أما بعــد:
العنوان -أخواتي الكريمات- كما سمعتن: "مخالفات شرعية في رمضان".
رمضان يفرح بدخوله كثيرٌ من الناس، منهم من يكون من أهل الدنيا فيفرح بدخول رمضان، فهذا التاجر يفرح؛ لأن رمضان قد دخل، وبضاعته سوف تروج، وتجارته سوف تربح، فهو يفرح برمضان، لكن ليس لله جل وعلا.
وذاك يفرح بدخول رمضان لأجل اللعب واللهو، والسهر والمرح، وقضاء الأوقات في المباح، وإن لم يكن هذا في الحرام، فهو يفرح برمضان لكن ليس لله جل وعلا.
وهذا يفرح بدخول رمضان لأجل ما يعرض في التلفاز من مسلسلات ومسابقات، وأفلام وبرامج، وقضاء الأوقات فيما حرم الله، فهو يفرح بدخول رمضان لكن ليس لله جل وعلا.
ومن الناس من يفرح بدخول رمضان لأجل الدعاء والقرآن، والصلاة والذكر والعبادة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين، وفي رواية فيها زيادة: قال: وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة) .
إن رمضان يفرح المؤمن بدخوله بل بقدومه، بل يفرح إذا اقترب هذا الشهر ويبكي لفراقه، لأن الله سبحانه وتعالى قد كتبه، فهو يفرح لأن الله كتبه عليه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] لم يكتبه الله عز وجل لأجل المشقة، ولا لأجل التعب، ولا لأجل التكليف فقط، بل قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]
مضى رجب فما أحسنت فيه وولى شهر شعبان المبارك |
فيا من ضيع الأوقات جهلاً بحرمتها أفق واحذر بوارك |
فسوف تفارق اللذات قسراً ويخلي الموت كرهاً منك دارك |
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلصٍ واجعل مدارك |
على طلب السلامة من جحيمٍ فخير ذوي الجرائم من تدارك |
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8] أي: ليست أي توبة، تستغل المؤمنة الصادقة هذا الشهر في التوبة إلى الله جل وعلا من الذنوب والخطايا والمعاصي، فهنيئاً لهذه المرأة، وهنيئاً لتلك التي ما خرج رمضان إلا وقد عتقها الله من النار، وهنيئاً لهذه التي ما مضى رمضان إلا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبها، تفرح بقدوم هذا الشهر؛ شهر المغفرة، شهر العتق من النار، شهر التوبة.
من النساء من يمر عليها رمضان وما ختمت القرآن ولا مرة واحدة، ولا مرة واحدة! سبحان الله! وليس الختم بواجب، ولا نقول: إن هذا الأمر واجب؛ ولكن أي تقصيرٍ في العبادة أعظم من هذا؟ الناس كلهم يعتكفون على كتاب الله، الصغير والكبير، الغني والفقير، الذي هجر القرآن أحد عشر شهراً يختمه في رمضان، وهذا تقصير، وهذا هجران، ولكن أي هجرٍ أعظم من امرأة يمر عليها الشهر كله ولم تختم القرآن مرة واحدة؟ هذا الشهر شهرٌ عظيمٌ، فيه ليلة يقول الله عز وجل عنها: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3] هذه الليلة خير من ألف شهر.
أمة الله: كيف بكِ إذا وفقك الله لقيام تلك الليلة: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
وكم من النساء من تفعل المحرمات في نهار رمضان؟
وكم من النساء من تفعل المعاصي في نهار رمضان وهي لا تدري! ترتكب المحرمات، وتقع في المحظورات، وتأتي المفطرات ثم بعد هذا تسأل: ما حكم صيامي؛ لقد فعلت كذا وكذا؟
يجب أن تتعلمي العلم قبله، والله جل وعلا يقول: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] .
والمخالفات التي سوف نذكرها بعضٌ من كثير، وغيضٌ من فيض، فإن مخالفات الناس في رمضان كثيرة جداً، وما سوف أذكره ليس كله حرام؛ فبعضه لا يجوز، وبعضه مكروه، وبعضه خلاف الأولى، والله جلَّ وعلا قسَّم الناس فقال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ [فاطر:32] أي: من الناس من يقع في المحرمات .. وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ [فاطر:32] لا يفعل المحرمات لكنه قليل الطاعات .. وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [فاطر:32] أعلى الناس مرتبة، ليس فقط يترك الحرام، بل حتى المكروه يتجنبه، وتجدينها تحرص على المستحبات، تفعل المستحب والواجب، إذا كان الأمر يحبه الله جل وعلا، وإذا كان الأمر فيه شبهة بين الحرام والحلال تتركه وتتجنبه خوفاً أن تقع في الحرام. هذه أعلى المراتب في الناس.
تقول: احتياطاً، ولربما يدخل رمضان والناس لا يدرون، أو لربما طلع الهلال وما رآه الناس، فهي تصوم احتياطاً، نقول: إنها قد وقعت في المحظور؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين إلا صومٌ كان يصومه أحدكم) أي: إذا كانت متعودة على صيام نذر، أو كان هذا اليوم يوم خميس مثلاً، أو إثنين، أو أحد الأيام التي اعتادت على صيامها؛ فإنها تصوم ولا ريب في هذا، لكنها إن قصدت الاحتياط والتقديم على رمضان لأجل الشك فإنها قد وقعت في معصية النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن النساء من تقضي ليلها ونهارها في استماع اللهو والطرب، وفي أشرطة الأغاني، والموسيقى، والمعازف، وإذا سئلت، قالت: أقضي النهار أو أقضي الليل بهذا، وهي بهذا الفعل تذهب كثيراً من أجرها إن حصلت على أجر الصيام، بل قال عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) أيُّ حاجة وأي فائدة لك -يا أمة الله- أن تصومي عن الطعام وعن الشراب، وعن الجماع الذي هو مباحٌ، ولربما يكون واجباً بعض الأحيان، أي داعٍ لترك هذا كله ثم تقنعين في غيبة بعض النساء؟! تجلس بعض النساء في نهار رمضان، أو في ليالي رمضان تتكلم على فلان وعلى علان، وعلى هذا البيت، وعلى تلك الأسرة .. لقد صامت وأفطرت على لحوم البشر، قال الله جل وعلا: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12].
وبعض النساء في نهار رمضان -ولا زلنا في المخالفة الثالثة- أو في ليالي رمضان، لا تحلو لها الأسواق ولا التجول في الأسواق إلا في ليالي رمضان، ولهذا نجد الأسواق في ليالي رمضان مكتظة بالناس، بل إن بعض الناس وبعض النساء لا تذهب إلى الأسواق لحاجة، إنما لأجل التجول، ولأجل التسكع في الأسواق، وفي الشوارع، وتقول لها: لماذا هذا؟ تقول: هي عادة تعودناها في ليالي رمضان أن نذهب إلى الأسواق. ولربما تقع في الحرام، ولربما تتطيب فتذهب إلى الأسواق، ولربما تتبرج بعض الشيء، ولربما تخالط الرجال، وتتميع في الكلام مع بعض الباعة، لقد ضيعت أجرها وصيامها لأجل هذه المحرمات، تركت أحب البقاع إلى الله، لتذهب إلى أبغض البقاع إلى الله، وهي تقول: عادة تعودناها في رمضان! بل بعض النساء -وللأسف- في ليالي رمضان تخرج متبرجة متعطرة، وسوف نأتي إلى هذا -إن شاء الله- لاحقاً.
تطبخ عشرين صنفاً، وإذا كان صنف واحد قد نقص في الطعام فيا ويلها ثم يا ويلها! فالزوج يزمجر ويغضب، ويقلب المائدة على وجهها؛ لأن هذا الصنف غير موجود، وكأن شهر رمضان شهر أكل وشرب وليس شهراً للصيام، بل وكم نسمع من النساء بل حتى من الرجال من يصيبه مرض التخمة في رمضان، بل مرض السكر، وتجد المستشفيات يزدحم عليها النساء والرجال في شهر رمضان، لماذا؟ لكثرة الطعام والشراب، بل يجلس بعض الناس من أذان المغرب إلى أذان العشاء على المائدة يأكلون؛ ليس من الجوع، ولا من العطش، لا. إلا لشيء واحد، لأجل الأكل فقط، بل يأكل طعام السحور وكأنه قادمٌ على مفازة وعلى معركة، وكأنه قادمٌ على مهلكة، يأكل في السحور أكلاً لا يتحمله بطنه؛ ولهذا بعضهم يأتي إلى الفجر ولا يتحمل الصلاة، أو يأتي إلى التراويح ولا يتحمل الصلاة؛ لأنه أكل أكلاً لا يستطيع أن يأكله قبل رمضان في وجبتين وثلاث، أكلها في رمضان في وجبة واحدة.
أمة الله: شهر رمضان شهر صوم، وشهر جوعٍ لله جل وعلا، نحس في هذا الشهر أننا جعنا لله جل وعلا، أما أن نأكل سحوراً ولا نجوع به حتى الإفطار؛ فهذا لا يصح، وعلينا أن نأكل كما قال عليه الصلاة والسلام: (فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) أما هذه فقد جعلت الثلاثة الأثلاث كلها للطعام والشراب، ولا شيء للنفس أبداً، لا تستطيع أن تتنفس بعد هذا، ثم إن قامت لصلاة التراويح أو القيام كأنها تقول: أرحنا منها يا إمام، وعجل علينا في الصلاة؛ فإنني لا أستطيع أن أتحمل! ثم على المرأة أن تعلم أنه من شبع في الدنيا جاع يوم القيامة.
نقول: يا أمة الله! إذا كان الصيام في نهار رمضان يضرك ضرراً بحيث ربما يقتلك أو يهلكك، أو يضرك ضرراً بالغاً؛ فإنه يجب عليك أن تفطري، والدليل الآية التي ذكرناها، والحديث السابق، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) فلا يجوز لك أن تضري نفسك بالصيام، وكم من الناس علمنا أنه مات في رمضان لأنه صام، وقد نهاه الطبيب، وقد منعه الصالحون المخلصون، ولكنه لحرصه على العبادة، ونسأل الله أن يأجره، وأن يحفظ له عمله، وأن يحسن خاتمته، ولكن هناك أمور لا بد أن نتزن فيها، فإذا كان الصيام يضر فإنه لا يجوز أن نصوم.
بل -يا أمة الله- كم وكم من النساء من تخرج لصلاة التراويح وكأنها تخرج إلى عرس، وكأنها تخرج إلى حفلة، فتمر في بعض الطرق، ومن يمر في هذا الطريق بعدها بدقائق يشم رائحتها، وكأنها تقول للرجال: هيت لكم! بل قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (فهي كذا وكذا) أي: إن قصدت أن يشم الرجال رائحتها فهي كذا وكذا، وفي بعض الروايات (زانية) أجلكنَّ الله، وعافاكنَّ الله.
إذاً: لا يجوز -يا إماء الله- إذا أردتن أن تخرجن لصلاة التراويح أن تخرجن بطيب، ولا برائحة، ولا متبرجات، ولا متزينات، بل تخرجن تفلات، بملابس سوداء على الأقل، ولا نجبر بهذا اللون، ولكن هذا اللون على الأقل حتى لا يلفت الأنظار.
أمة الله: إذا أخطأ الرجل في الصلاة فلا يجوز لك أن تتكلمي، الرجل يقول: سبحان الله، والمرأة عليها أن تصفق وتضرب بيدها، لماذا؟ لأن الصوت ربما يفتن بعض الناس، ولربما يلهي بعض الناس ويشغلهم، والله جل وعلا يقول لنساء النبي: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] بل إن بعض الرجال يستحي في المسجد أن يرفع صوته، وبعض النساء لا تستحي أن ترفع صوتها! فإذا دخلت المسجد والمصلى فعليك بالسكينة والوقار، ولا ترفعي صوتك حتى لا يسمعك الرجال.
أمة الله: لا بد أن تراعي تربية الأولاد، فغير صحيح أن تأتي المرأة الساعة والساعتين في بيت الله تصلي ولا تدري أين أولادها، على الأقل اعلمي أين يجلسون، ومع من يذهبون، وفي أي مجلسٍ يقضون أوقاتهم، وعلى الأقل تأتي بالبنات الكبيرات ليصلين معها، وتحث الأولاد على أن يذهبوا للصلاة معها، أما أن تترك الأولاد والبنات في الشوارع وفي الأسواق فلا يجوز، بل إن بعض الناس يذهب إلى بيت الله الحرام ليعتكف ويترك أولاده .. هي تصلي في الحرم مع زوجها ولكن أين الأولاد؟ في الشوارع، وفي الأسواق، بل إن بعضهم يتسكع ويلاحق النساء حتى في بيت الله الحرام!! أتت لتأتي بنافلة وتركت أمراً واجباً وهو تربية الأولاد .. ونحن لا نمنع من هذه النافلة، ولا نمنع من صلاة التراويح ولا القيام، ولكن احرصي على الأولاد وأنت تأتين إلى التراويح والقيام.
وكيف تعلمين أنك قد أدركت هذه الركعة؟ تدركينها بالركوع، فإذا ركعت والإمام راكع لم يقل: سمع الله لمن حمده، فقد أدركت الركعة، وإذا أدركتِ الركعتين فائتي بعد الصلاة بركعتين، وإذا أدركتِ ركعة فائتي بعد الصلاة بثلاث ركعات.
وبعض النساء تظن أن الذهب الملبوس لا يجب أن تخرج زكاته، وهذا فيه خلاف عند أهل العلم، لكن الصحيح -والله أعلم- أنه يجب عليها أن تخرج زكاة الذهب ولو كان من الذهب الملبوس، لقوله عليه الصلاة والسلام لما رأى بنتاً تلبس الذهب قال لأمها: (أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا يا رسول الله! قال: أيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار يوم القيامة؟! قالت: لا. يا رسول الله! فخلعتهما ورمتهما وقالت: هما لله ورسوله).
أمة الله: هذه بعض المخالفات، وهي كثيرة، ولعلك قد سمعت بعضها، لكن نحثك -يا أمة الله- قبل قدوم رمضان أن تستمعي لبعض الأشرطة التي ستدلك على سنن الصيام، وتقرئي بعض الكتب التي تعلمك شروط وجوب الصيام، وعلى أركان الصيام، وعلى مستحبات الصيام، وعلى المفطرات في نهار رمضان، وعلى مبطلات الصيام، فلا بد أن نتعلم قبل أن نقع في المحظورات، وقبل أن نفقد صومنا.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب: السنة ألاَّ تقرأه في أقل من ثلاث، لكن قال بعض العلماء: إذا كان الزمان شريفاً مثل رمضان فإنه يقرأ في أقل من ثلاث، بل كان الإمام الشافعي وغيره يختمه في كل يوم مرتين، فيجوز لأجل هذا الشهر الشريف أن نختمه في أقل من ثلاثة أيام، لكن أنبه على أمر: بعض النساء تقرأ القرآن وأهم شيء عندها أن تختم، وأن تصل إلى هذا المكان الذي حددته لنفسها، فلا تعقل، ولا تتدبر، ولا تخشع، ولا تتفكر في هذه الآيات التي تقرؤها، فهذه لا تستفيد من هذه القراءة، والله جل وعلا يقول: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ [محمد:24] العبرة في القراءة هي التدبر.
الجواب: الضيف يكرم، لكن نقول: لا بد من الاقتصاد في الطعام، لكن إذا كان هناك ضيف فلا نبالغ، نكرمه كما يكرمه الناس، كما هي عادة الناس، ولا نبالغ في رمضان عن غيره.
الجواب: إذا كانت تستطيع أن تصلي في بيتها بقراءة طويلة، وترتل وتخشع فالأفضل في بيتها، لكن إذا كانت لا تستطيع ولا تحفظ، ولا يصلي أحدٌ بها، فلا بأس في ذهابها إلى المسجد، فإن هذا فيه -إن شاء الله- أجور، وفيه قراءة للقرآن، فلعلها ما تستطيع أن تقرأ بنفسها أو يُقرأ لها.
الجواب: الزكاة نوعان: زكاة مال، وزكاة فطر، وزكاة المال أربعة أصناف، أما زكاة الفطر فلا يجوز إلا في ليلة العيد، ويجوز تقديمها قبل يوم أو يومين، أما زكاة المال فإنها تكون في كل سنة مرة، فالذهب والفضة والأموال النقدية الآن، وعروض والتجارة، أما الزروع فوقت الحصاد، وما يخرج من الأرض فكذلك في وقت الحصاد، أما زكاة الأموال ففي كل حولٍ مرة، والحول المقصود الحول القمري، وليس الحول الشمسي، فنجعل لنا يوماً عربياً كل سنة ونخرج فيه الزكاة، ويجوز تقديمها على وقتها للحاجة.
الجواب: اختلف أهل العلم في زيارة المرأة للقبور، والراجح والأحوط -والله أعلم- أن تجتنب المرأة زيارة المقابر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور، والزوارات يحتمل أنهن المكثرات من الزيارة، ويحتمل التي تزور مرة أو مرتين، لكن الأحوط للمرأة ألا تزور المقابر.
الجواب: إذا كنتِ تعلمين وكم يوماً أفطرتِ وأنتِ كنت جاهلة فعليك أن تصومي وتقضي هذه الأيام، ولعل الله يعذرك بهذا. وننبه مرة أخرى أن على الصغيرات إذا بلغت، ورأت علامات البلوغ؛ أنه يجب عليها أن تصوم.
الجواب: نعم. إذا كانت لم تبلغ وكان لم يبلغ ليس الصيام بواجب عليهما، لكن نعودهما، ونرغبهما، ولو كان هناك شيء من الإجبار لا بأس به، إذا كان لا يشق عليهم الصيام تجبرهم شيئاً ما، ونحبب إليهم الصيام قبل الإجبار، فالتحبيب والترغيب أفضل من الإجبار، وقد كان السلف والصحابة يلهون الأولاد باللعب وبغيرها حتى لا يجوعوا وحتى ينسوا الطعام.
الجواب: نعم. يؤمر بالصيام إذا كان عنده عقل، فإن الصوم في رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خال من الموانع، فإذا كان عاقلاً وهو مسلم وبالغ، وكان خالياً من الموانع، مثل: الحائض والنفساء، ومقيم -غير مسافر- فإن الصوم يجب عليه ولو كان أعمى، ولو كان أصم.
الجواب: البلغم إذا لم يخرج إلى الفم فإنه يجوز ابتلاعه، أما إذا خرج إلى الفم فالأحوط إخراجه.
الجواب: الأولى تركه، وقال بعض العلماء: إن استنشاق البخور مباشرة يفطر، لأنه جرم ومادة، ولو لم يكن جرماً لما رأيناه بالأعين، ولهذا فاجتنابه أولى، بل ربما يكون الواجب اجتنابه مباشرة، أما العطر إذا كانت رائحتة غير نافذة، ولا تدخل الفم والحلقوم أو الجوف؛ رائحة في الغرفة، أو بخور قد بخر في مكان وذهب الجرم وبقيت الرائحة فقط؛ فإنه لا بأس بهذا.
الجواب: نحاول ألا نتسوك بشدة وبغلظة حتى لا يخرج هذا الدم، فإذا خرج الدم فنحاول ألاَّ نبتلعه، فإن كان رغماً عنا فترك التسوك أفضل، وإلا لا بأس بهذا إن شاء الله.
الجواب: إذا كان يفطر متعمداً ولا عذر له فلا يُصام عنه، ولكن يُدعى له بالمغفرة إذا كان من المصلين، ويُتصدق عنه، ويُستغفر له، لأنه لا عذر له كما قال العلماء وهو الصحيح: من أفطر عمداً متعمداً في نهار رمضان ولا عذر له، فإنه لا يجزئه ولو صام الدهر كله.
الجواب: إذا كنت تستطيعين الصيام شهرين فيجب عليك صيام شهرين، كما قال الله عز وجل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7] هذا نذر يجب أن تفعليه، وهذا النذر معلق، فإذا حصل الأمر وخرج زوجك من الأسر يجب عليك أن تصومي، وأنت التي أوجبت على نفسك هذا الأمر، وهذا النذر ثقيل، كان الأفضل لك ألا تنذري هذا النذر حتى لا تقعي في مثل هذا الحرج، فإن لم تستطيعي صيام شهرين فإن عليك كفارة اليمين، وكفارة اليمين معلومة؛ إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد وما استطاع أن يطعم عشرة مساكين، أو أن يعتق رقبة فإنه يصوم ثلاثة أيام.
الجواب: نعم؛ لأن الله عز وجل يكون قد أطعمك وسقاك، وتكملين الصيام ولا حرج إن شاء الله.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر