إسلام ويب

مصابيح الهدى - أبو حنيفة بن النعمانللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أول من دون علم الفقه ورتب أبوابه وقواعده هو العلم العظيم والعلامة الجليل أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله، وإن الناظر إلى حياة هذا الجهبذ النحرير يجدها مليئة بالمناقب والمآثر والفضائل، وما ثناء العلماء عليه إلا خير شاهد ودليل، وصفاته رحمه الله أشهر من أن تذكر، ولكن شاء الله أن يتطاول على هذا الجبل الأشم أقزام من الناس، ولا يرمى بالأحجار إلا طيب الأثمار، وهذا هو شأن الجهال الذين لا هم لهم ولا عمل إلا الكلام في العلماء والطعن فيهم، وهم موجودون على مر الأزمان لا كثرهم الله.

    1.   

    نبذة تعريفية بالإمام أبي حنيفة

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين: أما بعد فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكّى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله: إننا اليوم على موعد مع اللقاء الرابع عشر مع أئمة الهدى ومصابيح الدجى من الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام المهديين، والأئمة المجتهدين، والعلماء العاملين الذين قيضهم الله جل وعلا ليحفظ بهم هذا الدين. أيها الأحبة! لو استطردنا في هذه السلسلة قد تحتاج منا إلى أعوام بدون مبالغة، فإنني قلت قبل ذلك: إن هؤلاء الأبطال وهؤلاء الأخيار هم عمر الزمن ونبض الحياة، وقد يكون من المحال أن نقدر نبض الزمن وأن نحسب أنفاس الحياة، وحتى لا نطيل عليكم في هذه السلسلة الكريمة فسوف نبدأ بحديثنا من اليوم عن الأئمة الأربعة المعروفين: أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وهذا هو ترتيبهم الزمني، وسوف نلتزم بهذا الترتيب الزمني ونحن نتحدث عنهم خشية أن ندع مجالاً ومدخلاً لنزعة تعصب بغيضة قد يقذفها الشيطان في بعض القلوب إن قدمنا واحداً عن الآخر! ومن ثم فإن حديثنا اليوم عن إمام الفقه والزهد والورع الذي قال عنه الإمام الشافعي : (الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة ) نعم. فـأبو حنيفة رحمه الله هو أول من دون علم الفقه، ورتب أبوابه ووضع أصول وقواعد هذا العلم العظيم الجليل الكبير، ولا يهمني اليوم وأنا أتحدث عن حياة هذا الإمام العظيم وأن أؤرخ لحياته، أو أن أعدد لمناقبه ومآثره وفضائله بقدر ما يهمني اليوم أن أدفع أمر هذه الشبهات والتهم الخطيرة التي وجهت إلى هذا الإمام العظيم، وبلغ بعض هذه التهم حداً خطيراً... بلغ إلى حد الحكم بالكفر والزندقة على هذا الإمام رضي الله عنه. ويهمني اليوم أيضاً أن أذكر وأحذر المتعصبين للإمام ولمذهبه أن الإمام براء من هذا التعصب البغيض الأعمى، فهو الذي أعلن بصراحة وبوضوح قولته الشهيرة: (إذا صح الحديث فهو مذهبي).

    1.   

    اعرف الحق تعرف أهله

    أيها الأحبة! وقبل أن أبدأ الحديث عن هذه الشبهات التي وجهت إلى إمامنا وصفوتنا الذي نقدمه اليوم للعلماء العاملين والدعاة الربانيين الصادقين المخلصين أود أن أقعد لكم قاعدتين عظيمتين جليلتين لطلبة العلم خاصة وللمسلمين عامة. القاعدة الأولى تقول: اعرف الحق تعرف أهله. أيها الحبيب! أصغ لي السمع فإن التعصب البغيض الأعمى هو الذي مزق الشمل، وشتت الصف، وبذر بذور الخلاف على مدار تاريخ هذه الأمة الطويل، ومازالت صحوتنا ترتجف وتتعثر خطاها بين الحين والآخر بسبب هذا التعصب الأعمى إما لحركة من الحركات، أو لجماعة من الجماعات، أو لشيخ من الشيوخ، أو لإمام من الأئمة، وهم الذين أعلنوا جميعاً على لسان وقلب إمام واحد: (إذا صح الحديث فهو مذهبي). أيها الأحبة! إن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق، ومن أروع ما قال الإمام الشاطبي في كتابه القيم المبدع (الاعتصام): ولقد زل أقوام بسبب الإعراض عن الدليل والاعتماد على الرجال، وخرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة والتابعين واتبعوا أهواءهم بغير علم، فضلوا عن سواء السبيل. ومن نفيس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وطيب الله ثراه التي ينبغي أن يكتب بأحرف من نور قوله: (وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم. (ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً) أي: إماماً أو شيخاً أو عالماً أو داعية. (يدعو إلى طريقته غير النبي صلى الله عليه وسلم): ليس لأحد أن ينصب للأمة كلاماً يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل إن هذا من فعل أهل البدع. يقول شيخ الإسلام: بل إن هذا من فعل أهل البدع والأهواء الذين ينصبون للأمة شخصاً أو كلاماً يوالون ويعادون عليه ويفرقون به بين الأمة). وفي موضع آخر من المجلد الثاني والعشرين من مجموع فتاويه المبارك يقول: (ومن تعصب لواحد من الأئمة بعينه فهو بمنزلة من تعصب لواحد من الصحابة بعينه دون الباقين) كالرافضي الذي يتعصب لـعلي رضي الله عنه. وهذه طرق أهل البدع والأهواء، فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء، سواء تعصب لـأبي حنيفة أو لـمالك أو للشافعي أو لـأحمد رضوان الله عليهم جميعاً. فالتعصب البغيض الأعمى -أيها الأخيار- يصم الآذان عن سماع الحق ويعمي الأبصار عن رؤية الدليل ولو كان واضحاً كوضوح الشمس في رابعة النهار، ويبذر بذور الخلاف والشقاق والبغضاء والنزاع بين أبناء الأمة.

    1.   

    صور من التعصب الأعمى

    أيها الأحبة! لقد وقع على مدار تاريخ الأمة الطويل بسبب التعصب المذهبي البغيض المقيت الأعمى ما يؤلم القلب ويحزن النفس، ويسود صفحة التاريخ، ومن أعجب ما قرأت في هذا: ما ذكره الإمام محمد رشيد رضا في مقدمته الجميلة التي قدم بها لكتاب (المغني مع الشرح الكبير) للإمام القدير ابن قدامة ، ذكر هذا الرجل بعض صور هذا التعصب البغيض فذكر شيئاً يذهل العقل ويأخذ الفؤاد، ومما ذكر هذا الشيخ رحمه الله تعالى: أن واحداً من متعصبي الحنفية -أي: من المتعصبين للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى والإمام براء من هذا التعصب الأعمى- يرى جواز قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة، فوقف يوماً في الصف ليصلي ووقف إلى جواره رجل قرأ الفاتحة في الصلاة، فما كان من هذا المتعصب الحنفي إلا أن ضرب أخاه في الصف ضربة قوية في صدره فأوقعت الرجل على ظهره، وهما في الصلاة بين يدي الله جل وعلا. وذكر هذا الشيخ أيضاً في هذه المقدمة لمن أراد أن يراجعها مفصلة في كتاب (المغني مع الشرح الكبير) لـابن قدامة، ذكر أن رجلاً جلس في التشهد وأشار بسبابته يحركها عند التوحيد، فما كان من رجل آخر لا يرى جواز ذلك إلا أن انقض على سبابته فكسرها وهما في الصلاة بين يدي الله عز وجل. وذكر صورة مزرية للتعصب البغيض الأعمى حدثت في وقت من الأوقات في بلاد طرابلس بالشام، ذكر أن التعصب وصل إلى حد أن جعلوا لكل مسجد أربعة أئمة، محراب لإمام الشافعية، ومحراب لإمام المالكية، ومحراب لإمام الحنفية، ومحراب لإمام الحنابلة حتى يأتي أصحاب كل مذهب ليصلوا وراء إمامهم الذين يرتاحون إليه ويعتقدون بمذهبه ويؤمنون بقول إمامه. وهل هذا الكلام ضرب من الوهم ونسج من الخيال؟ كلا! إنها حقائق مسطورة في بطون الكتب لمن أراد أن يراجعها وأن يطلع عليها! بل قد لا تصدقوا إذا قلت لكم: إن التعصب الأعمى بلغ إلى حد تحريم زواج الحنفي من الشافعية، فمن كان ينتمي إلى مذهب الحنفية حرم عليه أن يتزوج بامرأة تنتمي إلى مذهب الشافعية. وهذا هو التعصب البغيض الأعمى لهذه المذاهب، وأصحابها براء منه، وأقول بملء فمي -كما سأوضح لكم ذلك بالدليل- إن هذا هو التعصب البغيض الأعمى الذي مزق الشمل وشتت الصف وبذر بذور الخلاف، وها نحن نرى آثاره المريرة في هذه الأيام بين بعض أبناء شباب هذه الصحوة المباركة، فقد لا يقبل الأخ أن يلقي السلام على أخيه إن عرف أنه لا ينتمي إلى جماعته، أو إن عرف أنه لا يؤمن باعتقاده وبفكره الذي يدعو إليه، وقد نرى أن بعضهم لا يتوقف عند عدم إلقاء السلام فحسب، بل ينتقل إلى التشهير والتحقير والاعتداء والازدراء، وهذه من آثار التعصب المذهبي البغيض الأعمى. أيها الأحباب! إن إسلامنا دين عظيم واسع، وإن كتابنا هو القرآن، وجماعتنا هي جماعة المسلمين، وشيخنا وإمامنا وقدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم، وكل من نهج على نهجه بالدليل الصحيح من القرآن والسنة على مذهب وفهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

    1.   

    ذم الفرقة والاختلاف

    أيها الأحباب! إن الأمر لا يحتاج إلى تعقيد، قال تعالى:وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] الأمر لا يحتاج إلى تقعيد وتعقيد، بل هو من السهولة بمكان. إن هذا التعصب هو الذي يبذر بذور الخلاف والشقاق والنزاع في القلوب، وأعجب لهؤلاء الذين يريدون أن يقعدوا للخلاف قواعد وأن يؤصلوا له أصولاً، والله جل وعلا ما ذكر الخلاف في القرآن إلا وحذر الأمة منه، كما قال جل وعلا: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105]، وقال ربنا عز وجل: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال:46]، وقال ربنا عز وجل: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [هود:118] إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:119] إلا من رحم ربك لا يقعون في مرض الخلاف الذي يؤدي إلى حد النزاع والشقاق. وأعجب لمن استشهد بهذا الحديث الذي يقول: (خلاف أمتي رحمة) وهو حديث باطل لا أصل له كما حقق ذلك شيخنا الألباني حفظه الله تعالى في كتابه القيم المبدع (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) بقوله: (خلاف أمتي رحمة) حديث باطل موضوع لا أصل له مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف يكون صحيحاً وهو يخالف صحيح وصريح القرآن؟! أيها الأحبة: إن البعض يريد أن يقعد للخلاف قواعد وأن يؤصل له أصولاً حتى خشيت -والله- وأنا أقرأ في بعض الكتب أن يكون الخلاف حسنة من الحسنات، ويستشهدون بخلاف الصحابة فيما بينهم. سبحان الله.. شتان.. شتان بين زهرة طبيعية لا تحبس أريجها وعطرها، وبين زهرة صناعية لا تحمل من عالم الزهور إلا اسمها. شتان.. شتان بين خلاف أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبين الخلاف الذي وقع على مدار التاريخ بين أبناء الأمة في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.

    1.   

    أسباب الخلاف بين الصحابة

    أيها الأحبة! أستطيع أن ألخص لكم في عجالة سريعة بعض أسباب الخلاف بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يشوش عليكم يا طلبة العلم بمثل هذا الادعاء العريض، فمنها:

    أن بعضهم لم يبلغهم الحديث

    السبب الأول من أسباب الخلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم: أن بعضهم لم يبلغهم الحديث، فالبعض قد يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم والبعض قد لا يسمع الحديث منه عليه الصلاة والسلام، وإن من أوضح الأدلة على ذلك: ما رواه الإمام البخاري ،وقد روى قصة سفر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بلاد الشام، وأخبر عمر في الطريق أن بها وباء الطاعون -الذي مات فيه أبو عبيدة رضي الله عنه- فجمع عمر الصحابة واستشارهم، واختلف الصحابة على رأيين، فمنهم من قال بدخول الشام، ومنهم من قال بعدم الدخول، وكان عمر من أنصار الرأي الثاني، وقال قولته الجميلة حينما قيل له: يا أمير المؤمنين! نفر من قدر الله؟ فقال: (نعم. نفر من قدر الله إلى قدر الله). وجاء عبد الرحمن بن عوف وكان غائباً عن الصحابة لحاجة من حاجاته، فلما رأى هذا الخلاف بين الصحابة على الرأيين قال عبد الرحمن لقد سمعت في ذلك حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر ما هو ؟ قال عبد الرحمن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) فسعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحمد الله عز وجل... وعند هذا الحد انتهى الخلاف. والشاهد من هذا: أن بعض كبار الصحابة كـعمر رضي الله عنه لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبلغه الدليل فاجتهد رأيه، فلما بلغه الدليل أقر الجميع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.

    أن أحدهم قد ينسى الحديث

    السبب الثاني: أن أحدهم قد يسمع الحديث وقد ينساه بعد طول فترة من الفترات فجل من لا ينسى، بل قد ينسى الإنسان آية في كتاب الله وليس حديثاً، وذلك وقع بين عمار بن ياسر وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا أستطيع أن أستطرد أكثر من ذلك لضيق الوقت أيها الأحباب .

    الاختلاف في فهم المراد من الحديث

    السبب الثالث: أنهم قد يختلفون في فهمهم للمراد من الدليل، وإن من أوضح الأدلة على ذلك: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة في يوم الأحزاب: (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) فأدركهم العصر وهم في الطريق، فانقسم الصحابة إلى قسمين: قسم اجتهد وقال: نصلي العصر الآن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد منا ذلك وإنما عزم علينا الخروج إلى بني قريظة، وقسم آخر قال: لا. أمرنا الرسول ألا نصلي العصر إلا في بني قريظة فلن نصلي العصر إلا في بني قريظة، فصلى فريق وامتنع فريق آخر، فلما بلغ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقر الفريقين ولم يعب على فريق منهما، وهذا اختلاف في فهم المراد من الدليل .

    عدم معرفة النسخ

    السبب الرابع: قد يحدث صحابي بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويستشهد به كدليل من الأدلة على مسألته وهو لا يعلم أن هذا الحديث قد نسخ بحديث آخر صريح من النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    الآثار المترتبة على اختلاف الصحابة

    أيها الأحبة: هذه بعض الأسباب التي أوقعت الصحابة رضي الله عنهم في الخلاف، ولكن ما هي الآثار المترتبة على هذا الخلاف؟ إنها المحبة.. المودة.. الرحمة.. الأخوة.. الحب في الله. ومن ذلك: يختلف ابن عباس مع زيد بن ثابت في بعض المسائل ولما قام زيد بن ثابت تناسى ابن عباس هذا الخلاف وقام ليسحب له دابته، فيقول زيد بن ثابت : إليك عني يا ابن عم رسول الله، فيقول ابن عباس : هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا وكبرائنا، فيقول زيد : أرني يدك فيأخذ زيد يده ويقبلها، ويقول: هكذا أمرنا أن نصنع بآل بيت نبينا.

    1.   

    الآثار المترتبة على خلاف المسلمين اليوم

    أيها الأحباب! هذه هي آثار الخلاف بين أصحاب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أما آثار خلافنا اليوم وأسبابه فكثيرة، منها: الجهل، والتعصب، وحب الزعامة والريادة والسيادة، وأما آثاره فتمزق وتشتت، وبغض وكره، ومهاترات وانتقام، وسخرية وافتراء. شتان.. شتان.. شتان بين زهرة طبيعية لا تحبس عن الناس عبيرها وعطرها وأريجها وريحها وبين زهرة صناعية لا تحمل من عالم الزهور إلا اسمها.

    1.   

    لحوم العلماء مسمومة

    أيها الأحباب! وأما القاعدة الثانية التي أريد أن أقعدها لطلبة العلم خاصة وللمسلمين عامة واحفظوها وعوها في قلوبكم، ألا وهي: أن سنة سلفنا الصالح رضي الله عنهم جميعاً هي: عدم التعرض للظنون والأوهام والكهانات من العلماء المشهود لهم بالخير والبر والتقى والصلاح. وهذه قاعدة نحن في أمس الحاجة إليها خاصة في هذه الأيام؛ لأننا نرى موجة عارمة عاتية من السخط والكلام ونهش لحوم العلماء على الرغم من أن هذا الذي يتكلم فيهم من أجهل الناس ومع ذلك يتطاول على أفضل الناس على ظهر الأرض بعد الأنبياء بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم.. يكون جاهلاً ويجلس في المجلس ليتطاول على أهل الفضل والخير والبر والتقى والصلاح. أقول: إن سنة سلفنا الصالح هي: عدم التعرض للظنون والأوهام والجهالات للعلماء المشهود لهم بالبر والخير والتقى والصلاح، واعلم بأن لحوم العلماء مسمومة، كما ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى في الحديث القدسي الجليل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب). وروى الخطيب البغدادي بسنده عن أبي حنيفة والشافعي أنهما قالا: (إن لم يكن الفقهاء -في قول للشافعي- إن لم يكن الفقهاء العاملون هم أولياء الله فليس لله في أرضه ولي). إن لم يكن الفقهاء والعلماء هم أولياء الله جل وعلا فمن يكون الولي إذاً؟ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62] فهؤلاء هم أولياء الله بشهادة الله جل وعلا. أيها الأحبة! اسمعوا إلى هذه القولة الرائعة من ابن عساكر رحمه الله وطيب ثراه، يقول: (اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني الله وإياك فيمن يخشاه ويتقيه حق تقاته، اعلم أن لحوم العلماء مسمومة، وأن عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالسلب بلاه الله قبل موته بموت القلب). يخشى على من ينهش لحوم العلماء في كل ساعة وحين أن يختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله، فمن أطلق لسانه في العلماء بالسلب بلاه الله قبل موته بموت القلب.

    1.   

    ثناء العلماء على الإمام أبي حنيفة

    أيها الأحباب! بعد عرض هاتين القاعدتين بإيجاز نقرر ما يلي: أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى في أعلى درجات البر والخير والصلاح، والله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، قال جمهور المفسرين: والظن الذي نهينا عنه هو ظن السوء بأهل الخير والصلاح. أقول: وأبو حنيفة في أعلى درجات البر والخير والصلاح والورع والزهد والتقى، فلقد تجاوز الإمام القنطرة وشهد له بالعدالة والضبط والصدق والثقة على أيدي وألسنة قادة علماء الجرح والتعديل وأئمة الحديث رضوان الله عليهم جميعاً! أيها الأحبة! اسمعوا إلى هذا السيل من الثناء على هذا الإمام الذي اتهم من البعض بالكفر والزندقة، فقد أثنى على أبي حنيفة الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى فقال: (ما طلب أحد الفقه إلا وكان عيالاً على أبي حنيفة ) وأثنى على أبي حنيفة الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقال: ( أبو حنيفة من العلم والزهد والورع وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد ) ولقد ضرب بالسياط ليلي القضاء للمنصور فأبى، فرحمة الله عليه ورضوانه). وهذه شهادة إمام أهل السنة لأخيه الإمام أبي حنيفة فرحم الله الجميع ورضي عنهم وأسكنهم فسيح جناته. وأثنى عليه أيضاً: الإمام سفيان بن عيينة فقال: (ما رأت عيني مثل أبي حنيفة )، وأثنى عليه الإمام ابن عبد البر فقال: وقال أبو داود صاحب السنن: إن أبا حنيفة كان إماماً، وإن مالكاً كان إماماً، وإن الشافعي كان إماماً. وأثنى على أبي حنيفة الإمام الذهبي أستاذ الجرح والتعديل في كتابه القيم المدهش: (طبقات الحفاظ) الذي قدم في هذا الكتاب القيم له بهذه المقدمة حيث يقول الذهبي : وهذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي - هكذا لفظاً وحرفاً - ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتصحيح والتزييف وذكر من بين هؤلاء المعدلين: الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه وأرضاه. وأثنى على الإمام أبي حنيفة الإمام الكبير الجهبذ شيخ الإمام البخاري الإمام علي بن المديني حيث قال: أبو حنيفة ثقة لا بأس به. وأثنى على أبي حنيفة شيخ الجرح والتعديل، بل إمام الجرح والتعديل يحيى بن سعيد القطان حيث قال عن أبي حنيفة : إنه من أعلم الأمة بما جاء عن الله ورسوله. وأثنى على أبي حنيفة الإمام الكبير أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية الكبيرة المشهورة المعروفة فقال أبو جعفر : أبو حنيفة الإمام الأعظم: ثقة.. ثبت.. فقيه.. مشهور. وأثنى عليه الإمام الذهبي في موضع آخر، وحكم له كثير من الحفاظ بأنه من خيار التابعين.

    1.   

    مولد الإمام ونشأته

    ولد أبو حنيفة بالكوفة سنة (80هـ)، وأصله من مدينة كابول عاصمة أفغانستان اليوم، ونشأ الإمام في الكوفة وترعرع فيها على أيدي الشيوخ والعلماء الكبار، ورأى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى أنس بن مالك غير مرة، ورأى عبد الله بن أوس ورأى سهل بن سعد وغيرهم، فشهد له مجموعة من عظماء الأمصار بأنه من التابعين وبأنه من خيار التابعين، ويكفي أنه في خير القرون بشهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين من حديث عمران بن حصين : (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). وبالرغم من ذلك فقد اتهم الإمام ببعض الشبهات وأعرج على بعض التهم بعد جلسة الاستراحة مع البيان والتوضيح والإنصاف، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

    1.   

    الرد على الشبهات التي رمي بها الإمام رحمه الله

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: أيها الأحبة! بالرغم من هذا فإنه لا يسلم أحد على ظهر هذه الأرض من أن يتحدث الناس فيه، كيف لا وقد تحدث بعض الناس عن رب العزة والجلال، ألم تقرءوا قول الله في القرآن الكريم: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64]؟ ألم تقرءوا قول الله عز وجل حكاية عن إخوان القردة والخنازير حيث قالوا: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]. ولم يسلم سيد الخلق وحبيب الحق المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل اتهم بالسحر والكذب والجنون... إلى آخر هذه التهم التي اتهم بها. فمن ذا الذي لا يتهم بعد ما اتهم ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم؟! لقد اتهم الإمام أبو حنيفة وليس هذا ببدع كما ذكرت، ولكنني أردت أن أرد بعض التهم التي وجهت كذباً وزوراً:

    الشبهة الأولى: أن البخاري ومسلم لم يخرجا له في الصحيحين

    أما التهمة الأولى التي وجهت إليه من البعض فتقول: إن أبا حنيفة لم يخرج له الإمام البخاري ولا الإمام مسلم وباقي أصحاب الكتب الستة، ويعتبرون ذلك قدحاً في الإمام، ويعتبرونه من عدم الاعتبار من هؤلاء الأئمة لـأبي حنيفة . فأقول: إن هذه الشبهة ليست صحيحة، لأنه من ظن أن ثقات الرواة هم الرواة في الكتب الستة فقط فقد ظن باطلاً، ولن أستطيع أن أستطرد لكم لأبين لكم الدليل، وإنما سأذكر لكم دليلاً واحداً على ذلك، ألا وهو أن الإمام مسلم لم يخرج في صحيحه حديثاً واحداً عن الإمام البخاري على الرغم من أنه نسج صحيحه كله على منوال الإمام البخاري رضي الله عنه.

    الشبهة الثانية: نقل الخطيب لأقوال القادحين فيه بأسانيدها

    الشبهة الثانية: يقول البعض: إن الخطيب البغدادي ألف كتاباً كبيراً ذكر فيه أقوالاً كثيرة لبعض الذين قدحوا في الإمام أبي حنيفة بأسانيد إلى قائليها، ومن المعلوم لكل طالب علم في الحديث مبتدئ أن ذكر السند ليس دليلاًعلى صحة السند، فكم هناك من الأسانيد الموضوعة والمكذوبة الملفقة التي افتري بها على الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، أما إذا كان السند صحيحاً صادراً من أقران الإمام أبي حنيفة فمن المعلوم عند علماء الجرح والتعديل أن كلام الأقران لا يستشهد به في بعضهم البعض، وهذا ما صرح به الحافظان الكبيران الذهبي وابن حجر وغيرهما.

    الشبهة الثالثة: تقديمه الرأي والقياس على النص

    الشبهة الثالثة: تقول: بأن أبا حنيفة كان يقدم الرأي والقياس على النص، ولعلها من أخطر الشبهة التي توجه إلى مذهب الإمام، وأستطيع أن أرد بما رد به الإمام أبو حنيفة ذاته، فيقول أبو حنيفة : كذب والله وافترى علينا من يدعي أننا نقدم القياس على النص! ثم يقول: وهل بعد النص قياس؟! ويقول أبو حنيفة في موضع آخر: ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاءنا عن الصحابة تخيرنا - أي قد نأخذ بقول عمر ولا نأخذ بقول ابن عباس - وما جاءنا عن غيرهم فهم رجال ونحن رجال. فهذه أيضاً قولة وشبهة غير صحيحة، وقال عن ذلك الإمام ابن القيم في كتابه المدهش: (إعلام الموقعين)، قال: إن أبا حنيفة يقدم الحديث الضعيف على القياس. ثم يقول ابن القيم : فكيف يُدعى بعدئذ أن أبا حنيفة يقدم القياس على النص؟! وقال الإمام ابن حزم في كتابه (المحلى): إن جمهور أصحاب أبي حنيفة يقرون بأن مذهب الإمام أنه يقدم الحديث الضعيف على القياس والرأي، فكيف يدعى بعد ذلك أنه يقدم القياس والرأي على النص الصريح الصحيح؟!! وهذا ما أقره أيضاً الإمام ابن حجر في مقدمته في كتاب فتح الباري حيث قال: ومن ثم فإنه لا يعتد بجرح الجارحين الذين جرحوا أبا حنيفة بكثرة القياس.

    الشبهة الرابعة: أنه استتيب من الكفر مرتين

    أما الشبهة الرابعة: أنهم قالوا: إن أبا حنيفة قد استتيب من الكفر مرتين. ومن المعلوم أن الذي كفّره واستتابه هم الخوارج كلاب أهل النار، ولم يكفروا أبا حنيفة وحده وإنما كفروا علياً وكرام الصحابة رضوان الله عليهم، فلا عبرة إذن باستتابتهم ولا بتكفيرهم، وهذا لا يحتاج منا إلى أي دليل.

    الشبهة الخامسة: مخالفته لأهل السنة والجماعة في مسمى الإيمان

    أما الشبهة الأخيرة -وأكتفي بها- ولعلها أخطر الشبهات: قول البعض: إن أبا حنيفة يخالف أهل السنة والجماعة في مسمى الإيمان. فمن المعلوم أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة: (اعتقاد وقول وعمل) قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، إلا أنهم اتهموا أبا حنيفة بـالإرجاء وقالوا: بأنه من المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمى الإيمان، ويقولون: بأن أصل الإيمان يكفي، وجعلوا مدار النجاة على مجرد التصديق فقط، فلا يهمهم عمل إذا استقر الإيمان في القلب، وهذا هو فكر المرجئة في هذه المسألة، فاتهموا أبا حنيفة بأنه من أهل الإرجاء ؛ وأنه يخالف معتقد أهل السنة والجماعة في هذه الجزئية. وأرد بما رد به الإمام أبو حنيفة نفسه على عالم البصرة عثمان البستي رحمه الله تعالى، حيث أرسل له عثمان رسالة يقول فيها: بلغني عنك يا أبا حنيفة أنك من المرجئة ، فرد عليه أبو حنيفة بهذه الرسالة المطولة وقال فيها: أما بعد: فاعلم أنني أقول بأن أهل القبلة مؤمنون، وبأني لست أخرجهم من الإيمان إذا تركوا شيئاً من العمل، أما من ترك الإيمان والعمل فهو كافر عندنا من أهل النار، وأما من حقق أصل الإيمان وترك شيئاً من العمل فهو في مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه. ا.هـ. ولذا قال الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الحنفية الطحاوية المشهورة قال: إن الخلاف بين أبي حنيفة وجمهور أهل السنة والجماعة في هذه المسألة إنما هو اختلاف لفظي، ودلل على ذلك بأدلة كثيرة، وذكر أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات. وذكر الإمام ابن أبي العز أن العمل شرط في كمال الإيمان عند أهل السنة والجماعة وليس شرطاً لصحة الإيمان كما قالت الفرق الأخرى.

    1.   

    رسالة إلى كل متعصب للإمام

    وهكذا أيها الأحبة .. وبعد كل هذا أقول: أبو حنيفة بشر يصيب ويخطئ، وكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم! فإلى كل متعصب للإمام، وإلى كل متعصب للمذهب مع مخالفته للدليل الصحيح من القرآن والسنة، أقول له: اعلم أنك على خطر عظيم! وأنك مخالف لإمام مذهبك الذي قال بصراحة ووضوح: (إذا صح الحديث فهو مذهبي) والذي قال في صراحة ووضوح: (حرام على من لم يعلم دليلي أن يفتي بقولي). وهو الذي قال: (إذا قلت قولاً ووجدتموه مخالفاً لكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله فاتركوا قولي وخذوا بقول الله ورسوله). أيها الأحبة! عودة حميدة إلى النبعين الصافيين الكريمين.. عودة إلى القرآن والسنة وما صح من أقوال أهل العلم بهذا المعيار الدقيق لتأتلف القلوب؛ فإذا كان القرآن والسنة هما مصدر رجوعنا فلا خلاف ولا شقاق ولا نزاع، بل قال الله.. قال رسوله، لا أن نكون ممن قال فيهم الإمام ابن القيم: إن قلت قال الله قال رسوله همزوك همز المنكر المتغالي أو قلت قال الصحابة والألو تبع لهم في القول والأعمال أو قلت قال الشافعي وأحمد وأبو حنيفة والإمام العالي صدوك عن وحي الإله ودينه واحتالوا على حرام الله بالإحلال يا أمة لعبت بدين نبيها كتلاعب الصبيان في الأوحال حاشا رسول الله يحكم بالهوى والجهل تلك حكومة الضلال أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد الأمة إلى النبعين الصافيين الكريمين القرآن والسنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم رد الأمة رداً جميلاً ، اللهم خذ بنواصينا إليك، اللهم خذ بنواصينا إليك، اللهم خذ بنواصينا إليك، اللهم جمع شملنا، اللهم وحد صفنا، اللهم ألف بين قلوبنا!!.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765778429