أخبرنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فليصلها أحدكم من الغد لوقتها)].
يقول النسائي رحمه الله: باب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد. هذه الترجمة تتعلق بمن نام عن الصلاة فإنه يصليها من الغد، فإذا كانت مثلاً الظهر فإنها تصلى في وقت الظهر من الغد، لكن سبق أن مر في بعض الأحاديث ومنها حديث أبي قتادة نفسه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نام عن صلاة، فليصلها إذا ذكرها)، فهذا هو الذي جاءت به الأحاديث المتعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها تصلى حين يذكرها، وأنها لا تؤخر عن الوقت الذي تذكر فيه؛ لأن النائم في حال نومه قد رفع عنه القلم فإذا استيقظ فعليه أن يبادر إلى أداء ما فاته من الصلوات في حال نومه، وقال بعض العلماء: إن حديث أبي قتادة، وقوله: (فليصلها لوقتها من الغد). ليس المقصود منه أنه يؤخرها إلى الغد فيصليها في وقت مثلها من الغد وإنما المقصود من ذلك أن هذا تنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه الصلاة التي نيم عنها، أو لا يصلح أن يتكرر منه ذلك بل يحافظ على الصلوات في أوقاتها، وهذا هو المناسب في تفسير الحديث؛ لأن حديث أبي قتادة وبالإسناد نفسه من رواية ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة، وفيه كما تقدم قريباً: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من نام عن صلاة أو من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها).
فبين عليه الصلاة والسلام أن الصلاة المنسية أو التي نيم عنها أنه يبادر إلى أدائها عند ذكرها، ويكون المراد بالحديث أنه يحرص من الغد على ألا يتكرر منه مثل هذا الذي حصل في هذا اليوم، هذا هو الذي يحمل عليه الحديث توفيقاً وجمعاً بينه وبين الأحاديث الأخرى.
انظروا حديث أبي قتادة حيث قال: (ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة، فقال: إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها).
هذا هو حديث أبي قتادة المتقدم، يقول: (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها)، فيكون هذا هو الذي جاء عن أبي قتادة وغيره، والذي جاء من أحاديث متعددة أن الصلاة المنسية أو التي نيم عنها تصلى عند ذكرها، وعلى هذا فيحمل ما جاء من حديث أبي قتادة هذا إن كان محفوظاً، على أن المراد به أنه يحافظ عليها من الغد بحيث لا يتكرر منه ذلك الذي حصل منه في هذا اليوم الذي حصل النوم فيه عن الصلاة.
هو عمرو بن علي الفلاس المحدث، الناقد، وهو ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو داود ].
هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو مشهور بكنيته أبي داود .
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج، الثقة الثبت، الذي وصف أنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن ثابت البناني] .
هو ثابت بن أسلم البناني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن رباح].
وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي قتادة].
هو أبو قتادة الأنصاري صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
هنا أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نسيت الصلاة فصل إذا ذكرت فإن الله يقول: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14])، وهذا الحديث بمعنى ما تقدم من الأحاديث؛ من أن الصلاة المنسية والتي نيم عنها أنها تصلى عند ذكرها، وأنها لا تؤخر، بل يبادر إلى أدائها ولو كان ذلك في أوقات النهي، مثل بعد العصر إلى غروب الشمس، ومثل بعد الفجر إلى طلوع الشمس، فإن الصلوات المقضية تصلى عند ذكرها إذا ذكرها الإنسان في وقت النهي أو استيقظ في وقت نهي، فإنه يصلي الصلاة التي نسيها أو نام عنها، ولا يؤخرها إلى وقتها من الغد.
عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، وهو ثقة، خرج له الترمذي، والنسائي .
[حدثنا يعلى].
هو ابن عبيد الطنافسي، وهو ثقة.
خرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن إسحاق].
هو ابن يسار المدني، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، مشهور بنسبته إلى جده زهرة، ومشهور بنسبته إلى جده شهاب، وهو ثقة، محدث، فقيه، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، روى عن أنس بن مالك وغيره من صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد].
هو ابن المسيب، وهو ثقة، ثبت، فقيه، محدث، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين وهم الذين جمعهم الشاعر في قوله:
إذا قيل من في العلم سبعة أبحرٍ روايتهم ليست عن العلم خارجة
فقل هم عبيد الله عروة قاسم سعيد أبو بكر سليمان خارجة
فـسعيد هذا هو سعيد بن المسيب .
[عن أبي هريرة].
أبو هريرة هو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهو أحد السبعة المكثرين، بل هو أكثر السبعة الذين قال فيهم السيوطي :
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدريِ وجابر وزوجة النبيِ
أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وبمعنى الذي قبله وبلفظه: (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها)، يعني: مثلما تقدم في الروايات السابقة: (فإن الله قال: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]).
عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، ثقة، خرج له مسلم، وأبو داود ، والنسائي، وابن ماجه .
[عن ابن وهب]
هو عبد الله بن وهب المصري، ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو محدث، فقيه.
[حدثنا يونس].
هو ابن يزيد الأيلي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة].
عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة، وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة في الإسناد الذي قبل هذا.
وقول عبد الأعلى: (حدثنا به يعلى مختصراً) يعني أن الحديث مختصر، أي: ليس مطولاً، وعبد الأعلى هو نفسه الذي في الإسناد، شيخه، وشيخ شيخه يعلى بن عبيد.
هنا أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو بلفظ ما تقدم، إلا أن فيه تلاوة الآية: (أقم الصلاة للذكرى)، وهي غير القراءة المشهورة: أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14].
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر] .
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبد الله] .
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، إمام، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب بعدما ذكر جملة من خصاله الحميدة: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر].
هو ابن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة] .
وقد مر ذكرهم في الإسنادين اللذين قبل هذا.
أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن بريد بن أبي مريم عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام ونام الناس، فلم نستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم أمره فأقام فصلى بالناس، ثم حدثنا بما هو كائن حتى تقوم الساعة )].
هنا أورد النسائي رحمه الله حديث أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي، وفيه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما ساروا من الليل نزلوا في آخر الليل وناموا ثم لم يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤذن فأذن ثم صلوا الركعتين التي هي الراتبة ثم صلوا الصلاة التي هي صلاة الفجر، والترجمة هي باب كيف يقضى الفائت من الصلاة، فبين أنه أذن للصلاة وأديت الراتبة قبلها ثم أتي بالصلاة المفروضة بعد أداء الراتبة، ففيه الأذان، وفيه أداء الراتبة قبل الصلاة المقضية ثم قضى الصلاة، ومن المعلوم أن هذا بعد خروج الوقت، فهي قضاء فوائت؛ لأن وقت الفجر ينتهي بطلوع الشمس فبعد طلوع الشمس هو قضاء فائت؛ لأنه ليس أداء؛ لأن ذلك بعد خروج الوقت.
(فأسرينا ليلة)، السري هو السير في الليل.
(فلما كان في وجه الصبح)، يعني في آخر الليل قرب الصبح، نزلوا فناموا ولم يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس.
هو أبو السري، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. وهناد بن السري كنيته أبو السري، فوافقت كنيته اسم أبيه، وقد سبق أن ذكرت أن هذا نوع من أنواع علوم الحديث، وهو أنه ينبغي أن يعرف من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة ذلك حتى لا يظن التصحيف فيما إذا قيل: حدثنا هناد أبو السري، يعني من لا يعرف يظن أن ابن صحفت إلى أبو، وليس فيه تصحيف بل هذا صواب، فهو أبو السري، وهو ابن السري.
[عن أبي الأحوص].
هو سلام بن سليم الحنفي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن السائب].
وهو صدوق اختلط، وحديثه أخرجه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن بريد بن أبي مريم].
وبريد بن أبي مريم ثقة، خرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبيه].
أبوه هو مالك بن ربيعة السلولي، حديثه أخرجه النسائي.
هنا أورد النسائي رحمه الله حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحبسنا عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام أمر
وقد مر ذكرهما قريباً.
[عن هشام الدستوائي].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الزبير].
هو محمد بن مسلم بن تدرس، وهو صدوق، يدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو نافع بن جبير بن مطعم، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود].
وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب السنن الأربعة، وقد قال: الحافظ في التقريب: إن الراجح أنه لم يسمع من أبيه، وهذا الحديث من روايته عن أبيه، يعني ففيه انقطاع بينه وبين أبيه.
[عن عبد الله بن مسعود].
وأما أبوه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فهو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد فقهاء الصحابة، وهو صحابي مشهور، توفي سنة (32هـ)، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وليس هو أحد العبادلة الأربعة المشهورين في الصحابة؛ لأنه متقدم الوفاة وأما العبادلة الأربعة فهم من صغار الصحابة، وهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
هنا أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، يعني أننا نزلنا في آخر الليل ونمنا، فالتعريس: هو نزول المسافر آخر الليل للاستراحة، قال: (فلم نستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليأخذ كل برأس بعيره فهذا موضع حضرنا فيه الشيطان، ففعلنا، ثم إن الرسول دعا بالوضوء فتوضأ وصلى سجدتين )، أي الركعتين اللتين هما ركعتا الفجر -السنة الراتبة- ثم أقيمت الصلاة فصلوا الغداة، وهذا مثل الحديث المتقدم، الذي فيه أنهم لما رقدوا أنه أذن للصلاة ثم صلوا الركعتين ثم بعد ذلك أقيمت الصلاة وصلوا صلاة الفجر.
هو الدورقي، وهو ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا يحيى].
هو ابن سعيد القطان، وهو ثقة، ناقد، محدث، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يزيد بن كيسان].
وهو صدوق يخطئ، خرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثني أبو حازم].
هو سلمان الأشجعي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة رضي الله عنه].
وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه، قد مر ذكره قريباً.
أورد النسائي رحمه الله حديث جبير بن مطعم النوفلي رضي الله عنه: (أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما كانوا في آخر الليل نزلوا، وقال: من يكلؤنا لا ننام عن صلاة الصبح؟ فقال
هو النسائي، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه أبو داود ، والنسائي .
[حدثنا يحيى بن حسان].
وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
[حدثنا حماد بن سلمة].
هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمرو بن دينار].
وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو نافع بن جبير بن مطعم، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن أبيه].
هو جبير بن مطعم النوفلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ( أن النبي عليه السلام عرس )، أي: نام في آخر الليل؛ لأن المسافر عندما ينزل آخر الليل وينام ويستريح فهذا يسمى التعريس، فلم يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس فصلوا الصلاة، قال: ( وهي الوسطى )، وحديث ابن عباس هذا موافق لما تقدم من الأحاديث من النوم عن الصلاة، وأنهم قاموا بأداء الصلاة وقضائها حينما قاموا وتنبهوا، يعني بعد طلوع الشمس، لكن فيه زيادة (وهي الوسطى) وهذه غير محفوظة؛ لأنها مخالفة لما جاء في الأحاديث الصحيحة من أن الوسطى هي صلاة العصر وليست الفجر؛ لأنه هنا أطلق على الفجر بأنها الوسطى، والذي ثبت في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الوسطى هي العصر وليست الفجر، فتكون هذه الزيادة التي (هي الوسطى) منكرة، والمحفوظ أو المعروف سواها؛ وهو أنها العصر وليست الفجر، لكن ما عدا هذا فهو ثابت في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث، يعني من جهة أنهم ناموا عن الصلاة، وأنهم قاموا وصلوا الفجر بعدما خرج وقتها أي بعد طلوع الشمس.
هو الذي تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
[حدثنا حبان بن هلال].
بفتح الحاء، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهناك من الرواة من يقال له: حَبان بفتح الحاء، وفيهم حِبان بكسر الحاء، مثل: حبان بن موسى.
[حدثنا حبيب].
هو ابن أبي حبيب، وهو صدوق يخطئ، خرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه .
[عن عمرو بن هرم].
وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، يعني ما خرج له أبو داود من أصحاب السنن الأربعة، وما خرج له البخاري في الصحيح في الأصول، وإنما خرج له في التعليق.
[عن جابر بن زيد].
هو أبو الشعثاء، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
وابن عباس هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه، وأحد الصحابة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
الجواب: تعلم السحر وتعليمه من أكبر الكبائر، لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه ولا يجوز تعاطيه، بل هو من أكبر الكبائر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، وذكر منها السحر)، والسحر عد من نواقض الإسلام وأنه كفر بالله عز وجل.
الجواب: معنى الحديث في غاية الوضوح، قوله: (اجتنبوا السبع الموبقات )، أي المهلكات التي هي من أكبر الكبائر، وفيها الشرك الذي هو أكبر الكبائر، وأظلم الظلم، وأبطل الباطل، وهو الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل، والسحر وهو كفر أيضاً، وفي حجة الوداع قال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)، وأما ما عدا ذلك الذي هو الربا، وقتل النفس، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وأكل مال اليتيم. فهذه الخمسة من الكبائر وليست كفراً، وصاحبها لا يكون كافراً.
الجواب: كما هو معلوم أن الصور ابتلي بها الناس، ولا يكادون يسلمون منها أبداً إلا ما شاء الله، وإدخال الشيء الذي ليس هناك ضرورة إليه ولا ملجأ إليه لا ينبغي، والجرائد لا ضرورة إليها حتى تدخل في المساجد، بخلاف غيرها مما يضطر الإنسان إلى دخوله، ولا يستطيع الانفكاك منه والتخلص منه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر