إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (5) - النوع الأول في معرفة المكي والمدني [4]

عرض كتاب الإتقان (5) - النوع الأول في معرفة المكي والمدني [4]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يعرض السيوطي رحمه الله فصلاً فيما هو مكي من السور القرآنية وتضمن آيات مدنية، أو ما كان من السور مدنياً فيه آيات مكية. ومن تلك السور: سورة الأنفال وسورة الرعد وسورة الإسراء وغير ذلك. ومعرفة المكي والمدني يحتاج إليه في النسخ.

    1.   

    الآيات المدنية في السور المكية

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

    فنبتدئ -بإذن الله- ما وقفنا عليه من كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي رحمه الله تعالى.

    وقد انتهينا تقريباً من موضوع: تحرير السور المختلف فيها، وسبق التنبيه على أن بعض هذه السور تحتاج إلى تحرير من جهة الأسانيد ودراسة مستقلة، وقد قام بها -خصوصاً إلى سورة الإسراء- الباحث: حسين أحمد ، في كتابه: المكي والمدني.

    وما زلنا في هذا الموضوع المرتبط بالمكي والمدني؛ لأن الفصل الذي بعده مرتبط بما قبله في قضية الآيات المكية في السور المدنية، أو الآيات المدنية في السور المكية، فذكر فصلاً عن البيهقي في الدلائل: [في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها] يعني: السورة تكون مكية وألحقت بها آيات مدنية.

    يقول: [وقال ابن الحصار : وكل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة، قال: إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل] وهذه مسألة سبق الإشارة إليها، وسيأتي أيضاً كلام للجعبري فيها في قضية الاجتهاد؛ ولهذا يمكن أن يؤخذ قول ابن الحصار سبباً في الاختلاف في المكي والمدني في الآيات المستثناة، وأن النظر إما أن يكون إلى أثر أوقع شبهة، وإما أن يكون إلى موضوع الآية، بمعنى أن من حكم بأن هذه الآية مدنية في سورة مكية، أو حكم بأنها مكية في سورة مدنية؛ إما أن يكون عنده شبهة من أثر، وإما أن يكون أنه رأى أن موضوع الآية شبيه بالموضوعات المكية أو شبيه بالموضوعات المدنية، ونذكر كلام الجعبري الذي ذكره في ضوابط المكي والمدني.

    يقول: [لمعرفة المكي والمدني طريقان: سماعي وقياسي. فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما] يعني: في مكة أو في المدينة.

    [والقياسي كل سورة فيها (يا أيها الناس) فقط أو (كلا) أو أولها حرف تهج سوى الزهراوين والرعد أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة؛ فهي مكية، وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية، وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية].

    فنلاحظ على كلامه أنه أشار إلى السماعي الذي هو منقول، والقياسي الذي هو بالاجتهاد، وهذا قريب من قول ابن الحصار في ما استثني من الآيات، وكلام الجعبري هو ضوابط في السور المكية والمدنية، وهذا الذي قاله منطبق -أيضاً- هنا، فإذاً يمكن أن نقول: إن سبب الخلاف في المكي والمدني إما أن يرجع إلى شبهة نقلية، وإما أن يكون بالنظر إلى موضوع الآيات.

    فالزكاة مثلاً، هل فرضت في مكة أو في المدينة؟ فكثير من العلماء حينما يتكلمون عن الزكاة يرون أنها فرضت في المدينة، وهذا صحيح من جهة الأنصباء وليس من جهة الأصل، فإن أصل فرض الزكاة كان في مكة، لكن المقادير كانت في المدينة، فقد يقع بسبب هذا شبهة أن يقال مثلاً: إن الزكاة فرضت في المدينة، وقصدهم بذلك: المقادير. فقد يقع شبهة عند بعض العلماء أنه لما ترد عنده آية فيها ذكر الزكاة أنه يشير إلى أنها مدنية بسبب هذه القضية، نظراً إلى أن موضوع الزكاة كان في المدينة.

    وأما الشبه النقلية: فما سبقت الإشارة إليه ببعض عبارات النزول، وقلنا سابقاً: إن التفسير أوسع من النزول. وناقشنا بعض القضايا المرتبطة بهذا، وسيأتينا -إن شاء الله- مثال بعد قليل يكون فيه التنبيه على هذه القضية فيما يكون فيه شبهة نقلية عند المتأخرين فيحكمون بها على أن الآية مدنية أو مكية.

    نعود إلى ذكر ما استثني من المكي والمدني ونأخذ فيه بعض الأمثلة، حيث أورد كلام ابن حجر في فتح الباري، قال: [قد اعتنى بعض الأئمة ببيان ما نزل من الآيات بالمدينة في السور المكية]، يعني: آيات مدنية في السور المكية.

    1.   

    الآيات المكية في السور المدنية

    [وأما عكس ذلك -وهو نزول شيء من سورة بمكة تأخر نزول تلك السورة إلى المدينة- فلم أره إلا نادراً]، ثم قال السيوطي : [وها أنا أذكر ما وقفت على استثنائه من النوعين مستوعباً ما رأيته من ذلك على الاصطلاح الأول دون الثاني، وأشير إلى أدلة الاستثناء لأجل قول ابن الحصار السابق، ولا أذكر الأدلة بلفظها اختصاراً وإحالة على كتابنا أسباب النزول] الذي يسمى: لباب النقول. ويقصد بالاصطلاح الأول في أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني.

    سورة الأنفال

    وأذكر مثالاً لذلك في سورة الأنفال في قوله سبحانه وتعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال:30]، قال: [قال مقاتل : نزلت بمكة]، وهذا أيضاً ورد عن مجاهد وكذلك عكرمة أنهما قالا: هذه الآية مكية. وقد ذكر مقاتل ذلك في أول كتابه، ولم يذكر أثراً يأثره عن التابعين أو عمن قبلهم أن هذه الآية نزلت بمكة، لكن قد يكون اطلع على كلام عن مجاهد و عكرمة ، فحملها على أن هذه الآية نزلت بمكة. والظاهر أن قول مجاهد و عكرمة يحمل على أنهما أرادا قصة الآية، لأن قصة الآية: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال:30] إنما كانت في مكة، فيحمل قول مجاهد و عكرمة على أنهما أرادا قصة الآية، وقد يكون مقاتل لما اطلع على قولهما حمل كلامهما على النزول، فحكم بأنها نزلت بمكة، فيكون عنده شبهة نقلية. وهذا احتمال؛ لأنا ما ندري عن مقاتل لماذا حكم بكونها مكية؟ لكننا نظن ونتوقع أنه يكون قد اطلع على مثل هذا القول فحكم بهذا الحكم وأنها نزلت بمكة؛ ولهذا اعترض عليه السيوطي بقوله: [قلت: يرده ما صح عن ابن عباس أن هذه الآية بعينها نزلت بالمدينة، كما أخرجناه في أسباب النزول] ثم قال: [واستثنى بعضهم قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ [الأنفال:64]]، وقد سبق نقاش بعض هذه الآيات قبل ذلك.

    سورة الرعد

    ومن ذلك مثلاً الآيات التي سبق ذكرها، في سورة الرعد حيث أورد قوله تعالى: وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ [الرعد:31]، وقد سبق نقاش هذه الآية على القول بأنها مكية يستثنى قوله: اللَّهُ يَعْلَمُ [الرعد:8] إلى قوله: شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد:13] كما تقدم، وهذا كله نوقش سابقاً في الفصل السابق.

    سورة الإسراء

    وفي سورة الإسراء قال: [استثني منها: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ [الإسراء:85] الآية. لما أخرجه البخاري عن ابن مسعود : أنها نزلت بالمدينة في جواب سؤال اليهود عن الروح] وإذا صح مثل هذا الأثر فهذا يدل على أنها آية مكية في سورة مدنية. ثم ذكر استثناءات كثيرة.

    فائدة معرفة المستثنى من المكي والمدني

    والسؤال هنا: ما هي الفائدة من جهة التفسير من معرفة هذه المستثنيات؟ وهذا سبق الإشارة إليه.

    وهل بالفعل معرفة هذا المبحث تعين المفسر على معرفة التفسير؟ بمعنى: إن قوله سبحانه وتعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال:30]، هل يتأثر تفسير الآية بكونها مدنية أو مكية؟

    الجواب: إنه لا يتأثر. لكن سيتأثر حينما يحمل واحد من العلماء الآية على أنها مدنية ويبني عليها التفسير، مثلما ورد في قصة أربد أخو لبيد ، في قوله سبحانه: وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ [الرعد:13] وأنها نزلت في أخي لبيد ، فهذه حملت على قصة معينة، وهنا نحتاجها لإبطال هذه القصة، مع أنه لا يتأثر المعنى، لكننا محتاجون لبيان بطلان هذه القصة، مع أن القصة سواء ثبتت أم لم تثبت لا يؤثر في المعنى.

    فإذاً: في الغالب أن مثل هذه القضايا لا تؤثر من جهة المعنى، وإنما تؤثر في قضية دخول هذا الشخص في هذا الخطاب دخولاً أولياً أو دخوله بعموم اللفظ، على سبيل المثال -أيضاً وسبق شرحه ونقاشه- في قوله سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ [الأحقاف:10]، هل الشاهد عبد الله بن سلام أو الشاهد موسى عليه السلام؟ فمن رأى أنه عبد الله بن سلام يقول: نزلت فيه -وهذا قول جمهور المفسرين من السلف- فمعنى ذلك أن هذه آية مدنية كانت في سورة مكية، لكن هل يتأثر المعنى العام في التفسير؟ ما يتأثر، لكن ما الذي يقع حينما نحرر المراد بالشاهد هنا من هو؟ هل هو عبد الله بن سلام أو موسى ؟ فإن جعلناه موسى ، ويدخل فيه كل شاهد نفينا أن تكون نزلت بسبب عبد الله بن سلام ، وليس هو المراد أولياً ولم تنزل في سببه مباشرة، وإن قلنا إنه عبد الله بن سلام نقول: إنها نزلت بشأنه، ويدخل غيره قياساً عليه؛ لأنه يدخل كل أحد من بني إسرائيل وقعت منه شهادة على صحة هذا الكتاب.

    فإذاً: نحتاجها في مثل هذا الملحظ أو المبحث الدقيق، لكن في الغالب لا يتأثر بها التفسير.

    سورة يس

    وأيضاً من الآيات التي يكون فيها شبهة الخبر في سورة يس في قوله سبحانه وتعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12]، فالحديث المشهور في بني سلمة أنهم لما أرادوا النقلة إلى قرب المسجد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آثاركم تكتب دياركم وقرأ هذه الآية)، فقراءته لهذه الآية هي شبهة لمن قال بأن هذه الآية هي مدنية في سورة مكية، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما استشهد بالآية وليس أنها نزلت فيهم؛ ولهذا قد يعبر بعضهم فيقول: فنزلت، وقد سبق الإشارة إلى أن قوله: (فنزلت) إما أن تكون وقعت عنده الشبهة فعبر بالنزول، وإنما مراده بعبارة النزول أوسع من مدلول النزول المباشر، وكأنه يقول: إنهم يدخلون في حكم هذه الآية، وقد سبق أيضاً تحليل هذا الموضوع في الفصل السابق.

    والمكي والمدني عموماً قلنا: فائدته في الناسخ والمنسوخ، وفائدة أخرى في الترجيح بين الأقوال، لكن المقصد أن غالب هذا الباب من الاستثناءات في الغالب لا يحتاج إليه، لأن المعنى العام مفهومة، لكن تقع الإشكالية فيما لو خصص مخصص فنعترض عليه بهذه قضية النزول.

    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756936838