الجواب: السنة أن يصلي الرواتب والنوافل في البيت، هذا هو الأفضل، وإن صلاها في المسجد فلا حرج، ولكن في البيت أفضل، وسمعت أنه عليه السلام قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى له الله بيتاً في الجنة)، وهذا فضل عظيم ينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يفرطا في هذا الخير العظيم.
الجواب: مس الفرج دون الثياب لا يضر، النبي عليه السلام قال: (وليس دونهما حائل)، فإذا مس فرجه أو مست المرأة فرجها من دون حائل فإن هذا لا ينقض الوضوء، وإنما ينقض الوضوء إذا كان مس اللحم اللحم، مس فرجه بيده من دون حائل أو المرأة كذلك مست فرجها بيدها من دون حائل، فهذا هو الذي ينقض الوضوء، أما إذا كان المس من وراء الحائل كالسراويل أو الإزار أو القميص فإن هذا لا ينقض الوضوء والحمد لله.
الجواب: إذا احتلم المؤمن في الليل أو في النهار ورأى المني خرج منه فإنه يغتسل وجوباً من الجنابة كما لو جامع أهله، سواء كان نومه ليلاً أو نهاراً، أما إذا احتلم أنه يأتي المرأة، ولكن ما رأى منياً فليس عليه غسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك قال: (إذا رأت الماء)، سألته أم سليم عن ذلك وقالت: (يا رسول الله! إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا هي رأت الماء)، يعني: المني.
فدل ذلك على أن من لم ير الماء سواء كان رجلاً أو امرأة فإنه لا غسل عليه.
ولا بأس أن يقلم أظفاره ويقص شاربه ويحلق عانته، سواء فعله قبل الغسل أو بعده، تقليم أظفاره وحلق عانته وقص شاربه ونتف إبطه لا يضر ولو قبل الغسل.
أما حلق اللحية فلا يجوز مطلقاً لا قبل الغسل ولا بعده، حلق اللحية حرام منكر، الواجب إعفاؤها وإكرامها وتوفيرها، وليس للمسلم أن يحلق لحيته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس ).
والخلاصة: أن اللحية يجب توفيرها وإعفاؤها وإرخاؤها ولا يجوز أبداً حلقها ولا تقصيرها، وما يفعله بعض الناس اليوم منكر لا ينبغي التأسي بهم في ذلك ولا الاغترار بهم، بل هذا منكر لا يجوز فعله، نسأل الله للجميع العافية والهداية.
الجواب: ينبغي للمؤمن إذا قام في الصلاة أن يستحضر أنه بين يدي الله وأنه يعبده كأنه يراه حتى تزول عنه الوساوس والأفكار الرديئة، النبي عليه السلام لما سئل عن الإحسان قال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فينبغي لك أيها المؤمن! وهكذا المؤمنة ينبغي للجميع استحضار عظمة الله عند الدخول في الصلاة، ويستحضر أنه قائم بين يدي الله يرجو رحمته ويخشى عقابه ويتلو كتابه العظيم، فينبغي له في هذه الحال أن يجمع قلبه على الله وأن يحضر بقلبه بين يدي الله، حتى تبتعد عنه الوساوس، وحتى تزول عنه الأفكار الرديئة، فإن الشيطان عند ذكر الله يخنس وعند الغفلة يأتي ويحضر.
فينبغي لك يا عبد الله! أن تستحضر عظمة الله بقلبك، وتذكره بقلبك مع لسانك، وأن تجتهد في البعد عن هذه الأفكار الرديئة والوساوس التي تبتلى بها.
ومن ذلك إذا كثر عليك هذا الأمر تتفل أو تنفث عن يسارك ثلاث مرات ولو أنك في الصلاة وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا عثمان بن أبي العاص ، فإنه اشتكى عليه عثمان بن أبي العاص أنه يجد هذه الوساوس في الصلاة فأرشده إلى أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان، ففعل ذلك فزالت عنه الوساوس، فأنت يا أخي! مثل ذلك إذا اشتدت بك الوساوس فانفث عن يسارك، ولو أنت في الصلاة ولو كنت في الصلاة انفث عن يسارك ثلاث مرات وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يزول عنك إن شاء الله، ولكن إذا حضرت في الصلاة بقلبك واستحضرت عظمة الله وأنك بين يديه فإنه بإذن الله يزول عنك الوسواس وتزول عنك الأفكار الرديئة.
أما الصلاة فصحيحة؛ لأن الوسوسة لا تبطل الصلاة، بل الصلاة صحيحة، ولكن إذا فعل الإنسان ما يبطل عمده الصلاة بسبب الوسواس والسهو يسجد للسهو، مثلاً: إذا قام عن التشهد الأول ناسياً أو نسي التسبيح في الركوع أو السجود ناسياً، أو نسي أن يكبر التكبيرات التي بعد الإحرام مثل تكبيرة الركوع وتكبيرة في السجود ناسياً فإنه يسجد للسهو قبل أن يسلم، أما التكبيرة الأولى فلابد منها؛ لأنها ركن فلا تسقط سهواً ولا غيره، فالذي لم يأت بالتكبيرة الأولى لا صلاة له، أما التكبيرات الأخرى فإنها واجبة على الصحيح، وإذا سها عن شيء منها وجب عليه سجود السهو، وهكذا لو ترك التشهد الأول ناسياً وقام إلى الثالثة ولم يجلس فإنه يسجد للسهو قبل أن يسلم، يسجد سجدتين قبل أن يسلم يكفيه ذلك، وهكذا لو نسي ركوعاً أو سجوداً ساهياً فإنه يرجع، إذا كان في آخر الركعة يرجع ويتمم ركعته، فإن لم يتذكر إلا بعد ذلك في ركعة أخرى أتى بركعة بدلاً عن الركعة التي ترك ركوعها أو سجودها ساهياً.
والحاصل: أنه يحارب الشيطان بالحضور بين يدي الله بقلبه وتذكر عظمة الله وجمع قلبه على الله سبحانه وتعالى حتى تزول عنه الوساوس وحتى تزول الأفكار الرديئة.
وهذا السهو الذي قد يعرض والأفكار لا تبطل صلاته، لكن تنقصها وتضعفها، فعليه أن يستعين بالله وأن يسأله التوفيق والهداية والعون على الشيطان وأن يستعيذ بالله من الشيطان أيضاً ولو في أثناء الصلاة إذا كثر عليه الوسواس، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: لا أرى حرجاً في نقل الدم إذا دعت الحاجة إليه، إذا قرر الأطباء الحاجة إليه وناسب دم هذا دم هذا فلا بأس، سواء كان من زوجة إلى زوجها أو من زوج إلى زوجته أو من كافر إلى مسلم أو من مسلم إلى كافر لا بأس بهذا، إلا أن يكون الكافر حربياً تدعو الشرعية إلى قتله فلا ينقل له شيء، أما إذا كان الكافر ذمياً أو معاهداً أو مستأمناً فلا حرج.
فالحاصل: أن نقل الدم لا يؤثر فما هو مثل الرضاع، الرضاع إذا تمت شروطه أثر وحصل به التحريم، أما نقل الدم فلا بأس أن ينقل الدم من الزوج إلى الزوجة ومن الزوجة إلى الزوج.
الجواب: إذا كان مريضاً يضر الماء رأسه يغسل جميع بدنه، وإذا فرغ من ذلك يتيمم بالنية عن رأسه ويضرب التراب بيديه ويمسح وجهه وكفيه بالنية عن رأسه، وهكذا لو كان الطبيب منعه من غسل إحدى يديه أو إحدى رجليه يغسل السليم ويتيمم بالنية عن الجزء الذي لم يغسل؛ لأن التيمم يقوم مقام الماء عند العجز عن الماء، الله جعل الأرض طهوراً ومسجداً سبحانه وتعالى، فالذي لا يستطيع غسل رأسه أو عضو من أعضائه يغسل الباقي ثم يتيمم، يضرب التراب بيديه مرة واحدة ويمسح بهما وجهه وكفيه بالنية عن العضو الذي لم يغسل، سواء رأسه أو غيره.
الجواب: يزوج بأخته؟! هذا منكر! لا، هو أخوها سواء كان من أمها أو من أبيها فقط، أخوها لا يتزوجها سواء كان أخاً لها من أبيها أو أخاً لها من أمها أو أخاً لها من أمها وأبيها جميعاً، هذا السؤال غريب.
المقصود: أنه لا يجوز له، أما لو كانت البنت من غيره بنتاً له من زوج سابق، فهذا لا بأس، زوج ولده من زوجة أخرى لا بأس أن ينكح بنت زوجته من زوج آخر، أما بنت زوجته منه فهي أخت لولده من الزوجة الأخرى ولا تحل له؛ لأنها أخته.
المقدم: شكراً أثابكم الله.
أيها المستمعون الكرام: إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة: المستمع عبد العزيز الصبري القروي من تعز باليمن، والمقدم مساعد سالم جار النبي المالكي .
عرضنا الأسئلة والاستفسارات التي وردت في رسائلهم على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لفضيلة الشيخ عبد العزيز وشكراً لكم أيها السادة!، وإلى أن نلتقي بحضراتكم إن شاء الله نستودعكم الله.
وتحية لكم من مهندس هذا اللقاء محمد الحرشان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر