إسلام ويب

المرأة والتقليدللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الرجال قوامون على النساء بما فضلهم الله عليهن، وهن أمانة في أعناقهم، يجب عليهم أن يراعوا هذه الأمانة وألا يضيعوها.

    وقد عانت المرأة في الجاهلية الأولى معاناة شديدة حتى كرمها الإسلام، فعليها أن تحذر من السقوط في مستنقعات الجاهلية الحديثة، وأن تتمسك بالإسلام فإن فيه عزها وكرامتها.

    وقد شرع الله لها الزينة والتجمل، ولكن لذلك ضوابط وآداباً يجب عليها أن تلتزم بها.

    1.   

    معنى قوامة الرجال على النساء ولوازمها

    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، اللهم لك الحمد حمداً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعــد:

    فيا أيها الإخوة في الله! ويا أيتها الأخوات في الله! حياكم الله في بيت من بيوت الله، ومع موضوعٍ يهم الجميع الرجال والنساء: التقليد والنساء.

    أبدأ أولاً بالرجال الذين هم القوامون على النساء، الذين فضلهم الله عليهن بما ذكره في محكم الكتاب، يقول الله جل وعلا: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34] قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: يخبر تعالى أن الرجال قوامون على النساء، أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن -أيضاً- بالإنفاق عليهن والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء، فقال تعالى: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34] أي: بسبب فضل الرجال على النساء، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة، مثل كون الولايات، والنبوة والرسالة مختصة بالرجال، واختصاص الرجال بكثيرٍ من العبادات؛ كالجهاد والأعياد والجمع وبما خصهم الله به من العقل والرزانة، والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، وكذلك خص الرجال بالنفقات على الزوجات، بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء.. إلى آخر ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى.

    النساء أمانة في أعناق الرجال

    أيها الرجال: اقرءوا قول الباري جل جلاله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

    أيها الرجال: إن النساء أمانة في أعناقكم وسوف تسألون عن هذه الأمانة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ [الأحزاب:7] فالنساء أمانة في أعناق الرجال وسوف يسألون عنها أمام الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والرجل راع في أهل بيته، ومسئول عن رعيته}.

    أيها الرجال: تذكروا متى تكون المسائلة والمناقشة، ثم تذكروا من الذي سوف يلقي عليكم الأسئلة، إنه الله جل جلاله، وتقدست أسماؤه، أما موعد السؤال والنقاش فهو يوم القيامة يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] اسمعوا أيها الرجال! يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] فيا من أضاع الأمانة تذكروا ذلك اليوم العظيم، ومما أضاعه الرجال أن تركوا الحبل على الغارب للنساء؛ فتتوظف مع الرجال، وتختلط مع الرجال، بأعمالٍ ليس لها حقٌ بها.

    ومن إضاعة الأمانة، أن بعض الرجال ترك المرأة تسافر بدون محرم، لا إله إلا الله، أين المروءة؟ أين الشيمة أيها الرجال؟ أين المسئولية التي ألقيت على أعناقكم؟ نعم. إن بعض الرجال ترك الحبل على الغارب للمرأة أن تسافر بدون محرم، وتخالط الرجال ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك: {لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم}.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محرم}.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما}.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت}.

    أيها الرجال: يا من أضعتم الأمانة تذكروا الوقوف بين يدي عالم الخفيات، لا إله إلا الله: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى *وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى [النازعات:34-36].

    أيها الرجال: يا من أضعتم الأمانة، يا من تركتم الحبل على الغارب للنساء، يخرجن إلى الأسواق متبرجاتٍ متعطرات سافرات مفتونات، إنكم سوف تسألون عن هذه الأمانة: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:3-7] يا من أضعت الأمانة تذكر الوقوف بين يدي الله: يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].

    أيها الرجال: تذكروا قول الجبار جل جلاله: الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر:17].

    أيها الرجال: يا من تفكرون بالمادة، يا من أضعتم النساء من أجل المادة؛ حتى إن بعض النساء صارت تتعذب في بعض البلدان وتمكث أسبوعاً كاملاً بدون محرم، لماذا؟ لأجل الدنيا، الله أكبر يا من أضعتم الأمانة من أجل الدنيا، تذكروا قول الرب جل وعلا: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر:18].

    عاقبة تضييع الرجال لأمانة النساء

    أيها الرجال: تذكروا يوم أن تقف المرأة بين يدي الله وتقول: يا رب خذ مظلمتي، إما من أبيها أو من زوجها أو من وليها الذي تولى أمرها وأضاعها في الدنيا.

    عباد الله: اعلموا أنكم ستعرضون على محكمةٍ قاضيها الله، ولا إله إلا الله، أين المفر أيها الرجال؟ يا من أضعتم الأمانة إذا عرضتم على محكمة قاضيها الله؟ وشعارها العدل، ومحاميها العمل، وموظفوها الملائكة، وجنودها الزبانية، وساحتها القيامة، إنها محكمة عدل حسابها بالخردلة والذرة، وحكمها مشمول بالنَّصَب.

    عباد الله: إنها محكمة عدل ليس فيها ضمانة، ولا كفالة ولا مراوغة ولا تأجيل ولا تضليل، إنها محكمة عدلٍ قاضيها الله.

    أيها الرجال: يا من أضعتم الأمانة تذكروا من الذي سوف يشهد عليكم إذا عرضتم على محكمة قاضيها الله، إن الشهود هي: الجوارح والأعضاء والجلود، يقول الرب جل وعلا: حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ [فصلت:20-21].

    يا أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم! إنه أمر يحزن، إنه أمر يخيف من بعض الرجال الذين أضاعوا هذه الأمانة، وتركوا الحبل على الغارب للمرأة، تسافر وحدها، وتخالط الرجال، وتدخل الأسواق سافرة متعطرة فاتنة مفتونة، إنها -والله- سوف تكون مسائلة بين يدي أحكم الحاكمين سبحانه وتعالى: يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40].. يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً [آل عمران:30].

    أيها الرجال: إنها الأمانة التي ستسألون عنها يوم أن تقفوا بين يدي الله.

    يقول ابن القيم رحمه الله جل وعلا:

    ويأتي إله العالمين لوحده     فيفصل ما بين العباد ويحكم

    ويأخذ للمظلوم ربك حقه     فيا بؤس عبدٍ للخلائق يظلم

    وينشر ديوان الحساب وتوضع     الموازين بالقسط الذي ليس يظلم

    فلا مجرم يخشى ظلامة ذرة     ولا محسن من أجره ذاك يهضم

    1.   

    أثر الإسلام في حياة المرأة

    أيتها المرأة المسلمة! إذا تولى عليك رجل اغتر بدنياه، وأغفلته حياته الدنيا عن مراعاة الآداب الشرعية والحقوق التي فرضت عليه، فلا تكوني كمثله، واتقي الله يا أمة الله! وراقبي الله يا أمة الله! إن التقليد الأعمى الذي بليت به المرأة المسلمة ما هو إلا مكر من أعداء الإسلام أعداء الفضيلة والعفة والشرف والحياء والآداب، بل أعداء العقيدة.

    حال المرأة قبل الإسلام

    فيا أيتها المرأة المسلمة! اقرئي التاريخ بل اقرئي القرآن لتعلمي -علم اليقين- ما هو حال المرأة قبل الإسلام؟

    لقد كانت قبل الإسلام في أتعس حالٍ، فهي مهضومة الحقوق بين صفوف الجاهلية، كسيرة الجناح، تعد في مجتمع الجاهلية كأتفه الأشياء، بل وأعظم من ذلك وأطم أنها توأد وتقتل وتدس في التراب -أحياناً- وهي حية، فهل قرأت ذلك في كتاب الله يا أمة الله؟: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ [النحل:58-59].. وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9].

    المرأة في الإسلام

    هكذا كانت حال المرأة في الجاهلية فجاء الإسلام، وأشرقت شمس الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فأعز الله المرأة بالإسلام؛ ورفع قدرها، وصار القرآن ينوه باسمها ويناديها باسم الإيمان والإسلام، ويورثها بعد أن كانت محرومة من الإرث.

    وأخبر الله جل وعلا أن المؤمنة التي تطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فتؤدي حقوق الله كما أمرها الله، فإن الله جل وعلا سوف يكرمها في جنته، فاسمعي أيتها المرأة المسلمة يقول الرب جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].

    يا أمة الله! اسمعي لوعد الله الكريم، حيث يقول جل جلاله: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ [التوبة:72] ثم قال جل وعلا: ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:72].

    1.   

    واجبات المرأة في عصر الفتن والمغريات

    وإن تساءلت -أيتها المرأة المسلمة- ماذا تعملين في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمغريات والملذات والشهوات التي صدت عن سبيل الله، وأغفلت القلوب عن ذكر الله؟ فأجيبك يا أمة الله! بأنه ما عليك إلا أن تقومي بما أوجب الله عليك حتى تفوزي بهذا الفوز العظيم الذي لا يماثله فوز، يقول الله جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].

    أختي في الله! فكم في القرآن العظيم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من وصايا بالمرأة.

    الرجوع إلى الكتاب والسنة

    أيتها الأخوات في الله! علينا جميعاً أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم أقول لك: يا أمة الله احمدي الله واشكريه عز وجل على نعمة الإسلام وكوني كما أراد الله لك، وكما أراد لك رسوله صلى الله عليه وسلم، كوني غرة ودرة مصونة فعملك بدين الإسلام كله عقيدة وعبادة وأحكاماً وأخلاقاً وآداباً هو والله عزك وفخرك وسعادتك في الدنيا والآخرة.

    التمسك بالحجاب

    أختي في الله! ومما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم الحجاب، يقول الرب جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] لو سألناك أختي في الله بأي شيء يعرف الإنسان؟ هل يعرف بقدمه؟ أم بيده؟ أم ببطنه؟ أم هل يعرف بظهره؟! لا. إنما يعرف بوجهه، فلذلك أمر الرب جل وعلا بالحجاب، الله أكبر! ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] حتى لا يؤذيهن الفسقة والفجرة الذين ليس لهم همٌ إلا الإفساد في الأرض، نسأل الله العفو والعافية.

    فحافظي على الحجاب والتستر والحشمة والعفة، واعلمي أن ترك الحجاب والتستر والحشمة والعفة إنما هو تقليد للكفرة نسأل الله العفو والعافية، وقد نهيت يا أمة الله عن تقليد الكفرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من تشبه بغيرنا} ويقول صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقومٍ فهو منهم}.

    واعلمي يا أمة الله أن هناك فساقاً وأنذالاً وأرذالاً لا هم لهم إلا الإفساد في الأرض، فاحذري من دعاة الشر والفساد؛ إنهم يزعقون وينعقون، إنهم ينادونك أيتها المرأة المسلمة ويدعونك إلى السقوط في الهاوية، يدعونك أن تكوني ممثلة حتى يضحكوا عليك كما يضحكون على القردة، ويريدون أن يضعوا صورتك على غلاف الصابونة وغيرها، الله أكبر! حسبنا الله ونعم الوكيل! ويريدون أن يضعوا صورتك في المجلة وغيرها، إنها دعوة إلى الشر والمعاصي، يدعونك إلى الوقوع في المستنقعات الوبيئة من حيث لا تشعرين.

    أيتها المرأة المسلمة! احذري من أعداء الإسلام، فإنهم يدعونك إلى الرمي بالعباءة، وتمزيق الخمار، ويدعونك إلى التفرنج والتبرج والسفور، ويدعونك إلى الاحتكاك بالرجال والاختلاط بهم في المصنع والمتجر والمكتب وغير ذلك، ويدعونك إلى ما يزعمون من الحرية والتقدم والمدنية والحضارة والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا والله هو الكذب والغش والخداع والتزوير من دعاة الشر والإلحاد والفساد؛ فكم من جرائم ارتكبت، ومن أعراض انتهكت، وحاصل ذلك الأحزان والمصائب والمآسي، بسبب السفور والاختلاط الذي دعا إليه المنحطون.

    عدم التأثر بالمتبرجات

    أيتها المسلمة! رويداً رويداً ومهلاً مهلاً، لا يغرنك بالله الغرور، لا يغرنك السواد الكثير من الناس، ثم أقول لكِ: أيتها المسلمة لا تغتري بالنساء المتمردات على شرع الله وأحكامه، ولا تغتري بالمتبرجات الداعرات الماجنات السافرات المتفرنجات فلقد -والله- أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: {رأيتكن أكثر أهل النار} نعوذ بالله من النار، أعيذك بالله يا أمة الله من النار، إنهم دعاة على أبواب جهنم كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    فيا أمة الله! إن أولئك الذين يدعونك لاتباع الهوى، يدعونك إلى معصية الرحمن، إنهم -والله- أعوان الشيطان، وهكذا من اتبع هواه سوف يضل ويقع في مزالق الهلكة، يقول الرب جل وعلا: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59].

    أيتها المسلمة! يجب علينا إذا أردنا أن نحوز على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: {فطوبى للغرباء} فلنكن من الصالحين المصلحين، فإذا جهل الناس فلا نجهل، وإذا عصى الناس فلا نعصي.

    أختي في الله! إذا أردت العزة والفخر والشرف في الدنيا والآخرة فافعلي الواجبات، واتركي المحرمات؛ ومن المحرمات: التبرج والسفور، ولا شك أن من وسائل الزنا: التبرج والسفور، وكم نشم في بيت الله الحرام مع الأسف الشديد من كثيرٍ من النساء تأتي متعطرة فاتنة مفتونة، حتى إن الإنسان ليطوف في بيت الله، ولا يرتاح في طوافه ولا يرتاح في دعائه مما يرى من بعض النساء المتبرجات اللواتي أتين إلى بيت الله الحرام، نسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوال المسلمين إنه على كل شيء قدير، ولو علمت هذه المتعطرة ما عليها من الإثم لكفت عن هذا الإثم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إذا خرجت المرأة متعطرة أو متطيبة فشمها الرجال فهي كذا وكذا} يقول أبو هريرة: [[يعني: زانية]] نسأل الله العفو والعافية.

    1.   

    محاذير تقع فيها النساء

    التبرج والسفور

    أختي في الله! يا أمة الله! إن السفور والتبرج الذي ابتليت به الأمة في هذه الآونة الأخيرة، بعد أن دخلت علينا الموضات والأزياء والعباءات المختلفة في أشكالها، عباءة توضع على الكتف فيها تشبه بالرجال والعياذ بالله، وعباءة قد ضمت مع خصرها حتى تبين حجم المرأة، وعباءة مزركشة ومزخرفة كل هذا لأجل أن تفتن الرجال، فإنا لله وإنا إليه راجعون! اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.

    أيتها المرأة المسلمة! احذري أن تكوني من هذا الصنف الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال: {صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلاتٌ مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} أسمعت يا أمة الله؟ إذا لم تدخلي الجنة فأين المصير؟ إنها النار التي سمعت وصفها في قوله تعالى: نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].

    يا أمة الله! هل لك صبر على الوقوف في الشمس ولو بضع دقائق؟ هل لك صبرٌ على أن تضعي إصبعك على مصباح الكهرباء، ولو بضع دقائق؟ فكيف بتلك النار التي قال عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنها فضلت على ناركم هذه بتسعة وستين جزئا كلهن مثل حرها} هل لك صبرٌ وجلد على تلك النار التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرونها}.

    وقد سمعت ذلك الحديث الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم؛ وهذا الحديث عظيم، ومعجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعنى هذا الحديث نشاهده الآن في أسواق المسلمين، وفي بعض مجتمعاتهم، فإذا لبست المرأة ثوباً رقيقاً أو ضيقاً أو قصيراً أو ثوباً متعلقاً بالكتفين وهو الذي يسمى بالعاري أو ثوباً شق من اليمين والشمال حتى خرجت منه الساقان، أو ثوبٌ شق من الأمام أو الخلف، فهي فيه شبه عارية؛ فإن كان رقيقاً شفافاً فهو يصف ما تحته من العورة، وإن كان ضيقاً فهو يبين حجم المرأة، وإن كان قصيراً فلا تسأل عن فضاعة ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    ثم إن بعض النساء في هذا الزمن تجمع شعر رأسها وتربطه في مؤخرة رأسها، فيكون في النظر لها رأسان، ثم نفكر -أخواتي في الله- من أين أتانا اسم الكعكع؟ وغيره من القصات الافرنجية؟ إلا من الكوفيرا، والكوفيرا من أين أتتنا وفيها التشبه باليهود والنصارى؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.

    اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

    الله أكبر! من نظر إلى حال كثيرٍ من نساء المسلمين ضاقت به الأرض ذرعاً؛ لتسابقهن وجريهن وراء التقليد الأعمى، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    أمثلة على تغيير بعض النساء لخلق الله

    يا أمة الله! لنرجع إلى الكتاب والسنة ونرى ما فيهما من التحذير من التشبه بأعداء الإسلام والمسلمين، فإن أخذنا بتعاليم الكتاب والسنة أفلحنا ونجحنا؛ فشرف أمة الإسلام وذكاؤها في الأخلاق الكريمة، والآداب الرفيعة، والفضائل العالية، وذلك لا يوجد إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    أيتها المرأة المسلمة احذري أن تغيري خلق الله، فقد حذرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ولعن من فعلت ذلك، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة}.

    والواصلة والواشمة -أيتها الأخت في الله- هي: التي تصل الشعر بشعرٍ آخر، والمستوصلة: هي التي تأمر من يفعل بها ذلك.

    أيتها الأخت في الله! الواشمة هي التي تقوم بالوشم، والوشم: غرز الإبرة في الوجه أو اليدين ثم يحشى فيها كحلاً أو غيره مما يظهر لونه، وبعد أن أتت هذه القنوات الفضائية المدمرة، وجد بعض النساء ترسم على يدها وعلى عمودها صورة رجل أو صورة صليب، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    وأيضاً {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصات والمتنمصات والمتفلجات بالحسن المغيرات خلق الله}.

    أيتها الأخت في الله! النامصة هي التي تنقش الحواجب حتى يكون رقيقاً دقيقاً أو ربما تزيله بالكلية، وتجعل بدله تلك الأصباغ فهي ملعونة على لسان رسول الله، والتي تفعل بها ذلك ملعونة كذلك، ولقد ذكر لنا بعض المشايخ الثقات يقول: امرأة يعمل بها النمص، فتقول لها النامصة: ارفعي رأسك، اخفضي رأسك، افعلي كذا، فلما قالت لها في الثالثة: ارفعي رأسك إذا بروحها خرجت، الله أكبر! خرجت وهي تعمل النمص الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه.

    اللهم إنا نسألك العافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

    ثم أقول لك أختي في الله: أتدرين ما هي المتفلجة؟ المتفلجة: هي التي تفعل الفلج في أسنانها، أي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض، فهذا فيه تغيير لخلق الله، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلت ذلك.

    أختي في الله! نعم. يوجد في المجتمع أيضاً من ابتليت بتقليد الغرب، الكفرة في إطالة أظفارها، أو تركيب أظفارٍ صناعية، إنا لله وإنا إليه راجعون!

    اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

    1.   

    نصائح جامعة للنساء

    أيتها المرأة المسلمة! كوني خير خلفٍ لخير سلف، وكوني قدوة حسنة لأخواتك وزميلاتك، وبناتك في هذا الزمان الذي تلاطمت أمواجه بالفتن.

    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله) ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً).

    أختي في الله! أختي المسلمة! احذري من البدع، واحذري من المحدثات في الدين، واحذري من التقليد الأعمى، الذي يبثه أعداء الإسلام في التمثيليات والأفلام والمجلات، والأزياء الخليعة والأغاني الماجنة الخبيثة التي ميعت الأخلاق، والتي قست القلوب.

    أختي في الله! لا يخدعك الدجالون، والمزورون، ودعاة التبرج والسفور.

    أيتها الأخت في الله! كوني فطنة ويقظة، وكوني على حذرٍ من دعاة الشر والفساد؛ لأنهم دعاة هدمٍ وتخريب ودمار.

    اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميراً لهم يا سميع الدعاء!

    دعوة إلى التوبة النصوح

    أختي في الله! ماذا بقي بعد هذه الكلمات التي فيها التحذير من أعداء الإسلام، فأوصيك بالبدار بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل، واعلمي أيتها الأخت في الله أن الإنسان مهما عاش في هذه الحياة الدنيا فإنه سوف ينتقل منها على رغم أنفه، وسوف يهجم عليه هادم اللذات، ومفرق الجماعات، فيأخذه من قصره ومنزله، ومن بين أهله وأولاده وأقاربه، ثم ينطرح جثة هامدة لا حراك فيها ولا إحساس، فماذا يأخذ معه أختي في الله؟ بالله عليك تذكري ماذا ستأخذين من هذه الدنيا؟ لمن تأخذي إلا ما عملت في هذه الدنيا، فإن كان العمل صالحاً فهنيئاً لك في روضة من رياض الجنة، وإن كان العمل خبيثاً فالأمر بعكس ذلك حفرة من حفر النار، نعوذ بالله من النار.

    أيتها الأخت في الله! اعلمي أن التوبة إذا صحت بأن اجتمعت شروطها، وانتفت موانعها قبلت إن شاء الله، وإذا وقعت قبل نزول الموت وقبل طلوع الشمس من مغربها، فإن الله جل وعلا يقبل توبة التائبين.

    اللهم ارزقنا توبة نصوحاً.

    الله أكبر! أختي في الله! لا يمكن للإنسان -ذكراً أو أنثى- التوبة إذا نزل به هادم اللذات، يقول الرب جل وعلا: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100] بالله عليك -أختي في الله- هل يجاب على هذا المطلب؟ لا والله، يقول الرب جل وعلا: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100].

    فيا أختي في الله! بادري بالتوبة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فهذه الحالة حالة حضور الموت، فبعد حضور الموت لا يقبل من العاصين توبة، ولا من الكافرين رجوع، فقبول التوبة يرجى بإذن الله تعالى للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب قبل أن تنقطع الآمال، وتحضر الآجال، وتساق الأرواح سوقا، ويغلب المرء على نفسه، قال الرب جل جلاله: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:17].

    أما الذين يستمرون على المعاصي والسيئات، ويتمادون في غيهم، فقد أخبر الله عن أحوالهم عندما ينزل بهم الموت، قال الله جل جلاله: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء:18].

    ترك التسويف في التوبة

    أيتها الأخوات في الله! كم من إنسان يقول: سوف أتوب لكني الآن في عنفوان الشباب! فما يدري إلا وقد نزل به هادم اللذات، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

    أختي في اللهَ! إن ملك الموت لا يستأذن على أحد، إن ملك الموت يأتي بغتة، ولا يستأذن من أحد، ولا يدخل من الأبواب، يقول الرب جل وعلا: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان:34] فكم من إنسان أصبح معافى وأمسى ميتاً وكم من إنسان أمسى معافى وأصبح ميتاً، مجاوراً للموتى بعد ما كان مع الأحياء.

    فيا أيتها الأخوات في الله! علينا جميعاً أن نستعد لهذا الخطب الفادح الذي يدخل من دون استئذان، فكم أخذ الآباء من بين أولادهم ولم يرحم بكاءهم، وكم أخذ الأم من بين أطفالها ولم يرحم صغيرهم، وكم أخذ الأطفال من بين يدي الأم والأب، إنه الموت هادم اللذات فكم فيه من الغصص والسكرات، ثم لا تنسي -أختي في الله- أين المصير بعد الموت، إنه إلى المقابر إما في روضة من رياض الجنة، أو في حفرة من حفر النار، ثم لا تنسي سؤال منكرٍ ونكير، ثم بعد ذلك لا تنسي القيامة وما فيها من الأهوال، ثم لا تنسي الوقوف بين يدي رب العزة والجلال، حفاةً عراةً غرلاً، الرجال والنساء جميعاً، وقد خشعت الأبصار، وذلت الرقاب، لا تنسي أختي في الله ذلك اليوم العظيم، الذي قال الله عنه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37].

    إنه ذلك اليوم العظيم الذي يشيب فيه الولدان، وتضع فيه الحوامل حملها، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتصيب الناس في ذلك اليوم من الأمر العظيم ما يدهش العقول.

    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ألا يفرق جمعنا هذا إلا وقد استفدنا، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

    ضرورة التبليغ والدعوة بين النساء

    ثم أقول: إنه بقي عليك -أختي في الله- أن تبلغي هذا الكلام في مجالسك الخاصة والعامة، في المناسبات بين النساء، وتتحدثي معهن بهذا الحديث، وتذكري أخواتك في الله، أسأل الله جل وعلا أن يجعلك ممن يحوز على هذا الوعد الكريم، يقول الرب جل وعلا: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {بلغوا عني ولو آية}.

    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يصلحنا جميعاً.

    اللهم أصلحنا، وأصلح لنا وأصلح بنا، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى يا ألله يا رحمن يا رحيم يا حليم يا عليم، اللهم يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أقر أعيننا وأصلح قلوبنا بصلاح أولادنا ونسائنا، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا جميعاً هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم أصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلنا ممن يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه، اللهم أجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    1.   

    الأسئلة

    حكم الدخان والشيشة

    السؤال: بعض النساء يقلدن الرجال في الذهاب إلى الحدائق، ويشربن الشيشة والدخان، نرجو منكم توضيح هذه المسألة؟

    الجواب: هذه للأسف الشديد ليست تقليداً للرجال، بل تقليداً للأرذال؛ لأن الدخان والشيشة ما يشربها إلا أناسٌ ما عرفوا حظهم من هذه الحياة، لأن الشيشة والدخان حرام، كما أفتى فيها كثيرٌ من العلماء، نسأل الله جل وعلا أن يعصم من ابتلي بهذا الدخان، اللهم من ابتلي بهذا الدخان فاعصمه يا حي يا قيوم، ودله إلى الحق يا رب العالمين، ولو علم المسلم ماذا يدفع للكفار بسبب هذا الدخان لأقلع عنه عاجلاً غير آجل، يقول بعض الإخوان ونحن في مجلس يقول: لو قدرنا أن الذين يشربون الدخان في المملكة ثلاثة ملايين، كل رجل يصرف في اليوم بكت بخمسة ريالات، فكم يصرف -يا إخواني- في اليوم؟ يصرف خمسة عشر مليوناً، اللهم سلم سلم، يعني: يومياً خمسة عشر مليوناً أليس هذا نقص يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان هذا يومياً فكيف بالسنة يا إخواني؟ كم يبلغ هذا المصروف على هذا الدخان سنوياً؟ إنا لله وإنا إليه راجعون! ومن الذي يستفيد من هذه الأموال إلا أعداء الإسلام، يشترون بها الكنائس، ويشترون بها السلاح ليحاربوا بها الإسلام والمسلمين، فنسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، فمن ابتلي بهذا الدخان فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل.

    ويا أمة الله! احذري أن تذهبي إلى المجالس التي فيها اجتماع مع الرجال، وقد سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

    حكم العدسات اللاصقة بالعيون

    السؤال: ما حكم العدسات اللاصقة للعيون التي تلصقها بعض النساء في عيونها بحجة الزينة؟

    الجواب: إذا كانت للزينة فلا يجوز؛ لأنها تغيير لخلق الله عز وجل، أما إذا كانت للحاجة لقصر نظرها، فالضرورة لها أحكامها.

    حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها

    السؤال: ما حكم المرأة التي تخرج من بيتها من دون إذن زوجها؟

    الجواب: نسأل الله العفو والعافية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:{أيما امرأة خرجت من بيتها بدون إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع}.

    نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة، فنقول للمرأة: اتقي الله عز وجل، واعرفي حق الزوج واعرفي أن حقه عظيم، وإياك إياك والخروج بدون إذنه سواء للأسواق أو لقصور الأفراح أو لغيرها، فكل هذا لا يجوز، حتى ولو أمرها أبوها وأمها، لا يجوز أن تخرج بدون إذن زوجها.

    ضرورة المحرم في سفر المرأة

    السؤال: رجل أرسل امرأته مع أولادها بدون محرم فما الحكم؟

    الجواب: نسأل الله العفو والعافية، قد تقدم معنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: {لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم} وقال صلى الله عليه وسلم: {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} وقال صلى الله عليه وسلم: {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت} والحمو هو: قريب الزوج أخو الزوج، أو عم الزوج، أو خال الزوج، أو ابن عمه، أو ابن خاله ونحو ذلك، فلا يجوز أن يدخل على المرأة بدون محرم، فعلينا أن نتق الله عز وجل، أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756473911