إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (89) - النوع التاسع والسبعون في غرائب التفسير

عرض كتاب الإتقان (89) - النوع التاسع والسبعون في غرائب التفسيرللشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الكتب التي ألفت في غرائب التفسير كتاب غرائب التفسير للكرماني، وقد ذكر مؤلفه أنه أورد فيه معضلات ومشكلات، وأن ما وصفه من التفسير بالعجيب ففيه أدنى خلل ونظر، ولا يقبل إلا ما صرح بصحته.

    1.   

    الكلام عن كتاب غرائب التفسير وعجائب التأويل

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

    أما بعد:

    قال المؤلف: النوع التاسع والسبعون في غرائب التفسير.

    كما هو الغالب على السيوطي رحمه الله تعالى أنه لا يذكر تعريف النوع، يعني: ما هو المراد بالنوع الذي يتكلم عنه، وهنا أيضًا لم يذكر المراد بالغرائب، ولكنه أحال إلى كتاب وحيد في هذا الباب وهو كتاب الكرماني محمود بن حمزة ، و محمود بن حمزة له مجموعة من الكتب في علوم القرآن، منها: هذا الكتاب الذي ذكره، وكتاب شواهد القراءات، وكذلك كتابه لباب التفسير، وهو كتاب كبير ونفيس.

    يقول: [ ألف كتابًا في مجلدين سماه العجائب والغرائب]، وهو بين أيدينا غرائب التفسير وعجائب التأويل.

    يختلف العلماء في تسميته: بتقديم غرائب أو عجائب، لكن في النهاية سواء قلنا: عجائب أو غرائب فهو له كتاب العجائب والغرائب وهو مطبوع.

    بعض الأقوال المنكرة الواردة في كتاب غرائب التفسير

    يقول: [ضمنه أقوالاً ذكرت في معاني آيات منكرة لا يحل الاعتماد عليها، ولا ذكرها إلا للتحذير منها ]، ثم أورد بعض هذه الأقاويل التي يحذر منها، مثل: كون [ حم عسق: أن الحاء حرب علي و معاوية ، والميم ولاية الأمويين، والعين ولاية العباسيين، والسين ولاية السفيانيين، والقاف قدوة مهدي، حكاه أبو مسلم ، ثم قال: أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى]، ثم أورد أيضًا بعض التفسيرات الأخرى، وكلها موجودة في كتاب الكرماني ، ومنها أيضًا قوله: [رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ[البقرة:286] قيل: إنه الحب والعشق!].

    وهنا يجب أن ننتبه أن الكرماني رحمه الله تعالى لما ذكر مثل هذه الأقاويل، فمرة يجعلها بمعنى العجيب، ومرة بمعنى الغريب، بمعنى: أنه يفرق بين العجيب والغريب.

    فهذه الآية التي ذكرها الآن، يقول: [ الحب والعشق ].

    وجعل من الغريب حديث النفس.

    إذاً كتاب الكرماني الذي اعتمد عليه السيوطي منقسم إلى غريب وعجيب، وسنأتي إن شاء الله بعد قليل إلى ذكر هذا الكتاب، نأخذ عنه موجزاً سريعاً.

    أيضًا أورد من الأقوال وهي تعتبر من التفسير العجيب في قوله سبحانه وتعالى: وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ [الفلق:3]، قال: الذكر إذا قام! وهذا أورده النقاش في مقدمة تفسيره في شواذ التفسير وفي هذه الأقاويل عجائب وغرائب، فليس كل ما يُحكى في كتب التفسير يقبل.

    وإن كان بعض هذه الأقوال يذكرها من له عناية بالتحرير، ويكون لها عنده وجه فيه لطافة وخفاء، ولكن مثل هذه الأقاويل لا تستوي على سوق واحدة؛ لهذا يقع الخلاف بين العلماء في نقلها فضلًا عن التعليق عليها.

    أيضًا أورد عن أبي معاذ النحوي هكذا ورد، في قوله: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا[يس:80]، قال: يعني: إبراهيم ، نارًا، نورًا وهو محمد: فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ[يس:80]، قال: تقتبسون الدين.

    التفريق بين أبي معاذ النحوي وأحمد بن معاذ النحوي

    والمحققون حفظهم الله: جعلوا أبا معاذ هذا، هو أبو معاذ النحوي وهو الفضل بن خالد المروزي توفي سنة مائتين وواحدة وعشرين كما يقول البخاري ، ولكن هذه الترجمة غير صواب؛ لأن هذا العلم أبا معاذ النحوي غير أبي معاذ النحوي الذي ذكر عنه هذا القول، وهذا أورده الماوردي قبل صاحب العجائب والغرائب، حيث ذكره الماوردي في تفسيره النكت والعيون، ورواه عن أبي جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي ، هكذا في النكت والعيون وإذا كان أحمد بن معاذ النحوي فهو خلاف أبي معاذ النحوي المشهور وهو من رواة الحديث والتفسير، ومن فضلاء القراء.

    وأيضًا لا يتصور صدور مثل هذه الأقوال من مثل من يعرف حال الفضل بن خالد أبي معاذ النحوي ، فمن عرف حاله وقرأ في أقواله لا يتصور صدور مثل هذا منه، وإنما هذا يصدر من أصحاب ما يسمى بالتفسير الإشاري الذي سبق أن نبهنا على بعض أقاويلهم سابقًا، فهذا ينبه إليه: أنه ورد في النكت والعيون عن أبي جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي ، فهو خلاف أبي معاذ النحوي الفضل بن خالد الذي ترجم له أصحاب تحقيق كتاب الإتقان، طبع مجمع الملك فهد، ولم أنتبه للرجوع إلى التحقيق الآخر، ولعلي -إن شاء الله- في الدرس القادم أنتبه إن كانوا توصلوا إليه؛ لأني بحثت عن هذا الرجل ولكن لم أجده إلى الآن، ولا أستبعد أن يوجد في كتب طبقات الصوفية إن كانوا متقدمين كطبقات الصوفية للسلمي وغيره. ولعلكم تراجعون إذا كان أحد عنده فرصة أن يراجع هذا العلم.

    قلنا إن: الفضل بن خالد أبا معاذ النحوي المروزي توفي في مائتين وواحد وعشرين، وهو من فضلاء القراء والنحاة، والرواة، أما أحمد بن معاذ النحوي فهو صاحب هذا القول، وهو موجود في النكت والعيون نسبه إليه بهذا الاسم.

    نبذة عن كتاب الغرائب للكرماني

    وبما أن الإمام السيوطي ذكر كتاب الغرائب والعجائب، فسنأخذ نبذة سريعة عن هذا الكتاب.

    هذا الكتاب نفيس جدًا في نظري، ومهم جدًا، وهو يحتاج إلى أن تكون عليه دراسة في منهج الكرماني في هذا الكتاب، وعن فكرة الغرائب والعجائب في علوم القرآن وفي التفسير.

    الإمام الكرماني أيضًا لم يذكر التفريق بين الغرائب والعجائب، ما مراده بالغرائب، وما مراده بالعجائب في أول كتابه، يقول: بعد أن ذكر الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [فإن أكثر العلماء والمتعلمين في زماننا يرغبون في غرائب تفسير القرآن وعجائب تأويله]، إذاً غرائب تفسير، وعجائب: تأويل.

    هل يريد أن يفرق بين التفسير والتأويل، أو هما لمجرد التنويع في العبارة والخطاب؟ هذه تحتاج إلى استقراء الكتاب.

    ما يحتويه كتاب الغرائب للكرماني

    قال: [ويميلون إلى المشكلات المعضلات في أقاويله، فجمعت في كتابي هذا منها] يعني: هو جمع غرائب وعجائب ومشكلات ومعضلات؛ ولهذا ننتبه إلى هذه الفائدة، فإن الكتاب حوى بعض المشكلات، فإذاً هو من مصادر ما يسمى بمشكل القرآن أو بمشكل التفسير، على حسب التسمية التي وقع فيها كما ذكرت لكم سابقًا على خلاف في أيهما أنسب.

    قال: [ما أقدر أن فيه مقنعًا لرغبتهم ومكتفًى لطلبتهم؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ( أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه؛ فإن الله يحب أن تعرب آي القرآن )]. هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن علينا في قوله: أنه أخذه منه (والتمسوا غرائبه) إذاً هو أخذ الغريب من هذا الأثر.

    ثم قال: [ولما ذكر ابن عباس رضي الله عنه: أن هذا القرآن ذو شجون وفنون، وظهور وبطون، لا تنقضي عجائبه، فمن أوغل فيه برفق نجا، ومن أوغل فيه بعنف هوى]، فإذاً هو أخذ من الأثر الأول مصطلح الغريب، ومن الأثر الثاني: مصطلح العجيب.

    ثم قال: [وأوجزت ألفاظه من غير إطناب، فإن مجتنى كنوز العلم في اختياره، وحسن جمعه واختصاره، ولم أشتغل بذكر الآيات الظاهرة الوجوه المعروفة المتظاهرة، ولا بذكر الأسباب والنزول، والقصص والفصول؛ فإني قد أودعت جميع ذلك في الكتاب الموسوم بلباب التفاسير، -وفي نسخة: لباب التفسير- من غير إفراط مني فيه ولا تقصير، مستعينًا بالله ومعتمدًا عليه..] إلى آخر كلامه.

    ثم بدأ يذكر الغرائب والعجائب، وإن كان أحيانًا قد يلم بمعنى آية أو معنى جملة من باب الإضافة، وليس من مقاصد الكتاب، بيان جميع المعاني، إنما من مقاصد الكتاب بيان ما يقع عنده من غريب أو عجيب.

    هل نستطيع نحن من خلال ما ذكره الآن المؤلف من لفظة: (التمسوا غرائبه، لا تنقضي عجائبه) أن نعرف العجيب والغريب منه؟ هذا لا شك أن فيه صعوبة، لكن المؤلف رحمه الله تعالى -وهذا من غرائب التأليف- حينما جاء إلى أواخر السور، قال في قيد العجيب عنده عند قوله سبحانه وتعالى: وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ [الفلق:3]، وأورد القول الذي ذكرناه قبل قليل.

    مصطلح الكرماني في وصف التغير بالعجيب

    ثم قال: [ وكل ما وصفته بالعجيب ففيه أدنى خلل ونظر ] وهذا قيد أو ضابط نعرف من خلاله أن أي وصف لتفسير من التفاسير بأنه عجيب أنه عند المؤلف غير مقبول، فيه أدنى خلل ونظر، أما إذا كان غريباً فكأن معناه أنه: أعلى مقامًا منه، لكن لا يلزم أيضًا قبول ما لم يصرح المؤلف بذلك؛ لأن المؤلف وضعه للغرائب والعجائب، لكنه هنا قال: في العجيب، هذا المصطلح العجيب عنده: وضع ضابطًا.

    استقراء كتاب الغرائب لمعرفة منهج مؤلفه

    فلو استطاع أحد منكم أن يستقرأ هذا الكتاب كاملًا ويحاول أن يعرف منهج المؤلف فيه، ومراده بالغرائب والعجائب، وهل مصطلح التفسير والتأويل -بناء على هذا عنده- له حد معين أو لا؟ فهذا جيد، وإن استطاع أن يطلع على التفسير الأصل فقد يكون أحال على هذا، أو بين الشيء من ذلك، فهذا أيضًا أحسن.

    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    757401965