً وغانية وأنا أدمر لكم هذه الأمة.
إذاً: الحرب الآن ليست حرباً عسكرية، وإنما هي حرب أخلاقية، وحرب على الأخلاق، وحرب على القيم، وحرب على الثوابت الأخلاقية.
وفي مزدلفة صلى المغرب والعشاء جمع تأخير بأذان وإقامتين، ثم نام بعد العشاء صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ لصلاة الفجر وصلى الفجر، وما انصرف من مزدلفة إلا بعد أن أسفر جداً، أي: بعد أن وضح النهار وقبل شروق الشمس، فالمبيت في مزدلفة واجب يهدر من كثير من الحجاج، وترك الواجب يجبر بفدية، وهي بدم، أو صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، وبعد أن أسفر صلى الله عليه وسلم في مزدلفة توجه إلى منى فأخذ الحصيات السبع، ورمى جمرة العقبة قبل شروق الشمس في يوم النحر، ثم ذبح صلى الله عليه وسلم بيده الطاهرة ثلاثاً وستين بدنة وأعطى علياً تمام المائة.
وأريد أن تتأمل في النص؛ فقد ذبح ثلاثاً وستين ومات لثلاث وستين صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن رمى صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة عاد إلى مكة وطاف طواف الإفاضة الذي هو ركن في الحج.
ثم بعد ذلك عاد إلى منى في أيام التشريق يرمي الجمرات، وكان آخر شيء أن ودع البيت بالطواف؛ لأنه قال: (اجعلوا آخر عهدكم بالبيت)، فطواف الوداع واجب على النحو الذي سنبينه إن شاء الله تعالى.
وبهذا تمت أعمال الحج، ووضح النبي صلى الله عليه وسلم للأمة النسك، ثم عاد بعد ذلك إلى المدينة، لا ليستريح، وإنما ليواصل رحلة الدعوة إلى الله عز وجل.
وشاء الله سبحانه أن يمكث أشهراً من حجته، ثم جاءه ملك الموت ليخيره بين لقاء ربه وبين الخلود في الدنيا، فخرج إلى أصحابه وهو يقول لهم: (إن عبداً خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار لقاء ربه، فقال
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، اللهم اكتب لنا حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً.
اللهم قدر لنا الصلاة في بيتك الحرام، اللهم قدر لنا الوقوف بعرفة.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك وموتة في مدينة نبيك.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.
اللهم إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا مبدلين يا رب العالمين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم حرر الأقصى من الغاصبين وطهر الأقصى من نجس المشركين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم أيد مجاهدي فلسطين بنصرك يا رب العالمين! اللهم اربط على قلوبهم، اللهم سدد رميهم، ووفق جمعهم، واجعل الدائرة على عدوهم.
اللهم زلزل اليهود، اللهم جمد الدم في عروقهم، اللهم أرنا فيهم آية؛ فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين! أنت ربنا ورب المستضعفين، إلى من تكلنا يا رب العالمين؟ أيد دينك بنصرك يا رب العالمين!
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8]. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
أولاً: حديث مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أهل ذو الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من أظفاره وشعره حتى يضحي)، والمقصود: إن أردت أن تضحي فلا ينبغي لك أن تأخذ من شعرك ولا أظفارك إلا بعد أن تذبح الأضحية، وهذا الحديث صحيح عند مسلم ولا شك فيه، والكلام فيه للمضحي، أما من يضحي عنهم كالزوجة والأبناء فلا.
ثانياً: نحن على مقربة من أيام ذي الحجة، وهي أيام مباركة ينبغي على العبد أن يضاعف فيها الجهد والعبادة؛ لأن ذا الحجة من الأشهر الحرم، فضلاً عن أن هذه الأيام أيام مباركة، وفيها يوم عرفة، وصيامه مشروع لغير الحاج، وفيه يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر، وفيه سنة الأضحية، ولابد من بيان أحكامها؛ لأن البعض يضحي بأضحية لا تجزئ.
فالماعز لا ينبغي أن يقل عن سنة، والضأن لا يقل عن ستة أشهر، والبقر لا يقل عن سنتين، والإبل لا يقل عن خمس سنوات.
ولا يجزئ في الأضاحي العوراء البين عورها، فإن كانت العوراء لا تجزئ فمن باب أولى العمياء، والأعور أحسن من الأعمى، وكذلك العرجاء، وكذلك التولاء، أي: المتولة، وكذلك العضباء، وهي التي كسر قرناها، وكذلك الهزيلة والمريضة، كل ذلك لا يجزئ في الأضاحي، فينبغي يا عبد الله! أن تبين للناس هذه الأحكام في هذه الأيام.
ولا يشرع صيام يوم العيد وأيام التشريق أيضاً، وهي أحد عشر واثنا عشر وثلاثة عشر، فلا يجوز صيامها لغير الحاج؛لأن هناك نهياً عن صيام أيام التشريق، إلى غير ذلك من أحكام هامة ينبغي أن نوضحها للناس في هذه الأيام المباركة.
الجواب: أولاً ينبغي على أخواته أن يعظنه وأن يذكرنه بالله عز وجل، ثم ادع له بالهداية، وأعطه أشرطة وكتباً، ونسأل الله عز وجل أن يهديه، فخذ كل الأسباب، فإن لم تنفع الأسباب فالله ما أراد له الهداية، قال عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56]، ونقول له عندئذ: هذا فراق بيننا وبينك، لك سبيل ولنا سبيل، فنحن اتخذنا كل السبل والإجراءات من ترغيب وترهيب، وموعظة، ثم المقاطعة والهجر، فكل الوسائل نتخذها معه؛ لعله يعود إلى ربه عز وجل.
الجواب: نعم إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، والنصاب: ثلاثة وثمانون جراماً ذهباً.
الجواب: نعم، قال العلماء: التعجيل بالزكاة يجوز قبل موعدها؛ لأن التعجيل بالطاعة من المستحبات.
الجواب: أعطه الفقير، وهو حر في أن ينفقه كيف يشاء.
فأقول: أنواع نسك الحج ثلاثة: تمتع، وإفراد، وقران، أي: لك أن تحج متمتعاً أو مفرداً أو قارناً، وأفضل النسك هو التمتع، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي)، ونبين كيفية حج التمتع :
أولاً: قبل أن يرحل الحاج ينبغي عليه أن يكتب وصية، ويبين فيها الديون التي عليه، فلربما لن يعود من حجه، ولذلك لا ينبغي عليك أبداً أن تهدر الحقوق، ولذا اكتب وصية بما عليك من مال وبما لك قبل أن تذهب، وعليك أن تستأذن من الدائن وتقول له: عن إذنك أنا ذاهب لأحج، فمثلاً: أنت لك ألف جنيه عندي، وقد أوصيت بها، فإن مت فالورثة سيعطوك من مالي الذي تركت.
ثانياً: عليك أن تترك لأهل بيتك مالاً يساعدهم على الإنفاق في عدم وجودك، فتعطيهم نفقة ثلاثة أسابيع أو أربعة حتى تعود، ولا تذهب من غير ما تترك لأولادك ولزوجتك شيئاً، حتى لا تدق الزوجة على الجيران ليعطوها، والجيران يقولون: كيف ذهب يحج وترككم بدون أكل؟ بدل أن يحج يطعمكم أولاً، ستجد هذا الكلام، لذا لا بد قبل أن تذهب إلى الحج أن تترك مبلغاً من المال لأهل بيتك.
ثالثاً: عليك أن تتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، لا أن تضع العلم الأبيض على السيارة وتكتب على العمارة والبيت: حج مبرور وذنب مغفور، ويدق الطبل عند ذهابك وعند مجيئك، ويقال: الحاج ذهب والحاج جاء، وبعد أن تأتي لا جماعة ولا قرآن، وأكل ربا وقسوة قلب، فأنت على هذا ما حججت لكن حجت العير، فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى الحجاج كثر فقال: الركب كثير والحج قليل.
فالذي يحج بنية صادقة ويطلب الأجر من الله عز وجل يختلف عن الذي يطلب اللقب، فلابد أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً قبل أن تذهب لأداء المناسك.
رابعاً: الحج رحلة جهاد في سبيل الله، فلازم أن تتحمل فيها، فالنبي صلى الله عليه وسلم سافر من المدينة إلى مكة لمدة ثمان ليال حتى وصل إلى مكة، وأما نحن فبضع ساعات أو أقل ونحن في مكة، وتجد أحدنا ضجراً، بينما تجد أصحاب الكرة يعملون قبل المباراة شهرين معسكراً، ومن معسكر إلى معسكر، ويبقون ثلاثة أو أربعة شهور؛ لأجل الحصول على كأس، فأنت أيها الحاج ذاهب لتؤدي مناسك الحج فلا تضجر أو تمل، ولا تكن كمن يضيع واجباً ويهدر سنة، بل ويهدر ركناً.
فهناك مخالفات جسيمة يقع فيها الحجاج، وحجة الإسلام ينبغي أن تكون صحيحة.
أركان العمرة ثلاثة:
الركن الأول: الإحرام، والإحرام من الميقات واجب، وفرق بين الإحرام وبين الإحرام من الميقات؛ لأن الإحرام من بعد الميقات يجبر بدم، أما شخص لم يحرم بالمرة فعمرته باطلة، ففرق بين الإحرام والإحرام من الميقات.
الركن الثاني: الطواف.
الركن الثالث: السعي.
أما الواجبات فهي:
الأول: الإحرام من الميقات.
الثاني: التحلل.
إذاً: أركان العمرة: ثلاثة، وواجباتها: اثنان، ومعظم الكتب لم تميز بين الركن والواجب، وهي نقطة مهمة جداً.
يغتسل ويلبس الإزار والرداء، والإحرام للرجل إزار ورداء، والمرأة تحرم في ملابسها بشرط أن تكون صفيقة فضفاضة، لا تصف ولا تشف، غير متشبهة بالرجال، والأولى للمرأة أن تحرم بثياب غير بيضاء، كسوداء داكنة، والآن تجد بعض النساء يحرمن بملابس بيضاء، وهذا ليس من السنة أبداً، فتحرم بملابس تخالف ملابس الرجال، حتى لا تشبه الرجال.
ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين، وهناك من يقول: النقاب ليس له أصل في الشرع، بل هو عادة جاهلية! فأقول له: أما قرأت هذا الحديث؟ وتجد آخر يقول: النقاب ليس له دليل من كتاب ولا سنة، وقائل هذا رجل عالم لا داعي لذكر اسمه، وتجده يكتب هذا في الجرائد، فلا تنتقب المرأة المحرمة، إذاً: غير المحرمة تنتقب، وهذا مفهوم المخالفة؛ ولذلك تقول عائشة : كنا نرفع النقاب عند الحج والعمرة، فإذا اختلطنا بالرجال أسدلنا، أي: أنها كانت تضع على وجهها شيئاً، وبالنسبة لليد تكون العباءة طويلة بحيث تدخل يدها من غير قفازين، لكن لا تظهر اليد للأجانب ولا الوجه.
وطبعاً هذه الأيام يصعب أن يكون هناك عدم اختلاط، فالمرأة لا تنتقب، لكن تسدل عند الاجتماع مع الرجال، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كلام واضح بين، والأحاديث بينة واضحة، فالذين يريدون أن يقضوا على النقاب لماذا؟ ولصالح من؟ ولمصلحة من؟
وتجد آخر يقول: لا بأس بالبنطال للمرأة؛ لأنه ييسر لها الحركة، ويدفعها للعمل! فنقول: استح على دمك يا رجل! أما تستحيي من الله؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلصالح من تقول هذا الكلام؟ لو لم يكن في البنطال إلا التشبه لكفى في تحريمه، والله عز وجل يقول: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59] وليس من بناطيلهن، فالقرآن وضح في كون الجلباب للمرأة.
وتجد قائل هذا يقوله في التلفزيون، ويخشى أن يمنع، فنقول له: لا تخف، (فمن أرضى الله في سخط الناس رضي الله تعالى عنه وأرضى عنه) فلن يمنعوك من البرامج، فترضي من؟ عليك أن ترضي الله أولاً، ولا تكن جسراً إلى جهنم يعبر عليك يا عبد الله!
محمد بن واسع من علماء المالكية كان لا يفتي في الطلاق أبداً، فقيل له: لماذا؟ قال: أفتي في مسألة طلاق، فتعود المرأة لزوجها يستمتع بها على فراشه وأنا أقذف بها في نار جهنم! فكان عندهم ورع.
فالإحرام للرجل: إزار ورداء بعد أن يغتسل، ويتطيب، والتطيب يكون في الجسد وليس على الملابس، أي: في الشعر، وفي اللحية، وعلى الجسد، وفي المفارق.
والمرأة لا تتطيب؛ لأنه لا ينبغي للمرأة أن تتعطر وسط الرجال.
ولا يوجد شيء اسمه سنة الإحرام؛ فإن كان الظهر صلى ظهراً، وإن كان تحية مسجد أو سنة وضوء صلى، ولا يوجد شيء اسمه سنة إحرام.
وميقات أهل مصر الجحفة التي هي الآن رابغ، وهي لأهل مصر والشام وأهل المغرب، وميقات أهل اليمن يلملم، وميقات أهل العراق ذات عرق، وميقات أهل المدينة ذو الحليفة، وميقات أهل نجد قرن المنازل، قال صلى الله عليه وسلم: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن)، أي: من جاء على الميقات وحاذاه إن لم يكن من أهله، ولا ينبغي أن تمر على ميقات مكان دون إحرام.
وأهل جدة يحرمون من جدة؛ لأنها بعد الميقات، وأهل مكة يحرمون من مكة نفسها، وللعمرة من أدنى الحل، يعني: أن العمرة تختلف عن الحج، فيهلون بالحج من أماكنهم، أما بالعمرة فيخرجون إلى أدنى الحل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن أن يعمر عائشة من التنعيم، ولو كان يجوز من مكة لأحرمت من مكة.
فإذا أحرم الحاج يحظر عليه محظورات تسعة: التطيب، وأن يغطي رأسه، ولبس المخيط، وأن يأخذ من شعره ومن أظفاره، والخطبة لنفسه أو لغيره، والجماع ومقدماته، وصيد البر، وقطع شجر الحرم، فكل هذه من المحظورات، والجماع من أكبر المحظورات.
فإن ارتكب محظوراً من المحظورات فعليه فدية، والفدية: عبارة عن شاة تجزئ أضحية، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، هذا لو ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام متعمداً، أما الناسي والجاهل فلا شيء عليه.
وبعد أن يحرم ويقول: لبيك عمرة، يلبي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، والتلبية الجماعية بدعة، فلا ينبغي لشخص أن يقول: قولوا بعدي: لبيك اللهم لبيك، وهم يرددون خلفه، وإنما كل شخص يلبي بمفرده، وأما شخص يلبي وجماعة يرددون خلفه فما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهناك كتب تباع في الخارج، وفيها: دعاء الشوط الأول كذا، ودعاء الشوط الثاني كذا! ودعاء الوقت الإضافي كذا، فمن الذي قال: إن هناك دعاء أشواط؟ فكل واحد يدعو بمفرده بسكينة ووقار، وأما هذا الذي نراه بهذه الطريقة فليس من دين الله في شيء، فهناك بدع منتشرة، وهي أمانة في رقاب العلماء لا بد أن يوضحوها للناس، ويدخل مكة نهاراً؛ لأن هذا من السنة، وإن تعذر عليه فلا بأس.
ثم يدخل إلى المسجد الحرام، ويدخل بقدمه اليمنى ويقول دعاء دخول المسجد، وكما كان يقول عمر بعد الدخول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام.
ثم يبدأ بالطواف، وتنقطع التلبية بالمعتمر بمجرد دخول المسجد، ثم يبدأ بالطواف، ويجعل الحجر الأسود عن يساره، ويضطبع، والاضطباع هو: أن يكشف الكتف الأيمن ويغطي الكتف الأيسر، والاضطباع يكون في الأشواط السبعة في طواف القدوم فقط، ويشير إلى الحجر بيده اليمنى فقط إن لم يتيسر له أن يستلمه، فإن تيسر أن يستلم الحجر فليستلم، ويقبل، وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عمر : (والله! إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)، وهذا اتباع، فنحن نرجم حجراً ونقبل حجراً، وهذا حجر وهذا حجر، وتجد الدكتورة المرتدة تنعق بما لا تسمع وتقول: الحج فيه آثار من آثار الجاهلية، نقبل أحجاراً ونطوف بحجر؛ لأن الكعبة أحجار، وتطعن في الحج ومناسك الحج، وتطالب بتسوية المرأة بالرجل، فماذا نقول في زمن الإحن والمحن؟ الذي أسدي فيه العلم إلى الأصاغر، ونطقت فيه الرويبضة.
أسأل الله عز وجل أن يزيدنا تمسكاً بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
فالمسألة غربة، وثمن الغربة لا بد أن يدفع، وقد جاء وفد من الدولة التي تعرفونها لينظر في مناهج التعليم، ويتابع الحركات الإسلامية في مصر، ويتابع خطبة الجمعة، أرأيتم المصيبة؟ وإلى أي حد وصل أمر المسلمين؟ فغيرنا يتدخل في مناهج دراستنا، وربنا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51]، فيقولون: احذف هذه من القرآن ومن المنهج، ولا يوجد شيء اسمه عصبية وعدم حب، لا داعي لهذا، وآيات الجهاد لا داعي لها، ومن ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ونحن لا ندير الأيسر فقط بل ندير الاثنين الآن، ونقول: اضرب يميناً ويساراً، وليس أيسر وأيمن فقط.
وبعد ذلك يبدأ الطواف ويشير إلى الحجر ويقول: بسم الله، الله أكبر، ولا يزاحم عليه، أو يؤذي أحداً؛ لأن تقبيل الحجر سنة، وإيذاء المسلمين حرام، فلا ينبغي أن يرتكب حراماً لأجل سنة.
وفي الأشواط الثلاثة الأولى يرمل، والرمل هو: أن يسرع الخطى، وإذا جاء إلى الركن اليماني يستلمه، وإن تعسر عليه الاستلام فلا يشير إليه.
وبين الركن اليماني والحجر الأسود يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ثم يطوف، ومن الحجر إلى الحجر شوط، وعند الطواف تجد عجباً!، تجد واحداً يطوف ويكلم صاحبه: ما هي أخبار الأولاد؟ وما عملت بالصفقة التجارية؟ ويقول: يا أخي! نتسلى ونحن نطوف فنقول: يا أخي! اتق الله فأنت بجوار بيت الله عز وجل، فبكي وادعو ربك عز وجل، ثم كيف تذكر أمور الدنيا عند الطواف بالبيت؟! ففي الحديث: (الطواف صلاة إلا أن الله أحل فيه الكلام) فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير .
إذاً: الطواف بالبيت صلاة، لذلك الحائض لا تطوف بالبيت، ويشترط للطواف الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، ومن أحدث وهو يطوف يقطع الطواف ويخرج للوضوء، ويرجع مرة أخرى، لكن هل يبدأ بالطواف من الأول أو يكمل؟ فيه خلاف بين العلماء، فمنهم من قال: يكمل؛ لأن كل شوط عبادة مستقلة، ومنهم من قال: يبدأ من الأول، وجعل الطواف كله عبادة واحدة، وقال: هذا مثل شخص يصلي الظهر فأخرج ريحاً في الركعة الرابعة فإنه يتوضأ، ويأتي بالأربع كلها لا بالرابعة فقط.
والأحوط عندي أن تطوف من الأول حتى تخرج من الخلاف.
فإن أتم السبعة الأشواط يبني على اليقين، فإن شككت هل طفت ستة أو سبعة؟ فاجعلها ستة، وإن شككت: هل طفت خمسة أو أربعة؟ فاجعلها أربعة، وهكذا ابن على الأقل وهو اليقين، وهذا هو الأصل في الطواف، حتى لا يكون هناك شوط ناقص.
وبعد أن يتم الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، قال عز وجل: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلى [البقرة:125] وهذا من موافقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه قال: (يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلي، فأنزل الله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ [البقرة:125])، وطبعاً من العسير أن الكل يصلي خلف المقام، والمقام كان يلتصق بالكعبة، والذي أبعده هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وينتبه إلى أن حجر إسماعيل من الكعبة، فلا بد أن تطوف خارج الحجر، ومن طاف من داخل الحجر فشوطه باطل، وهذه نقطة مهمة جداً.
فيصلي ركعتين، والحرم كله يصلح لصلاة هاتين الركعتين؛ لأن هناك ازدحاماً شديداً، والمهم أن تصلي في الحرم، وتجعل المقام بينك وبين الكعبة، فتصلي ركعتين خفيفتين تقرأ في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، والثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
وبعد الصلاة تذهب إلى ماء زمزم، وتشرب حتى تتضلع، وزمزم لما شرب له، وفي الحديث: (ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم)، فاشرب بنية، وأما الصب على رأسك وعلى رجليك وعلى بطنك فهذا لم يرد، فتشرب وتتضلع بماء زمزم، فإنه ماء مبارك، وبعد أن تشرب من زمزم تخرج وتصعد إلى الصفا وتتلو قول الله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]، ثم تقول: أبدأ بما بدأ الله به، فتبدأ بالصفا وترتقي إلى أعلى الصفا ثم تشير إلى الكعبة وتقول: لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، ثم تبدأ بالسعي، واعلم أن من الصفا إلى المروة شوط، ومن المروة إلى الصفا شوط، ولا يشترط في السعي الوضوء كما يشترط في الطواف، وهناك منطقة تقطع بسرعة، وهي التي تسمى بالأبطح، فتجري فيها بسرعة، والأبطح: منطقة بين علمين أخضرين معروفين، فتجري في هذه المنطقة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وبعد أن تتم السبعة الأشواط تتحلل.
والتحلل يكون للرجال بالحلق أو التقصير، وأما أن تأخذ جزءاً من شعرك فهذا لا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم أغفر للمحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال: اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال في الثالثة: والمقصرين)، والمرأة تأخذ من شعرها قدر أنملة من الضفيرة.
وهنا سؤال: شخص اعتمر ولم يتحلل ماذا عليه؟
الجواب: عليه دم؛ لأن التحلل من الواجبات، ونحن ذكرنا أن الواجب يجبر بدم، والركن لا يجبره شيء.
ثم يظل الحاج على تحلله، ويجوز له كل شيء من جماع النساء والتطيب إلى أن يأتي اليوم الثامن من ذي الحجة فيحرم من مكانه الذي هو فيه: لبيك حجاً، ثم يتوجه إلى منى في يوم التروية ويصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويصلي الرباعية قصراً بلا جمع، فيصلي الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، والمغرب ثلاثاً،والمغرب لا تقصر، ويصلي العشاء ركعتين، ثم يصلي الفجر، وبعد أن تشرق الشمس يتوجه إلى عرفة، قال الله سبحانه وتعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:199].
ثم يقف في عرفة كما وقف النبي صلى الله عليه وسلم، وفي وادي عرنة جزء من عرفة وجزء ليس من عرفة، فلينتبه الحاج إلى هذا، وحدث ولا حرج عما يحدث على عرفة، فتجد من يأخذ معه إلى عرفة شيشة! وآخر يلعب ضمنة في عرفة! وآخر جاب معه كوتشينة!
فيا أخي! لا بد أن تستغل كل الأوقات في هذا اليوم المبارك، فهو يوم دعاء، وتهليل، وذكر، واستغفار، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وصعود جبل الرحمة ليس من السنة على الإطلاق، والناس الآن يزدحمون عليه، وهذا ليس عليه آثار أو هدي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد غروب الشمس يوم عرفة لا بد أن يقف الحاج جزءاً من الليل.
وهنا سؤال: إذا أفاض من عرفة إلى مزدلفة قبل أن تغرب الشمس فماذا عليه؟
الجواب: عليه دم، لأنه ترك واجباً وليس ركناً، إذ الوقوف بعرفة هو الركن، والحج له أركان، وواجبات، وسنن، ومباحات.
فالركن: الوقوف بعرفة، والإحرام، وطواف الإفاضة، والسعي، فهذه أركان لا تجبر بدم.
والواجبات: الإحرام من الميقات، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمرات، والمبيت بمنى، وطواف الوداع، فكل هذه واجبات إن تركت تجبر بالهدي، وفرق بين الفدية والهدي، فالهدي على الحاج المتمتع والقارن، وليس على المفرد هدي، والهدي يذبحه ويأكل منه، والفدية لا يجوز له أن يأكل منها.
والمتمتع يسعى سعيين: سعي العمرة، وسعي الحج، والقارن والمفرد عليه سعي واحد.
وبعد الوقوف بعرفة يفيض إلى مزدلفة، فيصلي فيها المغرب والعشاء والفجر، فيصلي المغرب والعشاء جمع تأخير، وطبعاً 90% لا يبيتون في مزدلفة، والمبيت بمزدلفة واجب، ولابد أن تقول للمطوف أو السائق: خذ العنوان، والتزم بالواجبات؛ حتى تؤدي الحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد ذلك تذهب من مزدلفة إلى منى بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس، وتأخذ سبع حصيات لرمي جمرة العقبة.
وهناك أهل الأعذار لهم رخص، وأحكام خاصة، ثم ترمي الجمرات وتكبر مع كل حصاة، وتنقطع التلبية في الحج بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر.
وتجد البعض: يمسك حذاءً ويرجم بها، وآخر يأتي بحجر كبير ويرجم به، وهو يظن أنه يرجم الشيطان.
وممكن أن تنيب إن كنت ضعيفاً أو مريضاً، ولا بد أن تقع الحصاة في الحوض، وإن وقعت خارجة فليست محسوبة، ويكبر مع كل حصاة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك النحر، ومكة كلها منحر، أي: لك أن تذبح في أي مكان في مكة، إنما الحل لا يجوز، بل لابد أن تذبح في الحرم.
وبعد النحر تتحلل بحلق رأسك، وبعد التحلل في يوم النحر تطوف طواف الإفاضة، وتسعى سعي الحج المتمتع، ثم تعود إلى منى فتبيت فيها أيام التشريق.
وترجم يوم 11و12 من ذي الحجة، قال عز وجل: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203]، وفي الحديث: (ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر في يوم النحر إلا قال: افعل ولا حرج، قال: يا رسول الله! حلقت ولم أذبح؟ قال: افعل ولا حرج، قال: يا رسول الله! طفت قبل أن أذبح؟ قال: افعل ولا حرج، فما سئل عن شيء إلا قال: افعل ولا حرج)، فالتقديم والتأخير في يوم النحر لا حرج، وهذا من باب التيسير للأمة، وبهذا انتهت مناسك الحج.
الجواب: يجوز للحاج أن يذهب إلى المدينة أولاً ثم يحرم من ذي الحليفة.
الجواب: بعد أن تتم أعمال الحج في مكة تذهب إلى المدينة، ولا تشد الرحال إلا إلى المسجد، وزيارة القبر تكون تبعاً، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، فلا تشد الرحال إلى القبر، وإنما تشد الرحال إلى المسجد، وتزور القبر تبعاً، وليس ذلك من واجبات الحج.
الجواب: من ترك أكثر من واجب عليه أكثر من دم، فمثلاً: أحرم بعد الميقات، ولبس الطاقية على رأسه، إذاً: عليه فدية لترك واجب، وفدية لترك محظور، وهكذا لو ترك المبيت في مزدلفة، وترك رمي الجمرات، فعليه فديتان، إذ إن كل واجب عليه دم.
وأهل مكة عليهم عمرة، والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال: عليهم عمرة على أن يحرموا من أدنى الحل كالتنعيم، ومنهم من قال: إن عمرة أهل مكة الطواف.
الجواب: يجوز أن يكتب ورقة حتى يتعلم منها إن كان ينسى.
الجواب: المبيت في منى يوم ثمانية سنة وليس بواجب.
الجواب: أهل الأعذار فقط هم الذين يجوز لهم أن يتركوا مزدلفة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل؛ لأن أهل الأعذار ومن يسقي الحجاج ماءً أباح لهم النبي صلى الله عليه وسلم ترك المبيت لعذر، أما من سواهم فلا، وأهل الأعذار: النساء، والضعفاء، والشيوخ كبار السن.. وغيرهم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر