أما بعــد:
فيا أيها الأحبة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم إني أعتذر إليكم عن الحديث في هذه الليلة، ليلة الثالث من رمضان، من هذا العام (1413هـ)، إذ إنني سوف أحاضر أخاً لي أعلمه موجوداً بينكم، بلغني عنه ما لا يحسن ولا يسوغ، ورأيت أن العتاب بين الأحباب يزيد المودة، ويعمم الألفة، ويزيل الوحشة من القلوب، أما أنتم فلستم بالغرباء عنه، ولا هو أيضاً بالغريب عنكم، فهو منكم وأنتم منه، والحديث على كل حال خاص بيني وبينه وليس للنشر.
أخي الكريم: يا من تجلس بين هذه الجموع، وتستمع إلى هذه الكلمات، وتظن نفسك مستوراً، لقد حدثوني عنك، وأرجو أن يكون ما بلغني عنك غير حقٍ.
أصحيح ما بلغني عنك؛ أن المعصية تخايلك حتى وأنت واقف بين يدي الله تعالى في صلاتك؟
فذهنك شريد، وعقلك بعيد، كلما بحثت عن ذهنك وجدته على شفير زلة، أو على مشارف هاوية، أو قريباً من معصية، أو متأملاً أو متفرجاً.
أصحيح أن المرأة أصبحت صورةً دائمة بين ناظريك، وصوتاً هامساً يرن في أذنيك، ورسماً مطبوعاً في خيالك لا يفارقك؟
وإذا صدق الوشاة الذين حدثوني، فأنت تعدُّ ساعات النهار في هذا الشهر الكريم عدَّاً، وتتمنى مضيها وتزجيها بكل سبيل، ساعةً في نوم، وساعةً في شغل، وساعةً في تشاغل، كل ذلك ليقبل عليك الليل، فتنطلق من إسارك وتعمل ما يمليه عليك الهوى.
إذاً: لقد أصبحت المعصية إدماناً يجري في دمك، ويتخلل في عروقك، ويأكل معك ويشرب، وينام على فراشك ويستيقظ.
أو حقاً أنك تدير قرص الهاتف تبحث عن فريسةٍ مغفلة سهلة الاصطياد، وتتحمل في سبيل ذلك ألوان الإهانات؟
فحيناً تسمع صوتاً يلعنك، وحيناً يلعن والديك، وحيناً يصفك بأبشع الأوصاف، وحيناً يطلق عليك مُرَّ الدعوات، وأنت تتحمل ذلك كله في سبيلٍ هدف غير نبيل، وعملٍ غير شريف.
أو حقاً أنك لا تدع امرأةً تمر بك إلا حدقت فيها بنظرك، وأمعنت فيها ببصرك، حتى يتوارى عنك سوادها ويغرب عنك خيالها، ثم تتبع ذلك بالحسرات والزفرات؟
فإنك إن أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر |
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر |
أو حقاً أن أذنك تطرب لصوت فاجر يبثه مذياع، أو يرسله شريط الكاسيت؟
إذا كان صحيحاً ما بلغنا أنك في النهار تترقب الليل، أفلا تترقبه للصلاة والقيام، كما يفعل الصالحون؟
وإذا كنت تترقب الليل أفلا فكرت قليلاً في النهار الذي يتلوه، حينما تذهب اللذة وتبقى الحسرة؟
إن أهنى عيشةٍ قضيتها ذهبت لذتها والإثم حل |
وإن اغتفرنا لك -وهيهات هيهات- زمان الصبا، وعمر المراهقة، وفترة الطيش والجهل وغرور الشباب، فكيف ترى يغتفر لك الأمر وهو خطبٌ جلل، وهاأنت قد تجاوزت سن المراهقة، بل وتزوجت وأنجبت ورأيت طفلاً ترجو أن ينشأ نشأةً صالحة، وتحب له الخير، ويسرك أن يكون على أحسن حال، وهاأنت تعيش في بيتك، وتحت سقفك مع زوجةٍ ترجو لها الصلاح، وتحب لها الخير، ولا ترضى أن يظهر منها أنملة، ولا أن يسمع منها همس صوت، ولا يسرك أن يتحدث عن عرضها قريب ولا بعيد.
أصحيح أنك ترى الخاشعين والباكين والراكعين والساجدين، وأهل الطواف وأهل الاعتكاف، ثم تنظر في قلبك وتتحسس في وجدانك، فلا تجده إلا قاسياً غليظاً كما عُهد؟!
أيصح عنك أنك صاحب أخبارٍ وأسفار ومغامراتٍ ومقامرات؟!
أما هجس في قلبك يوماً أن تسقط الطائرة وأنت فيها؟!
أو تنقلب السيارة وأنت داخلها؟
أو أن يؤذيك الصداع فيصارحك الطبيب أنها بداية جلطة في المخ أو في القلب؟!
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ [النحل:45-48] قال ابن عباس وقتادة: [[في أسفارهم فيصيبهم بالبلاء وهم مسافرون، في جوهم أو بحرهم أو برهم. وقال أيضاً: يأخذهم في منامهم]].
يا راقد الليل مسروراً بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا |
وكم من فتىً أمسى وأصبح سالما وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري |
وقال الضحاك وابن جريج ومقاتل: [[أي يأخذهم في ليلهم ونهارهم، فإن الليل والنهار مطايا، يسلمك الليل إلى النهار، والنهار إلى الليل]].
يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا< |
ولقد نصحتك بالرجوع إلى كتب أهل العلم، وقراءة ذلك الكتاب النفيس الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام الفذ ابن قيم الجوزية، فاعتذرت مني بكثرة الشواغل والصوارف والعوائق، وأنا أرى أن هذه المشاغل ما صرفتك عن لذاتك وشهواتك، ولا منعتك من أسفارك وأعمالك، ولا حالت بينك وبين من تحبُ وتعشق، ولكنك اثَّاقلت إلى الأرض، ورضيت بالحياة الدنيا عن الآخرة، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
إنني أجد نفسي مضطراً أن أقيم الحجة عليك الآن، في خمس دقائقَ أو قريبٍ من ذلك، وقد أعيتني فيك الحيلة، واعتذرت مني بشتى المعاذير، فها أنا أنقل لك بعض ثمرات المعاصي، فتحسسها في قلبك، واقرأها في دفتر حياتك، وتأملها فيما أصابك مما مضى وما حضر، وانظر عظيم نعمة الله عليك، حيث أمهلك ولم يعاجلك بالعقوبة: إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ [النحل:7].
فإن العلم نورٌ من الله تعالى يقذفه في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي |
وأخبرني بأن العلم نورٌ ونور الله لا يؤتاه عاصي |
أفلا تذكر أنك كنت تحفظ من كتاب الله أجزاءً، فأين تلك الأجزاء؟! أفلا تذكر أنك في طفولتك كنت المقدم بين زملائك، الممدوح من أساتذتك، وكان يظن أنك ستكون وتكون.. فها أنت أصبحت رماداً بعد أن كنت ناراً!
أرى ناراً قد انقلبت رماداً سوى ظل مريض من دخان |
ولكن لا زال الباب مفتوحاً، والاستدراك ممكناً.
قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير [الشورى:30] نعم! أنا أذكر أنك حادثتني عن ديونٍ قد ركبتك، وشغلت ذمتك، وعن غرماء طالما طرقوا بابك، وأذكر -أيضاً- أنك حادثتني عن نقصٍ في رزقك، وشظفٍ في عيشك، وكدرٍ في حياتك، فها أنت تسمع نداء نبيٍ من أنبياء الله نوح عليه الصلاة والسلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً [نوح:10-14] إن أردت الرزق، أو أردت المال أو أردت ربح التجارة فعليك بالطاعة، وإن أحببت الصحة في بدنك فعليك بالطاعة، وإن أردت الأولاد والذرية فعليك بالطاعة: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].
لقد دعوتك إلى قراءة القرآن، ولكنك اعتذرت مني بأنك ما إن تفتح المصحف حتى تهجم عليك الهواجس، وترِدُ عليك الواردات، وتشعر بثقلٍ في قلبك، ورغبةٍِ في الراحة أو النوم، وأنك تستثقل قراءة القرآن، فهذا جزاءُ من هجر القرآن، وأعرض عنه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً [طه:124].
فما الناس بالناس الذين عرفتهم وما البيت بالبيت الذي كنت أعرف |
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها |
فأنت قد هجرت ذلك كله، وابتعدت عنه، حتى إن أمرتْكَ زَوْجَتُك بالقيام لصلاة الفجر، أو المسارعة إلى الصلاة، وجدت في ذلك ثقلاً، وغضبت عليها، وأرغيت وأزبدت، فأين أنت بالأمس؟!
أين ذلك الشاب الذي كان يبحث عن فتاةٍ أول شروطها أن تكون متدينة؟!
إنها الوحشة بينك وبين الناس من أثر المعصية، ولقد قال بعض السلف: إني لأعصي الله تعالى فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي. وما تجده أيضاً فيمن تعاملهم ويعاملونك من المشكلات والمشاكسات، وتباين وجهات النظر، والقيل والقال، وتغير في الأحوال، إن ذلك كله بعض ثمار المعاصي، والأمر أكبر من ذلك إذا لم تسارع إلى الله تعالى بالتوبة والإنابة.
والله ما أخشى الذنوب وإنها لعلى سبيل العفو والغفران |
لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن |
نعم تلك المعاصي والذنوب أضعفت قلبك فأصبحت لا تنشط للخيرات، إن قلنا لك: أنفق في سبيل الله؛ مددت يدك وأنت ثقيل، فأخرجت ريالاً أو عشرة، ولكنك في المعاصي تخرج الآلاف المؤلفة، لا تحسبها ولا تعدها، وإن قلنا لك: هلم إلى الصلاة، قلت: اليوم أنا مزكوم، وأشعر بثقل في جسدي، وأشعر بحرارةٍ في رجلي، أما إن كنت واقفاً على معصيةٍ أو مستمعاً إلى أغنية، أو مشاهداً لحرام؛ فإنك تقف الساعات الطوال، وتتحرك جوارحك كلها، فالعينان تنظران، ويداك تتحركان، وجسمك يتقدم ويتأخر، وكل جزءٍ من جوارحك مشدود، وأعصابك مهزوزة، فيا ترى ما الذي يجعلك تسرع إلى المعصية وتبطئ بالطاعة؟
إنه قسوة القلب ومرضه، وإذا لم تسارع بالعلاج لدى الطبيب فيخشى أن يكون الأمر موتاً، فإن القلوب تموت، بل تعدم، قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37] أفترى -أخي- أن قلبك مفقود؟!
إن هذه المضغة موجودةٌ ولا شك؛ ولكن ما في داخلها من مراقبة الله والاعتبار والاتعاظ ربما غطى عليه الغبار، وربما غلبت عليه الشهوات، فالبدار البدار، فإن الأمر أعجل من ذلك.
لقد سترك الله تعالى وأنت تأبى إلا أن تجاهر أمام الناس، وهذا مرتبةٌ خطيرة: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [فاطر:8]
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن |
أين القلب الذي كان يتحدث بالأمس عن الضالين بحسرة لا تعدلها حسرة؟
وعطف عليهم وحرص على هدايتهم، وتشوق إلى إخراجهم من الظلمات إلى النور؟!
فها أنت قد أدركتك السُنَّة، ومضت عليك الآية، فأصبحت أحوج ما تكون إلى من يأخذ بيدك من هذه المناطق، ويخرجك من هذه الضلالات، وينقذك مما أنت فيه.
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها |
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها |
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوءٍ ورهبانها |
وقال الله تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [فاطر:10] لقد هنت على الله؛ فهُنت على خلقه، فكم لقيت من الأذى والإهانات، وعدم الاعتبار، وأنت تتحمل ذلك كله، أما تذكر يوم كنت داعيةً بالأمسِ أو شبه داعية، أو طويلبَ علمٍ، فقد كان يؤذيك مسح النسيم، ويجرح قلبك الكلام الخشن، أما اليوم فقد تكسرت النصال على النصال، وما أدري أي خطبٍ دهاك، فأنت جبار في الجاهلية خوارٌ في الإسلام!
يوم كنت داعية كنت لا تتحمل في سبيل ذلك الأذى، أما اليوم فتحملت الكثير دون مقابل، إنها الذلة، قال صلى الله عليه وسلم: {وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري} وقال الحسن البصري رحمه الله: [[إنهم وإن هملجت بهم البراذين، وطقطقت بهم البغال، إلا أن ذل المعصية في وجوههم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه]].
نعم إنها عقولٌ قد أنتجت في الدنيا، وبرعت واخترعت، لكنها غافلة عن الآخرة: يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7].
ولعلي أكون مصيباً عندما أكذب خبر الذين حدثوني أنك تعاقر الخمر، وتتعاطى الدخان، وربما تهم بالمخدرات، وقد تركها العقلاء حتى في الجاهلية، وابتعدوا عنها، إذ كيف يشرب الإنسانُ ما يزيل عقله ويذهب بلبه، ويجعله في جملة المجانيين والصبيان؟!
أخي الكريم: تحسس قلبك، أفتراه وصل إلى هذه المرحلة؟
وأسأل الله ألا يكون الأمر كذلك، فإني لك محذِِّر، وعليك مشفق، وأرجو الله تعالى أن يريني منك ما تقر به عينك.
أم تراك من ضمن المؤمنين، أم تراك قد خسرت الأمرين فلم تظفر بهذه الدعوة الكريمة التي هي مضنةُ الإجابة؟!
فيا أخي الكريم: اسمع داعي الله يقول لك: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:18-19] نعم، لقد تراجع سيرك إلى الله تعالى والدار الآخرة، وانغمست في الدنيا، وغرقت في الشهوات، وضعت في لججها وبحورها، ولكني أرى فيك بقيةً من خير، وأثراً من حياء، فلعل الله أن يستدركك في ذلك
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان |
فاصدق الله تعالى، وامدد يديك إليه، وتمرغ وأنت ساجدٌ لوجهه، وهُلَّ دموع الخوف والندم، عسى الله تعالى أن يعيد قلبك حياً كما كان.
أيها الأخ الكريم: هذا ما عندي لك، وقد محضتك النصيحة، وإني -والله- أدعو الله تعالى في سجودي أن يرحمك برحمته، ويخرجك من هذه الورطات والهلكات، التي لا مخلص منها إلا بحول الله تعالى وتوفيقه، فأعن إخوانك على نفسك بكثرة السجود، وأسأل الله تعالى أن يتولاني وإياك.
ثم أيها الإخوة لعلكم تتساءلون: ما الذي يدعوني إلى أن أخاطب هذا الأخ؟
إنني لا أعرفه ولكنني أعرف أن من بينكم من يكون كذلك، فليتحسس كلٌّ واحدٍ منكم جاره، فلعله هو المخاطب، فإن لم يكن فلينظر بين ثوبيه فربما كان المخاطب بين ثوبيه.
اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم أعنا ولا تعن علينا، اللهم انصرنا على من بغى علينا، اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر