أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
فمع خاتمة سورة الإسراء، فهيا بنا نصغي لنستمع تلاوة هذه الآيات المباركة، ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس.
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا * قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء:105-111].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات!
قول ربنا جل ذكره: وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ [الإسراء:105]، ما الذي أنزله بالحق؟ القرآن العظيم، حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان:1-3]. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [القدر:1-2]، هذا الإنزال.. أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، التي هي أول سماء بالنسبة إلينا، وآخر سماء بالنسبة إلى من فوقنا.
أنزل القرآن في ليلة القدر، وهي الليلة المباركة ثم بعد ذلك أنزله مفرقاً، آيات وسور في ظرف ثلاث وعشرين سنة، من يوم خوطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1]، في غار حراء والقرآن ينزل بحسب الحاجة حتى اكتمل نزوله، وآخر آية نزلت فيه: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281].
فقوله جل ذكره: وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ [الإسراء:105]، هذا القرآن الذي كذب به المشركون، وأنكروه، ومن جهة يطالبون بأن ينزل عليهم من السماء، وقد أنزل الله القرآن بالحق ليس بالباطل، وَبِالْحَقِّ نَزَلَ [الإسراء:105]، فالقرآن بكل ما يحويه من الشرائع والأحكام والعبادات والآداب والأخلاق والقصص؛ كل ما فيه والله حق، ولا يوجد فيه باطل أبداً، وَبِالْحَقِّ نَزَلَ [الإسراء:105]، فكل ما يأمر الله به هو حق، وكل ما ينهى الله عنه هو حق، كل ما يخبر الله عنه هو حق، كل ما يثبته الله حق، كل ما ينفيه هو حق؛ لأنه كتاب الحق عز وجل.
ثم قال تعالى لرسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الإسراء:105]، هذه مهمتك، هذه هي رسالتك، ما ألزمناك بهداية الخلق؛ لأنه لا قدرة لك على هدايتهم، ولا قدرة لك ولا سلطان لتحكمهم به، مهمتك أن تبشر المؤمنين المتقين، وتنذر المشركين الفاسقين، وفي هذا:
أولاً: رد على مزاعم المشركين وطلباتهم التي طالبوه بها.
وثانياً: حتى تهدأ نفس رسول الله، ويقل كربه وحزنه، لما يبقى عشر سنين وما يؤمن به إلا عشرة أنفار أو خمسة عشر نفراً، يتألم، فيسليه الله عز وجل ويعزيه بمثل هذا الكلام.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الإسراء:105]، ما أرسلناك لتفرض على الناس الإيمان وتدخلهم في الإسلام، مهمتك أن تبشر المؤمنين وتنذر الكافرين، يبشر المؤمنين بالجنة دار النعيم، بالنصر والفوز الكبير في هذه الدنيا، بالطهارة والصفاء في هذه الدنيا، والبشارة والكلمة الطيبة التي إذا سمعها المبشر يتهلل وجهه بالبشر والطلاقة، والنذارة والنذير الذي يخوف الظالمين المشركين الكافرين بالعواقب التي تلزم كفرهم وشركهم وتأتي بعده.
هكذا يخاطب الله تعالى مصطفاه صلى الله عليه وسلم، ويقول له: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ [الإسراء:105]، لشيء، إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الإسراء:105]، عرفتم مهمة رسول الله؟
ومن هنا يجب أن نؤمن بأنه بشير ونذير، ومن هنا يجب أن نحبه أكثر مما نحب أنفسنا وأهلينا من أولاد وزوجة وأم وأب، ويجب علينا أن نمشي وراءه فلا نتقدمه أبداً، نقول فقط ما يقول رسول الله، نعمل فقط ما يعمل رسول الله، نكره فقط ما يكره رسول الله، وبذلك نصبح المؤمنين الصادقين في إيمانهم بأن محمداً رسول الله.
أما أن تؤمن أن محمداً رسول الله، ثم لا تقبل منه ما يدعوك إليه، وما يوجهك إليه، وما يطلبه منك لتكمل وتسعد، فهذا الإيمان كذب ما هو بصحيح، ودعوى باطلة.
آمنا بأن لا إله إلا الله فلهذا ما نعبد إلا الله؛ لأننا اعتقدنا على علم أنه لا يستحق أن يؤله وأن يعبد إلا واحد وهو الله خالق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، أما المخلوقات التي تعبد بالجهل كعيسى وأمه، وكـالعزير وكالملائكة.. كل هذا باطل باطل.. وأما الأحجار التي وضعت تماثيل فهي تمثل أولئك الذين يدعونهم ويعبدونهم.
ومن آمن بأن محمداً رسول الله يجب أن يحبه، وأن يحب كل ما يحب رسول الله، ويكره كل ما يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أعلنها فقال: ( والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وولده ووالده والناس أجمعين. قال
فالذين يحبون رسول الله يعملون ما استطاعوا ليأتسوا به؛ إذ جعله الله أسوة وقدوة لنا، أما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ [الأحزاب:21]، يا عباد الله، فِي رَسُولِ اللَّهِ [الأحزاب:21]، ماذا كان لنا؟ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، أي: قدوة صالحة، فلنقتدِ به؛ في الأكل والشرب، فنأكل بأيماننا، ونشرب بأيماننا، إذا ركبنا نقول: بسم الله، كما كان يقول ذلك، إذا قمنا من فرشنا هكذا، إذا جلسنا، إذا تعاملنا.. إذا.. إذا.. دائماً نحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتعلم كيف كان يعيش فنعيش كما كان يعيش.
إذاً قال تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ [الإسراء:106]، وقرئ: (فرَّقناه)، لِتَقْرَأَهُ [الإسراء:106]، من أجل أن تقرأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ [الإسراء:106]، وبتأنٍ لا بسرعة.
وهنا يستحب لمن يقرأ آية على الناس لهدايتهم ألا يستعجلها، يقرؤها مجودة مرتلة لا بالتغني وأصوات المغنين، ولكن مثلاً: وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ [الإسراء:105].. وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا [الإسراء:106]، حتى يفهموا ما تقول ويحفظوا، هذه تعاليم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ [الإسراء:106]، من القائل؟ الله جل جلاله، من هو الله؟ ربنا، خالقنا، خالق كل شيء، مالكنا ومالك كل شيء، انظر إلى هذا الملكوت من ملكه.. من خلقه؟ إنه الله، اسمه الله جل جلاله وعظم سلطانه، وله تسعة وتسعون اسماً.
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ [الإسراء:106]، على تريث، وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا [الإسراء:106]، أي: مفرقاً أيضاً ليس جملة واحدة، طالب المشركون بأن ينزل القرآن في يوم واحد؛ فرد الله تعالى هذا وعلمهم أنه كتاب هداية، كتاب تربية، كتاب تعليم، لا بد وأن ينزل آية بعد آية، آيات بعد آيات، سورة بعد سورة؛ حتى يكتمل الدين الإسلامي بكل جزئياته.
آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا [الإسراء:107]، ليس معنى هذا أنه أعطاهم التخيير، ولكن من باب التبكيت والتأديب، آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا [الإسراء:107]، دعوة الله ماشية، ونصر الله لدينه حق، ولا بد وأن ينتصر هذا الدين، آمنتم به يا جماعة أبي جهل أو لم تؤمنوا على حد سواء.
قُلْ [الإسراء:107]، يا رسولنا، آمِنُوا بِهِ [الإسراء:107]، أي: بالقرآن، أَوْ لا تُؤْمِنُوا [الإسراء:107]، آمنوا بالرسول محمد أو لا تؤمنوا، آمنوا بالله الذي لا إله إلا هو أو لا تؤمنوا، والضمير صالح لهذه.
ثم قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ [الإسراء:107]، من هم الذين أعطوا العلم قبل رسولنا صلى الله عليه وسلم؟ أهل الكتاب، علماء اليهود وعلماء النصارى، قل لهم: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ [الإسراء:107] قبل القرآن، ومن قبل النبي محمد صاحب القرآن، إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ [الإسراء:107]، أي: القرآن ويقرأ عليهم، يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا [الإسراء:107].
وهكذا كان عبد الله بن سلام حبر اليهود الذي أسلم وحسن إسلامه، وبشر بالجنة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا سلمان الفارسي حبر من أحبار النصارى وعالم من علمائهم، أسلم لما قدم الرسول إلى المدينة، انظر إليهم إذا قرأ سلمان أو قرأ عبد الله بن سلام يخر ساجداً يبكي.
إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ [الإسراء:107]، أي: القرآن ويسمعونه، ينفعلون على الفور يبكون، و يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا [الإسراء:107]، الأذقان: جمع ذقن، وهو مجمع اللحيين، والذي ذقنه طويلة كما هي السنة، لما يسجد أول شيء يصل في الأرض اللحية، أليس كذلك؟
يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا [الإسراء:107]، جمع ساجد.
لماذا يخرون للأذقان؟ ينفعلون، يكادون يتفجرون من حب الله والشوق إليه، من صدق الرسول وما يقوله فيه، فيخرون ساجدين تعظيماً لرب العالمين.
وهذه سجدة من سجدات القرآن المجمع عليها، فعلى المؤمن إذا كان يتلو كتاب الله، يتعبد به في الصلاة أو خارج الصلاة، إذا وصل إلى هذه الآية يخر ساجداً، والمستمع له إذا سجد القارئ سجد، وإذا القارئ ما سجد -لأنه غير متوضئ مثلاً- فلا تسجد أنت، لأنه إمامك تتبعه.
خذوا هذه المسألة الفقهية: سجود التلاوة من سنن الإسلام، ومن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي فضيلة لأهل الكمال، إذا قرأت القرآن وجاءت السجدة وكنت على طهر اسجد، أي: خر ساجداً على الأرض بجبهتك وأنفك، ولحيتك هي التي تنزل أولاً.
ثم ماذا تقول؟ إن استطعت أن تقول: (سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين، اللهم لك سجدت، وبك آمنت وعليك توكلت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت)، لك ذلك، وإن اكتفيت بـ: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يجزئك. هذه ما ننساها: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، وهذه التسبيحة لا تفارق المؤمنين والمؤمنات لا في الركوع ولا في السجود، إذا ركع المصلي وقال: سبحان ربي العظيم. ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، يقول بعدها: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، بهذا أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمته تابعة له.
لما نزلت سورة العزاء.. عزاء أمة الإسلام في نبيها، أوشك أن يموت، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3]، فهم أبو بكر لما نزلت هذه السورة -وهي من آخر ما نزل من السور- وبكى.. لم تبكي يا أبا بكر ؟ قال: نعى الله إلينا رسوله؛ فكان عليه الصلاة والسلام كما تقول الصديقة عائشة رضي الله عنها: ( ما صلى بعد ذلك صلاة إلا قال في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي.. سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي )، أبنائي العوام مثلي، احفظوا هذا التسبيح: سبحانك اللهم وبحمد اللهم اغفر لي، كرروها تحفظ، الآن إذا ركعتم قولوها، إذا سجدتم قولوها.
أما السجود فتشتغل بالدعاء، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب تعالى -بسبحانك اللهم وبحمد اللهم اغفر لي- وأما السجود فادعوا فيه بما شئتم؛ فقمن أن يستجاب لكم )، قال الصحابة: كنا ندعو الله في السجود نطلب منه البصل والثوم، قالت له أم الأولاد: جيب بصل؛ ما عنده، جيب ثوم؛ ما عنده ريال، يبكي بين يدي الله ويسأله وهو ساجد.
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ [الإسراء:109]، بالدموع.
مسألة فقهية: هل يجوز البكاء والأنين في الصلاة؟ على شرط ألا يكون في البكاء حرف أو حرفان، آه لا بأس، وا ، أما أن يكون حرفان ككلمة ما ينبغي؛ لأن الكلام يبطل الصلاة.
كلمة: (قل)، تبطل الصلاة، (هذا) تبطل الصلاة، لكن إذا بكى وشهق ورفع صوته ما يضره ذلك، ما يبطل صلاته، إلا إذا نطق بحرفين، فحينئذٍ تبطل الصلاة.
ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:110]، فلا يجوز لأحد أن يخترع اسمعاً لله تعالى يشتقه من اللغة ويقول هذا اسم الله، أسماء الله توقيفية ما سمعناه عن الله في كتابه، أو عن رسوله قلنا به، أما أن نبتكر ونخترع اسماً لله، وإن كنا نريد التقرب إلى الله وحباً في الله، أجمعت الأمة أن هذا لا يجوز أبداً، أسماء الله تسعة وتسعون تحفظها، أما أن تضيف اسماً من عندك أجمع المسلمون على حرمة هذا، أما أسماء الله ادعوه بها: يا رحمن، يا رحيم، يا غفور، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض، يا رب العالمين، يا ولي المؤمنين وهكذا.
ذكرني أحد الصالحين قال: يا هو، هو ليس من أسماء الله تعالى، ومن قال هو من أسماء الله تعالى كفر؛ لأنه كذب على الله ورسوله وزاد اسماً، هذه جماعة من المتصوفة الضالة يقولون: يا هو، ويذكرون الله.. الله.. الله.. الله.. ثم يقولون: هو.. هو.. هو.. هو.. والله إنهم لمبطلون ويا ويلهم يوم يلقون ربهم بهذه البدعة المنكرة، أهم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أهم أعلم من أصحاب رسول الله؟ أهم أعلم من مالك إمام دار الهجرة؟ من محمد بن إدريس الشافعي ، أحمد بن حنبل ، الإمام الأعظم أبي حنيفة ؟ فيأتون بالأذكار والأوراد الكاذبة، أولاً: الذكر الله.. الله.. الله.. اسأل. الله.. هذا يصفع أو لا؟ هذا يصفع أحسن له، ما اسمك أنت؟ عدنان، عدنان.. عدنان.. عدنان.. تغضب أو ما تغضب، اسأل. عدنان.. تلعب، يصفعه، فما معنى الله.. الله.. الله.. الله.. اسأل. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إذا قلت: يا أرحم الراحمين ثلاث مرات قال الله: اسأل عبدي أعطك ).
يا رب.. يا رب.. يا رب.. ثلاث مرات يقول: اسأل، وأنت تجلس ساعة كاملة أو ساعتين، الله.. الله.. الله.. والله للعب، ووالله للهو وباطل، لو كان دين الله لعرفه أصحاب رسول الله وأحفادهم وأولادهم، اختراعات باطلة، وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، واتركوا الذين لا يدعون بها.
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء:110]، تعليم الله لرسوله لما كان في مكة والسلطة للكافرين، والمؤمنون أذلاء خائفون، في هذه الحال قال الله لرسوله: ما ترفع صوتك حتى يسمع المشركون القرآن فيضحكون.. يصلي خلف البيت ويقرأ بالجهر فيضحكون من كلام الله ويسخرون، فقال: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110]، تخفيها فلا يسمعك من وراءك من المصلين، توسط، اعتدل، هذا في مكة، ثم لما سادت الأمة وارتفعت راية لا إله إلا الله وعز الإسلام كما تصلون في المسجد النبوي، الركعتان الأوليان في المغرب بالجهر، الأوليان في العشاء بالجهر، الصبح ركعتان بالجهر، وما عدا ذلك سراً. هذا المنهج المحمدي، فلا يجوز أن تجهر بالظهر أبداً، ولا أن تسر في المغرب أو العشاء وإلا خالفت هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما هذه الآية فقد نزلت بمكة، حفاظاً على دعوة الله.
قال الله لرسوله: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ [الإسراء:110]، طريقاً ما جهرت ولا أخفيت وسطاً.
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ [الإسراء:111]، لا في الشمس ولا في القمر ولا في الكواكب ولا في البحار ولا في الأنهار ولا في الأنهار ولا في الليل ولا في النهار ولا في السماوات، ما عنده شريك معه قط، بل هو وحده الخالق لهذه المخلوقات، ووحده المالك لها، يدبرها ويتصرف فيها كيف يشاء، سبحانه أو لا؟
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111]، أما أولياء الله أنتم عباد الله، لكن اتخذكم الله أولياء؛ لأنه ذليل تعزونه وتنصرونه؟! حاش لله، لم يتخذ ولداً ولياً من الذل، ولكن يتخذ من الصالحين أولياء يحبهم ويحبونه، يعطيهم ما يسألون يعزهم؛ لأنهم آمنوا به بعد ما عرفوه وأطاعوه واستسلموا له وانقادوا؛ فيصبحون أولياء الله، واقرءوا قول الله تعالى من سورة يونس: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، من هم أولياء الله يرحمكم الله؟ سيدي عبد القادر؟ مولاي إدريس ؟ سيدي البدوي؟ محسوبون معروفون في كل بلد، هذا والله لمن غش اليهود والنصارى والمجوس، أولياء الله كل مؤمن تقي، هذا كلام الله: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، لو قال قائل: من هم يا رب أولياؤك؟ الجواب: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63]، فكل مؤمن تقي هو لله ولي.
ما السر في أن العدو حصر الولاية في الموتى الذين عليهم القباب، وعلى قبورهم الأقمشة والأكسية، ويوقدون لهم الشموع ليلة الخميس والإثنين، من قرر هذا؟ والله لليهود والنصارى والمجوس، لماذا؟ اسمعوا وتعلموا: عرفوا أن المؤمن مع الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: ( من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )، حديث قدسي قرره رسول الله وأعلنه، يقول الله تعالى: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ).
إذاً: فكيف يشيع بين المسلمين الزنا والكذب والخيانة والقتل و.. و.. لا بد أن نحملهم على ألا يعتقدوا أنهم أولياء الله، فكيف تعتقد أن فلاناً ولي الله وتزني بابنته؟! ما يمكن أبداً، شاهدناهم إذا مر بالقبر فقط ترتعد فرائصه ويخاف.
قلت لكم غير ما مرة: جماعة في القرية يتحدثون وأنا طفل بينهم، قالوا: فلان كان إذا زنا ما يمر بالطريق الفلاني؛ حتى لا يمر بسيدي فلان، فحصرنا الولاية في الموتى ونفيناها عن الأحياء حتى نستبيح نساءهم ودماءهم وأموالهم وأعراضهم كما نريد. لعلي ما بينت؟
أولاً: من هم أولياء الله؟ المؤمنون المتقون هم أولياء الله أو لا؟ ماتوا وحيوا، كيف حصرنا الولاية فقط في الموتى تدخل القرية، ما هي القرية القاهرة المعزية، وتقول: يا سيد أتيت من الشام، نريد أن نزور ولياً من أولياء الله، والله ما يأخذ بيدك إلا إلى ضريح، ولا يفهم أن القاهرة، فيها أولياء يمشون في الأسواق والشوارع، هذه القاهرة، قل ما شئت في تونس، في كراتشي، في اسطنبول، لكن قبل خمسين سنة، الآن انتشرت دعوة الإسلام بفضل الله تعالى، وهذه الأسباب التي تمت، لكن قبل خمسين أو ستين سنة كما قلت لك، لو تقول لإنسان في حضرموت في اليمن: دلني على ولي أزوره، ما يفهم أنك تبغي ولياً حياً بين الناس، يأخذ بيدك إلى قبر، من فعل هذا؟ الثالوث الأسود، المكون من: اليهود والنصارى والمجوس. لم حصروا الولاية في الأموات؟ حتى يستبيحوا دماء الناس وأموالهم وأعراضهم؛ لأنهم لو عرفوا أنهم أولياء ما يؤذونهم أبداً، هل فهمتم هذه الحقيقة؟
افهموا هذا والله لهو خير من مليون ريال، بلغوها، فلهذا كل مؤمن تقي هو لله ولي، ما يجوز أن نسبه ولا نشتمه ولا نأخذ قرشاً من ماله، ولا ننظر إليه نظرة شزر ولا نناديه بلقب الاستهزاء والسخرية أبداً؛ لأنه ولي الله، والله يقول على لسان رسوله، ( من آذى -من عادى- لي ولياً فقد آذنته بالحرب )، فالذين آذوا أولياء الله أعلن الله الحرب عليهم، النار تأكلهم والحر في بيوتهم.
أولاً: القرآن حق من الله، ما نزل به كله الحق ].
القرآن حق ثابت من الله ونزل بالحق ما نزل بالباطل، والله لا يوجد في القرآن باطل قط، كل ما فيه من الأحكام والشرائع حق، أثبتها الله عز وجل وأنزلها.
[ ثانياً: الندب إلى ترتيل القرآن لاسيما عند قراءته على الناس لدعوتهم إلى الله تعالى ].
إي نعم، من قرأ القرآن يستحب له ألا يسرع، وأن يرتل ترتيلاً، وخاصة إذا كان يعلم الناس ويدعوهم، ما يتغنى بالقرآن بالأنغام، ولكن يفصل الحروف والكلمات كما بينت لكم، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا [الكهف:1]، ما يقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا [الكهف:1] لا بد وأن يرتل ويبين حتى يفهم الناس السامعون، وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4].
[ ثالثاً: تقرير نزول القرآن مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة ].
إي نعم، عرفنا أن القرآن نزل مفرقاً أو دفعة واحدة؟
مفرقاً أو لا؟ في ظرف كم سنة؟ ثلاث وعشرين سنة، المشركون طالبوا وقالوا: لماذا ما ينزل القرآن جملة واحدة؟ لأنهم جهال وضلال، أو يتحدون رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرآن نزل مفرقاً؛ لأنه نزل بالشرائع والأحكام، والأمة تنمو وتتربى على تلك الأحكام حتى اكتملت وسادت، أما يوم واحد تنزل الحقائق والشرائع ما يطبقونها وما يقدرون عليها.
[ رابعاً: تقرير النبوة المحمدية بنزول القرآن وإيمان من آمن به من أهل الكتاب ].
أي: تقرير أن محمداً رسول الله ونبي الله، من الذي قرر له نزول القرآن عليه؟ كيف ينزل عليه القرآن ولا يكون رسولاً.. معقول هذا الكلام؟ ينزل عليه كلامه، وتقول ما هو برسول؟! قالوا ما هو برسول؛ لأنه حرم عليهم الباطل والشرك والكفر الذي يأتونه.
[ خامساً: بيان حقيقة السجود، وأنه وضع على الأرض ].
عرفنا أن السجود لله فقط، من العجيب قبل خمسين سنة -وممكن موجود الآن- هناك جماعة تزور بعض القبور، وعندما يقتربون من القبر يسجدون له! ولفتنا النظر أيضاً إلى ما يحدث في الألعاب الرياضية مثل الكاراتيه وأنهم يركعون، ووالله ما جاز لمسلم أن ينحني لغير الله عز وجل، الركوع لمن؟ لله، وهم يلعبون ويركعون، لكن نددنا بهذه البدعة، وانتهت إن شاء الله من بلادنا.
[ سادساً: مشروعية السجود للقارئ أو المستمع وسنية ذلك عند قراءة هذه الآية، وهي: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:109]، فيخر ساجداً مكبراً في الخفض وفي الرفع قائلاً: الله أكبر ويسبح ويدعو في سجوده بما يشاء ].
كما علمتم السجود من سنن الإسلام، وآيات السجود محفوظة في القرآن، بعضها مجمع عليه وبعضها مختلف فيه، ويسجد قائلاً: الله أكبر يخر على وجهه في الأرض، يرفع قائلاً: الله أكبر، بدون السلام عليكم، ويسجد إلى القبلة إلا إذا كان مضطراً؛ فإن المصلي يصلي إلى غير القبلة للضرورة.
فيسجد مستقبلاً القبلة ويسبح الله عز وجل، وما ننسى قول: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي.
[ سابعاً: إن لله الأسماء الحسنى وهي مائة اسم إلا اسماً واحداً فيدعى الله تعالى وينادى بأيها، وكلها حسنى كما قال تعالى في سورة الأعراف: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ [الأعراف:180] ].
أسماء الله كلها حسنى جميلة، أحسن ما يكون وتتبعها تجد ذلك، ولك أن تدعو الله بأي اسم منها، ولكن إذا كنت خائفاً ادع الله بالاسم الذي يؤمن خوفك، مثلاً: يا رحمن للرحمة، يا عظيم للعظمة إذا جاء من يقاتلك.. المهم ادع الله بأي اسم من أسمائه التسعة والتسعين، وأجلها لفظ الجلالة الله، والرحمن الرحيم.
أما الاسم الأعظم فقد قيل إنه مما استأثر الله بعلمه، كليلة القدر والساعة التي في يوم الجمعة، والتي يستجاب فيها الدعاء غير معروفة، لكن أقرب ما يكون اسم الجلالة الله، ولهذا، بسم الله، آمنت بالله، لا إله إلا الله، دائماً.
[ ثامناً: بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للرسول والقرآن والمؤمنين ].
من أين عرفنا أنهم كانوا يبغضونه؟ لأنهم كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا كلام الله، فقال الله للرسول: إذا صليت فلا ترفع صوتك بالقرآن حتى لا يسبوا.
[ تاسعاً: مشروعية الأخذ بالاحتياط للدين كما هو للدنيا ].
من أين فهمنا هذا؟ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء:110]، وسطاً، هذا احتاط أو لا؟ حتى لا يسب المشركون رسول الله، وكلام الله يسمعونه.
[ عاشراً: وجوب حمد لله تعالى والثناء عليه وتنزيهه عن كل عجز ونقص ].
حمد الله عز وجل هذا هو شعار المؤمنين.. أكل وفرغ قال: الحمد لله، شرب وانتهى: الحمد لله، لبس قال: الحمد لله، ركب السيارة قال: الحمد لله، لا يفارقنا لفظ الحمد لله، كيف حالكم؟ الحمد لله، كيف أنت؟ الحمد لله، هذا شعارنا، وبهذا عرفنا في الكتب الأولى، نعرف بالأمة الحمادين، كثيرو الحمد، من هم الحمادون؟ الذين يكثرون الحمد لله، مريض في الموت، كيف حالك؟ تقول: الحمد لله.
[ حادي عشر وأخيراً: هذه الآية: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111]، تسمى: آية العز، هكذا سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ].
آية العز، أولها: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء:111]، هذه الآية من آخر سورة بني إسرائيل -الإسراء- سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم آية العز، لو سئلت عن آية العز ما هي؟ من الليلة عرفناها، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111]، أما من غير الذل له أولياء أو لا؟ كل المؤمنين أولياء الله، لكن كونه ذليلاً يتخذ أولياء ليعزوه لا لا.. هو القوي المتين وعلى كل شيء قدير.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر