إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده رسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة الطيبة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وطبتم وطاب ممشاكم أيها الإخوة والأخوات، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك ومولاه.
أحبتي في الله: "قلوب الصالحين"، هذا هو عنوان محاضرتنا مع حضراتكم في هذه الليلة الكريمة الطيبة، وكعادتي حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا، فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في هذا الموضوع الجليل الرقراق في العناصر المحددة التالية:
أولاً: أهمية الموضوع وخطورته.
ثانياً: صفات قلوب الصالحين.
وأخيراً: كيف نحقق صلاح القلوب.
فأعيروني القلوب والأسماع، والله أسأل أن يرزقنا وإياكم الصلاح والتقى والعفاف والغنى، وأن يتقبل منا ومنكم جميعاً صالح الأعمال.
أولاً: أهمية الموضوع وخطورته.
أيها الأحبة: الأحداث متلاحقة، والفتن كقطع الليل المظلم، يرقق بعضها بعضاً، والأمة كلها الآن قد تسربلت بسربال من الدماء والأشلاء، وأخشى ما أخشاه أن ينسى كل مسلم منا نفسه وسط هذه الأحداث المتلاحقة، وألا يفتش في حاله مع ربه تبارك وتعالى، مع أنها الخطوة العملية الأولى على طريق النصر والتمكين، لذا أرى أنه من الواجب على العلماء وطلبة العلم ألا يملوا من طرح هذه الموضوعات التي تجدد الإيمان في القلوب.
وأنا أدين الله تبارك وتعالى بأنه لا مخرج لهذه الأمة من هذه الأزمة الطاحنة إلا بقلوب سليمة تعرف ربها جل وعلا، إذ إن الأمة الآن لا ينقصها المال، ولا ينقصها السلاح، ولا تنقصها العقول والأدمغة التي تفكر وتخطط وتبدع، ولا ينقصها الاقتصاد، ولا ينقصها المناخ، بل ولا ينقصها الموقع الاستراتيجي، لكن ينقصها أن تعرف ربها جل وعلا، وأن تجدد الإيمان به والثقة فيه، والتوكل عليه سبحانه وتعالى.
فأنا أكرر وأقول: الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم كل شئون الحياة، ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم، لذا فإننا إن طرحنا الليلة موضوع القلوب فما أبعدنا النجعة، وما انحرفنا وانجرفنا وانصرفنا عن واقع الأمة النازف أبداً!
كثرة تقلب القلب
الفتن تؤثر في القلوب
صلاح القلوب غاية الأنبياء والمرسلين
ثالثاً: الموضوع مهم لأن الصلاح أمر جليل، فقد يتصور كثير من المسلمين والمسلمات أن صلاح القلب أمر هين، ويقولون: فلان صالح.. وفلان صلاح.. مع أن الصلاح أيها الأفاضل أمنية الأنبياء والمرسلين، إي والله إن الصلاح أمنية الأنبياء والمرسلين.
فالصلاح لغة: مصدر صلح يصلح صلاحاً، وهو ضد الفساد. والصلاح شرعاً واصطلاحاً: سلوك سبيل الهدى. فالعبد الصالح هو المستقيم على طاعة الله، القائم بما عليه من حقوق لله جل وعلا وحقوق لخلق الله تبارك وتعالى، تدبروا معي هذا الدعاء الودود المشرق للكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، يتضرع إلى الله جل وعلا ويقول:
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف:101] يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يرجو ربه جل وعلا أن يلحقه بالصالحين.
وهذا إمام الموحدين، وقدوة المحققين، وأسوة سيد المرسلين خليل الله إبراهيم؛ يتضرع إلى الله جل وعلا بهذا الدعاء:
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83] فالصلاح أيها الأفاضل أمنية وغاية الأنبياء والمرسلين، لذا فلا تتصور أن صلاح القلب أمر يسير، بل والله يحتاج إلى جهد شاق، ودرب طويل، فهاهو سائل يذهب يوماً إلي
سفيان الثوري ليقول له: يا
سفيان ! لقد ابتليت بمرض في قلبي فصف لي دواءً، فقال
سفيان : عليك بعروق الإخلاص، وورق الصبر، وعصير التواضع، ضع هذا كله في إناء التقوى، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد عليه نار الحزن على المعصية، وصفه بمصفاة المراقبة، وتناوله بكف الصدق، واشربه من كأس الاستغفار، وتمضمض بالورع، وابتعد عن الحرص والطمع؛ تشف من مرضك بإذن الله.
هذا منهج لصلاح القلوب، فلا تتصور أن تطبيق هذا المنهج أمر يسير، بل يحتاج إلى صدق مع الله سبحانه وتعالى كما سأبين في المحور الثالث بإذن الله جل وعلا.
ثانيا: صفات قلوب الصالحين؛ وهذا هو المحور الرئيسي في المحاضرة!
قلوب الصالحين أيها الأفاضل قلوب مَنَّ الله جل وعلا عليها بصفات جليلة، ووالله الذي لا إله غيره إني لأشعر الآن بخجل شديد وأنا أشرع في الحديث عن قلوب الصالحين، أنه كان من الواجب ألا يتحدث عن صفات قلوب الصالحين إلا من توافرت لديه الأهلية علماً وعملاً، أو من رزقه الله جل وعلا صلاحاً، ولكنني والله لا أتحدث اليوم مع حضراتكم عن صفات قلوب الصالحين من منطلق شعوري بالأهلية، وإنما من منطلق الشعور بالمسئولية، وهذا ما تؤصله وتقرره القاعدة الفقهية: من عدم الماء تيمم بالتراب، ويتردد في أذني قول القائل:
وغير تقيٍّ يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس وهو عليل
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
فكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضل ومَنًّ
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني
سلامة قلوب الصالحين من الأمراض
قلوب الصالحين رزقها الله تبارك وتعالى صفات جليلة عظيمة كريمة، وأعظم هذه الصفات أيها الأفاضل أنهم أصحاب قلوب سليمة، ففتش أيها الصالح في سلامة قلبك، فوالله لا نجاة لك في الدنيا والآخرة إلا بقلب سليم، قال تعالى:
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ *
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] ما القلب السليم؟
قال
ابن القيم رحمه الله: لا يسلم القلب حتى يسلم من خمسة أشياء: حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد، ومن بدعة تناقض السنة، ومن غفلة تناقض الذكر، ومن شهوة تناقض الأمر، ومن هوى يناقض الإخلاص.
فقلوب الصالحين قلوب سليمة، سلمت من الشرك، سلمت من الشك، سلمت من الغل، سلمت من الحقد، سلمت من الحسد، سلمت من البدع، سلمت من الغفلة، سلمت من الشهوة، سلمت من الهوى، ففتش عن هذه الصفات في قلبك أيها الحبيب، وفتشي يا أختاه عن هذه الصفات؛ لنعلم لماذا تأخر النصر؛ ولنعلم لماذا هزمت الأمة، فالله تبارك وتعالى لا يجامل أحداً من خلقه مهما ادعى هذا المخلوق لنفسه من مقومات المجاملة والمحاباة.
لقد غضب المسلمون يوم هزموا في أحد وقالوا: كيف نهزم وعدونا هم المشركون! كيف نهزم وقائدنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم! وكان الجواب أيها الأحبة في قول الله تعالى:
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
فتش في نفسك! فتش في قلبك! فتش في عملك! فتش في حالك! والله ما هزمت الأمة إلا يوم أن انحرفت عن منهج الله، والله ما هزمت الأمة إلا يوم انحرفت عن عقيدة التوحيد بشمولها وكمالها وصفائها وجلائها، إلا يوم أن سلكت درباً بعيداً عن درب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جل وعلا:
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الأنفال:53] وقال جل وعلا:
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].
فسلامة القلب أيها الأفاضل هي الخطوة العملية الأولى على الطريق، والله لن تنصر الأمة أبداً بمظاهرات، ولا بحرق أعلام أو ماكتات، ولا بنشاط صحفية ساخنة، ولا بمؤتمرات هنا أو هناك، وإنما ستنصر الأمة إن جددت إيمانها بالله، وإن صححت معتقدها في الله، وإن سارت من جديد على درب سيدنا رسول الله، ورددت مع السابقين الصادقين الأولين قولتهم الخالدة:
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285].
واسمحوا لي أن أقول: إن عقيدة التوحيد أيها الأفاضل قد ذبحت اليوم في الأمة شر ذبحة، وعقيدة التوحيد هي الخطوة العملية الأولى على طريق النصر، ولا ينبغي أن نترك التوحيد في أي مرحلة من مراحل البناء، لأن التوحيد لا ينتقل منه إلى غيره، بل ينتقل معه إلى غيره في كل خطوة على الطريق، وفي كل مرحلة من مراحل البناء والإعداد والتعمير.
فقلوب الصالحين قلوب سليمة، ولا أريد أن أطيل في كل صفة، وإلا فوالله لو أطلت النفس مع كل صفة لاحتجت إلى محاضرة كاملة، نسأل الله جل وعلا أن نكون منهم بمنه وكرمه.
ذوق القلوب الصالحة لطعم الإيمان
قلوب الصالحين تقية
قلوب الصالحين خاشعة
قلوب الصالحين رحيمة
قلوب الصالحين مخلصة لله
صدق الاستعانة بالله
مراقبة آفات النفس
ثانياً: مراقبة آفات النفس، والعمل مع رؤية الفضل والنعم:
راقب آفات نفسك، قبل أن تتكلم وبعد أن تتكلم، قبل أن تعمل وبعد أن تعمل، وقل لها: لماذا أتكلم؟ لماذا أصمت؟ لماذا أدخل؟ لماذا أخرج؟ لماذا أقوم؟ لماذا أغضب؟ لماذا أفرح؟ لماذا أوالي؟ لماذا أعادي؟ لماذا أعطي؟ لماذا أمنع؟
سل نفسك، فتش عن آفات النفس، فالنفس أمارة وهي عدو خطير بين جوانبنا لا نفطن إليه، ولن نتمكن ورب الكعبة من رفع السيف أبداً إلا إذا تمكنا من الانتصار على هذه النفس الأمارة بالسوء:
إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ [يوسف:53].
فانظر إلى عيبك وآفات نفسك لتنظر في الوقت ذاته إلى فضل الله عليك، ونعم الله عليك، مع ما أنت فيه من عيب ونقص وتقصير، لتعلم أن كل نعمة وفضل إنما هي محض فضل الله عليك، ولو عاملك الله تبارك وتعالى بما أنت عليه من عيب وتقصير ما من الله عليك بهذه النعم وهذا الفضل، فانظر إلى عيب النفس، وانظر في الوقت ذاته إلى فضل الله عليك، ونعم الله عليك، وستر الله عليك، لتجدد التوبة بعد كل معصية، ولتعمل صالحاً يرضي الله سبحانه وتعالى.
الاجتهاد في الطاعات
ثالثاً: الاجتهاد في الطاعات من أعظم السبل لتحقيق الصلاح: فمن ذلك المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، المحافظة على الورد اليومي للقرآن، المحافظة على أذكار الصباح والمساء، المحافظة على الدعوة إلى الله بحكمة بالغة، المحافظة على الأمر بالمعروف بمعروف، والنهي عن المنكر بغير منكر، المحافظة على الإحسان للفقراء والمساكين، الحرص على زيارة المرضى، الحرص على زيارة المقابر، الحرص على الإحسان لكل من يريد الإحسان، اجتهد في الطاعات ولا تنس أن تقوم بالليل لله عز وجل ركعات، فالليل أنس المحبين، وروضة المشتاقين.
وإن لله عباداً يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الراعي غنمه، ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها، حتى إذا ما جنهم الليل، واختلط الظلام، وبسطت الفرش، وخلا كل حبيب بحبيبه، قاموا فنصبوا إلى الله أقدامهم، وافترشوا على الأرض جباههم، وناجوا ربهم بقرآنه، وطلبوا إحسانه وإنعامه، يقسم
ابن القيم ويقول: والله إن أول ما يمنحهم ربهم أن يقذف من نوره في قلوبهم، وقال صلى الله عليه وسلم: (
عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم) .
مصاحبة الصالحين
رابعاً: مصاحبة الصالحين:
أكثر من صحبة الصالحين، الأموات منهم والأحياء، اصحب الأموات من الصالحين بمطالعة سيرهم، والوقوف على أخبارهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (
لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، ويقول كما في الصحيحين: (
مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير) .
أيها الشاب الحبيب! أيها الوالد الكريم! أيتها الأخت الفاضلة! خذوا القرار بقوة ورجولة، واصحبوا الأخيار والصالحين، فإن صحبتهم تذكر بالله جل وعلا، وتذكر بالآخرة، وتحول بين العبد وبين المعصية، فشتان بين من يذكرك بالله وبين من يذكرك بالشيطان! شتان بين من يأخذ بيدك إلى طريق رسول الله وبين من يأخذ بيدك إلى طريق الشيطان!
اصحب الصالحين من الأموات بمطالعة سيرهم، قال إمام الجرح والتعديل
علي بن المديني رحمه الله تعالى: لقد أعز الله الدين يوم الردة بـ
أبي بكر ، وأعز الله الدين يوم المحنة بـ
أحمد بن حنبل الصالحون فضلهم عظيم والله على هذه الأمة، اصحبهم لتسير على دربهم.
واصحب الصالحين من الأحياء ممن تتوسم فيهم الصلاح، وسترى أن هذا فتح الله عليه في القرآن، وهذا فتح الله عليه في طلب العلم، وهذا فتح الله عليه في الإنفاق، وهذا فتح الله عليه في الخلق، فاضرب مع كل هؤلاء بسهم، وسل الله جل وعلا أن يحشرك مع الصالحين.
المواظبة على مجالس الذكر والعلم
وأخيراً: المواظبة على مجالس الذكر والعلم:
ففي هذه المجالس يزداد إيمانك، وتزداد معرفتك بربك، وتزداد معرفتك بنبيك صلى الله عليه وسلم، واعلم بأنه لا يشقى جليس لهؤلاء الصالحين السعداء الذين حضروا مجلس العلم ليسمعوا عن الله وعن رسول الله، والحديث بطوله في الصحيحين وفي آخره: يسأل الله عز وجل الملائكة عن عباده في مجلس العلم، وأخيراً يقول ملك: يا رب! إن فيهم فلاناً لم يأت لمجلس العلم، إنما جاء لحاجة، أي: من حوائج الدنيا، فيقول الله عز وجل: هم القوم لا يشقى جليسهم.
فاحرص على مجلس علم تتعرف فيه على أصول دينك، وعلى أركان إيمانك، وعلى ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم، لا سيما ونحن نعيش زمان الفتن، فمن الواجب على كل مسلم أن يراجع العلماء، وأن يجلس بين أيديهم قبل أن يتكلم وقبل أن يخطو على الطريق خطوة، والله تبارك وتعالى أسأل أن يرزقنا وإياكم الصلاح، وأن يجعلنا من الصالحين.
اللهم ارزقنا الصلاح واجعلنا من الصالحين، اللهم ارزقنا الصلاح واجعلنا من الصالحين، اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً لنا إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً بيننا إلا زدته وثبته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين!
اللهم اجعل يا سيدي جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً، ولا محروماً.
اللهم أنج المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم أنج المسلمين المستضعفين في فلسطين، اللهم أنج المسلمين المستضعفين في العراق، اللهم أنج المسلمين المستضعفين في الشيشان، اللهم أنج المسلمين المستضعفين في أفغانستان، اللهم إنهم حفاة فاحملهم، عراة فاكسهم، جوعى فأطعمهم، اللهم لا تخذلهم بذنوبنا وذنوبهم، اللهم لا تخذلهم بذنوبنا وذنوبهم.
اللهم إني أسأل أن تجعل دولة قطر أمنا أماناً سخاءً رخاءً، اللهم لا تحرم هذا البلد من نعمة الأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، اللهم لا تحرم هذا البلد من نعمة الأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا، واهد أولادنا وأصلح شبابنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله.