أما بعــد:
أخواتي المؤمنات: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
الحديث -في هذه الأيام- عن المرأة ذو شجون -كما يقال- إن من نعمة الله عز وجل علينا وعلى الناس، أنه كتب الحفظ لهذا الدين، وحفظ الله عز وجل لهذا الدين هو أمر تكفل به سبحانه ولم يكل حفظه إلينا فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وليس حفظ الدين فقط بحفظ القرآن والسنة من التحريف، والزيادة، والنقصان، وإن كان هذا جزءاً من حفظه لهذا الدين؛ لكن حفظ الدين يكون -مع ذلك- بأن الله عز وجل يقيض في كل زمان وفي كل مكان، من يقوم من الناس -رجالاً ونساءً- بأمر هذا الدين، ويعمل به في خاصة نفسه، ويدعو إليه غيره، ويواجه حملات المغرضين والمشككين، من الكفار المعلنين بكفرهم: كاليهود، والنصارى، والشيوعيين، ومن المنافقين الذين يتسترون باسم الإسلام، وحقيقة قصدهم: طعن الدين خفية وتقية من الداخل:
والمدعون هوى الإسلام سيفهم مع الأعادي على أبنائه النجب |
يخادعون به أو يتقون به وما له منهم رفد سوى الخطب< |
فسارت المرأة على الركاب، واختلطت بالرجل في مكان العمل، والمدرسة، والجامعة، وفي كل مكان، وأصبح التزام المرأة بالحجاب هناك -خاصة في أماكن العمل والدراسة- مناقضاً لأنظمة الدول التي تنادي بـالعلمانية وتفرضها.. ولكن بلاد الإسلام في هذه الجزيرة ظلت حافظة للأمانة، ممتنعة على هجمات الأعداء الغربيين والمستغربين.
ولا شك أن هؤلاء النسوة أثرن في طبقة من الفتيات؛ لكن يبدو أن العدو لا يروق له أبداً أنه يعمل على خطوات بطيئة؛ كأنه نفد صبره، وجن جنونه؛ إنه على رغم تلك الجهود الجبارة كانت الثمرات قليلة، وأقل مما يريد.
ولذلك بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضرب على هذا الوتر، وتتكلم بجراءة، ووقاحة عن وضع المرأة في السعودية، وأنه وضع لا يطاق، وأن المرأة ما زالت تعيش ما يسمونه بعصر الحريم، حيث لا يرى من المرأة شيء، ولا بيدو منها شيء، وأن المرأة منعزلة عن الرجل في كل شيء، حتى في المنـزل، فضلاً عن السوق، فضلاً عن المدرسة، والجامعة، ومكان العمل.
فبدأت أجهزة الإعلام الغربية تتكلم بصورة مذهلة عن وضع المرأة هنا! وتركز على أن الجيل الجديد من النساء، وأن المرأة الجديدة في المملكة تريد أن تتمرد على هذه التعاليم؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك؛ بسبب ضغوط المجتمع، وبسبب الأنظمة المرعية القائمة، المعمول بها هنا.. فظلوا يضربون على هذا الوتر، ويتكلمون بهذه اللهجة؛ وكأنهم يحرضون مجموعة من صنائعهم في هذه البلاد، على أن يقمن بحركة قوية لإماطة اللثام عن الخطة التي يعملون بها، وأن ينتقل عملهم من السر إلى العلن، ومن كونه عملاً بطيئاً، إلى كونه عملاً سريعاً.
ولذلك: لا غرابة أن تجد أصواتاً منكرة هنا وهناك تنادي بما نادت به أولئك النسوة، أو تنادي بأمر قريب منه، أو شبيه به، وإن كانت أصواتاً قليلة، وأصواتاً هزيلة، وأصواتاً هي شذوذ يثبت القاعدة ويؤكدها ويحققها، إلا أن هذه الأصوات إنما ظهرت وارتفعت، يوم سمعت بذلك الصوت المنكر من تلك الفئة الباغية التي تنادي بقيادة المرأة للسيارة، ومن وراء ذلك تنادي بالحرية، وهي إنما تقصد أن ترفع راية تلتف حولها النساء الداعيات إلى التحرر.
وقد اتصل بي عدد من الطلاب من أمريكا يتكلمون عما يفعله الإعلام الغربي بعد هذه الحادثة الكبيرة، وكيف أنه أصبح ينفخ في نار الفتنة، ويحاول أن يبرز الشذوذات الموجودة في مجتمعنا، ويرسم نماذج للنساء المنحرفات والفاسقات، وماذا يطالبن به؟! ويعمل المقابلات مع أعداد كبيرة من هؤلاء النسوة، حتى البالغات إلى غاية الشذوذ ممن يطالبن بالرذيلة علانية، وإتاحة الفرصة للفساد وللفجور، ويطالبن بذلك بشكل صريح، وألفاظ لا تحتمل اللبس.. ليبرز مثل هذه الشذوذات، ويحاول أن يصور أن المجتمع أو أن الجيل الجديد من المرأة السعودية يطالب بذلك -يطالب بكل تعاسة الغربيين، حتى ممارستهم للجنس قبل الزواج- لا يمانع في ذلك.. فيحاول الغرب، وإعلامه أن يبرز المرأة في هذه البلاد على أنها كذلك، وإنما يمنعها من ذلك العادات والتقاليد، والأنظمة المفروضة بالقوة. هكذا يريد الغرب أن يصور لنا واقع الفتاة المسلمة، وواقع الجيل الجديد من المرأة السعودية -كما يقول.
فهذا هو الأمر الأول الذي تريده أولئك النسوة، أن يلتف حولهن عدد من الأصوات المنافقة، الأصوات التي تربت على موائد الغرب، وعلى مدارسه، وتخرجت من جامعاته، وعاشت فيه؛ حتى ترتفع هذه الأصوات في كل مكان؛ فتحدث خلخلة في المجتمع، يصعب تلافيها أو إسكاتها.. هذا من أهم مقاصدهم.
بدأت عندما ارتمى المجتمع في أحضان الفساد والرذيلة، وبعد أن بلغ الشر مبلغه، فبدأت الصحوة نوعاً ما متأخرة، ولذلك كان العدو متمكناً من الإعلام، متمكناً من التعليم، متمكناً من الأنظمة والنظم، متمكناً من الدوائر الحكومية؛ فصار يحاول أن يحصر الصحوة الإسلامية في زاوية ضيقة، ويعمل على نقض جهودها بكل وسيلة يستطيعها، أو يؤلب عليها العدو من الداخل والخارج.
لكن المجتمع -لا شك- يسير كما ورد في بعض الآثار أن الناس سيتميزون إلى معسكرين: معسكر إيمان لا نفاق فيه، ومعسكر نفاق لا إيمان فيه، ولذلك بدأنا نلاحظ أن المجتمع فعلاً بدأ يتميز، فأصبح يظهر في مجتمعنا نماذج عفنة من المنحرفين من دعاة الرذيلة، دعاة النساء، ودعاة الانحلال الفكري، والانحلال الخلقي، وفي مقابل ذلك بدأ يظهر في مجتمعنا نماذج مشرفة، وكثيرة، وكبيرة، وقوية، من طلبة العلم، والدعاة، والعلماء، والمؤمنين، والمجاهدين، والمتمسكين بالإسلام عن وعي، وبصيرة لاعن تقليد ووراثة.. وهذا النوع يبرز في أوساط الرجال كما يبرز في أوساط الفتيات سواء بسواء.
إذاً: تيار التدين، وتيار الاستقامة، وتيار الصلاح، تيار الصحوة في بلادنا، سبق تيار الفساد، ولم يكن رد فعل لتيار فسادٍ عرض في مجتمعنا؛ بل هو أصالة لهذا المجتمع، فهذا المجتمع لم يشهد حالات من التعاسة الخلقية غامرة تغطيه كله، ثم بعد ذلك شهد انتفاضة ورجوعاً إلى الله عز وجل. كلا! بل هو مجتمع لا يزال يعيش أصالة الإسلام، والالتزام بهذا الدين، والمحافظة على الأعراف، والمحافظة على الأخلاق، وإن وجدت فيه بوادر كثيرة من الانحراف؛ لكن تيار التدين والصحوة سبق الانحراف في مجتمعنا بكثير.. هذه واحدة، وهي لا توجد في أي بلد آخر على الإطلاق.
أنه كشف لنا خططهم، فقد أصبحنا خبراء نعرف كيف يعملون، قرأنا في التاريخ عملوا في مصر؟! وقبل ذلك، ماذا عملوا في تركيا! وماذا عملوا في بلاد المغرب العربي! وما عملوا حتى في الكويت! وهذه الكتب شاهدة تذكر ما يسمونه بـ"معركة الاختلاط في الجامعات"، وكيف سعوا إلى فرض الاختلاط في الجامعات، وفي عدد من البلاد! وكيف سعوا إلى إخراج المرأة من الحجاب! وكيف سعوا إلى إتاحة الفرصة للمرأة لتؤدي دورها من خلال السينما ومن خلال أجهزة الإعلام! وكيف؟! وكيف؟!...
أصبحنا نقرأ هذا من خلال كتب تؤرخ لما يسميه بعضهم تحرير المرأة في عدد من البلاد الإسلامية، وهذه المعلومات التي عرفناها عن مؤامراتهم في تركيا، وفي مصر، وفي بلاد المغرب العربي، وفي الشام، ودول الخليج جعلتنا ندرك مخططاتهم، ومؤامراتهم، ونستطيع أن نكشف للناس ماذا يريدون أن يعملوا -قبل أن يعملوا!- فيعلم الناس خطرهم ودورهم، فإذا سمعوا ما يقولونه أو رأوا ما يفعلونه؛ قالوا: نعم! هذا الأمر الذي نحذر منه، هذا الذي وقع في مصر، هذا الذي وقع في تركيا، هذا الذي وقع في بلاد المغرب العربي يحاولون أن ينقلوا تعاستهم إلى بلادنا؛ فحينئذ يعيش الناس درجة كافية من الوعي بمخططات أعداء الإسلام، وهذا مكسب كبير.
الأمر الثاني: أنهم بدءوا يطالبون -صراحة وعلانية- بتحرير المرأة في هذه البلاد، في الوقت الذي بدأت فيه البلاد الأخرى تعود أدراجها إلى الفضيلة.. ولعله من المضحك والمبكي والمدهش! أنه في الوقت الذي نسمع فيه في بلادنا الطاهرة بلاد الحرمين مثل هذه الأصوات المنكرة؛ أننا نسمع في البلاد الأخرى أخباراً سارة عن العودة الصادقة خاصة في أوساط الفتيات إلى الله عز وجل.
إذاً: نقول لدعاة العلمانية في بلادنا: "صح النوم" بعد أن بدأ العالم يعود إلى تعاليم الإسلام، وبعد أن بدأت المرأة المسلمة ترجع إلى ربها، وترفض الجاهلية، وشعارات الجاهلية؛ نجد في مجتمعنا الطيب الطاهر نغمة تنادي بتحرير المرأة، إن هذا لشيء عجاب!!
فعشرة آلاف طالبة تركية رفضن الدراسة في الجامعة لأن الجامعة تفرض عليهن السفور، وتمنعهن من الحجاب، فلما انتصر القرار الذي يسمح -يسمح فقط- بلبس الحجاب للطالبة الجامعية، رجعت عشرة آلاف طالبة إلى الجامعة، أي أن عشرة آلاف طالبة مستعدات للتضحية بالدراسة، وبالجامعة، وبما يسمونه "المستقبل"؛ من أجل المحافظة على الحجاب، ولك -أختي المسلمة- أن تتصوري أيضاً، كم من ألف طالبة تتمنى أن تتحجب لكنها لا تضحي بالدراسة فتذهب إلى الجامعة غير محجبة، مكرهة، وهي تتمنى أن يتاح لها الفرصة لأن تتحجب.
لا شك أن هذا يعد، لا أقول بعشرات الألوف، بل بمئات الألوف من الطالبات، ومعنى ذلك أن الجامعات في تركيا سوف تشهد توجهاً كبيراً نحو التزام الحجاب، وهذا ما جعل العلمانيين في تركيا يسخطون، ويمتعضون، ويقومون بالمظاهرات احتجاجاً على الإذن بالحجاب، وبعضهم أضرب عن التدريس ودخول الفصول.
ولعل مما يفرح المؤمن أن مجموعة من العلمانيين في تركيا في ذلك اليوم ذهبوا إلى قبر أتاتورك زعيمهم اليهودي الهالك، ووضعوا أمام قبره الورود والزهور، والرياحين، وقالوا كلمات معناها: يا أتاتورك، لقد تنكر المجتمع التركي لمبادئك العلمانية الكافرة. إن المجتمع التركي يشهد عوداً إلى الدين.
إن من الغريب أنه في الوقت الذي نجد الجامعات المصرية تمتلئ بالطالبات المحجبات، وأصبح الحجاب أمراً عادياً، بل من العجيب، والغريب أنه في الوقت الذي وجدنا الفتيات المؤمنات، حتى في بلاد الغرب يلتزمن الحجاب؛ أن نجد من يطالب بخلعه هنا.
فأقول: من نعمة الله عز وجل أن دعاة تغريب المرأة، وتخريبها، وانحلالها في هذا البلاد ما استطاعوا أن يجهروا بهذه النعرة الجاهلية، ويصرخوا بهذا الفحيح الذي هو فحيح الأفاعي إلا بعد أن بدأ العالم يشهد عوداً حميداً إلى الإسلام.
الهم الأكبر هو أن يعرف كل فرد منا -رجلاً أو امرأة- ما هو الدور الذي يجب أن يؤديه، هل دوركن أيتها الفتيات يقتصر على مجرد ردة فعل من تصرف أهوج بإرسال برقية، أو اتصال هاتفي؟ أو إعراب عن الامتعاض، والغضب، والسخط، بوسيلة معينة؟ هذا مطلوب لا شك، ولا اعتراض عليه، وهو أقل الواجب!
لكن! هل دورنا يتوقف عند مجرد ردة فعل؟ أقول: كلا، وألف كلا. إن دوركن أيتها الفتيات أكبر من ذلك.. دوركن يتمثل في عدة أمور:
تعبر عنه عن ذلك الكبير الشامل بالحجاب الشرعي.. الحجاب الشرعي الحقيقي، وليس الحجاب التقليدي، وليس الحجاب الوراثي الذي تظهر فيه الفتاة، وكأنها ملزمة بتغطية وجهها مثلاً، فتغطي رقعة وجهها، وتظهر عينيها وذقنها، ونحرها، أو تظهر رقبتها، أو عنقها، أو كفيها، أو تظهر شيئاً من ذراعيها، وتتبرج، وتتعطر، فيقول الناس هذا حجاب إنما ألزمت به إلزاماً، وليس حجاباً ينبع من إيمانها ويقينها ودينها.
إذاً نحن نطلب منك أيتها الأخت الكريمة أولاً: أن تعبري للناس كلهم بالفعل لا بالقول، على أنك ملتزمة بالحجاب الشرعي الكامل، من منطلق إيمانك بهذا الدين، لا من منطلق أنه أمر يفرضه عليك المجتمع، حتى تقولي لكل من رأى هذا أن يقول: والله لا أعتقد أنه يمكن بحال من الأحوال، أن مجتمعاً هذا وضع نسائه، يمكن أن يتقبل مثل هذه الدعوات الداعية إلى التغريب، والتخريب، والتحرر. هذا أمر مهم جداً، ولست أعني به فقط الحجاب! أعني به أن تكوني بكل تصرفاتك نموذجاً لما يدعوا إليه الإسلام بكل شيء، فالخلوة والاختلاط بالرجال أو كثرة الحديث معهم بغير حاجة، أو كثرة الخروج إلى الأسواق، إلى غير ذلك من الأشياء التي نريد من الفتاة المسلمة أن تقول لنا فيها كلمتها، لا بلسانها فقط بل بفعلها! تعبر عن أن هذا المجتمع أصيل، وفتيات هذا المجتمع أصيلات، ولا يمكن أن تنطلي عليهن ألاعيب الشرق أو الغرب.
هذا مهم جداً عندنا! وكم سرني وأثلج صدري حين حدثني بعض الشباب: أن بعض هؤلاء النسوة اللآتي قمن بذلك العمل الشائن دخلت يوماً ما على طالباتها قبل المظاهرة بأيام في الجامعة، فأجرت لهن استفتاءً.. كم واحدة منكن ترغب قيادة السيارة؟ فلم تجد منهن إلا طالبتين فقط يوافقنها على هذا الكلام، ولا شك أن هاتين الطالبتين ربما وافقنها بسبب تأثيرها عليهن، أو مجاملة لها؛ فكانت تقول: يا خسارة لا يوجد إلا اثنتين.
إذاً: المجتمع يعبر عن رفضه وسخطه لمثل هذه الدعوات المشبوهة الموءودة في مهدها، من خلال سلوك عملي تمارسه الفتاة المسلمة في كل ميدان، وفي كل مجال، هذا نريده منك أولاً؛ لأن هذا أبلغ من كل تعبير.. والله إن خروج امرأة متحجبة حجاباً كاملاً، أبلغ أحياناً من عشرات المحاضرات عن حجاب المرأة، ووجوب الحجاب وغير ذلك.
إذاً: نريد منك أولاً: أن تكوني أنت تعبيراً عملياً صادقاً عن تعاليم الإسلام، بدلاً من أن نتكلم كلاماً كثيراً، نريد امرأة عندما تظهر أمام زميلاتها، أو حتى تظهر في المجتمع لحاجتها، يعلم الناس أن وضع المرأة المسلمة وضع جيد، ويبشر بخير كثير.
إذاً: نريد للمرأة المتدينة، نريد للفتاة المسلمة حضوراً، ووجوداً حقيقياً، نريد المشاركة لماذا؟ لأنه ليس صحيحاً أبداً أن يكون دورنا هو الشكاوى والامتعاض وردود الفعل.. فإذا حصل في المكان الفلاني مشكلة، أو منكر؛ كتبنا برقية، كتبنا أخباراً، كتبنا كذا، بلغنا، لكن عجزنا؛ لأن المنكرات يمكن أن تكثر، وستكثر وتكثر، وهذا لا شك فيه؛ لأن من خطط العدو: أن يغرقنا بكم هائل من المنكرات، تمطر علينا من كل مكان، يظن بذلك أنه سوف يحبط جهودنا، ويجعلنا في حيرة من أمرنا؛ لأننا لا ندري بماذا نبدأ؟ ويكون أمرنا كما قيل:
فلو كان سهماً واحداً لاتقيته ولكنه سهم وثان وثالث |
فهل صحيح يا أختي المؤمنة: أن يكون دورك ودورنا جميعاًُ فقط: أنه إذا حصل منكر ننكره.. وإذا حصلت مشكلة نعالجها، ونشتكي أنه في المكان الفلاني يوجد كذا، وفي المكان الفلاني يوجد كذا، وفي المدرسة الفلانية امرأة تنادي بنـزع الحجاب، وفي الجامعة الفلانية امرأة تنادي بقيادة السيارة، وفي الموقع الفلاني امرأة تسعى إلى جر البنات إلى الرذيلة والفساد -مثلاً- هل صحيح أن يكون دورنا هو الشكاوي فقط؟! وإعلان رفضنا لمنكرات معينة؟! لا أبداً، ينبغي أن يكون دورنا إيجابياً وبناءً، يتمثل بأن ننـزل إلى الميدان، فتنـزلين للميدان، أعني: أن يكون عند الفتيات هم المشاركة في الحياة الاجتماعية النسائية؛ من خلال التدريس، ومن خلال التوجيه، ومن خلال الإدارة، ومن خلال الدعوة إلى الله عز وجل ومن خلال المشاركة في الأعمال الخيرية، وفي دورات تحفيظ القرآن الكريم مثلاً، ومحاضرات خاصة للنساء، ومشاركات واجتماعات للنساء، ونشاط في أوساط المرأة بكل صعيد، كنشر الكتاب، ونشر الشريط، والدعوة إلى الأعمال الخيرية، والتأثير في النساء، وإرسال النصائح عبر الهاتف، أو عبر الرسائل، أو عبر المحادثة الفردية.
المهم: نريد مجموعة كبيرة من الفتيات يكون هم الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هماً مسيطراً عليهن يقعدهن ويقيمهن، ولا يحول دونهن ودون هذا الهم شيء.. -فمثلاً-: لا يحول الزواج دون هذا الهم، فإننا نجد أن من الفتيات في مجتمعنا من تكون قبل الزواج شعلة متحركة من النشاط لله؛ لكن إذا تزوجت خمدت وانتهي دورها، وهذه مشكلة؛ لأن الزواج أمر طبيعي بالنسبة للمرأة، فهل كل من تزوجت قعدت عن العمل والمشاركة؟! لا.
نجد نماذج في المجتمع الآن، حتى بعد أن تزوجت، وأصبح لها أولاد، لا تزال تؤدي دورها على أكمل وجه، سواء من خلال موقعها الرسمي، كمدرسة في مدرسة مثلاً، أو معيدة، أو محاضرة في جامعة، أو دكتورة، أو حتى من خلال الأعمال الخيرية، كنشاط جمعيات البر، أو جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، أو غيرها من المجالات، أم من خلال جهودها الشخصية، وصلاتها الشخصية بالنساء.. بالقريبات، وبالبعيدات، وبصديقاتها إلى غير ذلك من المجالات.
إذاً: نحن ننتظر منك -أيتها الأخت المؤمنة- أن تنـزلي إلى الميدان وتمارسي دوراً فعالاً، ليس الدور الذي ينتظر حصول منكر حتى ينكره، أو حصول فساد حتى يغيره، كلا! بل الدور الذي يقوم ابتداءً بالدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإصلاح، وتربية النساء على الخير، والإيمان، والفضيلة، وتحذيرهن من الفساد قبل أن يوجد الفساد، وقبل أن تصل إليهن أصوات المفسدين، هذا أمر نحتاجه بشكل كبير، وهو من أهم الأشياء التي تنتظرها.
المحور الأول: أن تكون الفتاة معبرة بسلوكها الشخصي عن التزامها الكامل بتعاليم الإسلام، ورفضها الكامل لكل دعوات التغريب، والتخريب.
المحور الثاني: أن تنـزل الفتاة المسلمة إلى الميدان، ولا تهرب من الواقع، ولا تقول: المدرسة الفلانية فيها كذا، والمكان الفلاني فيه كذا، والحفل الفلاني فيه كذا، ثم تهرب، لا،الهروب لا يصلح، إنما تأتي وتشارك، وتعمل على الإصلاح والتغيير بقدر ما تستطيع، فإذا استطاعت أن تزيل المنكر؛ تزيله، فإذا لم تستطع؛ تزيل بعضه وتخفف منه، وإذا استطاعت أن تأتي بالمعروف كله الذي يحتاج إليه؛ أتت به، وإذا لم تستطع؛ تأت بما يمكن منه، و{سددوا وقاربوا}.
المهم أن تنـزل للميدان، وتكون فعالة.. إيجابية.. بناءة.. مصلحة.. فنحن نحتاج -والقضية مهمة جداً- إلى فتيات يرفعن الراية وتقول كل واحدة منهن: أنا لها.. أنا لها؛ لأنك إذا رفعت راية الدعوة؛ سوف تجدين كثيراً من الفتيات يتجمعن حولك، ويقمن بمثل ما تقومين به، ويشاركن معك، ويعرضن خدماتهن عليك، وهذا خير كثير لا شك.
الأمر الثالث: هو مقاومة المنكرات والفساد، والتيارات الداعية إلى الرذيلة، ومواجهة دعاة الفساد في مجتمعنا.
هذا وأسأل الله عز وجل أن يحفظ المسلمين -رجالاً ونساء- من كيد أعدائهم الظاهرين والمعلنين، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74].
الجواب: في الواقع هناك عوامل كثيرة، تكلمت عن جزء منها في محاضرة:
لأن البنات إذا رأين فتاة رافعة الرأس، قوية، معتزة، لا تخجل منهن لأنها متمسكة؛ بدأن يعدن النظر في حساباتهن، ويحاولن تقليدها.. لكن إذا كانت فتاة خجولة، تستحيي من تدينها، وتستحي من تمسكها بدينها، ويمكن أن تعتذر أحياناً بل أحياناً، يمكن أن تجامل وتدعي أنها تعمل أشياء لا تعملها، لمجرد مجاملة الفتيات المنحرفات من حولها، فهذه ليست موضع قدوة، بل على العكس! قد تزيد المنحرفات انحرافاً، وتغريهن بالانحراف.
إذاً: نحن نحتاج إلى فتاة تمسكها بالإسلام ليس عن طريق: أنها ورثت الإسلام عن أمها وجدتها، إنما لأنها قرأت عن الإسلام، وعرفت ما هو الإسلام؟ وأدركت فضل الإسلام على الرجل والمرأة في الدنيا والآخرة، وأدركت واقع الغرب وما يعانيه من انحراف، وما يريد أن يجرنا إليه عملاء الغرب من فساد، وتعاسة، وشقاء، وميل عظيم في الدنيا والآخرة، فتمسكت بدينها عن علم ووعي وبصيرة؛ وعلم بالدين نفسه، وعلم بما يعارضه ويخالفه.
الجواب: لا شك أن المرأة أولاً: تحتاج إلى غيرها، ومن الصعب أن تربي نفسها بنفسها، فالإنسان محتاج إلى غيره، وإنما تربي نفسها من خلال:
أولاً: صلتها بأخواتها المتدينات، المؤمنات اللاتي يكن عوناً لها على طاعة الله عز وجل؛ بالوعظ، والتذكير، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، من خلال الدروس، والمحاضرات، والجلسات الأخوية، ودروس تحفيظ القرآن وما شابه ذلك من النشاط الخيري.
الأمر الثاني: أن هناك -ولله الحمد- وسائل كثيرة، أصبح بالإمكان أن تفيد المرأة كثيراً، مثلاً: الكتيبات ففيما يتعلق بالمرأة هناك كتيبات كثيرة جداً، ورسائل صغيرة مفيدة، مثلاً: كتاب الأستاذ محمد قطب حركة تحرير المرأة وكتاب الأستاذ الدكتور: ناصر العمر فتياتنا بين التغريب والعفاف، -كتيبات كثيرة جداً- وكتاب التبرج لـنعمت صدقي، كذلك رسائل منهاإليك أختي المسلمة للأستاذ عبد العزيز المقبل، إلى غير ذلك من الكتيبات، والرسائل الصغيرة، المفيدة التي يمكن للأخت أن تقرأها، وتقرئها غيرها أيضا.
الوسيلة الثانية -غير الكتاب-: مسألة الشريط، وهو ممكن جداً حتى لغير المتعلمة، وحتى للمشغولة.. تسمع الشريط وهي تعمل في المنـزل -مثلاً- أو وهي بأي حالة من الأحوال.. والأشرطة التي تعالج وضع المرأة المسلمة كثيرة وكثيرة جداً، وبعض محلات التسجيل قد أصدرت قائمة، أو كشف بأسماء الأشرطة المتعلقة بالمرأة، والأسرة المسلمة.
فضلاً عن أن المرأة المسلمة، تجاهد نفسها في عبادة ربها، وفي قيام الليل، وفي قراءة القرآن، وفي طاعة الله عز وجل، وفي كثرة الذكر، والتسبيح، والتهليل، والتحميد إلى غير ذلك.
الجواب: نعم يتعين على المرأة المسلمة طلب العلم الذي تحتاج إليه في ذات نفسها، أي أن المرأة لابد أن تعرف العلم الذي يخصها؛ لابد أن تتعلمه؛ لكن لا يتعين على كل امرأة أن تتعلم تفاصيل العلم الذي لا تحتاج إليه؛ إنما نحتاج إلى فئة من النساء يندبن أنفسهن لتعلم العلم الشرعي، إضافة إلى ما يحتجن إليه، بل ما تحتاجه الأخريات، حتى يكن نبراساً يهتدي به الآخرون.
الجواب: أولاً: لابد أن تقوم بجهد مضاد -كما ذكرت أثناء الكلمة- بالدعوة إلى الخير والفضيلة.
ثانياً: تقوم بواجب النصيحة لهؤلاء النساء سواء للداعيات أو للمدعوات.
ثالثاً: إذا لم تمتثل هؤلاء النساء؛ ينبغي فضحهن والإبلاغ عنهن، وعما يقمن به، ومحاولة إيجاد وثائق تدل على هذا الجهد الذي قمن به، حتى يتم إيقافهن.
الجواب: أرى أن التسجيل في هذه المعاهد ليس بجيد، وأنصح الفتيات بالبعد عنها؛ وذلك لأننا نعرف ما هو التمريض في مستشفياتنا، نعرف الاختلاط، نعرف التبرج فيه، نعرف التطيب، ويصعب على الفتاة المؤمنة أن تلتزم بالالتزامات الشرعية في مثل تلك البيئات، وقد اتصل بي كثير من الفتيات من تلك المعاهد، أو من المتخرجات، يذكرن أشياء كثيرة مما يعانيها من يعمل في مثل هذه المجالات.
الجواب: أما إن كانت في مجتمع نسائي -مجموعة من النساء- فليس في الأمر لزوم أن تغطي رأسها، أو لا تغطية؛ أما بالنسبة للمجتمعات الرجالية فلا شك أن الأمر معروف.. أن المرأة تغطي شعر رأسها، وتغطي بدنها كله. وأما فيما يتعلق بالصلاة: لا شك أن العلماء مجمعون على وجوب تغطية المرأة شعر رأسها إذا كانت في الصلاة.
الجواب: ليس في ذلك من حرج، ما دام أن خروجها لحاجة، كزيارة مريض، وليس في ذلك فتنة ولا تبرج، ومثله إذا كان ذلك لصلة رحم.
الجواب: أما حديث يدل على لبس الشراب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القفازين} فدل على أن لبس القفازين كان معروفاً في أوساط النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنعت منه المرأة المحرمة خاصة، وأما كون المرأة تقصر ثوبها، وعباءتها فلا شك أن هذا محرم من وجهين:
أولاً: يترتب عليه ظهور القدمين، وبعض الساقين (خاصةً إذا مشاق).
الأمر الثاني: أنه من التشبه بالرجال، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الرجال بالتشمير، وأن يرفعوا أثوابهم فوق الكعبين، ونهى عن الإسبال فقالت أم سلمة: { يا رسول فالنساء -النساء ما حكمهن- قال: يرخين شبراً -يعني من الكعب ترخى المرأة شبراً- قالت يا رسول الله: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: يرخين ذراعاً، ولا يزدن على ذلك}.
الجواب: -على كل حال- موضوع الحلي الذي يستخدم، فيه خلاف طويل كبير بين أهل العلم: فالأئمة الثلاثة على أنه لا زكاة فيه، والإمام أبو حنيفة يذهب إلى وجوب الزكاة فيه، والمسألة خلافية، والعلماء فيها مختلفون قديماً وحديثاً؛ وزكاته أحوط، أما متى تزكيه؟ فتزكيه إذا بلغ النصاب، ونصاب الذهب إحدى عشر وثلاثة أسباع الجنيه، وهذا يمكن معرفته من خلال قياس الذهب ووزنه، وأنا لا أعرف قيمة الذهب بالريال السعودي.
رجاءً الإجابة على الأسئلة التالية: ما حكم دفع أموال طائلة لأولئك النساء؟
الجواب: إن كان دفع المال دفعاً فيه إسراف، وتبذير، ومبالغة، فإنه محرم، فالإسراف بكل صورة محرم، والتبذير محرم قال الله عز وجل: كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31] وقال: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرا [الإسراء:26] إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء:27].
السؤال: إذا كان الغناء ماجن؟
الجواب: إذا كان الغناء ماجناً، فإنه يحرم النطق به، ويحرم سماعه، ويحرم إعطاء المال أيضاً لمن ينطق بهذا الغناء الماجن فكل أغنية لها ضربات خاصة بها، والراقصة تؤدي حركات في جسمها تناسب تلك الضربات.
السؤال: إذا كان الضرب بدون غناء، ولكن أولئك النساء يرددن الأغاني الماجنة؟
الجواب: إذا كان الضرب على الدف فقط، وبدون غناء، أو بغناء ليس فيه مجون، وإنما هو غناء عادي، وبعيداً عن سماع الرجال أصوات النساء، وفي مناسبته؛ فإن هذا جائز.
الجواب: خروج المرأة متعطرة لا يحتاج أن أفتي فيه، فقد أفتي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والنسائي وغيرهما، عن أبي هريرة رضى الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: {أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت، فمرت على رجال ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا، قال: زانية} فهذا زنا، أو نوع من الزنا، {العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش أو اللمس، والفم يزني وزناه الكلام أو القبلة، والقلب يتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه}.
إذاً: خروج المرأة من بيتها متطيبة متعطرة يعتبر نوعاً من المقدمات الممهدات للزنا، لأن المرأة حينئذ تفتن نفسها، وتفتن غيرها بذلك. فلا يجوز للمرأة إذا تطيبت، ومست طيباً أن تخرج، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تشهد معنا العشاء} أي: لا تخرج بالليل للصلاة ما دامت قد تبخرت وتطيبت.. فما بالك أختي الكريمة: إذا كانت تمر بالرجال، وخرجت لغير الصلاة، وربما أصابت طيباً غير البخور، ربما يكون -أحياناً- من العطور الفرنسية النفاثة التي تشم على مسافة أمتار، وربما على مسافات بعيدة.
فهاهنا يطمع الذي في قلبه مرض، فتكونين وقعت في الفتنة، ودعوت غيرك إلى الوقوع فيها، فليس صحيح أن الإنسان يبني قصراً، ويهدم مصراً.. فقد تخرج المرأة المسلمة للصلاة مثلاً، أو تخرج لمحاضرة، أو تخرج لدرس تريد الخير، ولكنها كسبت من الآثام، والذنوب، وتسببت في إثم غيرها، فلا ترجع بالكفاف، ولا ترجع بالسلامة.
الجواب: القضية: ليست مشكلة تعليم البنت وإلى أي حد، الآن ينبغي أن نركز على قضية التربية.. اجعلي -وكذلك بالنسبة للرجال- يجعلون البنات يدرسن في المدارس؛ لا مانع، ولا مانع أن تدرس إلى الدراسات العليا؛ لكن المهم هو التربية.. لا تتركين البنت فقط في المدرسة فيجب على الأب والأم أن يتعاونوا في التربية، وأن يكون البيت محضناً، فإذا كانت المدرسة تأتي بخير نضيف في البيت خيراً آخر لما جاءت به المدرسة، وإذا كانت البنت قد تتعلم في المدرسة -أحياناً- أشياء ليست بجيدة، فإننا نمسح في البيت هذه الأشياء الرذيلة، ونبدلها بأشياء حسنة، ونجعل عند البنت معرفة، وتمييز، نميز به الخير من الشر، والنافع من الضار.
إذاً: الدراسة مهما كان الأمر ولو منعت أنت بناتك لم يمنعهن غيرك، فالأمر المهم: هو أن نعمل على أن نجعل من بيوتنا محاضن لتربية البنات، وإذا صلحت البنت، واستقامت، واهتدت؛ حينئذٍ لا مانع أن تدرس ابتدائي، ومتوسط، وثانوي، وجامعي؛ بل نحن بحاجة إلى دراسات عليا، نحن بحاجة إلى من يحملن دراسات عليا، وشهادات عليا، ويكن متمكنات من العلم الشرعي الصحيح، متدينات، قانتات، تائبات، عابدات، خاشعات، متصدقات، مؤمنات، داعيات إلى الله عز وجل.
هل صحيح أننا نوافق على أن تكون المدرسات في الجامعات من المنحرفات؟! هل نقبل بذلك؟! هل نرضى به؟! لا، إذاً: هل ستغلق هذه الجامعات، لا. إذاً: لابد أن يكون في همنا أن يوجد من بناتنا المتدينات المؤمنات؛ نساءٌ يدرسن أرقى الدراسات، وأدق التخصصات التي يحتاج إليها، ويكن مع ذلك نموذجاً مشرفاً للفتيات المؤمنات المتدينات، نريد أن نقول للناس: ليس صحيحاً ما تدعونه: من أن هذه الأمور وقف على نوعية معينة من النساء، لا، أبداً! الفتاة المؤمنة أثبتت أنها تستطيع أن تدرس أرقى التخصصات، وأدقها، ومع ذلك تظل ملتزمة بتدينها، وحجابها، وإسلامها، وعفافها، وخلقها.
الجواب: لا ينبغي لبسها، بل ينبغي إما إتلاف الصورة، وإما إتلاف الثوب كله.
الجواب: الصغر مراحل، فإذا كانت طفلة صغيرة؛ فالأمر يسير؛ لكن إن كانت الفتاة قد شبت عن الطوق -أحياناً- فقد تكون الفتاة عمرها فمان أو تسع أو عشر سنوات، وخاصة إذا كان شبابها قوياً؛ تصبح كأنها امرأة. فينبغي تعويد الفتيات على لبس الملابس الفضفاضة، الملابس الكافية.. وكم هو جميل ومفرح أن تري أحياناً طفلة صغيرة، وقد لبست ثوباً يغطي بدنها كله، ويغطي ذراعيها، ويغطي ساقيها، ويغطي جميع بدنها! وهذا تعبير عن أن المجتمع المسلم -كما قلت قبل قليل- يصر على أنه لا يرضى بغير الإسلام بديلاً.
الجواب: أسباب الخشوع في الصلاة كثيرة منها:
أولاً: تنقية القلب، لأن القلب الذي تصلين به إذا كان مشغولاً بالحياة، بأشياء كثيرة وهموم كبيرة، بدأت هذه الهموم تهجم عليك أثناء الصلاة، بل تجد الفرصة المناسبة وقت الصلاة.. فلابد أن تنقي القلب من الهموم، وتجعلي الهم هماً واحداً، ولذلك بعض الصالحين قد ينشغل في صلاته، لكن بماذا ينشغل؟! ينشغل بما هو خير، ينشغل بهم المسلمين، وهم الإسلام، وإنكار المنكر، والأمر بالمعروف، والتفكير في مشاكل الأمة، وهذا خير لا بأس به.
ولذلك عمر -رضى الله عنه- كان يقول: [[والله إني لأجهز الجيوش وأنا في الصلاة]] والرسول صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام صلى العصر، فلما سلم قام مسرعاً ودخل بيته حتى فزع الناس! فلما رجع قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: {ذكرت شيئاً من تبر كان عندنا} يعني: تذكر شيئاً من الذهب كان موجوداً في البيت، فقام وأمر بلالاً أن يفرقه في المحتاجين.
إذاً: كون الإنسان يفكر في صلاته أحيانا بهموم المسلمين، وأمور الأمة، ومشاكل الأمة، وأحزان الأمة، هذا قد يكون أحياناً أمراً طبيعياً، لكن المشكلة أن تفكر في صلاتك بأمور دنيوية، أو مشاكل عادية، وقضايا لا قيمة لها ولا أهمية! هذا غبن كبير وخسارة لا تعوض.
إذاً: أولاً: طهري قلبك، واملئي قلبك بهموم الإسلام.. بحب الله ورسوله.. بالإقبال على الله وعلى الدين؛ بحيث يكون هذا همك، وأنت في الصلاة، ولذلك لاحظ الفرق: الآن بعض المؤمنين يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: {سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. -وذكر- رجل قلبه معلق بالمساجد} يعني: همه الصلاة، تجدين أنه يبيع ويشتري، وفكره في المسجد: وكذلك المرأة: قد تكون تدرس، تُعْلِّم، تتكلم، تشتغل في بيتها، وفي منـزلها: ومع ذلك قلبها مشغول بقضايا الدين والآخرة، والخير، لماذا؟! لأن القلب قد أقبل، فحتى حين تشتغل الأبدان بالأمور الدنيوية يكون القلب مشغولاً بالأمور الأخروية.
والمصيبة أن كثيراً منا -الآن- على العكس من ذلك؛ حتى حين يشتغل البدن بالأمور الدينية مثل الصلاة، يكون القلب مشغولاً بالأمور الدنيوية.. مثل قضايا زوجية، أو قضايا منـزلية، أو قضايا ملابس، أو أشياء، أو مشاكل لا علاقة لها بالدين، وليست من أمر الآخرة. فالمطلوب هو العكس هذا أولاً.
الأمر الثاني: هو أن تعمل الأخت على إزالة كل الأسباب التي تصرفها عن الخشوع.. مثلاً: لا تصلي وهي في حالة انشغال، أو ارتباك تزيل المشاغل قبل أن تصلى، لا تصلى وفي قبلتها شيء يصرفها أو يلهيها.. لا تصلى وهي تسمع أصواتاً تزعجها وتلهيها عن صلاتها، ولذلك نهى الرسول عليه الصلاة السلام عن أن يصلى الإنسان -مثلاً- وهو بحضرة طعام؛ لأنه يكون مشتاقاً إلى الطعام فلا يقبل على الصلاة.. ولا وهو يدافعه الأخبثان -أي: يريد أن يقضي حاجته- لأنه حينئذ لا يقبل على الصلاة -أيضاً- كما يجب وكما هو مطلوب، ومثل ذلك إذا كان الإنسان بحضرة أناس يتحدثون، أو كان في قبلته أشياء تلهيه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {اذهبوا بانبجانيتي هذه إلى
لكن ينبغي أن تعلمي: أنه لابد أن تقطعي شجرة الغفلة عن الله من قلبك يضرب بعض العلماء مثالاً يقول: لو كان هناك شجرة مغروسة، وهذه الشجرة فيها عصافير كثيرة جداً وطيور، ورجل تحت الشجرة نائم -فهذا رجل أراد أن ينام- لكن أصوات العصافير؛ وصياحها جعله لا يستطيع أن ينام، قام هذا الرجل، وأخذ حجراً وضرب به هذه العصافير فطارت وتفرقت في كل مكان، فرجع ووضع رأسه لينام؛ فلما بدأ النوم يداعب عينيه؛ بدأت العصافير ترجع، ترجع، ترجع حتى كثرت، ثم بدأت تصيح حتى لم يستطع أن ينام.
هذا بالضبط الذي نعمله نحن -أحياناً- في مدافعة الهواجس والوساوس ونحن نصلي.. شجرة الغفلة موجودة، فالشيطان يتسلل إلى قلوبنا، قد ندفع الشيطان، ثم يعود، ندفعه ثم يعود، لكن ولو قطعنا هذه الشجرة، لو أن هذا الرجل النائم قام وقطع هذه الشجرة؛ لأراح واستراح، ولما وجدت العصافير شيئاً تأوي إليه.. كذلك أنت! لو قطعت شجرة الغفلة عن الله، والانشغال بالدنيا من قلبك لم وجد الشيطان في قلبك مكاناً يأوي إليه.
كيف توفق المرأة بين عملها في مجال التعليم، وبين بيتها بشرط الاستغناء عن الخادمات؟
الجواب: تستطيع المرأة أن توفق بين عملها في التعليم وبين بيتها وبين دعوتها إلى الله عز وجل بأمور منها:
حفظ الوقت: فإن الوقت فيه بركة كثيرة لو حفظناه بشكل جيد، ووضعنا برنامجاً دقيقاً للوقت.. وحتى نكون واقعيين يمكن لكل واحدة أن تأتي بورقة وقلم، وتكتب: كم من الوقت في اليوم والليلة تستطيع الحفاظ عليه، وكم يضيع منه؟ ستجدين -أختي المؤمنة- أن جزءاً كبيراً جداً من الوقت يضيع دون طائل، ودون جدوى؛ يضيع في جلسات فارغة.. يضيع في نوم طويل لا فائدة منه.. يضيع في أشياء من الكماليات التي أغرقنا فيها، واستغرقنا فيها، واستهلكنا فيها وقتنا وجهدنا وطاقتنا.
فلو أن المرأة حسبت.. كم تجلس أمام المرآة؟! -أحيانا- قد تجلس ساعات في اليوم، للتسريح! والتجميل! والمكياج! إلى غير ذلك! أنا لا أدعو إلى ترك التجميل، فهذا أمر فطري مطلوب خاصة للزوج، والزوج يريده، ويطالب به، ومن حقه ذلك، لكن الاقتصاد والاعتدال في كل شيء مطلوب.
كم من الوقت نقضيه في النوم الذي لا فائدة منه؟! كم من الوقت نقضيه في جلسات لا جدوى من ورائها؟! إذاً: نستطيع أن نعمل الشيء الكثير من خلال حفظ الوقت، وهذه ليست معجزات!! أمامنا شواهد عملية رجال ونساء أوقاتهم مملوءة، وحافلة بأشياء جليلة، وعندهم من المشاغل مثلما عند الواحد منا عشر مرات، ومع ذلك تجدين عندهم أوقات فراغ، لماذا؟! لأن الوقت محفوظ عندهم. لكن كون الإنسان ينام في الصباح -أحياناً- في أيام الخميس والجمعة حتى الساعة العاشرة، ويقول: ليس عندي فراغ، كيف يكون هذا؟! أو يجلس في جلسة ساعتين، أو ثلاث ساعات عندما ينتهي.. ما فائدة هذه الجلسة؟! وما هو الجدوى منها؟! وما هي الفائدة منها؟ يقول: أبداً والله! تسلية وقضاء وقت فقط. هذا ليس بصحيح!!
الجواب: التثاؤب من الشيطان، كما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام، في الحديث المتفق عليه {التثاؤب من الشيطان} لكن لم يرد أن النبي عليه الصلاة والسلام أرشد إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب.
الجواب: لا أدري كيف يكون الاستهزاء؟! فإن كان الاستهزاء بهؤلاء النسوة، فهن فعلاً مثار سخرية؛ ولكن ينبغي أن ندرك أن الأمر جد، وأنه خطير، وأن وراء الأكمة ما وراءها.
الجواب: إذا كان الذهاب سفراً، مما يعد سفراً في عرف الناس؛ فلا يجوز؛ لأن المرأة لا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، إما إذا كان الذهاب إلى مكان قريب لا يعد سفراً في عرف الناس، وليس هناك خلوة، كالذهاب داخل المدينة مثلاً، فلا حرج في ذلك.
الجواب: هناك حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: {أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه!} وهذا الحديث صححه بعض أهل العلم، وضعفه آخرون، والذي أراه أنه لا يجب الحجاب من الرجل الأعمى، ما دام أنه لا يرى مطلقاً؛ لأن المرأة ولو تحجبت، فإنها ترى الرجل الأعمى، ولو تحجبت؛ فإنه يجوز لها أن تلبس النقاب عند الحاجة إليه، ومنه ترى ما أمامها، وقد ثبت أن عائشة رضى الله عنها كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد.
المهم أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر بشهوة، بمعنى أنها تحدد النظر في وجوه الناس، وتميز بينهم هذا حسن الخلقة، وهذا غير حسن، وهذا، كذا، وهذا كذا، فهذا مدعاة للفتنة -ولا شك- أنه لا يجوز.
الجواب: أولاً: بالنسبة لي أنا لم أظهر في التلفزيون مطلقاً -والحمد لله- ولم يسبق لي أن شاركت في برنامج أقدمه بنفسي، فلعل الأخت واهمة، أو التبس عندها الأمر بغيري. هذه واحدة.
الثانية: أنه حتى لو فرض أن أحد الدعاة يشارك في التلفزيون، ويأمرنا بإخراجه هل يكون مخطئاً؟ لا، ليس بالضرورة أن يكون مخطئاً، لأنه يقول: أنا أخرج التلفزيون، فأخرج مجموعة من الناس عندنا التلفزيون، ووافقوا على هذا الطلب، بقي مجموعة من الناس لم يخرجوه، أصروا على إبقائه، هل نتركهم لهذه البرامج السيئة؟ هل نتركهم للأغاني؟ وهم أكثر الناس خاصة في المناطق الأخرى.
لا يمنع أن ينتدب بعض الصالحين، ممن لا يرى حرجاً في ذلك أن يقدم بعض البرامج المفيدة؛ لملئ وقت فراغ الناس الذين أصروا على اقتناء هذا الجهاز، مع أنني أعلم أن عدداً من طلبة العلم والعلماء الذي يظهرون في التلفاز في برامج، أن بيوتهم تخلو من هذا الجهاز.
إذاً: لم يأمروا الناس بالبر ونسوا أنفسهم، أمروا الناس بالبر وفعلوه، لكنهم عملوا على سد الذريعة، وتقليل الشر بقدر المستطاع، على كل حال: أنا أنصح دائماً بتجنب التلفاز، وإخراجه من البيوت؛ لأن أكثره شر، والذي يدخله في بيته لا يستطيع أن يكون بواباً يمنع المواد الفاسدة، ويحافظ على أهله، وأولاده، وبناته من مشاهدته.
تنبيه: ورد كثير من الأسئلة الفقهية الخاصة بالنساء، وهذه الأسئلة يمكن تنبيه الأخوات على الاتصال بأهل العلم من المشايخ عند الحاجة! بمعنى: أنه ليس صحيحاً أن تتأخر المرأة عن السؤال بعد وقوع ما تحتاج إليه، بل إذا احتاجت ينبغي عليها أن تسأل حالاً، وتتصل بمن يكفيها ويشفيها ويفتيها فيما تريد. وما يتيسر من الإجابة عليه؛ نجيب عليه الآن.
الجواب: قص الشعر فيه كلام.. والأظهر عندي: أن قص الشعر للمرأة جائز بشروط:
الأول: ألا يكون فيه تشبه بالرجال، فبعض الفتيات تقص شعرها قصاً شديداً، تنهكه، حتى كأنه شعر ولد، وبعضهن يسمينها قصة ولادية؛ فهذا لا يجوز.
الأمر الثاني: ألا يكون فيه تشبه بالكافرات، فالقصات الغربية أياً كان اسمها مثلاً: قصة الكابريه، أو الأسد، أو الفرنسية، أو السنبلة، أو غيرها؛ كل هذه القصات مما لا يجوز؛ لأنها قصات مأخوذة عن الغرب.
الجواب: لا يجوز تصديقه؛ فالاتهام موجود، اتهم الأنبياء.. والرسل عليهم الصلاة والسلام، فأتباعهم يُتَهمون -أيضا- ولهم أعداء قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان:31] خاصة في هذا الوقت، وهناك جهود جبارة لمحاولة تشويه صورة العلماء وطلبة العلم، فيجب أن نكون مستيقظين وواعين لما يقال، وإذا سمعنا شيئاً أن نقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
الجواب: بالنسبة للمجاهدين -لا شك- تعلمن أيتها الأخوات مدى حاجتهم، خاصة في هذا البرد القارس، وهم يعيشون الآن ظروفا صعبة، ونحن أيضاً نعيش ظروفاً صعبة، فنحن نرجو الله عز وجل أن يدفع عنا العذاب، والبلاء، والنقمة بإعانتنا، ومساعدتنا لإخواننا المؤمنين المجاهدين، وهذا ليس تبرعاً في الواقع؛ بل هو واجب، وجزء من الواجب الذي يجب علينا أن نبذله.
لا أقل من أن تساعدي إخوانك المجاهدين بما تستطيعين: {تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره، -حتى قال صلى الله عليه وسلم-: ولو بشق تمرة} وفي حديث ابن عباس {أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى النساء، وحثهن على الصدقة حتى بدأت النساء يتصدقن قال عليه الصلاة والسلام: تصدقن ولو من حليكن} فبدأت النساء يأخذن قرطهن، وأشياءهن، ويضعنها في حجر بلال رضى الله عنه وأرضاه، فالأخوات ليس كثيراً أن تخرج الأخت شيئاً من حليها، أو مالها، وتخرجه في سبيل الله عز وجل قال الله تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].
فانفقي -أيتها الأخت الكريمة- مما تحبين، ولا تعتقدي أن هذا تبرع، اعتقدي أن هذا جزءٌ من الواجب الذي يجب عليك تجاه إخوانك المؤمنين، وقد يدفع الله عنك، وعن أمتك، وعن بلدك البلاء بمثل هذا العمل الطيب.
الجواب: ليس هذا بواجب؛ لكن ينبغي للمرأة أن تحفظ زوجها في أقاربه، بإكرامهم، والإحسان إليهم، ومودتهم، وإيصال الخير إليهم بقدر ما تستطيع.
الجواب: أما مال الزوج، فإنه يخرج بإذنه ورضاه؛ وأما الأم فلا شك أن الأم لها من الحقوق ما ليس لغيرها، لا لأم زوجها، ولا لخالة زوجها؛ لكن كما ذكرت تحرص المرأة على أن تحفظ زوجها في أقاربه، وهذا من أهم الوسائل في تحبيب المرأة إلى زوجها.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر