حدثنا محمد بن طريف قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن أبي سبرة النخعي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: (كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله! لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني) ].
هذا فيه انقطاع، فهو ضعيف؛ لأن محمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس ، لكن له شاهد يدل عليه، أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى معناه في العقيدة الواسطية.
قوله: (حتى يحبهم لله ولقرابتي) يعني: آل البيت، فأهل البيت تجب محبتهم، ويحب الترضي عنهم، وموالاتهم، ومن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس رضي الله عنهم قال المحقق: إسناده ضعيف، ومحمد بن كعب القرظي لم يسمع من العباس بن عبد المطلب فروايته عنه مرسلة.
يعني: فيكون منقطعاً.
قال: وأبو سبرة النخعي كوفي يقال اسمه: عبد الله بن عابس ، قال ابن معين : لا أعرفه، ولم يوثقه سوى ابن حبان ، ففيه جهالة حال في أحسن أحواله.
وتكون هذه علة ثانية أيضاً، وهي جهالة عبد الله بن عابس أبو سبرة ، فمع الانقطاع تكون فيه علتان، لكن له شاهد.
قال: ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن محمد بن كعب روايته عن عباس يقال: مرسلة، رواه الإمام أحمد في مسنده.
وله شاهد رواه الترمذي : (أن
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال: لا يؤمن العبد حتى يحبهم لله ولقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين، و
وهذا ضعيف، بل باطل؛ لأنه موضوع، والعلة فيه من شيخ المؤلف عبد الوهاب ، فقد قيل: إنه وضاع يضع الحديث، ومعناه باطل؛ لأن فيه: أن العباس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين إبراهيم، والخلفاء الأربعة أفضل من العباس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فهو حديث باطل سنده ومتنه.
حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال للحسن : (اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه، قال: وضمه إلى صدره) ].
وهذا الحديث ثابت، أخرجه الشيخان، وفيه فضل الحسن رضي الله عنه، وهو من أهل البيت، ومن سادات شباب أهل الجنة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف -وكان مرضياً- عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب
وهذا فيه أبو الجحاف وهو متكلم فيه.
قال المحقق: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ورواه النسائي في المناقب عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم عن سفيان به.
قال: وحسن العلامة الألباني رحمه الله إسناده في صحيح سنن ابن ماجة .
قال في التقريب: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي بضم الموحدة والجيم مولاهم أبو الجحاف بالجيم وتشديد المهملة، مشهور بكنيته، وهو صدوق شيعي ربما أخطأ.
قوله: ربما أخطأ، يعني: قليل، فيكون حسن الحديث، وكونه يتشيع تشيعه قليل.
ولا شك أن محبة الحسن والحسين من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهما لابد أن يكون في قلبه مرض.
قال المحقق: وأخرجه أحمد من طريق سفيان عن سالم بن أبي حفصة ، وسالم من غلاة الشيعة أيضاً، وإن قال ابن حجر في التقريب: صدوق في الحديث، فإنه على ما حققناه في تعقباتنا عليه ضعيف.
فهذا الضعيف يمكن أن يكون شاهداً، والعمدة ليست عليه بل العمدة على الحديث، والحديث حسن، والمعنى صحيح: فمن أحب الحسن والحسين فلا شك أن هذا من محبة أهل البيت، وأن هذا من الدين والإيمان.
وقال: إسناده ضعيف، وسعيد بن أبي راشد مجهول، ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد حسن رجاله ثقات.
ولكن معنى الحديث صحيح؛ فـالحسين رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آل البيت، وحبه دين وإيمان وقربة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله ].
قال المحقق: سعيد بن أبي راشد مقبول من السادسة.
يعني: أنه مقبول إذا توبع.
وحديث يعلى بن مرة يدور على سعيد بن أبي راشد ، وعلى كل حال يكون الحديث حسناً، والمعنى صحيح، وله شواهد.
وهذا فيه صبيح مولى أم سلمة متكلم فيه، لكن المعنى صحيح، فلا شك أن من حاربهم وعاداهم فهو محارب للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال في التقريب: صبيح مصغراً مولى أم سلمة ، ويقال: مولى زيد بن أسلم ، مقبول من السادسة.
يعني: مقبول إذا توبع، يعني: قد يكون الحديث حسناً بشواهده.
وبعد الحديث السابق جاء في المطبوع: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله.
ولا معنى لها غير هذا الحديث؛ إذ لم يذكره المزني في التحفة ولا البوصيري في مصباح الزجاجة، ولا علاقة له بهذا الحديث.
وعلى كل حال يعني زيادة السند.
والمؤلف لم يذكر حديث: (
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن
هذا الحديث ضعيف؛ لأن هانئ بن هانئ يضعف في الحديث، وعمار بن ياسر رضي الله عنه معروف فضله فإنه من السابقين إلى الإسلام، ومن الذين أوذوا في الله.
وهذا الحديث أيضاً كسابقه ضعيف من أجل هانئ بن هانئ ، وفيه عنعنة الأعمش وعنعنة أبي إسحاق .
قوله: (ملئ
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى ح وحدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا جميعاً: حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
وهذا الحديث لا بأس بسنده، وفيه فضل عمار رضي الله عنه، وأنه يختار الأرشد من الأمرين.
حدثنا إسماعيل بن موسى وسويد بن سعيد قالا: حدثنا شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، قيل: يا رسول الله! من هم؟ قال
هذا الحديث فيه ضعف من قبل شريك بن عبد الله النخعي القاضي ؛ لأنه ساء حفظه بعد أن تولى القضاء، وشيخه أبو ربيعة منكر الحديث، لكن هؤلاء الصحابة العلماء لهم فضلهم: سلمان وأبو ذر والمقداد رضي الله عنهم أجمعين.
وهذا لا بأس بسنده، وعاصم بن أبي النجود لا بأس به، قال المحقق: إسناده صحيح؛ عاصم بن بهدلة بن أبي النجود عندنا ثقة كما حققناه في تعقباتنا على تقريب الحافظ ابن حجر ، وباقي رجاله ثقات.
ولا شك أن هؤلاء تقدم إسلامهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أول هذه الأمة إسلاماً، ثم أبو بكر الصديق وعمار ، ولا شك أن عماراً ممن أوذي في الله، وكذلك أمه رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك بلال .
وهذا لا بأس بسنده، وكان بلال قد هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هارباً من مكة إلى الطائف.
ومما ورد في فضائل سلمان حديث: (
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم : أن شاعراً مدح بلال بن عبد الله فقال: بلال بن عبد الله خير بلال، فقال ابن عمر : كذبت! بل بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بلال ].
وهذا من إنصاف عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وبلال بن عبد الله بن عمر، وهو الذي هجره أبوه عبد الله بن عمر لما روى له حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)، فقال ابنه بلال : والله! لنمنعهن، فأقبل عليه عبد الله وسبه سباً قبيحاً، وهجره، وقال: أقول لك: قال رسول الله: (لا تمنعوا إماء الله) وتقول: والله! لنمنعهن؟ ثم هجره فحين قال الشاعر: بلال بن عبد الله خير بلال، قال له عبد الله: كذبت! هناك بلال خير منه وهو بلال مؤذن النبي عليه الصلاة والسلام، وهو خير من بلال بن عبد الله بن عمر ، وهذا من كذب الشعراء، كما قال تعالى: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [الشعراء:224]، ومن إنصاف عبد الله بن عمر ؛ فإنه أخبر بالواقع.
حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال: (جاء خباب إلى عمر رضي الله عنه فقال: ادن؛ فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار ، فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون) ].
فرضي الله عنه، وهذا الأثر لا بأس بسنده، ولا شك أن خباباً رضي الله عنه أوذي في الله وكان من الصادقين.
وهذا لا بأس بسنده، وهو حديث عظيم فيه فضائل هؤلاء الصحابة الثمانية رضوان الله عليهم.
فكل واحد له ميزة تميزه، فـأبو بكر اشتهر بالرحمة، وعمر اشتهر بالشدة في الدين، وعلي اشتهر بالقضاء، ومعاذ بن جبل اشتهر بالعلم بالحلال والحرام، وأبو عبيدة أمين هذه الأمة، وهذه فضائل عظيمة لهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
في حديث ابن عمر الذي ذكرناه قبل أنه هجر ابنه بلالاً، فإذا كان الهجر لله فيجوز أكثر من ثلاث، حتى يتوب، فيهجر العاصي حتى يتوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع لما تخلفوا عن غزوة تبوك هجرهم خمسين ليلة.
أما إذا كان الهجر من أجل الدنيا فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، هذا إذا كان من أجل الدنيا ومن أجل حظ النفس، أما لأجل الدين فيهجر حتى يتوب من معصيته.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مثله، عند ابن قدامة غير أنه يقول في حق زيد : وأعلمهم بالفرائض ].
و زيد بن ثابت رضي الله عنه كان عنده علم بالفرائض، وكان من أهل العلم بالفرائص والعناية به.
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من
في هذا الحديث عثمان بن عمير وهو ضعيف، تكلموا فيه، فالحديث ضعيف من أجله، لكن الحديث له شواهد، فهو حسن، ولهذا اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الغبراء هي: الأرض، والخضراء هي: السماء.
والحديث له شواهد كما ذكرنا، قال المحقق: إسناده ضعيف، فـعثمان بن عمير ويقال: ابن قيس البجلي أبو اليقظان الكوفي ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث.. منكر الحديث، كان شعبة لا يرضاه، وقال ابن عدي : رديء المذهب، غال في التشيع، يؤمن بالرجعة.
نسأل الله العافية، والرجعة معناها: أن علياً يرجع، وهذا معناه أنه رافضي.
لكن الحديث له شواهد، وقد اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والحديث أخرجه الترمذي أيضاً وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
قال المحقق: وليس في هذه الطرق المتقدمة ما يصح إسناده، فالحديث ضعيف، ولا بأس من الاعتبار به في الفضائل.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وفي الباب عن أبي الدرداء وابن أبي شيبة والبزار والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان
عن بلال بن أبي الدرداء عنه، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد ، ولكن أخرجه أحمد من طريق شهر بن حوشب عن عبد الله بن غنم عنه، وشهر ضعيف، يعتبر به في الشواهد والمتابعات.وهذه كلها شواهد تشهد له، ولعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اعتمد هذا الحديث من أجل هذه الشواهد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر