إسلام ويب

تفسير سورة القصص (19)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجهال من الناس هم فقط الذين يغترون بذوي الجاه والسلطان، فحين كان يخرج قارون في زينته بين الناس، كان الجهال يتمنون ما أوتي قارون أو بعضه، ظناً منهم أن ما هو فيه هو السعادة الحقيقية، لكن أهل البصائر ممن آتاهم الله العلم والحكمة كانوا يعلمون أن ما هو فيه إنما هو استدراج، فلما خسف الله به الأرض علم أولئك أجمعين أن ما عند الله هو خير وأبقى لعباده المؤمنين.

    1.   

    مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة القصص

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    وها نحن مع سورة القصص المكية المباركة الميمونة، فهيا بنا نصغي مستمعين إلى تلاوة هذه الآيات ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع، قال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص:79-82].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه الآيات فيما قصه الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قصص بني إسرائيل، وبنو إسرائيل هم المعروفون اليوم باليهود، وهؤلاء لما خرجوا من مصر منتصرين وأهلك الله فرعون وملأه أجمعين نزلوا بديار حدث فيها هذا الحادث وهو أن قارون -وكان ثرياً غنياً- كان يملك الملايين من المال في مصر، وخرج مع بني إسرائيل بما يملك، فلنستمع إلى إخبار الله تعالى عنهم في هذه الآيات، إذ يقول تعالى: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى ، أي: من بني إسرائيل، فَبَغَى عَلَيْهِمْ ، أي: ظلمهم واعتدى عليهم لطغيانه وتكبره وكثرة أمواله، وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص:76-77]، فقال لهم: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ ، أي: إن ربي أعلم بحالي فأعطانيه عن علم من صناعة وتجارة وأعمال، فرد الله عليه فقال: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ [القصص:78].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فخرج على قومه في زينته...)

    قال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79].

    خروج قارون في زينته على قومه

    (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ )) فخرج، ماذا يقول المؤرخون والواصفون؟ في صورة عجب، في النساء والخدم والرجال، والأموال، واللباس، ويكفي قول الله تعالى: (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ))، في ألوان الثياب المتنوعة، وقومه على بني إسرائيل في زينته، بمناسبة عيد أو في يوم من الأيام.

    بيان أن الفتنة أسرع إلى قلوب الماديين من أبناء الدنيا

    وعند ذلك وصف الله أهل الدنيا فقال: قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا وهم الماديون كما هم عندنا، يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79]، وهو خطأ، إذ فلا تتمنى ما عليه الطغاة والجبابرة والظلمة من أموال أو قوة، وهذا إنما هو لضعف إيمانهم، يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ ، من الأموال واللباس والخدم، إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79]، هؤلاء مؤمنون ضعاف الإيمان وماديون لا يعرفون شيئاً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن...)

    قال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص:80].

    بيان موقف أهل العلم من أبناء الدنيا

    (( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ))، أي: من الأحبار والعلماء من بني إسرائيل، (( وَيْلَكُمْ ))، يا من تتمنون الحياة الدنيا وزخارفها وأموالها وباطلها، (( ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ))، ويلكم أيها المتمنون! هذه الأموال وهذه المناظر البهية والبهجة التي عليها قارون ومن معه، (( وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ ))، أي: إنما ثواب الله وجزاؤه يكون بالجنة دار السلام، وبالتالي فأيهما خير، ملابس ومتعة يتمتع بها أياماً وتزول، أم الجنة دار الخلد والبقاء الأبدي؟ (( وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ))، فالجنة لمن آمن وعمل صالحاً، أي: آمن فتخلى عن الشرك والكفر، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، وعبد الله بما شرع، واجتنب ما حرم، فهذا هو الوارث للجنة، فالجنة خير له من الدنيا بما فيها.

    معنى قوله تعالى: (ولا يلقاها إلا الصابرون)

    وقوله تعالى: (( وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ))، له معنيان صحيحان: فالأول: أي: هذه الكلمة الطيبة لا يتلقاها ولا تُلقى إلا على الصابرين على إيمانهم وصالح أعمالهم، فنفوسهم زكية وطيبة وطاهرة فيلهمون مثل هذا العلم، وهو قولهم: (( ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ))، والوجه الثاني: أي: المؤمنون الصادقون في إيمانهم بطهارة قلوبهم وزكاة أرواحهم، فهؤلاء هم الذين يتلقون الجنة والمثوبة فيها.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فخسفنا به وبداره الأرض...)

    قال تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ [القصص:81].

    بيان أن البغي يؤخذ به البغاة في الدنيا

    وهنا دعا موسى ربه على قارون فقال: اللهم اخسف به الأرض، وذلك لأن قلوب الشعب قد تعلقت به إلا بقية من العلماء والصلحاء فقط، فقال تعالى: (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ ))، أي: فخسف الله القصر بمن فيه من النساء والخدم والرجال، فهو يجلجل في الأرض كل يوم قدر قامة إنسان حتى يصل إلى عمق الأرض، وبذلك يكون الله قد استجاب لنبيه موسى، إذ إن دعوة الصالحين لا ترد أبداً.

    لا أحد يجير أو ينصر أحداً إذا جاء وعد الله تعالى

    ثم قال تعالى: ((فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))، فمن هي الفئة التي تنصره؟ والله لا أحد، (( وَمَا كَانَ ))، هو في نفسه، (( مِنَ المُنْتَصِرِينَ ))، إذ إن الله قد أذله وأخزاه في الدنيا قبل الآخرة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله...)

    قال تعالى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص:82].

    بيان أن وجود الإيمان خير من عدمه وإن قل

    وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ ، من ضعفة الإيمان والجهلة المساكين الذين قالوا يوم أمس: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79]، لكن لما شاهدوا الخسف والدمار والخزي والعار قالوا: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، أي: يوسع في الرزق على من يشاء من عباده، وَيَقْدِرُ ، أي: يضيق، ولذا فاعلم يا عبد الله! أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، فلهذا بسط على قارون بتدبيره وحكمته، وضيق على من دونه لحكمة وتقدير، وليس من حقنا أن نتبجح ونقول: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ [القصص:79].

    معنى قوله تعالى: (لولا أن من الله علينا لخسف بنا)

    لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ، أي: لولا منة الله بنا لخسف بنا، وذلك لما رغبوا أن يكونوا مثل قارون، إذ لو شاء الله لأجابهم إلى ذلك وخسف بهم مع قارون، لكن الله عز وجل رحمهم فما أعطاهم ما أرادوا، لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ، بنعمة منه وفضل، لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص:82]، وا عجباً إنه لا يفلح الكافرون.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    قال الشارح: [ من هداية هذه الآيات: أولاً: بيان أن الفتنة أسرع إلى قلوب الماديين أبناء الدنيا والعياذ بالله تعالى ]، بيان أن الفتنة أسرع إلى قلوب الماديين الذين يحبون الدينار والدرهم والشهوات والأموال والمآكل والمشارب، إذ إنهم ما إن يشاهدوا تلك المناظر حتى يقولوا: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79]، وبالتالي فنحذر من أن نكون ماديين لا هم لنا إلا النكاح والأكل والشرب واللباس والعياذ بالله.

    قال: [ ثانياً: بيان موقف أهل العلم الديني وأنهم رشَّد، أي: حكماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ]، بيان موقف أهل العلم وأنهم رشداء، وبالفعل فقد وقفوا ذلك الموقف وقالوا لقومهم: ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص:80]، وهكذا دائماً وأبداً أهل البصيرة والعلم والمعرفة أصوب فيما يقولون، وأحسن فيما يقدمون للناس ويعملون.

    قال: [ ثالثاً: بيان أن البغي يؤخذ به البغاة في الدنيا ويعذبون به في الآخرة ]، بيان أن البغي يؤاخذ به الظالمون في الدنيا، وذلك كما خسف بـقارون الأرض، وبعذاب الآخرة من باب أولى أيضاً، والبغي هو الظلم والاعتداء، وصاحبه يصاب في الدنيا بالعذاب ولعذاب الآخرة أشد.

    قال: [ رابعاً: بيان أن وجود الإيمان خير من عدمه وإن قلَّ، وأن ذا الإيمان أقر على التوبة ممن لا إيمان له ]، أي: أن الإيمان وإن قلَّ وإن ضعف فصاحبه أحسن وأفضل مليون مرة من الكافر، بدليل هذه الآية: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ [القصص:82]، لوجود الإيمان فيهم، إذ لو كانوا عادمي الإيمان ما قالوا هذه المقولة، فدلت هذه الآية على أن وجود إيمان وإن ضعف أفضل بكثير وخير من الكفر والإلحاد والعياذ بالله تعالى، وذلك بدليل أن المؤمن الذي فيه إيمان يعود بسرعة إلى الله عز وجل، فموعظة فقط يسمعها فيتوب إلى الله تعالى، والذي لا إيمان له ما يسمع ولا يجيب أبداً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756542015