أيها الإخوة: درسنا بعنوان" أنوار الاستغفار" وهذه العبادة العظيمة في غاية الأهمية، ويجدر بكل مسلم أن يتعرف عليها، وعلى أهميتها، وعلى كيفيتها، وعلى مناسباتها، وعلى أجرها وثوابها، وعلى ما قال العلماء فيها، وعلى علاقتها بالتوحيد.
أما الاستغفار فإنه طلب المغفرة بالمقال والفعال، وسؤال المغفرة التي هي في الأصل الستر، فغفر أي: ستر.
والمراد بها عندما يطلبها العبد من ربه التجاوز عن الذنب وعدم المؤاخذة به، وستره وعدم العقوبة عليه، وعدم الفضيحة به، وعدم التوبيخ.
إن الاستغفار عبادة جليلة مرتبطة أشد الارتباط بالتوحيد، وقد كثر في القرآن ذكر الاستغفار، فتارة بصيغة الأمر به كقوله تعالى: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:199] وقوله: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [هود:3] وتارةً بمدح أهله كقوله تعالى: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران:17] وقوله: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:18] وقوله: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:135] وتارةً يذكر أنه يغفر لمن استغفره كقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً [النساء:110].
وكثيراً ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار طلب المغفرة باللسان، والتوبة هي الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح، وتارةً يفرد الاستغفار ويرتب عليه المغفرة كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك) فهذا الاستغفار الذي وعد الله به من استغفره ولم يصر على المعصية، وعندما يقول العبد: اللهم اغفر لي، فإنه يطلب من الله المغفرة، ويدعو بها، ولا سيما إذا صادف قلباً منكسراً، وساعة إجابة، واعترافاً من العبد، فإنه حريٌ أن يجاب صاحبه.
قال الحسن رحمه الله: [أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم وأسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة].
وقال بعض الصالحين لولده موصياً: "يا بني عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً" وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن عبداً أذنب ذنباً، فقال: ربِّ أذنبت ذنباً، فاغفر لي، فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر، فاستغفر، وقال مثلما قال في الأولى، فقال الله سبحانه وتعالى: قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء) لأنه كلما عمل معصية، استغفر منها استغفاراً صحيحاً، وتاب بشروط التوبة الصحيحة، ولذلك فإن الاستغفار المقرون بعدم الإصرار يقبله الله سبحانه وتعالى، وما أصر من استغفر، وأما استغفار اللسان مع إصرار القلب على الذنب، فهو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وربما يكون الإصرار مانعاً من الإجابة، ولذلك قال بعض السلف : إن المستغفر من الذنب وهو مقيمٌ مصرٌ عليه كالمستهزئ بربه.
فما معنى أن يستغفر بلسانه وهو مقيم بحاله على الذنب؟!!
فالاستغفار التام ينبغي ألا يرافقه إصرار على المعصية، حينئذٍ تكون توبةً نصوحاً، وحينئذٍ يكون المستغفر مقلعاً عن الذنب، أما من قال: اللهم اغفر لي وهو مقيم على المعصية، فإنها تسمى توبة الكاذبين، لأن التوبة الصحيحة لا تكون مع الإصرار، فإذا قال العبد أستغفر الله وأتوب إليه، فله حالتان:
أن يكون مصراً بقلبه على ذنبه، فهذا كاذب في قوله: وأتوب إليك، لأنه غير تائب، لأن كلمة (أتوب) تقتضي الإقلاع، وهذا غير مقلع وليس بتائب.
وكذلك من يعاهد ربه على الإقلاع عن المعصية، ثم هو يصر عليها، أما من أقلع فإنه حريٌ أن يقبل الله توبته.
وقد استحب جماعة من السلف أن يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، لأنه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها كما روى أحمد والبخاري ومسلم أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل موته: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه، قالت: فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده، فقال: أخبرني ربي أني سأرى علامةً في أمتي، فإذا رأيتها، أكثرت من قول سبحان الله وبحمده؛ أستغفر الله وأتوب إليه، وقد رأيتها، وتلا قوله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً [النصر:1-3]).
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( أستغفر الله ) كلمة بمفردها.
وكذلك فإن من قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم". فإن هذه من صيغ الاستغفار أيضاً.
وإذا قال: "اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" فهذه صيغة للاستغفار أيضاً.
وقد جاء في السنن الأربع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: (كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة قول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) وجاء في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام في الدعاء يبن التشهد والتسليم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).
وكان عليه الصلاة والسلام ينوع في طلب المغفرة، ويعدد الذنوب بأنواعها، فيقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير).
وهناك دعاء إذا قاله العبد موقناً به فمات من يومه قبل أن يمسي كان من أهل الجنة، وإذا قاله في الليل حين يمسي موقناً به، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة، ما هو هذا الدعاء؟
إنه سيد الاستغفار، ولقب بسيد الاستغفار لأنه أفضل الصيغ التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبو بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) هذه رأس الصيغ، وأفضل صيغ الاستغفار.
فإذاً: الاستغفار عبادة طيبة تفعل دائماً وباستمرار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) رواه ابن ماجة وهو حديث صحيح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة رضي الله عنها في قصة الإفك لما دخل عليها، قال: (يا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالعبد دائماً بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر، وذنبٍ منه يحتاج فيه إلى استغفار" ولا يوجد حالة تخرج بها عن هذين الحالين، العبد دائماً بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر، وذنبٍ منه يحتاج فيه إلى الاستغفار، وهذان من الأمور اللازمة للعبد دائماً، فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه، ولا يزال محتاجاً إلى التوبة والاستغفار، والتوبة من التقصير في شكر النعمة لا بد منه، فكيف إذا أضيف إلى ذلك ذنب؟
ولذلك يحتاج العبد إلى الاستغفار دائماً حتى في الأعمال الصالحة؛ حتى لا يكون العجب بنفسه، وكلنا ذو تقصير، فمن الذي لا يقصر في صلاته، ولا يقصر في صيامه، ولا يقصر في حجه؟ ولذلك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التحفة العراقية ، قال: "ولهذا شرع الاستغفار في خواتيم الأعمال، قال تعالى: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران:17]" يعني: بعد قيام الليل، وقت الفجر، في وقت السحر، قبيل الفجر يستغفر مع أنه يوجد قيام ليل.
قال بعضهم: أحيوا الليل بالصلاة، فلما كان وقت السحر أمروا بالاستغفار.
وفي الصحيح: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وهو منصرف من صلاة وليس منصرفاً من معصية أو من ذنب، ولذلك يقال بعد السلام مباشرة: أستغفر ثلاثاً، أستغفر الله من التقصير في الصلاة، أستغفر الله من العجب، أستغفر الله من الرياء، أستغفر الله، من كل تقصير، ومن كل عيب ومن كل شيء يدخل علي.
وقال تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ [البقرة:198] إلى أن قال: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:199] هذا في الحج بعد عرفة مطلوب من الحاج، فلا مجال للعجب بالعمل، ولا ليرى الإنسان أنه في حجه قد عمل شيئاً عظيماً وكفر به سيئاته، وقد ضمن به الجنة، بل إن عليه أن يستغفر ليشعر العبد نفسه أنه لا زال يحتاج إلى رحمة ربه ومغفرته، وبالرغم من عبادته أنه لا زال في تقصير، فهل أدى شكر نعمة البصر بهذا الحج؟ وهل أدى شكر نعمة السمع بهذه الصلاة؟ وهل أدى شكر نعمة اليد بهذا الصيام؟
وقد أمر الله نبيه بعد أن بلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده، بعد هذا العمر الطويل، والحياة المباركة من النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة والتعليم والجهاد وإقامة الدين، وبعد العبادات، وبعد التربية التي قام بها الناس يقول له: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً [النصر:1-3] فقد أتى صلى الله عليه وسلم بما أمره الله تعالى به مما لم يصل إليه أحد غيره، ولا يستطيع أحد أن يفعل مثلما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك قال له: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ [النصر:3].
فلا بد للإنسان من ملازمة الاستغفار، وأن يجتهد فيه، ومن لازم الاستغفار واجتهد فيه واستعان بالله تعالى؛ فلا بد أن يأتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "وإذا رأى العبد أنه لا ينشرح صدره، ولا يحصل له حلاوة في الإيمان، ونور في الهداية، فليكثر التوبة والاستغفار، ويلازم الاجتهاد -يعني: بالعمل الصالح- قدر الإمكان، فإن الله قال: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]".
