إسلام ويب

وقفاتللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن العبد المؤمن لا بد أن يكون له وقفات يحاسب فيها نفسه، وينظر إلى أعماله ويتدبر آيات الله الشرعية والكونية، ومآله ورجوعه إلى ربه سبحانه وتعالى، وأن يتذكر اليوم الآخر والبعث والنشور، وما أنزل الله في كتابه من ذكر الجنة والنار.

    1.   

    وقفة مع التقوى والثمار المترتبة عليها

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعــد:

    أيها الإخوة في الله! أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً [آل عمران:102-103] فبتقوى الله عز وجل يجعل الله للمرء من كل هم فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, ويرزقه من حيث لا يحتسب، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    وبتقوى الله عز وجل ييسر الله للمرء أموره، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4] وإذا رزق الله المرء التقوى فإنه يفرق بين الحق والباطل, والنافع والضار، ويمشي ويسير على نور الله عز وجل الذي من اهتدى به فلن يضل أبداً يقول تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22].

    بالتقوى تيسر الأمور، وإذا التزم الإنسان التقوى، وسار على نور من الله، فلا تسأل عن أحواله، فإن الله سبحانه وتعالى يلحقه بالسعداء، أما من أعرض عن التقوى، وأعرض عن الله عز وجل، وأعرض عن ذكر الله وصدَّ وابتعدَ عن الله فلا تسأل عنه بأي وادٍ هلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

    موقف: إذا سار الإنسان في الحياة على تقوى الله عز وجل، فإنه في هذه الحياة يسير على نور من الله عز وجل، ثم إذا أتاه هادم اللذات، ومفرق الجماعات فإنه يموت على حسن الخاتمة، ويقال لروحه: أيتها الروح الطيبة! أخرجي إلى روح وريحان، ورب غير غضبان يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30].

    إذا استقام الإنسان على طاعة الله وآمن بالله فإن البشرى تنـزل عليه عند هذا الموقف -أي: عند الموت- تبشره برضوان الله عز وجل قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30] لماذا؟ لأنه سار في حياته على تقوى الله عز وجل، لأنه اتخذ من التقوى مطية له أوصلته إلى رضوان الله عز وجل.

    ومن تفسير التقوى عند العلماء، قال بعضهم هي: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وما أحسن ما فسرها به الإمام علي رضي الله عنه! حيث قال: [[الخوف من الجليل، والعمل بالتنـزيل، والقناعة بالقليل، والتزود ليوم الرحيل]] أربعة عوامل إذا التزمها الإنسان فهنيئاً له في حياته، وهنيئاً له عند موته، لنزول البشرى له من رب الأرض والسماوات.

    أما من أهمل التقوى، ونزلت به سكرات الموت، فلا تسأل عن حاله -نسأل الله العفو والعافية- إذا كان قد أضاع عمره، في اللهو واللعب, وفي غير طاعة الله؛ فإنه عند ذلك يندم ويتحسر في ذلك الموقف عند خروج الروح، قال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100] نسأل الله العفو والعافية.

    1.   

    وقفة مع روح المؤمن والكافر

    أيها الإخوة في الله! سوف يندم من أضاع عمره في غير طاعة الله، سوف يندم عند خروج الروح, وعند معاينة ملك الموت ومن معه من الملائكة الذين ينـزلون لقبض روحه، يقول تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ [الأنفال:50] معنى الآية: أن الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم لتخرج تلك الروح وتتمزق في ذلك الجسم، ويقال لها: اخرجي إلى سخط من الله وغضب، نسأل الله العفو والعافية.

    أيها الإخوة في الله! هذا موقف يحتاج لنا أن نتفكر فيه, فعلى أي شيء تخرج الروح؟! هل تخرج على طاعة الله ومرضاة الله والبشرى أم تخرج على سخط الله وغضب الله والإهانة، والملائكة يضربونها ثم توضع في تلك الأكفان التي جاءت بها ملائكة العذاب؟

    ينبغي لنا أن نطيل الفكر في ذلك الموقف.

    كيفية خروج روح المؤمن

    موقف آخر: يقال لروح المؤمن -وهي تصعد في السماوات ويفتح لها- من هذه الروح؟ فيقال: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، ثم يقال لها: أعيدوها إلى الأرض, فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم, ومنها أخرجهم تارة أخرى.

    ثم يفسح له في قبره مدّ البصر، ويفتح له باب إلى الجنة يأتيه من روحها وطيبها، ويأتيه عمله الصالح بصورة شاب حسن الوجه طيب الريح، يقول له: أبشر بالذي يسرك! فيقول له: من أنت؛ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فهذا موقف طيب ليسر به أحسن مما كان عند أهله وأولاده، فعند ذلك يقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة؛ لأنه عندما نجح في هذا الموقف مع الملكان عندما سألاه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وبادر بالإجابة، وأعطي تلك الكرامات في هذا القبر, وكان قبره روضة من رياض الجنة, فعند ذلك ضمن ما بعده، وهي الدرجات العلا في جنات النعيم.

    هذا الموقف أيها الإخوة في الله! يحتاج للإنسان أن يتفكر فيه، وهل كل إنسان يحوز على هذا الموقف؟! الله سبحانه وتعالى يقرر هذا في كتابه الكريم ويقول: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27] فثبته الله في الموقف الأول عند خروج الروح أن خرجت روحه على كلمة التوحيد، على شهادة أن لا إله إلا الله، وثبته الله سبحانه وتعالى في قبره عندما سأله الملكان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم.

    أما غير المؤمن فإنه إذا قيل له: قل لا إله إلا الله عند خروج الروح، فإنه لا يأتي بلا إله إلا الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يثبته على القول الثابت، وتخرج روحه على ما عاش عليه في هذه الحياة الدنيا من اللهو والعبث والإعراض عن طاعة الله عز وجل.

    من أحوال المحتضرين

    لقد ذكرت لكم في غير موقف ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى عن بعض المحتضرين -نسأل الله العفو والعافية- أنه كان شارب الخمر، فلما قيل له: قل لا إله إلا الله، قال: ناولوني الكأس، وخرجت روحه وهو يقول: ناولوني الكأس!! فبئس الخاتمة، نسأل الله العفو والعافية.

    والذي عاش على الغناء وشب على الغناء لما قيل له: قل لا إله إلا الله عند خروج الروح، جعل يردد الغناء، وخرجت روحه على تلك الحال، نسأل الله العفو والعافية.

    والذي يشرب الدخان لما قيل له: قل لا إله إلا الله، بعضهم يقول: تتن حار، تتن حار! وخرجت روحه وهو يقول هذه العبارات، نسأل الله العفو والعافية.

    وحادثة قريبة حدثت في بعض المستشفيات، أن بعض الشباب كان جالساً عند والده، ولما قال له يا أبت! قل لا إله إلا الله، قال: أشعل لي سيجارة، وخرجت روحه وهو يقول: أشعل لي السيجارة ولم يقل: لا إله إلا الله، نسأل الله العفو والعافية.

    أيها الإخوة في الله! نسأل الله حسن الختام, وعلى الإنسان أن يسأل -الله دائماً حسن الختام، ولا يُعجب- بعمله ولا يمنَّ به على الله، بل يحمد الله الذي هداه.

    احتضر رجل، فقالوا له: قل لا إله إلا الله، قال: هو كافر بلا إله إلا الله! وأتوا بالقرآن، فقالوا: هذا كتاب الله، قال: هو كافر بالقرآن! وخرجت روحه على تلك الحال.

    أيها الإخوة في الله! إن حب الكفار وموالاة الكفار له تأثير عظيم على حياة الإنسان، فإن من أحب قوماً حشر معهم, نسأل الله العفو والعافية.

    حال العاصي بعد خروج روحه

    أيها الإخوة في الله! وبعد خروج هذا الذي مات على سوء الخاتمة فلا تسأل إذا حملت الجنازة وحملها الرجال على أعناقهم، تقول عند ذلك: يا ويلها أين تذهبون بها؟! -نسأل الله العفو والعافية- أما جنازة المؤمن فتقول: قدموني قدموني! أما هذا فتقول هذه الجنازة: يا ويلها أين تذهبون بها؟! يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن، ثم يُصعد بروحه إلى السماء فتغلق دونه أبواب السماء، وترد روحه إلى الأرض، ويبدأ به الامتحان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك، فيقول: هاه هاه لا أدري! فيضرب بمرزبة من حديد لو ضرب بها جبل من جبال الدنيا لتفتت.. نسأل الله العفو والعافية.

    وينادي منادٍ من السماء: أن كذب، فافرشوه من النار, وألبسوه من النار, وافتحوا له باباً إلى النار، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ثم يأتيه عمله الخبيث، ويقول: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، هذا العمل الذي دأب به في الحياة الدنيا، هذا العمل الذي عاش به في الحياة الدنيا عيشة الإعراض، وحياة الصدود عن رب العالمين, الذي خلق فسوى وقدر فهدى، هذا عمله الذي كان يمارسه في الحياة الدنيا قال تعالى: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46] ماذا يقول؟ يقول: رب لا تقم الساعة، لماذا؟ لأن بعد هذا ما هو أفظع وأشد وبعده نار جهنم، نسأل الله العفو والعافية.

    1.   

    وقفة مع عذاب البرزخ

    مواقف أيضا تحتاج إلى التفكر أيها الإخوة في الله، وهي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه آتيان فانطلقا به...، ثم يقول صلى الله عليه وسلم: (أتينا على رجل مستلقٍ وإذا رجل آخر معه حجر، فيضربه بهذا الحجر، فيتدهده الحجر، ثم يأتي بالحجر وإذا بالرأس قد صحا فيضربه بالحجر، فكلما صحا ضربه بالحجر) -ونختصر الحديث- ثم سأل صلى الله عليه وسلم عن هذا الذي يضرب بالحجر، فقال: من هذا؟ فقالا: هذا الرجل الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، فهذا عذابه في البرزخ إلى يوم القيامة نسأل الله العفو والعافية.

    ومرّ صلى الله عليه وسلم على رجل آخر مستلقٍ لقفاه، وإذا رجل آخر معه مثل الكلوب يشرشر عينه ومنخره إلى قفاه، ثم يذهب إلى الجانب الآخر، ثم يعود إلى الجانب الأول فإذا به قد عاد، صحا كما كان، فهذا عذابه في البرزخ إلى يوم القيامة.

    ثم سأل صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قالا: هذا الذي يغدو بالكذبة فتبلغ الآفاق، هذا الكذاب الذي توعده رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقال: (وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) نسأل الله العفو والعافية.

    ثم مرّ في موقف آخر صلى الله عليه وسلم، وإذا هما يقفان به على مثل التنور، وإذا به رجال ونساء عراة، وإذا هذا التنور أعلاه ضيق، وأسفله واسع، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم هذا اللهب ارتفع بهم، ضوضوا، قال: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني، هذا عذابهم في البرزخ قبل يوم القيامة، الذين يمارسون جريمة الزنا الجرثومة الخطيرة التي ضررها في الدنيا وضررها في البرزخ وعذابها يوم القيامة، أما ضررها في الدنيا، فهي فقر ويسود وجهه، ويصاب بالأمراض التي تسمعون بها، كمرض الإيدز والهربز والزهري والسيلان، كل هذا من أسباب مرض الجريمة البشعة جريمة الزنا -نسأل الله العفو والعافية- هذا في الدنيا مع ما يصاب به من الفقر وسواد الوجه، أما في البرزخ إذا مات من غير توبة، فإنه يوضع في مثل التنور، أسفله واسع وأعلاه ضيق، نسأل الله العفو والعافية, اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً.

    ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موقف آخر، ويقف على رجل، وإذا هو يسبح في نهر مثل الدم، وإذا على ساحل النهر رجلٌ قد جمع عنده من الحجارة، وإذا بذلك السابح يسبح، ويأتي إلى هذا الرجل الذي على حافة النهر، فيلقمه حجراً، ثم يذهب ويسبح ويأتي ويلقمه حجراً، فقال: من هذا؟ قالا: هذا آكل الربا، قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث: إن هذه الحجارة التي جمعها ويلقمها إياه، هي الأموال التي جمعها من الربا، ثم لا تسأل عن حاله إذا قام يوم القيامة، كالذي يتخبطه الشيطان من المسَّ -نسأل الله العفو والعافية- هذا آكل الربا أيها الإخوة في الله.

    ومن المواقف التي ينبغي للإنسان أن يأخذ حذره منها، وهي الغيبة -أيها الإخوة في الله!- فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به رأى أناساً أظفارهم من نحاس, يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقعون في أعراض الناس، ويأكلون لحومهم.. نسأل الله العفو والعافية.

    وأيضاً وردت النصوص في التحذير من الغيبة؛ لأنه موقف بشع، ينبغي للمسلم أن يتحاشى عنه ويبتعد، ومرَّ صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى إنه لكبير -أو كما قال صلى الله عليه وسلم- أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة -ينقل الحديث بين الناس لقصد الإفساد- وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) ويكفي للنمام وعيداً قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام) نسأل الله العفو والعافية.

    أيها الإخوة في الله! مواقف يحتاج الإنسان أن يتفكر فيها ليبتعد عنها، ويحذر من وقع فيها.

    1.   

    وقفة مع يوم القيامة

    أيها الإخوة في الله! بعد هذه المواقف، سوف يحدث لهذا العالم انقلاب يتغير فيه، قال الله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم:48] لماذا؟ ليقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، ليقفوا في عرصات القيامة.

    أيها الإخوة في الله! إنه موقف عظيم يحتاج للإنسان أن يطيل التفكر فيه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج:1] متى؟! يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2] متى؟! وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً [الفجر:22] إذا جاء الله عز وجل يوم القيامة لفصل القضاء بين العباد.

    أيها الإخوة في الله! إنه موقف عظيم يحتاج للإنسان أن يتفكر فيه، وهذا الموقف والله ثم والله لا ينجو منه إلا من تزود بالتقوى، قال الله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة:197] فمن جاء بالتقوى نجح في ذلك اليوم العظيم يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ [الحاقة:18] على تلك الأرض المستوية التي ليس فيها جبال ولا أودية يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] عند ذلك يحصل تقسيم الشهادات في ذلك اليوم العظيم، ولكن متى؟! بعدما يصيب الناس الهمَّ والغمَّ والكرب، ويحتاجون إلى من يشفع لهم، حتى ينزل رب العزة والجلال لفصل القضاء بين العباد، ويقولون: من يشفع لنا في هذا اليوم العظيم الذي دنت فيه الشمس قدر ميل، وذهب العرق في الأرض سبعين ذراعا؟! من يشفع لنا في هذا اليوم العظيم الذي شخصت فيه الأبصار للحي القيوم؟

    فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا إلى آدم أبي البشر، فيأتون آدم عليه السلام، فيقول: لست لها، نفسي نفسي.. اذهبوا إلى غيري، ومن الذي أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟ اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.

    فيأتون نوحاً عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه؟! فيقول: إنه كان لي دعوة فدعوت بها على قومي، اذهبوا إلى غيري، نفسي نفسي.. اذهبوا إلى إبراهيم.

    فيأتون إبراهيم عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، فيعتذر ويقول: اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى.

    فيذهبون إلى موسى عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: لست لها, اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى, نفسي نفسي.

    فيأتون إلى عيسى عليه السلام، فيقولون له: اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيعتذر ويقول: نفسي نفسي.. اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

    الله أكبر! يا لها من مواقف عظيمة!

    يقول صلى الله عليه وسلم: فيأتون إلي، فيقولون: ألا ترى إلى ما نحن فيه اشفع لنا إلى ربك، فيقول: أنا لها أنا لها, فيخر تحت العرش ساجداً، ويفتح الله عليه من محامده، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع واشفع تشفع، فيرفع رأسه صلى الله عليه وسلم، ويقول: يا رب! أمتي أمتي!

    الله أكبر! اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، فيقال: أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة.

    أيها الإخوة في الله! إن مواقف القيامة عظيمة تحتاج إلى أن يتفكر فيها الإنسان، ويقف مع نفسه قليلا مع تلك الآيات العظيمة ليتفكر فيها، ليقف مع قوله تعالى: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:34-41] يقف قليلاً ويتفكر، هل هو من أهل الجحيم؟! أعطى نفسه هواهها، وتمنى على الله الأماني، أو من أهل الجنة الذين خافوا مقام ربهم ونهوا أنفسهم عن الهوى، واتبعوا طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتزموا الصراط المستقيم؟

    ثم ينتقل ويتفكر أيضا في موقف آخر، يرتل ويردد: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:33-37].

    وقفة مع سورة القارعة

    ثم يتفكر، هل هو من الذين وجوههم مسفرة أم من الذين وجوههم ترهقها قترة؟ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس:38-42] نسأل الله العفو والعافية.

    وإن كان الوقت معه ضيق، والمشاغل كثيرة، والهموم طويلة، فنقول له: يكفيك أن تنتقل إلى سورة قصيرة وترددها، وهي قوله تعالى: الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة:1-11].

    سورة قصيرة فيها الأخبار العظيمة، أخبار أسماء القيامة، وفيها خروج الناس كالجراد المنتشر، وفيها صفة الجبال إذا صارت هباءً منثوراً، ثم خروج النتيجة هذا إلى الجنة في عيشة راضية، وذاك إلى النار، نسأل الله العفو والعافية.

    وقفة مع سورة الزلزلة

    ثم ينتقل -أيضاً- إلى سورة قصيرة ويكررها، ونحن إنما ينقصنا التكرار -أيها الإخوة في الله!- ولو أننا وقفنا مع القرآن وكررنا السور القصيرة لحصل عندنا من الخير الكثير، وحصل عندنا من قمع هذه النفس الأمارة بالسوء، اقرأ قول الله تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا [الزلزلة:1-3] ما لها؟! لتفضحك يابن آدم, لتخرج أثقالها, الأعمال التي عملتها عليها من خير وشر، اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [الزلزلة:4-6] ليكشف لهم عن تلك الأعمال التي عملوها في الحياة الدنيا فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8] عند ذلك نرجع إلى قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] وهو يوم تقسيم الشهادات.

    وقفة مع آيات الحاقة والواقعة

    اسمعوا إليهم يا عباد الله وهم يقتسمون الشهادات، فمنهم الفرح المسرور، ومنهم المغموم المحزون فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:19-24] وهو عملك الصالح الذي قدمته في الدنيا، والذي جاءك في قبرك، وقال: أنا عملك الصالح, أبشر بالذي يسرك، فهو قد بشرك في القبر وجزيت به خيراً يوم القيامة.

    أما الآخر الذي قال لعمله الذي جاء في قبره: من أنت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فقال له عمله: أنا عملك الخبيث، فاسمعوا ماذا يقول يوم القيامة قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ [الحاقة:25-28] أين المليارات والملايين؟! أين العقارات؟! كلها تذهب وتضمحل يوم القيامة هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:29] هلك السلطان والجاه، أين الملك؟!

    أين الرتبة؟!

    أين الوزارة؟!

    أين العمارة؟!

    كلها ذهبت واضمحلت.

    هل تنفع هذه المعاذير أيها الإخوة في الله؟!

    والله لا تفيد ولا تنفع، يقول الله عز وجل: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ [الحاقة:30] تصور هذا الموقف يا عبد الله! إذا أدخلت السلسلة من الفم وأدخلت إلى الدبر، وكبل بها ثم سحبته الزبانية إلى النار، والله إنه موقف عظيم: ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:31-32] إلى أين؟ إلى جهنم وبئس المصير، قعرها سبعون خريفاً, إنها مواقف تحتاج إلى تفكر.

    ثم يتفكر إذا انقسم الناس إلى ثلاثة أقسام من أي قسم هو، هل هو من أصحاب اليمين، أم من السابقين، أم من أصحاب الشمال؟ نسأل الله العفو والعافية، اسمعوا إلى الله عز وجل وهو يقسمهم في هذه السورة، وهذا كله بعد القيامة إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [الواقعة:1-12] نسأل الله عز وجل أن يرزقنا التفقه في الدين، وأن يردنا إليه رداً جميلاً.

    1.   

    دعوة إلى تدبر القرآن في شهر رمضان

    أيها الإخوة في الله! أنتم الآن في هذا الشهر المبارك، وتتلون كتاب الله عز وجل، فإذا مررتم بهذه الآيات العظيمة التي فيها أسماء القيامة فيقف الإنسان عندها، فإنها التي تهز القلوب هزاً.

    قف عند قوله تعالى: الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [الحاقة:1-3] قف عند هذا الاسم العظيم، ثم ارجع إليه في التفسير، وانظر ماذا يقول العلماء في تفسير هذه الكلمات، قف عند قوله تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:8].

    متى هذا يا أخي؟! هذا يوم القيامة يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [الطارق:9] يوم تختبر السرائر وتظهر علانية على رءوس الأشهاد.

    ثم تفكر -يا أخي- في هذا الصراط هل أنت من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل البرق الخاطف، ومنهم كالريح، ومنهم كأجاود الخيل، ومنهم كأشد الرجال عَدْواً، ومنهم من يزحف زحفاً، ومنهم من يحبو حبواً) ولا يستطيع العبور على الصراط بسرعة إلا الذي يسارع بالأعمال الصالحة إلى الله عز وجل.

    وكما قلت لكم في أول الكلام: إن التقوى هي الزاد الذي ينجو به الإنسان يوم القيامة، اسمع قول الله تعالى، اسمع الصراط يا عبد الله! وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً [مريم:71] كلنا علمنا الورود لكن ما علمنا الصدور، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبر من الذي يصدر ممن وردوا قال: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً [مريم:72].

    تذكر -يا عبد الله- جهنم وهي تزفر تحت الصراط، تذكر تلك الكلابيب التي يختطف بها من يزحف على الصراط زحفاً، تذكر جنهم، وأهل جنهم وهم في أوديتها يهيمون، يأكلون الزقوم والضريع الذي ينشب بالحلوق، تذكر أهل جهنم وهم يشربون الصديد، تذكر أهل جهنم وهم يسحبون في أوديتها بالأغلال، تذكر أهل جهنم وعندهم الحيات والعقارب التي هي أمثال البغال، تذكر أهل جهنم وهم في أوديتها يهيمون ويصرخون والملائكة تضربهم بمقامع من حديد وهم ينادون: يا مالك! قد أثقلنا الحديد، يا مالك! اشتد علينا العذاب، ثم يجيبهم الله بعد زمن فيقول: اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].

    ثم تذكر -يا عبد الله- أهل الجنة وهم في ذلك النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، تذكر وهم يفجرون تلك الأنهار, وهم في تلك القصور العالية، وعندهم الحور الحسان، وتذكر زيارتهم للملك العلام، تذكر ذلك اليوم العظيم إذا كشف الرب لهم عن وجهه لينظروا إليه، فهو والله يوم المزيد.

    اللهم اجعلنا من أهل الجنة, ولا تجعلنا من أهل النار برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756555001