أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً.
وقد انتهى بنا الدرس إلى [ الفصل الرابع عشر: في الأضحية والعقيقة ] فهيا بنا نتعرف على الأضحية والعقيقة.
قال [ وفيه مادتان: المادة الأولى: في الأضحية ].
أولاً: التقرب إلى الله تعالى بها ] والتزلف إليه [ إذ قال سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] ] أي: تقرباً إلينا [ وقال عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] ] وهو الذبيحة يوم العيد [ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163]. والنسك هنا ] في الآية [ هو الذبح تقرباً إليه سبحانه وتعالى ] فقوله: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] أي: الذبح، وإن كان لفظ النسك يطلق على كل العبادات [ ثانياً: إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام؛ إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل، ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات:107].
ثالثاً: التوسعة على العيال يوم العيد، وإشاعة الرحمة بين الفقراء والمساكين.
رابعاً: شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:36-37] ].
[ المادة الثانية: في العقيقة: ]
وصلى الله على نبينا محمد وآله.
الجواب: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ويستحب من اليوم إلى نهاية ثلاثة أيام، وأنت في بيتك، وأنت ذاهب إلى المسجد، وأنت عائد إلى بيتك، فهذه أيام التكبير، وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة:203].
الجواب: لا يجوز إلا لأهل البيت، فلو كانوا خمسين تجزئهم الشاة، وما دمتم عاجزين فلا تشتركون؛ لأنه لم يؤذن لكم بالاشتراك، فقد ذبح عنكم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وجودكم.
الجواب: الأضحية في بلد أهله لامرأته وأولاده وأهله، فالمسافر لا يتعين عليه الأضحية، فلا يضحي في سفره وإنما يضحي في بلده.
الجواب: هذا وغيره مما أوجب الله تعالى علينا، فإذا رأينا منكراً واستطعنا أن نغيره بأيدينا غيرناه، وإن لم نستطع فلنقل بألسنتنا: يا عبد الله! أو: يا أمة الله! هذا منكر، فاتركيه، وإن عجزنا عن العمل والقول فننكر ذلك بقلوبنا، ولو لم نتكلم؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).
الجواب: لا يجوز، فلا تترك سنة الرسول وتشريعه وتعمل بهواك، فلا تتصدق بهذا المال وتترك الذبح، فهذا لا يجوز، فإن كان قادراً فيذبح ويتصدق، ولا يعطل الأضحية المشروعة التي هي سنة الرسول ويقول: أنا قد تصدقت بهذا المال.
الجواب: إذا كان في بيت وفيه أمه أو أخوته وأخواته يضحي، وإذا كان شاباً عزباً ليس عنده بيت يسكن فيه فلا يضحي.
الجواب: لما تعين الموعد والوقت بعد صلاة العيد فباقي الأيام الأخرى ليس فيها صلاة عيد، فيذبح متى تهيأ له في الليل أو في النهار.
الجواب: أيام التشريق هي الثلاثة بعد العيد، فهذه الأيام يجوز فيها ذبح الأضحية.
الجواب: نعم. ( من صلى الصبح وجلس في مصلاه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس وارتفعت قيد رمح وقام فصلى ركعتين كان له كأجر حج وعمرة كاملتين كاملتين ). وهذا فضل الله يعطيه من يشاء.
الجواب: الأضحية لا تكون إلا على حي، وإن أردت أن تتصدق يوم العيد فاذبح ما شئت وتصدق بما شئت، لكن الأضحية على الموجود الحي وليس على الميت.
الجواب: الأصوب أنك تدخل مكة إذا لم تكن من أهلها بعمرة، وإذا كنت من أهل مكة فلا عمرة عليك ولا إحرام، لكن إذا كنت من أهل المدينة وتريد أن تزور أقرباءك في مكة فادخل محرماً بعمرة.
الجواب: قد بينته، فقد اختلف هل هذا النهي للكراهة أو للاستحباب؟ فـمالك يرى أنه يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ من شعره ولا من ظفره، فالأمر واسع، سواء قلنا: مستحب، أو قلنا: مكروه، فلا نأخذ حتى نصلي العيد ونذبح الشاة.
الجواب: ليس هناك دعاء مشروع قط، ولا قال به أحد من الصحابة ولا الأئمة، ولكن المشروع السلام عليه صلى الله عليه وسلم كأنه بين يديك: السلام عليك رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، السلام عليك أبا بكر الصديق ! صفي رسول الله وثانيه في الغار ورحمة الله وبركاته، السلام عليك عمر الفاروق ! ورحمة الله وبركاته، كأنهم بين يديك في الروضة، ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في الروضة لم يكن أحد يجيء إليه يصلي ويسلم عليه ثم يدعو أمامه ويقول: توسل لي، لم يكن يفعل هذا أحد.
الجواب: هذه فرية وكذبة فيما أعلم، فما حدد لنا الرسول أين نذبح، فيجوز في البستان وفي الحوش وفي البيت وغيرها، والذبح في البيت قد يلطخ البيت ويفسده عليك، فإذا كان هناك حوش أو مكان واسع فاذبح فيه، والمهم أنه ليس عندنا في الشريعة مكان للذبح، فأي مكان يذبح فيه، وإنما فقط لا تؤذي الناس بذبحك.
الجواب: تأخذ الشعيرات فتضعها في كفة الميزان وتتصدق بقيمة وزنه ذهباً أو فضة، هذا هو الواجب، وليس بالشعر، ولا يوجد من يأخذ شعر الولد، فحتى أمه لا تأخذه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر