بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
ومعنا في هذا الدرس النداء السابع، وهو في الآية الرابعة والخمسين بعد المائتين من سورة البقرة، يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ [البقرة:254].
هذه الآية جاءت بعد الآية التي بين الله فيها أنه قد أرسل رسلاً، وأنه قد فضل بعضهم على بعض، فكأن الأمر بالإنفاق بعد ذكر الرسل ليبين ربنا جل جلاله أن هذه الشعيرة المباركة وهذه الخصلة الفاضلة هي مما جاءت به الرسل وأمرت به الأمم. وقبل ذلك بآيات أمر الله عز وجل بالجهاد؛ فقال سبحانه: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:244]، ثم بعدها أمر بالإنفاق فقال: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً [البقرة:245].
يقول بعض أهل التفسير: النفقة هنا المقصود بها: النفقة في الجهاد، كأنهم شبهوا هذه الآية على هذا النسق؛ لقول الله عز وجل: وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:41].
والنفقة هي: إخراج المال الطيب في الطاعات والمباحات، فإذا أخرج الإنسان مالاً في الطاعة كالزكاة الواجبة، أو صدقة التطوع، أو تفطير الصائمين، أو في المباحات كنفقته على نفسه في طعامه وشرابه ولباسه وأثاثه وسكنه، وكان هذا المال من حلال طيب، فإن هذه هي النفقة التي أمر الله عز وجل بها وأخبر أنها متقبلة عنده.
يقول ابن عطية رحمه الله: ظاهر هذه الآية أنها تعم جميع وجوه البر من سبيل خير وصلة رحم. يعني: سواء كانت هذه النفقة في سبيل من سبل الخير أو في صلة رحم فنحن مأمورون بها.
قال: أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:254] هنا يذكرنا ربنا جل جلاله أننا لا ننفق من أملاكنا ومن أموالنا، وإنما مما أفاء الله علينا، ومما أنعم الله به علينا، كما قال في آية أخرى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد:7].
والمعنى: أنفقوا مما رزقناكم في حياتكم الدنيا، وبادروا بالنفقة ولا تنتظروا الموت، حتى إذا بلغت الحلقوم قال الواحد منكم هكذا وهكذا، ولفلان كذا ولفلان كذا، وإنما الآن الواحد منكم وهو صحيح شحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى.
ثم قال تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ [البقرة:254] - وهو يوم القيامة - لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ [البقرة:254].
هنا ينفي الله عز وجل هذه الثلاث، يوم القيامة لا بيع، إذ لا يستطيع إنسان أن يفدي نفسه ولو بذل ملء الأرض ذهباً، كما قال الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47]، أي: يريد الكفار في ذلك اليوم أن يفدوا أنفسهم بكل شيء، لكن لا يستطيعون لأنه يوم لا بيع فيه، ليس هناك شيء يباع؛ لأن الناس سيحشرون حفاة عراة غرلاً؛ كما قال تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ [الأنبياء:104].
وقوله تعالى: وَلا خُلَّةٌ [البقرة:254]، أي: لا صداقة. وسميت الصداقة خلة لأنها مأخوذة من تخلل الأسرار بين الصديقين كما قال الله عز وجل: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون:101]؛ بل أكثر من الخلة الرحم، كما قال الله عز وجل: يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ [المعارج:11-12]، أي: زوجته. وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ [المعارج:12-13]، أي: قبيلته الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ [المعارج:13-14]. وقال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37].
قوله: وَلا شَفَاعَةٌ[البقرة:254] الشفاعة مشتقة من الشفع الذي هو ضد الوتر، والشفاعة معناها: الوساطة؛ أن يضم الشافع جاهه إلى جاه المشفوع فيه عند مشفوع عنده من أجل أن يحق حقاً أو يبطل باطلاً، أو من أجل أن يجلب مصلحة أو يدفع مفسدة. هذه هي الشفاعة -الوساطة- والقرآن الكريم هنا ينفيها.
يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: والشفاعة المنفية هنا هي الشفاعة التي لا يسع من بذلت عنده ردها؛ فمثلاً لو أن الأستاذ يريد أن يعاقب الطالب، بأن أراد أن يفصله أو يطرده أو يحرمه من الامتحان أو غير ذلك، فجاء أبو الطالب يشفع؛ فللأستاذ أن يقبل وأن يرد، لكن لو أن وزير التعليم قال لذلك الأستاذ: أنا أشفع في هذا الطالب، فلا يسعه ردها في الغالب. هذه هي الشفاعة المنفية ولله المثل الأعلى.
أي: ليس لأحد أن يشفع عند الله شفاعة بحيث إنها لا ترد؛ بل إن الله عز وجل يقبل شفاعة من يحب أن يقبل شفاعته ويرد، هذا هو معنى: (لا شفاعة) كما قال الله عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255]، وكما قال: يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً [طه:109]، وكما قال: وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى [الأنبياء:28].
ولذلك العلامة ابن جزي المالكي رحمه الله قال: حيثما كانت الشفاعة منفية في القرآن فهو عند الحديث عن أهوال القيامة، وحيثما كانت الشفاعة مقترنة بإذنه جل جلاله فهو من أجل الشفاعة التي كان يعتقدها الكافرون.
وفي آية أخرى قال الله عز وجل: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48].
والشفاعة ثابتة بالأحاديث المتواترة ومن ذلك أن الله عز وجل يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( سل تعط، واشفع تشفع )، فيشفع النبيون ويشفع الصديقون ويشفع الشهداء ويشفع العلماء، ويشفع الأبناء في الآباء والآباء في الأبناء.
إذاً هناك شفاعات خاصة، وهناك شفاعات عامة، وهذا كله مما يجمع به بين النصوص لدحض التعارض.
يقول الله عز وجل: وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. قال الزمخشري : (الكافرون) أي: مانعو الزكاة، واستدل بقول الله عز وجل: الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [فصلت:7]، قال: وقد سماهم الله كافرين تغليظاً كما قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [آل عمران:97]، ثم قال: وَمَنْ كَفَرَ [آل عمران:97]، أي: لم يحج، ولم يقل: (ومن لم يحج فإن الله غني عن العالمين)، وإنما قال: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97]، والمراد بالكافرين هنا على قول الزمخشري : مانعو الزكاة.
لكن أهل التفسير قالوا: الكافرون هم: الذين يلقون الله عز وجل كفاراً، إذ لا أظلم ممن وافى الله يوم القيامة كافراً، هؤلاء الذين ظلموا الحق فأنكروه، وظلموا أنفسهم فأوردوها موارد الهلاك، وظلموا الناس فصدوهم عن الهدى، وفتنوهم عن الإيمان، وموهوا عليهم الطريق، وحرموهم من الخير.
قال عطاء بن دينار رحمه الله: الحمد لله الذي قال: وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]، ولم يقل: (والظالمون هم الكافرون)؛ لأنه لو قال كذلك لكان كل ظالم كافراً، لكن الله عز وجل أخبر في هذه الآية أن كل كافر ظالم، وهذا يشهد له نصوص كثيرة كقول الله عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21]، وكقوله: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا [البقرة:114]، وغير ذلك من الآيات.
أيها الإخوة الكرام! هذه الآية المباركة قد حثت على النفقة، وقد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما في النفقة من الأجر والثواب والخير والبركة، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئاً )، يعني: الآن الزوج يكتسب ويجعل في البيت سكراً وقمحاً وزيتاً وخلاً وبصلاً وعسلاً، فلو أن الزوجة وجدت أن المصلحة والخير أن تنفق من هذا الشيء لجارة أو ذات رحم أو صديقة أو غير ذلك فلها أجرها بما أنفقت؛ ولا يضيع أجر الزوج؛ لأنه هو الذي جاء بهذا الشيء، والخازن في البيت الذي يتولى العطاء أيضاً له أجره.
وقد جاء في صحيح مسلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي تنفقه على أهلك ).
أيها الإخوة! هذه النفقة المتقبلة شروطها ثلاثة:
الشرط الأول: أن تكون من الطيب كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267]، يعني: لا تنظر في الطعام الذي قاربت مدته على النهاية فتتخلص منه، بل لا بد أن يكون من الطيب.
الشرط الثاني: أن تخرجه طيبة به نفسك، ولا تخرجه ويدك ترتجف وقلبك محترق.
الشرط الثالث: ألا تتبع هذه النفقة بالمن ولا بالأذى، وفي الحديث: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...) ، وذكر من بينهم: ( رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )، وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص : ( ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها؛ حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك ).
إذاً ليس المراد بقوله تعالى: أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:254] الزكاة فقط، وليس المقصود الصدقة فقط، وإنما حتى النفقة التي تنفقها في البيت كالخبز الذي تشتريه، والخضروات، والفاكهة، والسكر، واللحم.. كله في ميزان حسناتك لو أنك ابتغيت به وجه الله. ومن باب أولى الفول.
وفي الحديث: ( حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالتضرع والدعاء )، وفي حديث آخر: ( يا ابن آدم! أَنفِق أُنفق عليك )، وفي الحديث الآخر: ( ما من يوم يصبح إلا وينزل فيه ملكان يناديان؛ يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً )، أي: هذا الممسك أتلف اللهم ماله، وفي حديث آخر: ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وصلة الرحم تزيد في العمر )، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
هذه الآية فيها فوائد:
أولاً: الحث على النفقة في جميع طرق الخير، فقال: أَنفِقُوا [البقرة:254]، ولم يعين باباً فأبواب الخير كثيرة منها: علاج مريض، كفالة يتيم، إطعام جائع، التصدق على مسكين، كسوة عار، تفطير صائم، بناء مسجد، وغير ذلك من أبواب الخير.
ثانياً: التذكير بنعمة الله على الناس بأنه جل جلاله هو الذي رزقهم ونوع عليهم النعم.
ثالثاً: أن الله عز وجل أمرنا بإنفاق بعض المال لا كله، فهو لم يقل: أنفقوا ما رزقناكم، وإنما قال: (مما)؛ لأن الله عز وجل يعلم أن النفس مجبولة على الشح؛ ولذلك قال الله عز وجل: ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة:2-3]، (ومما) ما قال: وما رزقناهم، لا. بل قال: (مما) أي جزء.
ولذلك لو حسبنا زكاة المليون نجدها خمسة وعشرين ألفاً وهي لا تمثل شيئاً، إنما ربع العشر، وكذلك في أربعين شاة: شاة، وفي ثلاثين بقرة: تبيع، وفي خمس ذود أي من النوق شاة، فدائماً الصدقة القليلة متقبلة عند الله عز وجل.
ثم إن الآية دلت على أن هذه النفقات مدخرة عند الله ليوم لا تفيد فيه المعاوضات بالبيع ونحوه، ولا التبرعات ولا الشفاعات؛ ولذلك الممسك يوم القيامة يندم كما قال الله عنه: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ [الحاقة:28]، وكما قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ [المنافقون:9-10]، تجده يقول: أخرني نصف ساعة من أجل أن أتصدق وأوزع، فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ [المنافقون:10]، ولكن الله عز وجل لا يمهله دقيقة، ولا ثانية. وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:11]، وهذا تحذير من الغفلة ووجوب الأخذ بأسباب النجاة التي تؤدي لنجاة العبد يوم القيامة.
ثم حصر الظلم المطلق في الكفار؛ لأنهم خرجوا عما خلقهم الله له، وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً.
أسأل الله أن ينفعني وإياكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر