إسلام ويب

تفسير سورة الرحمن (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اسم الرحمن هو مثل اسم الله لا يجوز إطلاقه على غيره سبحانه وتعالى، وهو اسم يدل على عظم رحمة الله عز وجل وشمولها لكل مخلوقاته، وقد افتتح الله هذه السورة بهذا الاسم لبيان رحمة الله المتمثلة هنا في إنعامه على خلقه بنعم كثيرة، ومن هذه النعم تعليم الإنسان المنطق والبيان، ومنها تسيير الشمس والقمر في فلكهما بحساب دقيق لا ينخرم، ومنها خلق النجوم والشجر، وبسط الأرض للبشر، والإنعام عليهم بأنواع الفاكهة والنخل والثمر.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (الرحمن)

    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد.

    فها نحن مع سورة الرحمن المكية المباركة الميمونة، ومع هذه الآيات الأولى منها، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ * وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:1-13].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: الرَّحْمَنُ [الرحمن:1], الرحمن هو الله جل جلاله وعظم سلطانه، وهذا اسم من أسمائه, ولا يحل لأحد أن يتسمى به أبداً، كاسم الله لا يحل لأحد أن يقول: أنا الله، كذلك لا يحل لأحد أن يقول: أنا الرحمن، تقول: أنا عليم، حكيم، سميع، بصير.. لكن (الله) و(الرحمن) لا يصح أبداً التسمية بهما، هما مما اختص الله تعالى بهما.

    والرحمن معناه: كثير الرحمة مبالغ فيها، وقسم تعالى الرحمة إلى مائة جزء, فتسعة وتسعون جزءاً ادخرها لأوليائه في الجنة دار السلام، وجزء واحد تتراحم به الخليقة كلها من الإنس والجن والحيوان.

    وها أنتم تشاهدون الشاة كيف ترضع ولدها، تتنازل وتتطامن حتى يصل إلى ثديها، وينقلب الدم الأحمر إلى لبن أبيض من رحمة الله، والدجاجة يلتف حولها أفراخها, ومن رحمتها تعلمهم كيف ينقرون الحب، هذه الرحمة جزء من تلك الرحمة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (علم القرآن)

    ثم قوله تعالى: عَلَّمَ الْقُرْآنَ [الرحمن:2] من رحمته علم رسوله ومصطفاه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم القرآن، وفي هذا صفعة للذين يقولون: القرآن تعلمه من أساطير الأولين، أو قصه عليه الأولون، الله هو الذي علمه القرآن، وكما علم رسوله صلى الله عليه وسلم علمنا نحن، فملايين النساء والرجال يحفظون القرآن ويقرءونه, فمن علمهم؟ الله تعالى.

    وقد علمنا أنه ليس هناك من اليهود ولا النصارى من يحفظ من كتب الله, لا التوراة ولا الزبور ولا الإنجيل، والمسلمون يحفظون القرآن، مر بهم الآن في المسجد فعشرات أطفال يحفظون القرآن، والله! لولا أن الله علمهم ما حفظوه، وقد ضربت لذلك مثلاً: فاحفظ قصة من القصص وقصها, فستنساها، فكيف بالقرآن الكريم وهو مائة وأربع عشرة سورة، وستون حزباً، وثلاثون جزءاً، فيه أحكام الأولين والآخرين وقصص عجائب، فكيف تحفظ هذه؟ ولكن الله شاء وهو الرحمن أن يعلم رسوله والمؤمنين كتابه, فهم يحفظونه ويعملون به, فهذا مظهر من مظاهر رحمته سبحانه.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (خلق الإنسان * علمه البيان)

    ثانياً: خَلَقَ الإِنسَانَ [الرحمن:3], من مظاهر رحمته وقدرته وعلمه أنه خلق الإنسان، والمراد من الإنسان هنا أولاً آدم؛ إذ خلقه من طين، ثم بعد ذلك كل إنسان خلقه الله عز وجل حتى نحن وأنتم، خَلَقَ الإِنسَانَ [الرحمن:3] جنس الإنسان، ولكن آدم أولاً ثم ذريته من بعده, أليس الله هو الخالق لنا؟ هل خلقنا أمهاتنا أو أباؤنا؟ من خلق الناس؟

    خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:3-4] نعمة ثانية من مظاهر الرحمة, عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:4]، من علم آدم كيف ينطق؟ كيف يعرب عما في نفسه؟ كيف يقول: هذا ماء وهذا طعام؟ كيف يقول: هذا حر وهذا برد؟ من علمه البيان؟ الله، ومن علمكم أنتم؟ الله تعالى.

    من علمنا أن نقول: هذا كذا وهذا كذا، وائتني بكذا وخذ كذا؟ هذا البيان من علمنا إياه؟ هل تعلمناه، هل درسناه؟ من علمنا إياه؟ إنه الرحمن: عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:4].

    الآن أنت تفصح عما تريده, أعطني الماء، افتح لي كذا، خذ مني كذا، من علمك هذا الكلام وهذا البيان؟ الله، لو تجتمع البشرية كلها على تعليم مخلوق البيان فوالله! لا يستطيعون، اجمعهم الآن على أن يعلموا جملاً ينطق ويبين، اجمع الدنيا كلها، فمن علم البيان؟ الرحمن هو الذي علم البيان.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان)

    ثالثاً: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [الرحمن:5] من مظاهر رحمته أن خلق لنا الشمس والقمر، لولاهما ما عرفنا الليل ولا النهار، ما عرفنا الشهر ولا العام، ما عرفنا اليوم ولا الليلة، من أوجدهما بهذه الموازين الدقيقة، بالدقة العجيبة في فلكيهما؟ من فعل هذا، ولماذا فعله؟ فعله الرحمن من أجلنا يا بني الإنسان, منة الله، فضل الله، رحمة الله.

    هل آباؤنا خلقوا الشمس والقمر؟ هل أجدادنا خلقوهما؟ لو اجتمعت البشرية كلها لتخلق كوكباً فلن تخلقه، هذا هو الرحمن الذي يجب أن نحبه ويجب أن نطيعه، ويجب أن نعبده، ويجب أن نحب ما يحب ونكره ما يكره، هذا مولانا، هذا خالقنا، هذا إلهنا، هذا أرحم الراحمين.

    الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [الرحمن:5] من خلق الشمس؟ هذا الكوكب النهاري أكبر من الأرض بمليون ونصف مليون مرة, وكله نار، من أوجد هذه النار فيه؟ من جعله فلكاً يسير باللحظة والدقيقة طول العام, وهذا القمر كذلك, هل الذي خلقهما اللات أم العزى، عيسى أو مريم ؟ من الخالق؟ الله، إذاً: فلا إله إلا الله، لا يستحق أن يعبد إلا الله، فلا يُعبد إلا الله حتى بالنظرة وبالكلمة الواحدة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان)

    وهنا مظهر آخر من مظاهر القدرة والرحمة الإلهية, حيث يقول تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6], من خلق النجم؟ النجم: النبات الذي ما له ساق, نابت في الأرض موضوع فيها، والشجر الذي له عروق وأغصان، من خلقهما؟ هل نخلق نحن هذا؟ لا خالق إلا الله، لا رازق إلا الله، إذاً: فلا معبود إلا الله، لا نحلف بغيره، ولا نرهب سواه، ولا نطمع في غيره, هو إلهنا وربنا لا رب لنا سواه, ذو العظمة والجلال والكمال.

    وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6] لله تعالى, ظلالهما سجود، فأنت حين تقف وإن كنت كافراً فظلك ساجد لله تعالى خاضع له عز وجل.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (والسماء رفعها ووضع الميزان)

    قال تعالى: وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا [الرحمن:7] من رفع السماء؟ آباؤنا، أجدادنا، الجن، أمريكا واليابان؟ من رفع السماء؟ وهل هي مرفوعة أو لا؟ فمن أوجدها, ومن رفعها؟

    ليس لك إلا أن تقول: الله.. الله.. الله فقط، أخبر عن نفسه أنه رفع السماء, ما رفعها غيره ولا بناها ولا نصبها غيره.

    وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [الرحمن:7], من علم البشرية في البيع والشراء الميزان؟ والله! ليس إلا الله الذي علمهم، وهذا يوجد في بلاد الشرك والكفر والفسق والفجور, في العالم بأسره، فطرة إلهية غرزها، لا بد أن يكون هناك ميزان للوزن ومكيال للكيل، من هدى إليه؟ الرحمن، من علمه البشرية؟ الرحمن؛ حتى ما يظلم أحدهم أحداً، حتى ما يأكل هذا حق هذا ولا هذا، لولا الميزان فكيف سنبيع ونشتري؟ فهذا من رحمته لأنه الرحمن.

    فمن مظاهر رحمته الدالة عليها أن وضع الميزان في الأرض, فعلم آدم والبشرية كيف تكيل الحبوب والثمار، وكيف تزن وما إلى ذلك، ومن قال: غير الله صنع ذلك فليرفع يده ليقول: أمي أو أبي أو اليابان أو الصين! فما هناك إلا الله، هذه مظاهر رحمته الدالة يقيناً على وجوده والمستلزمة لألوهيته وعبادته، فلا يُعبد إلا الله.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)

    ثم قال تعالى: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ [الرحمن:8] ومن هنا حرام على الوازن أو الكائل أن ينقص، ولا بأس إن زاد، أما أن ينقص جراماً واحداً متعمداً فحرام عليه ولا يحل, ويتعرض لغضب الله وعذابه، فأمة كاملة دمرها من أجل أنها تطفف الكيل والوزن، فقوم شعيب دمرهم الله تعالى لماذا؟ لأنهم كانوا يطففون في الكيل والوزن، فلهذا أيما مؤمن, أيما كافر إذا وزن يجب أن يكون الميزان تاماً بالضبط، إذا كال أيضاً يجب أن يكون المكيال كذلك، مظهر من مظاهر رحمة الله, أليس الكفار يزنون ويكيلون؟ من علمهم هذا؟ الرحمن، وحرم عليهم الطغيان فيه وتجاوز الحد، لا بد من العدل: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ [الرحمن:8].

    وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ [الرحمن:9] أي: بالعدل, أقيموا الوزن إذا وزنتم بالعدل، ولهذا فالمؤمنون الصادقون أولوا البصائر إذا وزنوا وكالوا ما يطففون أبداً، ولكن يعدلون، وإذا وجد فسقة أو لصوص أو مجرمون فقد يخونون ويسرقون والعياذ بالله تعالى, وويا ويلهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (والأرض وضعها للأنام ...)

    ثم قال تعالى في مظهر من مظاهر الرحمة: وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ [الرحمن:10] من أوجد الأرض؟ من وضعها هذا الوضع فما تتحرك ولا تزول من مكانها؟ تمشي من المدينة إلى أمريكا وترجع فتجد مدينتك أو بلدتك فيها، ما تتغير، تسافر إلى الشرق وإلى الغرب والأرض ثابتة مستقرة, من جعل هذا القرار لها؟ هل البشرية تملك هذا؟ من وضع هذا الوضع؟

    ولمن وضعها؟ قال تعالى: لِلأَنَامِ [الرحمن:10], والأنام الإنس والجان والحيوان، كل هذا من الأنام، خلقها على هذه الطريقة على هذا الوضع هادئة ساكنة مستقرة للأنام حتى يعيشوا عليها مدة آجالهم، فمن فعل هذا؟ هل اللات، العزى، عيسى، العزير, جبريل، ميكائيل؟ ما فعل هذا إلا الله، إذاً: قولوا: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.

    وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ [الرحمن:10-11] كالتفاح والرمان والعنب والبطيخ وأنواعه، من خلق هذه الفاكهة؟ كانت تربة فاختلطت بالماء فتحولت إلى فواكه, فمن أوجدها؟ فيها فاكهة عجيبة عظيمة نأكلها كل يوم ونحمد الله عليها.

    وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ [الرحمن:11] برفع (النخل)، أكمام النخل ما هي؟ الليف الذي هو فيها، النخلة ملفوفة بالليف، والأكمام: جمع كم, وهو العرجون, يوجد في كم وبعد ذلك ينفجر ويخرج الطلع في أكمام أيضاً, وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ [الرحمن:11].

    وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ [الرحمن:12] الشعير، الذرة، القمح.. هذه الحبوب من خلقها؟ والعصف ما يعصف به الريح ويرميه وهو التبن، فمن خلق هذا؟ الله.

    إذاً: لم لا يعبدون الله؟ لم لا يتقربون إلى الله؟ لم لا يسألون عن الله؟ لم يكبون على الأصنام والأحجار والفروج يعبدونها من دون الله؟ ما السبب؟

    وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ [الرحمن:12] الأرزاق كلها ريحان، كل أنواع الطعام والفواكه ريحان, تشم رائحتها طيبة وطاهرة، من خلق هذا؟ الله، إذاً: والله! لا إله إلا الله، ويجب أن نتحاب فيه وأن نتباغض فيه، لا إله إلا هو ولا رب سواه.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان)

    ثم قال تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] أليس هناك بطيخ، وفواكه، وسماء فوقنا، وميزان، وشمس، وقمر؟ فبأي آية تكذبون؟ آيات الله لا تعد ولا تحصى، آلاء الله، إنعاماته وإفضالاته, فبأي نعمة نكذب؟

    فلا بشيء من آلاء ربنا نكذب، آمنا بالله وبآلائه وإنعامه، لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، ولما نزلت هذه الآية قالت الجن هذه الكلمة: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    والآن مع هداية الآيات.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: الرحمن مثل اسم الله, لا يصح أن يطلق على غير الرب تبارك وتعالى، فيقال: فلان عزيز أو رحيم أو عليم أو حكيم، ولكن لا يقال: رحمان، كما لا يقال: إله أو الإله أو الله ].

    فكلمة الرحمن اسم من أسماء الله لا يصح أبداً أن يسمى به مخلوق، مثل اسم الله، والرحمن دال على عظمة الرحمة كما علمتم، الرحمن للكافرين والمؤمنين والإنس والجان، والرحيم خاص بأوليائه.

    قال المؤلف في الهامش: [ روى البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل شيء عروس, وعروس القرآن سورة الرحمن ) ].

    يروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لكل شيء عروس ) يفرح بها ويحبها، ( وعروس القرآن سورة الرحمن ), الرحمن سورة من مائة وأربع عشرة سورة، فهذه السورة كالعروس بالنسبة إلى باقي السور، فهي كالعروس للقرآن.

    [ ثانياً: ورد في الصحيح في فضل تعلم القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ], اللهم اجعلنا من هؤلاء الخيرين.

    [ ثالثاً: وجوب إقامة العدل والتواصي به، ومراقبة الموازين لدى التجار وإصلاح فسادها ].

    يجب على الحكومة أن تراقب البائعين والمشترين، وتلاحظ الموازين وآلة الوزن والكيل؛ حتى لا يظلم فيها إنسان، فقد أمر الله تعالى بهذا فقال: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ [الرحمن:8]

    [ رابعاً: وجوب شكر الله على آلائه ].

    من هداية الآيات: وجوب شكر الله على آلائه، إذاً: يجب أن نشكر الله على كل نعمة، تنظر نظرة فتقول: الحمد لله، تسمع صوتاً فتقول: الحمد لله، تأكل لقمة فتقول: الحمد لله، تمشي خطوة فتقول: الحمد لله، لا يفارقنا لفظ (الحمد لله)؛ إذ نحن نعيش في النعم نتقلب فيها ليلاً ونهاراً, فلا نفارق كلمة (الحمد لله)، أكلنا، شربنا، ركبنا، نزلنا، مشينا, كل ذلك نقول فيه: الحمد لله، الحمد لله.

    [ خامساً: استحباب قول: (لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد) عند سماع قراءة: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] ].

    يستحب لمن سمع قول الله تعالى في سورة الرحمن: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] أن يقول: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب، أيما مؤمن يسمع سورة الرحمن ويسمع القارئ يقول: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] فيستحب له أن يقول: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد، حتى في الصلاة، وهذا ذكر لله حتى في الصلاة.

    [ سادساً: مشروعية تعلم علم الفلك لمعرفة القبلة ومواقيت الصلاة والصيام والحج ].

    لقوله تعالى: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [الرحمن:5], أليس هذا من أجل أن نعرف الأيام والأوقات والليالي؟ فمن هنا يستحب معرفة علم الفلك؛ حتى نعرف الشهور والأعوام والمواعيد، فنرجع في هذا إلى الشمس والقمر، فهذا إذن من الله تعالى بهذا وهو مشروع.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718756

    عدد مرات الحفظ

    768428526