أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير عزيمة، وقال: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب الجحيم، وسلسلت فيه الشياطين)، أرسله ابن المبارك].
يقول النسائي رحمه الله: ذكر الاختلاف على معمر فيه، أي: في الحديث الذي ورد في فضل شهر رمضان، وأنه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد الشياطين، وقد أورد قبل ذلك الاختلاف على الزهري فيه، ثم أورد هنا الاختلاف على معمر، ومعمر، هو معمر بن راشد الأزدي البصري، ثم اليماني، تلميذ الزهري، وأورد الحديث من طرق عنه، وأيضاً من طرق ليست عنه، جاءت بعد ذلك، لكنه أورد بعض الطرق عن معمر، وهو الذي أشار إليه بهذه الترجمة: ذكر الاختلاف على معمر فيه، وأورد فيه حديث أبي هريرة الذي مر من طرق عديدة، ومر الكلام عليها، وأن النبي عليه الصلاة والسلام، قال في شهر رمضان: (تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد الشياطين).
وفي أول هذا الحديث قال: (كان النبي عليه الصلاة والسلام، يرغب فيه من غير عزيمة)، أي: في قيام رمضان، وقيام رمضان سنة، سنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فالله تعالى فرض صيام أيامه، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام لياليه، وقد صلى عليه الصلاة والسلام بأصحابه في شهر رمضان في آخره، وتكاثروا في الليالي التي جاءت بعد صلاته لأول مرة، ولكنه عليه الصلاة والسلام، وقد وصفه الله عز وجل بأنه بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، خشي أن يفرض عليهم قيامه، فلم يفعل، ولم يستمر، ولما روجع في ذلك بين السبب وقال: أنه خشي أن يفرض عليهم قيامه، لكن لما توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وزال الذي كان يخشاه الرسول صلى الله عليه وسلم، من كونه يفرض عليهم؛ لأن الزمان زمن الوحي، فانقطع الوحي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعاد عمر الناس إلى ما كانوا عليه، أي: إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تركه خشية الفرض؛ لأن المحظور الذي خشيه قد زال فبقي استحبابه، وجمع عمر رضي الله عنه، الناس على قيام الليل، فأحيا عمر هذه السنة، وأعاد الناس إلى هذه السنة التي كانوا عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال: (كان يرغب في قيام رمضان من غير عزيمة)، (يرغب من غير عزيمة)، يعني: من غير أن يعزم عليهم.
هو أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة].
هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان المشهور بـابن أبي شيبة، وأبو شيبة هي كنية لجده إبراهيم بن عثمان؛ لأنه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، فـإبراهيم الذي هو جده هو الذي يكنى بـأبي شيبة، فهو أبو بكر بن أبي شيبة نسبة إلى جده إبراهيم بن عثمان المكنى بـأبي شيبة، واشتهر بهذه النسبة، وهو مشهور بكنيته أبو بكر، واسمه عبد الله بن محمد، وهو ثقة حافظ مصنف، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، فإنه لم يخرج له شيئاً، وقد أكثر عنه مسلم في صحيحه، ولم يرو عن أحد من شيوخه مثل ما روى عنه في الكثرة، وقل أن يفتح الإنسان صحيح مسلم إلا ويجد فيه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة؛ لأنه مكثر من الرواية عنه، وقيل: إن الأحاديث التي رواها عنه تبلغ ألف وخمسمائة حديثاً، ويذكره بكنيته، ويقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وأما البخاري فإنه يسميه كثيراً عبد الله بن أبي شيبة، فـالبخاري يسميه كثيراً، ومسلم يكنيه كثيراً، وهنا روى عنه النسائي بواسطة شيخه أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وأبو بكر بن أبي شيبة هذا ثقة حافظ مصنف، له كتاب المصنف لـابن أبي شيبة، وله كتاب الإيمان، وله كتب.
[حدثنا عبد الأعلى].
هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى، اسمه واسم أبيه متفقان، وهو البصري، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، مشهور بـالزهري، ومشهور بـابن شهاب، وهو ثقة فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع منهم؛ لأن ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، أحد هذه الأقوال: أن السابع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، والقول الثاني: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقول الثالث: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فهذه أقوال ثلاثة في السابع من الفقهاء السبعة المشهورين في عصر التابعين، في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
[عن أبي هريرة].
رضي الله تعالى عنه، وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.
ثم قال: [أرسله ابن المبارك].
ثم ساق الإسناد الذي فيه أن فيه ابن المبارك وأنه أرسله.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر، وقد أرسله ابن المبارك في روايته؛ لأنه رواه عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة.
فـالزهري لم يلق أبا هريرة، فهو مرسل، فالرواية مرسلة، ولهذا هو قال: أرسله ابن المبارك، يعني: أنه رواه عبد الله بن المبارك عن الزهري مرسلاً، وهذا المرسل بالمعنى العام؛ لأن المرسل اشتهر إطلاقه على كون التابعي يضيف ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ذكر الصحابي، وليس الإشكال في كون الصحابي لا يذكر؛ لأن الصحابة عدول، لكن لاحتمال أن يكون هناك غير صحابي محذوف، فـالزهري روى عن أبي هريرة هنا، هذا على المعنى الآخر للمرسل، وهو رواية الراوي عمن لم يلقه، أو عمن لم يدركه، فيقال له: مرسل بالمعنى العام، وإن كان الذي اشتهر أن المرسل هو ما يقوله التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا عند المحدثين، لكن يطلق أيضاً إطلاقاً عاماً على رواية الراوي عمن لم يدرك عصره، أو أدرك عصره ولم يلقه، ولهذا يقال: أرسل عن فلان، أو روايته عن فلان مرسلة، معناه: أنه لم يسمع منه، بل أسند إليه مرسلاً وليس متصلاً؛ لأنه لم يدرك عصره، أو قد يكون أدركه ولكن لم يلقه ولم يسمع منه، فهذا الذي يسمونه مرسلا خفيا، فرواية الراوي عمن أدركه ولم يلقه، يقال له: مرسل خفي، وإذا كان روى عمن لم يدرك عصره، فهذا مرسل جلي واضح، معناه فيه سقوط، فالسقوط فيه واضح جلي؛ لأنه ما أدرك عصر شيخه الذي أرسل عنه، فهذا هو الإرسال الذي في هذا الحديث.
هو محمد بن حاتم بن نعيم المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا حبان بن موسى].
هو الخراساني المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[أخبرنا عبد الله].
هوابن المبارك، الذي قال قبل ذكر الإسناد: أرسله ابن المبارك، هذا هو: عبد الله الذي لم ينسبه في الإسناد، بل جاء مهملاً، المراد به ابن المبارك، وعبد الله بن المبارك المروزي هو ثقة، وصفه الحافظ ابن حجر في التقريب بصفات عديدة، فهو جواد مجاهد، عابد ثقة، وذكر جملة من صفاته، وقال: جمعت فيه خصال الخير، وهو مروزي، والثلاثة الذين مروا كلهم مروزيون، الذي هم: محمد بن حاتم بن نعيم، وحبان بن موسى، وعبد الله بن المبارك، هؤلاء الثلاثة مروزيون، وعبد الله بن المبارك حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق أخرى، ولكن ليس فيها معمر، والترجمة التي مرت ذكر الاختلاف على معمر فيه، وهنا ليس فيه معمر، وإنما معمر جاء في الطريقين السابقتين، وأما هذه الطريق فليس فيها ذكر معمر، وليس هذا من الاختلاف على معمر، وإنما هذه الطرق العديدة التي جاء فيها حديث أبي هريرة، ليس من طريق معمر ولا من طريق الزهري، بل من طريق أخرى.
الحديث قال فيه الرسول: (أتاكم شهر رمضان)، ثم ذكر شيئاً من فضائله، قال: [(تفتح فيه أبواب السماء)]، والأحاديث التي مرت: (تفتح فيه أبواب الجنة)، ولعل ذكر السماء؛ لأن الجنة في السماء وتفتح أبوابها، وكذلك السماء تفتح أبوابها، فالجنة في السماء السابعة، سقفها عرش الرحمن كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، [(وتغل فيه مردة الشياطين)]، وهو من جنس تصفد، [(فيه ليلة خير من ألف شهر)]، هي: ليلة القدر التي أنزل الله فيها سورة: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، [(من حرم خيرها فقد حرم)]، هذا الفضل العظيم الذي هي ليلة واحدة هي خير من ألف شهر، وكون الإنسان يدركها، ويجتهد فيها، ويحصل هذا الخير العظيم من الله سبحانه وتعالى، والذي يحرم هذا الخير هو محروم؛ لأن هذه الليلة تعادل عمر إنسان طويل العمر؛ لأن ألف شهر تساوي اثنين وثمانين سنة، فالأمر ليس بالهين.
هو الصواف، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا عبد الوارث].
هو عبد الوارث بن سعيد البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أيوب].
هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي قلابة].
هو عبد الله بن زيد الجرمي، مشهور بكنيته أبي قلابة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
أورد النسائي الحديث الذي في فضل رمضان، وأنه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، أورده من طريق عتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنه، وقد عاده عرفجة بن عبد الله الثقفي، وتذاكروا عنده رمضان، فروى لهم هذا الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، في فضل شهر رمضان.
قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].
هو الجواز المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا سفيان].
وهو: ابن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن السائب].
هو عطاء بن السائب الكوفي، وهو صدوق اختلط، وحديثه أخرجه البخاري وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عرفجة].
هو عرفجة بن عبد الله الثقفي، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن عتبة بن فرقد].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه النسائي وحده.
قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، لكن من حيث الحديث هو جاء من طرق عديدة، فهو ثابت من الطرق الكثيرة التي جاءت عن غير هذا الصحابي بغير هذا الإسناد، والحديث ثابت كونه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، هذا ثابت عن جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة، ومنهم أنس، ومنهم عتبة بن فرقد.
وذكر المناداة كما هو معلوم، جاء بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يؤمنون ويصدقون بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يسمعوا، فالمناداة تفرد بها في هذا السند، أما الأسانيد الماضية فليس فيها ذكر المناداة، ولكن الصفات الثلاث موجودة وهي: تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وهذا جاء في الأحاديث الكثيرة.
أورد النسائي حديث عتبة بن فرقد من طريق أخرى، وهي: مثل الطريقة السابقة، إلا أنها تختلف عنها في بعض الألفاظ، كقوله: (يصفد كل شيطان مريد)، وهم: مردة الجن.
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا محمد].
غير منسوب، وهو ابن جعفر الملقب غندر، وإذا جاء محمد غير منسوب يروي عن محمد بن بشار أو هو يروي عن شعبة، فالمراد به: ابن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن السائب عن عرفجة بن عبد الله الثقفي عن عتبة بن فرقد].
وقد مر ذكرهم.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا المهلب بن أبي حبيبة (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى عن المهلب بن أبي حبيبة أخبرني الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا يقولن أحدكم: صمت رمضان ولا قمته كله، ولا أدري كره التزكية أو قال: لا بد من غفلة ورقدة)، اللفظ لعبيد الله].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي الرخصة أن يقال لشهر رمضان: رمضان، أي: أن يذكر رمضان بدون أن يسبقه كلمة: شهر، فهذا سائغ، وهذا هو المقصود من الترجمة، وأنه لا مانع منه، وقد جاءت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأورد بعض الأحاديث التي فيها ذكر رمضان بدون شهر، فأورد النسائي حديثين: الحديث الأول حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا يقولن أحدكم: صمت رمضان أو قمت رمضان كله)، قال: لا أدري، يعني أن الراوي أو أحد الرواة كره التزكية، كون الإنسان يزكي نفسه بأن يقول: إنه صام رمضان كله.
(أو قال: لا بد من غفلة ورقدة)، أي: لا بد من حصول نقص، كون الإنسان يقول: صمت رمضان كله، أو قمت رمضان كله هذا فيه احتمال أن يكون تزكية، وذلك أن الإنسان قد يحصل منه إخلال من جهة الغفلة، وقد يحصل له رقدة، وأنه يفوته شيء من ذلك، فكون الإنسان يقول: صمته كله، أو قمته كله فيه ما فيه، والمقصود من إيراد الحديث أنه قال: (لا يقولن أحدكم: صمت رمضان)، ما قال: صمت شهر رمضان، معناه: أنه ليس فيه ذكر الشهر، فيجوز أن يقال: رمضان بدون شهر، هذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث؛ لأن قوله: [(لا يقولن أحدكم: صمت رمضان)]، يعني: ذكر رمضان بدون لفظ الشهر، ما قال: صمت شهر رمضان، فهذا دليل على جواز أن يأتي ذكر رمضان مسبوقاً بكلمة شهر، ويجوز أن يأتي غيره مسبوقاً بكلمة شهر، والحديث واضح الدلالة على الترجمة.
هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[أخبرنا يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد القطان، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا المهلب بن أبي حبيبة].
صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي، ثم أتى بطريق أخرى، فحول وأتى بـ (ح) التحويل، قال: وأخبرنا عبيد الله بن سعيد، هذا شيخ آخر، وطريق أخرى.
هو اليشكري السرخسي، وهو ثقة مأمون سني، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي.
[حدثنا يحيى].
هو القطان، وقد مر ذكره.
[عن المهلب بن أبي حبيبة].
وقد مر ذكره، يعني: أن كلاً من يحيى بن سعيد القطان، والمهلب جاءوا في الطريقين، والفرق إنما هو بالشيخين، الأول: هو إسحاق بن راهويه، والثاني: عبيد الله بن سعيد اليشكري السرخسي.
[أخبرني الحسن].
هو ابن أبي الحسن البصري، وهو ثقة فقيه، يرسل ويدلس، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أبي بكرة].
هو نفيع بن الحارث صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، والحديث ذكره الشيخ الألباني في الضعيفة وقال: إنه ضعيف، ولكنه أشار إلى سبب الضعف في تعليقه على ابن خزيمة، حيث قال: إسناده صحيح لولا عنعنة الحسن وهو: مدلس، لكن من حيث كون الإنسان يقول: رمضان بدون شهر، هذا ثابت في غير هذا الحديث، كما في الحديث الذي بعده، وأحاديث أخرى جاء فيها ذكر رمضان من غير ذكر الشهر.
قال: [واللفظ لـعبيد الله].
أي: لشيخه الثاني؛ لأنه ذكر شيخين: إسحاق، وعبيد الله، واللفظ الموجود هو لـعبيد الله للشيخ الثاني، وليس للشيخ الأول، معناه: أن الشيخ الأول لفظه يختلف عن هذا اللفظ الموجود، فبين من له اللفظ من الشيخين، بعد أن فرغ من الإسناد والمتن قال: اللفظ لـعبيد الله، أي: لشيخه الثاني.
أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهو: مشتمل على ما ترجم له النسائي من الرخصة بأن يقال: رمضان من غير شهر، وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لامرأة من الأنصار: (إذا كان رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة)، ومحل الشاهد منه قال: (إذا كان رمضان)، ما قال: إذا كان شهر رمضان، أتى بكلمة رمضان بدون شهر، فدل هذا على أنه يسوغ أن يقول الإنسان: رمضان دون أن يسبق ذلك بكلمة شهر، والحديث دال على فضل شهر رمضان، وعلى فضل العمرة في شهر رمضان، وهذا الفضل للعمرة إنما هو في الثواب، ولكنها ليس في إسقاط العمرة الواجبة مرة واحدة، وإنما هذا في بيان الفضل والثواب، لا أنها تغني عن العمرة الواجبة التي هي واجبة في العمر على الإنسان، أو يوجبها الإنسان على نفسه بنذر أو غيره، لا، إنما المقصود من ذلك: أن العمرة تعدل حجة في ثوابها، لا أنها تغني عنها لمن كان عليه حجة، فإنها لا تغني عنه، ومن عليه حجة عليه أن يحج، ولا يكفيه أن يعتمر في رمضان، لكن من اعتمر في رمضان يحصل أجر الحجة، وثواب الحجة والحديث كما قلت: أورده النسائي في هذه الترجمة من أجل ذكر رمضان بدون كلمة شهر، (إذا جاء رمضان)، وقد جاء في أحاديث أخرى، منها الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)، (ورمضان إلى رمضان)، يعني: شهر رمضان إلى شهر رمضان، فأتى فيه بذكر رمضان بدون شهر.
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا شعيب].
هو شعيب بن إسحاق، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[أخبرني ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني عطاء].
وهو ابن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: السنة هي قصه وليس حلقه؛ لأنه جاء في الأحاديث: (جزوا)، وجاء: (احفوا)، فالسنة هي القص بدون حلق، وبعض العلماء يقول: إنه مثلة، يعني: كون الإنسان يحلقه يعتبر مثلة، فالسنة هي القص وليس الحلق.
الجواب: نسأل الله السلامة والعافية، أقول: ما أدري، لا أقول شيئاً.
الجواب: التختم بالفضة سائغ فيجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تختم، وجاء ما يدل على ذلك، لكن لا يقال: أنه سنة، وأن الإنسان إذا لم يفعله لم يفعل السنة، بل هو من الأمور السائغة الجائزة، والرسول صلى الله عليه وسلم ما فعله إلا لما قيل له: إنهم لا يقبلون الكتاب إلا إذا كان مختوماً، فاتخذ خاتماً وكتب عليه محمد رسول الله، وكان يختم به، فهو سائغ وجائز، والتختم بالفضة مباح، لكن لا يقال: إنه سنة مستحبة.
هل يقال: التختم يكون إلا لعلة أن يتخذه خاتم يختم به؟
لا ما نقول: أن الإنسان لا يتخذ الخاتم إلا إذا كان يختم، ولا ننكر على من يلبس الخاتم، لكن لا نقول: إن فعله سنة، وأن من لم يفعله لم يفعل السنة، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه في خنصره عليه الصلاة والسلام، قال أنس: (كنت أرى بريقه في يده صلى الله عليه وسلم، أو في إصبعه)، طبعاً الخنصر، وللحافظ ابن رجب رحمه الله رسالة واسعة، أو كتاب واسع يتعلق بأحكام الخواتيم، فهو من أحسن ما يرجع إليه في بيان الأحكام المتعلقة بالخواتيم.
الجواب: خراساني يعني مثل خراسان، ومرو من خراسان؛ لأن النسبة نسبة عامة، ونسبة خاصة، فهو مروزي، وهو خراساني، فنسبته إلى خراسان نسبة عامة، ونسبته إلى مرو نسبة خاصة، وأحياناً يذكر بالنسبة الخاصة، وأحياناً يذكر بالنسبة العامة، مثل أيضاً الأنساب قد يذكر بالنسبة العامة، وقد يذكر بالنسبة الخاصة، مثل أبو إسحاق السبيعي الهمداني، وسبيع جزء من همدان، ومرو جزء من خراسان، ويقول النووي: إن كبريات مدن خراسان أربع، فذكر منها مرو، وبلخ، وهراء.
الجواب: نعم إذا كانت الزيادة موجودة في الذي فيه ضعف، وموجودة في الذي هو صحيح، فإن تلك الزيادة تكون صحيحة، بسبب وجودها في الصحيح، أما لو كانت الزيادة ما جاءت إلا من طريق ضعيف، وغير هذه الزيادة جاءت من طرق أخرى، فالحكم بالصحة لما جاء فيه موافقة، أما ما لم يأت إلا من طريق ضعيف، فهذه لا يعول عليها.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر