بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلني وإياكم من المقبولين.
معنا في هذا الدرس النداء الثاني بوصف الإيمان في كتاب الله عز وجل في الآية الثالثة والخمسين بعد المائة من سورة البقرة وهو قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153].
مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنها جاءت في ثنايا الحديث عن تحويل القبلة.
وقد ذكر بعض المفسرين في نزولها سبباً الله أعلم به، قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما مكث في المدينة يستقبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً أنزل الله عليه: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [البقرة:144]، فتهكم المشركون من أهل مكة وقالوا: مثلما رجع محمد إلى قبلتنا سيرجع إلى ديننا!
وهذا الكلام في واقع الأمر كذب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يوماً من الأيام على دين المشركين، وإنما فطره الله عز وجل على دين إبراهيم حنيفاً مسلماً، فما تمسح بصنم، ولا طاف حول صنم، ولا ذبح عند نصب، ولا أكل مما كان يذبح على الأنصاب.
قبل هذه الآية الله عز وجل أمرنا بالشكر، فقال سبحانه: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وفي هذه الآية يأمرنا بالصبر.
قال أهل العلم: والإيمان نصفان: نصف شكر ونصف صبر؛ لأن الإنسان لا يخلو من حالتين: إما أن يكون في نعمة فيشكر الله عليها، وإما أن يكون في بلاء فيصبر، ويشهد لهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ).
هنا يخاطبنا الله عز وجل فيقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بالصبر [البقرة:153]، والاستعانة: طلب المعونة.
والصبر: حبس النفس على ما تكره؛ لأن النفس قد تكره أحياناً نوعاً من أنواع العبادة كما قال الله عز وجل: كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ [البقرة:216]، فالنفس تحبسها على هذا المكروه طالما أنه يرضي رب العالمين جل جلاله. وكذلك النفس أحياناً قد تشتهي المعصية وتكره تركها فتحملها على ما تكره.
قال: اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ[البقرة:153]، وهنا ذكر الله عز وجل الصبر قبل الصلاة، قال الألوسي رحمه الله في روح المعاني: لأن الصلاة نوع من أنواع الصبر؛ وهي تحتاج إلى صبر، فكون الإنسان يقوم لصلاة الفجر في الشتاء أو في الصيف مع قصر الليل، هذا كله يحتاج إلى صبر؛ ولذلك الله عز وجل قدم الصبر فكأنه خصوص بعد عموم.
وقد جاء في الحديث: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) وقال: (أرحنا بها يا بلال)، وكذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان في سفر، فنعي إليه أخوه قثم بن العباس ، وقيل: بل نعيت له بنت من بناته، فتنحى رضي الله عنه وصلى لله ركعتين، ثم قال: مصيبة جبرها الله، وعورة سترها الله، واستعينوا بالصبر والصلاة.
ثم قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]، وهذا تذييل في معنى التعليل؛ أي: استعينوا بالصبر والصلاة لأن الله جل جلاله مع الصابرين، فهي معية تستلزم التوفيق والنصرة والتأييد وإجابة الدعوة وتحقيق الرغبة، وهذه مزية ليست لغيرهم.
وقال علي بن الحسين رضي الله عنه: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ فيخرج عنق من الناس يتوجهون إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة يقولون لهم: إلى أين يا بني آدم؟ يقولون: إلى الجنة، يقولون: قبل الحساب؟ يقولون: نعم، يقولون لهم: فمن أنتم؟ يقولون: نحن الصابرون، يقولون لهم: وما كان صبركم؟ يقولون: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله، فتقول لهم الملائكة: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ويشهد لهذا قول الله عز وجل: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].
ذكر الصبر في القرآن كما قال الإمام أحمد رحمه الله في تسعين آية من كتاب الله، والله عز وجل يذكر الصبر تارة آمراً به: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ [النحل:127]، وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ [الطور:48]، وتارة ناهياً عن ضده كالاستعجال: وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35]، والوهن والحزن: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا [آل عمران:139]، وتارة يبين الله عز وجل عاقبة الصبر: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]، وتارة يبين جل جلاله أنه مع الصابرين، وأن جزاءهم الجنة، وأنهم الناجون من الخسار: إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:2-3]، وفي غير ذلك من المواضع.
قال أهل العلم: والصبر تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، يعني: تارة يكون واجباً، وتارة مندوباً، وتارة مكروهاً، وتارة حراماً، وتارة مباحاً.
النوع الأول: الصبر الواجب، ويكون في ثلاث حالات:
أولاً: الصبر على فعل الواجبات، فالصيام يحتاج إلى صبر، والحج يحتاج إلى صبر، وقل مثل ذلك في إخراج الزكاة الواجبة فإنها تحتاج إلى صبر، وهو أن تحمل النفس على ما تكره.
ثانياً: الصبر على ترك المحرمات، ولو تأملنا حال نبي الله يوسف عليه السلام نجد أنه نموذج عالي للصبر، إذ لما دعته امرأة العزيز وغلقت الأبواب وقالت: هيت لك، صبر عليه الصلاة والسلام، وقال: مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23]، فصبر عن فعل المعاصي.
ثالثاً: الصبر على أقدار الله المؤلمة، فإن المصائب التي تنزل بالإنسان مما لا اختيار له فيها، كالمرض يصيب الإنسان، وفقد الولد، فيلزمه الصبر.
النوع الثاني: الصبر المندوب المستحب، وهو أيضاً على ثلاثة أنواع:
الأول: الصبر على فعل المستحبات، كصلاة التراويح فإنها ليست واجبة وإنما هي مستحبة؛ فيكون الصبر عليها مستحباً.
الثاني: الصبر عن فعل المكروهات، فالإنسان يصبر عن الشيء المكروه الذي ليس بحرام، وهنا يندب لك أن تصبر عنه.
الثالث: الصبر عن مقابلة الجاني بمثل فعله، فلو أن إنساناً شتمك فمطلوب منك الصبر؛ لئلا تقابل فعله بمثله، وكذلك لو أن إنساناً ضربك أو أساء إليك، وهذا الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه أوذي ومع ذلك كان صابراً؛ لأن الله أوصاه بذلك فقال: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام:34].
النوع الثالث: الصبر المحرم، ومن أمثلته: أن يصبر الإنسان عن الطعام والشراب حتى يموت، وهو ما يسمى بالإضراب، كإنسان يمسك عن الطعام والشراب حتى يموت، أو يمسك عن لحم الخنزير أو عن الميتة في المخمصة وفي المجاعة حتى يموت، قال بعض أهل العلم: لو أن هناك مجاعة فلم يأكل ما أباح الله له من ميتة أو خنزير فمات دخل النار؛ لأن هذا صبر محرم، ومثله أيضاً: أن يصبر الإنسان على اعتداء الكافر حتى يقتله، أو حتى ينتهك عرضه، هذا صبر محرم، بخلاف صبرك في الفتنة؛ أي: إذا حصل بين المسلمين فتنة فيسن لك الصبر وألا تحمل سلاحاً ولا ترفع سيفاً، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل، دعه يبوء بإثمه وإثمك )، والله عز وجل أثنى على خير ابني آدم الذي قال لأخيه: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة:28]، فابن آدم أخوه رفع عليه سيفه وهو صابر لقضاء الله عز وجل وقدره، ولم يقابل الاعتداء بمثله.
أيها الإخوة الكرام! الصبر في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أنه أمر به ومارسه صلوات الله وسلامه عليه، فقد نشأ يتيماً لم ير أباه فصبر، وفقد أمه لما بلغ السادسة فصبر، وفقد جده لما بلغ الثامنة فصبر.
وكذلك صبر على العيلة كما قال الله عز وجل: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى [الضحى:6-8].
وكذلك صبر صلى الله عليه وسلم على الفقر، (وكان يمر عليه الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار، وما له من طعام إلا الأسودان) عليه الصلاة والسلام.
وكذلك صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على أعباء النبوة: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً [المزمل:5]، وكان صابراً بالليل والنهار عليه الصلاة والسلام. وصبر على أذى المشركين، ومن ذلك أذاهم باللسان، وأذاهم باليد، فربما يطرحون على رأسه الأوساخ وهو ساجد عليه الصلاة والسلام.
ثم صبر على الأعراب وجفائهم وغلظتهم، فلما جاء الأعرابي وقال له: ( يا محمد! اتق الله إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، مسح الرسول صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ).
وصبر صلى الله عليه وسلم على المنافقين، كـعبد الله بن أبي الذي كان يتكلم عنه بكلام السوء، إذ مرة يقول له: يا محمد! لقد آذاني نتن ريح حمارك، ومرة يطعنه في عرضه صلى الله عليه وسلم؛ فيتكلم عن عائشة بقالة السوء، ومرة يطعن في ذمته المالية ويتهمه بالغلول، فينزل الله عز وجل قوله: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ [آل عمران:161]، ومرة يصف النبي صلى الله عليه وسلم بوصف لو قيل لي أو قيل لك ما تركنا القائل، قال عبد الله ابن سلول لعنه الله: ما نحن ومحمد إلا كما قالت العرب: سمن كلبك يأكلك، ومع ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء بعض الصحابة يستأذنه في قتل ذلك الكفار الأثيم، قال عليه الصلاة والسلام: ( بل نحسن صحبته ما استطعنا؛ لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ).
ثم صبره في خاصة نفسه عليه الصلاة والسلام، فقد مات أولاده كلهم : القاسم و عبد الله و إبراهيم و رقية و زينب و أم كلثوم ، وما بقيت له إلا فاطمة رضي الله عنها فصبر عليه الصلاة والسلام، وكذلك مات عدد من أحفاده، ومات عدد من أعمامه، ومات عدد من زوجاته فصبر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأن الصبر هو شطر الإيمان.
وعبادة الصوم التي بدأناها في هذا اليوم نصف الصبر، يعني: كأن الصوم ربع الإيمان؛ ولذلك مطلوب منا أن نصبر على هذه العبادة المباركة الطيبة، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200].
من النماذج العظيمة في القرآن حال نبي الله أيوب عليه السلام الذي قال الله عز وجل فيه: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44]، قالوا: مكث في البلاء ثمانية عشر عاماً حتى تقرح جلده صلوات ربي وسلامه عليه وما شكا لأحد من الناس.
وكذلك نبي الله يوسف عليه السلام ألقي في الجب بتآمر إخوانه، فصبر، وكذلك أخرج من الجب وبيع عبداً رقيقاً، فصبر، وصار خادماً في بيت عزيز مصر، ثم ابتلاه الله بالمرأة الفاجرة فصبر، ثم ابتلاه الله بالنسوة الفاجرات اللائي يحرضنه على الفاحشة، يقلن له: أطع مولاتك، فصبر، وقال لما هددوه بالسجن: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ [يوسف:33]، فألقي في السجن، فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [يوسف:42]، فصبر عليه الصلاة والسلام، وما تضجر ولا شكا، وكان أبوه يعاني من فقده وكان يقول: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف:86]، فما شكا لأحد من الناس: وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [يوسف:86].
وكذلك لما أخرج من السجن مكنه الله من إخوانه، لكنه صبر وما بطش بهم، بل صار وزيراً ومحكماً في الخزائن والأموال، فصبر عليه الصلاة والسلام، وكانت عاقبته لما قال له إخوانه: أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].
وفي مواضع القتال قال الله عز وجل: بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:125].
الصبر يتأكد عند نزول مصيبة الموت؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها )، وهذه أم سلمة رضي الله عنها لما مات زوجها قالت في نفسها: من يكون خيراً من أبي سلمة ؟! لكنها عادت فقالت ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، فأبدلها الله بعد أبي سلمة خير البشر حيث تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أهل العلم: ويكفي الصابرين أن الله عز وجل وعدهم بثلاث جوائز: قال سبحانه: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:157]. فالصبر مطلوب عند نزول المصيبة.
قال أهل العلم: يفعل الأحمق بعد ثلاث ما يفعله العاقل بعد المصيبة مباشرة، يعني: العاقل بمجرد ما حصل الموت يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما الأحمق فإنه يسخط ويتضجر ويصرخ ويتأوه، ثم بعد ذلك بزمان يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون حيث لا تنفعه تلك الكلمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ).
هذه الآية يستفاد منها فوائد:
الفائدة الأولى: وجوب الاستعانة بالصبر في كل ما ينزل بالعبد من أمر تكليفي بالفعل أو الترك أو بمصيبة هي من قضاء الله وقدره.
الفائدة الثانية: وجوب الاستعانة بالصلاة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
الفائدة الثالثة: إثبات معية الله عز وجل للصابرين.
نسأل الله أن يجعلنا منهم. والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر