بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
فقال تعالى:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
[النور:31]، الخمر جمع خمار، والخمار ما يغطى به الرأس، ومادة الخاء والميم والراء تدل على التغطية، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خمر إناءك، واذكر اسم الله عليه )، خمر بمعنى غط، ومنه قيل للخمر: خمراً؛ لأنها تغطي على العقل.
قال تعالى:
عَلَى جُيُوبِهِنَّ
[النور:31]، الجيوب جمع جيب، وهي فتحة الثوب عند العنق، وكلمة الجيب في لساننا تعني ما تخبأ فيه الأموال، ما يكون في جانب الثوب، أو يكون في أعلاه من جهة الصدر هذا يسمى جيباً، ولكن في لغة العرب الجيب: الفتحة التي تكون عند العنق، يعني كل ثوب له أكمام وله جيب أي: فتحة عند العنق، وهذا تسميه العرب قميصاً، كهذه الثياب التي نلبسها الآن، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وعليه قميص، والقميص كل ثوب له أكمام وله جيب، أي: فتحة عند العنق، فكان من عادة النساء أنهن يتركن هذه الفتحة باديةً، فتظهر صدورهن ونحورهن، فأوجب الله عليهن ستر ذلك الموضع، قال:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
[النور:31].