a= 6000394>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران:102].
a= 6000493>يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[النساء:1].
a= 6003602>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة! إن موضوعنا الذي سنتحدث عنه في هذا اليوم إن شاء الله موضوع يُرينا كيف كان السلف رحمهم الله تعالى يستنبطون الأمور في التفسير، وهو موضوع يجمع بين حدة الذهن، وجودة الاستنباط واللطافة، وهو تعليق على آية من كتاب الله سبحانه وتعالى، هذه الآية التي نمر بها ولكننا قد لا ندري عن بعض ما تحتويه من الحكم واللطائف، يقول الله عز وجل: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38].
وأنت إذا سمعت -يا أخي المسلم- قول الله عز وجل: إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ [الأنعام:38] فإنك ستندهش وتتعجب كيف صارت هذه الحيوانات أمماً أمثالنا؟
وما هو وجه المشابهة بين بني آدم وبين الحيوانات؟
وما هو وجه المثلية الذي ذكره الله عز وجل في الآية؟
ومنهم من قال: إن لها أسماء كما أن للبشر أسماءً.
ومنهم من قال: إنها تسبح الله كما يسبح المؤمنون الله.
ومنهم من قال: إنها تحشر كما أن البشر يحشرون، وحشر الدواب ثابت بنص القرآن والسنة، وهنا قول الله عز وجل: ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38] وفي السنة أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن الحيوانات تحشر ثم يقتص لبعضها من بعض).
وللأوجه المثلية -أيضاً- أنها تطلب الغذاء، وتبتغي الرزق، وتتوقى المهالك، كما يفعل ذلك البشر، ولما طلب الله سبحانه وتعالى من العباد التدبر في مخلوقاته؛ فإن السلف رحمهم الله عز وجل، ما زال أمرهم في تدبر القرآن، حتى بلغ شأناً عظيماً.
وقال الخطابي رحمه الله معلقاً: ما أحسن ما تأول سفيان من هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعاً لظاهره وجب المصير إلى باطنه، فنحن نعلم بأن الحيوانات ليست مثل بني آدم، لأن بني آدم في الظاهر يختلفون عن الحيوانات اختلافاً كلياً.
فإذاً: هناك أمور في الباطن تتشابه فيها طبائع الآدميين مع بعض طبائع الحيوانات، وهذا من إعمال الفكر، والتدبر في مخلوقات الله عز وجل.
ولذلك -أيها الإخوة- نجد الله تعالى قد ضرب لبعض بني آدم أمثلة شبههم بها بالحيوانات، فقال الله سبحانه عن نفر من الناس: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف:176] وشبه أناساً آخرين بأنهم مثل الحمار يحمل أسفاراً، ولذلك سنسوق لكم هذه الأمثلة التي تبين كيف يفكر علماؤنا في الآيات، وكيف يربطونها بالواقع، وما سيأتي من الكلام مختصر من كلام ابن القيم رحمه الله في مواضع متعددة من كتبه.
قال رحمه الله تعالى: ومن الناس نفوسهم نفوس حيوانية، وذلك مثل الجهال بالشريعة، الذين لا فرق بينهم وبين سائر الحيوانات إلا في اعتدال القامة ونطق اللسان -هذا هو الفرق الوحيد وإلا فإنهم يشبهون الحيوانات- ليس همهم إلا نيل الشهوة بأي طريق أتت.
ومن النفوس البشرية طبعها طبع الخنازير، يمر بالطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجيع قمه، وهكذا كثير من الناس؛ الخنـزير لا يبالي بالطيبات، ولا يقع إلا على الخبائث والنجاسات والنتن، وبعض الناس يشبهون الخنـزير في هذه الطبيعة، كيف يكون ذلك؟
إذا رأى منك إحساناً أو معروفاً، أو خلقاً طيباً، أو شمائل حسنة؛ فإنه يهملها بالكلية، ولا يذكرها ألبتة، بل يعرض عنها، وإذا رأى منك عيباً واحداً، أو تصرفاً خاطئاً، فإنه يقف عنده، ويظل يذكره ويجلس عليه طيلة دهره، ولو سمع منك خمسين حكمة ما حفظ منها حكمة واحدة، ولكن لو وقع على خطأ عندك فإنه لا يزال يدور حول هذا الخطأ ولا يذكر غيره، فهؤلاء طبعهم طبع الخنازير؛ فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته، فجعلها فاكهته ونقله وشغله الشاغل.
مثل ذلك -أيها الإخوة- مثل الحاسد الذي تعتريه حرارة الحسد، فلا يستريح إلا بعد أن يصيب بسمية عينه إنساناً ذا نعمة؛ فيصيبه بالعين حتى تزول النعمة عنه، والعين حق كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتأمل المشابهة بين الحاسد الذي يصيب بالعين، وبين العقرب التي تحتوي على ذلك السم، وهذا الحاسد العائل يشعر بحرارة في جسده إذا رأى صاحب النعمة، ولا يرتاح حتى يصيبه بعينه فتسكن نفسه.
أبكم الحيوان وأقله بصيرة هذا الحمار، ولذلك جعله الله سبحانه وتعالى مثلاً للعالم الذي يعلم العلم ولا يعمل به ولا يفقهه، وإنما يحمله حملاً بغير تدبر ولا عمل، هذا مثل عالم السوء الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها.
ومن الناس من نفوسهم نفوس سبعية غرضية، هِمَتُهُم العدوان على الناس، كما تجد السباع همها العدوان على الناس، وافتراس الفرائس، وبعض الناس هكذا يتوثبون الانقضاض على الآخرين، ويقهرونهم بكل ما وصلت إليه قدرتهم وقوتهم؛ فتصير طبيعتهم مثل طبيعة السبع.
فإذا تكامل دخولها، دخل بعدها وتواجدت النحل في مقاعدها وأماكنها؛ فيبتدئ الملك العمل كأنه يعلمها إياه، فيأخذ النحل في العمل ويتسارع إليه، ويترك الملك العمل ويجلس في ناحية يشاهد النحل كيف تعمل ويراقبها في عملها، فيأخذ النحل في إيجاد الشمع من لزوجات الأوراق، ثم تنقسم النحل فرقاً، فمنها فرقة تلزم الملك لا تفارقه، ومنها فرقة تهيئ الشمع وتصفيه، ومنها فرقة تبني البيوت، وفرقة تسقي الماء، وفرقة تحمل على متونها، وفرقة تكنس الخلايا وتنظفها من الأوساخ.
وكذلك أيها الإخوة! من عجيب أمر النحل أنها تقتل الملوك الظلمة المفسدة، لا تدين لطاعتها، وتقتل النحل الكسلان، حتى لا يعديها بطبعه، وهكذا بعض المجتمعات البشرية قد أوجدها الله سبحانه وتعالى وهيأها، لتسير خلف قائد ومربٍ تتعلم منه، وهو يراقب الأفراد ويعتني بهم، ويكفلهم ويرعاهم، وكذلك يقسمون العمل فيما بينهم حتى يعمل كلٌ منهم فيما يجيد فيه من العمل، مجتمع دءوب مثل مجتمع النحل، مجتمع منظم مثل مجتمع النحل، مجتمع يرفض الكسل ويعمل بدون توانٍ، يخطط وينظم في هندسة جيدة، كما أوجد الله ذلك في النحل، فيكون نتاج هؤلاء الناس عسلاً مصفى من وحي التربية القرآنية، والتربية المحمدية التي هي تطبيق للقرآن، كما خرج نتيجة العمل من ذلك النحل ذلك الشراب المصفى الذي فيه شفاء للناس، ولكن النتاج الذي يكون فيه شفاء القلوب أفضل وأعلى من النتاج الذي يكون فيه شفاء الأبدان.
ولقد نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل أنواع من الحيوانات، مثل ما ثبت عنه أنه نهى عن قتل النمل والنحل والهدهد والصرد، وهو نوع من أنواع الطيور، وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فقرصته نملة، فأمر بجهازه فأخرج، وأمر بقرية النمل فأحرقت جزاءً لتلك القرصة، فأوحى الله إليه أمن أجل أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح، فهلا نملة واحدة!) فالعدل مكانه في كل شيء، أمن أجل أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح لله فهلا قتلت نملة واحدة؟ وتأمل لتلك المخلوقة الضعيفة كيف تدرك بالشم ما يدرك غيرها بالبصر، وتحمل من الطعام ما هو أكبر من حجمها، ومثل ذلك مثل بعض الناس الذين هيأهم الله لحمل الأثقال التي تنوء بحملها الجبال، إنها المسئوليات العظيمة في نصرة هذا الدين.
وتأمل النملة عندما تعجز عن حمل شيء من الطعام؛ فإنها تذهب وتجيء بمجموعة في صف طويل، حتى تتعاون تلك الفصيلة من النمل في حمل هذا الشيء، وكذلك المشكلات العويصة التي إذا حلت بالمجتمع المسلم لا يستطيع أن يحلها رجل واحد، بل لا بد من تكاتف الجهود واجتماع الناس، وأن يتنادى بعضهم بعضاً، وأن ينتدب بعضهم بعضاً لهذه المهمات الشاقة، فيأتون في صف كالبنيان المرصوص، يحملون تلك التبعات ويجاهدون في الله حق جهاده.
وتأمل كيف تجتهد النملة في صلاح العامة منها، غير مختلسة من الحب شيئاً لنفسها، لا توجد نملة في مجتمع النمل تأخذ هذا الطعام لوحدها؛ فتأكله وتعتزل به جانباً، وإنما تجره إلى جحرها حتى يتشارك الجميع في أكله، إن ذلك هو التعاون بعينه الذي يوجد في بعض مجتمعات البشر الذين حباهم الله بتلك النعم.
وقال ابن القيم رحمه الله في تعليق لطيف في هذا الموضع: والقيمون -الموظفون الذين يقومون برعي هذا الحمام- يحفظون الذكور عن الإناث، حتى لا تختلط أنساب الحمام، ويحفظون أرحام حمامهم ويحتاطون عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! والحمام موصوف باليمن والألف للناس، وهكذا بعض الناس تجده أليفاً، يحبه الآخرون، ولكن أناساً آخرين فيهم الفصائل الوحشية والنفور، لا يألفهم أحد؛ فهكذا الحيوانات على قسمين:
قسم أليف يعيش مع الغير.
وقسم وحشي ينفر من الجميع.
هذا الحمام يألف المكان، ويثبت على العهد والوفاء لصاحبه، وإن أساء إليه، ويعود إليه من مسافات بعيدة، وربما صُدَّ عن الرجوع فترك وطنه عشر سنين وهو ثابت على الوفاء، حتى إذا استطاع العودة عاد إلى موطنه ذلك، وكذلك البشر منهم من يحفظ لك الوفاء والعهد، ولو أسأت إليه مرة فإنه يرجع إليك ويفيء؛ لأن عنده من تلك الطباع الأليفة ما يجعله يحتمل منك ذلك الخطأ في سبيل ذلك المعروف العظيم الذي أسديته إليه، كما أسدى صاحب الحمام إليها الطعام والمسكن، وهيأ لها وسائل المعيشة، فهي تحبه وترجع إلى المسكن وتألفه؛ ولذلك فإن الوصية كل الوصية لمن كان في ذلك المجتمع المسلم، فحصل له خير عظيم اقتبسه وتعلمه؛ أنه إذا أسيء إليه مرة أو أخطئ عليه أخرى أن يتناسى ذلك الخطأ، وأن يعود ويفيء إلى محضنه التربوي حتى يقتبس منه وينهل ويكتمل.
وأسأل الله لي ولكم السداد، وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا هو ولي الصالحين والمتقين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى سبيله ومنهجه القويم.
وإذا تأملتم أيها الإخوة! في الواقع الاجتماعي للناس، وموقف الذكور والإناث من بعضهم، فإنكم تجدون بعد البحث والمقارنة مشابهة عجيبة لبعض طباع الحيوانات في ذكورها وإناثها، فإن الحمام كما يقول ابن القيم رحمه الله: مُشاكل للناس في أكثر طباعه ومذاهبه، فإن من إناثه من لا تريد إلا زوجها -هذا في الحمام- ومنها من لا ترد يد لامس، وأخرى لا تنال إلا بعد طلب حثيث، وأخرى لها ذكر معروف بها ولكن إذا غاب زوجها تخونه في ذكر آخر، ثم تأمل انطباق ذلك في حياة الناس اليوم تجد العجب العجاب، ونسأل الله أن يحصن فروجنا، وأن يجعلنا من الذين لا يخونون، ويحفظون الأمانات.
ومن الحمام من إذا باضت بيضة وهي لا تبيض في العادة أفسدت البيض، وتجد كذلك عند بعض الإناث الذين يجهضون ما في أرحامهن من الجنين الذي خلقه الله فيها؛ لأنها لا تريد المسئولية بزعمها، كما أن ذلك النوع من الحمام يفسد بيضه؛ لأنه لا يريد المسئولية.
وفي الحمام كذلك طبيعة أن ذكوره وإناثه يتقاسمون المهمات، فتقوم الأنثى بالحمل والوضع ورعاية الفراخ، ويقوم الذكر بالبحث عن الرزق وجلبه إلى العش.
والله سبحانه قد جعل بعض الدواب كسوباً محتالاً، وبعضها متوكلاً غير محتال، وكذلك البشر.
ومن الحيوانات من يعول ولده، وبعضهم لا يعرف ولده، بل يلده ويذهب عنه، وبعض الإناث تكفل ولدها لا تعدوه، وبعضها تضع ولدها وتكفل ولد غيرها، وبعضها لا تعرف ولدها إذا استغنى عنها، وبعضها لا تزال تعرفه وتعطف عليه، وبعض الحيوانات يعرف الإحسان ويشكره، وبعضها لا يعرف الإحسان ولا يشكره، وبعضها يؤثر على نفسه، وبعضها إذا ظفر بما يكفي أمة من جنسه لم يدع أحداً يدنو منه.
وبعضها لا يأكل إلا الطيب، وبعض الحيوانات يأكل الطيب والخبيث.
بعض الحيوانات يأكل الطيب فقط، وبعض الحيوانات يأكل الخبيث فقط مثل الخنـزير، وكذلك الناس في معايشهم اليوم، من وفقه الله لكسب الحلال لا يأكل إلا طيباً، ومن أغواه الشيطان فولغ في الحرام فكل نفقته حرام في حرام، يضعون نقودهم في البنوك الربوية في الخارج، ويتقاضون من روائها الفوائد الربوية، منها يعيشون، وعليها يتقوتون، ومنها يغذون أطفالهم وأولادهم: (وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به) .
وبعض الحيوانات لا يؤذي إلا من آذاه، وبعضها يؤذي من لا يؤذيه وهكذا البشر، وبعضهم حقود لا ينسى الإساءة، وبعضهم يستقبح القبيح وينفر منه، وبعضهم لا يستقبح القبيح ولا يعرف الحسن، وبعض الحيوانات تتعلم بسرعة، وبعضها تتعلم ببطء، ولذلك فإن الذي يعاشر هذه الأصناف من الحيوانات فإنه يتأثر بها ولا بد.
وبعض الحيوانات يخدع بسهولة، وبعضها لا يخدع بسهولة، كذلك البشر منهم فطن ينتبه، ومنهم من لا ينتبه ويقع في أول فخ ينصب له، قال بعض الصيادين: ربما رأيت العصفور على الحائط فأومئ بيدي كأني أرميه فلا يطير، أتظاهر بأني أرميه وليس في يدي شيء فلا يطير، وربما أهويت إلى الأرض كأني أتناول شيئاً ولكن لا أتناول شيئاً فلا يتحرك، فإن مسست بيدي أدنى حصاة أو حجر أو نواة طار قبل أن تتمكن منها يدك، وهذا مشاهد في من عرف طبيعة الطيور.
وكذلك أيها الإخوة! ينبغي للإنسان المسلم أن لا يكون خبّاً، وأن لا يخدعه الخبّ فلا يكون لئيماً ماكراً، ولكن لا يدع الماكرين الخبثاء ينالون منه في شيء، وهذا باب واسع جداً، ولو ظللنا نسرد ما فيه لطال بنا الوقت، ولكن تأمل -يا أخي- في النهاية إلى تدبر السلف لهذه الآية: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ [الأنعام:38] الطباع تتشابه: إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38].
اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لم اختلف فيه من الحق بإذنك.
اللهم حسّن أخلاقنا، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح ذات بيننا، واجعل بلدنا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر