إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (539)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    صفة الفرقة الناجية

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====

    السؤال: هذه رسالة وصلت من السائلة أختكم في الله سمية علي من السودان تقول: حدثونا -يا سماحة الشيخ- عن الفرقة الناجية، وهل تنتمي إلى اسم معين جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالفرقة الناجية هي الفرقة التي سارت على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعهم بإحسان، هؤلاء هم الفرقة الناجية؛ هم الذين تمسكوا بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وساروا على هديه وهدي أصحابه ومن تبعهم بإحسان قولاً وعملاً وعقيدة، وهم المراد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: يا رسول الله! من هي؟ قال: الجماعة) وفي اللفظ الآخر قال: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي) هؤلاء هم الفرقة الناجية، المتمسكون بالكتاب العظيم وهو القرآن وبالسنة المطهرة، السائرون على طريق الصحابة، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهم الذين يعظمون كتاب ربهم ويحكمونه، وهكذا سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويعرضون أقوال الناس على الكتاب والسنة عملاً بقول الله عز وجل: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] وعملاً بقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].

    1.   

    حكم أداء السنن الرواتب والنوافل في السفر

    السؤال: السائل أسعد عبد الله يقول: أيهما أفضل بالنسبة للمسافر أن يؤدي السنن الرواتب أو يتركها وكذلك النوافل؟

    الجواب: المسافر السنة له أن يدع الرواتب لا يأتي بها كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام؛ فإنه كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر يترك سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، أما سنة الفجر فكان يأتي بها عليه الصلاة والسلام، كان يصلي الفجر ويصلي راتبتها سفراً وحضرا، أما سنة الظهر والمغرب والعشاء فكان يترك ذلك عليه الصلاة والسلام في السفر، أما العصر فليس لها راتبة لكن كان يصلي قبلها أربعاً بعض الأحيان وربما صلى قبلها اثنتين بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، ويقول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر) فالأفضل في السفر تركها؛ لأنها تشبه الراتبة، أما النوافل الأخرى فالأفضل فعلها مثل: سنة الضحى والتهجد بالليل والوتر، هذا سنة في السفر والحضر، سنة الوضوء إذا توضأ، هذه نوافل مشروعة في السفر والحضر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي سنة الضحى في السفر، صلاها عام الفتح ثمان ركعات عليه الصلاة والسلام، وكان يتهجد بالليل في السفر ويصلي على بعيره النافلة في السفر بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، ويوتر على بعيره أيضا عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

    السؤال: السائل من الجزائر، حسين من الجزائر بعث بمجموعة من الأسئلة، في سؤاله الأول يقول: سماحة الشيخ! كيف كانت صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجهونا في ضوء سؤالنا؟

    الجواب: كانت صلاته صلى الله عليه وسلم تخفيفاً في تمام كما قال أنس رضي الله عنه: (ما صليت خلف أحد أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام) كانت صلاته تخفيفاً في تمام؛ يتم ركوعها وسجودها واعتدالها بعد الركوع وبين السجدتين ولكن لا يطيل إطالة تمل الناس وتشق عليهم، وهكذا السنة أن يصلي المؤمن تخفيفاً في تمام، يعني: الإمام والمنفرد أما المأموم فهو تابع لإمامه، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة) ويقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي) عليه الصلاة والسلام، فالتخفيف: أن تتأسى بصلاته صلى الله عليه وسلم وهي تخفيف في تمام، كان يقرأ في الظهر من أوساط المفصل، وفي العصر أقل من ذلك أخف من الظهر، وفي المغرب من قصاره، وتارة من طواله، وتارة من أوساطه، والغالب في المغرب أن يقرأ بالقصار، وكان يقرأ في العشاء بأوساط المفصل، وفي الفجر بطوال المفصل مثل: ق، والطور، والذاريات ونحوها، وكان يركع ركوعاً فيه إتمام وفيه تخفيف، ربما سبح سبع تسبيحات .. عشر تسبيحات: (سبحان ربي العظيم .. سبحان ربي العظيم)، ويقول في ركوعه: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) .. (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، وكان إذا اعتدل بعد الركوع يطمئن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وكان يعتدل بعد الركوع حتى يقول القائل: قد نسي، وهكذا بين السجدتين، يعتدل بين السجدتين ويقول: (رب اغفر لي .. رب اغفر لي اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني) ولا يعجل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه.

    وكان في السجود أيضاً يطمئن ويسبح عدة تسبيحات .. عشر تسبيحات، أو سبع تسبيحات، وكان أنس رضي الله عنه صلى خلف بعض الأئمة فقال: إنه أشبه صلاة بالنبي صلى الله عليه وسلم. وكان يعد له في الركوع والسجود عشر تسبيحات، فإذا سبح عشراً أو سبعاً أو خمساً فكل هذا حسن، (سبحان ربي العظيم) في الركوع، و(سبحان ربي الأعلى) في السجود، و(رب اغفر لي) بين السجدتين، لكن مع الطمأنينة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه.

    هكذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي تخفيفاً في تمام، والسنة للأئمة أن يتأسوا به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهكذا الأفراد إذا صلى الإنسان فرداً لمرض أو غيره يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا النساء يصلون كما كان النبي يصلي عليه الصلاة والسلام تخفيفاً في تمام، وقد سمعت صفة صلاته عليه الصلاة والسلام، كان يتم ركوعه وسجوده، وكان يعتدل بين السجدتين ويعتدل بعد الركوع ولا يعجل، وكان يقرأ في الظهر والعصر من أوساط المفصل لكن العصر أخف، وفي المغرب من قصار المفصل وربما قرأ من طواله كالطور وغيرها وربما قرأ بالمرسلات عليه الصلاة والسلام، فتارة يطيل في المغرب وتارة يقصر في المغرب عليه الصلاة والسلام، وفي العشاء بأوساط المفصل مثل: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] مثل: وَالْفَجْرِ [الفجر:1]، مثل: سَبِّحِ [الأعلى:1] مثل: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ [البروج:1] وفي الفجر يقرأ بطوال المفصل مثل: الذاريات و ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1] مثل: الطور، مثل: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [القمر:1] مثل: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1] وأشباه ذلك.

    1.   

    كيفية الدعوة إلى الله والصفات الواجب توافرها في الداعية

    السؤال: السائل أخونا من الجزائر يقول في سؤاله الثاني: ما كيفية الدعوة إلى الله عز وجل؟ وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعي إلى الله عز وجل؟ وهل الدعوة إلى الله واجبة جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: نعم، الكيفية بينها الرب عز وجل، قال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] هكذا السنة، قال جل وعلا: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] وقال الله لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44] فالسنة للداعي أن يرفق وأن يجمع بالحكمة بالعلم، قال الله .. قال الرسول، ويعتني بالموعظة الحسنة .. الترغيب والترهيب، يذكر ما جاء من الوعيد في المعاصي وما جاء من الأجر العظيم والخير الكثير في الطاعات، ويجادل بالتي هي أحسن عند وجود الشبه والاشتباه، يجادل بالتي هي أحسن وبالبيان الواضح ولا يشدد بل يرفق؛ لأن هذا أقرب إلى القبول والتأثر، ولابد من شرط البصيرة وشرط العلم، لابد أن يكون الداعي عنده علم وعنده بصيرة، قال الله جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] فالواجب على الداعية إلى الله أن يكون على بصيرة وعلى علم، وأن يرفق في دعوته ويجادل بالتي هي أحسن حتى لا ينفر الناس من الحق.

    والواجب عليه أيضاً أن لا يخالف قوله فعله ولا فعله قوله، أن يقول الحق وأن يكون من أسرع الناس إليه، وأن ينهى عن الباطل، وأن يكون من أبعد الناس عن الباطل، هكذا يكون الداعي إلى الله؛ يدعو إلى الحق ويسارع إليه ويتخلق به، وينهى عن الباطل ويحذره ويبتعد عنه، ويرفق في دعوته، ويجتهد في ذكر الآيات والأحاديث؛ لأن ذلك يؤثر في القلوب ويسبب القبول.

    والواجب عليه أن يكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه، ومن أبعد الناس عما ينهى عنه، من الواجبات والمحرمات، فيكون أسرع الناس إلى كل واجب يدعو إليه، ومن أبعد الناس عن كل محرم ينهى عنه؛ حتى يتأسى بقوله وفعله، قال الله جل وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] فهو صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويعمل، فهو داعية إلى الله بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام، فهكذا الدعاة، المشروع لهم أن يكونوا دعاة إلى الله بأفعالهم وأقوالهم، وأن يكونوا على بصيرة، وأن يحذروا القول على الله بغير علم.

    1.   

    كيفية قضاء النهار في طاعة الله

    السؤال: في آخر أسئلة الأخ السائل من الجزائر يقول: ما هو أقل شيء يلزمني فعله ليكون نهاري في طاعة الله عز وجل؟

    الجواب: عليك أن تحرص على أداء الواجبات، وأن تحفظ لسانك وجوارحك عن محارم الله؛ حتى تكون سعيداً موفقاً، فتحرص على ما أوجب الله عليك من صلاة الفجر، ومن أداء حق أهل البيت من أولاد وزوجة، وحفظ جوارحك عما حرم الله من المعاصي في حق الله وفي حق عباده وبهذا تكون ناجياً سليماً، وهكذا في الليل تحرص على أن تحفظ أوقاتك من سائر المعاصي، وأن تأمرها بالطاعات، وأن تؤدي ما أوجب الله عليك من صلاة وغيرها، هذا هو طريق النجاة .. هذا هو طريق السلامة؛ الحرص على حفظ الوقت مما حرم الله، وعلى حفظه بأداء ما أوجب الله، وعلى شغله بالأعمال الطيبة من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن وسائر وجوه الخير، مع أداء واجب أهل البيت وحقهم من النفقة والمعاشرة الطيبة، وحق الجيران من إكرامهم والإحسان إليهم وكف الأذى عنهم.

    1.   

    حكم من غطى رأسه وهو محرم

    السؤال: هذا سائل للبرنامج السائل (أ. س. ص) يقول في هذا السؤال: نويت العمرة فطفت ثم سعيت والحمد لله، وبعد ذلك وضعت الإحرام على رأسي جهلاً مني وليس نسياناً أو تعمداً، ثم حلقت رأسي، فماذا علي؟

    الجواب: وضع الإحرام على الرأس جهلاً أو نسياناً لا شيء فيه والحمد لله، فلو أن الإنسان غطى رأسه وهو محرم جاهلاً أو ناسياً أو تطيب جاهلاً أو ناسياً أو قص شعره أو ظفره جاهلاً أو ناسياً فلا شيء عليه، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن إنساناً أحرم وعليه جبة وتضمخ بالطيب، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزع الجبة وأن يغسل أثر الخلوق ولم يأمره بفدية)؛ لأنه جاهل.

    1.   

    ضرورة إحسان الظن بالله لمن يجتهد في عبادته ودراسته وليس متفوقاً

    السؤال: يقول في سؤاله الثاني: أنا طالب في المرحلة الثانوية ومجتهد والحمد لله، إلا أنني لا آتي بتقدير جيد جداً أو دون ذلك، ورغم ذلك فأنا أحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد وأدعو الله أن يوفقني ويتحقق لي ما أصبو إليه وهو أني آتي بتقدير عالي إلا أن هذا مستواي لم يتغير، فهل لله حكمة في أن جعلني لا أكون من المتفوقين، ومع هذا أجد شباباً دوني في المحافظة على الصلوات هداهم الله إلا أنهم أفضل مني في التفوق الدراسي يأتون بتقدير امتياز، فبماذا تنصحونني مأجورين؟

    الجواب: ربك حكيم عليم في كل شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83] قال الله جل وعلا: وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:17] سبحانه وتعالى، فله الحكمة البالغة والعلم الكامل، وهو أعلم بأسباب عدم وصولك إلى الدرجة العليا، لعل الأسباب ضعف فهمك أو هناك -أيضاً- أسباب أخرى من كبر أو فخر على غيرك أو ما أشبه ذلك، فاتق الله وحاسب نفسك وكن متواضعاً وسل ربك التوفيق واجتهد وأبشر بالخير إن شاء الله ولا تتهم ربك، عليك بحسن الظن بالله عز وجل واعلم أنه حكيم عليم يضع الأشياء مواضعها وليس بظلام للعبيد سبحانه وتعالى، وإنما المصيبة جاءت منك أنت، إما لضعف فهمك، وإما لأشياء تفعلها من فخر أو تكبر أو غير هذا مما يسبب نقصك ونزولك.

    1.   

    حكم من أخر قضاء صيام أيام من رمضان عدة سنوات

    السؤال: ما حكم من أخر قضاء أيام من رمضان أحد عشر عاماً وأراد أن يقضيها فقضاها، فهل يبقى عليه شيء؟

    الجواب: عليه التوبة من التأخير، وعليه القضاء، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم أخره، إطعام مسكين عن كل يوم كما أفتى بذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ثلاثة أمور:

    الأمر الأول: القضاء.

    الأمر الثاني: التوبة من التأخير.

    الأمر الثالث: إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو حنطة أو أرز.

    1.   

    مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

    السؤال: هذا طالب من ليبيا رمز لاسمه بـ (أ. أ. أ) يقول: سماحة الشيخ! ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؟

    الجواب: مذهب أهل السنة والجماعة: إثبات أسماء الله وصفاته الواردة في القرآن والسنة الصحيحة وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] كما نص على ذلك أهل العلم كـابن القيم في كتبه كالصواعق والنونية وغيرها، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه كالحموية والتدمرية والواسطية، والإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد، وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة وغيرهم، هذا طريق أهل السنة والجماعة يؤمنون بأسماء الله وصفاته ويمرونها كما جاءت في القرآن والسنة الصحيحة، إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، ويقولون: إن أسماءه وصفاته تليق به جل وعلا لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، ولهذا قال مالك وغيره: أمروها كما جاءت بلا كيف. وهكذا يقول سفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي وغيرهم من أهل العلم، وقد جمع جملة من كلامهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الحموية، وهكذا جمعها غيره من أهل العلم مثل ابن أبي العز في شرح الطحاوية، وابن القيم في الصواعق المرسلة وغيرهم، وكذلك ابن خزيمة رحمه الله وعبد الله بن أحمد والشيخ عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على المريسي إلى غير ذلك.

    المقصود أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة وإمرارها كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا زيادة، ولا نقص، بل هي توقيفية حسب ما جاء في القرآن والسنة، فيثبتونها إثباتاً بلا تمثيل، وينزهون الله عن مشابهة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل سبحانه وتعالى.

    1.   

    أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء

    السؤال: هذا سائل للبرنامج يقول: أخوكم في الله (أ. ع) كتب هذا السؤال، يقول: هل أكل لحم الإبل يبطل الوضوء؟

    الجواب: نعم، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بالوضوء من لحم الإبل ،فإذا أكل الإنسان لحم إبل وجب عليه الوضوء.

    1.   

    انتفاع الميت بالدعاء وعلمه به

    السؤال: السائل يقول في هذا السؤال: إذا مات الميت ودعا له أحد من أهله مثل: والدته أو أبوه أو إخوانه هل يصله ذلك الدعاء؟ وهل يعلم بالشخص الذي دعا له؟

    الجواب: الدعاء ينفع الميت كما ذكر الله عن المؤمنين من السلف الصالح، يقول الله عنهم: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ [الحشر:10] فالدعاء ينفع الميت، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وشرع الله صلاة الجنازة؛ لأن المسلمين يدعون للميت في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة يستغفرون له ويترحمون عليه، فالدعاء ينفع الميت بإجماع المسلمين، وهكذا الصدقة عنه فإذا دعا له أقاربه أو غير أقاربه نفعه ذلك، وهكذا الصدقة عنه والحج عنه والعمرة كل هذا ينفعه ويزاد في حسناته وفي ثقل ميزانه، أما كونه يعلم ذلك فهذا إلى الله سبحانه وتعالى.

    1.   

    مسألة ثبوت التقاء الأموات بعضهم ببعض في حياة البرزخ

    السؤال: بالنسبة السائلة من الباحة تقول: أرجو من سماحة الشيخ إجابتي على هذا السؤال، تقول: هل الميت بعد موته يلتقي بأهله وإخوانه الذين ماتوا من قبل ويعرفهم؟ وهل يلتقي أهل الخير ويتعارفون بعد موتهم؟

    الجواب: الله أعلم، لا أعلم في هذا نصاً ثابتاً وإنما ذكر بعض أهل العلم هذا المعنى كـابن القيم في كتاب الروح وغيره، ولكن هذه المسائل تحتاج إلى دليل عن المعصوم عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات اللقاء، أما أرواح المؤمنين فهي في الجنة كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أن أرواح المؤمنين طائر يعلق في شجر الجنة حتى يردها الله إلى أجسادها، وأرواح الشهداء تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش) هذه أرواح الشهداء المقتولين في سبيل الله، وأما أرواح المؤمنين فإنها تسرح في الجنة حتى يردها الله إلى أجسادها في صور طير في الجنة.

    أما كونهم يتلاقون ويتعارفون فهذا يحتاج إلى دليل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: كون أرواحهم تتلاقى ويتعارفون هذا يوجد في بعض المرائي الذي يراها أهل الصلاح والخير تدل على شيء من التلاقي.. لكن الجزم بذلك وأن هذا شيء ثابت لجميع الأرواح يحتاج إلى دليل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن بعض المرائي تدل عن وقوع شيء من هذا.

    1.   

    الحكمة في منع النساء من زيارة القبور

    السؤال: السائلة فايزة يوسف من مصر - قنا تقول: هل يجوز لي أن أذهب إلى القبور وذلك للعبرة وليس للنياحة؛ لأنني أعلم بأنها محرمة على النساء، ولكنني أحب أن أتذكر الآخرة، وما الحكمة من منع النساء في زيارة القبور جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بزيارة القبور قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، لعن زائرات القبور من النساء، ذكر أهل العلم أن الحكمة في ذلك أنهن في الغالب لا يصبرن؛ ولأنهن فتنة، فإذا زرن القبور قد يحصل منهن من البكاء والنياحة والشيء الذي لا ينبغي لقلة صبرهن في الغالب؛ ولأنهن قد يختلطن بالرجال ويكون فتنة، والله جل وعلا هو الحكيم العليم لا ينهى عن شيء إلا لحكمة بالغة سبحانه وتعالى، فهو الحكيم في قوله وفعله وشرعه وقدره جل وعلا.

    ومن حكمته سبحانه نهي النساء عن زيارة القبور إما لأنهن فتنة، وإما لقلة صبرهن، وإما للأمرين جميعاً، وإما لأمور أخرى أيضاً، لكن الحمد لله لهن الدعاء، يدعون لموتاهن في بيوتهن وفي كل مكان، ويصلين على الجنائز في المسجد أو في المصلى، هذا كله مسموح به والحمد لله، فهي تدعو لقريبها ولزوجها في بيتها وفي كل مكان، تستغفر له .. تتصدق عنه كل هذا طيب ينفع الميت، من الرجل والمرأة جميعاً.

    أما الزيارة للقبور فهي خاصة بالرجال؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، (لعن زائرات القبور من النساء) ومنعهن من ذلك قالت أم عطية : (نهينا عن اتباع الجنائز).

    1.   

    حكم قراءة القرآن عند القبور

    السؤال: في سؤالها الثاني تقول السائلة فايزة من مصر قنا: اعتاد بعض الناس عند ذهابهم للمقابر أن يقرءوا الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، فهل يصل الثواب للأموات؟ وما رأيكم -سماحة الشيخ- في توزيع الخبز والفواكه والخضروات عند القبور؟ وهل يجوز أكل هذا الأشياء جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: القراءة عند القبور غير مشروعة بل بدعة، لا يجوز قصد القبور للقراءة عندها لا الفاتحة ولا غيرها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) فدل على أن القبور ما هي بمحل صلاة ولا محل قراءة، البيوت والمساجد هي محل القراءة ومحل الصلاة، المساجد محل صلاة الفريضة ومحل القراءة، والبيوت محل صلاة النافلة والقراءة، أما المقابر فليست محلاً للصلاة ولا محلاً للقراءة، ولكن من زارها يدعو للميتين .. يستغفر لهم .. يترحم عليهم، ويتذكر الآخرة، وأنه صائر إلى ما صاروا إليه حتى يعد العدة للقاء الله.

    1.   

    عدد مسحات الرأس أثناء الوضوء وكيف تمسح المرأة رأسها

    السؤال: في آخر أسئلة هذه السائلة تقول سماحة الشيخ: هل مسح الرأس في الصلاة يكون مرة واحدة؟ وماذا تفعل المرأة؛ هل تمسح جميع الرأس؟ وماذا تفعل إذا كان الشعر طويلاً؟

    الجواب: مسح الرأس فرض من فروض الوضوء على الرجل والمرأة، تمسح رأسها كما يمسح الرجل رأسه، والمقصود منابت الشعر من مقدمه إلى مؤخره، أما الذوائب النازلة عن ذلك فلا يجب مسحها، وإذا كان عليه ضمادات من حناء أو غيره فلا يضر، قالت عائشة: كنا نمسح على الضمادات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا مسحت على ما في رأسها من ضماد من حناء أو غيره فلا بأس.

    1.   

    حكم من باع شيئاً وتبين أنه وقف

    السؤال: هذا السائل ناصر إبراهيم من حوطة بني تميم، يقول في هذا السؤال: حصل وأن قمت ببيع بيت صغير مبني من الطين، وبعد البيع عثرت الوالدة على وثيقة لهذا البيت ووجد فيها وقف في أضحية من ريعه دون علمي ولم يدخل علي من هذا البيت شيء من إيجاره، والمبلغ المبيوع بهذا البيت هو خمسة آلاف ريال منذ أكثر من عشر سنوات، فهل يسقط البيع شرعاً في هذه الحالة، أم يلزمني نقل الوقف ويبقى في ذمتي سماحة الشيخ؟

    الجواب: عليك مراجعة المحكمة في إبطال البيع وبقاء الوقف على حاله، وعرض الوثيقة على القاضي والقاضي ينظر في الأمر، فإن لم يتيسر رد البيع فالثمن الذي دخلي عليك يجعل في وقف آخر، يكون في نخلة تقع وقفاً له، يكون في أواني موقوفة تستعمل وينتفع بها، المقصود: الثمن تجعله في شيء ينفع الميت نخلة أو نخلتين ينتفع بثمرها أو غير ذلك مما ينفع الميت، حسب التيسير.

    المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.

    كان معنا في هذا اللقاء الطيب المبارك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا وشكراً لكم أنتم.

    وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755963672