أما بعد:
أيها الأحباب الكرام الحاضرون والمستمعون: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ويجمعنا في مستقر رحمته وبجوارنا الأقصى وشهداء الأقصى يوم لا ظل إلا ظله، وأن يسقينا من يد الحبيب شربة لا نظمأ بعدها أبداً، وأتقدم بالشكر الجزيل -ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله- إلى رئيس جمعية الإصلاح، وإلى الحاضرين من منظمة فتح، ومن الإخوة الفلسطينيين ومن المسلمين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وأخص الذين لا يزالون يرفعون البندقية المسبحة في وجه يهود.
أيها الأحباب الكرام! استطاع العدو الخبيث أن يصرف وجوه الناس وأسماعهم وأبصارهم عن فلسطين والقدس، يوم أن قامت الثورة في إيران أعلن " عزرا وايزمن " قال: إننا سنستفيد منها عاجلاً أو آجلاً، فلما نشبت الحرب بين العراق وإيران قال: الآن نستطيع أن نستفيد منها، وصارت الأمة العربية والإسلامية التي كانت فلسطين تسبيحة على لسانها وأنشودة وورداً يومياً، وكم ارتقى من الزعماء على سلم فلسطين والأقصى على كراسي دامت أكثر من عشرين عاماً، وأصبحت أغنية الناس اليوم حرب الخليج ، ونسيت فلسطين تماماً، وإن كانت هناك قضية فهي قضية الشرق الأوسط، واستبدل الاسم المقدس للأرض المقدسة التي بارك الله فيها بقضية الشرق الأوسط وحرب لبنان، وهكذا لا تستطيع أن تسمع مُدافعاً يدافع عن مسرى ومهبط الأنبياء، بل أتوقع في المستقبل أن تصبح كلمة فلسطين أو الأقصى أو القدس عاراً يخاف العربي أن يتلفظ به كما كانوا يخافون أن ينتموا إلى الإسلام فيقال: رجعية .. تأخر .. تعصب.
ولكن إذا وصلت القضية إلى هذه الحال، هل هذه هي النهاية؟ لا. معاذ الله! البشرى في القرآن ثابتة، والقرآن كله ثوابت: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً [الإسراء:104]الآخرة هنا في هذه الآية ليست يوم القيامة، إنما هي الجولة الأخيرة التي كتبت في التوراة والإنجيل، وذكرت في القرآن أن شعب يهود سيؤتى به من جميع أقطار الأرض بعد أن قطع أمماً ليباد في أرض فلسطين ، واعترف بهذا حيي بن أخطب يوم أن فتح النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة وعرض عليه الإسلام لآخر مرة في السوق، ورقبته على الخندق، وأشراف قومه قد قطعت أعناقهم فشق جيبه من اليمين إلى الشمال وأتلف ثوبه حتى لا يرثه مسلم فينتفع منه كعادة يهود، ثم قال: اقطعوا عنقي، إنها ملحمة كتبت على بني إسرائيل.
يعلمون أنها ملحمة لكنها تنتظر الرجال الذين هم ستار قدر الله ليحققوا وعد الله: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء:7] اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يحقق وعدك وفي أعدائك وعيدك، وأن ترزقنا صلاة طيبة مباركة في الأقصى إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير برحمتك يا أرحم الراحمين!
الطريق إلى الأقصى طريق شائكة معقدة، ليست مفروشة بالورود إنما هي بالدماء، وقد سطر الشهداء والأبطال منذ أول يوم دار فيه القتال بين أهل فلسطين والإنجليز واليهود وإلى يومنا هذا؛ سطروا النور للأجيال المسلمة التي ستأتي بإذن الله عاجلاً أو آجلاً لتعلن صيحة .. الله أكبر! الله أكبر! على مئذنة الأقصى وفي محرابه.
وإن الأيدي العُزَّل، والأجساد الملتحمة التي تحيط بالأقصى الآن وبصخرته شهوراً وأياماً، وهم يعلمون أنهم سيحاربون بأقواتهم وتعليمهم ووظائفهم، وفي كل شيء حتى في الأعراض، الدماء مهدورة فالعدو لا يرحم كبيراً ولا صغيراً، ومع هذا أملهم بالله لا ينقطع، وبتحقيق هذا الوعد المبارك فالأمل بالله كبير، والذي انتزع القدس والأقصى من الصليب هو الله، والذي سينتزعه من التلمود هو الله، والله حي لا يموت، لهذا كان القرآن يؤكد هذه الحقيقة: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58].
توكل الناس كثيراً على كثير من الزعامات والشعارات والخطابات، وكثير وكثير .. ولكنها تساقطت؛ لأن أربابها ماتوا وبقي الله، وبقي كتاب الله، بقي الوكيل لا إله إلا هو نعم المولى ونعم النصير.
وقبل أن يموت ترك وصية، فإنه لم يوص بمال، ولا بكرسي ولا بجاه، وإنما قال: (لا يبقين دينان في جزيرة العرب) فظل الفلاحون اليهود في خيبر أذلة ينتهزون أي لحظة أو ثغرة تتجاوز هذا النص الشريف، وفي يوم جاء رجل مسلم معه فلاحون من القبط النصارى ومرَّ على حصون خيبر، وقالوا للنصارى الذين معه: ما تقولون؟ نعطيكم الأجرة ونعطيكم أكثر منها إذا قتلتم هذا الصحابي رافع بن مظهر ، فاتفق اليهود والأقباط وأعطوهم الخناجر المسمومة، وفي ظلام الليل مزقوه في الصحراء، ثم قبضوا الثمن وفروا، وأصبح الخبر عند عمر، وما أدراك ما عمر ؟ الذي استلم مفاتيح الأقصى بيده وعليه ثلاث عشرة رقعة في ثوبه، وكما يقول بعض المفسرين إن عمر هو الذي سبق الله ذكره في القرآن في قوله تعالى: كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الإسراء:7] أن الله أخبر أن عمر سيدخل الأقصى، وهذه المرة الأولى التي دخل بها الإسلام على يد عمر ، والمرة القادمة على يد أشبال وأسود لا إله إلا الله محمد رسول الله.
عمر بن الخطاب بلغته الجريمة التي كان يحذر منها القرآن: لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] قال عمر : نقضوا العهد والميثاق، فلا يبقين دينان في جزيرة العرب ، ثم أجلاهم عن بكرة أبيهم وطهر الجزيرة منهم.
أحبتي في الله! اسمعوا ماذا يقول الله عن هجرة الأنبياء إلى الداخل: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت:26] أي: آمن بإبراهيم الذي هاجر من العراق إلى فلسطين : وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [العنكبوت:26] تلاحظون التعقيب، آخر الآية ماذا قالت؟ العزيز، معناه: الغالب الذي لا يغلبه غالب، ما دخل هجرة نبي وحيد لم يؤمن به إلا ابنته فيكون التعقيب عزيز حكيم؟ هذه لفتة قرآنية أنه من أراد العزة والحكمة فليعمل في فلسطين وليقاتل وليهاجر وليطرد هؤلاء الخبثاء؛ فإن عزة الله وحكمته معه: إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [العنكبوت:26] يقول الله: وَنَجَّيْنَاهُ [الأنبياء:71] أي: إبراهيم: وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:71] الله أكبر! بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:71] انظر إلى شمول البركة وعمومها، قسماً بالله العظيم من أراد أن يحل قضايا العالم الإسلامي والعربي فلا يكون ذلك إلا بعد أن تحل قضية الأقصى وفلسطين، وإلا فلا ولن تنحل أبداً، عقدة كل المشاكل الأقصى وفلسطين ، والقرآن على ذلك يشهد، ثم ليفعلوا ما يفعلون وليعقدوا ما يعقدون، فالله سبحانه وتعالى بين، ورسوله بين، والأحاديث التي سأذكرها الآن أثبتت هذه الحقيقة.
وقال في هجرة موسى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف:138] إلى أن يقول: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [المائدة:21] وكما تعلمون أن اليهود رفضوا، وكان عذرهم أن فيها قوماً جبارين وهم الكنعانيون أصول الفلسطينيين اليوم، وموسى بكى هو وأخوه لأنه لم ينصره أحد وقد جلس اليهود على الأرض، ثم قالوا: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24] ويوم أن استلم محمد الميراث، والله يقول عن هذا الميراث: إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ [الأعراف:128] ليست لفلان ولا لعلان، هذه حقيقة يجب أن نتذكرها دائماً في هذه القضية: إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف:128].
ثم تفسرها الآية الأخرى في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [الأنبياء:105] وليست كتب يهود كما يزعمون وإنما هي كتب أنبياء الله أنزلها الله عليهم، لكن هي حجة عليهم لا لهم: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] هذه أصول ثابتة غير قابلة للاقتراح أو التفلسف أو النقاش.. هذه حقائق طبيعتها الثبات كما في قوله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276] هذه حقيقة ثابتة يا إخوان، كم ربح الناس من الملايين في الربا؟!
فكان القرآن يقول: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا [البقرة:276] الآن أوراق البورصة العالمية تترجم حقيقة هذه الآية لم تخسر بالدولار وإنما بالمليار: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا [البقرة:276] فلنثق بالقرآن، ولنثق بوعده، ولنعمل له ولنأمر به؛ ويكون النصر بعد ذلك بإذن الله: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ [غافر:51-52] فات وقت الاعتذار.
الصحابة رضي الله عنهم لنور قلوبهم وإشراقة أرواحهم يفهمونها كما يقول المصطلح العامي: (يفهمونها وهي طائرة) الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يخوض معركة بدر ، فماذا كانت الخطابات التي تدور قبل المعركة يا أحباب؟
أما المقداد بن عمرو فقال: [يا رسول الله! امض بنا حيث أمرك الله، لن نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24] ] لاحظ الربط.. دائماً إذا نظفت العقيدة ونظف الفكر يربط الإنسان مباشرة، لا يحتاج إلى أن يذكره إنسان أو ينبهه أو يحتاج إلى موعظة أو خطاب.. لا. مجرد ذكرى تنفع المؤمنين كلهم.
ولكن نقول: [ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والله يا رسول الله! لو خضت بنا هذا البحر، وفي رواية: إلى برك الغماد -وهي أقصى منطقة في اليمن على بعد ألفي كيلو- لخضناه معك حتى تبلغه ] فصدقوا بوعدهم رضي الله عنهم وأرضاهم، وكان في ذلك الوقت من موقع بدر إلى برك الغماد خمس عشرة قبيلة معادية للرسول صلى الله عليه وسلم.
أرض فلسطين أرض الأنبياء، فيها إبراهيم الخليل عليه السلام، وفيها إسحاق، وفيها يوسف، وفيها يعقوب، وفيها موسى وقبره على رمية حجر من بيت المقدس كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، يعني: يكفي أن ندافع عن الأقصى وفلسطين من أجل هذه الأجساد الطاهرة التي يدوس على قبورها اليهود الخبثاء.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم والبخاري وهو متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أرسل ملك الموت إلى موسى) ملك الموت أرسل بهيئة رجل -وكما تعلمون أن الملائكة يتشكلون بصور طيبة مباركة، فجبريل يأتي في صورة دحية الكلبي يعلم الناس دينهم- وملك الموت جاء بصورة رجل ودخل على موسى بدون استئذان فاقتحم بيته ودخل عليه -وكما تعلمون أن الأنبياء غيرتهم أعظم غيرة، لا يرضى لأحد أن يقتحم بيته؛ لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من ينظر من ثقب بيتك أن تفقأ عينه بعود أو بحصاة وعينه هدر لا لها قيمة ولا ثمن ولا دية- فموسى جالس وملك الموت دخل عليه في صورة رجل فقال: من أنت؟ يقول في الحديث: (فلما جاءه -أي: بصورة رجل- صكه ففقأ عينه، فرجع ملك الموت إلى ربه قال: أرسلتني إلى عبد لا يريد أن يموت، قال: فرد الله إليه عينه، قال: ارجع إليه فقل له أن يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي ربي! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: إذاً فالآن أموت -لأن لقاء الله والرفيق الأعلى أحب إلى قلوب الأنبياء، وإن كان العمر يكون بعدد شعر الثور يعد بالآلاف ولكن لقاء الله أعظم- قال: الآن، فسأل الله -هذا هو الشاهد- أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر) فحمل جثمانه المبارك إلى الأرض المقدسة، ودفن هناك عليه الصلاة والسلام.
يعقب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الحديث فيقول: (فلو كنت ثَم -أي: لو كنت الآن وأنا أروي الحديث هناك في الموقع الذي ذكرته لكم- لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر) رواه البخاري ومسلم.
وكذلك روى ابن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه) رواه أحمد في مسنده.
أحبتي في الله: روى الإمام أحمد بسنده عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (يا نبي الله! أفتنا في بيت المقدس ، فقال: أرض المحشر والمنشر) أرض المحشر: يحشر إليها المؤمنون الموحدون ثم يحشر بعد ذلك الخلائق، وأرض المنشر: أي: البعث بعد النفخة الثالثة، وفي رواية: أن النفخة الثانية يبعث فيها أهل البقيع أمامهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم تنشر الخلائق من أرض المحشر، من أرض فلسطين .
وأنا أعلق وأعقب على ذلك: أن سر هذا التخصيص أن الشهداء الخلص البقايا الباقية من المؤمنين الموحدين الذين ستضيق عليهم الدنيا والأرض بما رحبت، فلا يجدون متنفساً كريماً ولا هواءً نقياً ولا إماماً صادقاً إلا هناك، ثم يحاصرهم الدجال، ثم يحاصرهم بقايا يهود، ثم يحاصرهم أتباع الدجال من الشرق والغرب، وما أكثر الدجالين الصغار اليوم الذين يهيئون للدجال الأكبر، إن هؤلاء لهم كرامة أن جعل الله المحشر والمنشر في أرضهم.
الحديث رواه الإمام أحمد وابن ماجة في سننه وهو حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم -استمعوا يا أحباب-: (تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق: فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار صلى الله عليه وسلم إلى فيه - أي: إلى فمه- ) وفي أثناء ذلك يكون أناس في ظل الله عز وجل: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) يحدث لهم هذا بعد خروجهم من بيت المقدس إلى أرض الموقف في عرصات يوم القيامة تطبيقاً لقوله: (أرض المحشر والمنشر) فهذا الحديث لقطة من لقطات المنشر.
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، تشم من هذا الحديث إرهاصات أولئك الذين على أيديهم سيتم التحرير، ابتداءً من الإمام العادل وهو نادر اليوم كندرة الخلافة الراشدة إلا من رحم الله، بعده مباشرة انظر إلى مسئولية الإمام العادل مسئولية ضخمة يدير دولة أو يدير أمة أو يدير عالماً بجواره جنباً إلى جنب، وشاب نشأ في طاعة الله، القاعدة الصلبة لتحرير فلسطين، شباب أطهر من ماء السماء، بقاياهم الآن في السجون والمعتقلات وفي الزنازين، يطاردون والصحف تحاربهم، والطواغيت يحاربونهم، كل يوم يصيدون أربعة أو خمسة، تهمتهم كذباً، اتصالات خارجية للإطاحة بنظام الحكم، وكل الذين يطيحون بنظام الحكم ضباط أحرار من نفس حزب الحكم، وعلى كثرة المآسي لم يصل المتدينون إلى الكراسي أبداً حتى هذه اللحظة، وكيف يصلون وهم في أقبية السجون والمعتقلات؟
ويأبى إلا أن يختم عمره بأن يلقى الله بدماء الأبرياء يوم القيامة، والحمد الله الذي جعل الأخبار تبث أنه خرف وانتهى من سلطانه وصولجانه، فسبحان مغير الأحوال: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ [آل عمران:26].
أرض المقدس هي عقر دار الإسلام وقت الفتن: روى الطبراني عن سلمة بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عقر دار الإسلام الشام) حديث صحيح رجاله ثقات، وعندما يطلق الشام بالدرجة الأولى يعنى بها: فلسطين، ثم بالدرجة الثانية: ما حول فلسطين من لبنان وسوريا وغيرها، فمعظم الأحاديث التي تذكر الشام بالدرجة الأولى يراد بها القدس والأقصى وفلسطين .
تقسيمات الاستعمار التي في زماننا هذا لم تكن موجودة في عهد الرسول عندما ذكرت هذه الأحاديث، بل لم تكن موجودة حتى في عهد السلطان عبد الحميد ، هذا في القرن الحالي، كان المسلم والعربي بدون جواز وهوية، وبدون وثيقة وإقامة، وبدون هذه العقد كلها، يركب المسافر على دابته ويعبر من العراق إلى الشام إلى الحجاز إلى فلسطين إلى الجزيرة وإلى كل مكان لا يحاسبه أحد، لكن لما فرطنا في (48) بـفلسطين في الوقت الذي قدم عبد الحميد السلطان دمه من أجل فلسطين وهددوه في عرشه وفي كل شيء قال: افعلوا ما شئتم، لن أوقع لشبر واحد لكم، وفي (48) سلمنا فلسطين ؛ فابتلانا الله بالتمزيق والتفريق.
قال صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بـالشام ) أي: إذا أردتم الإيمان الخالص فهاجروا إليه إذا وقعت الفتن هناك في أرض فلسطين، الحديث صحيح أخرجه الحاكم وأبو نعيم في الحلية، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
وعن سالم بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس، قلنا: فبم تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بـالشام ) حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان وأبو يعلى ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح.
أما المقيم المحتسب في أرض فلسطين كالمجاهد في سبيل الله والمرابط، انقلوا هذا الكلام إلى أحبابي .. أخواتي .. أمهاتي .. بناتي .. أبنائي .. آبائي، أجدادي في فلسطين الذين يدافعون بمخالبهم وأجسادهم، انقلوا لهم: إن أجرهم يفوق كل أجر، ولعل ساعة في أرض فلسطين بنية الرباط أو الجهاد الآن تفوق قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود) فكيف إذا كان الرباط عند أشرس عدو مدعوم من أمريكا وروسيا ودول أوروبا ويهود العرب؟!
الآن الفلسطيني الصابر في أرض فلسطين يعقد نية الرباط والجهاد، ويصبر على شظف العيش ويرد الرشاش والقنابل المسيلة للدموع وكل الأسلحة بحجارة، هذا يحارب الآن دنيا الكفر كلها، هذا الآن لا يجابه شخصاً، إنه يجابه عالم إبليس كله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغراً من الثغور فهو في جهاد) رواه الطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد وفيه أرطأة بن المنذر وبقية رجاله ثقات.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ستجندون جنداً بـالشام وجنداً بـالعراق وجنداً بـاليمن ، فقال الحوالي: يا رسول الله! اختر لي، قال: عليك بـالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بـالشام وأهله) حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود في مجمع الزوائد.
قال صلى الله عليه وسلم في قضية ضرورة عقد نية الرباط -أنا قلت ذلك وأؤكدها مرة ثانية لإخواني وأحبابي في فلسطين - قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) انظر تحقير الحديث لمن يهاجر من أجل دنيا أو امرأة، لم يقل من أجل الدنيا أو المرأة بل قال: إليه، أما من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهي لله ورسوله، لهذا أحبابي في فلسطين اعقدوا هذه النية، لماذا أنا أؤكد عليها؟
اليهود الخبثاء في طوابير الصباح من الروضة .. إلى الجامعة .. إلى كليات التقنية التي فاقت عند اليهود كل التقنية في الدول العربية، ما يتخرج من اليهود في التكنولوجيا والتقنية إلا ويتخرج مهندس طيران، مخترع طيران (ميكانيكي) (إلكتروني) (ذري).. إلى آخره، ومن الروضة يعلمونه كيف يعقد النية لكره المسلمين والعرب وكره الفلسطينيين.
(إنما الأعمال بالنيات) طفلكِ الرضيع وأخوكِ وابنكِ قبل أن يذهب إلى المدرسة أمسكيه يا أختاه وقولي له: قل يا بني: اللهم إني نويت الجهاد والرباط في أرض فلسطين نصرة للأقصى ونصرة للقدس ونصرة للإسلام، وأعاهدك على كره اليهود وبغضهم وقتالهم إلى أن ألتقي بعيسى عليه الصلاة والسلام، هذه أنشودة الصباح لكل طفل مسلم على أرض فلسطين ، فينشأ الجيل المنتظر للقائد المنتظر بإذن الله.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) رواه البخاري .
وعن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه -أي: مات في الرباط- أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) رواه مسلم . أي: أمن فتان القبر.
وعن فضالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن فتنة القبر).
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) الله أكبر! من يبقى؟ تصفح العالم الغربي والإسلامي، والدنيا كلها تصفحها -يا أخي- لا تجد إلا مؤامرات، وعمالات، ولا تجد إلا كذباً وزوراً وبهتاناً، يتلاعب بنا البيت الأبيض والبيت الأحمر، فإذا تخلى أهل فلسطين والمصلون في الأقصى عنها فمن يبقى؟
أحبتي في الله: إنذار النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) و(لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: (قلت: يا رسول الله! أين تأمرني؟ قال: هاهنا. ونحا بيده نحو الشام) رواه الترمذي ، حديث حسن صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قيل: يا رسول الله أين هم؟ قال: بـبيت المقدس وأكناف بيت القدس ) رواه الإمام أحمد في مسنده .
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم) لاحظوا أن الأحاديث تؤكد قضية الخذلان، معنى ذلك: أن هناك من يخذلهم، هناك من يصافحهم باليمين ويطعنهم بالشمال، لماذا الأحاديث تركز على قضية من ناوأهم، ومن خذلهم، ومن ظاهرهم، ومن عاداهم؟ والله لو تركوا لأهل فلسطين الساحة لحررت فلسطين من عام (48م) لولا أن هذا الذي يذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (المناوئين، المخذلين، المظاهرين، المعادين) لعادت فلسطين عام (48م) على يد البطل المجاهد عز الدين القسام وأمثاله رحمة الله عليهم، لكن المؤامرة كبيرة.
نعود إلى الحديث قال: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) الحمد لله: (إلى أن تقوم الساعة) الأمل معقود. رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله ثقات.
قال صلى الله عليه وسلم: (أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولا يموتون إلا هماً وغماً) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله ثقات.
المنافقون الذين يتآمرون على بيت المقدس نهايتهم موت الهم والغم، أي: أن حياتهم عذاب إلى أن يموتوا، الناس يموتون شهداء وهؤلاء يموتون بلا شهادة؛ لأنه لا يموت على لا إله إلا الله، فالذي يموت على لا إله إلا الله يموت منشرحاً، لكن هذا المغموم يقول: الكرسي .. الكرسي .. وليذهب الجميع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أهل الغرب وهم أهل الشام - ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) أهل الغرب، أي: من يغرب عنهم، كما أن لغتهم في أهل المشرق أنهم أهل نجد والعراق .
يوسف صلاح الدين ، هل تعلم أن أباه السلطان أيوب لما طرد من قلعة تكريت في العراق -طرده أحد السلاطين- كان السلطان صلاح الدين لا يزال طفلاً رضيعاً، فغادر السلطان أيوب في الليل سراً حتى لا يسمع الحرس الجلبة فيغتالوه، كانت قضية فتن، وكان السلطان صلاح الدين الرضيع يصيح في الليل، فاحتار أبوه في أمره هل يضحي بالولد أم يضحي بكل الأسرة، لو سمع الأعداء بهم أبادوهم عن بكرة أبيهم، فآثر قتل صلاح الدين فأمسكه وأراد أن يقطع رأسه بالسيف، فتدارك أحد القادة واختطفه من يده وأخبأه تحت الدرع وكتم أنفاسه وقال: أيها السلطان! دعه إن مات مات وإن حيي فهذه إرادة الله سبحانه وتعالى، ثم انطلق بالحصان. هذا الطفل الذي كان تحت الدرع حرر الأقصى بعد إحدى وتسعين سنة من يد الحملات الصليبية.
أرأيتم قدر الله؟ لا تيأسوا من روح الله وإن كثرت المؤامرات، لله ما في السماوات وما في الأرض.
ثانياً: أن يذكر الوالد والوالدة كل يوم بدون ملل أو كلل أن أشد الناس عداوة لنا هم اليهود؛ لأننا لا نأمن أن يصل اليهود إلينا الآن
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال |
أرض لبنان كانت آمن أرض، الناس تذهب بأموالها وتسيح عندها في آخر الليل ويعودون من سمراتهم آمنين، الآن من يأمن فيهم؟ فلهذا من الآن أرضعوا الأطفال على كره اليهود، وهذه هي سنة القرآن: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ [المائدة:82] فكل يوم اسأل الولد سؤالاً: من هم أشد الناس عداوة؟ اليهود، مباشرة يصبح عندهم هذا الجواب روتينياً، إذا ظهر المسيح الدجال ماذا نقول؟ نقرأ عليه أول سورة الكهف: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَاب [الكهف:1] ويبدأ الأطفال يقرءون.
وتسأله: من الذي سيقتل الدجال؟
عيسى عليه السلام.
ما هو المسجد الذي يجب أن ندافع عنه؟
الأقصى، وهكذا يومياً ويومياً يشربونه بدمائهم بدلاً من أن يحفظوا اسم شريهان واسم فؤاد المهندس.
فؤاد المهندس عام (82م أو 81م) -اسمعوا هذه الحقيقة التي أغفلتها كل الصحف- لما حدثت قضية التطبيع بعد مؤامرة كامب ديفيد أجرى -كرمكم الله- المدعو سمير صبري هذا الممثل (الدلوع) الذي هو من الجنس الثالث مقابلة مع فؤاد المهندس وطرح عليه السؤال التالي بعد أن قدمت حكومة يهود دعوة لمسرح فؤاد المهندس لحضور وإحياء مسرحيات فلسطين ، قال سمير صبري : ألا تخشى أن يقاطع أهل الخليج وأهل الكويت مسرحياتك وتمثيلياتك؟ فقهقه فؤاد المهندس قائلاً: (همَّ دول البهايم الأقزام اللي ما بيعرفوش يركبوا إلا جمل؟! أنا ما بعبرهمش، وإيه يعني لما يقاطعوا مسرحياتي؟ دي مسرحياتي عالمية وهادفة، كل الدنيا بتسمعها) وأخذ يقهقه. ونشرت كل الصحف في الكويت هذا الخبر في (81م أو 82م) -لا أذكر بالضبط- والآن لما جاء لهم بـشريهان لم تذكر صحيفة واحدة ذلك الخبر! أين غيرتكم أيتها الصحف على الأقصى وفلسطين ؟! الله أكبر! والله لا يبقى للأقصى إلا الجباه الساجدة والوجوه المتوضئة الغير قابلة للتحويل ولا للتبديل: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب:23].
اللهم إنا نسألك أن تجعل شتات أمة محمد دولة، وضعفهم قوة، وذلهم عزاً، وخوفهم أمناً، وقلتهم كثرة، وأسألك اللهم أن تنصر المجاهدين في الأقصى وفلسطين ، اللهم ثبت أقدامهم، وسدد رميهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، اللهم فك إخواننا المسلمين الفلسطينيين من معتقلات اليهود ومن معتقلات أعدائنا في لبنان، اللهم رحماك رحماك بالأطفال واليتامى! والنساء والثكالى! والشباب والحيارى! اللهم إنا ندرأ بك في نحور أعدائنا ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك صلاة طيبة مباركة في الأقصى؛ إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر