أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية، عقائد وآداب وأخلاق وعبادات وأحكام ومعاملات، وها نحن في كتاب الحج مع [ المادة الثامنة: في الإحصار].
والإحصار: من أحصر أي: مُنع من دخول مكة أو من الوقوف بعرفة، سواء كان ذلك بعدو أو بمرض ونحوه من الموانع القاهرة، وجب عليه أن يذبح شاة أو بدنة أو بقرة في المكان الذي منع فيه ووقف، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحصروا من دخول مكة بالحديبية فذبحوا ما معهم من الهدي هنالك، وكانوا يومئذٍ ألفاً وأربعمائة.
هذا هو الإحصار، ودليله قوله تعالى في كتابه العزيز: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] أي: تذبحونه.
وهنا لطيفة: فالجمهور على أن العمرة ليس لها طواف وداع، فطواف الوداع بالإجماع في الحج، أما طواف العمرة فلم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم -وقد اعتمر ثلاث عمرات- طاف طواف الوداع، فطواف الوداع في الحج، ومن طاف في عمرته له ذلك، فالطواف مستحب ومن أفضل العبادات، وإن فرغ من عمرته ولم يطف فله أن يسافر ولا حرج.
[فيأتي به في آخر ساعة يريد الخروج فيها من مكة المكرمة] يأتى بطواف الوداع في آخر ساعة يريد فيها الحاج الخروج من مكة المكرمة [بحيث إذا طاف لا يشتغل بشيء، بل يخرج من مكة مباشرة] هذا الأولى [وإن هو أقام زمناً لبيع أو شراء ونحوهما بلا ضرورة تدعو إلى ذلك أعادَ الطواف] من طاف طواف الوداع ثم جلس يشتغل ببيع أو شراء أو غيره أعاد طواف الوداع [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينفرن أحدكم )] أي: لا يخرجن [( حتى يكون آخر عهده بالبيت )] أما أن يطوف ويبقى ساعات فما ينبغي، لا بد من إعادة الطواف حينئذٍ.
كيفية الحج والعمرة، هي: أن يقلِّم من أراد الإحرام بأحد النُسكين أظافره، ويقص شاربه، ويحلق عانته، وينتف إبطيه، ثم يغتسلَ ويلبس إزاراً ورداء أبيضين نظيفين ويلبس نعلين] أن يقلم أظافره، ويقص شاربه، ما كان من الشعر الطويل في الشارب، ويحلق عانته، وهو الشعر الذي عند فرجه، وينتف إبطيه، ثم يغتسل ويلبس إزاراً ورداء أبيضين نظيفين ويلبس نعلين، تهيئاً للحج أو العمرة [وإذا وصل إلى الميقات] سواء كان من أهل الشرق أو الغرب، المهم ميقات بلاده [صلى فيها فريضة أو نافلة] إذا وافق الفريضة صلى الفريضة، وإذا كانت الفريضة لم تجب بعد صلى نافلة [ثم نوى نسكه قائلاً: "لبيك اللهم لبيك حجاً"، هذا إن أراد الإفراد، وإن أراد التمتع قال: "لبيك اللهم لبيك عمرة"، وإن أراد القران، قال: "لبيك اللهم لبيك حجاً وعمرة"، وله أن يشترط على ربه فيقول: (إن محلي من الأرض حيث تحبسني)، فإنه إذا حصل له مانع حال بينه وبين مواصلة الحج أو العمرة كمرض ونحوه تحلل من إحرامه ولا شيء عليه] لا هدي ولا صيام [ثم يواصل التلبية رافعاً بها صوته في غير إجهادٍ، إلا أن تكون امرأة فإنها لا تجهر بها، ولكن لا بأس أن ترفع صوتها بقدر ما تسمع رفيقتها معها.
ويستحب له أن يدعو ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما فرغ من التلبية] كلما فرغ من التلبية حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا [كما يستحب له أن يجدد التلبية كلما تجددت حاله من ركوب أو نزول أو صلاة، أو ملاقاة رفاق] إذ كان الرجل يمشي من الميقات سبعة أيام أو ثمانية حتى يصل إلى مكة [وينبغي أن يكف لسانه عن غير ذكر الله تعالى، وبصره عما حرم الله عليه، كما ينبغي أن يكثر في طريقه من البر والإحسان رجاء أن يكون حجه مبروراً، فليحسن إلى المحتاجين، وليتبسم هاشاً باشاً في وجوه الرفاق، مليناً لهم الكلام، باذلاً لهم السلام والطعام، وإذا وصل مكة استحب له أن يغتسل لدخولها] فقد كانوا يغتسلون لدخول مكة [وإذا وصلها دخلها من أعلاها، وإذا وصل إلى المسجد الحرام دخله من باب بني شيبة، أي: باب السلام، وقال: بسم الله وبالله وإلى الله، اللهم افتح لي أبواب فضلك، وإذا رأى البيت رفع يديه، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبراً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبراً. الحمد لله رب العالمين كثيراً، كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، والحمد لله الذي بلغني بيته ورآني لذلك أهلاً، والحمد لله على كل حال. اللهم إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام وقد جئتك لذلك، اللهم تقبل مني، واعف عني، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت] كان السلف الصالح يقولون هذا كله [ثم يتقدم إلى المطاف متطهراً مضطبعاً] والاضطباع: أن يكشف عن كتفه الأيمن [فيأتي الحجر الأسود فيقبله أو يستلمه -إذا استطاع- أو يشير إليه إن لم يمكن تقبيله ولا استلامه، ثم يستقبل الحجر ويقف معتدلاً ناوياً طوافه قائلاً: بسم الله، والله أكبر. اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ في الطواف جاعلاً البيت عن يساره راملاً (أي مهرولاً)، إن كان في طواف القدوم] أما طواف الإفاضة والوداع لا هرولة فيه [وهو يدعو أو يذكر أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يحاذي الركن اليماني فيستلمه بيده، ويختم الشوط بدعاء: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار] يختم كل شوط بهذا الدعاء [ثم يطوف الشوط الثاني والثالث هكذا، ولما يشرع في الشوط الرابع يترك الرمل] أي: الهرولة [ويمشي في سكينة حتى يتم الأربعة الأشواط الباقية، فإذا فرغ أتى الملتزم ودعا باكياً خاشعاً] والملتزم ما بين الحجر الأسود والباب [ثم يأتي مقام إبراهيم فيصلي خلفه ركعتين يقرأ فيهما بالفاتحة والكافرون، والفاتحة والصمد] الركعة الأولى بالحمد لله وقل يا أيها الكافرون، والثانية بالحمد لله وسورة الصمد [ثم بعد الفراغ يأتي (زمزم) فيشرب منه مستقبل البيت حتى يروى، ويدعو عند الشرب بما شاء، وإن قال: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء فحسن، ثم يأتي الحجر الأسود فيقبله أو يستلمه، ثم يخرج إلى المسعى من باب الصفا تالياً قارئاً قول الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]. حتى إذا وصل إلى الصفا رقيه -وهو الجبل- ثم استقبل البيت وقال: الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ثم ينزل قاصداً (المروة) فيمشي في المسعى ذاكراً داعياً إلى أن يصل إلى بطن الوادي المشار إليه الآن بالعمود الأخضر، فيخب مسرعاً إلى أن يصل إلى العمود الأخضر الثاني، ثم يعود إلى المشي في سكينة ذاكراً داعياً مصلياً على النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يصل إلى (المروة) فيرقاه -أي: الجبل- ثم يكبر ويهلل ويدعو كما صنع على الصفا، ثم ينزل فيسعى ماشياً إلى بطن الوادي فيخبّ ويهرول، ولما يخرج يمشي حتى يصل إلى (الصفا) فيرقاه ثم يكبر ويهلل ويدعو، ثم ينزل قاصداً (المروة) فيصنع كما صنع أولاً حتى يتم سبعة أشواط بثمان وقفات: أربع على (الصفا) وأربع على (المروة)، ثم إن كان معتمراً قصر شعره وحل من إحرامه وقد تمت عمرته، وكذا إن كان متمتعاً بالعمرة إلى الحج فقد تمت عمرته بمجرد فراغه من السعي وتقصيره من شعره، وإن كان مفرداً أو قارناً وقد ساق الهدي وجب عليه أن يبقى على إحرامه حتى يقف (بعرفات) ويرمي جمرة العقبة يوم النحر، وعندئذٍ يتحلل، وإلا فله أن يفسخ حجه إلى عمرة ويتحلل] له ذلك، دخل مفرداً فيحول إلى عمرة كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [وإذا كان يوم التروية ثامن ذي الحجة أحرم بنية الحج على النحو الذي أحرم فيه بعمرته، إن كان متمتعاً، وأما المفرد أو القارن فإنهما على إحرامهما الأول. وخرج ملبياً إلى (منى) ضحىً ليقيم بها يومه وليلته فيصلي بها خمس أوقاتٍ، حتى إذا طلعت الشمس من يوم (عرفة) خرج من (منى) ملبياً قاصداً (نمرة) بطريق ضب، فيقيم بها -أي: بنمرة- إلى الزوال، ثم يغتسل ويأتي المسجد مصلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيصلي مع الإمام الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، فإذا قضيت الصلاة ذهب إلى (عرفات) للوقوف بها، وله أن يقف في أي جزء منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف ).
وإن وقف عند الصخرات في أسفل جبل الرحمة، وهو موقف الرسول صلى الله عليه وسلم فحسن، وله أن يقف راكباً أو راجلاً أو قاعداً يذكر الله تعالى ويدعوه حتى تغرب الشمس ودخل جزء من الليل يسير، أفاض في سكينة ملبياً إلى مزدلفة بطريق المأزمين فينزل بها وقبل أن يضع رحله يصلي المغرب ثم يضع رحله ويصلي بها العشاء ويبيت بها حتى إذا طلع الفجر صلى الصبح وقصد المشعر الحرام ليقف عنده مهللاً مكبراً داعياً، وله أن يقف في أي مكان من (مزدلفة)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وقفت هاهنا وجمع -أي: مزدلفة- كلها موقف ) حتى إذا أسفر الصبح وقبل طلوع الشمس التقط سبع حصياتٍ ليرمي بها جمرة (العقبة) ويندفع إلى (منى) ملبياً، وإذا وصل محسِّراً -وادي- حرك دابته أو سيارته وأسرع في سيره نحو رمية حجر، ولما يصل إلى منى يذهب رأساً إلى جمرة (العقبة) فيرميها بسبع حصيات يرفع يده اليمنى حال الرمي قائلاً: الله أكبر، وإن زاد: اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً فحسن، ثم إن كان معه هدي عمد إليه فذبحه أو أناب من يذبح عنه إن كان عاجزاً، وله أن يذبح في أي مكان شاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ).
ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، وإلى هنا فقد تحلل التحلل الأصغر فلم يبق محرماً عليه إلا النساء فقط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رمى أحدكم جمرة العقبة وحلق فقد حل له كل شيء إلا النساء )، فله أن يغطي رأسه ويلبس ثيابه، ثم يسير إلى مكة إن أمكن ليطوف طواف الإفاضة الذي هو أحد أركان الحج الأربعة، فيدخل المسجد متطهراً ويطوف على نحو طواف القدوم غير أنه لا يضطبع - لا يكشف عن كتفه- ولا يرمل، أي: لا يسرع في الأشواط الثلاثة الأولى، فإذا أتم سبعة أشواط صلى ركعتين خلف المقام، ثم إن كان مفرداً أو قارناً، وقد سعى مع طواف القدوم فإن سعيه الأول يكفيه، وإن كان متمتعاً خرج إلى المسعى فسعى بين (الصفا) و(المروة) سبعة أشواط على النحو الذي تقدم، فإذا فرغ من سعيه فقد تحلل كامل التحلل، ولم يبق محرماً عليه شيء؛ إذ أصبح حلالاً يفعل كل ما كان محظوراً عليه بسبب الإحرام، ثم يعود من يومه إلى منىً فيبيت بها، وإذا زاغت الشمس -أي: مالت من السماء- من أول يوم من أيام التشريق ذهب إلى الجمرات فرمى الجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد (الخيف) ورماها بسبع حصيات، واحدة بعد أخرى يكبر مع كل حصاة، ولما يفرغ من أمرها يتنحى قليلاً، فيستقبل القبلة يدعو بما يفتح الله عليه، ثم يسير إلى الجمرة الوسطى فيرميها كما رمى الأولى، ويتنحى قليلاً فيستقبل القبلة ويدعو، ثم يسير إلى جمرة (العقبة) -وهي الأخيرة- فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ولا يدعو بعدها؛ إذ لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم عندها، وينصرف، فإذا زالت الشمس من اليوم الثاني خرج فرمى الجمرات الثلاث على النحو الذي سبق.
ثم إن تعجل نزل من (مكة) من يومه قبل غروب الشمس، وإن لم يتعجل بات ليلته (بمنىً)، وإذا زالت الشمس في اليوم الثالث رمى الجمرات كما تقدم، ثم رحل إلى (مكة)، وإذا عزم على السفر إلى أهله طاف طواف الوداع سبعة أشواط، وصلى بعده ركعتين خلف المقام، وانصرف راجعاً إلى أهله وهو يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده] هذا هو الحج.
الجواب: أي: الذي ساق الهدي من المدينة معه وطاف بالبيت لا يحلق حتى يقف بعرفة ويأتي يوم الحلق في منى فيحلق ويذبح. هذا المفرد إذا ساق الهدي معه أو لم يسق فإنه لا يتحلل، لكن المتمتع ومن ساق الهدي معه هو قارن، فإذا طاف وسعى لا يحل له أن يحلق شعره حتى يذبح هديه، بل هذا عام في كل من ساق الهدي وهو مفرد أو قارن أو متمتع لا يقصر حتى يعود من عرفة.
الجواب: المحصر هو من منع من دخول مكة، أو من دخول عرفة، وحكمه أنه يجب عليه أن يذبح ويتحلل ولا شيء عليه، فمن أحصر أي: منع بالقوة من دخول مكة أو من الوقوف بعرفة لا يتحلل حتى يذبح، ويذبح في المكان الذي منع فيه، وإن أرسله إلى مكة كان أفضل.
الجواب: نقول: ليس عليها هذا، إن كان تركها لطواف الوداع لعلة من العلل فلا شيء عليها أبداً، وإن كان باختيارها وقدرتها وأبت أن تطوف فعليها ذبح شاة أو صيام عشرة أيام، ما تعوضه بعد سنة أخرى.
فطواف الوداع إن عجز عنه العبد أو تركه ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه، لكن إن تركه عمداً وهو قادر على ذلك فعليه هدي.
الجواب: من أين أتاك هذا الوسواس يا بني؟!
لفظ الصلاة: ( من صلى في مسجدي ) لم يقل: من صلى علي فالصلاة بألف صلاة، فمن صلى الفريضة أو النافلة في المسجد النبوي فأجره بألف صلاة، أما من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة فإن الله يصلي بها عليه عشراً، ومن صلى عشراً صلى الله بها عليه مائة، وهكذا المائة بألف، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المرة الواحدة بعشر، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً ) وحينئذ تكون النسبة واضحة، فالمليون بألف مليون.
الجواب: لا طواف وداع لها، ولا شيء عليها؛ لأنها معذورة بعذرها، ولا حرج.
الجواب: صيامها كله فضل، فرقتها أو تابعتها، أنت مأجور عليها، المهم أن تصوم ستة أيام من شوال.
الجواب: ذلكم الثواب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم للأذان، إذا سمعت المؤذن فقل مثلما يقول وأنت في بيتك أو في دكانك، إلا إذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم إذا فرغ المؤذن صلّ على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية، فإذا صليت قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته. إن قلت هكذا وجبت لك الشفاعة المحمدية.
السائل يقول: هل نقول هذا في الإقامة؟
الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الأذان لم يقل في الإقامة، فمن قاله في الأذان وجبت له الشفاعة، يشفع الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم لينقذه من النار ويدخله الجنة.
الجواب: لا شيء عليك.
الجواب: هذه سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، لكن إذا ركعنا ثم رفعنا قائلين: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، هل نضع أيدينا على صدورنا؟ هذا هو السؤال.
الجواب: إذا كنت تطيل القيام بعد الرفع من الركوع، فمن السنة أن تضع يديك على صدرك حتى تفرغ، وإذا كنت تكتفي بـ(ربنا لك الحمد) فليس هناك وقت لأن تضع يديك على صدرك، ولهذا أكثر كتب الفقه لا تذكر هذه القضية؛ فهم يذكرون السنن والواجبات: (سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد) ويسجد، فكيف يضع يديه؟!
لكن من كان على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول كان يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مل السماوات وملء الأرض ومل ما بينهما ومل ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) -هذا في دقيقة- فيحسن عندها أن يضع يديه على صدره.
الجواب: إذا جامع قبل الأذان ولو بدقائق حتى بدقيقة لا شيء عليه، أما أن يجامع بعد الأذان فعليه كفارة وعليها كذلك أيضاً إلا إذا كانت مكرهة، والكفارة هي: صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً إن عجز، لكن إن كان يجامع وقد أذن المؤذن فإنه يسحب نفسه ويخرج منها ولا حرج.
الجواب: لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز الطواف بقبورهم، وإنها والله لبدعة منكرة، لم يشرع الله الطواف إلا لبيته فقط، فمن طاف بقبر أو بضريح حتى لو كان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ابتدع بدعة منكرة، وتجاوز ما حدد الله له، فبدل أن يطوف بالبيت طاف ببقاع أخرى، فلا يحل، وحرام ولا يجوز أبداً، ولولا وجود هيئة تحمي الحجرات الشريفة والله لطاف العوام بها؛ لأنهم يطوفون بقبور الأولياء في بلادهم، فلا يحل الطواف ببيت ولا قبر ولا شجرة ولا مكان أبداً إلا بالبيت العتيق، قال تعالى: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29]، ليس هناك طواف إلا بالبيت.
الجواب: يعني: استقرض ريالات واعتمر بها، يجوز ولا حرج.
الجواب: هذا لو كان الرسول موجوداً لسألناه، فهو الذي قال: ( نساء كاسيات عاريات رءوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات )، فالكاسية العارية المتبرجة الضائعة الفاجرة مكشوفة الرأس وعليه القبة كسنام البعير هؤلاء ساقطات هابطات لا يصلين ولا يصمن.
الجواب: لا شيء عليه، إذا كان ساهياً أو جاهلاً. أما إن كان متعمداً فلا يجوز، لا بد أن يطوف وراء الحجر.
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم صلى مع أصحابه في مسجده هذا على النجاشي لما بلغه نبأ وفاته، صلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عشرات أو مئات على النجاشي لما بلّغهم الرسول أنه توفي، وقد بلغه ذلك بالوحي.
الجواب: لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز، أين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تطلب منه أنت الشفاعة؟!
فقبل وفاته تقول له: ادع الله لي، ادع الله أن يجعلني ممن تشفع فيهم، لكن بعد وفاته -وهو في الدرجات العلى في المقام الأعلى في الملكوت الأعلى- كيف تقول له: يا رسول الله! ادع الله لي! لن يدعو لك، فالدعاء عبادة للأحياء لا للأموات.
الدعاء عبادة: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فلا تقل: يا رسول الله! ادع الله لي بالشفاعة، أو سل الله لي الشفاعة، فهذا خطأ، ومن كلام الجهال ولا يصح، ولا ينفعك أبداً، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أولاً: أحبه أكثر من نفسك.
ثانياً: آمن به أنه رسول الله.
ثالثاً: أطعه فيما يأمر وينهى.
رابعاً: صل عليه ما استطعت ولو في اليوم ألف مرة.
وأخيراً: إذا أتيت مسجده زائراً فقف على قبره الشريف وسلم عليه وعلى صاحبيه.
هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: إن شئت بعد السلام من الفريضة، وأفضل من هذا تأخيرها إلى الضحى حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح، فلك وقتان أحدهما أفضل من الثاني، وكونك تخليها إلى الضحى هو أفضل، فيجوز لك بعد السلام من الفريضة؛ إن كان لك أشغال لا تستطيع أداءها وقت الضحى، فتصليها بعد السلام ولا حرج؛ لأن الوقت ما زال وقت نافلة.
الجواب: يجوز أن تؤخر طواف الإفاضة إلى اليوم الثالث، فإذا طفت طواف الإفاضة وكنت مسافراً أغناك عن طواف الوداع؛ لأنك خرجت وكان آخر عهدك بالبيت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلا حرج في ذلك.
الجواب: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )، فإذا جاء الحاج وقد أحرم ناوياً التوبة، طالباً لها من الله، نادماً على ذنوبه وفسقه وفجوره ودخل في هذه العبادة فإنه لا يخرج منها -والله- وقد بقي عليه ذنب، أما إذا دخلها والمخمرة في بلاده تشتغل، وبنك الربا يشتغل له، فلا ينفعه ذلك، فلا بد عندما يأتي للحج أن يتوب إلى الله، عن أي ذنب كان يفعله ويتخلى عنه، حينئذٍ يكون لا فسق ولا فجور ولا رفث، فإذا تم حجه يعلم أن الله قد غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
الجواب: هذا كافر، كيف يترك الصلاة والصيام والعبادة ويفسق ويفجر ويستهزئ بالإسلام ويسخر ويقول: سأقول: لا إله إلا الله؟!! والله ما يقولها، فلا يقدر على قولها إلا مؤمن صادق الإيمان، وإنما من كان كافراً ثم أسلم ثم توفاه الله فإنه يدخل الجنة ويغفر له كل تلك الذنوب من الكفر؛ لأنه كان كافراً ثم أسلم وتاب، أما من يدعي الإسلام ويقول: لا أصوم ولا أصلي ويكفيني قول: لا إله إلا الله وأدخل الجنة، فنقول له: لا تستطيع أن تقولها، فليس كل واحد يقولها، وكم من فاسق وفاجر مات ولم يقلها، هذه نظرية فاسدة، فمن مات وآخر كلامه لا إله إلا الله وفقه الله لذلك لما يعلم الله ما في قلبه من النور، فيدخل الجنة بإذن الله تعالى، وبإخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا نقول: على المسئولين أن يجعلوا طلبة علم في المستشفيات يطوفون بالأَسِرة والذي يجدونه عند الوفاة يلقنونه لا إله إلا الله؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )، وهكذا طوال العام، فلا يموت أحدنا إلا وقد لقن لا إله إلا الله، وهذا فيه خير كبير، ولا نقول كما قال هذا الموسوس: إنه يفجر ويفسق حتى إذا جاء الموت قال: لا إله إلا الله!! فإنه لا يقوى عليها ولا يستطيع أن يقولها، بل يحرمها.
الجواب: إن استطعت أن تقضي الصيام فاقضه بحكم أنك مسلم، وأن تركك للصلاة ما أخرجك من الإسلام إذا كنت تعتقد ما قال الله والرسول، والصلاة كذلك إن شئت تقضيها فاقضها ولا حرج، وإن لم تقدر على ذلك فأكثر من النوافل يعوضك الله عنها.
الجواب: الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة حتى للمرأة، ليس هناك فرق بين المرأة والرجل، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة في مسجدي ) سواء كان يقوم بها رجل أو امرأة، لكن صلاة المرأة في بيتها أفضل، أي: بألف وكسر، والرجل كذلك صلاته النافلة في بيته بألف وكسر أفضل منها في المسجد النبوي، فصلاة الرجل في بيته أفضل منها في المسجد، أي: النافلة. وأفضل معناها بألف وزيادة، فإذا كنت تصلي النافلة في بيتك كما أرشد إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فإنك تأخذ الألف وزيادة ولا حرج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر