إسلام ويب

تفسير سورة غافر (6)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من القصص القرآني الذي كثر وروده في مواضع عدة من القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه، لما في هذه القصص من العبر والعظات، ومما ورد في هذه القصة بيان منطق أهل الباطل حين يقلبون الحقائق ويزورون الوقائع، والمتمثل في تبرير فرعون لرغبته في قتل موسى عليه السلام أن موسى إنما جاء ليفسد عليهم دينهم، ويبدل عقيدتهم، فصار أهل الباطل يريدون الصلاح، وما أكثر أصحاب هذا المنطق في كل زمان ومكان.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ [غافر:23-27].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من جراء ما يلقاه من المشركين في مكة، فقد حكموا بإعدامه، فضلاً عن ضربه وتعذيبه، وإهانته وسبه وشتمه، وهو صابر بأمر الله، وكان كلما يشتد كربه وألمه ينزل الله تعالى عليه هذه الآيات؛ ليسليه ويثبته على صبره وما هو قائم به.

    وهذه القصص التي بين أيدينا قصها الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل أن محمداً رسول الله، ووالله إنه لرسول الله، ولو لم يكن رسوله لما أنزل عليه هذا القصص، والرسول صلى الله عليه وسلم ما عاش مع بني إسرائيل ألف سنة أو ألفين حتى عرف هذا، ويتحدث به. بل هذه آية نبوته، وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا الذي جرى لموسى وأخيه هارون من ذلك الصلف والكبرياء والعناد والمكر من فرعون إذا سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت ويصبر، ولا ينزعج؛ لأن الأنبياء والرسل قبله عانوا هذه الشدائد.

    وقد قصها الله تعالى على رسوله؛ ليدل على نبوته ورسالته، وليقرر البعث الآخر، وليحمله على الصبر والثبات حتى يبلغ رسالته.

    قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى [غافر:23]. وموسى هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وموسى عند اليهود يسمونه موشي، وموشي ديان سمعتم به، فموشي هو موسى، وسمي موسى لأنهم وجدوه بين الماء والشجر، وقصته كالتالي: قال أحد السياسيين الذين يعيشون مع فرعون: إن بني إسرائيل عندنا كان لهم شأن، ولهم سلطان، فنخشى إذا كبروا في ديارنا وقدروا على أن يسلبوا ملكنا أن يسلبوه منا، ويطالبونا بالدولة والحكم، فقال الساسة لفرعون: نرى أنك تخفف عددهم، فتذبح الذكران منهم، وتبقي على الإناث للخدمة والعمل، فصدر الأمر من فرعون بأن من كانت حبلى يا بني إسرائيل فليخبر متى تلد، فكانت المرأة تخبر فتأتي مجموعة من الممرضات، فإذا وضعت ولداً ذكراً دفنوه حيث وضعته، وإن وضعت أنثى تركوها. ومضت على هذا سنون، فقلت اليد العاملة، فرأى الساسة أن لو يعفوا عن الذبح سنة ويذبحوا سنة. وكان من تدبير الله عز وجل أنه في السنة التي كان فيها العفو ولد هارون، والسنة التي لا عفو فيها ولد فيها موسى عليه السلام، وأوحى الله تعالى إلى أم موسى أنك إذا وضعته فلفيه بلفافة، واجعليه في صندوق، وارمي به في النيل، وبالفعل كانت تنتظر متى تضعه، فلما وضعته لفته في لفافة، وجعلته في صندوق، ورمت به في النيل بإذن الله عز وجل، كما قال تعالى: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7]. وهذا وحي الله إليها، فهو الذي قال لها: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ [القصص:7]، وهو صغير. وَجَاعِلُوهُ [القصص:7] لما يكبر مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7]. ففعلت ذلك. وإذا بالنيل يعبث بذلك الصندوق ويقلبه حتى دخل حديقة قصر فرعون ، وكانت النساء على الحديقة، فوجدن الصندوق، فأخذنه من بين الماء والشجر، ولما أخذوه فرحت به امرأة فرعون ، فقد كانت لا تلد، وهي آسية بنت مزاحم فرحت به فرحاً شديداً، وقالت لفرعون : هذا إما أن يكون لنا ولداً، أو نستعين به في حياتنا، فلنربه عندنا، وشاء الله أنه كلما تأتي امرأة لترضعه يرفض الرضاع، وكلما تأتي أميرة من الأميرات وسيدة من السيدات طيبها عطر وحالتها حسنة وتضع ثديها في فمه ما يقبل.

    وكانت أم موسى قالت لأخته: قصيه، فكانت أخت موسى تتحسس وتسأل بأدب؛ علها تعثر على أخيها، فلما بلغها أن أخاها في قصر فرعون وهم يطلبون له مرضعة ترضعه، فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ [القصص:12]؟ فقالوا: نعم، فأخذته إلى أمها وأرضعته، فعاد إلى أمه، كما قال تعالى: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا [القصص:7-8]. وبالفعل كان عدواً لهم وحزناً.

    فأصبحت ترضعه أمه، وتأخذ مقابل ذلك أجرة، ولما انفطم بعد أن أتم السنتين وكان في بيت فرعون أخذ وحاول أن يقف كالأطفال الرضع، فأخذ بلحية فرعون وأمسكها حتى يقوم وقام، فتشاءم فرعون، وقال: هذا بلاءنا.

    وهنا لطيفة، وهي: أنهم كانوا يلتحون، وحلق اللحى منكر، ويتنافى مع البشرية وكمالها، فهم به أن يضربه، فقالت آسية : اصبر، هذا ما يعرف شيئاً، وهو ما ينطق، فهو ما زال طفلاً، فلا تؤاخذه، فعسى أن ينفعنا الله به. وتربى في حجر فرعون سنوات. ولما حدث ذلك الحادث وقتل القبطي بلكمة لكمه؛ لأنه كان يتضارب مع إسرائيلي حكموا بإعدامه، فخرج من ديارهم هارباً، ووصل إلى أرض مدين، وتزوج ببنت شعيب، ثم في طريقه إلى مصر مرة ثانية أوحى الله إليه ونبأه، وأرسله مع أخيه هارون.

    وها هو الآن مع فرعون كما قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا [غافر:23]، أي: بحجج وبراهين، ويكفي منها العصا واليد. وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ [غافر:23] واضح بين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب)

    قال تعالى مخبراً أنه أرسل موسى وهارون إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ [غافر:24]. وفرعون هو الملك، وهامان وزيره، وقارون كان ذو مال، فكان يملك الملايين، وكان أغنى واحد في تلك البلاد، وقارون من بني إسرائيل، وليس من الأقباط.

    فأرسل الله موسى إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ [غافر:24]. فلما شاهدوا آيات الله وخاصة يوم ذلك العرض العظيم إذ اجتمعوا في ساحة عظيمة، فقد جمع فرعون السحرة من كل بلاده، وجمع أقواهم وأقدرهم على السحر، وجاء موسى بعصاه في يده، فلما امتلأت الساحة بالثعابين والحيات، وأصلها حبال، وإنما خيلت في أعين الناس حيات وثعابين، وإذا بموسى يأمره الله بأن يلقي عصاه، فألقاها، فلقفت كل ما كانوا يخيلونه، وابتلعت كل ما في ذلك الساحة. فلما شاهدوا ذلك قالوا: سَاحِرٌ كَذَّابٌ [غافر:24]

    وقد كان موسى يطالب فرعون بأن يرسل معه بني إسرائيل إلى أرض القدس؛ حتى يعودوا إلى ديارهم، فقد كانت رسالة موسى أن يذهب ببني إسرائيل إلى ديار الشام؛ حتى لا تبقى مع الكفار والمشركين هذا أولاً، وثانياً: أن يبلغ فرعون رسالة الله، وأنه كافر ومشرك، ويجب عليه أن يؤمن، ويعبد الله ويوحده.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه ...)

    قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا [غافر:25] الذي هو لا إله إلا الله، وأن موسى رسول الله، وأن بني إسرائيل ينبغي أن يخرجوا من هذه الديار، ويعودوا إلى ديار آباءهم وأجدادهم؛ ليعبدوا الله عز وجل قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ [غافر:25]. وهذا أمر ثانٍ أيضاً بعد الأول، فالأول كان قبل ولادة موسى، وهذا الآن، فقال: اقتلوا أبناءهم؛ حتى ما يقووا ويقدروا على حربنا وقتالنا، واتركوا النساء أحياء لا يقتلن. فهكذا صدر هذا الأمر بعدما عرفوا أن لموسى قوة لا محالة، وقد ينتصر عليهم، فمن باب الاحتياط قالوا: نقتل رجالهم، ونبقي نساءهم. ولذلك قال تعالى: وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ [غافر:25]. فهذا المكر الفرعوني وكيده في الضلال المطلق، ووالله ما ينجحون ولا يفوزون، بل الدائرة تدور عليهم، والهلاك يهلكهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه ...)

    قال تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ [غافر:26]. ولا شك أن بعض رجاله قالوا له: إن موسى يدعو ويستجيب له الرب تعالى، فاحذر أن يدعو عليك يا فرعون! وقالوا هذا لفرعون لما شاهدوا آيات الله من العصا والآيات التسع، فقالوا: نخشى أن يدعو عليك ربه فتهلك. فقال هو: ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ [غافر:26]. فلا نبالي.

    ثم قال: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ [غافر:26]. فقال لقومه: أخشى أن يبدّل دينكم الذي أنتم عليه بدين جديد جاء به، وكان دينهم الشرك والكفر وعبادة فرعون، فهو إلههم الذي يؤلهونه، ولكنه من باب السياسة يقول: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26] من سفك الدماء والقتل، والخبث والشر. فهذه نظرية فرعون ليوهم أهل بلاده، فقال: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)

    قال تعالى: وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ [غافر:27]. فلست بخائف أبداً من فرعون ولا من جيشه ولا من رجاله، فأنا لذت بجناب الله واستعذت بربي من كل مكروه، وخاصة من كل متكبر جبار كفرعون لا يؤمن بيوم الحساب. وهم قالوا لفرعون: نخشى أن يدعو عليك موسى فتهلك، فتكبر وقال: لا أبالي بدعائه أبداً؛ لكفره وعناده، وقال: إني أخاف إن انتصر علينا أن يبدّل ديننا، وأن يجيئنا بدين جديد، أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26]، الذي ما نطيقه، ولا نسعد فيه. فلا بد إذاً من قتله. فبلغ هذا موسى عليه السلام فقال: إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ [غافر:27]، أي: لذت بجناب ربي وربكم، فهو الذي يحفظني، وهو الذي يصونني، فلا يقوى فرعون على قتلي أبداً.

    وقوله: مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ [غافر:27]، يوم الحساب هو يوم الجزاء والحساب.

    وكانت النهاية بعد ذلك انتصار موسى على فرعون، وكان تعالى قبل ذلك قد أمر موسى أن يعتزل فرعون ورجاله، وينزل بمنطقة خاصة ببني إسرائيل، وأوحى الله إليه: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس:87]، أي: متقابلة.

    ثم أذن الله له بالخروج مع بني إسرائيل فخرج، فلما خرج متجهاً شرقاً أمر فرعون برجاله وجيشه، فخرج في مائة ألف مقاتل، فلما وصل موسى إلى البحر الأحمر أوحى الله إليه أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ [الشعراء:63]. فضربه فانفلق البحر فلقتين، وأصبحت طرق فيه، فدخل مع بني إسرائيل، فلما وصل إليهم فرعون وجدهم في البحر، البحر، فدخل فيه، فلما دخل بجيشه وتوسط البحر أطبق الله عليه البحر، فأغرقه وجيشه كاملاً، والحمد لله. اللهم إلا ما كان من فرعون، فإنه لم يغرق داخل البحر، بل ارتفع على سطح الماء. والسر في ذلك: حتى يعرف بنو إسرائيل أن فرعون مات، وإلا لقالوا: لم يمت فرعون، بل لابد أن يأتينا من جهة أخرى. فمن آيات الله: أن رفعه على سطح الماء حتى شاهدوه ميتاً، وجاء هذا مبيناً في كتاب الله في سورة يونس.

    إذاً: نجا موسى مع بني إسرائيل، وهلك فرعون ومن معه، وذهب موسى مع بني إسرائيل إلى أرض القدس، وفي طريقهم حدثت أحداث، ستأتي في الآيات التي بعد هذه.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:

    [ من هداية الآيات:

    أولاً: تسلية الرسول، وحمله على الصبر والتحمل وهو في أشد الظروف صعوبة ] فهي تحمل رسولنا على الصبر، وأن يتسلى ويصبر مما يعاني ويشاهد، وها هو موسى عانى ما فعلوا ببني إسرائيل، فقد ذبحوا أولادهم، وهذا هو شأن الكفر والكافرين، فاصبر يا رسولنا! واثبت حتى ينصرك الله كما نصر موسى وأهلك فرعون ، فسينصرك ويهلك المشركين، وتم هذا بالفعل.

    [ ثانياً: عدم تورع الظلمة في كل زمان عن الكذب، وتلفيق التهم للأبرياء ] وعدم الالتزام بالحق في كل زمان ومكان، وفرعون ما تورع، وأي طاغية ظالم جاهل لا بد أن يسلك مسلك فرعون، ولا يتورع ولا يحسن، بل يعذب ويسيء كفرعون، وهذه سنة ماضية إلى يوم الدين.

    [ ثالثاً: التهديد بالقتل شنشنة الجبارين والطغاة في العالم ] والمجرمون في كل زمان ومكان، وكذلك التهديد بالقتل، كما هدد فرعون موسى. فهذه سنة ماضية في البشر.

    [ رابعاً: أحسن ملاذ للمؤمن من كل خوف هو الله تعالى رب المستضعفين ] فليس عندنا أعظم من الله، ولا أجل ولا أكبر، فهو نلجأ إليه ونلوذ بجنابه كما لاذ موسى، ونجاه وحفظه وعافاه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756544467