إسلام ويب

واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [2]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شدد الله سبحانه في التحذير من الوقوع في الفواحش، بل وسد الطريق الموصل إليها ونها عن الاقتراب منها، كما حذر من الاعتداء على النفس بالقتل والإزهاق إلا بالحق المشروع فيه القتل، كما أحاط مال اليتيم بالرعاية والحفظ، وحذر من الاقتراب منه إلا بالتي هي أحسن

    1.   

    عادة الجاهلية في التشاؤم بالبنات

    الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

    في الحلقة الماضية تحدثنا عن آيات الوصايا في آخر سورة الأنعام، هذه الآيات العظيمة التي افتتحها الله عز وجل بقوله: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151] إلى آخر الوصايا العشر العظيمة في هذه الآيات الثلاث الكريمات، ونسيت أن أقول لكم وأذكر في الحلقة الماضية أن ابن مسعود وهو من هو في علمه ومنزلته ومكانته في الإسلام كان يقول: من أحب أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات. وذكر الآيات الثلاث ففي ختام سورة الأنعام.

    وهذه الآيات تضمنت عشر وصايا، أخذنا في الحلقة الماضية ثلاث وصايا منهن، واليوم نتم ما تيسر منها، وكنا قد توقفنا عند قول الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151].

    الشيخ عبد الحي يوسف: وأنا أريد قبل أن نذهب إلى الوصية الرابعة أن أقف مرةً أخرى عند قول الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ [الأنعام:151]؛ لأن بعض الناس في الجاهلية المعاصرة ما افترقوا كثيراً عن الجاهلية الأولى، فيضيق صدره إذا رزق بالأنثى، كما قال ربنا: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ [النحل:58-59]، وهذه عادة من عادات الجاهلية، حتى أن بعضهم -والعياذ بالله- كان له بنت يقال لها: مودة، فأراد أن يسافر، فجعلت تودعه وتدعو له بطول العمر، فقال:

    مودة تهوى عمر شيخ يسره لها الموت قبل الليل لو أنها تدري

    يخاف عليها جفوة الناس بعده ولا ختن يرجى أود من القبر

    يعني: يقول: أحب الأصهار إلي القبر، يعني كما قال الآخر:

    إني وإن سيق إلي المهر عبد وألفان وذود عشر

    أحب أصهاري إلي القبر.

    فيا من تجزع من البنات اعلم بأن الخير قد يكون فيهن، واعلم بأن القرآن الكريم ذكر من النساء آسيا و مريم، وبالمقابل ذكر من الرجال فرعون و هامان و قارون و أبا لهب ، وغيرهم ممن ملئوا الأرض ظلماً وجوراً.

    1.   

    النهي عن قتل النفس المعصومة

    الشيخ عبد الحي يوسف: وبعد أن نهى الله عز وجل عن قتل الأولاد وهو نهي خاص عمم فقال: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ [الأنعام:151]، وهذا من عطف العام على الخاص.

    الشيخ محمد الخضيري: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ [الأنعام:151]، وهي كل نفس معصومة، والأنفس المعصومة هي تلك الأنفس التي حرم الله عز وجل أن يعتدى عليها بالقتل.

    المستحق للقتل

    الشيخ محمد الخضيري: قوله: إِلاَّ بِالْحَقِّ [الأنعام:151]، أي: إلا بالشرع، قتلاً بحق، وهو أن يرتد الإنسان ويكفر بعد إيمان، أو يقتل نفساً محرمةً عمداً عدواناً فيستحق بذلك القتل، أو يزني بعد إحصان، ومثلها أيضاً الجرائم التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم كقتل الساحر، وكذلك من وقع على ذات محرم، ومن عمل عمل قوم لوط، وقطع الطريق، وعند بعض أهل العلم السارق في الخامسة يقتل، والشارب في الرابعة يقتل، وما أشبه ذلك.

    التحذير من الاستهانة بالدماء

    الشيخ محمد الخضيري: ونحن بهذا نحذر كثيراً، وهذا أمر قد حذرت منه الشرائع كلها من تهاون بعض الناس في أمر الدماء، فإن ( المسلم لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم المجامع في يوم عرفة: ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، ويرفع إصبعه ثم ينكت بها على الناس )، فقد كان يشير بها إلى الناس عليه الصلاة والسلام؛ لعظم حرمة الدماء.

    الشيخ عبد الحي يوسف: ونلاحظ بأن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين لما حذر من الكبائر قرن بين الشرك والقتل، وجعل بينهما السحر، قال عليه الصلاة والسلام: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر )، والسحر نوع من الشرك، ثم قال: ( وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ).

    1.   

    النهي عن قرب الفواحش الظاهرة والباطنة

    الشيخ عبد الحي يوسف: وبعد أن حذرنا ربنا جل جلاله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أتى بالوصية الخامسة فقال: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام:151].

    والفواحش جمع فاحشة، والعرف قيدها بالفواحش المتصلة بالأعراض، لكنها في شرع الله عز وجل أعم من ذلك، فهي تشمل كل ما حرمه الله عز وجل، فالزنا واللواط والسحاق -عياذاً بالله- فواحش، وكذلك السرقة فاحشة، وقتل النفس المعصومة فاحشة، وأكل الربا فاحشة.

    الشيخ محمد الخضيري: فكل ما يستبشع ويفحش أو يشتد قبحه فهو فاحشة.

    الشيخ عبد الحي يوسف: بل أكثر من ذلك، فإن العرب قد تطلق الفحش على البخل.

    الشيخ محمد الخضيري: بل جاء ذكر هذا في القرآن: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ [البقرة:268]، قال العلماء: المراد بالفحشاء هنا البخل.

    الشيخ عبد الحي يوسف: نعم.

    أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد

    الفاحش: البخيل المسيك.

    الحكمة من التعبير بالقرب في قوله تعالى: (ولا تقربوا الفواحش)

    الشيخ عبد الحي يوسف: وها هنا قال الله عز وجل: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ [الأنعام:151]، وهذه الفواحش ما نهانا ربنا جل جلاله عن فعلها، وإنما نهانا عن قربانها.

    الشيخ محمد الخضيري: وهذا سر عظيم.

    الشيخ عبد الحي يوسف: وفي الآية التي مضت في حلقة سابقة قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]، فالله عز وجل لما حرم الزنا قال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى [الإسراء:32]، أي: لا تسلكوا السبل المؤدية إليه، ولا تحوموا حوله، ولذلك حرم ربنا إطلاق البصر، وحرم ربنا الخضوع بالقول، وحرم إبداء الزينة، وحرم الخلوة، وحرم جل جلاله ما يكون بين الرجال والنساء من التوسع ورفع الكلفة.

    الشيخ محمد الخضيري: وحرم أيضاً أو حذر من دخول الحمو على المرأة.

    الشيخ عبد الحي يوسف: وهذا الذي أعنيه: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو؟ )، بعض الناس يرفع الكلفة تماماً، فيأتي في أي وقت، ويؤذن له في كل سبيل، ( قال صلى الله عليه وسلم: الحمو -الذي هو قريب الزوج كأخيه ونحوه- الموت )، يعني: هذا أشد من غيره.

    الشيخ محمد الخضيري: لأن دخوله غير مستنكر.

    الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، وغير متهم.

    المراد بظاهر الفواحش وباطنها

    الشيخ عبد الحي يوسف: قال الله عز وجل: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ [الأنعام:151]، سواء كانت هذه الفواحش علانيةً كحال بعض الناس -والعياذ بالله- الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتي معافىً إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة: أن يعمل الرجل العمل بالليل فيستره الله، فيصبح يكشف ستر الله عليه، يقول: يا فلان! عملت البارحة كذا وكذا )، وهذا نراه، فبعض الناس مجاهر والعياذ بالله.

    وقوله: (وما بطن) فبعض الناس يفعل الفاحشة وهو غافل عن ختام الآية هناك في غض البصر: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].

    يا أبا عبد الله ! دائماً الشيخ الأمين رحمه الله يضرب مثالاً، يقول: لو أن ملكاً باطشاً، سافكاً للدماء، أقام الناس في ساحة، ثم بعد ذلك أتى بحريمه وبناته، وعنده السياف بين يديه، والنطع مبسوط، فهل يجرؤ واحد من الناس أن يرمي لواحدة من حريمه بورقة، أو يشير إليها بعين وهو يعلم العاقبة؟ فكيف بالله رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، الذي يحذر ويقول: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام:151].

    1.   

    الحكمة من ختم آية الوصايا الأولى بقوله: (لعلكم تعقلون)

    الشيخ عبد الحي يوسف: ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام:151]، هذه الآية ختمت بقوله: (لعلكم تعقلون)، وثانية: بـ(لعلكم تذكرون)، والثالثة: بـ(لعلكم تتقون).

    الشيخ محمد الخضيري: نأتي للأولى وهي قوله: (لعلكم تعقلون)، وهي التي ختمت بها الوصايا الخمس الأولى من هذه الآيات الثلاث، لعل الحكمة فيها -والله أعلم- أن هذه الوصايا لو تأملها العاقل لاهتدى إليها بمجرد التأمل العقلي، فإن العقل يدل على هذه المنهيات وما فيها مفسدة، وأنها مما ينبغي للعاقل أن يقوده قلبه إلى تركها، فلا يشرك مع الله غيره، ولا يعق والديه بل يحسن إليهما، ولا يقتل ولده خشية الفقر أو من الفقر، ولا يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يقرب الفواحش، وهي الأمور المكروهة القبيحة المستبشعة من المنكرات، والتي يعرف قبحها بالعقل قبل أن يعرف قبحها بالشرع كالعقوق، وكالزنا، وكاللواط.

    1.   

    تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا

    الشيخ عبد الحي يوسف: وقد فاتنا أن نذكر بأن البر سلف، فإذا أردت أن يبرك أولادك فبر والديك.

    الشيخ محمد الخضيري: وفي الحديث: ( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ).

    الشيخ عبد الحي يوسف: بر الوالدين يؤدي إلى بر الأولاد، فمن بر والديه بره أولاده، ومن عق والديه عقه أولاده، وهاهنا حديث صحيح: ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما ادخر له في الآخرة من الخيانة، والكذب، والعقوق ).

    فالعقوق مؤد إلى تعجيل العقوبة في الدنيا، مع ما ادخر الله عز وجل لصاحبه في الآخرة، والواقع يصدق هذا، قل أن تجد إنساناً عاقاً إلا وقد عجل الله له العقوبة في الدنيا، فرأى من أولاده ما كان يمارسه مع والديه، وربما يرى من زوجته ما كان يمارسه مع أمه، والجزاء من جنس العمل، ولا يظلم ربك أحداً.

    1.   

    النهي عن أكل مال اليتيم

    الشيخ محمد الخضيري: قال الله عز وجل في الوصية السادسة: وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ [الأنعام:152]، المقصود بهذه الوصية: ألا نصل إلى أموال اليتامى، أو نعمل فيها إلا أحسن ما يكون من العمل في مصلحتهم وتنمية أموالهم، وحفظها لهم قدر ما نستطيع. وهنا عبر أيضاً بالقربان بحيث أن الواحد يتوقى الوصول إلى هذه الأموال، ويحرص أشد الحرص على حفظها، والعناية بها، فلا يجوز للمتولي عن اليتيم ووليه في ماله أن يغامر بأموال الأيتام، فيضعها مثلاً في مساهمات تحتمل أن تنجح أو لا تنجح، أو يتقي الخسارة فيجعل مال اليتيم دون ماله، فهذا -والعياذ بالله- خيانة الأمانة.

    الشيخ عبد الحي يوسف: وهذا قد نبه الله عز وجل عليه تفصيلاً في سورة النساء.

    أولاً: قول الله عز وجل: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ [النساء:2]، وكان من عادة العرب إذا كان اليتيم عنده غنم أو بقر أو إبل، يجعلون العجفاء من مالهم مكان السمينة من مال اليتيم، والمريضة مكان السليمة، ويقولون: رأس برأس، فهذا من استبدال الخبيث بالطيب.

    ثانياً: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ [النساء:2]، وعبر بالأكل هنا لأنه أول وجوه الانتفاع، ثم قال: إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً [النساء:2] أي: إثماً عظيماً.

    ثالثاً: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10]، قال أهل التفسير: ويلحق بالأكل كل وجوه الإتلاف.

    الشيخ محمد الخضيري: وإنما ذكر الأكل؛ لأنه الأغلب، ولأنه أول وجوه الانتفاع فيه.

    الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، أيضاً مما نهى الله عنه في سورة النساء: وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا [النساء:6]، يعني: أن يتعجل قبل بلوغ هذا اليتيم، فيحاول إنفاق هذا المال وتصريفه في غير وجوهه، ثم بعد ذلك أحاط الله مال اليتيم بأسباب الرعاية والحفظ، فأمر بألا يدفع إليه إلا بعد الاختبار: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى [النساء:6]، أي: تدفع إليه شيئاً من المال يسيراً، وتراقب تصرفه فيه، فإن أحسن التصرف، واتجر فيه مثلاً علم من ذلك أنه قد بلغ الرشد، فيدفع إليه ماله كله، وهذا الدفع يكون بالإشهاد؛ من أجل أن تسلم الذمم، وتصان الأعراض، فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً [النساء:6].

    وحري بنا أن ندعو في ختام هذه الحلقة المباركة بأن يرزقنا الله الفقه في الدين، وأن يرزقنا الثبات واليقين، وأن يوفقنا لصالح الأعمال، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين، إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768244621