إسلام ويب

الخميني وعقيدتهللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن دين الإسلام وأهله يشتكي من دودٍ ينخر في جسده، ويقطع بعض أعضائه، من أبناء جلدته والمنتسبين إليه، ألا وهو النفاق والمنافقين الذين نجم شرهم وعداؤهم من فجر الإسلام إلى يومنا هذا، ومن هؤلاء المنافقين الذين اشتهروا في عصرنا (الخميني) الملحد العدو الفاجر، ولقد ظهرت عداوته للإسلام في خطاباته وكتبه ورسائله واتفاقاته السرية الخادعة.

    1.   

    أسباب الكلام عن الخميني وعقيدته

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فقاز فوزاً عظيما.

    أما بعد:

    عباد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ آل عمران:26-27].. إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ *لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ *لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:101-103]. نعم جلستنا هذه الليلة عنوانها: الخميني عقيدته وأهدافه، وهذا الموضوع لا بد أن يُتحدث فيه، وحَدَاني إلى التحدث عن هذا الموضوع ثلاثة أسباب:

    السبب الأول : البيان

    إن الله طلب من طلبة العلم والدعاة والعلماء، أن يبينوا للناس -والبيان لفظ عام- ما يحتاجون إليه، فيبينون الأشخاص والذوات والهيئات والفرق والملل والنحل والفتاوى، والمسائل وكل ما دب في الحياة، يقول سبحانه وتعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران:187] وقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة:159].

    فالسبب الأول: أن أبين لي ولكم هذه الأمور التي تعتمد على النقل، والاستقراء، والعلم إن شاء الله، ولا تعتمد على الهيجان، ولا على العاطفة، ولا على الحماس.

    السبب الثاني: معرفة الصديق من العدو

    فقد كثر في العالم الإسلامي من يدعي أنه صديق، وهو حرب على الإسلام والمسلمين، وهو خنجر مسموم يقطر دماً وحقداً وحسداً وضغينة ويلف على رأسه عمامة سوداء، وجبة ملففة، ويدعي أنه ولي من أولياء الله، تشفع له مسبحته ودماء الإسلام تتناثر على يديه، وهو مع إسرائيل وشامير ومع كل عميل من عملاء الدنيا.

    فإما أن تكون أخي بصدق       فأعرف منك غثي من سميني

    وإلا فاطرحني واتخذني      عدواً أتقيك وتتقيني

    فإني لو تخالفني شمالي      ببغض ما وصلت بها يميني

    إذاً لقطعتها ولقلت بيني     كذلك أجتوي من يجتويني

    السبب الثالث: تعرية الجاهلية

    قال سبحانه وتعالى: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام:55] أي: نخبرك بمعالم التوحيد، ومعالم الرسالة، وأسس العقيدة، لتتبين لك الجاهلية عن كثب، فكان لزاماً على كل داعية، وكل عالم وطالب علم أن يوضح للناس المشارب والمذاهب.

    فوجئنا قبل سنوات وإذا العالم الإسلامي مشغول الآذان، مشدوه البصر، قالوا: الجبهة، وانظروا إلى طهران، وإذا الإذاعات، والتلفاز والمجلات والصحف، كلها تستفتح استفتاحياتها الصباحية بـآية الله الخميني، وفرح كثير من الناس حين رأى العمامة السوداء، واللحية الطويلة والجبة، ورأوا آيات الله تتراسل كثيراً وتجتمع وقالوا: هذا نصر، ولم يكف هذا، بل كان الخطاب الرسمي الذي ألقاه آية الله الخميني بعد الثورة بثلاثة أيام، وزعم أنه سوف يحرر فلسطين، وهو فاتح القدس، وهو الذي يعيد لهذه الأمة كرامتها ومجدها ومنعتها، وقام الحزب الجمهوري الأمريكي في حكومة كارتر، فأيد الحكومة بالخفاء، وأعلن التأييد الكامل على ما سوف يأتي.

    أما مراجعي في هذه المحاضرة:

    فأولها: منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية، والثاني: الخطوط العريضة لـمحب الدين الخطيب، والثالث: سراب من إيران لـأحمد الأفغاني الأستاذ العلامة، والرابع: وجاء دور المجوس لـعبد الله بن محمد الغريب، والخامس: أمل والمخيمات الفلسطينية لـعبد الله بن محمد الغريب أيضاً، والسادس: الوشيعة لـموسى الجار الله، والسابع: الخميني وتزييف التاريخ لـمحمد مال الله، والثامن: الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء لـمحمد مال الله أيضاً، إلى غير ذلك من الرسائل والأشرطة لكثير من العلماء والمفكرين.

    أما كتب الخميني التي كتبها بيده، وأملاها ووزعها على الناس، فرأيت منها أربعة، منها ما رأيته بنفسي ككتاب: الحكومة الإسلامية، رأيته في أوكلاهوما في شمال أمريكا، وقرأت منه كثيراً، ونقلت منه بعض المذكرات، ومنها كتاب: تحرير الوسيلة للخميني ألفه في الشباب، ومنها ولاية الفقيه، ومنها الكتاب الرابع: الجهاد الأكبر، هذه المعلومات تنقل من هذه الكتب، بعضها بالصفحة وبعضها يعاد إليها، وبعضها يعاد إلى وجاء دور المجوس، وسراب من إيران، وأمل والمخيمات الفلسطينية.

    أما عناصر هذه المحاضرة:

    فأولها: مواقف أجداد الخميني القرامطة العبيديون الإسماعيلية النصيرية.

    ومراجعي فيها: الكامل لـابن الأثير، والبداية والنهاية لـابن كثير، وغيرهما من كتب الإسلام، ثم أجداد الخميني ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي.

    الثاني: الخميني وتعاون أجداده مع الصليبيين ومع اليهود وإسرائيل في العصر الحاضر.

    الثالث: الخميني وعقيدته في القرآن، والأنبياء، وعن كربلاء، والنجف، وقم، وعن الصحابة عموماً وعن أبي بكر وعمر خصوصاً رضي الله عنهما، وعن عائشة ومعاوية.

    الرابع: موقف الخميني من الخلافة الإسلامية.

    الخامس: موقف الخميني من علماء الإسلام.

    السادس: موقف الخميني من العرب.

    السابع: موقفه من أهل السنة.

    الثامن: ما هي مصادر التلقي والثقافة والمعرفة عند الخميني.

    التاسع: رأي الخميني في صحيح البخاري.

    العاشر: كتب الخميني التي صدرت للناس.

    الحادي عشر: رأيه في المتعة.

    الثاني عشر: الخميني ووثيقته التي وقع عليها في النجف في لعن الشيخين الفاضلين أبي بكر وعمر.

    الثالث عشر: موقف الخميني من القضية الفلسطينية.

    الرابع عشر: موقف الخميني من الجهاد الأفغاني.

    الخامس عشر: التقية عند الخميني.

    السادس عشر: كلامه عن المهدي المنتظر على زعمه وهو مهدي السرداب.

    السابع عشر: يرى أن المهدي المنتظر إذا خرج سوف يقتل ثلاثة آلاف في الحرم، وسوف يتولى هو هذه المهمة لأنه الفقيه النائب عن الإمام، خاصة وأن الحزب الجمهوري يؤيدون الخميني في الخفاء، فلماذا أيدوه؟ وفي العلانية يحاربونه.

    الثامن عشر: صحيفة البرافد الشيوعية تشيد بـالخميني.

    التاسع عشر: منظمة أمل صنيعة من صنائع الخميني.

    العشرون: إسرائيل تعتبر الخميني وثورته نصراً لها.

    هذه العناصر التي سوف يكون الحديث عنها إن شاء الله، ونسأل الله الهداية والسداد، وأن يوفقنا إلى القول الحق الذي لا يعتمد على الكذب والبهتان والباطل.

    1.   

    نسب الخميني

    ينحدر الخميني من أصل مجوسي فارسي، وكذب يوم زعم هو وموسى الصدر اللبناني مؤلف منظمة أمل، أنهما من أهل البيت، فكذبا لعنهما الله، فما أتيا من أهل البيت، وعلى زعم أنهما من أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، فلا ينفع لهم ذاك عند الله شيئاً، فـأبو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام في النار، وأبو لهب يصلى ناراً ذات لهب وهو عم الرسول عليه الصلاة والسلام، إنما للحقيقة وللحق وعلى ذمة التاريخ أن الخميني موسوي وهو من شعوب إيران، وهو مجوسي فارسي ليس من العرب أصلاً، وهذه ليست قضية خلافية، فولي الله ولو كان عبداً حبشياً حبيبنا وقريبنا، وعدو الله ولو كان زعيماً قرشياً عدونا وبغيضنا، فالولاية عندنا في قرب العبد من الله عز وجل.

    نسبته إلى القرامطة

    يشيد الخميني في كتبه بـالقرامطة، وبأسمائهم وأشخاصهم، ولا يشيد بهم كطائفة، لأن العلماء يعرفون القرامطة، والقرامطة مذهب قديم إلحادي، أسسه عالم من علمائهم اسمه حمدان ابن قرمط، الذي دخل بجيشه الحرم المكي وقت الحج وقتل مقتلة عظيمة، وحفر للأمة قليباً، وورط الأمة الإسلامية في ورطة لا يعلمها إلا الله، وذبحهم كالبدن في الحرم، وأخذ الحجر الأسود، ويوم دخل الحرم على جمله ومعه دبوس ضرب الحجر الأسود وقال: أين قول ربكم وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً [آل عمران:97]؟ فقال له بعض علماء الإسلام: هذا أمر من الله وليس بإخبار، فضربه بالخنجر وذبحه، ثم قتل الحجيج وأخذ الحجر الأسود وذهب يحمله معه، فحمله على سبعمائة جمل، كلما وضعه على جمل جرب الجمل ومات، فيضعه على الجمل الآخر وبقي معه فترة من الزمن، حتى جاء حكام مصر من المسلمين فقدموا فدية عسى أن يقبلها الله منهم، حتى عاد الحجر الأسود إلى مكانه.

    ومنهم أبو سعيد الجنابي، دخل الحرم -كما يقول ابن كثير - وهو على جمله، ويقول:

    يخلق الخلق وأفنيهم أنا     أنا بالله وبالله أنا

    وأخذ يقتل الحجاج، وأخذ أتباعه وأنصاره وأشياعه ينحرون الناس ويذبحونهم؛ حتى ترامى الناس على وجوههم في ماء زمزم، وامتلأت السراديب والمطاف والمسعى من عباد الله الصالحين.

    نسبة الخميني إلى العبيديين

    أما العبيديون فهم من أجداد الخميني، هؤلاء ما وجد في التاريخ ألعن ولا أخسأ ولا أشنع ولا أفجر ولا أظلم منهم أبداً حتى فرعون، فرعون الذي يقول الله فيه: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. العبيديون ألعن من فرعون، أتدرون ماذا فعلوا؟ يقول ابن كثير في البداية والنهاية وهو يتحدث عن الحاكم بأمر الله الفاطمي، قال: ودخل جوهر الصقلي القاهرة فبناها، وأسس الأزهر، والصحيح أنه ابتدأ الأزهر، وكان يريد من الأزهر شيئاً ليس الذي يريد منه أهل الإسلام، ثم تولى خلفاؤهم تباعاً وكان جدهم ابن قداح اليهودي، يقول ابن تيمية: ليسوا من أهل البيت، ودولتهم الفاطمية ليست لـفاطمة رضي الله عنها وأرضاها، وإنما ينتسبون لليهود.

    أتدرون ماذا فعل الحاكم بأمر الله هذا؟ كان يأتي يوم الجمعة فينزل إلى السوق، فإذا رآه الناس سجدوا له من دون الله، وكان معه عبيد ينزلهم إلى السوق، فيعملون الفاحشة في بنات الناس على مرأىً ومسمع من العالم، كان يأتي إلى المصحف فيمزقه ويبول عليه أمام الجماهير، كان يدوس الختمات، كان يأتي فيدخل بغاله وحميره وخيوله إلى المسجد فتروث وتبول في المسجد، ويقول: أين ربكم يحميكم؟ كان يأتي يوم الجمعة فيخطب الناس، فيقول: ما علمت لكم من إله غيري، ويقول: أنا ربكم الأعلى، أتاه أبو بكر النابلسي العالم المغربي المحدث الكبير، فدخل عليه فقال له الحاكم بأمر الله: أتؤمن بنا؟ قال: بماذا؟ قال: أنكم عباد الله وأني إله، قال: لا. كفرت بك، قال: لا أذبحك ذبحاً وإنما أقتلك قتلة ما قتل بها أحد من الناس. أتدرون ماذا فعل به؟ علقه في مجلسه برجليه، ثم دعا الجزار اليهودي أحد عملائه وقال: اسلخ جلده عن جسمه، فبدأ يسلخ وجهه حتى انتهى وذاك يسبح بحمد لله، فلما وصل اليهودي إلى قلبه؛ رحم اليهودي هذا العالم المسلم، فطعنه في قلبه بالخنجر حتى يقضي عليه، يقول أهل السير: أنه نزل دمه من قلبه وكتب على الجدار (الله) قال الذهبي: ربما يكون هذا كرامة، وربما يكون صادف أن الحروف التصقت فكتبت (الله) على الجدار، ورؤي في ذاك اليوم أن أبا بكر النابلسي كانت الملائكة تظلله وهو ينحر ويسلخ جلده من دون لحمه.

    نسبته إلى الإسماعيلية والنصيرية

    الإسماعيلية من أجداد الخميني وتوارث مذهبهم في عقيدته، وهي فرقة ملحدة ضالة مضلة، باطنية الفكرة، منهم ابن سيناء الذي ينهج نهجهم وغيره كثير: كـابن الراوندي، الذي ألف: الدامغ على القرآن، يقول الذهبي: ألف ابن الراوندي كتاب: الدامغ على القرآن ذاك الخبيث المعفر، وقال ابن كثير: ترجم ابن خلكان عن ابن الراوندي فوصفه بالأدب والشعر والبلاغة، ونسي عداءه للإسلام، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ثم قال: نسي ابن خلكان أن الكلب لم يأكل له عجيناً، يعني: ابن الراوندي.

    فـالإسماعيلية تغطى بها الخميني وتدثر، وهو يذكر بعض أسلافها ويمجدهم كما سوف أنقله إن شاء الله من كتبه.

    والنصيرية فرقة ملحدة تنتسب إلى محمد بن نصير ترى أن إلهها القمر وأنه علي بن أبي طالب فتسجد له من دون الله، وإذا رأت الغمام دون القمر قالت: احتجب عنا ربنا، ويسجدون له إذا أطل، وهؤلاء يرى ابن تيمية أنهم كفار، وأنهم ساندوا التتار، وأنهم أدخلوا الصليبيين بلاد المسلمين، ويرى أن يقتلوا، وأن يصب السم في آبارهم، وأن يقضى على دورهم، وأن تقطع أشجارهم؛ لأنهم أكفر عنده من اليهود والنصارى.

    1.   

    أجداد الخميني وآثارهم ومسيرتهم في التاريخ

    من هم أجداد الخميني وآثارهم ومسيرتهم في التاريخ؟

    يقول الخميني في ولاية الفقيه: إن علماءنا - يعني أجداده- ما تدخلوا مع السلاطين وما تورطوا معهم إلا دخولاً شكلياً لا حقيقياً، كـنصير الدين الطوسي، وكـعلي بن يقطين، وكـابن أبي الحبيب.

    يا عجباً! تباً لك أيها الضال! أهؤلاء علماؤك وقدوتك؟!

    نصير الدين الطوسي يقول عنه ابن القيم: عدو الدين الطوسي، وحرب الدين الطوسي، والملحد بالدين الطوسي، نصير الدين الطوسي هذا ملحد بالله كافر، نصب نفسه إماماً من الأئمة، ولما أتى هولاكو لحرب بغداد كان وزيره نصير الدين الطوسي، فماذا فعل؟ قال لـهولاكو، وهو يستفتيه: هل يجوز أن ندخل بغداد والخليفة المسلم فيها؟ قال: نعم. يجوز لك ذلك لمصلحة أن تذبح المسلمين، وأن تستولي على نسائهم، وأن تقتل أطفالهم، وأن تدمر بيوتهم. هذا هو نصير الدين الطوسي الذي يقصده الخميني والذي حفر للأمة قليباً.

    ومن أجداد الخميني ابن العلقمي الذي يحمل فكره، ويحمل مبادئه وأصوله.

    ابن العلقمي كان وزيراً للخليفة العباسي المستعصم في بغداد وقد كان هذا الخليفة ضعيف الإرادة، كان مسلماً يؤمن بالله واليوم الآخر لكنه ضعيف، فأتى ابن العلقمي فحمل حقداً على علماء الإسلام وعلى عباد الله الصالحين، يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء، ويقول ابن كثير: حفر للأمة قليباً فوقع فيه قريباً، أي: حفرة عميقة فوقع فيها قريباً، أتى ابن العلقمي في الخفاء فكاتب هولاكو وكاتب جنكيز خان، وقال لهما: اقدما إلى بغداد، وهما في جزر في بئرا وفي نواحي ومشارف الصين وأفغانستان وإيران، فاستدعاهم إلى بغداد، وأتى إلى الخليفة كالناصح وقال: أرى أن تعطل الجيش وأن تعطل عنهم المئونة، فأنت لا تحتاج إلى الجيش الكثير، فصدقه الخليفة فأعلن فصل خمسة عشر ألفاً من الجنود، أطلق سراحهم، ثم أتى إلى الثكنات العسكرية فعطلها، ثم أتى إلى الخليفة ففرق بينه وبين الوزراء، ففتت في عضد الأمة الإسلامية، ثم كاتب ذاك وقال: اقدم علينا، فلما قدم ذلك بجيش جرار لا يعلمه إلا الله، استعدت الأمة الإسلامية في بلية، وفي مصيبة ما شهد التاريخ لها نظيراً أبداً.

    تغرب كل شمس إلا شمس ذاك اليوم، يوم أتى التتار إلى بلاد الإسلام، يوم أتوا إلى بلاد محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، يوم أتوا إلى دار الخلافة، يوم أتوا إلى دار الحكمة وإلى أرض هارون والمأمون والمعتصم، وأحمد بن حنبل، وأبي حنيفة، وإسحاق بن راهويه، وأبي تمام، والبحتري والعلماء والأدباء والشعراء، أقبل الحقد والكفر يجتاح الإسلام، ويجتاح لا إله إلا الله.

    أتدرون ماذا فعل ابن العلقمي جد الخميني؟

    خرج في الليل وصافح جنكيز خان وعانقه، وقال: أبشر بالفتح، وحلف له بالله إن الله ينصرك، وكان في وزارته مع هولاكو نصير الدين الطوسي، وقيل: إنه لم يجتمع جنكيز خان وهولاكو وهو الصحيح، بل كان نصير الدين الطوسي مع هولاكو وكان ابن العلقمي مع جنكيز خان، فلما عانقه أمسى المسلمون ولبسوا الأكفان، واستعدوا لموعود الله، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:156-157]. فوقفوا في جنبات نهر دجلة، ووقف التتار في الجنب الآخر، وأتى ابن العلقمي في الليل وأمر جنوده أن يطلقوا النهر، فأطلقوا النهر فغرق كثير من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأخذ النهر يدخل البيوت والغرف ويجتاح الآمنين ويدمر النساء والأطفال ويدخل المساجد ويعبث بالمكتبات، وفي الصباح أتى التتار فاقتحموا النهر، ودخلوا يعملون في عباد الله، قتلوا في اليوم الأول ثمانمائة ألف مسلم موحد يشهد أن لا إله إلا الله، ثم أخذ ابن العلقمي يوزع لهم المسلمين ويقدم لهم، وكلما أراد التتري الكافر أن يرحمهم أبى ابن العلقمي حتى يقتلهم، وفي الأخير أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

    أما الصليبيون فلما نزلوا في قبرص، وفي عكا، وقريباً من طرابلس، نزل أجداد الخميني وقدموا المؤن، وقدموا الأطباء، وقدموا الخدمات، وقربوا السفن للصليبيين، ولذلك يقول ابن تيمية في منهاج السنة في (1/5): هذا وهم يرون أنَّا أكفر من اليهود والنصارى، وأنهم دائماً حرب ضد الإسلام والمسلمين -كلام ما معناه- فلا إله إلا الله كم سلوا سيفاً ضد الإسلام، كلما أتى مجرم وحاكم كانوا معه على دين الله.

    حزب الليكود يبارك ثورة الخميني

    أما إسرائيل فقد بارك حزب الليكود ثورة الخميني، وأرسلوا له برقيات، وفاوض مستشارهم وسفيرهم في فرنسا الخميني قبل أن يقدم في طريقه إلى طهران قبل الثورة، وجلس معه مندوبون، والعجيب أنه كذب على الله ورسوله، وعلى الإسلام والمسلمين، وقال: سوف نحرر فلسطين، وهو في الخفاء يتصل بهم ويعاملهم، وأما في الظاهر والجهرية فيعلن أنه ضدهم وأنه حرب لهم، وأنه سوف يدمر الصهيونية العالمية، ولكنه ما دمر إلا عباد الله، وما كاد إلا لأولياء الله، صواريخه جهزت، سألته صحفية إيطالية: لمن تريد بهذه القوة؟ قال: أريد تدمير إسرائيل، وبين لحظة وأخرى وإذا بقواته تتوجه إلى العراق، ويدمر كثيراً من البيوت الآمنة، والمساجد الآهلة، والأطفال والنساء، فأين إسرائيل؟ وإذا بمستشار إسرائيل وخبراء إسرائيل يفدون إليه في طهران، ويقدمون له الخدمات العسكرية، ويستشيرهم ويستشيرونه.

    1.   

    عقيدة الخميني

    عقيدته في القرآن

    يرى الخميني الشرير أن القرآن ناقص وهذا ليس بكذب عليه، ويرى أن القرآن الذي بأيدينا إنه ناقص ولا يوثق به، وابن العسكري له كتاب: رفع الارتياب عن إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، وعندهم سورة الولاية قرأتها ورأيتها مصورة، وفيها زيادات باطلة محرفة، ويرون أنها أنزلها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وزادوا في القرآن وغيروا، والخميني لا يحفظ القرآن بل يحفظ بعض آيات منه، وإذا تكلم فإنه يلحن في القرآن.. يرفع المنصوب، وينصب المرفوع، ويرفع الحال والمجرور كذلك، ولا يحسن نطق القرآن تماماً، يستشهد بالآية فيكمل من آية أخرى، فهو يلحن كأنه ما قرأ، فهو لا يرى قراءة القرآن فليس القرآن موثوقاً لديه.

    عقيدته في الأنبياء

    أما عن الأنبياء فيقول في الحكومة الإسلامية في الصفحة (52) وذكر ذلك في المقدمة: هذا ولأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل. يرى أن أئمته خير من الأنبياء والرسل الذين عصمهم الله وزكاهم وتولاهم وجعلهم أشرف البشر وأطهر الناس وخير الناس، فيرى أن الأئمة خير من الأنبياء، بل يرى في رسائله، وقالها في خطبته في عيد اليهود: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يفهم أكثر من الرسل، وأن علمه أعظم من علم الرسل، وأن فضله وشرفه أعظم من فضل وشرف الرسل. فموقفه من الأنبياء تمييز الأئمة على الأنبياء، وتعظيم الأئمة على منزلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

    عقيدته في كربلاء والنجف ومشهد وقم

    وعن كربلاء، يقول: "والحسين مدفون بـكربلاء "، والصحيح أنه ليس مدفوناً هناك عند أهل العلم وعند أهل التاريخ، يقول في كتابه ولاية الفقيه: فإذا اقترب العبد يعني: من القبر، فعليه أن يستقبل القبر ولا عليه من القبلة ويصلي إليه ركعتين، يعني: قبر الحسين.

    ويرى أن قبر علي الرضا في مشهد في إيران، ولذلك كان عباس شاه الحاكم الصفوي الملحد يزور مشهداً ويطوف بـمشهد ويحج إلى مشهد، ويقول شاعرهم:

    طف بالطفوف وحي اليوم مغناها      فعند مكة معنى غير معناها

    وعباس الصفوي هو الذي حارب الخلافة العثمانية.

    وقد كان من أجداده المجوس وقد ذكر أنه كان يطوف على قدميه حافياً على قبر أسرة آل بهلوي، الذي منهم محمد شاه رضا بهلوي ويقول: هنا الحج ليس في مكة. فـالخميني يرى أن مشهداً وقم والنجف وكربلاء كلها أفضل من مكة ومن المدينة المنورة.

    ويرى أنه لا مانع أن يصلي إلى قبر الحسين، ويقف عنده ويدعو بما استطاع، فـالحسين يسمعه ويجيب دعوته، والصحيح أن الحسين ليس هناك، وأنه بريء مما لفق الخميني عليه.

    عقيدته في الصحابة

    يرى الخميني أن الصحابة كفرة بالله العظيم إلا ستة، أبو ذر وسلمان وعلي وعمار بن ياسر، والمقداد بن عمرو وصهيب وقيل اسم آخر، لكن خلاصة الأمر أنه يرى أن الستة -واختلفوا في هؤلاء الستة- مسلمون وغيرهم كفرة بالله العظيم، ويقول لما قال الله عز وجل: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح:18] يقول: الفائدة من قول الله عز وجل: (عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) حتى يخرج كفار الصحابة، لأنه كان تحت الشجرة أبو بكر وعمر وعثمان فلو قال الله: لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة، لدخل فيهم أبو بكر وعمر وعثمان لكن الله أخرج المؤمنين وترك الكفار كـأبي بكر وعمر وعثمان على حد قوله، فقال: لقد رضي الله عن المؤمنين فأخرجهم بكلمة المؤمنين، ولو أطلق -يقولها في تحرير الوسيلة - القول لدخل فيها هؤلاء، ويقول: لما قال الله متحدثاً عن رسوله صلى الله عليه وسلم: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40] إنه حزن لأنه ليس مؤمن بالله العظيم، فسلاه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو معه في الغار، إلى غير ذلك من الافتراءات، فهو يرى تكفير الصحابة، وأنهم كفروا بالله.

    وأما الجبت والطاغوت عند الخميني فهو أبو بكر وعمر، إذا تلا المصحف أو من قرآنه ومرت به كلمة الجبت والطاغوت توقف وقال: الجبت أبو بكر والطاغوت عمر، وفي سراب من إيران صورة موثوقة وهذا الكتاب موجود عندنا في المكتبات، ورأيت الصورة وقد كتب أحمد الأفغاني إلى الخميني في طهران رسالة، فرد عليه بمعتقده وأظهر الإيمان وأبطن الكفر والنفاق، وفيها وثيقة يقرؤها بعد كل صلاة الخميني ومعه من الآيات كثير، كـالموسوي وآيات الله الكبرى زاده، وأعظمي، كتبوا ووقعوا في أسمائهم ومنهم الخميني وبرسمه الخاص أنه يقول: لعن الله أبا بكر وعمر، كذا قال: إنهما خانا، ثم قال: اللهم اقطع دابرهما واقطع نسلهما ونكل بهما، في دعاء كثير يأتي في صفحة ونصف من المطبوع من الصفحات الوسط، بخطوطهم ثم يوقعون ثم يقرءونه وهم يؤمنون بعده.

    أما موقفه من عائشة البريئة المبرأة الصادقة الصديقة من فوق سبع سموات فقد اتهموها بالفاحشة، فبرأها الله، ونقل عنه صاحب الرسائل والمسائل أنهم يقولون: يا ملعونة، نعوذ بالله.

    يقول شاعرهم، وقد قرأت هذه القصيدة وهي تقع في سبعمائة بيت وهي للأزري شاعر من شعراء الخميني يقول:

    ثلاثون ألفاً تحفظها     وآية من كتاب الله تنساها

    فمعنى البيت كيف تقولون أيها المسلمون: أنها تحفظ ثلاثين ألف حديث وهي نسيت آية من القرآن، يعني يقصد بذلك في قصة الإفك لما غضبت رضي الله عنها وحزنت، وقال لها صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وغيرهم والزهري لما قال لها صلى الله عليه وسلم: {يا عائشة! إن كنت بريئة فسوف يبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فتوبي إلى الله واستغفريه} فأرادت أن تقول كما قال يعقوب عليه السلام: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف:18] فنسيت من الغضب اسم يعقوب من الحزن والغم قالت: كما قال أبو يوسف، فقال: وآية من كتاب الله تنساها. فهم يرون عائشة في هذا المستوى وكذلك يرى الخميني.

    وأما معاوية رضي الله عنه. فيقول الخميني في كتاب: الحكومة الإسلامية وكانت الخلافة منزوعة من أمير المؤمنين يعني: علي في فترة حتى تولاها معاوية فتقرب بها إلى أقربائه، فنال لعنة الله في الدنيا وغضب الله في الآخرة.

    يرى أن معاوية ملعون، وأن الله غضب عليه وهو خال المؤمنين وكاتب الوحي وهو إن شاء الله من الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، رضي الله عن معاوية وأرضاه.

    1.   

    موقف الخميني من الخلافة

    موقف الخميني من الخلافة الراشدة: يرى الخميني أن أبا بكر وعمر وعثمان ليس لهم حق، وأنهم اغتصبوا الخلافة، وأنهم تمردوا على أمر الله، وخانوا رسالة الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، واغتصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب، وأن علياً هو الحاكم في المعنى لكنه في تلك الفترة كان منزوع الصلاحية كما يقول، فيقول: توقف أمير المؤمنين لأنه نزعت منه الصلاحية في فترة حكم هؤلاء حكم الجبت والطاغوت وحكم عثمان، وإلا فإنه الحاكم، يقصد بذلك علياً رضي الله عنه، الذي يقول: [[والله الذي لا إله إلا هو لا يأتيني أحد يعظمني على أبي بكر وعمر إلا جلدته ثمانين جلدة حد المفتري]].

    دخل علي على عمر يوم طعن، فقال: [[واحبيباه! السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين! والله لطالما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك]].

    علي رضي الله عنه الذي كان يثني الثناء العطر على أبي بكر، وفي مسند أحمد في أول الأحاديث بأسانيد صحيحة يقول علي رضي الله عنه وأرضاه: [[ كان الرجل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حدثني عن الرسول صلى الله عليه وسلم استحلفته، فإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر -ما استحلف أبا بكر- ثم تلا الحديث الذي فيه كفارة الذنب وهو الركعتين بعد الوضوء]] وهو حديث صحيح صححه العلماء، فيكفي من علي فخراً وشرفاً هذه التزكية لـأبي بكر رضي الله عنهم جميعاً.

    إذاً يرى أن الخلافة التي بعد النبوة أنها خلافة ظالمة فاجرة آثمة وأنها ليست شرعية، وليس لهم صلاحية في تولي الخلافة.

    1.   

    موقفه من علماء الإسلام

    يرى الخميني في تحرير الوسيلة، وفي كتاب ولاية الفقيه، وفي غيرها من كتبه، أن علماء الإسلام خانوا الرسالة وخانوا الإسلام، وأنهم تقربوا إلى السلاطين، وهذا إثم وفجور، ولا يصح التقرب في نظره إلى السلاطين إلا إذا كان التقرب فيه منفعة، فقلنا له: يا خميني مثل من؟ قال: مثل نصير الدين الطوسي، يوم تقرب من هولاكو في مصلحة ومنفعة، قلنا له: أحلال أن يتقرب نصير الدين الطوسي بذبح المسلمين، وحرام أن يتقرب مالك بن أنس إمام دار الهجرة لـهارون الرشيد، وأن يتقرب أحمد إلى المعتصم ويوصيه وينصحه، وأن يتقرب الفضيل لـهارون، وأن يقترب إسحاق بن راهوية وعلماء الإسلام فيناصحونهم ويراسلونهم حرام هذا يا خميني وأما نصير الدين الطوسي فحلال؟! عجيب أمرك! أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [البقرة:85] وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ [الأنعام:138] فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة:85].

    إذاً علماء الإسلام مجروحو العدالة في نظره، ولا يوثق بكتبهم وهم علماء ضلال كما في خطبه التي ألقاها في طهران وفي قم أكثر من مرة.

    1.   

    تمييزه العنصري

    الخميني ولو تظاهر فهو متعصب للمجوسية، وهو ينادي بإعادة مجد فارس، وهو ينال من كرامة العرب، ويوم أعلن الثورة كان يقول لبعض الممثلين من بعض الدول: إن الخليج لا أنادي به إلا أن يكون إسلامياً ولا أريد أن يكون عربياً ولا فارسياً، وما هي إلا لحظات، وإذا بـآية الله منتظري وهو خليفته من بعده، وولي عهده يقول: الخليج فارسي وسوف يبقى فارسياً، ويقول آية الله سرخاوي: لن نتنازل عن فارسية الخليج. فأين هذا الكلام؟ وأين هذا التعصب؟ وقد كتب في ميثاقه: لا يتولى الحكومة في طهران إلا من كان أصله وجده من إيران وأما غير ذلك فلا يمكن، إلى غير ذلك من النقولات، التي أظهرت للعالم أنه هو أستاذ التمييز العنصري في العالم، فهو الذي شجع إسرائيل وأيدها، وسوف أنقل نقولاته إن شاء الله وآتي ببعض الأخبار التي تبين ماذا فعل مع قضية الفلسطينيين؟ وما هي موقفه من القضية؟ وما هو أسباب هذا الموقف ومنتجات هذا الموقف؟

    إذاً فهو يحمل التمييز العنصري، وهو يرى أن فارس خير من العرب، ونحن لا نجادل في هذه القضية، فإن كان على العموم، فهي معروفة وإن كان على الخصوص: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] ولا ندعو إلى تفضيل جنس على جنس، ولكن ندعو ليكون عباد الله الصالحون إخواناً تحت راية الله: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].

    إن كيد مطرَّف الإخاء فإننا      نغدو ونسري في إخاء تالد

    أو يختلف ماء الوصال فماؤنا      عذب تحدر من غمام واحد

    أو يفترق نسب يؤلف بيننا      دين أقمناه مقام الوالد

    أين أنت يا خميني من سلمان الفارسي الذي يقول عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه في الحديث: (سلمان منا آل البيت)

    جلس سلمان في مجلس رضي الله عنه، فافتخر هذا أنه من قيس وهذا من تميم فقال:

    أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيس أو تميم

    وأينما ذكر اسم الله في بلد      عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني

    يقول محمد إقبال:

    إن كان لي نغم الهنود وذلهم      لكن ذاك الصوت من عدنان

    فأي تمييز وأي عنصرية أتت بها العمامة السوداء، التي تحمل الضغينة والبغض والحقد على عباد الله الصالحين.

    1.   

    مصادر التلقي عند الخميني

    ما هي مراجع الخطابة التي ينقل منها؟ ما هي الكتب التي في حصيلته، وخطبه، ورسائله، وكشوفه، واستقراءاته؟ كتب الخميني أولها: الكافي للكليني، والكليني هذا أستاذ قديم وشيخ للـخميني، توفي ودفن في قم، ولذلك الخميني يسكن في قم ويقدس قم، ويسبح بحمد قم، لأن الكليني مدفون في قم، فيعتبرها مدينة مقدسة، والكليني هذا أتى بكلام تشيب منه الرءوس، قال في الكافي: بنسخ القرآن، وبالبداء، وبالرجعة، وبسب الصحابة، وبلعن الشيخين وبتكفير السلف الصالح.

    فكتابه المصدر الوحيد الكافي، وعليه الشافي شرح للكافي، وهناك أصول للطبرسي، والعسكري وابن المطهر لا طهره الله وغيره كثير، فهذه مصادره.

    1.   

    موقفه من صحيح البخاري

    إن الخميني يرى أن صحيح البخاري لا يوثق به، اسمع إلى الخميني وهو يقول في ولاية الفقيه -لقد حرصت أن أجد هذا الكتاب مباشرة، لكن نقلت عنه من رسائل محققة منقحة بواسطة كتاب: وجاء دور المجوس - يقول: والبخاري لا يوثق بنقله، ففيه كذب عظيم، وفيه غرائب وعجائب، لا يصدقها إلا مأفون البربر وعجائز السودان أي: لا يصدق أحاديث البخاري إلا مأفون البربر أي: مجانين البربر وعجائز السودان، يقول: فيه غرائب وعجائب وكذب، فنقول لك: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].

    أتهاجم صحيح البخاري الذي جعله الله من أعظم الكتب في الإسلام؟! البخاري الذي رجاله كالنجوم في السماء في الليالي السود.

    من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم     مثل النجوم التي يسري بها الساري

    البخاري الذي كل رجل من رجاله أمة من الأمم وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]. البخاري الذي عُرِض على الجهابذة والحفظة، فمحصوا وعاشوا وسهروا في ليالي الشتاء ليخرجوا حديثاً واحداً، فرجعت أبصارهم، يرجع الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ [الملك:4]. ترد هذا التاج العظيم الذي قدمه للأمة.

    أيها العميل الضال عميل شامير! تهاجم صحيح البخاري الذي جعل الله له القبول، فالمنابر تتحدر بـصحيح البخاري والإذاعات الإسلامية والصحف، والندوات والحلقات، تقبل الله من البخاري ورحمه الله.

    أولئك آبائي فجئني بمثلهم      إذا جمعتنا يا خميني المجامع

    هذا هجومه الساحق على صحيح البخاري، ولذلك صحيح البخاري إذا رؤي عندهم كأنه كتاب شعوذة، وسحر وكهانة، وربما يمزق ويداس بالأقدام، ويقولون: لا عبرة به ولا يوثق به، فيا سبحان الله! لولا أن المجال ضيق والمقام لا يتسع لنقلت لكم نقولات من الكافي بواسطات، وبأسانيد مظلمة، نقولها يضحك منها السفيه، فكيف باللبيب!

    1.   

    كتب الخميني ومؤلفاته

    صدر للخميني كما أسلفت أربعة كتب، وصدر له رسائل وهو يلقي خطباً، والعجيب أن عيد اليهود الذي أتى به أنوشروان جد الخميني المجوسي الفارسي، عيد النيروز خطب فيه الخميني، وأعلن فيه أن هذه الثورة مقدسة، وأنها للمستضعفين والمحرومين، ولكن فوجئنا به يسحق المحرومين من الفلسطينيين وأمثالهم، وكوّن منظمة أمل، فسحقت مخيمات الفلسطينيين وأبادتهم، وأنزلت بهم شناعة، وفي الأخير أتى الخبراء الذين ذبحوا المستضعفين والمحرومين، وأدخلهم طهران، وأسكنهم في فنادق قم، وأنزلهم وصافحهم، وهنئوه بالثورة، وباركوا له بالنصر، فعلى ماذا النصر؟!

    أنصر على عباد الله؟! أنصر على الحرمين؟! أنصر على الكتاب والسنة؟ أنصر على الأولياء؟ أنصر على الرسالة الخالدة والصحابة؟! أم نصر على العمالة والضلالة؟!

    وكتاب الحكومة الإسلامية هذا ربما يسميه أحياناً بعض الأوقات ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية وهو منشور ومتداول في كثير من البلاد، ونقل عنه علماء الإسلام، وولاية الفقيه يتكلم فيه ويأتي بفرعيات ليظهر أنه فقيه، والحقيقة أنه فقيه في المذهب الجعفري، فهو بركة النجف وهو أستاذ الفلسفة، درسها في جامعة طهران، وكان يدرس الناس في النجف بعد صلاة الفجر، وهو ملم بالمذهب الجعفري ويفتي فيه إلى هذا المستوى.

    وأما كتاب تحرير الوسيلة فقد تكلم فيه وأما كتاب الجهاد الأكبر أو جهاد النفس فيعلن فيه مفهوم الجهاد في الإسلام.

    1.   

    رأي الخميني في المتعة

    رأيه في المتعة كرأي أجداده، فيرى أنه يجوز للرجل أن يتمتع بامرأة فيعقد عليها عشرة أيام، أو شهراً أو سنة، فيتمتع فيها ثم يفارقها، وهذا في الإسلام حرام لحديث علي -من رواية علي الذي يتعلق به ويتشبث به الخميني - أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرمها آخر العهد، وحديث سلمة بن الأكوع عند مسلم، لكنه عمي عن ذلك.

    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد     وينكر الفم طعم الماء من سقم

    فلم يؤمن بذلك بل كفر بهذا الحديث، وأسس المتعة وقال بها، وأفتى بها.

    1.   

    الخميني ووثيقة لعن الشيخين

    سلف الحديث عن هذه الوثيقة، وهي مصورة وموجودة، وهو يمكن أن يتنازل عن أكبر القضايا، أما لعن الشيخين فلن يتنازل عن لعن أبي بكر وعمر أبداً، فهو يقول في مجالسه العامة والخاصة، وطولب بعض مقربيه من بعض علماء المسلمين أن يتنازلوا عن هذا، فأبوا، ورفضوا، وطلبوا كل شيء إلا هذا المقال، فهو من وثائقه المحفوظة، ووقع بختمه، وبتوقيعه وإمضائه، وتقرأ بعد كل صلاة عنده هذه الأيام.

    1.   

    موقف الخميني من القضية الفلسطينية

    وهناك كتاب: أمل والمخيمات الفلسطينية، وكثير من الرسائل والمحاضرات تتحدث عن هذا، يوم أتى وأعلن أنه سوف ينصر الفلسطينيين نصراً مؤزراً وأنه سوف يدخل القدس منتصراً، وأنه سوف يسحق إسرائيل، وسوف يزيلها من على وجه الأرض، ويقول آية الله منتظري: لقد دربت عشرة آلاف لدخول فلسطين أرادت إسرائيل ذلك أم أبت، حينها ارتاح الفلسطينيون لهذا، وصفقوا، وقاموا وقعدوا إلا من رحم الله، وزاروه وأثنوا عليه، وقالوا: هذا هو فجرنا وأملنا، وهذا هو نصرنا إن شاء الله، وما هي إلا أيام وليالٍ، وإذا طائرات الخميني تذهب فتغلط في مسارها، وتحول وجهتها، وإذا صواريخه التي سوف يدكدك بها إسرائيل فيدكدك بها العراق، وغيرها من بلاد الإسلام.

    وإذا بجيوشه وبحرسه الثوري، يتحول عن مساره، وإذا القضية الفلسطينية تضيع، وليته وقف، ليته أخذ الحياد وسكت، لكنه عاون إسرائيل، وباركت إسرائيل ثورته، وأخذت صحف إسرائيل تنشر المقالات وصور الخميني في الصفحات الأول بعد الثورة بسنوات، ثم نفاجأ وإذا بـحزب أمل يزحف على مخيمات الفلسطينيين فيسحقها سحقاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، يسحقها لماذا؟ لتنتصر إسرائيل، فأين العهود؟ وأين الانتصارات؟ وأين الزعزعة؟ وأين تلك الجعجعة التي سمعناها؟ ولكن:

    فإما أن تكون أخي بصدق     فأعرف منك غثي من سميني

    وإلا فاطرحني واتخذني     عدواً أتقيك وتتقيني

    وفي الأخير استقرت الرؤية، وظهر الحق ووضح للناس أنه عميل، وأنه يريد أن يدخل إسرائيل بلاد الإسلام ويتعاون معها، بالفعل تعاون حقيقة لا نقول هذا هيجاناً ولا حماساً ولا عاطفة، ولكن بحقائق وكتب، ونقولات ومنشورات ومحاضرات.

    1.   

    موقف الخميني من الجهاد الأفغاني

    أراد الله عز وجل أن يهيئ فئة من الناس ليثبتوا الجهاد الصحيح الإسلامي، فلما دوخ بالحكم الظالم في كابول، وتولى الحكم الشيوعي هناك، عادت روسيا بقواتها وبعتادها وصواريخها وطائراتها، فسيطرت على بلاد الأفغان، فقام ثلة من عباد الله يشهدون أن لا إله إلا الله، ورفعوا لا إله إلا الله، ونزلت جبال الأفغان تتحدى من السهول وهم يحملون السيوف ويحملون البنادق البسيطة وعلى الخيول وهم يقولون:

    نحن الذين بايعوا محمدا     على الجهاد ما بقينا أبدا

    وبالفعل صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، لقد أذاقوا روسيا الويلات، حتى يقول ريجان الرئيس الأمريكي وهو يتهزر ويضحك على الروس لأنهم ضحكوا عليه في فيتنام، يقول: لقد دوخ المجاهدون الأفغان روسيا صفعة لم تنساها أبد الدهر، لقد لقنوها صفعة، وبالفعل لقد خجلوا بها بين العالم ولقد ضحكوا على عقول الروس، وانسحبوا، وكان أحدهم يرفع هذه الإشارة، كأنه سلم، وانتصر وذلك في جنيف، عندما وقع بعض الممثلين عن المجاهدين ألا يهاجموا الروس وقت الانسحاب، انظروا الاستسلام! انظروا الاستهزاء والذلة! الاتحاد السوفيتي الذي يعد نفسه من كبريات الدول، بل من الدولتين العظيمتين، يطلب من المجاهدين أن يعطوه عهداً وميثاقاً ألا يضربوه حتى ينسحب، فماذا فعل المجاهدون؟ ما تركوه، بينما تنسحب قواته من قندهار وغيرها إلى الشمال لتزحف؛ أطلقوا عليها مائتين وعشرة صواريخ، ويقول عبد رب الرسول سياف: إننا سوف نلاحقهم حتى في موسكو لننتصر منهم لأن البلاد ليست بلادهم لأنها بلاد الله.

    وقال حكمتيار: إلى متى هذه المجازر والمذابح وقد سلم الروس بالانسحاب، قال: نذبح منهم حتى نكافئ العدد الذي ذبحوا منا، ثم نرى هل نرى لهم أحقية في بلادهم أم لا؟ كلام يشبه هذا.

    ولذلك هذا الجهاد لما قام، ورأيتم كرامات الله ونصر الله سبحانه وتعالى:

    يا أمة النصر والأوراح أثمان     في شدة الرعب ما هانوا وما لانوا

    هم الرعود ولكن لا خبوت لها      خسف ونسف وتدمير وبركان

    كم ملحد ماجن ظن الحقوق له     زفوا له الموت مراً وهو مجان

    وبلشفي أتى كالعير منتخياً     رأى المنايا فأضحى وهو جعلان

    ردوه كالقرد لو بيعت سلامته      بشعبه لشراها وهو جذلان

    فروا على نغم البازوك في غسق      فقهقت بالكلاشنكوف نيران

    يسعى فيعثر في سروال خيبته     في أذنه من رصاص الحق خرصان

    حينها يوم رفعت الراية، ماذا فعل الخميني؟ ليته وقف موقف الحياد، لكن في أول الجهاد يقول: سوف أدمر الروس سوف أزيح روسيا عن أفغانستان، لتصبح إيران وأفغانستان دولة واحدة، ومضت الأيام، وليته سكت واختفى، لكن نصب جنوده في مشارف الطرقات يردون المجاهدين ويسلبون القوافل، ويرسل الصواريخ على مخيمات المجاهدين ويتعامل مع روسيا، ويمد أنابيب الغاز في شركة إيرانية روسية، ليسعف الروس أعداء الله عز وجل بالغاز، فإذا هو العميل والعدو والضال والذي نصب العداء لعباد الله عز وجل، خمسة آلاف خبير روسي الآن يعملون عند الخميني في تشغيل كثير من قواته وعتاده، لكنه نقول له مت بغيضك.

    زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً      أبشر بطول سلامة يا مربع

    رسالة الله سوف يبقيها، والمجاهدون سوف ينتصرون، وبلاد الله سوف ترتفع، والحرمان سوف يبقيان عتيقان عتيدان قويان طاهران، والقرآن سوف يبقى رسالة خالدة يشق طريقه، وسوف يقيم دعائمه في مشارق الأرض.

    كل سماء في السماء لنا وكل أرض في الأرض لنا.

    هذا موقفه من الجهاد الأفغاني، موقف متخاذل، موقف عدائي، موقف يطعن في ظهور المجاهدين من الوراء ومن الخلف، ولذلك أعلن زعماء المجاهدين الأفغان أنه قد أضر بهم إضراراً بيناً، وقد أساء بجهادهم وأساء بقتالهم أيما إساءة فعليه من الله ما يستحقه.

    1.   

    التقية عند الخميني

    التقية أن تجعل بينك وبين الشيء وقاية، وهم يرون هذا مذهباً ويرونه عقيدة، ويرى الخميني في كتبه، أن جعفر الصادق يقول: التقية ديني ودين آبائي، فمن لا يستخدمها فليس مني، أو كما قال، فـالخميني يكذب وفي الظاهر يرى أن هذا ديناً، تجلس مع الخميني ومع أعوانه، فيقرون لك بأنك صادق وأنك صائب في كلامك، وما قلته صحيح ولكنهم يبطنون غير ما يظهرون، ولذلك ذكر ابن تيمية في منهاج السنة، من الصفحة الخامسة في المجلد الأول وما بعدها: أنهم من أجهل الناس بالمنقولات، ومن أضلهم في المعقولات، واستخدامهم للتقية كاليهود يوم يظهرون أنهم أسلموا وآمنوا ولكن في الخفاء أبطنوا النفاق.

    1.   

    كلام الخميني عن الإمام المهدي المنتظر

    يرى الخميني أن الإمام الثاني عشر من أئمة أجداده دخل السرداب، وسوف يخرج ولكنه ما خرج إلى الآن، وإذا خرج فسوف يقتل ثلاثة آلاف مسلم من الظلمة على اعتقاده، سوف يقتلهم بالحرم، وسوف يطهره الله من الظلمة، وسوف ينصر المستضعفين والمحرومين، وإذا لم يخرج فللفقيه أو الولي أن يقوم بهذا، يعني نفسه هو، فهو يرى أنه في مقام ينوب عن المهدي ذاك ويقوم مقامه.

    وفي كتاب الخميني والقول بعصمة الأنبياء، يقول الخميني من بعد الصفحة العاشرة: إن المهدي المنتظر سوف يحقق نصراً باهراً ما حققه الأنبياء والمرسلون، أي أن هذا المهدي المنتظر في السرداب سوف يحقق نصراً وسوف يحقق توفيقاً ما حققه الأنبياء والمرسلون.

    1.   

    الحزب الجمهوري الأمريكي يؤيد الخميني

    ثم نأتي إلى المقالات والمنشورات والاستقراءات وما قيل عنه وما ذكروا عنه، العجيب أنه استخدم التقية والكذب على الناس والتهريج، لما ظهر للناس قال: سوف أنهي أمريكا من على وجه الدنيا، وسوف أدمرها، وعلم بالاستقراء من صحف الجارديان البريطانية أن كارتر والحزب الجمهوري أيد ثورة الخميني، ولذلك اغتبط كثير من الجمهوريين ووصل بعضهم إلى طهران، وطلبوا من الجيش أن يأخذ موقف الحياد وألا يتدخل مع آل بهلوي ومع الخميني ليأخذ الخميني الفرصة وبالفعل أوقفوا قائد الجيش الإيراني فما تدخل، فبارك الأمريكان هذه الثورة وقد تعامل معهم وتفاوض معهم، وقال منتظري: لا بأس أن نقيم علاقات ودية وطيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهم إذا خطبوا يوم الجمعة يقول آية الله منتظري: سوف ننهي دابر أمريكا من على الأرض، سوف نحاربها حرباً شعواء، سوف نقاتلها قتالاً عظيماً ما شهد التاريخ له مثيلاً.

    ولكنهم يباركون له ويبارك لهم، فما هذا الكذب، وما هذا التمويه، وما هذا التزييف؟! وإذا أردتم فاقرءوا المنشورات التي قيلت في الصحف والمجلات، خاصة الغربية، التي تناقلت خبر الثورة في أمريكا وفي غيرها، والتي حضر المحررون هذه الأخبار وقدموها للناس.

    1.   

    صحيفة البرافدا الشيوعية تشيد بالخميني

    الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي هي البرافدا وهي تصدر في موسكو، وهي ما تقول إلا ما يقوله الشيوعيون والحزب، وأول ما ظهر الخميني قالت: هذا رجل دين متخلف متعصب، سوف يسير بـإيران إلى الهاوية، وما هي إلا أيام وليالٍ وإذا هو يرسل في الخفاء وفي جنح الليل المراسلات وتحسين العلاقات مع الحزب الشيوعي، وإذا هي في الصباح تخرج عنواناً بارزاً مع صورة الخميني وتقول: لقد انتصر الخميني وثورته ليقود إيران إلى بر السلام والازدهار والأمن.

    انظر إلى الموقفين والمقالتين! وانظر كيف ينزل هذا الرجل نفسه في تلك المنزلتين! فهو إذاً تعامل مع الشيوعيين على الأفغان، وتعامل مع إسرائيل ومع أمريكا على الفلسطينيين والمسلمين عامة، وإذاً خطب يوم الجمعة إنما هي شيء يناقضه في الخفاء، ويظهر للناس الولاء ولكنه يحمل العداء.

    1.   

    منظمة أمل صنيعة من صنائع الخميني

    موسى الصدر متزوج من قريبة الخميني، والحسين حفيد الخميني ابن ابنه متزوج من قريبة موسى الصدر الذي اختفى ولم يعد، وربما يكون هو المهدي المنتظر ربما يخرج لهم من السرداب!! فأسس هذه المنظمة، قيل له لماذا أسستها؟ قال: لتنهي وجود إسرائيل ولتفتح القدس، وفوجئنا وإذا هي تتمركز في الجنوب وإذا بأفراد جيشها يأتون من إسرائيل، وإذا هي تنصب وتمد شريطاً لتحمي إسرائيل من هجمات المسلمين من الفلسطينيين وغيرهم، وما تذهب الأيام وإذا بها تطوق المخيمات وتنزل بالصواريخ والقذائف وتضرب بالرشاشات على الآمنين والأطفال والنساء، أليست هذه المنظمة من صنائع الخميني؟

    1.   

    إسرائيل تعتبر الخميني وثورته نصراً لها

    إن إسرائيل في الظاهر تسب الخميني وهو يطلب منها هذا، يطلب منها ومن إذاعة وصحف إسرائيل أن تسبه وأن تشهر به، فتظهر له أنه طاغوت وأنه عدو لها، وهو يسبها في الإذاعة وفي الصحف ويوم الجمعة وفي خطبه وندواته، ولكن في الخفاء يجلس مع الخبراء ويعاهدهم ويواثقهم على إزاحة الظلم عنهم، وهو يعتبرهم مظلومين؛ لأنهم استولوا على عباد الله وقتلوا أولياء الله وأخذوا بلاد الله فيفعل معهم ذلك.

    ولذلك خبراء إسرائيل خمسمائة سفير الآن وصلوا إلى أماكن الطاقة من إسرائيل، وحزب الليكود دائماً يصوت لصالح الخميني، وهو يتصل بهم عن طريق الهاتف مباشرة، بالتلفون يكلم الوزراء ويكلمونه، والأمر عادي جداً، وهم يتعاونون معه لسحق عباد الله عز وجل ولحرب أولياء الله، فيعتبرون أنه قد انتصر أو أنه نصر مؤزر لهم، وهذا حقيقة أثبتها الاستقراء والنقولات والتاريخ.

    يا خميني الردى يكفي ملاما     قد ملأت الكون رجساً وحراما

    أنت قسيس من الرهبان ما      أنت من أحمد أكثرت الخصاما

    اتخذ السبحة مترين وخذ      عمة سوداء واصبغها رخاما

    صرت حرباً لبني إسلامنا      ولإسرائيل برداً وسلاما

    عباد الله: هذه مقالة وإن شئتم سموها جلسة، تظهر شيئاً من الواقع، وأما المذاهب والطوائف والمشارب، فما كان للحديث مجال هنا لضيق الوقت أن نتحدث وسوف تكشف للمطلع والمستقرئ ولمن أراد الحق، ولكن أردت أن أتكلم عن هذا الرجل؛ لأنه كثر فيه القيل والقال، وبعضهم يكفره بأمور فرعية ربما لا تكفره لو كانت هي فقط، وربما بعض الناس ينقل عنه نقولاً ما ثبتت، لكن توخيت والله العالم سبحانه وتعالى أن ننقل من كتبه، ومن مراجع أهل العلم، ونستقي ما قال، وأن أحرص أن أنقل شبه الكلام، أو حول الكلام، ليكون هذا ظاهراً للعيان وليكون واضحاً.

    اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755821410