وكذلك فإن الله تعالى قد أمر بالاستغفار مع الصبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) وقال: (إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
والشريعة قد جاءت بمناسبات كثيرة يكون فيها الاستغفار، والله تعالى غفور ورحيم وعفو وتواب، وإذا تاب العبد إليه، فإن الله سبحانه وتعالى يقبل منه توبته، ولا يجوز لإنسان أن يقنط من رحمة الله، ولا أن يقنط الناس من رحمة الله، وكذلك فإننا لو نظرنا في هذه المناسبات التي جاءت فيها الشريعة بالاستغفار، لعلمنا أن العبد لا يخلو من الاستغفار في أحوال كثيرة، فمنها:
ما هي العلاقة بين الاستغفار وبين الخروج من الخلاء؟
قال ابن العربي رحمه الله: العجز عن شكر نعمة تيسير الغذاء، وإيصال منفعته، وإخراج فضلته. فالآن أنت أكلت ودخلت الخلاء، ويسر لك إخراج فضلة هذه النعم، والعجز عن شكرها حاصل، فكان الاستغفار بعد الخروج من أسباب ذلك.
يبين أن هذا الكلام يبقى ذخراً لصاحبه ليجازى عليه يوم القيامة، ويذكر هذا الفقهاء في سنن الوضوء.
وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأول القرآن في ركوعه وسجوده، يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي) ويقول بين السجدتين: ( اللهم اغفر لي ) وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر ثلاثاً بعد الصلاة، وكذلك في الاستسقاء علمنا الاستغفار، ونوح قد قالها لقومه من قبل: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً [نوح:10-11].
وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء أن نفزع إلى دعاء الله تعالى واستغفاره.
وعند التقلب في الفراش ليلاً يسن للإنسان الاستغفار أيضاً كما جاء في البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا يستجاب له فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته).
وعند القيام في الليل للتهجد فإن الإنسان يقول أيضاً دعاءً قد ورد فيه الاستغفار: (فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت)، هذا الدعاء المألوف لقوله الصلاة والسلام: (اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن) وهكذا.
الاستغفار عموماً في كل وقت في الليل أو النهار، والله عز وجل يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، وهذا الاستغفار لا شك أنه يغسل الذنوب، والإنسان إذا كان ثوبه متسخاً يضع عليه الطيب أولاً، أم يغسله؟ يغسله أولاً، فالاستغفار هو بمثابة غسل الثوب، ولذلك إذا أذنب فعليه أن يستغفر قبل أن يقول أي ذكر آخر، فلو قال أحدهم: أقول: أستغفر الله وأقول أذكاراً أخرى، فأقول: الثوب الوسخ يحتاج إلى غسيل قبل أن يطيب، ولذلك فالاستغفار أولاً.
وهناك أعمال تحصل بها المغفرة بالإضافة إلى الأقوال مثل: موافقة الملائكة في التأمين، والصدقة تكفر الذنب، وصيام عرفة، وصيام عاشوراء، والحج والعمرة، والأذكار، وشهود مجالس الذكر، وسائر الأعمال الصالحة، وأنواع الابتلاءات والمصائب … وهكذا، ولذلك فإن الإنسان لا بد إذا استغفر أن يلح، ولا يقول اللهم اغفر لي إن شئت، وإنما يعزم في المسألة كما جاء في الحديث الصحيح: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مستكره له).
هل هناك موانع تمنع المغفرة؟
نعم. هناك موانع وعلى رأسها الشرك: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48].
وكذلك فإن الشحناء بين المسلمين من أسباب تأخير المغفرة عن المستغفر: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا). رواه مسلم رحمه الله تعالى.
كذلك فإنه سبب للنجاة عند الورطات، والورطة هي النازلة التي لا مخرج منها، وكان عبد الله يونس عليه السلام يسبح ربه وينادي في الظلمات لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87].
من أساسيات الاستغفار اعتراف العبد بالذنب، سيد الاستغفار من أسباب سيادته على بقية الأذكار أن فيه اعترافاً من العبد بالذنب، فإن العبد يقول: "أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي"، فيعترف بالنعمة، ويعترف بالذنب، وذلك هو سيد الاستغفار، فاعتراف العبد بذنبه مهم في الاستغفار.
إذاً.. يغان على القلب، ويرين عليه ما يرين ويصبح عليه غشاوة، فالاستغفار يجلو ذلك كله، يجلو سحائب المعاصي وغبارها، ولا شك أن وقت الاستغفار مفتوح في كل حين، ولكن هناك بعض الأوقات التي يستحب فيها ويتأكد أكثر من أوقات أخرى كما مر معنا.
بطبيعة الحال لا. لماذا؟
لأن الله سبحانه وتعالى لا يغفر للكفار، فأنت تطلب شيئاً حكم الله أنه لن يحصل: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ [التوبة:114] لما مات أبوه على الكفر، انتهى، وكذلك: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] إذاً: من استغفر لكافر -ولو كان من أقرب الناس إليه- فهو عاص، لأنه لا يغفر للكافر، قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] فلا يجوز الاستغفار للكافر، والاستغفار للكافر ذنب بحد ذاته.
ذكر ابن تيمية رحمه الله في كلام له ما يفيد ترك هذا من باب عدم اللجوء إلى المخلوقين، وأن الإنسان لا يلجأ إلى المخلوق ويقول له: ادع لي، ويطلب منه الاستغفار والدعاء، ووجّه بعض ما ورد في ذلك من الأدلة توجيهات خاصة، وأن ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الأمة أن يدعوا له، فلأجل منفعة الأمة ومصلحتهم، لا لأجل حاجته إليهم، وأن كل ما ورد من هذا ففيه مصلحة للمطلوب منه، وليس لمصلحة للطالب.
وهناك من أهل العلم من ذهب إلى أنه لا حرج في طلب الاستغفار من الرجل الصالح، واستدلوا على ذلك بأدلة، فمنها قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً [النساء:64].
وقد يقال إن هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، لأن دعوته واجبة، وليس اللجوء إليه كاللجوء إلى شخص آخر، واستدل المجيزون أيضاً بحديث أويس القرني أن عمر رضي الله عنه وأرضاه قد كان يسأل عن القرنيين، ومنهم رجل اسمه أويس حتى استدل عليه، فأخبره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن رجلاً يأتيكم مع أمداد أهل اليمن) الذين جاءوا بطلب من عمر كمدد من المسلمين ليوافوا جيوش المسلمين في الشام والعراق ، فكان من أعظم الناس نجدة أهل اليمن ، خرجوا للجهاد في الشام والعراق ، وكثير من ديار الشام والعراق فتحت وأكثر جيوش الفتح من اليمن، (وكان في أهل اليمن رجلٌ من قرن يقال له أويس له أم هو برٌ بها، وقد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم، فمن لقيه منكم، فليستغفر لكم) وفي رواية في صحيح مسلم : (إن خير التابعين رجل يقال له
فقال له عمر : أين تريد؟ قال: الكوفة ، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.
فلما كان من العام المقبل، حج رجلٌ من أشرافهم، فوافق عمر في الحج، فسأله عمر عن أويس ، قال: تركته رث البيت، قليل المتاع، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي عليكم
فأتى أويساً ، فقال: استغفر لي، قال أويس : أنت أحدث عهد بسفر صالح، فاستغفر لي، أي: أنت آتٍ من الحج، فأولى أن تستغفر لي، ثم انتبه أويس ، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فعرف المسألة، فاستغفر له، ففطن له الناس، وجعل الناس يأتون إلى أويس يقولون: استغفر لنا، فانطلق على وجهه، فلم يُعلم أين ذهب.
أيضاً استدلوا بقول إخوة يوسف لأبيهم: قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ [يوسف:97] وفي صحيح مسلم أن أم الدرداء قالت لـصفوان بن عبد الله : أتريد الحج هذا العام؟ فقال صفوان : نعم، قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملكٌ موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل) وابن تيمية رحمه الله كان يوجه كل هذا، ويدور على معنى أن الإنسان لا يطلب من الآخر دعاء، وإنما يطلب من الله مباشرةً، ولو كان الطلب جائزاً، لكن الأفضل تركه، لأن فيه نوع لجوء إلى المخلوق.
يعني: لا يكون الدعاء من أشخاص، بل يطلب من الله مباشرة، مع أن طلب الدعاء المباح جائز، لكن يقول: لأن فيه لجوء للمخلوق، والأحسن والأفضل أن يترك، ويسأل الله مباشرةً.
وقد حدث ذلك في القصة التي رواها مسلم وأحمد عن بريدة رضي الله عنه وأرضاه، قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل بنا، ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه
وهذا يدل على أن وشيجة العقيدة هي المقدمة، وأنها إذا انقطعت انقطعت معها باقي الوشائج، وأن ما بقي بعد ذلك فإنما هو إحسانٌ بالمعروف، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15] ولكن لا يجوز مجاوزة الحد الشرعي.
نعيد التذكير بقصة إبراهيم الخليل لما قال: وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء:86].. قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي [مريم:47] وبين الله عز وجل الأمر بعد ذلك: إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ [الممتحنة:4].
هذا كان قبل أن يعلم أنه عدوٌ لله، فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إني سألت الله عز وجل في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي) لأنها ماتت على الشرك، وهذا يبين بطلان الحديث الذي ادعى بعضهم فيه أن الله أحيا أبوي النبي عليه الصلاة والسلام له، فآمنا به ثم ماتا، فهذا كذب باطل موضوع، وأن من مات على الشرك دخل النار، ولو كان ولد نوح، ولو كان أبا إبراهيم، ولو كانت أم النبي عليه الصلاة والسلام، إذا لم يوجد توحيد فلا أمل في المغفرة، ليس هناك مجاملات على حساب التوحيد.
لكن إذا كان الأب والأم مسلمين، فإن استغفار الولد لهما ينفعهما، كما جاء في الحديث الحسن عند الإمام أحمد رحمه الله، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا ربي أنى لي هذه؟! فيقول: باستغفار ولدك لك).
إذاً.. هناك أناس يرفعون في الجنة، ليس بأعمال عملوها هم؛ لكن باستغفار أولادهم لهم، ومن هنا كان الاستغفار للأبوين أمراً في غاية الأهمية، والله يقيض من ولدك من يستغفر لك، واعلم إنك إذا استغفرت لأبويك، فإن الملك يقول ولك بمثله، ولك بمثله، قال تعالى عن نوح: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً [نوح:28].
وأيضاً يدعو الله عز وجل أن يرحمهما كما ربياه صغيراً، فهذا بالنسبة لاستغفار الولد لأبويه المسلمين.
فكثرة اللعن، وجحد حق الزوج، والتمرد عليه، وفي رواية: (وتكثرن الشكاة) فكثرة الشكاية من أسباب دخول النساء النار، فأوصى النبي عليه الصلاة والسلام النساء في المقابل بكثرة الاستغفار، قال: (يا معشر النساء! تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) وبعض العلماء يرى أن التوبة من الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، جاء ذلك في حديث ضعيف، لكن قالوا: لعل الشخص إذا اغتبته، ولا تستطيع أن تتحلل منه، إما لأنه مات، أو لأنه ذهب وسافر ولا تدري أين مكانه، أو لأنك إذا أخبرته يغضب، أو يزداد عليك حنقاً، وإن كان صدره سليماً يصير صدره مليئاً عليك، لو أنك قلت: أنا اغتبتك، أنا قلت فيك كذا وكذا، فحللني وسامحني، يمكن أن توغر صدره فما هو الحل؟
ذكروا حلولاً منها: أن تنفي كلامك الذي تكلمت به عنه، وأن تدافع عنه في غيبته، وأن تذكره بالحسنى في المجالس التي اغتبته فيها، وأن تستغفر له، قالوا: لعل هذا الشخص يوم القيامة -وهو صاحب حق سيأخذ من حسناتك- إذا رأى في صحيفته نتائج استغفار له، أن يتنازل عن حقه ويسامح حين رأى في صحيفته استغفاراً من قبلك يا من اغتبته، فعند ذلك يتنازل، فقالوا: إن من كفارة الغيبة الاستغفار للذي اغتبته.
أخيراً أيها الإخوة: فإن الاستغفار هو أحد الأشياء التي تُكفَر بها الذنوب، وليس هو كل شيء، فليس كل التكفير بسببه، فإن هناك أموراً يغفر الله سبحانه وتعالى بسببها، فمن الأشياء التي يغفر الله سبحانه وتعالى بسببها: التوبة، والاستغفار، ودعاء المؤمنين، ودعاء الملائكة، والمصائب، وفتنة القبر، وما يحصل في المحشر من الأهوال، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفاعة الملائكة، وشفاعة المؤمنين، وفي النهاية أرحم الراحمين، بعد أن يشفع الملائكة، والنبيون، والصالحون، يبقي أرحم الراحمين، لم تمح الذنوب، ولا زالت السيئات أكثر، فإنه لا بد من تطهيرٍ بالنار والعياذ بالله.
إذاً: فليبدأ الإنسان من البداية ويستغفر من الآن؛ بدلاً من أن يترك المسألة لفتنة القبر، وأهوال المحشر، والصراط، ولفحات جهنم، من الآن يستغفر الله عز وجل ويتوب إليه، ويكثر من قول: أستغفر الله (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) وتذكر هذه الوصية من النبي عليه الصلاة والسلام: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً).
هذا ما تيسر ذكره فيما يتعلق في هذا الموضوع.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يتوب علينا إنه هو الغفور الرحيم.
.
الجواب: لو كان المؤذن يؤذن وقت طلوع الفجر الحقيقي، فلا يجوز الأكل أو الشرب وبمجرد قول (الله أكبر) تمتنع عن الطعام والشراب، ولا يجوز لك، لكن لو كان على التقويم الظني، فإنني أقول: الأحوط له أن يمسك، لأنه لا شيء يمكن أن يعتمد عليه الآن إلا التقويم، فليمسك، ومن أكل أثناء الأذان، فلا إعادة عليه إن شاء الله، ولكنه لا يعود إلى ذلك.
الجواب: سجود التلاوة عند جمهور العلماء سنة مستحبة، وليس بواجب كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه وأرضاه لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم السجدة، وكان لا يريد أن يسجد، لكن رأى الناس تهيئوا للسجود، فسجد، فأخبرهم بأن السجود ليس بواجب، وذكر في الكلام أنه يفيد أنه مستحب، وهذا لو تهيأ له السجود، فإنه يسجد، والحمد لله، فإن الشيطان إذا سجد ابن آدم اعتزل يبكي ويقول: أمرت بالسجود فعصيت، وأمر ابن آدم بالسجود، فسجد.
الجواب: اختيار مالك رحمه الله، وشيخ الإسلام ابن تيمية وكثيرٌ من أهل العلم أن المأموم ينصت للإمام ولا يقرأ.
الجواب: لون دم الحيض أحمر ضارب إلى سواد، أما دم الاستحاضة، فهو أحمر مشرق.
ودم الحيض رائحته منتنة، ودم الاستحاضة دم عادي.
دم الحيض يكون مصحوباً غالباً بأوجاع في البطن والظهر في العادة الشهرية، ولا يكون ذلك مع دم الاستحاضة.
إذاً: فالحيض له علامات في الوقت الذي يأتي فيه، والمدة التي يمكثها، واللون، والرائحة، والأوجاع المصاحبة علامات تتميز بها المرأة عادةً.
الكدرة والصفرة مثل: غسيل اللحم، أو ما كان فيه لون بني، أو أصفر، مثل نقاعة الحناء، أو غسيل اللحم، فإذا كان متصلاً بدم الحيض من أوله أو من آخره فهو من الحيض، وأما إذا نزل الطهر بعد الحيض، وبعد الطهر نزل دم، فهذا الدم دم استحاضة لحديث أم عطية رضي الله عنها: [كنا لا نعد الكدرة، أو الصفرة بعد الطهر شيئاً].
الجواب: بكليهما؛ لأنهما يحتاجان لها.
الجواب: نعم يجهر بها جهراً لا يزعج النائمين، ولا يصيح، لكن يسمع نفسه.
الجواب: لا بأس بهذا وبهذا، فقد جاء عند أبي داود في كتاب المصاحف عن مولى عائشة [أنه كان يؤمها من صحف في يده] وإسناده صحيح، فهذا يدل على جواز إمساك مصحف أثناء الصلاة بالنسبة للقارئ، أما السامع فلا يشرع له إمساك المصحف، وفي إمساكه للمصحف تفويت أشياء، منها: النظر إلى موضع السجود، ومنها: وضع اليدين على الصدر، والانشغال بمتابعة الحروف، وكثرة الحركة بغلق المصحف وفتحه، ورفعه ووضعه، وإدخاله وإخراجه، ولذلك لا يحمل المصحف إلا الإمام، أما المأموم فينصت، ولا يشرع للمأموم مسك المصحف.
الجواب: يكون الذكر بالشفتين واللسان وليس إمراراً على الذهن، أو العقل، أو القلب، فهو ليس شيئاً قلبياً، وإنما هو ذكرٌ لسانيٌ يواطئ القلب.
الجواب: حج عليه الصلاة والسلام حجة واحدة، في العام العاشر الهجري، وودع فيه الناس، وسميت حجة الوداع، وأما العمر فقد اعتمر أربع مرات عليه الصلاة والسلام، كلهن في ذي القعدة.
الجواب: على التي نويت بيعها، فإذا لم تنو بيعها، ونويت عمارة بيت، أو بناء عمارة للتأجير، أو أن تعمل بها مشروع مخصص، أو أن تزرعها، فليس فيها زكاة، فالزكاة في الغلة وفيما أعد للتجارة إذا حال الحول على الغلة، فمن بنا عمارة وأجرها، فالزكاة على الإيجار إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر