إسلام ويب

قذف المحصناتللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد حفظ الله عز وجل أعراض المسلمين وصانها؛ فأنزل حدوداً، وشرع شرائع تردع صاحب النفس الخبيثة التي تريد الفتنة، وتتتبع العورات، ومن ذلك: أن على من قذف المسلمين بالزنا أن يأتي بأربعة شهداء أو يجلد ثمانين جلدة؛ فأعراض المسلمين غالية، وأنسابهم شريفة؛ فليس لأي أحد أن يرميها أو يتهمها بسوء، إلا أن يأتي ببرهان واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.

    1.   

    معنى قذف المحصنات

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، طبتم جميعاً، وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجمعني وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته، ومستقر رحمته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! هذا هو لقاؤنا الأخير مع السبع الموبقات، التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). ونحن في هذا اللقاء على موعد مع الكبيرة السابعة، ألا وهي: قوله صلى الله عليه وسلم: ( وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) وسوف ينتظم حديثي عن هذا الموضوع في العناصر التالية: أولاً: المعنى اللغوي. ثانياً: شروط القذف، وبم يثبت؟ ثالثاً: حكم القذف، وعقوبته في الدنيا والآخرة. رابعاً: نموذج من القذف البشع. وأخيراً: صورة مشرقة. فأعيروني القلوب والأسماع؛ فإن هذا اللقاء من الأهمية بمكان، أسأل الله جل وعلا أن يسدد قلبي وقلوبكم وقولي وقولكم، إنه ولي ذلك ومولاه. أولاً: المعنى اللغوي. القذف كما جاء في لسان العرب لـابن منظور : هو الرمي والسب، والمعنى هنا: رمي المرأة بالزنا أو ما في معناه. أما المحصنات جمع محصنة، والمحصنة: هي المرأة المتزوجة، والمحصنة والمحصنة بالكسر كذلك هي المرأة العفيفة الشريفة البعيدة عن الريبة والشك، والغافلات هن البريئات الطوايا، المطمئنات النفس، اللاتي لم يفعلن شيئاً يحذرنه ويخفن منه، هذا هو المعنى اللغوي لكلماتنا التي نحن بصدد شرحها اليوم بإيجاز شديد.

    1.   

    شروط إقامة حد القذف وبما يثبت

    ما هي شروط القذف؟ وبمَ يثبت؟ لا يصبح القذف جريمة تستحق الجلد إلا بشروط، منها ما يجب توافره في القاذف، ومنها ما يجب توافره في المقذوف، ومنها ما يجب توافره في الشيء المقذوف به.

    الشروط التي يجب توافرها في القاذف

    أولاً: الشروط التي يجب توافرها في القاذف هي: العقل، والبلوغ، والاختيار، أي: أن يكون القاذف عاقلاً بالغاً مختاراً غير مكره، وهذه الشروط هي أصول التكليف باتفاق، فإن القاذف إذا كان مجنوناً أو صغيراً أو مكرهاً لا يقام عليه الحد باتفاق أهل العلم؛ وذلك للحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في السنن والترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك، وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم -وفي لفظ: وعن الصبي حتى يشب- وعن المجنون حتى يفيق) وفي لفظ: (وعن المعتوه حتى يعقل) ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام الطبراني من حديث ثوبان ، وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه) هذه هي الشروط التي يجب توافرها في القاذف؛ ليقام عليه حد القذف، أي: ليجلد ثمانين جلدة، وهي: أن يكون عاقلاً بالغاً مختاراً لا مكرهاً.

    الشروط التي يجب توافرها في المقذوف

    ثانياً: الشروط التي يجب توافرها في المقذوف: أولاً: العقل. ثانياً: البلوغ، أي: أن يكون المقذوف أيضاً بالغاً، قال الإمام مالك : فإذا قذف إنسان صبية صغيرة لم تصل إلى حد البلوغ، لكنها تُشتهى، فإنه يجب أن يقام على قاذفها الحد؛ لأن هذا القذف قد يسيء إلى أهلها وأسرتها، وقد يفسد عليها مستقبلها. لكن جمهور أهل العلم قالوا: إن قاذف الصبية التي لم تصل إلى حد البلوغ لا يقام عليه حد القذف، وإنما يعزر، ويترك التعزير لولي الأمر أو للقاضي. ثالثاً: أن يكون مسلماً. رابعاً: أن يكون ذا عفة، أي: أن يعرف هذا الرجل بالعفة، وبالبراءة والبعد عن هذه الفاحشة التي رمي بها. خامساً: الحرية، أي: أن يكون المقذوف حراً لا عبداً، وقذف الحر للعبد محرم أيضاً، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ، وهذا لفظ البخاري في كتاب الحدود أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال) هذه هي الشروط التي يجب أن تتوافر في المقذوف.

    الشروط التي يجب توافرها في االقذف نفسه

    ثالثاً: الشروط التي يجب أن تتوافر في القذف نفسه هي: التصريح بالزنا، أو التعريض الظاهر الذي يفهم منه بدون التصريح بالقذف، والتعريض الظاهر، مثل أن يقول رجل لرجل آخر: أنا لست ولد زنا، أو: إن أمي ما زنت بي، فهذا تعريض ظاهر بأنه يتهم من يحدثه بأنه كذلك، فالتصريح أو التعريض الظاهر من الشروط التي يجب أن تتوافر في القذف نفسه.

    ما يثبت به حد القذف

    بمَ يثبت حد القذف؟! يثبت حد القذف بأمرين، أو بأحدهما: الأمر الأول: إقرار القاذف على نفسه. والأمر الثاني: شهادة الشهود على أن القاذف قد قذف فلاناً من الناس.

    1.   

    حكم القذف وعقوبته في الدنيا والآخرة

    ثالثاً: حكم القذف، وعقوبته في الدنيا والآخرة. أيها الأحبة الكرام! إن الإسلام منهج حياة متكامل؛ لا يقوم أساساً على العقوبة، ولكنه يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة، والضمانات الوقائية الأمينة، ثم يعاقب بعد ذلك من يدع الأخذ بهذه الأسباب الميسرة، والضمانات المأمونة؛ ليتمرغ في أوحال المعصية طائعاً مختاراً غير مضطر، ومن ثمَّ يشدد الإسلام في عقوبة القذف هذا التشديد، ويتوعد على القذف بأشد الوعيد؛ لأن ترك الألسنة تلقي التهم جزافاً بدون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يتهم من شاء، في أي وقت شاء، بتلك التهمة الفظيعة النكراء، ويمضي هذا القاذف آمناً في الجماعة، مطمئناً لا ينكد عيشه، ولا تكدر حياته ولا نفسيته، وإذا بالمجتمعات تصبح وتمسي وأعراضها مجرحة، وسمعتها ملوثة، وكل فرد فيها شاك في أصله، أو شاك في زوجه، أو شاك في بيته، بل وكل بيت فيها مهدد بالانهيار، وهذه حالة من الشك والقلق والريبة لا يمكن أن تطاق بحال من الأحوال، ومن ثمَّ شدد الإسلام هذا التشديد الرهيب على جريمة القذف، وعلى عقوبة القذف، وأوجب على القاذف ثلاثة أحكام. أولاً: أن يجلد القاذف ثمانين جلدة، إنها عقوبة تقرب من عقوبة الزنا، للزاني البكر ثمانين جلدة، وعقوبة الزنا كما تعلمون لغير المحصن أن يجلد مائة جلدة، أولاً الأحكام التي أوجبها الله على القاذف أن يجلد ثمانين جلدة. ثانياً: أن ترد شهادته أبداً. ثالثاً: أن يصبح فاسقاً، أي: ليس بعدل لا عند الله ولا عند الناس، وهذه الشروط متفق عليها بين الفقهاء ما لم يتب القاذف إلى رب الأرض والسماء، ولقد نصت على هذه الأحكام آية محكمة من سورة النور، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4] ثم يأتي هذا الاستثناء الندي من الرحيم الكريم: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:5]. هذه هي الأحكام التي تترتب على القاذف في هذه الحياة الدنيا.

    وجوب الجلد أو اللعان لمن قذف امرأته

    أخرج الإمام أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو داود وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما نزلت آية سورة النور -أي: قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ..))[النور:4] إلى آخر الآية قال سعد بن عبادة : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار! أما تسمعون ما يقول سيدكم؟ فقال الأنصار: لا تلمه -يا رسول الله- فإنه رجل غيور، والله! ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة قط فاجترأ أحد منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فلا تلمه يا رسول الله! فقال سعد بن عبادة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله! والله! إني لأعلم أنها لحق، وأنها من عند الله تعالى، لكني تعجبت! فإذا رأيت لكاعاً -أي امرأته- قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه، ولا أحركه حتى أنطلق لآتي بأربعة شهداء! والله! ما آتي بهم إلا وقد قضى حاجته يا رسول الله!) وفي لفظ البخاري ومسلم أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: (والله! لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحبيب: أتعجبون من غيرة سعد؟! والله! لأنا أغير من سعد ، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فالله يغار، وصفة الغيرة لا ينبغي أن تؤول أو تعطل أو تكيف أو تمثل، فالله جل وعلا يغار، (ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. فما لبث ذلك المجتمع الطاهر الكريم إلا يسيراً حتى ابتلي بما خافه سعد بن عبادة ، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم بألفاظ مختلفة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: فوالله! لم يلبثوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية - وهذا من الثلاثة الذين تخلفوا، وتاب الله عليهم- من أرضه عشاءً، فدخل على أهله، فوجد رجلاً يفعل الفاحشة بأهله، فرأى بعينيه، وسمع بأذنيه، فلم يهيجه، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني جئت أهلي عشاءً فرأيت بعيني وسمعت بأذني، واتهم هلال زوجته، وقذفها بالزنا عند رسول الله برجل يقال له: شريك بن سحماء هكذا قذف هلال امرأته بالزنا، فما العمل؟ وما الحل؟ كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به هلال بن أمية ، واشتد عليه ذلك، واجتمعت عليه الأنصار وقالوا: لقد ابتلينا بما قاله سعد بن عبادة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال لـهلال بن أمية: يا هلال! البينة أو حد في ظهرك؟ فقال هلال بن أمية : يا رسول الله! إذا رأى أحدنا رجلاً على امرأته ينطلق يلتمس البينة؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: البينة أو حد في ظهرك؟ وإذا بـهلال يقول: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق! إني لصادق، ولينزلن الله ما يبرئ به ظهري من الحد. يا إلهي! أي ثقة هذه؟! وأي يقين بالله هذا؟! يقول الرجل: (ولينزلن الله ما يبرئ به ظهري من الحد) يقول ابن عباس: والله! لقد أراد رسول الله أن يقيم الحد على هلال بن أمية، وبينما هو كذلك إذ أنزل الله الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل عليه الوحي عرف الصحابة ذلك، فأمسكوا عنه، فلما فرغ الوحي سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول ما فعل: أن التفت إلى هلال بن أمية وقال: أبشر يا! هلال! أبشر يا هلال! فلقد جعل الله لك فرجاً ومخرجاً، فقال هلال بن أمية: والله! لقد كنت أرجو ذلك من ربي عز وجل). فنزلت على الحبيب آيات اللعان لتبت الأمر في هذه القضية الخطيرة، وتلا الحبيب صلى الله عليه وسلم قول الله جل وعلا : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ* وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ [النور:6-10] ثم قال الحبيب: (أرسلوا إليها، فجاءت امرأة هلال بن أمية ، فتلا النبي عليهما الآيات، وذكرهما بالله عز وجل، وأخبرهما أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، ثم قال هلال: والله! إني لصادق يا رسول الله! فقالت المرأة: إنه لكاذب، فقال النبي: لاعنوا بينهما، فقيل لـهلال بن أمية: اشهد بالله، فشهد هلال أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، أي: صادق فيما قذف به امرأته من الزنا، ولما كانت الخامسة قيل له: يا هلال اتق الله! فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة؛ وإن هذه هي الموجبة التي توجب عليك العذاب، فقال هلال: والله! لا يعذبني الله عليها، كما لم يجلدني عليها، وإني لصادق، فشهد في الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم قيل للمرأة: اشهدي بالله أربع شهادات أنه من الكاذبين، فشهدت المرأة أربع شهادات إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسة قيل لها: اتقي الله! فإن هذه هي الموجبة التي توجب عليك العذاب، وإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فتلكأت المرأة ساعة، وهمت بالاعتراف، ثم قالت: والله! لا أفضح قومي، فشهدت على نفسها في الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين). وهنا فرق النبي بينهما، وقضى بالولد لها، ونهى عن أن ينسب الولد لأب، وأسقط النسب عن هلال بن أمية ، وحذر من أن يرمى ولدها، فمن رماه أقيم عليه حد القذف، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: (انظر! فإن جاءت به -أي: بولدها- أكحل العينين، سابغ الإليتين، خدلج الساقين، فهو لـشريك بن سحماء ، فلما وضعت المرأة ولدها كان بمثل ما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحبيب: والله! لولا ما قضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن). اللعان بمثابة البينة للزوج الذي رأى زوجته على الفاحشة -والعياذ بالله- ولم يستطع أن يأتي بالشهود، فله أن يلاعنها ويترتب على اللعان الأحكام التالية: أولاً: أن يفرق بينه وبين امرأته. ثانياً: أن تحرم المرأة عليه تحريماً أبدياً. ثالثاً: أن يسقط عنه النسب؛ فلا ينسب الولد إليه. رابعاً: أن يسقط عنه حد القذف، فلا يقام عليه حد القذف، ولا يجلد. الخامسة: أن ترجم المرأة إذا لم تلاعن، فإذا لاعنت هي الأخرى لا يترتب على لعانها إلا حكم واحد، ألا وهو أن يسقط عنها حد الرجم.

    عقوبة القذف في الآخرة

    1.   

    نموذج من القذف البشع

    العنصر الرابع: بإيجاز شديد: نموذج من القذف البشع، وانتبهوا جيداً أيها الأحباب الكرام! إنه نموذج من القذف البشع لأشرف وأطهر وأكرم بيت على ظهر هذه الأرض، لبيت الحبيب المصطفى، لبيت رسول الله، قذف الرسول واتهم في عرضه وشرفه في عائشة التي أحبها من كل قلبه، ولنترك الحديث لـعائشة رضي الله عنها لتحدثنا عن هذا النموذج الوقح، وعن هذه الفتنة المزلزلة القاسية المدمرة، والحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه -أي: ضرب يبن نسائه قرعة- فأيتهن وقعت القرعة عليها خرجت مع رسول الله، فأقرع رسول الله بيننا في إحدى غزواته -وهي: غزوة بني المصطلق- فوقع سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت آية الحجاب قد نزلت، وكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه -والهودج: هو المحمل على ظهر البعير تركب فيه المرأة ليسترها، أي: يحملون الهودج وهي بداخله، يضعونه وينزلونه- فلما انتهى رسول الله من الغزو وقفل -أي: عاد- ودنونا من المدينة آذن رسول الله ليلة بالرحيل، فانطلقت لقضاء حاجتي بعيداً عن الجيش، فلما قضت حاجتها وفرغت من شأنها عادت إلى رحلها، فالتمست صدرها فلم تجد عقدها، فعادت مرة أخرى لتبحث عن عقدها، وأخرها طلب العقد، وكان الجيش قد رحل، فلما عادت لم تجد في منزل الجيش من داع ولا مجيب، تقول عائشة: فمكثت في منزلي، وظننت أن القوم سيفقدونني، ويرجعون إلي، فبينما أنا كذلك غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه خلف الجيش، فرأى سواد إنسان نائم، فأقبل عليها وعرفها؛ تقول: فعرفني؛ لأنه كان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه -أي: استيقظت من نومي على قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون- فخمرت وجهي بجلبابي -أي: غطيت وجهي بجلبابي- ووالله! ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، فأناخ راحلته فركبتها، وانطلق بي يقود الراحلة، حتى أتينا الجيش وقد نزل في نحر الظهيرة -أي: في وسط شدة الحر- فهلك في شأني من هلك، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول) وفي بعض الروايات: (نظر رأس النفاق الوقح فقال: من هذه؟! لأنها جاءت بغير هودج، جاءت على ظهر بعير صفوان بن المعطل رضي الله عنه، فقالوا: إنها عائشة رضي الله عنها، فقال الخبيث: زوج نبيكم تبيت مع رجل، ويأتي بها في الصباح يقودها! والله! ما نجت منه، ولا نجا منها!) قولة عفنة خبيثة شريرة، وطير المنافق هذه المقولة وهذا القذف الخطير الكبير، وتلقفتها ألسنة المشركين والمنافقين، وما أكثرهم في كل زمان ومكان! الذين يريدون النيل من القادة الأطهار الأشراف الأخيار، ويريدون النيل من الإسلام ذاته متمثلاً في أطهر مثل، وأعظم قدوة، في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهلك بعض المسلمين، وزلوا وسقطوا في هذا، وماجت المدينة الطاهرة شهراً كاملاً بقولة أهل الإفك؛ بهذا القذف المرير الرهيب الخطير، ولحكمة يعلمها الله عز وجل لم تنزل آية واحدة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يتألم، ويطحن قلبه الألم، ويعصر كبده هذا الخبر الفظيع المؤلم، رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهم في عرضه! ويتهم في شرفه! ويتهم في طهارته! وهو الطاهر الذي فاقت طهارته على جميع العالمين، ويتهم في صيانة حرمته! وهو القائم على صيانة الحرمات في أمته، وفيمن؟! في عائشة التي أحبها من كل قلبه، وها هي الصديقة الطاهرة العفيفة الحصان الرزان رضوان الله عليها تتهم في أعز وأغلى ما تعتز به كل فتاة شريفة، في عرضها وفي شرفها، تتهم عائشة زوج الحبيب رسول الله في عرضها وشرفها، وهي الزهرة التي ترعرعت في بستان الإسلام، وسقيت بمداد الوحي على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وها هو صديق الأمة الأكبر الرجل الكريم الشهم أبو بكر الذي احتل ذروة سنام الصديقية بلا منازع، يحطم قلبه الألم، وتهدهد هذه الإشاعة كبده، وتكاد أن تفتته، رضي الله عنه وأرضاه، ويحدث ويعبر عن هذا الألم الذي يكاد يعصر قلبه، ويحطم فؤاده وهو يقول: (والله! ما رضينا بهذا في الجاهلية أفنرضى به في الإسلام؟!) وها هو الصحابي الجليل صفوان بن المعطل يتهم في دينه وعرضه، ويتهم في شرفه، ويتهم بخيانة حبيبه ورسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم، رحماك رحماك يا ألله! أي ابتلاء هذا؟! وأي فتنة هذه؟! والله لا تقوى الجبال الراسيات على تحمل هذه المصيبة الكبيرة والفتنة المدمرة، قال عز وجل أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:2-3] لكِ الله يا عائشة! فما حالها؟! وكيف يكون شأنها؟! وهي الغافلة التي لا تعلم عن الأمر شيئاً، بل ولم تسمع عن الأمر شيئاً، تقول عائشة : (فلما عدنا إلى المدينة مرضت شهراً كاملاً، وأنا لم أعلم شيئاً، ولم أسمع من حديث الإفك شيئاً، ولم أستنكر من رسول الله إلا أنه لم يكن يلاطفني بمثل ما كان يلاطفني به إذا اشتكيت، حتى خرجت يوماً لقضاء حاجتي، فالتقيت بأم مسطح ، فأخبرتني بخبر أهل الإفك، فقلت: أوقد قال الناس ذلك؟! قالت: بلى، أما سمعت؟!) فعادت عائشة رضي الله عنها الغافلة المحصنة المؤمنة البريئة الطوية التي لا تنتبه لشيء؛ لأنها ما ألمت بشيء تحذر منه أو تخاف منه، عادت إلى بيتها فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنته أن تذهب إلى بيت أبويها لتتيقن من الخبر، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول: (فذهبت إلى بيت أبوي، فسألت أمي، فقالت لها أمها: يا بنية! لا تلتفتي إلى هذا، فقلت: سبحان الله! أوقد قال الناس هذا حقاً؟! فبكيت تلك الليلة، وما اكتحلت عيني بنوم، حتى إن أبوي يزعمان أن البكاء فالق كبدي، تقول: ورسول الله يدخل يسلم ولا يقول إلا كلمة واحدة: كيف تيكم؟! ثم ينصرف، تقول: فاستأذنت عليّ ذات يوم امرأة من الأنصار، فأذنت لها، وأنا أبكي، فجلست إلى جواري تبكي، وأبواي جالسان عند رأسي، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إلى جوار عائشة وتشهد وحمد الله عز وجل ثم قال: يا عائشة! لقد بلغني عنك كذا وكذا؛ فإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله؛ وتوبي إليه، فإن العبد إذا أذنب فاعترف بذنبه فتاب إلى الله تاب الله عليه) يا ألله! يقول هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول عائشة : (فلما سمعت مقالة رسول الله قلص دمعي -جف الدمع في عيني، ونظرت إلى أبيها، وهي لا تعرف بماذا تجيب؟! وماذا تقول؟!- وقالت لأبيها: أجب عني رسول الله، فقال الصديق رضي الله عنه: والله! ما أعلم ماذا أقول لرسول الله، فالتفتت المسكينة إلى أمها فقالت: أجيبي عني رسول الله، فقالت الأم التي حطمها الألم: والله! ما أعلم ماذا أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول المسكينة الحصان الرزان: والله! ما أعلم لكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف:18] تقول عائشة: فاضطجعت في فراشي وأعطيت لهم ظهري، ووالله! إني لأعلم أني لبريئة، وأن الله مبرئي ببراءة، ولكني ما كنت أظن أن الله سينزل في حقي وحياً يتلى، فلشأني في نفسي كان أحقر من هذا، تقول: والله! ما غادر رسول الله موضعه وما برح المكان منا أحد وإذ برسول الله ينزل عليه الوحي، وكان إذا تنزل عليه الوحي عرف منه ذلك، حتى أخذته الرحضاء، وتنزلت منه مثل حبات الجمان -أي: كحبات اللؤلؤ- في اليوم الشديد البرودة، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت عليه براءة عائشة من السماء ممن يسمع ويرى ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، التفت رسول الله إلى عائشة رضي الله عنها وهو يضحك، وقال لها: أبشري يا عائشة! لقد برأك الله عز وجل، فقالت أمها: قومي يا عائشة فاحمدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة: لا والله! والله! لا أحمده ولا أحمد إلا الله عز وجل الذي أنزل براءتي) يا لها من ثقة ويقين عجيبين! وتلا الحبيب صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ.. [النور:11] إلى آخر الآيات في سورة النور. وهكذا أيها الأحبة! نرى نموذجاً بشعاً مرعباً من نماذج القذف، وهذه هي خطورته، ومن ثمَّ شدد الإسلام هذا التشديد على هذه الجريمة البشعة التي تفسح المجال لكل أحد أن يقول ما شاء في أي وقت شاء، وأن يتهم من شاء بتلك التهمة النكراء. وأخيراً: في مقابل هذه الصورة القاتمة تبقى لنا صورة وضيئة مشرقة، نعيش معها بعد جلسة الاستراحة. وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    صورة مشرقة

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الأحبة! في مقابل هذه الصورة القاتمة تعالوا بنا لنعيش قليلاً جداً مع هذه الصورة المشرقة، إنها صورة فتى ملأ الإيمان قلبه، وملأ عليه قلبه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه الفتى الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، عمير بن سعد رضي الله عنه وأرضاه، عمير بن سعد مات أبوه فتزوجت أمه برجل ثري غني يقال له: الجلاس بن سويد ، ولما كان في السنة التاسعة من الهجرة دعا رسول الله المسلمين أن ينفقوا، وأن يبذلوا لغزوة تبوك، فتسابق المسلمون في الإنفاق، وعاد الفتى الصغير عمير بن سعد ليقص على زوج أمه الجلاس بن سويد ما كان من أخبار المؤمنين الصادقين، وما كان من تخلف المنافقين والمرجفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الجلاس بن سويد كلمة خبيثة خطيرة، قال: يا عمير ! إن كان محمد صادقاً فيما يقول فنحن شر من الحمير، وهنا حلقت عين الفتى المؤمن في وجه هذا الرجل، وقال له: والله! ما كان أحد على ظهر الأرض أحب إلي بعد رسول الله منك، أما وقد قلت هذه المقالة فلقد قلت مقالة إن قلتها فضحتك، وإن أخفيتها أهلكت نفسي وديني، فكن على حذر من أمرك؛ فإني مخبر رسول الله بما قلت، وانطلق الفتى الصادق الذي وعى ما سمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقص عليه ما كان من الجلاس بن سويد ، فأجلسه النبي عنده، وأرسل النبي رجلاً ليأتيه بـالجلاس، للتثبت والتبين قبل الحكم، وجاء الجلاس، فأنكر ما قاله الفتى المؤمن، وقال: والله! يا رسول الله! ما قلت، وإن عميراً قد كذب علي، ولماذا أقول هذا؟! إلى آخر هذه الافتراءات والاتهمات القديمة الحديثة التي يأبى الله إلا أن يظهرها على صفحات وجوه المنافقين وألسنتهم، وفي مداد أقلامهم العفنة. ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الفتى المؤمن وقد احتقن وجهه بالدم واحمر، وانهمرت الدموع على خده وعلى وجنيته، وارتعد وخاف، ماذا يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ووالله! لم يلبثوا إلا يسيراً حتى نزل على رسول الله الوحي في مجلسه هذا، ونزل عليه الوحي الذي يبرئ هذا الفتى الذي رفع أكف الضراعة إلى الله وقال: اللهم أنزل على رسول الله تصديق ما قلت، ونزل قول الله جل وعلا: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ [التوبة:74] فصرخ الجلاس بن سويد وقال: صدق عمير يا رسول الله! وأتوب إلى الله يا رسول الله! وهكذا التفت النبي إلى هذا الفتى الصادق الذي بللت وجهه مرة أخرى دموع الفرح بعد دموع الحزن والألم، ومد الحبيب يده إلى أذن عمير بن سعد ففركها بيسر ولين وقال له: (لقد وفّت أذنك ما سمعت، وبرأك ربك يا عمير)!. إنها صورة مشرقة تعمدت أن أختم بها في مقابل تلك الصورة القاتمة للقذف البشع. أسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، اللهم ارزقنا الصدق في أقوالنا، والإخلاص في أعمالنا وأحوالنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم استرنا ولا تفضحنا، اللهم استرنا ولا تفضحنا، اللهم استرنا ولا تفضحنا، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم استر نساءنا، اللهم استر نساءنا، اللهم استر نساءنا، اللهم استر نساءنا. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم قيض لأمة التوحيد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم اجعل بلاد الحرمين أمناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل بلاد الحرمين أمناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل بلاد الحرمين سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق حكامنا وعلماءنا إلى كل ما فيه رضاك يا رب العالمين! أحبتي في الله! أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله كما أمرنا الله جل وعلا بذلك فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله! أن أذكركم به وأنساه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756498249