إسلام ويب

وصايا لقمان كما وردت في القرآنللشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقمان عبد صالح من نوبة السودان، آتاه الله الحكمة، حكى الله سبحانه عنه في القرآن أنه أوصى ابنه جملة وصايا متنوعة، وقد كانت الوصية الأولى نهيه ابنه عن الشرك بالله؛ ذلك لأن الشرك بالله ظلم عظيم، ثم أوصى ولده بأن يراقب الله سبحانه؛ لأن الله لا تخفى عليه خافية، ثم أوصاه بالصلاة كون الصلاة صلة بين العبد وربه.
    الحمد لله، والعاقبة الحسنى لمن اتقى الله، والصلاة والسلام على خاتم أنبياء الله محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وجميع من آمن به واستن بسنته واهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فيا معشر الأبناء والإخوان! أحييكم جميعاً بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    اختار الأبناء عنوان هذه الكلمة: وصايا لقمان لابنه، على الأب والابن السلام، وعليكم أنتم أيضاً السلام.

    من هو لقمان ؟ لقمان : عبد سوداني من نوبة السودان، هاجر من السودان إلى فلسطين، وقد كان في زمن نبي الله داود عليه السلام، وسماه نبينا: بالعبد الصالح، في حديث معروف؛ سببه لما نزل قول الله تعالى من سورة الأنعام: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]، فضج أصحاب رسول الله، وهالهم مثل هذا الحكم الإلهي، فقالوا: ( أينا لم يخلط إيمانه بظلم يا رسول الله؟ فقال لهم: ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟ )، فأعلمهم أن هذا الذي في الآية: هو خلط الإيمان بالشرك، لا بمجرد المعصية والإثم.

    والشاهد منه في قوله: (ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح)، فمن هنا ليس لأحدنا أن يقول بنبوة لقمان ، ولا أن يقول بعدمها، ونكتفي بهذا الذي اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول: لقمان العبد الصالح، فإن كان نبياً فهو العبد الصالح، وإن كان غير نبي فهو العبد الصالح؛ لأن إثبات النبوة بدون علم كنفيها خطر، إنه الكفر، فهو العبد الصالح.

    مما يؤثر: أنه وقف على داود عليه السلام وهو ينسج درعاً، وقد علمه الله صنعة الدروع ونسجها، واقرءوا لذلك قول الله تعالى: وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ [الأنبياء:80].. الآية فوقف ينظر، فهمّ أن يسأل داود: لماذا هذا؟ فأدركته الحكمة فصمت، وبقي ينتظر حتى فرغ داود عليه السلام من نسج درعه، ثم أخذ يقيسه على جسمه، وأثناء ما يدخلها في جسمه قال: نعم لبوس الحرب أنت، فعرف لقمان أنها من أجل الحرب، وأنها آلة من آلات الحرب، فقال الكلمة التالية وهي من حكمه عليه السلام: الصمت حكمة، وقليل فاعله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087505790

    عدد مرات الحفظ

    772735541