قال الله عز وجل في سورة المؤمنون: بسم الله الرحمن الرحيم.
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:1-11].
يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات الإحدى عشرة من أول هذه السورة الكريمة سورة المؤمنون عن فلاح المؤمنين الذين من صفاتهم ما ذكر هنا:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فقد حكم لهم بالفلاح سبحانه وتعالى، وهو أعظم النجاح، وهو النجاح الذي لا خسران بعده، والفوز العظيم، والفوز المبين، وقد سماه الله سبحانه وتعالى بأسماء في كتابه تدل على دوام نجاح المؤمنين يوم القيامة، وعلى خلودهم في هذا الفوز العظيم، وأنهم سابقون إلى هذا الخير بفضل الله لا يحرمهم منه أبداً.
وأسلموا وشهدوا شهادة التوحيد، وأقاموا الصلاة كما أمر الله سبحانه، وآتوا الزكاة، وصاموا رمضان، وحجوا البيت، وفعلوا ما أمر الله سبحانه وتعالى من طاعات، فهم المؤمنون الصالحون، وقد زادوا على أركان الإسلام وأركان الإيمان صفات عظيمة موجودة فيهم، فهم في صلاتهم خاشعون، أقاموا الصلاة كما أمروا: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، ولكن زادوا صفة الخشوع فخشعت قلوبهم، وخشعت أبدانهم، وخشعت نواظرهم، فإذا بهم وهم في صلاتهم لا ينشغلون بغير الصلاة، فأذهانهم حاضرة، وقلوبهم حاضرة، لا يكثرون الحركة، ولا يختلس الشيطان منهم صلاتهم، فهم ينظرون إلى محل سجودهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ويصلون وهم يستشعرون أنهم قريبون من ربهم سبحانه، فيدعونه ويتوسلون إليه سبحانه، يرجون فضله ويخافون عذابه فهم فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] .
واللغو: هو ما ينبغي أن يلغى ويطرح من أقوال وأفعال لا قيمة لها، فهم لا يأبهون لها ولا ينظرون إليها، فالإنسان المؤمن يحافظ على نفسه، ويحافظ على وقته، ويحافظ على أفعاله، ويحافظ على كلماته، فلا يضيع وقته فيما لا ينفعه، أو فيما يأتي من ورائه الضرر، فالمؤمن حريص على وقته، يعلم أن عمره أيام محسوبة، وليال مكتوبة، فهو يخاف أن يضيع عمره في لهو ولعب؛ بل يريد أن ينتهز كل ساعة من ساعات عمره وكل لحظة من لحظات عمره فيما هو طاعة لله، حتى إذا جاء يوم القيامة وجد صحيفته ممتلئة بالأعمال الطيبة العظيمة.
فالمؤمن دائماً يفكر كيف ينجو يوم القيامة؟ وكيف يطيع الله سبحانه وتعالى؟ وكيف يحافظ على وقته في طاعة وفي خشوع وفي عبادة؟ فإذا دخل في الصلاة استشعر أنه يكسب من ورائها شيئاً عظيماً في الدنيا وفي الآخرة، فهو يكسب في الآخرة الأجر من الله، وصلة الله عز وجل له، وجنة رب العالمين سبحانه، وأن يكون مع السابقين، وفي الدنيا يكسب أنها تزيده خلقاً حسناً، وأنها تجعله بالمؤمنين رءوفاً رحيماً، صلاته وأنها عن الفحشاء والمنكر، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45]، فيدخل إلى الصلاة ذاكراً لله سبحانه، ويخرج من الصلاة فلا يزال ذاكراً لله محباً لها حتى تأتي الصلاة التي تليها وهكذا، فهم في صلاتهم خاشعون، وهم عن اللغو معرضون، وهم للزكاة فاعلون.
أي: إن الذي أخرجته هو الذي ادخرته عند الله سبحانه وتعالى فبقيت جميعها إلا الذراع الذي سنأكله فسينتهي.
فالمؤمنون يؤتون الزكاة، و(فاعلون) هنا اسم فاعل، ومثله (خاشعون)، ومعرضون، من أعرض فهو معرض، واسم الفاعل هو الذي يليق بجميع الزمان في الماضي والحاضر والمستقبل، تقول: خشع في الماضي فهو خاشع، ويخشع الآن فهو خاشع، وسيخشع في المستقبل فهو خاشع، فصفة اسم الفاعل تدل على الدوام، فهم خاشعون دائماً في صلاتهم، فليس خشوعهم في صلاة أو صلاتين ثم ينتهي، بل هو مستمر في جميع صلواتهم.
وهم دائماً يعرضون إذا دعاهم إنسان للهو ولغو الحديث، ولذلك ينزهون أنفسهم مثل عباد الرحمن الذين مدحهم الله بأنهم وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [الفرقان:72] أي: أكرموا أنفسهم عن أن يقعوا في هذا الباطل أو في هذا اللغو، حتى كأنهم إذا وقعوا فيه فقد أهانوا أنفسهم، فهم ينصرفون عن الكلام الباطل وعن الأفعال التي لا تليق بالمؤمنين.
وهم يعطون زكاة أموالهم، ويفرحون بإعطاء الزكاة كفرح من يأخذ المال.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنكاح فقال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
فالنكاح مأمور به، فقد أمر الله عز وجل عباده فقال: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32]، وذلك حتى يستمر بقاء الإنسان على وجه الأرض فيعمرها ويعبد ربه سبحانه وتعالى فيها.
فالمؤمنون حافظون لفروجهم إلا فيما أباحه الله عز وجل، وأما غير ذلك فيحرم على الإنسان أن يقع في الزنا أو اللواط والعياذ بالله، أو في الاستمناء -العادة السرية- فالذي يباح له الزوجة فقط في زماننا، أما غير ذلك فلا يباح له.
قال تعالى: فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:6] أي: إذا أتوا أزواجهم أو ملك يمينهم.
قال تعالى: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ [المؤمنون:7] مما لم يبحه الله سبحانه وتعالى فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7] أي: الذين تعدوا الحلال إلى الحرام، فهم المجاوزون للحد، فالله سبحانه وتعالى جعل حدوداً للحلال وللحرام، فقال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا [البقرة:229]، أي: أن للحلال حدوداً معلومة لا تتعدى، وهناك حدود للوطء عند النكاح، فلا تتعدى هذا النكاح إلى سفاح أو غيره مما حرم الله سبحانه، وذكر لنا حدوداً أخرى وهي من المحرمات فقال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا [البقرة:187] .
إذاً: فلا تتجاوز الحلال فتقع في الحرام، ولا تقترب من الحرام فإنه يخشى عليك أن تقع فيه.
فالمؤمنون لا يبتغون وراء ما أمر الله عز وجل به وأباحه، وإلا كانوا عادين واقعين فيما لا يحل لهم.
قال العلماء: يسمى من نكح ما لا يحل له عادياً، وأوجب عليه الحد لعدوانه كالحد في الزنا برجم المحصن الثيب والمرأة المحصنة الثيبة، أما غير المحصن فيجلد مائة جلدة والمرأة التي لم تحصن مثله، واللائط إنسان عاد، حده الشرعي أن يرجم كما ذكر الفقهاء، ولهم تفاصيل في ذلك.
فالمؤمن يقف عند ما أحل الله سبحانه ولا يتجاوزه إلى ما حرمه سبحانه.
والمجاوزة تأتي تدريجياً، فلو أن الإنسان ترك نفسه وهواها وقع في النهاية فيما يشتهيه من حلال ومن حرام، ولكن الشريعة تقيد الإنسان، فتأمر المؤمن أن يغض بصره، وأن يحفظ فرجه، وتأمر المؤمنة كذلك: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:31]، وقد قالوا: البصر بريد الزنا، فإذا ترك الإنسان بصره فإنه ينظر شيئاً فشيئاً حتى يقع في الحرام وقلبه يشتهي ويتمنى، وفرجه يصدق ذلك أو يكذبه، فلذلك لا تترك نظرك كما تشتهي فتنظر إلى ما تريد، ولتكن مقيداً بشرع رب العالمين سبحانه وتعالى، فالعين نعمة من الله عز وجل، وقد تكون بسبب نظره إلى ما لا يحل لك نقمة عليك، فليحذر الإنسان المؤمن أن يضيع شرع الله عز وجل بأن ينظر إلى ما لا يحل له.
والذي ينظر للشيء الذي حرمه الله يقوم غالباً بترك واجبات أوجبها الله عز وجل عليه، فتراه يمشي في الطريق وينظر إلى النساء، فإذا جاء وقت الصلاة -ولعله كان يصلي- فيقول لنفسه: لعله نزل مني .. لعله كذا، فيؤجل الصلاة، فإذا بالنظرة قد أورثت في هذا الإنسان نفاقاً بتركه للصلاة، ولعله يكون في رمضان فيمشي في الطريق وينظر إلى ما حرم الله عز وجل ثم يذهب ويفطر، وقد صلى أحد الناس معنا المغرب فقال لي: أنا إنسان طيب إلا الصوم فلا أصوم أبداً، فقلت له: لماذا لا تصوم؟ فقال: أنا أشرب السجائر كثيراً وأحب أن أنظر إلى النساء! فعين هذا الإنسان جعلته يترك الصيام، مع أنه قد بلغ ثلاثين أو أربعين سنة، فالإنسان إذا وقع في الحرام أتاه الشيطان فقال له: لا تصم، فيفطر، ثم يقول له: لا تصل لأنك تعمل كذا، فيترك الصلاة والصيام، ولعله يترك ما فرض الله عز وجل عليه كله، فيموت ولا ينفعه شيء.
وقد سألني أحدهم: أن رجلاً مات والده ولم يصل قط، فهل نحج عنه أو لا؟
الجواب: الله أعلم بحاله.
بعض الناس من كبار السن كنا نقول لهم: لماذا لا تصلون؟
فيقولون: ماذا نستفيد من الصلاة إذا صلينا؟ سبحان الله! ومن يدري لعله كان يترك الصلاة وهو صغير ويقول: سأصلي إذا كبرت، فلما كبر قال: ماذا سأستفيد؟ ويظل على ذلك حتى يموت ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالتارك للصلاة كأنه يائس من رحمة الله، ولذلك على المؤمن أن يعتبر بمثل هذه الأشياء، وكيف أن الله منَّ عليه بأن غض بصره وأرشده للصلاة، ومن عليه بأن جعله يصوم في رمضان وفي أوقات التطوع كما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيحمد الله سبحانه ويفرح بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا [الأعراف:43].
فالمؤمن لا يلام على وطء امرأته إلا فيما حرم الله عز وجل عليه، كأن يأتيها في وقت حيضها أو في وقت نفاسها، أو أن ينكحها في دبرها، فهذا كله حرام، قال الله تعالى: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7].
فهم مؤدون للأمانة وراعون لها، أي: أنهم محافظون على الأمانة أقصى درجات المحافظة، وقد علمنا ديننا ذلك وكرر علينا هذا الأمر، قال سبحانه وتعالى في كتابه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المعارج:32] أي: يرعى أمانته فيحافظ عليها أشد من محافظته على ماله؛ لأنها أمانة، وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل: (متى الساعة؟ قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وما تضييع الأمانة؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله)، فمتى أصبح الناس ينظرون إلى من سيكون والياً عليهم، لا من جهة دينه، ولكن ينظرون إلى صفات ليست من الدين كقولهم عن بعض الناس: ما ألطفه! ما أقواه! ما أظرفه! فيجعلونه قدوة لهم لأجل ذلك، فلينتظروا الساعة.
أما المؤمنون فيعرفون أمانة الله عز وجل، فإذا أرادوا من إنسان أن يكون كبيرهم نظروا إلى دينه وإلى تقواه وإلى حنكته وخبرته في هذا الأمر الذي سيجعلونه فيه، لكن إذا وسد الأمر إلى غير أهله بالمجاملات وبالأحساب ففي هذه الحالة انتظر الساعة.
وقوله تعالى: لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] بالجمع وهذه قراءة الجمهور، وقراءة ابن كثير: (والذين هم لأمانتهم وعهده راعون).
والأمانة من جنس الأمان، قال الله عز وجل في كتابه: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ [الأحزاب:72].
والأمانة أمانة في التكليف، والتكاليف الشرعية عرضها الله سبحانه وتعالى على السموات وعلى الأرض وعلى الجبال فأبين أن يحملنها، لماذا؟ لأنهن عرفن أنهن سيكلفن بشيء بعده إما جنة وإما نار وما يدريهم أنهم سيدخلون الجنة وسينجون من النار؟! فعرضت على الإنسان فحملها الإنسان، ومن أوصاف الإنسان أنه متهور وأنه سريع القدوم إلى الشيء الذي قد يهلكه، إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72]، فحمل الإنسان هذه الأمانة، وأخذ على عاتقه أن يطيع الله عز وجل، فمنهم من أطاع الله ومنهم من عصاه سبحانه وتعالى.
فالمؤمنون لأماناتهم وعهدهم راعون، أي: أنه إذا أعطى إنساناً يميناً أو عقداً أو عهداً على شيء فإنه يراعي عهده ولا يخون أبداً ولا يغدر ولا يضيع مواثيقه، بل هو مؤتمن على هذا كله، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).
(أد الأمانة) أي: إذا ائتمنك إنسان على أمانة فأدها إليه كما أعطاها لك.
ولو أنه خانك مرة من المرات في شيء فلا تخنه، ولا تقل: مثلما خانني أخونه، وكم من الناس يفعلون ذلك! فتجد كثيراً من الناس من متدينين وغيرهم سرعان ما يخون الأمانة ثم يقول: هو فعل بي كذا في يوم كذا، وينسى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وينسى أن النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه كان الكفار يؤذونه ويؤذون أصحابه، وكانت أمانات الكفار عنده في مكة صلى الله عليه وسلم، فلما أراد الهجرة أخذ يجهز أماناتهم لردها إليهم وهم يعدون لقتله، وأمر أم أيمن بأداء وإرجاع الأمانات إلى أهلها، فهو منشغل بأماناتهم وهم منشغلون بسفك دمه صلوات الله وسلامه عليه، وينجيه الله عز وجل ويخرج من بين أظهرهم ويتوجه إلى المدينة مهاجراً صلوات الله وسلامه عليه، وقد أمن أن الأمانة سترد إلى أهلها عن طريق أم أيمن وعن طريق علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنهما.
: أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ [المؤمنون:10]، أي: هؤلاء المؤمنون هم الذين سيرثون جنة رب العالمين سبحانه الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:11].
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهلها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر