الشوكاني
رحمه الله تعالى: يجب أن يحبوه زيادة على حبهم لأنفسهم.أبي هريرة
رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الترمذي
رحمه الله تعالى زيادة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مسلم
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمعبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبا بكر
خليلاً؛ ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم -يعني: نبيكم- خليلاًالترمذي
رحمه الله تعالى، والحاكم
أيضاً وصححه وأقرهالذهبي
رحم الله الجميع عن الصحابي الكريمعبد الله بن عباس
رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (البخاري
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأبو هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مسلم
رحمه الله تعالى أيضاً عن الصحابي الكريمأنس بن مالك
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البخاري
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمعبد الله بن هشام
رضي الله عنه قال: (عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه، فقالعمر
رضي الله عنه: يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، والذي نفسي بيده! حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقالعمر
رضي الله عنه: والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن ياعمر
البخاري
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأنس بن مالك
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البخاري
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأنس بن مالك
رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أنس
رضي الله عنه: ففرحنا يومئذٍ فرحاً شديداً، لم أرَ المسلمين فرحوا فرحاً أشد منهالشوكاني
رحمه الله: ((عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ))[التوبة:128] أي: شاق عليه ما يشق عليكم. عبد الله: الذي يشق عليك وعلى أحد من الأمة يشق على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فحين كان أحد من الصحابة يصاب بشيء يؤذيه ويشق عليه؛ كان الأمر يشق على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويقول الإمامابن كثير
رحمه الله: ((حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ))[التوبة:128] أي: حريص على وصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم. هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه رأفته بنا، وحرصه على منفعتنا، وهاكَ شواهد تدل على هذا المعنى: روى الإماممسلم
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمعبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنه وعن أبيه: (مسلم
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأبي هريرة
رضي الله عنه في حديث طويل، وهو حول ما يكون يوم القيامة، حين يُجمَع الناس في عرصات يوم القيامة، حتى يشتد بهم الكرب، فيذهبون إلى الأنبياء يطلبون منهم أن يشفعوا لهم عند ربنا تبارك وتعالى، فيعتذر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، فيأتي الناس نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليشفع للعباد عند رب العباد تبارك وتعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: (البخاري
رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مالك
رحمه الله تعالى في موطئه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحمد
رحمه الله تعالى، إنها رأفته بنا في التشريع، ألا يُشرع لنا وعلينا ما قد يشق علينا، فاللهم صلِّ وسلم على نبينا، واجزه عنا خير الجزاء.البخاري
رحمه الله تعالى عن أم المؤمنينعائشة
رضي الله عنها وعن أبيها: (خديجة
فقال: زمِّلوني .. زمِّلوني! حتى ذهب عنه الروع، وأخبرها الخبر وقال: لقد خشيتُ على نفسيأحمد
رحمه الله تعالى عن أم المؤمنينعائشة
رضي الله عنها وعن أبيها قالت: (البخاري
رحمه الله تعالى أيضاً عنزيد بن ثابت
رضي الله عنه، قال: (زيد
رضي الله عنه مِن ثِقَل فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوحي إليه. وروى الإمامالبخاري
رحمه الله تعالى عن أم المؤمنينعائشة
رضي الله عنها، قالت: (أحمد
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمعبد الله بن عمرو
رضي الله عنه وعن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عقبة بن أبي معيط
وضع رداءه في عنق النبي صلى الله عليه وسلم فخنقه خنقاً شديداً، وأنه نفسُه أيضاً جاء بسلى جزور -وسلى الجزور: اللفافة التي يكون فيها ولد الناقة، مثل المشيمة عند المرأة- فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أيُفْعَل هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟! نعم. فعله أشقاهم، وصبر على هذا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكم صبر على أنواع الأذى من الكافرين! فاللهم اجزه خيراً وصلِّ وسلم عليه:فالجذور والأساس: الإيمان بالله عز وجل، والإيمان برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والجذع: محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والفروع ذات الثمار: علامات المحبة، وثمراتها، وآثارها، ومقتضياتها.
لابد إذاً من الإيمان حتى تكون المحبة نافعة للعبد في الدنيا والآخرة، وإلا كانت هباءً منثوراً.
ولقد أحب نبيَّنا صلى الله عليه وسلم أبو طالب مثلاً، ودافع عنه، ونصره نصرة عظيمة حتى قال:
كذبتم وبيتِ الله نُبْذى محمداً ولَمَّا نطاعِنْ دونه ونناضلِ |
ونُسْلِمُه حتى نصرَّع حوله ونُذْهَلَ عن أبنائنا والحلائلِ |
حدبْتُ بنفسي دونه وحميته ودافعتُ عنه بالذُّرَى والكلاكِلِ |
حدبْتُ بنفسي: عطفتُ. إنه يريد أن ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصرَّع حوله، وحتى يغفُل عن الأبناء والبنات والزوجات، ويدافع عنه بالذُّرَى والكلاكِل، أي: يدافع عنه بأعلى ما عنده، وبكل شيء فيه، ومع هذا قبل أن يموت قال: (هو على ملة عبد المطلب) لم تنفعه تلك المحبة أن يكون من المؤمنين، لم تنفعه بشيء لأنه لم يكن من المؤمنين.
فليحذر المسلم من الشرك بالله تعالى، فليحذر المسلم من الغلو الموقِع في الشرك، حتى لا تضيع محبته سدى.
وينبغي على المسلم ألا يخلط بين المفاهيم؛ بين الجذور والجذع والثمار، فيعرف الإيمان وحقيقته وأهميته، ويعرف معنى المحبة الذي هو الميل والعاطفة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف الثمار وهي التي تأتي في الحديث إن شاء الله تعالى، وهي العنصر الثاني في هذه المحاضرة.
الصحابة رضي الله تعالى عنهم توفَّر لديهم الأساس، وهو الإيمان بالله عز وجل وبنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم حصلت لهم المحبة العظيمة في قلوبهم، فحصلت الآثار، والثمرات، والعلامات، والمقتضيات لمحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما كونهم يحبونه فهذا أمر لا شك فيه؛ ولكن اسمع بعض الأخبار التي تؤكد هذا!
روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريم أنس رضي الله عنه، قال: [ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم].
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريم جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: [والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه -يعني: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو أحب إليهم من عيونهم].
وشهد بهذا أبو سفيان حين كان كافراً، فقال: [والله ما رأيتُ أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً] اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
فما هي هذه العلامات، أي: الثمرات والآثار والمقتضيات لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عاشها الصحابة رضي الله تعالى عنهم؟
عياض
رحمه الله تعالى: اعلم أن مَن أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدعياً، فالصادق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها: الاقتداء به، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه. انتهى كلامه رحمه الله. فكن مطيعاً يا عبد الله، كن مطيعاً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم وإلا فالمحبة ناقصة، كيف تكون محباً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنت لا تبالي في أي معصية من معاصي الله وقعت، وأنت تدعي أنك تحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟! نعم. ليس المراد أن يكون العبد عبداً معصوماً؛ لكن المراد أن يكون حريصاً، وأن يكون في أغلب حاله مطيعاً لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن زل يوماً من الأيام فإنه رجاع تواب، يرجع ويتوب إلى الله تبارك وتعالى، فكن مطيعاً يا عبد الله! أيها المحب لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.المقوقس
وغيرهم، فواصِل الطريق حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إيماناً بالله تبارك وتعالى، واصل الطريق، قال الله تبارك وتعالى: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي))[يوسف:108]. فهذه -يا أيها المسلم- الكريم هي سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصر دينه، وانشره؛ ليكثر أتباعه.. ليكثر المصلون عليه.. ليكثر المحبون له صلى الله عليه وعلى آله وسلم.الشوكاني
رحمه الله تعالى: ما كان لهم أن يصونوا أنفسهم ويشحوا بها على نفس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل الواجب عليهم أن يبذلوا أنفسهم دون نفسه صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لذا كانوا يقولون: فداك أبي وأمي! وكانوا يعملون بها، يقولونها كثيراً، فهذا مثلاًأبو طلحة
يَطمَئن على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقول: [عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالاً، فيقول: [أبو بكر
رضي الله عنه يقبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ويقول: [أبو بكر
رضي الله عنه أيضاً يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: [علي
رضي الله تعالى عنه وأرضاه يوم أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شاباً صغيراً، يقول الصحابي الكريمعبد الله بن عباس
رضي الله عنهما: [علي
نفسه، ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ونام في مكانهالحاكم
رحمه الله تعالى وصححه، وأقرهالذهبي
رحمه الله. فـعلي
رضي الله عنه هنا شرى نفسه، واستعد أن يبذل نفسه فداء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ثم لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريقه إلىعمر
رضي الله عنه: (أبو بكر
، يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن ذلك، فقال: يا رسول الله! أذكر الطَّلبَ فأمشي خلفك، ثم أذكر الرَّصَد فأمشي بين يديكأبا بكر
! لو كان شيءٌ أحببت أن يكون بك دوني؟! -يعني: لو كان شيء من المصيبة من الأذى أتحب أن يصيبك أنت ولا يصيبني؟!- قالأبو بكر
رضي الله عنه: نعم، والذي بعثك بالحق، ما كانت لتكون من ملمة إلا وددت أن تكون بي دونكأبو بكر
رضي الله عنه: (أبو بكر
رضي الله تعالى عنه على أتم استعداد لأن يصاب بالأذى ويتلقاه دون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نموذج آخر: روىالبخاري
رحمه الله تعالى: أنقيس بن أبي حازم
رحمه الله تعالى قال: [طلحة
-رضي الله عنه- شلاء وقَى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحدأبو دجانة
رضي الله تعالى عنه كما في سيرة ابن هشام في يومأبو دجانة
رضي الله تعالى عنه وأرضاه. وأماأبو طلحة
-رضي الله عنأبي طلحة
- فله شأن يومأنس
رضي الله عنه قال: (أبو طلحة
رضي الله عنه بين يديه مُجَوِّب علـيه بِحَجَفَة -يعني: يحمي النبي صلى الله عليه وسلم بتُرْس كان عنده- وكان رامياً شديد النزع، وأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فقالأبو طلحة
: بأبي أنت وأمي! لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك!البخاري
رحمه الله. حتى النساء يا نساء المسلمين! حتى النساء الصحابيات لهن مشاركة في هذا الأمر، كُنَّ على استعداد لبذل النفس والمال، كُنَّ ينسين أنفسهن عندما يقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد أصابه مكروه، فعنأنس
رضي الله عنه قال: (أنس
رضي الله عنه وهي تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهم يقولون: أمامكِ، وهي تقول: أرونيه حتى أنظر إليه -إن قلبها متعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خائفة عليه أن يكون قد أصيب بمكروه- حتى دُفِعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه وقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمتَ مِن عطبالطبراني
رحمه الله تعالى في الأوسط.أحمد
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأنس
رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحمد
رحمه الله تعالى، وكذا الإمامالترمذي
وغيرهما عنأبي بن كعب
رضي الله عنه أنه قال: (ابن تيمية
رحمه الله -ذكره عنه تلميذه الإمامابن القيم
رحمه الله في جلاء الأفهام - أن الصحابي الكريمأبي بن كعب
رضي الله عنه كان له ورد من الدعاء، فقوله: (صلاتي) يعني: دعائي، كان له ورد من الدعاء، فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم: كم أجعل لك من هذا الورد؟! (ابن حجر
رحمه الله تعالى. فهذه ثمرة تجنيها حين تكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، تُكْفَى هَمَّك ويُغْفَرُ ذنبُك. عبد الله! أخي الكريم! يا أيها الموحد! يا أيها المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم! كم وردك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟! كم صليت عليه اليوم في الصباح؟! كم مرة صليت على النبي صلى الله عليه وسلم؟! وكم مرة صليت عليه حين أمسيت؟! إني أعرف شيخاً مسناً من أهل العناية بالعقيدة والسنة ورده من الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد ألف مرة، الله أكبر! فكم وردك أنت؟! كم مرة تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؟! إننا بحاجة إلى أن نعتني بهذا الأمر عناية بالغة لائقة.الطبراني
رحمه الله تعالى عن أم المؤمنينعائشة
رضي الله تعالى عنها قالت: (أحمد شاكر
رحمه الله: حديث صحيح لغيره. الشاهد: (مسلم
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأبي هريرة
رضي الله تعالى عنه: (ابن حجر
رحمه الله تعالى في الفتح . أخي الكريم: فهل تعيش هذا الشعور؟! هل جربت هذا الشعور؛ تمني رؤية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!النووي
رحمه الله تعالى: من أوصاف المحب الصادق: أن يحب ما أحب محبوبه، ويكره ما يكره. فيا أيها المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر! هل أنت تحب من كان يحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل أنت تبغض من كان يبغضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انظر في الناس.. في الأماكن.. في الطعام.. في الشراب.. في اللباس.. في الهيئة.. في الزينة.. في الأخلاق.. قَوِّم نفسك، أأنت تحب كل ما كان يحبه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟! ينبغي أن نحب الذين كان يحبهم، وأن نبغض الذين كان يبغضهم، وأن نبغض الذين يحاربون شرعته صلى الله عليه وسلم، وإلا كيف نكون محبين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نحب -وأحياناً حباً جماً- الذين يعادون شريعته، ويفسدون عباد الله تبارك وتعالى؟!علياً
فقد أحبنيالحاكم
وهو صحيح. وقال: (الحسن
والحسين
فقد أحبنيابن ماجة
وهو صحيح، رحم الله الجميع. فكيف كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته؟! تقول أم المؤمنينعائشة
رضي الله عنها: [أبو بكر
رضي الله عنه لـعلي
رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتيالبخاري
رحمه الله. وقالعمر
رضي الله تعالى عنهللعباس
عم النبي صلى الله عليه وسلم: [الخطاب
لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلامالخطاب
عمر
رضي الله عنه أيضاً بعث مرة إلىالحسين بن علي
رضي الله عنه ليأتيه، فجاءالحسين
رضي الله عنه وعن أبيه، وفي الطريق التقى بـعبد الله بن عمر
رضي الله عنه وعن أبيه، فإذا هو قد أتى أمير المؤمنين فلم يؤذن له، فرجعالحسين
رضي الله عنه وعن أبيه، فلما التقى بهعمر
رضي الله عنه سأله: لِمَ لَمْ تأتِ؟! فأخبره الخبر، وأنه التقى بـعبد الله بن عمر
رضي الله عنهما فوجده راجعاً لَمْ يؤذن له فرجع هو أيضاً، قالعمر
رضي الله عنه: وهل أنت مثله؟! إنه يقدمالحسين بن علي
رضي الله عنه لأجل قرابته من رسول الله؛ لأنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقدمه على ابنهعبد الله بن عمر
رضي الله عنهم جميعاً. ويقولعروة بن الزبير
رحمه الله: [عائشة
رضي الله عنها أرقَّ شيء على بني زهرة؛ لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلمالبخاري
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأنس بن مالك
رضي الله عنه قال: (مسلم
رحمه الله تعالى عن الصحابي الكريمأبي أيوب
رضي الله عنه، وهذا الخبر في نزول النبي صلى الله عليه وسلم علىأبي أيوب
رضي الله عنه في بيته، فكانأبو أيوب
رضي الله عنه يبعث بالطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينتظر، فإذا أعيدت الفضلة سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فأكل من نفس الموضع، ومرة أُرْسِل الطعام ثم جيء بالإناء، ففتش فإذا النبي صلى الله عليه وسلم لَمْ يأكل، ففزع رضي الله تعالى عنه، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم أن السبب هو أن في الطعام ثوماً، فقالأبو أيوب
رضي الله عنه: (أبو أيوب
رضي الله عنه: وأنا أكره ما تكره يا رسول اللهعائشة
، قيل: فمن الرجال؟ قال: أبوها، قيل: ثم من؟ قال:عمر
مسلم
رحمه الله تعالى عنفاطمة بنت قيس
رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسامة
أسامة بن زيد
رضي الله عنه، حِبُّ رسول الله، وابنُ حِبِّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ومن الذين كان يحبهم النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار، عنعبد الله بن زيد بن عاصم
وغيره: (ابن القيم
رحمه الله تبارك وتعالى: يجب على كل من نصح نفسه أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه صلى الله عليه وسلم ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل في عداد أتباعه وحزبه وشيعته صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكانت بيوتات السلف رضي الله تعالى عنهم فيها هذا الأمر، فيها العناية بسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقولإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص
رحم الله الجميع، ورضي الله عنهم: [علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عن الجميع ورحمهم يقول: [أحمد
رحمه الله تعالى عنأنس
رضي الله عنه أن الأشعريين -والأشعريون هم: قومأبي موسى الأشعري
رضي الله عنه- كانوا يرتجزون وهم في طريقهم إلىأبو عبد الرحمن السلمي
رحمه الله تعالى: [عماراً
-يعني: ابنياسر
- وهاشم بن عتبة
وهو يسعى بين الصَّفَّين، فقالعمار
رضي الله عنه: ياهاشم
! الجنة تحت ظلال السيوف، والموت في أطراف الأسنة، وقد فُتِحت أبواب الجنة، وتزينت الحور العين، اليوم ألقى الأحِبَّة؛ محمداً وحزبَهبلال
رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي مات فيه عندما قالت امرأته: [عائشة
رضي الله عنها: [أبا بكر
لما حضرته الوفاة قال: أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يوم الإثنين، قال: فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد، فإن أحب الأيام والليالي أقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلمالحسن البصري
رحمه الله تعالى إذا ذكر هذا الحديث يقول: [أنس
رضي الله عنه: فما رأيت يوماً قط أنورَ ولا أحسن من يوم دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلمأحمد
رحمه الله تعالى. وقالالبراء بن عازب
رضي الله عنه: [البخاري
رحمه الله تعالى. أخي الكريم: الأمهات، أمهات الصحابة كن يسألن الصحابة رضي الله تعالى عنهم، عن أي شيء؟! اسمع هذا في هذا الخبر! عنحذيفة
رضي الله تعالى عنه قال: [أحمد
رحمه الله تعالى. إذاً: حتى الأمهات، أم تسأل ابنها الصحابي: منذ متى عهدك بالنبي؟ ما هي آخر مرة أتيت فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!أبو بكر
رضي الله تعالى عنه في يوم الهجرة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر
: الصحبة يا رسول الله! -يعني: أكون معك- بأبي أنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم. قالت أم المؤمنينعائشة
رضي الله عنها: فرأيت أبيأبا بكر
يبكي، وما كنت أحسب أحداً يبكي من الفرحأبو بكر
رضي الله تعالى عنه وأرضاه؟! وفي خبر الأنصار يوم فتحأبي هريرة
رضي الله تعالى عنه (أبو سفيان
وهو يومئذٍ زعيمهم، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أُبِيْحَت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ... ومَن دخل دارأبي سفيان
فهو آمِن، فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أدْرَكَتْه رغبةٌ في قريته، ورأفةٌ بعشيرته، فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم: يا معشر الأنصار! قالوا: لبيك يا رسول الله، قال: قلتم: أما الرجل فقد أدْرَكَتْه رغبةٌ في قريته؟ قالوا: قد كان ذاك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلا. إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، والمحيا محياكم، والممات مماتكم، فأقبَلوا إليه يبكون يقولون: والله يا رسول الله! ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ورسوله يصدِّقانكم ويعذرانكممسلم
رحمه الله تعالى. وأما أمير المؤمنينعمر
رضي الله تعالى عنه فإنه لما طُعِن تلك الطعنات، وهو يصلي بالناس صلاة الفجر، تلك الطعنات التي بعدها فارق الحياة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فإنه لما كان في ساعاته الأخيرة نادى ابنهعبد الله
رضي الله عنه، قال: [عبد الله بن عمر
! انطلق إلى أم المؤمنينعائشة
فقل: يقرأعمر
عليك السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل: يستأذنعمر بن الخطاب
أن يُدْفَن مع صاحبَيه، فذهبعبد الله بن عمر
رضي الله عنه فأتى أم المؤمنين رضي الله عنها فوجدها تبكي، فكلَّمها في استئذانعمر
رضي الله عنه، فقالت: كنتُ والله أريده لِنَفْسِي، ولَأُوثِرَنَّه به اليوم، فلما رجععبد الله
رضي الله عنه ورآهعمر
رضي الله عنه مِن بُعْد، قال: ارفعوني، فأسنده رجل، فقال: ما لديك؟ قالعبد الله
رضي الله عنه: أَذِنَتْ، فقالعمر
رضي الله عنه: الحمد لله، ما كان مِن شيء أهم إلي مِن ذلكربيعة بن كعب الأسلمي
رضي الله عنه، وخبره في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى، يقول: (الطبراني
رحمه الله تعالى عن أم المؤمنينعائشة
رضي الله تعالى عنها قالت: (البخاري
رحمه الله تعالى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر
وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله، فعجِبْنا لبكائه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المُخَيَّر، وكانأبو بكر
أعْلَمَناأبو بكر
رضي الله عنه كما روى ذلكأبو هريرة
رضي الله عنه قال: [أبو بكر
رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم من عامِ أولَ يقول: ثم استَعْبَرَ وبكى -خنقته العَبْرة، لم يستطع أن يُكْمِل، لقد تذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم أعاد فقال مرة ثانية، فخنقته العَبْرة فبكى، فلم يستطع أن يُكْمِل، ثم أعاد ثالثة، ثم أتم خطبته رضي الله تعالى عنه وأرضاهعمر بن محمد
، عن أبيه قال: [ابن عمر
رضي الله عنهما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بكىالدارمي
رحمه الله تعالى. وفي مسند الإمامأحمد
رحمه الله تعالى، عنالمثنى
رحمه الله قال: [أنس
رضي الله تعالى عنه: قَلَّ ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلممن الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر