فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن في باب العقائد، وأعيد إلى أذهانكم أن العقيدة الإسلامية الصحيحة هي بمثابة الروح للإنسان، صاحبها حي يسمع ويبصر، يعطي ويمنع، لكمال حياته، وفاقدها ميت، لا يؤمر ولا ينهى.
وشاهده: أهل الذمة في بلاد المسلمين لا يؤمرون بصيام ولا صلاة، لا بحج ولا بجهاد، وذلك لموتهم، فإذا ما نفخ فيهم روح الإيمان وحيي أحدهم، أمر فأطاع، نهي فامتثل، وذلك لكمال حياته.
وإذا داخل العقيدة دخن بزيادة أو نقص، فإن صاحبها كالمريض، يقوى على أن يفعل أحياناً، ويعجز عن الفعل أحياناً، ينتهي أحياناً عن المحرمات ويفعلها أخرى وذلك لمرضه، أي: لضعف عقيدته، ما كملت ولا سلمت فهو كذلك.
هذه العقيدة الإيمانية أركانها ستة مبينة في القرآن والسنة وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وقد درسناها مفصلة والحمد لله.
والآن مع [ الفصل السادس عشر ] وهو: [ الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ] ليس ركناً زائداً عن أركان الإيمان، ولكنه جزء من الإيمان، الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإليكم بيان ذلك:
(كنتم) يخاطب أمة القرآن، (خير أمة أخرجت للناس) سبب فضلكم وخيرتكم أنكم: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) إذ كان غيركم يؤمن بالله كاليهود والنصارى ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، وأنتم فضلتم عليهم تؤمنون بالله وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فلذا كنتم خير أمة أخرجت للناس.
[وذلك] أي: وجوب الأمر بالمعروف على القادر عليه، والنهي عن المنكر كذلك، ووجوبه وكونه مقروناً بالإيمان بالله تعالى [للأدلة النقلية والسمعية والعقلية المنطقية الآتية] سنورد إن شاء الله أدلة نقلية قال الله وقال رسوله، والسمعية والعقلية والمنطقية.
[ ثانياً: إخباره تعالى عن أهل نصرته وولايته بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في قوله: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ
[الحج:41] ] هذه الآية ما طبقها من القرن الرابع إلى اليوم إلا عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغمده الله برحمته، أي: ما وجدت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا في عهده، مع أن الآية واضحة الدلالة صريحة المعنى:
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
[الحج:41] حكموا وسادوا، غنوا ورقصوا وإلا ماذا فعلوا؟! فتحوا دور البغاء والباطل والشر وإلا ماذا فعلوا؟! الجواب:
أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
[الحج:41].
ما يؤسفنا هذا والله! يحزننا ويمزق أكبادنا، نستقل من يد الكفر ونقيم دولتنا وننسى هذه الآية ولا نفكر فيها، ولا يأمر بها عالم ولا عارف ولا بصير ولا غيرهم.
لما استقلت الأمة -من إندونيسيا إلى موريتانيا- هل كونوا حكومتهم على هذه المبادئ الأربعة، مع أنهم الآية يقرءون هذه الآية في كل يوم الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
[الحج:41] ماذا فعلوا؟
أَقَامُوا الصَّلاةَ
[الحج:41] بحيث لا يبقى جندي ولا شرطي ولا وطني ولا ولا.. ينادي المنادي (حي على الصلاة) وهو يضحك ويلهو، ما وجدت هذه في بلد إسلامي إلا في هذا البلد.
جباية الزكاة استبدلوها بالضرائب العجيبة والغرامات الفادحة، والزكاة مسكوت عنها نهائياً!
بلغكم! في سوريا أو لبنان أو العراق أو مصر أو الشام أو ليبيا أو تونس أو الجزائر أو المغرب أو إندونيسيا أو كذا يطالبون بالزكاة؟ واليمن والدويلات المجاورة بالمملكة ليس فيها زكاة، لماذا؟ كفار نحن؟! ما أوجبها الله علينا؟!
ومن غريب ما تسمعون: أن فرنسا المستعمرة تتلطف معنا ونحن مستعمرون، وتطلب منا الغرامة والله! تحت شعار الزكاة، حتى تقول: ما نزعجهم؛ لأنهم متعودون على الزكاة، والله العظيم -كما أقول لكم- الورقة مكتوب فيها الزكاة وهي ضريبة على الدار أو على كذا.. ولما استقللنا وحكمنا مسحنا هذا مسحاً، أمر عجب هذا، ماذا ننتظر؟
وسوف تعلمون المحنة التي ستحل ببلاد العرب والمسلمين ما حلت أيام الاستعمار، متهيئون تمام التهيؤ، أما قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
[إبراهيم:42] ؟ غاب الله أو نسي؟ أو أدب أجدادنا وسلط عليهم أوروبا ونحن أفضل منهم؟! كانوا أفضل منا، نحن في كمالات كثيرة
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
[الحج:41] حكموا
أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
[الحج:41] ونهايتها.
[ وفي قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[التوبة:71] ] هذا الوصف للمؤمنين والمؤمنات، من هم غير المسلمين والمسلمات اليوم؟
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
[التوبة:71] يتناصرون ويتعاونون على الطاعة.
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
[التوبة:71] فهل تتجلى هذه الحقيقة في العالم الإسلامي؟ وهل هي موجودة؟ [ وفي قوله عز وجل فيما أخبر به عن وليه لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه:- ويقول-
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
[لقمان:17] ] هذا لقمان الحبشي نبي الله، يضع ولده بين يديه ويؤدبه هذا التأديب، فيقول له: إذا أمرت أحداً فسبك أو شتمك فلا تجزع ولا تغضب، حتى ولو ضربك [ وفي قوله تعالى فيما نعاه على بني إسرائيل:
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا
[المائدة:78]، ] أي: بسبب عصيانهم [
وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
[المائدة:78]، ] بسبب عدائهم [
كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
[المائدة:79] ] من الذي لعنهم؟ ومن لعنه الله يسعد؟!
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
[المائدة:78] بسبب ماذا؟
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا
[المائدة:78] أي: ربهم ورسوله.
[ وفي قوله تعالى فيما ذكره عن بني إسرائيل من أنه تعالى نجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأهل التاركين لذلك، فقال تعالى: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
[الأعراف:165] ] والسوء هو المنكر.
هذه أدلة الكتاب، أبعد هذا نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ على الأقل نكوِّن هيئات كالبوليس والشرط في كل حي، في كل قرية نجعل ثلاثة.. أربعة أفراد نسند إليهم المهمة، لماذا ما يعرف المسلمون هذا؟ ما بلغهم؟ رددنا هذا الكلام في هذا المسجد أربعين سنة، ولا تحركت جماعة ولا أمة ولا قالت بهذا، بل هذه البقية الباقية هم يهدمونها، والله يتمنون ألا يبقى أمر بمعروف ولا ينهى عن منكر من أهل البلد.. من المرضى والمصابين.
في يد ولدك سيجارة خذها من يده وأطفئها، على رأسه برنيطة انزعها ومزقها، دسها برجليك حتى لا يعود يلبسها.
عرفتم ما البرانيط أم لا؟ أقص عليكم قصتها لتعرفوا ماذا يلحق بنا:
لما انهزم العرب في فلسطين، وظهر عبد الناصر زعيم العروبة، وأمر بتوحيد الجيوش العربية لينتصروا، كان الجيش عندنا والهيئة والشرطة بالعمائم الحريرية الخضراء، فالزعيم والعروبة -لينصرهم الله بل ليهزمهم وهزمهم والحمد لله- وحدوا الجيوش، فاضطر المسئولون عندنا إلى ألا يخرجوا عن دائرة العرب للضرورة، وألبسوا جيوشهم برانيط.
إذاً: وقدمنا المدينة مهاجرين فارين بديننا، وجاء رمضان وجاء العيد، ووقفنا على قبر الحبيب نسلم عليه، وإذا بأبناء المدينة مع آبائهم واقفين على الحجرة وأولادهم بالبرانيط وبدلة نجيب ، نجيب كان قبل عبد الناصر ، أسقطه عبد الناصر ، نجيب كان فرنسياً رقم واحد لأننا نعرفهم، والبدلة كأنه ضابط فرنسي، ويخيطونها بباب المجيدي، مصري خيطها، بدلة نجيب ، وأنا والله! وكنت في الثلاثين أو تسع وعشرين من عمري تمزق قلبي، كيف يتحدون رسول الله بهذا؟ ونحن في بلاد الاستعمار والله! العسكري في جيش فرنسا بالطربوش الأحمر، ما يلبس برنيطة، البوليس هذا عربي، هذا فرنسي، في المغرب في تونس في الجزائر والله بالطربوش الأحمر كالتركي والفرنسي ببرنيطة، ولا يلزم أن يلبس برنيطة، وتمزقنا من هذه المناظر، وإذا بي في ليلة من الليالي أمام باب السلام هذا، وبيني وبين الباب حفرة عميقة وفيها نعشان، أحدهما لـأحمد الزهراني توفي رحمة الله عليه، والثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا واقف على الحفرة فقام أحمد الزهراني فجلس على السرير، فقلت: ما دام الشرطي حياً فالرسول من باب أولى، فجأة انطوت الحفرة والرسول واقف، وأنا والله أرتعد: استغفر لي يا رسول الله، استغفر لي يا رسول الله، في حالة لا تشاهدونها، فقال لي: إما أرجو -أي: أنا أمرني، أو هو قال: أرجو- ما تبينت الهمزة مضمومة أو مفتوحة، إذا كان أرجو يعني هو، يرجو أن يستغفر لي، وإذا كانت أرجو أي: أنا، نرجوه في أن يستغفر لي، وأنا في حالة أنتفض، فجأة وعلى باب السلام كرسي من حجر والرسول جالس عليه، كأنه البدر ليلته، ووقفت أنا، وإذا بطفل من أولئك الأطفال بالبرنيطة -بدلة نجيب - يقف بيني وبينه، فوالله الذي لا إله غيره! لقد أشار بيده وقال: أبمثل هذا يبتغون العزة؟
ومن ثم والعرب في هزيمة بعد هزيمة لبني عمنا اليهود إلى اليوم، وما أفاقوا أبداً ولا صحوا، والآن من جديد رجعت، وبكينا في حلق الذكر وانتهت سنين، الخياط ذاك مات وما بقي من يبيعها، والآن عادت من جديد، يشاهدون أمام الحجرة البرانيط على رءوسهم، يتبجحون بها، ( من تشبه بقوم فهو منهم ) والله! لولا حبهم ما وضعها على رأسه، يريد أن يكون مثلهم، يشعر بالعزة والكمال، أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
قال ثانياً: [ قوله صلى الله عليه وسلم: ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ) ] ونحن على وشك أيضاً.
(لتأمرن) هذا لام الأمر، يجب أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر.
(أو ليوشكن) أي: ليقربن الله (أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم).
[ رابعاً: إخباره صلى الله عليه وسلم في قوله: ( ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعلوا، إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ) ] هذا كله متوقع في العالم الإسلامي.
( ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من يقدر على أن ينكر عليهم فلم يفعلوا، إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ) هذا إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، هل تخلف في أمة الإسلام؟ كم أصابتها من بلايا ورزايا ونكبات بسبب ذنوبها.
[ وفي قوله لـأبي ثعلبة الخشني لما سأله عن تفسير قوله تعالى: لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
[المائدة:105] ] هذا الصاحب سأل الرسول عن تفسير هذه الآية:
لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
[المائدة:105] .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الجهاد، فقال: ( كلمة حق عند سلطان جائر ) ].
هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع، ومع بعض الأسئلة والإجابات.
الجواب: لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد، ومن ذبحها قبل صلاة العيد فهي صدقة وليست أضحية، يتصدق بها وما ضحى، والأضحية تذبح بعد صلاة العيد، ويستمر الوقت إلى أن تنتهي أيام التشريق، ثلاثة أيام،
مداخلة: هل يجوز ذبح الأضحية ليلاً؟
الشيخ: ما عندنا عن رسول الله في هذا نهي، المهم من بعد صلاة العيد إلى نهاية أيام التشريق، الليل والنهار سواء، حسب الحاجة.
الجواب: كم أسرة تشترك في أضحية البقرة والبعير؟ سبعة أشخاص، سبع أسر، لكن على شرط: أن يشتري البقرة واحد أو البعير، ويشرك فيه تلك الأسر بدون ما يدفعون نقوداً، أما أن يشترك هذا بمائة وهذا بمائة وهذا بمائة أو مائتين فهذا لا يجوز، وراجعوا الموطأ لـمالك.
الاشتراك في الهدي في الحج نعم، نحن سبعة أشخاص نشترك في بعير أو في بقرة؛ لأنه علينا واجب، أما الأضحية ما يشتركون فيها بالثمن، ولكن أسر مع بعضها البعض تكفيها بقرة أو بعير، فتجزئ عنهم كلهم.
الجواب: الجماء التي لا قرن لها، الأفضل أنها ما تذبح، ولكن تجزي بإذن الله، لكن مكسورة القرن المجروحة والمعطوبة هذه التي ما تجزئه: العرجاء، والعمياء، والمريضة والهزال.. ما تجزئ، أما كونها جماء ما لها قرون فلا بأس.
الجواب: سائل يقول: نحن بدلاً من أن نوزع اللحم والناس عندهم بحمد الله لحوم، إذاً نطبخها طبخة على رز ونطعم الناس، فهذا كله واسع وجائز، وممكن الأجر أكثر.
الجواب: لا يستدين، الأضحية ليست بواجبة من واجبات الإسلام، بل هي سنة من سنن الإسلام فقط، من استطاعها فعل، ومن لم يستطع لا شيء عليه، ويعطيه جيرانه من اللحوم.
الجواب: الأسرة الواحدة، رجل عنده ثلاثة أولاد متزوجون بنسائهم وأولادهم، والكل يطبخ في بيتهم ويأكل في بيتهم، هذا تكفيهم شاة واحدة.
الجواب: ما أذكر، لأن الخصي من أجل السمن، والمعطوبة المجروحة مكسورة القرن، عرجاء -تمشي على ثلاثة أرجل- عمياء هذه المنصوص عليها، أما المخصي ما هو بمذكور.
الجواب: يقول: اللهم هذا منك وإليك، فتقبله مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك يا رب العالمين!
الجواب: كره الإمام مالك رحمه الله وهو من كبار أئمة تابعي التابعين التردد على القبر الشريف بالنسبة لسكان المدينة، أما الزوار فإن ترددوا فلا حرج عليهم، هذا هو رأي الإمام مالك .
الجواب: الأخذ من الشعر والظفر مكروه كراهة تنزيه، فمن فعله فلا شيء عليه ولكن يفوته الأجر.
الجواب: المكي لا يعتمر؛ لأنه في داخل البيت، يعتمر كيف؟ وإذا أراد العمرة يخرج إلى الحل.. إلى المواقيت ويحرم، أما في بيته ما يحرم بالعمرة في منزله، يحرم بالحج نعم؛ لأنه خارج إلى عرفة، فإذا أراد المكي العمرة يخرج إلى جدة، يخرج إلى الطائف ويحرم.
مداخلة: أما الحج فمن مكانه.
الشيخ: الحج يحرم من بيته، حتى الحجاج لما يتحللون من العمرة يبقون في مكة. اليوم الثامن من أين يحرمون؟ من بيوتهم، يغتسلون، ويتجردون، ويلبون.
الجواب: هذه الآية الكريمة اعلموا أن الله عز وجل رأفة بالمؤمنين، ورحمة بهم، حرم الخمر تدريجياً، ليست دفعة واحدة، مراحل، لماذا؟ لأن الناس كلهم غارقون فيها، لا يستطيعون تركها، وكانوا يدخرونها ويعفقونها تعفيقاً ، فأول ما نزل فيها: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
[البقرة:219] نعم، أول ما نزل فيها هذه الآية الكريمة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
[النساء:43] ومن هنا أصبح من صلى الصبح له أن يشرب الخمر؛ لأن الظهر ما زال، ومن صلى الظهر ما يشرب الخمر لأن العصر قريبة منها، من صلى العصر ممكن يشرب إذا جاء المغرب ترك إذ لا يقربها وهو سكران أبداً:
لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
[النساء:43] .
إذاً: فحصل اضطراب، فسألوا رسول الله عز وجل، فأنزل تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا
[البقرة:219] فما حرمها ولكن جازى الناس، وجعلهم يقفون، ما دام أن فيها إثم وإن كان فيها نفع فتركها كثير من الناس، واستمر الناس يشربون، حتى نزل من سورة المائدة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[المائدة:90] قال عمر : اجتنبناه يا رب!
فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ
[المائدة:91] قال: انتهينا يا ربنا!
ومن ثَمَّ أريقت في أزقة المدينة فجرت بها، جرت الخمر في الشوارع، فلم تشرب بعد.
الجواب: الذي ينوي إقامة أربعة أيام فأكثر في أي بلد يجب أن يتم صلاته، ويحرم أن يقصرها، والذي يسافر فقط ليبقى يوماً يومين ثلاثة ينبغي أن يقصر الصلاة، والجمع جائز، إن فعله صح، وإن لم يفعله فلا إثم عليه، أما القصر واجب، من نوى أن يقيم في بلد أربعة أيام فأكثر يتم صلاته إذا وصل إلى ذلك البلد، ما يدري متى يخرج غداً بعد غد يقصر ولو عام، إلى متى حدد له موقفه، كل يوم يقول غداً نمشي.
الجواب: الزواج العرفي هو المتعة التي هي عند الشيعة والروافض، لا يصح ولا يجوز لأنه غش وخداع، إذا كانت المرأة موافقة واتفق معها على سبعة أيام على شهر على سنة فهذا نكاح المتعة الذي حرمه رسول الله، وأعلنه في مكة، وإذا كان بدون علم منها غشها وخدعها، فهو خادع وغاش والخداع حرام وليس منا من يخدعنا.
دائماً نضرب المثل: من منكم يخطبه شاب في ابنته ويزوجه ويعرف بعد ذلك أنه يريد أن يفتض بكارتها يتمتع بها في أسبوعين ويطلقها؟ هل يرضى عنه أو ينظر إلى وجهه؟ أو يعده إنساناً بين يدي الناس؟ شر الخلق هذا، فكيف إذن يصح هذا؟
والد ربيعة الرأي أبو عبد الرحمن عشرين سنة وهو يتنقل من غزوة إلى غزوة، ترك ربيعة يرضع ووجده مدرساً في المسجد النبوي، عشرين سنة هل تزوج أو نكح نكاح المتعة أو خاف من الشهوة؟
معاشر الأبناء والمستمعين! نريد أن ندعو الله عز وجل وبين الدعاء، هل لكم رغبة في إيقاف الدرس غداً وبعده إلى يوم الأحد لتستريحون؟
اللهم يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض، يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام اكشف ما بنا من ضر، وفرج ما بنا من هم، واقض حوائجنا يا رب العالمين، وطهر قلوبنا، وزكي أرواحنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر