وبعد.
الحديث الذي سيكون مدار النقاش في هذه الليلة يتعلق بقصص الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهي: قصة حصلت للصديق رضي الله تعالى عنه، كرامة من كرامات الصديق ، وآية من الآيات الدالة على فضل الصديق وعلو منزلته عند الله سبحانه وتعالى، هذه القصة رواها الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة: (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس أو كما قال).
وأن أبا بكر جاء بثلاثة: (وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة و
هذا الحديث وإن كان قد يبدو في بعض ألفاظه شيء من الصعوبة، لكنه حديث- كما تقدم- يدل على الآيات التي كانت تحدث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الأمور الخارقة للعادات، كانت تعد بركة، فشِبع الخلق الكثير بالطعام القليل وهذه آية من الآيات، وقد حدث ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم مراراً، ولكن هذه القصة حدثت للصديق رضي الله عنه وهي كرامة من كراماته.
والنبي عليه الصلاة والسلام لمواجهة الوضع الذي فيه أهل الصفة وهم أناس فقراء لا أهل ولا مال لهم، لحل هذه المشكلة ولمواجهة هذا الوضع كان يقول للصحابة: كل واحد يأخذ واحداً منهم، بحسب قدرته وطعامه: ) من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ) وهكذا.
والنبي عليه الصلاة والسلام قد قال: (طعام الاثنين يكفي الثلاثة) وفي رواية: (طعام الاثنين يكفي الأربعة) لكن كيف يفهم هذا الحديث؟ أي: الطعام الذي يشبع اثنين يسكت جوع ثلاثة، والطعام الذي يشبع اثنين يسكت جوع أربعة، والطعام الذي يشبع أربعة يسكت جوع ثمانية، وهكذا، فيقول: (من كان عنده طعام أربعة، فليذهب بخامس وبسادس) أو كما قال، يزيد واحداً؛ لأن زيادة واحد لا تضر، تنفع الواحد ولا تضر الأربعة، زيادة الخامس تنفع الخامس، ولا تضر الأربعة، ولا يضيق عليهم.
إذاً: من كان عنده طعام اثنين يأخذ ثالثاً، ومن كان عنده طعام أربعة يأخذ خامساً، لا يضيق عليه، وأيضاً يحصل المقصود، قال: (وإن
لذلك عبر بلفظ المجيء عن الصديق لبعد منزله عن المسجد، وعن النبي صلى الله عليه وسلم بالانطلاق لقربه منه، وأبو بكر أخذ ثلاثة إلى منزله، وأراد أن يؤثر بطعامه وأن يأكل هؤلاء أضياف النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول عبد الرحمن بن أبي بكر : فهو أنا وأبي وأمي، ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي، طبعاً القائل هو الراوي عن عبد الرحمن ، كأنه شك، قال: هل يوجد أيضاً في أفراد الأسرة غير أنا وأبي وأمي، هل يوجد أيضاً امرأتي وخادمي؟ وهو قال أيضاً: إن الخادم كان مشتركاً.
نرجع إلى نص القصة، يقول رضي الله تعالى عنه: وخادمي ولا أدري هل قال امرأتي -أي أنه شك هل قال المرأة أم لا- وخادمي من بيتنا وبين بيت أبي بكر ، فالخادم هذه خادم مشترك، يقول عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
: الخادم بين بيتي وبين بيت أبي، تخدم هنا وتخدم هناك.و أم عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق هي: أم رومان مشهورة بكنيتها، واسمها زينب رضي الله تعالى عنها، كان زوجها الأول الحارث بن سخبرة الأزدي ، فلما قدم مكة مات، وخلف منها الطفيل ، فتزوجها أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، فولدت له عبد الرحمن وعائشة.
إذاً: عبد الرحمن وعائشة شقيقان من أبي بكر وأم رومان زوجته، أم رومان أسلمت قديماً وهاجرت ومعها عائشة ، لكن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه تأخر إسلامه وهجرته إلى هدنة الحديبية ، فجاء المدينة في سنة سبع للهجرة أو أول سنة ثمان للهجرة، وامرأته أميمة بنت عدي السهمية وهي والدة أكبر أولاده محمد ، فإذاً: حفيد الصديق اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، كنية محمد هذا أبو عتيق .
فالآن يقول: أنا وأبي وأمي، وشك الراوي عن عبد الرحمن هل قال وامرأتي، التي هي أميمة ، لا يدري هل قال أميمة معهم أم لا، والخادم مشترك.
قال: وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع، فالترتيب أن أبا بكر الصديق لما جاء بالثلاثة إلى منزله، لبث إلى وقت صلاة العشاء، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعشى عنده، ولكن هذا مخالف لحديث الباب الذي فيه، وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع، أي: إلى منزله.
فالذي حصل أن أبا بكر رضي الله عنه تأخر عند النبي صلى الله عليه وسلم بمقدار ما تعشى معه وصلى العشاء، ولم يرجع إلى منزله إلا بعدما مضى من الليل قطعة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يؤخر صلاة العشاء.
ثم أنه لما جاء معه بهؤلاء الضيوف، قال لـعبد الرحمن -ولده- دونك أضيافك، فتضيف رهطاً، استضافهم، وقال لولده عبد الرحمن : دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فافرغ من قراهم -أي: من إطعامهم- قبل أن أجيء.
وهذا هو السبب وراء تأخير عشاء الضيوف، فنحن عرضنا عليهم، لكن الرفض حصل منهم، وهم الذين امتنعوا، وفي رواية: ( أن
لكنهم لم يأكلوا، وأصروا على انتظار صاحب البيت، ولعلهم رأوا أن هذا من باب العرفان للصديق ألا يأكلوا قبله، وهو أفضل منهم فانتظروه مع جوعهم، وهذا يسجل لهم أنهم لم يأكلوا الطعام قبل أن يأتي صاحب البيت وهو الصديق ، فماذا فعل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق؟
قال: فذهبت فاختبأت، لأنه يعرف ماذا سيفعل أبوه لو جاء والضيوف لم يتعشوا بعد، فذهب فاختبأ، فلما جاء الصديق وقالت زوجته: ما أخرك؟ وقال: ما عشيتيهم؟ قالت: هم الذين رفضوا، فاستلم رأس ولده يريد أن يجره إليه، فقال: يا غنثر! أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئته، حلف عليه، إن كنت تسمع صوتي أن تأتي فوراً، قال: فخرجت، فقلت: والله مالي ذنب، هؤلاء أضيافك فسلهم، لا تضع اللوم علي، قالوا: صدقك قد أتانا، جاءنا بالطعام.
أما قوله: جدَّع وسب، فهذا حصل من الصديق في لحظة غضب، والمقصود أنه نزل على ولده باللوم العنيف والتوبيخ والتقريع، أي: قرعه ووبخه وعنفه، لماذا لم يطعم الضيوف إلى الآن؟
ولما قدم الطعام، قال الصديق : كلوا، ولعل ما حصل منه في العتب عليهم؛ لأنهم تحكموا على صاحب المنزل بالحضور معهم، ولم يكتفوا بإذن ولده، مع أن إذن الولد كافٍ، وجاء بالطعام إلى الضيوف، ولكن من الغضب، قال: لا أطعمه أبداً، وفي رواية مسلم : ( والله لا أطعمه أبداً ) فهذا حلف، وفي رواية: ( أنَّ
ثم قال: ( لم أر في الشر كالليلة، ويلكم ما أنتم، لم تقبلوا عنا قراكم، هات طعامك، فوضعه، فقال: بسم الله، الأول من الشيطان، فأكل وأكلوا ) وقال بعض الشراح: إن هذا الخطاب ليس للضيوف وإنما لأهله، أن هذا الكلام وجه لأهله.
أما قوله: وايم الله أو ويم الله، فهو قسم، أصله: ايمن بالنون، لكثرة الاستعمال خففت ووصلت وايم الله، وقد يقال: مو الله، أم الله، ونحو ذلك من الاختصارات لهذه الكلمة.
المهم أن الصديق لما قدم الطعام لاحظ -بعدما حلف ألا يأكل وأكل؛ لأنه عرف أن هذا الحلف كان نزغة شيطان- لاحظ شيئاً عجيباً مدهشاً! وهو أنها لا ترفع لقمة، إلا ويبرز تحتها ما هو أكثر منها، أي: أن الذي يبرز ويخرج أكثر من الذي أخذ، فنظر أبو بكر ، فإذا شيء أو أكثر، أن جفنة الطعام إما أنها مثلما كانت بعدما أكل الجميع أو أكثر، فقال متعجباً: يا أخت بني فراس! وهذا الخطاب لامرأته أم رومان .
وقال بعضهم: أن هذه المرأة أم رومان رضي الله عنها من بني فراس، ولعلها كانت نسبت إليهم من باب الانتساب إلى القبيلة، كما تقول العرب تنسب إلى قبيلة على أنه أخوهم، أو يقال: يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس! على أية حال فهو نسبها إلى قوم لها علاقة بهم، يا أخت بني فراس! أي: ما هذا؟! قالت: لا وقرت عيني، طبعاً قرة العين هو ما يحبه الإنسان ويسر به، والقرار هو: السكون، لأن العين إذا سكنت؛ تعبير عن راحة الإنسان وهدوء باله، وأنه لا يتطلع إلى أشياء أخرى؛ لأنه وجد ما يريده.
وكما يقول بعضهم: أقر الله عينك بهذا الولد، أي: أفرحك به ونحو ذلك، وضده: أسخن الله عينه، أي: الدعاء عليه بالحزن، لأن دمعة الحزن ساخنة، ودمعة السرور باردة، هكذا قالوا.
فتقول: لهي أكثر مما قبل، أكثر مما وضعناها، فأكل منها أبو بكر ، وقال: إنما كان الشيطان، أي: يمينه، أي: إنما كان الذي حملني على اليمين هو الشيطان؛ لأنه قال في البداية من الغضب، قال: والله لا أطعمه كلوا، وحلف ألا يطعمه، ثم رجع إلى نفسه، قال: هذه الحلف من الشيطان، وأكل وكفر عن يمينه.
إذا حلف على شيء، ثم رأى أن الخير مخالفة اليمين، فرجع إلى الخير وأكل، لماذا حرم الطعام على نفسه؟ ليس لشيء من الطاعة، إذاً يخالف يمنيه ويأكل.
وخصوصاً أنه قد رأى الطعام فيه بركة، ما ترفع لقمة إلا ويخرج من أسفلها عوضاً عنها أو أكثر.
إذاً: الأكل من الطعام المبارك طيب، ولذلك رجع الصديق إلى البر وأكل لما رأى البركة ظاهرة رضي الله عنه، لتحصل له البركة بالأكل من ذلك، وليعود السرور إلى الجميع، ولينفك الشيطان مدحوراً، فحنث في يمينه رضي الله تعالى عنه.
أما بالنسبة للتكفير، فإن التكفير في مثل هذه الحالة واجب، لكن كونه ما نقل، لا يعني أنه ما حصل، لكن لو فرضنا أنه ما حصل، فلابد أن نحمل اليمين على حمل معين كأن يقول: حلف مدة معينة ألا يأكل منها مثلاً، أو لا يأكل مع الضيوف ثم أكل بعدهم مثلاً ونحو ذلك، وفي الحالة العادية لو أن واحداً حلف مثل هذا الحلف ألا يأكل من الطعام، ثم أكل، فإنه تلزمه كفارة اليمين.
الآن هذه الجفنة التي فيها الطعام المبارك، ماذا فعل الصديق بها بعد أن طعم أهله وطعم الضيوف؟ حملها وذهب بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبحت عنده على حالها.
فقال: ففرقناها اثني عشر رجلاً مع كل رجل منهم أناس، كل واحد من الاثني عشر معه جماعة، فأكلوا منها أجمعون، أي: بعدما ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرقت الجفنة على اثني عشر رجلاً مع كل رجل مجموعة، والواحد من الاثني عشر هذا مثل العريف أو النقيب يأخذ نصيب جماعته، فكل واحد من الاثني عشر أخذ نصيب جماعة معه أكلوا كلهم وشبعوا منها.
فمعنى ذلك أن هذا الجيش أكل من تلك الجفنة التي أرسلها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يكون وقع تمام البركة وحصل من التداول إلى قريب الظهر، يأكل قوم ثم يقومون، ويجيء قوم فيتعاقبون كما جاء في رواية: ( حتى إن رجلاً قال: هل كانت تمد بطعام؟ -هل جاء أناس يزيدون عليها- فقال الذي حضر: أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السماء ).
وكذلك في هذا الحديث جواز تقريع وتعنيف الولد إذا كان على سبيل التمرين على أعمال الخير وتعاطي ذلك، وعدم تأخير الخير والقيام بالحق ونحو ذلك، مع أن عبد الرحمن رضي الله عنه لم يظهر منه تقصير، لكن كمبدأ تقريع الولد إذا قصر لا بأس به، لئلا يتعود التقصير، أو أنه يستمرئ التقصير.
والنبي عليه الصلاة والسلام في قصة حاطب رضي الله عنه، سامح حاطباً لأنه كان بدرياً، ربما لو كان غيره لقتله؛ لأنه تجسس على المسلمين، فكذلك صاحب الفضل وصاحب العلم وصاحب الخير لو أخطأ مرة، تغمر في بحر فضائله، لكن لو لم يكن له فضائل وأخطأ، ربما يلام ويؤاخذ مع أن نفس الخطأ يصدر من شخص آخر ولا يؤاخذ، وقد يقول بعض الناس: هذا ليس بعدل، نقول: لا، هذا عدل، لماذا؟ لأن الصحيح أن تأخذ كل الصورة، يعني: الآن عندك موظف أو خادم وأنت سيده أو مديره، يتقن عمله جداً، وفي مرة من المرات -مثلاً- أخطأ في عملية مالية تسببت في خسارة ألف ريال بسببه هو؛ قصر ولم يتأكد من توقيع أو من شيء فضيع ألف ريال على المؤسسة أو الشركة، وشخص آخر مقصر ومهمل جاء مرة وقصر وضيع ألف ريال، لا يقال: إن العدل معاملتهما بنفس المعاملة، لا. إذا كان صاحب المؤسسة، أو سيد هذا الخادم، أو مدير هذا الموظف قد تجاوز عن الأول، وقال: أنا سامحتك، وآخذ الثاني وخصمها عليه لا يعتبر ظالماً ولا جائراً؛ لأن المعاملة المتماثلة مع المخطئين لابد أن تكون أوضاع المخطئين وأحوالهم متساوية، أما إذا كان هذا الإنسان نشيطاً وجيداً وأخطأ يمكن أن يسامح، ونفس الخطأ يرتكبه آخر لا يسامح. إذاً: لابد من النظر في حال الشخص ككل، وتاريخ وماضي الشخص قبل الحكم عليه ومآخذته.
وكذلك في هذا الحديث أن الصديق رضي الله عنه رجع عما أخطأ فيه من الحلف، وهذه منقبة له في الرجوع عن الخطأ.
فلذلك كان من إكرام الضيف: تعجيل الطعام، والدليل على ذلك أن الله قال عن إبراهيم: فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ [الذاريات:26] أي: الضيوف جاءوا، وهو بحركة خفية انصرف إلى أهله بخفية، حتى لا يقال تعال، وإلى أين تذهب، وحلفنا عليك لا تأتي بشيء، فراغ إلى أهله، ما قال ثم جاء، قال: فجاء، أي: أن عنده تدابير جاهزة للإطعام والطبخ والإنضاج، فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم، إذاً من إكرام الضيف تعجيل الطعام وعدم تأخيره.
هذا بعض ما ورد في هذه القصة من فوائد، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عن الصديق ، وأن يعلي درجته وأن يجزيه الجزاء الأوفى.
الجواب: الموظف في الشركة مادام أنه يأخذ أجرة من الشركة، فلا يجوز له أن يأخذ من الناس أشياء، وأخذه من الناس هذه الأشياء مع وجود راتب له في عمله؛ لأن هذا عمله يقوم به ويأخذ مقابله راتبه المعلوم، فكونه يأخذ من الناس أشياء فهذا لا يحل له، خصوصاً وهو يقول في السؤال هنا: وأن بعض هذه الأشياء تتم بعدم علم صاحب الشركة، فالآن هذا موكل على المال، يأتي ويعطي لأناس ثم يأخذ منهم أموالاً دون علم صاحب العمل وصاحب الحلال والمال، فلاشك أن هذا اعتداء على صاحب الحق.
أما لو قال: أنا أريد أن أعطي هذه المؤسسات العقود الفلانية والفلانية والفلانية فاجعل لي نصيباً، واجعل لي نسبة، واجعل لي أجراً زائداً وإضافياً جزاء قيامي بهذا، فوافق صاحب العمل، لأن كل الأرباح حق لصاحب العمل، فإذا قال الموظف هذا لصاحب العمل: هذه الأشياء أوزعها على الناس وعلى شركات في الباطن، فاجعل لي نصيباً من الأرباح، اجعل لي مبلغاً معيناً أو نسبة من الأرباح، فوافق صاحب المال، فيأخذه وإلا فلا.
الجواب: بالنسبة للخواتم للرجال، فإن الذي جاء في السنة هو لبس خواتم الفضة، وجاء النهي عن لبس خاتم الحديد في حديث قد جاء كلام في صحته، ولكن الاقتصار على خاتم الفضة هو الذي ينبغي لأنه هو الذي ورد في السنة.
الجواب: يا غنثر! كلمة تقال عند التوبيخ أو التعنيف أو التقريع.
الجواب: نتف ما بين الحاجبين للمرأة، قال بعض العلماء: أنه لا بأس به، وقال بعضهم: هذا تبع شعر الوجه لا ينتف، فلو لم تأخذ منه أحسن، وإن أخذت، فهناك من العلماء من يقول بجواز الأخذ.
الجواب: نعم، يجوز ذلك.
الجواب: ما هو الدليل على أنهم في الآخرة يدعون لأمهاتهم؟ أين الدليل الصحيح على هذا؟ هذا اشتهر بين الناس، لكن حتى في الآخرة بل من الموت، عندما يعرجون به إلى السماء ويستفتحون له، فيقول أهل السماء: من؟ فيقول: فلان بن فلان بأحب أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا، فالنسبة إلى الأب في الدنيا وفي الآخرة، ومن قال: إنه ينسب لأمه في الآخرة فعليه بالدليل، والنسبة الشرعية للأب، قال الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:5] النسبة للأب: (من انتسب إلى غير أبيه، فعليه لعنة الله) كما لعن النبي صلى الله عليه وسلم من انتسب إلى غير أبيه، من الذي ينسب إلى أمه؟ ولد الزنا هو الذي ينسب إلى أمه، لكن الابن الشرعي ينسب لأبيه.
الجواب: نعم، دعاء الطفل المدرك المميز يستجاب، ولِمَ لا؟! وقد تقع أحياناً من الخوارق التي يجريها الله عز وجل، مثل الطفل الذي كان يرضع من ثدي أمه، فمر رجل ذو شارة حسنة على فرس، عليه هيئة حسنة ووجيه، فقالت الأم: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الطفل ثديها، فأقبل عليه وقال: اللهم لا تجعلني مثله، لأنه كان جباراً من الجبابرة.
وبينما امرأة كانت ترضع رضيعاً لها، إذ رأت جارية تجر وتسحب، ويقال: سرقتي زنيتي، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثله، فترك الثدي، فقال: اللهم اجعلني مثلها، أي: في أجر المظلوم؛ لأنها مظلومة افتروا عليها وما زنت ولا سرقت، وتمنى أجر ما لهذه المظلومة.
والغلام في قصة أصحاب الأخدود إن لم يكن بالغاً، فإنه قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، واستجاب الله دعاء الغلام، وانقلب بهم الجبل، وانقلب بهم القارب، فاستجاب الله دعاءه، وقال: اللهم إن كنت تعلم أن أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها.
الجواب: هذا من الافتراءات العامة على الشريعة، ولا يوجد مثل هذا أبداً، لو تزوج الليلة هذه فصلاة الفجر غداً في الجماعة واجبة عليه، ولا يجوز له أن يترك حق الله لأجل المرأة.
فالرجل إذا تزوج امرأة بكراً وعنده زوجات، فإنه يمكث عندها سبعاً ثم يقسم، وإذا كان عنده زوجات وتزوج ثيباً، يمكث عندها ثلاثة أيام ثم يقسم بين نسائه، فلعل هذا اشتبه عليه الأمر، وإلا فليس من الصحيح مطلقاً أن يترك صلاة الجماعة ولا يجوز له أن يترك فرضاً واحداً.
الجواب: إذا كان ما يصف له يكفيه، فلا يستحق الزكاة، أما إذا كان لا يكفيه فيستحق الزكاة.
الجواب: إذا كانت فقيرة، فلا يجوز أن يحابى الأقرباء بالزكاة، وتجد بعض الناس يحابون أقرباءهم بالزكاة، يعني: يكون وضع القريب هذا وسطاً، وعنده ما يكفيه، وعنده سكن ولبس وأكل، وليس عليه ديون مطالب بها، فيقول: أعطيه زكاتي، لماذا؟ يقول: حالته ميسورة، إذاً: أنت باعترافك تقول: أنها ميسورة، فكيف يستحق الزكاة؟ وإذا قال: حالته ضعيفة، نقول: صف لي حالته الضعيفة هذه؟ عنده سكن؟ نعم، عنده طعام ولباس وحاجته؟ وعنده الأشياء الضرورية في البيت كالمكيف والثلاجة في البلاد الحارة؟ نعم، نعم، نعم، إذاً بأي حق يأخذ؟ فلا يجوز أن يحابى بالزكاة قريب، وتعطى للفقير الحقيقي، وإذا كان القريب فقيراً؛ يكون فيها أجران.
الجواب: نعم، قال تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185].
الجواب: هذا من نذر الطاعة، فيجب عليه أن يفي به، فإن عجز عنه قضاه، وإن لم يقض فعليه كفارة يمين.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر