أيها الإخوة! أيتها الأخوات ! إنني لأتقدم بالشكر إلى كل من ساهم في إحياء هذا الأسبوع، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا جميعاً في منازل الشهداء يوم القيامة، قال تعالى في كتابه الكريم: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ [البقرة:154] وقال صلى الله عليه وسلم: (للشهيد سبع خصال : يغفر له عند أول دفعة من دمه، ويرى مكانه من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتةُ منه خير من الدنيا وما عليها، ويزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فالشهادة في سبيل الله هي غايتنا وهي أملنا الذي لا ينقطع، ونسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحرمنا الشهادة في سبيله، اختار الله جل ثناؤه من عباده من القرن الأول إلى يومنا هذا رجالاً ونساءً واصطفاهم نماذج للدعاة والدعوة إلى الله، سطروا بدمائهم أسمى آيات التضحية والثبات، وبذل الروح في سبيل الله رب العالمين؛ ليبرهنوا للعالمين أن هذا الدين من الغلاء والعزة بمكان أن يبذل من أجله الروح والدم:
والجود بالنفس أقصى غاية الجود |
أنتقل معكم إلى أحد الأبطال، وهؤلاء عندما نقول إنهم شهداء فنحن لا نجزم بشهادتهم، ولكن نحسبهم كذلك، ولا نزكي على الله أحداً، ونسأل الله أن يتقبل دعاءنا فيهم وأن يجعلهم شهداء.
تركت وطنها وهاجرت، والله يقول عن المهاجرين والمهاجرات: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ [آل عمران:195] واحتسبها أبوها، واحتسبها زوجها، وأذكر يوم أن تكلم أبوها كالجبل الأشم لم يتزعزع ولم يضطرب ولم يفتن بفضل من الله، وقال: إني أحتسب ابنتي عند الله رب العالمين ما دام جيلي ودعوتي بخير، فمهما أصابنا فالمصيبة جلل، أي: المصيبة هينة ما دامت من أجل الإسلام والقرآن: رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب:23].
ثم رفعوه إلى الخشبة وقالوا له: أتحب أن تكون بين أهلك وولدك ومالك ويكون محمدٌ هنا في مقامك هذا، قال: [لا والله، لا أحب أن أكون بين أهلي وولدي ويشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم شوكة واحدة، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً] فتساقطوا على الأرض خائفين من دعوته، فلما رأوا أنه لم يصبهم وقد أمهلهم الله، نهضوا من جديد وزحفوا إليه بالسكاكين والرماح والسيوف يقطعون لحمه، ويسفكون دمه، وهو يصرخ صرخة مدوية يسمعها من حوله من الشجر والحجر والمدر، والكل يشهد له عند الله يوم القيامة، صرخة:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزع |
وبارك الله على أوصاله إذ رفع الله ذكره إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، وأصبح خبيب بن عدي أمة وحده، قدوة للداعين إلى الله، للسائرين في حقل الدعوة، يصرخ أحدهم كلما سيق إلى المشنقة في الحاضر والماضي بعد خبيب لا يبالي، يستقبل الموت قائلاً:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي |
فكان موته حياة للدعاة.. حياة للدعوة، نعم إنها دعوة الله لا تموت بموت الداعية، لا تذهب بذهابه، يذهب الداعية وتبقى الدعوة إلى الله، يذهب الرسول وتبقى الدعوة إلى الله: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144].
أين هم من الله؟ ثبتت هذه المرأة وكان بإمكانها أن تكون عميلة، كما يكون معظم قادة الأحزاب الحاكمة في العالم العربي وهم يملكون الجيوش والعروش، ولكنها ثبتت لتلقى الله يوم القيامة ببطن مبقورة وولد مخنوق، حتى يرفعها بإذنه إلى الدرجات العلى، فيقول: تقدمي أيتها المظلومة لأنصرنك ولو بعد حين، وحان وقت النصر: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [الطارق:9] يوم أن يجر المجرمون على وجوههم إلى النار ليس لهم من الله ناصر ولا عاصم.
أيها الإخوة! أيتها الأخوات! إن التضحية في سبيل الله أمر عظيم، ودعوة بلا تضحية دعوة باهتة باردة لا حياة ولا حرارة فيها.
ركضاً إلى الله بغير زاد إلا التقى وطلب المعاد |
والصبر في الله على الجهاد |
وكل زادٍ عرضة النفاد إلا التقى والبر والرشاد |
وجالدهم بسيفه ثم خر شهيداً يتلبط بدمائه، وفَّى وصدق فوفى الله له، وحقق فيه وعده، نعم - أيها الإخوة - عمير بن الحمام الذي اعتبر المدة الزمنية لأكل تمرة زماناً طويلاً، ونحن اليوم نعقد الآمال خلف الآمال، نعمر الدور ونكنز الأموال، ونريد المناصب والثراء، ولنا طموح، منا من يريد أن يصحح وضعه الاقتصادي، والآخر الاجتماعي، وهكذا الآمال تمتد أمامنا وكأننا معمرون، ويأتي الأجل فيقطعنا دون الأمل، وكل من في المقابر ماتوا مشغولين خلف آمالهم، ولا يبقى إلا أمل واحد، قال تعالى: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46].
نعم أيها الإخوة! هذه هي الباقيات والصالحات، استقبلها عمير بن الحمام بصدق، فألقى التمرات وإنه والله لزمن طويل يوم أن يمضيه في الأرض (سجن المؤمن) وهو يأكل تمره ويترك جنة الله، ورؤية الله، والحور العين، والأنهار المتدفقة، واللآلئ المنثورة، نعم أيها الإخوة! زمنٌ طويل لمن أوتي عبادة الإحسان، زمنٌ طويل أكل تمرة واحدة لمن عاش عبادة الإحسان، من كان يعبد الله كأنه يراه.
هذه الأخت أسرها اليهود، وسجنوها شهرين، وصبوا عليها جام عذابهم، كان بإمكانها أن تكون جاسوسة، فتأخذ الذهب والمناصب والشهرة، والأضواء تسلط عليها كما كان غيرها من الذكور العملاء -أما الرجال فيأبون أن يكونوا برجولتهم عملاء ليهود العرب- ثبتت شهرين تحت العذاب، ثم فاضت روحها إلى الله، وذُكر نعيها في الجرائد هذا اليوم، هذه الفلسطينية نموذج للمرأة التي يشاع عنها في هذه الأيام أنها سلعة تباع وتشترى، كيف تكون سلعة تباع وتشترى وهي تتحدى اليهود الذين ركع لهم قادة الأحزاب الحاكمة؟!
تتحدى اليهود الذين يملكون الأسلحة الفتاكة، تتحدى اليهود الذين ينشد الاستسلام والركوع أمامهم، إنها المرأة التي تحولت إلى بركان متفجر، وإلى جبل أشم، وإلى موج هادر، تحولت إلى طاقة لا يقف أمامها شيء، أذلت معسكر الكفر، وأعزت معسكر الإيمان وذلك بالإيمان والعقيدة، الله ثبتها، الله صبرها، وكل أخت في مصر وفي الشام وفي فلسطين وفي لبنان وفي معظم العالم العربي والإسلامي، كل أخت هناك تعاني ما تعاني في السجون والمعتقلات، أو في خارج السجون والمعتقلات، يوم أن يضيقوا عليها رزقها، ويخرجوا أولادها من المدارس، ويسجنوا زوجها أو ينفوه من الأرض وهي صابرة.
(تموت الحرة ولا تأكل بثدييها)
لا تمد يداً إلى أحد إنما تسأل الله وحده.
فيقول: لا أسمع، فيقول: أتؤمن أن محمداً رسول الله؟
فيقول: صلى الله عليه وسلم، فيقوم بقطع يده اليمنى، ثم الشمال، ثم رجليه، ثم يقول له ودمه ينزف من أطرافه: أتؤمن أني رسول الله؟
قال: لا أسمع، هكذا باحتقار، قال: أتؤمن أن محمداً رسول الله؟ قال: صلى الله عليه وسلم، فسمل عينيه، واقتلع لسانه، ثم حمل جثمانه وألقاه في النار الملتهبة.
وانتقمت أمة منه إذ قامت هي وأخوه عبد الله ووحشي وحاصروا مسيلمة في حديقة الموت، فجاءته نسيبة ونفحته بالسيف نفحة أطارت قطعة من لحمه، وجاء أخوه عبد الله فجلده بالسيف على عاتقه، وجاء وحشي وشق صدره برمحه الذي قتل به حمزة سيد الشهداء، فقال: قتلت أبر الناس، وقتلت شر الناس، هذه بتلك.
ونسيبة بنت كعب الأنصارية، تأتي في حروب الردة؟ إلى أبي بكر تقول: يا أبا بكر ناشدتك الله ألا تحرمني الجهاد في سبيل الله، قال: مثلك لا يرد، وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعيته في الجنة، وشهد لها أنها قاتلت عنه ذات اليمين وذات الشمال، ومن أمامه ومن خلفه، وكأنه لا يوجد في ميدان القتال إلا نسيبة، وخاضت معارك الردة تحت راية خالد بن الوليد، وقطعت يمينها، وجاءت واضعة يمينها في ثوبها واستقبلها النساء، وقلن لها: أين يدك ؟ فاستحت أن تخرج يدها، وبلغ الأمر عمر، وجمع الناس وخطبهم، ووجه خطابه إلى النساء وقال: أتسخرن من امرأة سبقها بعضها إلى الجنة؟! وأخذ يتوعدهم عمر، فأخرجت يدها تفتخر على الناس أن سبق بعضها إلى الجنة، يا لها من معاني سامية عاشها أخواتنا وإخواننا!
أي بني! إياكم والفرار من القتال!
أي بني! ارغبوا في جنة الله! وتحروا مواطن الشدة وكونوا فيها
] فتقافز أبناؤها الأربعة كأنهم الصقور أو النسور، وأخذ كل واحد منهم يسبق أخاه إلى الموت والشهادة!وانتهت المعركة، وعادت الجيوش منتصرة، وفرح الأمهات باستقبال الأبناء، والزوجات باستقبال أولادهن، ووقفت الخنساء كناظر على رابية تتلفت ذات اليمين وذات الشمال؛ لعلها ترى واحداً على الأقل يعود إليها ليخبرها ببطولات أبنائها، وإذا بها تستقبل القادة والجنود بجراحهم ودمائهم، والكل ينظر إليها نظرة إعزاز وإعجاب، وتقدم إليها أحدهم وقال: احتسبي أبناءك الأربعة، فرفعت يدها إلى السماء وقالت : [الحمد لله الذي شرَّفني باستشهادهم، اللهم إني أسألك أن تجمعني وإياهم في مستقر رحمتك] وما قطرت لها دمعة واحدة، وهي التي لم يقف ولم يكف دمعها على أخيها صخر ، بكته في الجاهلية والإسلام، فجاءها من يقول لها: إن هو إلا كافر في النار فلم تبكينه؟ قالت: والله لأنه في النار زاد عليه بكائي، أما الذين ذهبوا إلى الجنة فهي تفرح لهم ولا تبكي عليهم، إنها فرحة لأنها تعيش في ظل الآية: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] مما يجمعون من أموال وجاه، ومناصب وشهرة، وجيوش ودور، ورياش وحرير، والله إن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
فجاء الثالث فقال: احتسبي أخاك، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فجاء الرابع فقال: احتسبي أباك، قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون! ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أن رأته حتى ارتمت بين يديه وقالت: كل مصيبة دونك جلل يا رسول الله! أي: دونك هينة يا رسول الله.
نعم إنه الحب الذي غمر القلب، إنها الروح التي التقت مع روح النبي صلى الله عليه وسلم، إن الحياة بوجوده، إن السعادة بوجوده، إن الفوز بوجوده، الأحزان كلها تتلاشى، الفرحة تحل، تخلط حلاوة حبه في الله على مرارة المصاب، فيطغى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرارة المصاب، فإن فقد الابن والزوج والأب أمرٌ هين ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في عافية، ما دام في سلامة، ما دام الوحي يتنزل عليه، ما دام يقود الأمة، ما دام يربي الأجيال، ما دام الناس يقولون: سمعنا وأطعنا.
يا لها من أمة سامية! قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].
وينطلق خالد إلى النساء ويقول: يا معاشر النساء! خذن العمد والحجارة والعصي، أيما رجل من المسلمين جاءكم فاراً فاقتلنه، عند ذلك وقفت النساء صفوفاً ينتظرن الآباء والأزواج الفارين ليقتلنهم. ويتقدم جندي مغمور مجهول لم يعرفه أحد يتخطى الصفوف حتى اختلف عنق جواده بجواد أبي عبيدة القائد، عند ذلك قال له: يا أبا عبيدة ! ألك عند رسول الله حاجة؟ قال: وما ذاك يا أخي؟ قال: إنني أرغب أن أكون أول شهيد فإن كان لك حاجة فأخبرني؛ فابتسم أبو عبيدة ، وقال: أخبره وأقرئه منا السلام وقل له: إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ودارت المعركة، فكان أول الشهداء، لم يعرف اسمه، إنه الجندي المجهول، فإن كان أهل الأرض يجهلونه فالله يعلمه والملأ الأعلى يذكره، إنه في عليين، إنه في درجات الجنة، الدرجة كما بين السماء والأرض، ماذا خسر من حاز الجنة؟!
ماذا خسر من حاز رضوان الله؟!
ماذا خسر من علقت روحه بقناديل وفي أجواف طير خضر، ترتع في ثمار الجنة وفي أنهارها.
ألا إنها الجنة: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185] الجنة! الجنة! الجنة! الجنة!
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها |
والروم روم قد دنا عذابها عليَّ إن لاقيتها ضرابها |
واستشهد جعفر بن أبي طالب وقطعت يداه، فعوضه الله بجناحين يطير بهما في الجنة، إنها الجنة! إنها الشهادة! قال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغة الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه).
اللهم إنا نسألك بصدق وإخلاص وإيمان، باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت؛ نسألك الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر