أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن السورة ما زالت كعهدنا بها سورة البقرة، ومع الآيات المباركات التي ما زلنا نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها، سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها؛ إنه قريب مجيب سميع الدعاء.
قراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ [البقرة:83-85] والعياذ بالله تعالى.
والله عز وجل لما يوجه هذا الخطاب لبني إسرائيل فإنه من باب أن تهتدي البشرية عليه، لا أنه خاص بمجموعة من اليهود كانوا في المدينة! من أجلهم فقط ينزل الله هذه البيانات؟ لا والله، ولو كان من أجلهم نسخه؛ لأنهم انتهوا، ولكن هذا الكتاب -القرآن الكريم- يتضمن هداية البشرية أبيضها كأسودها .. عربيها كأعجميها .. أولها كآخرها.
والسر يا معاشر المستمعين والمستمعات أن الإيمان طاقة تدفع صاحبها إلى أن ينهض بالتكاليف، فالمؤمن بحق حي، يقوى ويقدر على أن يسمع .. على أن يعقل .. على أن يأخذ .. على أن يعطي .. على أن يصوم أو يفطر، فهو مؤمن حي، فهذه الحياة تحمله وتدفعه وتعينه على أن يستخدم المواد المزكية للنفس المطهرة لها.
لكن ما هذه المواد المزكية للنفس المطهرة لها؟
هذه المواد لا يضعها إلا الله، فلو تجتمع البشرية كلها على أن تضع عملاً ما على أن من فعله تزكو نفسه وتطهر، والله ما استطاعت ولا قدرت عليه، وبيان ذلك: هل تستطيع البشرية أن تجعل الحصباء، والرمال، والطين والتربة غذاء للإنسان فتدس فيه مادة الفيتامينات ويتغذى به الآدمي؟ هذا مستحيل.
ومن أودع تلك المغذيات في الفواكه، والخضار، والخبز، واللحوم، وأخلى التراب، والطين، والحجارة، والأخشاب منها؟ إنه نفسه الذي إذا قال لكم: قولوا: سبحان الله، وقلتموها مؤمنين بالله، وكان لها أثر على نفوسكم بالطهر والصفاء، كما أنه إذا حرَّم كلمة فلأن فيها مادة مخبثة للنفس أشد من مادة السم الموجود في العقرب والأفعى، وما قالها عبد تمرداً على الله، وفسقاً عن أمره إلا اسودت نفسه، وأصيبت بالظلمة والعفن والنتن، وهذه سنن الله.
فلهذا لما يُذكِّر بني إسرائيل كأنه من باب: إياك أعني واسمعي يا جارة، فهو لنا نحن كذلك، ونحن الذين انتفعنا به، فمن رفع تلك الأمة إلى عنان السماء وإلى مستوى لم تبلغه أمة؟ والله ما هو إلا هذه الهداية الإلهية.
وإن كنا قد تدارسنا هذا الموضوع مرتين، لكن سنعيده ليستقر في أذهاننا، ولننظر هل أخذنا والتزمنا بهذه العهود والمواثيق أو ما زلنا لم نلتزم؟!
أولاً: قال الله تعالى: لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة:83] فأول ميثاق: (لا تعبدون إلا الله).
معشر المستمعين والمستمعات! هل فينا أو بيننا من يرغب أن يعبد مع الله غيره؟ ما فينا.
ولكن بيننا من لا يفهم، فإذا أراد مثلاً أن يقوم يقول: يا ألله ورجال البلاد، فلا يفهم أنه عبد غير الله. وتسقط المسبحة فيقول: يا ألله ويا رسول الله، فما عبد الله وحده.
كيف نصنع إذاً؟
الطريقة أن يأتوا إلى مجالس العلم في بيوت ربهم وطول عمرهم فلا يتخلفون ليلة واحدة؛ ليتعلموا الهدى، وليعرفوا ما تزكو به النفس وما تتدسى به، أما بدون العلم فإنك قد تجد من يقول: أنا لا أعبد إلا الله، وهو يعبد مع الله غيره.
ما هي العبادة؟ وكيف يعبد الله؟ وكيف يعبد غير الله؟
لا بد من العلم، ومن لم يتعلم لا يسلم من الوقوع في هذه السراديب والمهاوي، ولا عذر لأحد، فإياك أن تقول: أنا شيخ كبير، وهذا فقير، وأنا بدوي، لا، لا بد وأن تسأل أهل العلم حتى تعلم، فلا تحمل كتاباً، ولا قرطاساً، ولا تقرأ، ولا تكتب، فقط اسأل أهل العلم واعمل بما تعلم، ولا تزال تعلم وتعمل حتى تصبح من أولياء الله، وأنت لا تفرق بين الألف والباء، فليس من شرطه الكتابة والقراءة أبداً، ولا توقف عملك، ولا سانيتك، ولا حرثك، ولا مزرعتك، فكما تذهب وتقضي حاجتك عند الحاجة أو تسد جوعتك عند الجوع، تذهب إلى العالم حولك تقول له: علمني كيف أذكر الله. فإن أعرضت يا بني فالله في غنى عنك، وأنت الذي تصاب بالمحنة.
كيف أنتم مع هؤلاء أيها المستمعون والمستمعات؟!
هل أحسنتم إلى والديكم وما أسأتم إليهم؟!
هل أحسنتم إلى قراباتكم من العمة إلى الخالة .. إلى العم والخال، وما أسأتم إليهم لا بسب ولا شتم ولا أذى؟
واليتامى كيف حالكم معهم؟ هل تهينونهم .. تأكلون أموالهم .. تسخرون منهم أو تعطفون عليهم وترحمونهم وتبشون في وجوههم وتهشون، وتطعمونهم إذا جاعوا، وتكسونهم إذا عروا؟
والمساكين اللاصقين بالأرض فلا دينار ولا درهم هم إخوانكم، فأحسنوا إليهم، ولو بالوجه الطلق، والعبارة الطيبة، أو دس في كفه ريالاً أو قرصاً من الخبز.
فهذا المسكين هو أخوك، وهو عبد الله تحت الامتحان، قد ينجح في يوم من الأيام ويصبح ولياً للرحمن، وما أفقره الله إلا ليبتليه .. ليمتحنه هل يصبر فيتخرج ولياً من أولياء الله أو ينتكس والعياذ بالله؟
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا أي: لا قبحاً.
وقد عايشنا أمتنا وعرفناها، ومن يوم أن بعدت عن بيوت الرب وكتاب الله وهدي رسوله وهي تعيش على أسوأ الأحوال، والله إنك لتسمع السخرية، والاستهزاء، ومظاهر الكبر على إخوانهم وفيما بينهم، وليس مع اليهود والنصارى.
وما سبب هذا؟ السبب أنهم ما عرفوا .. جهلوا.
ولم جهلوا؟ لأنهم ما طلبوا العلم.
ومن منعهم وصدهم؟ أهواؤهم وشهواتهم ودنياهم، إذاً: فهي عائدة عليهم، ولا عذر أبداً.
والأدلة عندنا أنك ترى أحدهم يخرج من الصلاة وإذا به يكذب .. يخرج من الصلاة وإذا به يشرب الحرام ويأكل الحرام .. يخرج من المسجد! بل في المسجد يسب أخاه.
وهذه الأمور واقعة في حياة كثير من الناس فأين آثار الصلاة؟! ولم ما زكت نفسه؟ الجواب: لأنه ما أداها على الوجه المطلوب الذي من شأنه أن تولد النور له في قلبه.
وإليكم هداية الله توجه إلى رسوله ليأخذها أتباعه منا: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ [العنكبوت:45]، أي: اقرأ ما أوحي إليك من الكتاب، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه الكتاب، وعلمه جبريل، وحفظه يؤمر بأن يقرأ، وأنتم: لا .. لا، مشغولون فلا نقرأ.
(اتل) ماذا؟ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ [العنكبوت:45] لم يا ألله؟ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].
هنا عدة خطوات: الخطوة الأولى إلى سماء الكمالات .. إلى الرقي .. إلى دار السلام .. إلى الطهر والصفاء: تلاوة القرآن، لا على الموتى .. لا من أجل الحصول على المال الدنيوي، وإنما من أجل التدبر والتفكر، واستخراج درر المعاني وأنوار الآيات؛ لتحيا عليها، وتكمل في آدابك، وأخلاقك، وقلبك، وعباداتك.
الثانية: إقام الصلاة، وهذا البند لا يقل عن البند الأول؛ ولهذا قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
ولعل قائلاً يقول: إن هذا لا يتأكد، ولا يتحقق!
فنقول: ولو كان لا يتحقق فهل يأمر الله به: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ [الأحزاب:41] كم؟ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]، وإذا كان الله العظيم يقول: (كثيراً) كم -إذاً- يكون نصيبك المطلوب حتى لا تنسى الله أبداً؟
وهذا عبد الله بن عمر قال: ( كنا نعد -أي: نحسب- لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد قوله: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، مائة مرة )، هذا في المجلس الواحد، أما مجالس الطامعين في دار السلام بالأحلام والأوهام فيجلسون الساعة والساعتين والثلاث على موائد اللهو واللعب، لا يذكرون الله فيها، ويجلسون مجالس الأكل والشرب وأنواع الطعام فيهرفون، ويتحدثون، ويتضاحكون، ويتكلمون، ولا يذكرون الله.
وتجد سيارة الحافلة من المدينة إلى دمشق، لا تخرج من المدينة إلا والأغاني، والمزامير، وأصوات العواهر تهيج النفوس إلى دمشق، فمن أي جنس هذه الأمة؟ آلله أذن بهذا؟! وكذلك تجد الفيديو، والتلفاز، والصحن الهوائي، آه، يا ويحهم .. يا ويلهم: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14]، فالله بالمرصاد ينظر ماذا نعمل، ويراقب تحركاتنا قائمين أو قاعدين، نائمين أو يقظين، وهذه هي الخطوة الرابعة من هذا التوجيه الإلهي: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45] خيره وشره، حقه وباطله، صحيحه وفاسده، ومعنى هذا أنه يجزيكم بصنيعكم؛ لأنه الحكيم العليم.
اليهود الذين توجه إليهم هذه النداءات سلط الله عليهم البابليين في زمن ما ففعلوا بهم الأعاجيب: مزقوهم .. شتتوهم .. دمروهم .. بقروا بطونهم، وحولوا بيت المقدس التي بناه إبراهيم عليه السلام إلى مخرأة، فكان الجندي البابلي في تلك الحملة إذا جاءه الغائط ودفعه يذهب إلى المسجد ليبول ويخرأ فيه، وهذا يحصل مع أبناء الأنبياء .. أبناء إسرائيل.
ثم تابوا فتاب الله عليهم، وباب الله مفتوح، فتكونت لهم دولة داود وسليمان فسادوا العالم أجمع، فهل سادوه بالسحر .. بالخرافات والتضليل .. بالأهواء والشهوات .. بالمزامير والطبول؟! أسألكم بالله بم؟
سادوه بالاستقامة على منهج الحق، إيمان الصدق والاستقامة، فأحلوا ما أحل الله، وحرموا ما حرم الله، ونهضوا بما أوجب الله، فسادوا وارتفعوا، وكانت الإمبراطورية الأولى في العالم.
ثم مائة وخمسون عاماً وظهر فيهم الترف، فأخذوا يهبطون حتى عرفنا عنهم أنهم هم الذين صنعوا الكعب العالي، وبعض الناس لا يفهم هذه اللغة، ما هو الكعب العالي؟ امش للدكاكين واسأل، قل لهم: أريد كعباً عالياً لابنتي، وقد يستوردونه من إسرائيل، مع أن الرسول يحذرنا.
لم صنعوا الكعب العالي؟ لأنها قصيرة وهي تريد أن تظهر أمام الشبان والفحول أنها طويلة، فيصنع لها صانع الأحذية حذاء كعبه طويل، فتمشي به، فتشاهد من بعيد: هذه زليقة.
وجزى الله أحد الدكاترة حيث قال: يا شيخ! ليست القضية أنها ترتفع وتعلو، لا، هذا الكعب العالي يجعلها تتمايل وتتغنج في مشيتها، وهذا موجود ومشاهد عندكم.
إذاً: فسلط الله عليهم الرومان فاكتسحوهم .. شردوهم .. مزقوهم، حتى شردوا إلى المدينة فتركوا بلاد العسل والزبدة؛ بلاد الشام، ونزلوا في هذه الصحراء ذات النخيل، والسبخة، والحر، والبرد.
ولم لجئوا هنا؟ لجئوا إلى العرب لأنهم كرماء، ولأنهم بنو عمهم سيرحمونهم.
لكن كيف شردوا، وفرقوا، وطردوا، وتسلط عليهم الرومان الكفرة؟
لأنهم فسقوا عن أمر ربهم .. نقضوا العهود والمواثيق، وفعلوا كما فعل العرب والمسلمون في هذا العصر، فسلط الله عليهم فرنسا، وإيطاليا، وأسبانيا، وبلجيكا، وهولندا، وبريطانيا، فالله بالمرصاد.
وجاء الإسلام فوجدهم شذر مذر، ملعونين مضطهدين، فإذا مشى اليهودي أمام الصليبي يكاد يأكله من تغيظه عليه، يقول: هذا قاتل إلهي. ومع هذا فتح الله لهم باب الهداية والرحمة، وناداهم، وعرض عليهم كل درجات الكمال وسبل السلام، فتكبروا، وقالوا: لن نتابع هذا الرجل، ولن ندخل في دينه؛ لأننا سنذوب فيه، ولن يبقى لنا وجود، وسينتهي بنو إسرائيل، فلا مملكة، ولا دولة، ولا سلطان، وهذا كلام رؤسائهم وأحبارهم وعلمائهم، وهو حق، فلو دخلوا في الإسلام لن يبقى يهودي، فحافظوا على النسمة الهالكة ونجحوا بعض الشيء، وكونوا دولة إسرائيل.
هل هناك دولة تسمى إسرائيل أو لا؟ نعم موجودة.
وأين كونوها؟ في فلسطين .. في قلب العالم الإسلامي.
كيف يتم هذا؟ أنت تقول الخيال فلا وجود لهذه الدولة أبداً، كيف يمكن هذا الكلام؟ لو يأتي جيل بعد جيل لا ينكر ذلك، أما الآن فهي موجودة، وقد أذلت العرب والمسلمين، ودسّت أنفوهم في التراب.
كيف يتم هذا يا شيخ؟
هذا يتم حسب نظام الله في الكون وتدبيره في خلقه، أيفسق المسلمون ويفجرون، ويعتزلون دين الله بالمرة في أكثر بلادهم ثم يباركهم ويرفع من قيمتهم؟ فسلط الله عليهم حفنة من اليهود لعلهم يرجعون، فهل رجعوا هذه الأيام؟ ما رجعوا، وما زالوا في غمرة ساهون.
قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:83]. عرفتم هاتين الدعامتين؟!
والله لقد كان أحدهم في يده الإبرة وما كانت الآلات كالآن، فالخياط يخيط بالإبرة والخيط، يقول هكذا يغرز الإبرة في الثوب، ولما يسمع حي على الصلاة لا يكملها .. لا يتمها.
والآخر يرفع الميزان ويضع البضاعة فإذا سمع حي على الصلاة وقف.
ومن شك في هذا فليقرأ من نور الله من سورة النور: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ [النور:37]، حق هذا؟ ولولا هذا كيف سادوا العالم، واتسعت دولتهم في المدينة حتى رمت جناحها على أقصى الغرب وأقصى الشرق في خمسة وعشرين سنة فقط؟!
والآن في بلاد العالم بأسره ليس هناك دولة أبداً تأمر جيشها أو أفرادها بالصلاة كأنهم ضد الله أو لا يؤمنون بالله.
أنت حاكم أو لا؟ هذه مهمتك، فهذا الشعب خلق ليصلي؟ وبالله عظيم ما خلق إلا ليذكر الله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، لا لشيء آخر، وكونك تحرث وتصنع فهذا -والله- من أجل أن تصلي، فضيعت الصلاة وتركت، وكان من نتائج تركها انتشار: السرقة .. الزنا .. القمار .. الكذب .. الغش .. السفك للدماء .. القتل.
فإن قيل: يا شيخ لم تبالغ؟
أقول: أبالغ! أليس هذا موجوداً؟ ما سببه؟ الإيمان وذكر الله؟! هل المؤمنون الذاكرون لله يسفكون الدماء ويفجرون بالنساء؟ أتحداكم، من يقول هذا؟!
ولقد أرانا الله عز وجل هذه الدولة، وجعلها آية من آياته، فأقيمت فيها الصلاة إجبارياً بين المدنيين والعسكريين وكل مؤمن، فهل حط هذا الأمر من قيمتها؟ وهل عوقها عن الأكل والشرب؟ وهل جر إليها المحنة؟ والله ما أفادها إلا أمناً وطهراً، فما المانع إذن من أن نفعل مثلهم؟
ولقد جبيت الزكاة حتى صاع الشعير.
ولم لا نجبي الزكاة باسم الله؛ ليرضى الله عنا؟ وإن فرضنا بعد ذلك الضرائب فللضرورة وأفتى بها العلماء، أما أن تعطل فريضة الله .. قاعدة الإسلام، وتغفل عنها الحكومة ورجالها، والأمة معرضة، فهذا معناه باللغة الواضحة أننا رفضنا الإسلام، وما اعترفنا به.
وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ [البقرة:83] أي: لما توليتم، فلو كان في نفوسكم الرغبة إلى التوبة .. الرغبة إلى العودة .. الرغبة إلى أن نراجع طريقنا كما كنا، فلا بأس، لا .. لا، فتوليتم وأنتم معرضون إعراضاً كاملاً؛ لا تريدون هذا الإسلام.
وهذه التوجيهات الربانية إلى يهود بني إسرائيل في المدينة هي نبراس هداية لنا، وسلّم رقي ونجاح لأمة القرآن. وكذلك كان، فقد أديت هذه الحقوق -كما أمر بها الله وبينها- في تلك الأمة السعيدة ذات القرون الذهبية الثلاثة، وما كان يعقل أن مواطناً لا يصلي أبداً؛ رجل أو امرأة، فالإعدام سبيله، فلها خُلقنا!
ثم لما تقام الصلاة فلسنا في حاجة إلى قوى الأمن، والشرط، والبوليس، والجواسيس، لا، كل مؤمن ومؤمنة رباني، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتمضي العشرون سنة لا تحدث حادثة، وإن حدثت لاختلال يكون في صاحبها في عقله أو في إيمانه، أما أن مؤمناً يتكلم مع الله، ويجلس بين يديه، ويناجيه، ويبكي بين يديه كل يوم وكل ليلة خمس مرات ويعصيه فلا يمكن، ولا يحصل هذا أبداً.
الميثاق هو العهد المؤكد باليمين، وقد قلت لكم: من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقد أعطى العهد والميثاق من نفسه والتزم، فإن خان فقد أهلكته خيانته، والله يقول: وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ [المائدة:7]، متى؟ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [المائدة:7]، هذا خطابه لنا.
وهنا قال: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ [البقرة:84] في أي شيء؟ لا تَسْفِكُونَ [البقرة:84] أي: لا يقتل بعضكم بعضاً، فأنتم شعب الله كما تقولون، وأبناء الأنبياء والمرسلين، فكيف يقدم أحدكم على قتل أخيه؟ وليس شرطاً أن يكون أخوه من أبيه وأمه بل يكفي أن يكون يهودياً، فأنتم أبناء الأنبياء قد أخذ الله عليكم ميثاقاً: ألا يقتل يهودي يهودياً لا تَسْفِكُونَ [البقرة:84].
ثانياً: وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ [البقرة:84] فإذا شنت الغارة في الزمن الأول وإلى الآن يخرجون من هم في بيوتهم ويحتلونها.
والقضية تعود إلى أن اليهود لما نزلوا المدينة في الجاهلية هاربين لاجئين أو منتظرين النبوة المحمدية كما جاءت بها التباشير في الإنجيل والتوراة، كانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وكان أهل المدينة من الأوس والخزرج، وهم قحطانيون من اليمن، ولم جاءوا من اليمن؟
لما فسق أولئك الأقوام عن أمر الله، وخرجوا عن طاعته غرَّق ذلك السد وهدمه، وانتهى ذاك الطهر وذاك النعيم فشردوا، لقد كانت بلادهم زروعاً ونخيلاً .. وكانت وكانت، جنات عن يمين وشمال، فلما شربوا الشيشة والحشيشة وغنوا ابتلاهم الله بحيوان يقال له: جربوع أو يربوع أخذ يأكل الخشب من تحت الأرض حتى ثقب السد وتدمر، فهاجروا تلك الأراضي، والتحقوا بالشام وبتبوك، ومكث الأوس والخزرج في المدينة.
الشاهد عندنا: كانت القبيلتان أحياناً تقوم بينهما حرب لمدة أربعين سنة، ومن يصلح، فلا أمم متحدة، ولا أمم متفرقة، والبلاد متباعدة، فأربعون سنة والنار مشتعلة بين قبيلتين من أسرة واحدة؛ ولهذا امتن الله عليهم بقوله: فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ [آل عمران:103]، بعدما كانوا متعادين متحاربين. فاليهود لضعفهم وعجزهم وهم في وسط العرب أقاموا عدة تحالفات، فبنو قينقاع وبنو النضير تحالفوا مع الأوس، وبنو قريظة تحالفوا مع الخزرج، ومعنى حالفوهم: دماؤنا واحدة، وأرواحنا واحدة، فإذا عدى علينا عدو فأنتم معنا ونحن معكم. فهذه هي الأحلاف.
فلما تطول الحرب بين الأوس والخزرج يقاتل اليهود بعضهم بعضاً، فأحلاف الخزرج يقاتلون أحلاف الأوس، فيتسبب ذلك في قتل اليهودي لأخيه اليهودي، وإذا هاجموهم وأخرجوهم من الحي واحتلوا ديارهم كذلك اليهودي يحتل دار اليهودي ويخرجه من بيته.
واسمع كيف يوبخهم الرحمن: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا [البقرة:84] أي: بأن لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ [البقرة:84] كيف تخرج يهودياً من بيته وتسكن أنت فيه؟ فأين الرحمة وأين الأخوة؟ وأنتم أبناء الأنبياء أولاد إسرائيل.
قال: تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [البقرة:84] فهذا العهد وهذا الميثاق أخذ عليهم في جبل الطور، وبعضه جاء في التوراة: يا بني إسرائيل! نأخذ عليكم عهداً وميثاقاً أنه لا يقتل إسرائيلي أخاه، ولا يخرجه من داره أبداً، وإذا أسر أخوه يجب أن يفاديه ولو بأن يبيع فراشه وكساءه.
سبحان الله الرحمن الرحيم، فهذه كرامة الله لأولئك الأنبياء والصالحين، فهؤلاء أحفادهم وأولادهم، يعطف الله عليهم أكثر من عطف الأم على ولدها، وما عرفوا هذا.
قال: تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [البقرة:85]. ينتصرون عليهم بالإثم والعدوان، فالأوس والخزرج ليس عندهم نبوة أو رسالة أو شريعة أو قانون وإنما قوانين جاهلية، وكلها باطل.
قال: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ [البقرة:85] إذا ما تفهمون هذا فعندنا له بيانات، فاليهود إذا اختطف يهودي من فلسطين أو من فرنسا، فإنهم يعرفون أن من اختطفه هم الفلسطينيون العرب فيفادونه بعشرين عربي .. بثلاثين .. بمائتين، وأنتم تسمعون بهذا، ولو تطالبوهم بألف واحد فلا يمكن أن يتركوا اليهودي أسيراً، لم؟ طاعة لله، فقد أمر الله بهذا: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ .
قال: وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ [البقرة:85] وهذا واقع، فالآن لو يختطف يهودي من ذوي المنصب ويطالب خاطفوه بإطلاق خمسين أسيراً أو مائة سجين يقولون: تفضلوا، خذوا. وهذا إيمان، فآمنوا بالله وأطاعوه في هذه القضية.
وقوله: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ [البقرة:85] أي: بالملايين، فالمفاداة ليست دائماً بالأشخاص، إنما تكون بالأموال، فلو يبيع قميصه ولا يترك اليهودي أسيراً تحت مشرك، أبداً، لا حياة عندنا إذا سكتنا عن هذا، فهكذا كانوا، وما زالوا.
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ تبيحون قتله وإخراجه من داره لا بأس، وإذا أسر تفاديه بأموالك ولو تجوع الدهر كله، فهذا إيمان ببعض وكفر ببعض.
وهيا نطبق هذه الآية على المسلمين كيف حالهم؟
نضرب مثلاً: أهل القرية صائمون إيماناً بالله ولا يصلون، ويصلون تلك الصلاة ولا يزكون، فهذا إيمان ببعض وكفر ببعض وإلا لا؟! أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ .
ثم قال: فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [البقرة:85]. الله أكبر! عجب هذا القرآن، أسألكم بالله: هل هناك أذل وأخزى من المسلمين؟ لا إله إلا الله! فما توعد بعذاب النار ولا ولا، لا إله إلا الله! خزي، هل هناك أذل من العرب والمسلمين؟ لا سيما أيام الاستعمار فقد كانت أذل المخلوقات، وإلى الآن ما زال خزيهم واضحاً، لا ينكره عاقل أبداً.
قال: إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وسببه أننا نعمل ببعض الشريعة ونترك بعضها كأننا أحرار، أو نعترض على الله، فالذي يناسب هوانا وشهواتنا نفعله، والذي يتعارض معها نتركه، والله لو يسمع المؤمنون بهذا وهم في مجلس لتمرغوا على الأرض، لكن ألف سنة والقرآن يقرأ على الموتى، ويقرأ على العبرة أن هذا في اليهود، والمدرس لهم يقول: هذا في اليهود، ولا يلفت النظر إلى أن هذا هو واقعنا نحن، واليهود انتهوا.
قال: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [البقرة:85] إذاً فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ [البقرة:85].
فمن يقول بأنه مؤمن يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وأنه من أهل الجنة، فهذا الكلام باطل باطل باطل، فالنسبة لا تغني شيئاً، وإن أردت أن تصدقني فانظر إلى من يقول: إني شبعان والبطن مملوءة، فأنا معي في جيبي ألف ريال وأنت ليس عندك شيء، فهل ينفع هذا الكلام؟ لا ينفع.
قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ [البقرة:85] من يردهم؟ الله، إلى أين؟ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ [البقرة:85] أي: أقساه وأمره، فما هو عذاب الخزي في الدنيا أو الفقر فيها.
ما الطريق وكيف نبلغها؟ دلونا يرحمكم الله.
الطريق هو أن نؤمن الإيمان الحق، ونطلب الله في بيته، فنأتي إليه بأطفالنا ونسائنا ورجالنا، ونعكف في بيته وأكفنا إليه، وأصواتنا تتضرع بين يديه، وكل ليلة وطول الحياة حتى ينقذنا، وليس معنى هذا فقط أن نكتفي بالبكاء فمن أين تأتي الدموع إذا القلب قاسي؟ فلا بد من تلقي الكتاب والحكمة كما نتلقاها الآن، والكتاب والحكمة هي قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فتنمو المعارف وتفيض أنوارها على القلوب وعلى الجوارح، ونصبح حقاً أحياء، وهذا هو الطريق.
وأنا موقن لو أن أهل إقليم التزموا ما قلت، فلا نفارق بيت الله كل ليلة، والله ليأتين أمراؤهم ومسئولوهم ويجلسون معهم.
فالأمير أو الضابط -كما يقولون- يلتفت لا يجد أحداً فيسأل: أين ذهب الناس؟ فيقال له: في بيت الله. فيقول: لم؟ فيقال له: من أجل الرحمة الإلهية. فييأس ويقول: خليهم، ثم والله ليأتين ويصبح يسبقهم، ويعين له مكاناً يجلس فيه.
فإذا ما نحن تعرفنا إلى الله فعرفنا وعرفناه، واطرحنا بين يديه، فرفعنا وأصبحنا علماء ربانيين؛ أولياء، فلو كادنا أهل الأرض لن يستطيعوا أن يزلزلوا أقدامنا.
فإن قالوا: يا شيخ كيف تقول هذا؟
نقول: غزا جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة غزوا بلاد الروم، فاستقبلهم الروم بمائتي ألف مقاتل، وهم ثلاثة آلاف، فثلاثة آلاف يقاتلون مائتي ألف، ومع هذا نصرهم الله. بل قال إمامنا الأعظم صلى الله عليه وسلم: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر )، فخرج من المدينة باثني عشر ألفاً بعد أن تجمع روم أوروبا بكاملها يزحفون، فما إن وصل تبوك حتى أيسوا، وصدرت القرارات الجمهورية والحاكمة: لا فائدة من قتال محمد فاتركوه، وعاد بسلام مع رجاله إلى المدينة.
كذلك المؤامرة التي تمت منذ ثلاث سنوات لإطفاء نور الله، فمن صرفها؟ الذي لا يقول: إن الله هو الذي صرفها فهو كافر، وليخرج من المسجد. فالله هو الذي صرف تلك المحنة وتلك المؤامرة التي كانت من أجل إطفاء نور الله، فلم يبق من يرفع رأسه بلا إله إلا الله.
ومعنى هذا: أيما مؤمنون صادقون يحتمون بحمى الله، ويقيمون دين الله، ويعيشون على نور الله لو كادهم أهل الأرض أجمعون فلن يستطيعوا أن يزلزلوهم، ولكن إذا فسقنا عن أمره، وخرجنا عن طاعته، وعبثنا بشرعه، وأخذنا البعض، وآمنا ببعض، فهذا يصلي وهذا يغني، فلنتهيأ ليسلط علينا أحقر الناس وأذلهم.
أما سلط الله اليهود على ألف مليون مسلم أو لا؟ ومن هم؟ اليهود. وكم عددهم؟
قالوا: خمسة ملايين بنسائهم وأطفالهم ورجالهم أذلوا العالم الإسلامي بكامله.
هل هذا منام أو يقظة؟!
قولوا: آمنا بالله، آمنا بالله، آمنا بالله.
ومن أصيب بفقر أو مرض فليفرح بذلك ويقول: رب هو الذي طهرني. فيتلذذ بالجوع، ويتلذذ بالبرد؛ لأنه يعيش مع الله، والله ليكونن في حال أطيب وأسلم وأسعد من حال الذي يتمرغ في الذهب والحرير. فإذا اتصل بالله، وعرف أن سيده هو الذي ابتلاه، والله لتكون حاله أسعد من أهل الدنيا. وصلى الله على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر