إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (194)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم إعطاء زكاة الفطر لإمام القرية وهو ميسور الحال

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها الإخوة في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم بتحية الإسلام الخالدة التي نستهل بها لقاءنا المتجدد مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي يسعدنا أن نلتقي به وأن يكون ضيف لقائنا في هذه الحلقة من برنامج نور على الدرب ليتولى سماحته مشكوراً الإجابة على رسائلكم التي تحمل أسئلتكم واستفساراتكم، وأولاً نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.

    الشيخ: حياكم الله بارك الله فيكم.

    ====

    السؤال: هذه أول رسالة في البرنامج وصلت من المستمع فضل محمد أحمد سوداني مقيم في مكة المكرمة بالزاهر.

    السؤال الأول في رسالته يقول فيه:

    هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لإمام القرية وإن كان ميسور الحال وليس فقيراً معدماً، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن زكاة الفطر قد شرعها الله مواساة للفقراء والمحاويج وطعمة للمساكين، فإذا كان إمام قرية ميسور الحال عنده ما يكفيه فإنه لا يعطى زكاة الفطر، أما إن كان راتبه أو مقرره لا يكفيه لكثرة عائلته فلا بأس أن يعطى زكاة الفطر.

    1.   

    الوقت المحدد شرعاً لاغتراب الرجل عن زوجته

    السؤال: السؤال الثاني في رسالة الأخ فضل محمد أحمد السوداني يقول فيه: ما هو الزمن المسموح به شرعاً في الاغتراب عن الزوجة أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: ليس في هذا حد محدود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى عن عمر رضي الله عنه أنه حدد بستة أشهر للجنود، وهذا من اجتهاده رضي الله عنه لما شاور ابنته حفصة في ذلك، فإذا تيسر للمسافر أن يقتصر على هذه المدة -ستة أشهر- هذا حسن، وإن رجع إلى أهله في أقل من ذلك فهذا أولى وأحوط؛ لأن هذا العصر عصر الغربة والأخطار فيه كثيرة ليس مثل عصر الصحابة رضي الله عنهم، فعصرنا الآن فيه التبرج الكثير وتبذل النساء وكثرة الشباب المنحرف وجلساء السوء، فالذي ينبغي للمؤمن أن لا يطول السفر وأن يرجع إليها بين وقت وآخر قريب كشهرين أو ثلاثة أو أقل من ذلك إذا أمكنه ذلك، فإن شق لطول السفر وبعد المسافة فلا حرج إن شاء الله ولو أكثر من ستة أشهر، إذا دعت الحاجة إلى ذلك كونه يدرس الطب ويدرس الهندسة في بلاد بعيدة أو يدرس العلم الشرعي أو نحو ذلك، فعليه أن يتحرى ما أمكنه قصر الوقت؛ لأن هذا أقرب إلى السلامة، والله المستعان.

    1.   

    حكم سب الدين والرب

    السؤال: الرسالة التالية وصلت من الأخ الذي رمز إلى اسمه بـ(ح.ع.س.) من عمان الأردن، الرسالة تحتوي على العديد من الأسئلة، والسؤال الأول يقول فيه:

    سب الدين أو الرب -أستغفر الله رب العالمين- هل من سب الدين وغيره يعتبر كافراً أو مرتداً وما حكمه، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة متفشية بين بعض الناس في بلادنا، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات، وهكذا سب الرب عز وجل، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان من سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر في البلد، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح هو أنه يستتاب لعل الله يمن عليه بالهداية فيلتزم الحق ولكن لا مانع من تعزيره، ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذا، هذا هو الصواب الذي قاله جمع من أهل العلم تعزيره ولو استتبناه وقبلنا توبته لكن يعزر عن إجرامه العظيم وإقدامه على هذه الكبيرة العظيمة نسأل الله العافية.

    وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل بكل حال وهو قول قوي لكن استتابته اليوم أولى إن شاء الله مع التأديب المناسب والسجن المناسب حتى لا يعود إلى هذا المنكر، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن سب الدين وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الرب عز وجل من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بهذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] نسأل الله العافية.

    1.   

    مدى صحة تفريق القاضي بين الزوج وزوجته إذا غاب الرجل سنة أو أكثر عن زوجته

    السؤال: السؤال الثاني في رسالة الأخ (ح. ع. س) من الأردن يقول فيه: هل صحيح ما نسمع من أن المرأة الغائب عنها زوجها مدة سنة أو أكثر يحق للقاضي التفريق بينهما، حتى ولو أن مالاً وعقاراً تنفق منه على حوائجها الشرعية، ما حكم الإسلام في ذلك، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: ليس هذا صحيحاً، بل من غاب عنها زوجها وطالبت بالفراق فالقاضي ينظر في الأمر، هل يكاتب زوجها لعله يحضر أو يعرض عذره ويعرف أسباب طلبها الفراق، ولا تجوز العجلة بقبول قولها مطلقاً، لا ليس لهذا أصل، ولكن متى غاب عنها وطلبت الفراق ينظر في أمرها وفي أمره ويكون القاضي في ذلك على اهتمام وعلى عناية بالأسباب التي أوجبت طلبها الفراق وبالأسباب التي يوجب الفراق، وهو يجتهد ويتحرى الحق وينظر ما قاله أهل العلم ويتوصل في الأدلة ويحكم بعد ذلك.

    1.   

    حكم سماع الأغاني عبر الراديو أو التلفزيون

    السؤال: السؤال الثالث في رسالة الأخ (ح. ع. س) من الأردن يقول فيه: هل سماع ومشاهدة الأغاني من الراديو أو التلفزيون حرام في الإسلام في بعض الأوقات من ليل أو نهار أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: نعم، سماع الأغاني والملاهي حرام في الإسلام، كما قال الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] و(لهو الحديث) قال أكثر العلماء: إنه الغناء، ويضاف إليه أيضاً أصوات الملاهي كالطنبور والعود والكمان وشبه ذلك، فهي كلها تصد عن سبيل الله وتقسي القلوب وتمرضها.

    وأخبر الرب عز وجل أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال، من أسباب استكبار العبد عن سماع كتاب الله، والقلب إذا أمر بالأغاني وكثر سماعه لها فإنها تصده عن الحق وتسبب له أمراضاً خطيرة وتثاقل عن طاعة الله ورسوله وعن سماع القرآن والمواعظ، حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) أخبر أنه يكون في آخر الزمن قوم يستحلون المعازف وهي محرمة، والمعازف: الأغاني وآلات اللهو، والله المستعان.

    1.   

    أثر سب الزوجة لزوجها ودينها على بقاء عصمتها مع الزوج

    السؤال: السؤال الرابع في رسالة الأخ (ح. ع. س) من الأردن يقول فيه: هل المرأة المسلمة إذا سبت زوجها أو دين زوجها أصبحت طالق في الشرع كما نسمع من أكثر الناس أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: إذا سبت زوجها لا تكون طالقاً ولكن عليها التوبة إلى الله واستسماح زوجها، فإذا سمح عنها فلا بأس، وإن سبها مثلما سبته قصاصاً لا يزيد على ذلك فلا بأس، وإن سمح عنها فهو أفضل، لأن الله يقول: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة:237] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً).

    أما سبها لدين زوجها وهو مسلم فهذا كفر نسأل الله العافية، إذا كان مسلماً وهي مسلمة وسبت دين زوجها هذا سب للإسلام نعوذ بالله، فلا يتساهل معها بل تؤدب وتضرب على هذا العمل السيئ وتستتاب، فإن تابت عن عملها السيئ وإلا وجب أن تقتل، وجب على ولي الأمر وقاضي البلد وأمين البلد يستتيبوها فإن تابت وإلا قتلت؛ لأن سب الدين وسب الإسلام من أعظم أنواع الكفر ومن نواقض الإسلام نسأل الله العافية، وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، سب القرآن.

    1.   

    بيان حقيقة الديوث

    السؤال: السؤال الخامس والأخير في رسالة الأخ (ح. ع. س) من الأردن يقول فيه: هل الديوث الذي يتكلم عما يجري بينه وبين زوجته في الخلوة الصحيحة، أم من هو الديوث بالشكل الصحيح في نظر الدين الإسلامي الحنيف جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الديوث: الذي يرضى بالفاحشة في أهله، يرضى أن تؤتى زوجته يرضى بأن تروح زوجته للزنا هذا هو الديوث الذي يرضى أن تؤتى زوجته وأن يزنى بها لقلة غيرته ولفساد غيرته ولضعف إيمانه أو عدم إيمانه، هذا يقال له: ديوث.

    أما الذي يتحدث عن حاله مع زوجته فهذا ماجن، وقد يكون فاسقاً بذلك ولكن لا يكون ديوثاً، إنما الديوث الذي يرضى بالفاحشة في أهله نسأل الله العافية.

    1.   

    كيف تتحجب المرأة وممن؟

    السؤال: الرسالة التالية وصلت من المستمع (م. ر. عبد الرب ) من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عدن، الرسالة تحتوي على العديد من الأسئلة: السؤال الأول يقول فيه: كيف تتحجب المرأة وممن؟ هل من جميع بدنها وهل يجب أن تظهر كفيها ووجهها لجميع المحارم، نرجو توضيح ذلك أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: المرأة تتحجب عن غير محارمها، عن جيرانها، بني عمها، أخي زوجها، أما محارمها فلا تتحجب عنهم، لا بأس أن يبدو وجهها وكفاها وقدماها لمحارمها كأخيها وعمها وخالها لا بأس، إنما التحجب عن الأجانب كابن عمها فإنه أجنبي ما هو بمحرم، وكزوج أختها وأخي زوجها وعم زوجها ونحو ذلك، هؤلاء عليها أن تحتجب عنهم وتستتر في وجهها وبدنها كله، لقول الله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وقال الله سبحانه في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] إلى آخر الآية، فهي مأمورة بالحجاب عن غير محارمها.

    1.   

    حكم من أدرك الإمام راكعاً

    السؤال: السؤال الثاني في رسالة الأخ (م. ر. عبد الرب ) من اليمن الديمقراطية يقول فيه: ما حكم من أدرك الإمام راكعاً هل أدرك الصلاة أم لا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تتم الصلاة بدون فاتحة الكتاب) أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: الصحيح أنه إذا أدرك الركوع أدرك الركعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل أبو بكرة الثقفي وهو راكع ركع معه دون الصف ثم دخل في الصف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بقضاء الركعة، فدل ذلك على أنه معذور، وهذا يخصص قوله صلى الله عليه سلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) هذا في حق الإمام والمنفرد، والمأموم القادر على الصحيح، أما المأموم العاجز الذي جاء وقد فاته قيامه والإمام راكع فإن الصحيح أنه يجزئه الركوع وتتم ركعته وهذا قول الأئمة الأربعة: أبي حنيفة و مالك والشافعي وأحمد وجمهور أهل العلم، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها لا تجزئ وأن عليه القضاء، ولكن الصواب أنها تجزئه، هذا هو الأرجح، وبهذا يكون معذوراً لأنه ما أدرك القيام، وهكذا لو نسي ولم يقرأها أو تركها تقليداً لبعض العلماء القائلين بأنها لا تجب على المأموم فإن صلاته صحيحة.

    1.   

    حكم الضم بعد القيام من الركوع

    السؤال: السؤال الثالث يقول فيه: بعض العلماء يقول: إن الضم في الصلاة سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، والبعض الآخر يقول: إنه بدعة -أي: الضم بعد القيام من الركوع- أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: الضم سنة حال القيام في الصلاة قبل الركوع وبعده، هذا هو الصواب، ومن قال: إنه بدعة فقد غلط غلطاً بيناً، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

    وكذلك قال قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يمينه على شماله على صدره حال وقوفه في الصلاة) رواه أحمد بإسناد جيد، وهكذا روى البخاري في الصحيح عن سهل بن سعد من طريق أبي حازم قال: (كان الرجل يؤمر أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة) قال أبو حازم : ولا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على أن القائم في الصلاة يضع يمينه على شماله، وهذا يعم القيام قبل الركوع وبعده، وهذا هو الصواب.

    1.   

    حكم الزواج بامرأة لا يعلم أتصلي أم لا

    السؤال: السؤال الرابع في رسالة الأخ (م. ر عبد الرب ) من عدن يقول فيه:

    شاب مسلم يريد الزواج من فتاة لا يعلم هل تصلي أم لا ؟ هل يجوز ذلك الزواج وما حكم ذلك، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: لابد أن يتثبت في الأمر؛ يسأل عنها أهل الخبرة، فإن الزواج من الكافرة لا يجوز، والله سبحانه يقول: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10] ومن ترك الصلاة كفر على الصحيح من أقوال العلماء، ولو كان مقراً بالوجوب، إذا تركها تهاوناً وكسلاً كفر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

    فإذا كانت لا تصلي لا يتزوجها، وأما إذا عرف أنها تصلي وجيدة يتزوجها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فذات الدين مطلوبة.

    1.   

    ولاية الأب الملحد على ابنته

    السؤال: السؤال الخامس يقول فيه: شاب مسلم يريد الزواج من فتاة مسلمة، ولكن أباها دائماً يتعاطى السكر وملحد، هل يجوز عقد ذلك الأب لابنته أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: إذا كانت مسلمة فلا بأس أن يتزوجها الشاب المسلم، لكن لا يكون أبوها ولياً لها إذا كان ملحداً كافراً شيوعياً أو إباحياً كافراً، فإنه لا يكون ولياً لها ولكن يزوجها أخوها إن كان لها أخ طيب أو عمها أو ابن عمها أو ابن أخيها إذا كان لها أقارب طيبين مسلمين زوجها أقربهم إليها، فإن لم يوجد أحد غير الأب زوجها القاضي، يرفع الأمر إلى القاضي والقاضي يزوجها، إلا إذا وجد لها أقارب -غير الأب- مسلمون كأخ أو عم أو ابن أخ؛ الأقرب فالأقرب، الأخ أقرب ثم ابن الأخ ثم العم، الأقرب بعد الأب يزوجها.

    1.   

    إسدال المرأة شعرها على جبينها أثناء الصلاة

    السؤال: الرسالة التالية وصلت من المستمعة التي تقول بأن اسمها (إستبرق . ع. ز. ذ) العنوان: العراق- بغداد، الرسالة تحتوي على العديد من الأسئلة: السؤال الأول تقول فيه: هل يجوز إسدال الشعر على الجبين في الصلاة من المرأة، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: لا نعلم به شيئاً، لكن إذا أزالته وصار السجود على نفس الجبهة لعله يكون أحسن، وإن كان هذا يحتاج إلى تأمل؛ لأن الشعر عورة فلابد من ستره إذا سجدت عليه وهو مستور لابأس، أما إذا كان مكشوفاً فلا يجوز؛ لأن عليها أن تستر شعرها فهو عورة إذا كانت قد بلغت المحيض قد بلغت الحلم، فالواجب عليها ستر رأسها وأن لا يبدو منها إلا الوجه والكفان لابأس بهما أيضاً، وأما الشعر فيجب ستره لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) فعليها أن تستر شعرها وجميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، وإن سجدت على بعض الشعر وهو مستور مثلاً تحت خمار لها مستور بالخمار لا يضر، لكن ينبغي لها أن ترفعه عن وجهها وأن تسجد على الجبهة ويكون الشعر مستوراً هذا الواجب عليها، شرط في الصلاة.

    1.   

    حكم كشف المخطوبة شعرها للخاطب

    السؤال: السؤال الثاني في رسالة الأخت إستبرق من العراق تقول فيه: إذا تقدم الشاب لخطبة فتاة في هذه الحالة هل يجب أن يراها، وأيضاً هل يصح أن تكشف الفتاة عن رأسها لتبين جمالها أكثر لخاطبها أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: لا بأس لكن لا يجب بل يستحب، يستحب أن يراها وتراه؛ لأن هذا أقرب إلى الوئام، النبي صلى الله عليه وسلم أمر من خطب أن ينظر، فإذا كشفت له وجهها ويديها ورأسها فلا بأس على الصحيح، قال بعض أهل العلم: يكفي الوجه والكفان، ولكن الصحيح أنه لا بأس بكشف الرأس والقدمين أيضاً حتى يستكمل محاسنها، فلها أن تنظر إليه وله أن ينظر إليها؛ لأن هذا أقرب إلى يؤدم بينهما كما جاء به الحديث، ينبغي أن يكون هذا من دون خلوة بل يكون معهما أبوها أو أخوها أو امرأة أخرى، لا يخلو بها.

    1.   

    حكم الجهر في الصلاة السرية

    السؤال: السؤال الثالث في رسالة الأخت إستبرق من العراق تقول فيه: هل يجوز الجهر في الصلاة السرية أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: يجوز لكن السر أفضل، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في بعض الأحيان في السرية ويسمعهم الآية لكن الأغلب كان يسر عليه الصلاة والسلام، هذا هو السنة، الإسرار في السرية كالظهر والعصر، ولكن إذا جهر بعض الأحيان بعض الآيات هذا أفضل.

    1.   

    حكم وضع قطرة للعين ونزولها للبلعوم أثناء الصيام

    السؤال: السؤال الرابع في رسالة الأخت إستبرق من العراق تقول فيه: أثناء صيامي لشهر رمضان وضعت قطرة لعيني قبل وقت الإمساك ولم أكن أعلم أنها من المفطرات، وبعد أن علمت هذا من برنامجكم في إحدى الحلقات نسيت ذلك فوضعت القطرة ونزلت إلى البلعوم، شعرت بذلك عندما أحسست بشيء من المرار في فمي، فما هو حكم الشرع في ذلك، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران، والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم، إذا وصل طعم الكحل أو القطرة إلى الحلق قال بعض أهل العلم: إنه يفطر، والصحيح أنه لا يفطر؛ لأنها ليست منفذاً، العين ليست منفذاً لكن من قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف فلا بأس، وإلا فالصحيح أنه لا يفطر، القطرة في الأذن وفي العين والكحل في العين كل هذا الصحيح أنه لا يفطر الصائم؛ لأن العين ليست منفذاً.

    1.   

    حكم تختم الرجل بالذهب أثناء الخطوبة

    السؤال: السؤال الخامس في رسالة الأخت إستبرق من العراق جاء فيه: جاء تحريم لبس الذهب بالنسبة للرجال على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن في هذا الوقت أصبح هنالك تقليد هو أن يلبس الرجال حلقة من الذهب في الأصبع عندما يخطب المرأة وحتى بعد أن يتم زواجها منه، أرجو إعطاء حكم الشرع في ذلك ولكم الأجر والمثوبة من الله؟

    الجواب: هذا لا يجوز لبس الرجل الخاتم من الذهب لا عند الزواج ولا بعده ولا قبله ما يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم بالذهب في الأحاديث الصحيحة (ولما رأى في يد رجل خاتماً من ذهب نزعه وطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده) رواه مسلم في الصحيح.

    فهذا يدلنا على تحريم التختم بالذهب للرجال وأنه لا يجوز مطلقاً ولو كان في وقت الزواج أو قبله أو بعده.

    1.   

    حكم سماع المرأة المتدينة للأغاني العاطفية

    السؤال: السؤال السادس في رسالة الأخت إستبرق تقول فيه: أنا أقوم بواجباتي الدينية من الصلاة والصوم وقراءة القرآن بكل إخلاص، ومع ذلك أستمع للأغاني العاطفية والخالية من ذكر الخمر وما شابه ذلك من المحرمات، هل يصح لي ذلك أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: ثبتك الله على الخير، ونسأل الله لك المزيد من الخير، لكن ننصحك بأن لا تسمعي الأغاني مطلقاً؛ لأنها شر ولأنها تفضي إلى فساد كبير في القلوب، ونوصيك بسماع إذاعة القرآن فإن فيها الخير العظيم وسماع نور على الدرب وسماع الأحاديث النافعة المفيدة، أما سماع الأغاني فاتركيها واحذريها؛ لأن شرها كبير، وقد قال الله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] قال أكثر أهل العلم: إن لهو الحديث هو الغناء، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. وعبد الله بن مسعود هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن علمائهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).

    فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي الملاهي والأغاني، نسأل الله أن يحمينا وإياك من ذلك.

    1.   

    حكم الحلف بالطلاق ثلاثاً وعدم إنفاذه

    السؤال: الرسالة التالية وصلت من الأخ السيد نصر أحمد سعيد والأخ خالد أحمد علام من جمهورية مصر العربية ومقيمين بالأردن- عمان الرسالة تحتوي على موضوعين السؤال الأول يقول فيه: ما رأيكم في رجل حلف يمين طلاق واحد بالثلاثة على أخ مسلم آخر يعمل شيئاً ما ولكن الشيء لم ينفذ، فهل اليمين تعتبر نافذة على امرأته؟ وما حكم الإسلام إذا لم ينفذ بذلك اليمين في حد ذاته أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: إذا حلف الإنسان بالطلاق الثلاث على أن فلاناً يفعل كذا ويفعل كذا، كأن يقول: علي الطلاق بالثلاث أن تكلم فلاناً، علي الطلاق بالثلاث أن تصنع الوليمة الفلانية، علي الطلاق مثلاً أن تتزوج فلانة، فهذا ينظر في قصده، فإن كان قصده التلزيم والتأكيد وليس قصده إيقاع الطلاق، فهذا يكون حكمه حكم اليمين، فيه كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن عجز صام ثلاثة أيام، أما إن كان قصده إيقاع الطلاق إن لم ينفذ هذا الشيء فهذا يقع به طلقة واحدة على الصحيح، ويراجع زوجته إذا كان ما طلقها قبل هذا طلقتين.

    1.   

    حكم طلاق الغاضب

    السؤال: يضيف الإخوة السائلون في رسالتهم: ما حكم الإسلام في رجل حلف يمين الطلاق وهو غاضب؟ وهل يشترط سماع امرأته يمين الطلاق بإذنها أم لا أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: يختلف الأمر، إذا كان الغضب شديداً يشبه المجنون ما يعقل ما يقول، هذا لا يقع عند جميع أهل العلم، وطلاقه غير واقع لاغ؛ لفقد عقله.

    الحال الثاني: يكون غضبه شديداً، قد تملك عليه شعوره وملك عليه نفسه وقلبه ولا يستطيع التخلص من شدة الغضب بسبب المسابة بينه وبين زوجته أو بينه وبين أبيها مسابة أو مضاربة التي أوجبت شدة الغضب، فالصحيح أنه لا يقع.

    أما إن كان غضبه عادياً فإنه يقع، هذا هو الصواب في مسألة الغضب بهذا التفصيل، كما حرر ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وغيره، وكما حرر ذلك أيضاً أبو العباس ابن تيمية رحمة الله عليهما.

    1.   

    حكم زيارة القبور والأضرحة والتوسل بها

    السؤال: ما حكم الدين في زيارة القبور والتوسل بالأضرحة وأخذ خروف وأموال للتوسل بها كزيارة السيد البدوي والحسين والسيدة زينب أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: زيارة القبور نوعان:

    أحدهما: سنة ومشروع ومطلوب، وهو أن يزورها للدعاء لهم والترحم عليهم وذكر الموت وذكر الآخرة، هذا سنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها، وهذا للرجال خاصة لا للنساء.

    النوع الثاني: أن يزورها لدعاء أهلها والاستغاثة بهم أو للذبح لهم أو يولم بالذبائح، وهذا منكر وشرك أكبر نسأل الله العافية، ويلتحق بذلك أن يزورها للدعاء عندها والصلاة عندها والقراءة عندها، فهذا بدعة وغير مشروع، فصارت في الحقيقة ثلاثة أنواع:

    النوع الأول مشروع : وهو أن يزورها للذكرى والدعاء وتذكر الآخرة، هذه سنة.

    والثاني: أن يزورها للقراءة عندها أو الصلاة عندها أو الذبح عندها لله هذه بدعة.

    الثالث: أن يزورها ليذبح للميت ويتقرب إليه بالذبائح، أو ليدعوه من دون الله ليطلبه المدد أو الغوث والنصر، هذا شرك أكبر نسأل الله العافية، فيجب الحذر من هذه الزيارات الخبيثة.

    المقدم: أيها الإخوة باسمكم جميعاً نشكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد على هذا اللقاء في برنامج نور على الدرب الذي أجاب فيه سماحته مشكوراً على أسئلة الإخوة المستمعين: المستمع فضل محمد أحمد سوداني مقيم في مكة المكرمة، المستمع (ح. ع. س) من عمان المملكة الأردنية، المستمع (م. ر. عبد الرب ) من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عدن، المستمعة (إستبرق . ع. ز. ز) بغداد العراق، وأخيراً رسالة المستمع نصر أحمد سعيد والمستمع خالد أحمد علام من جمهورية مصر العربية ومقيمين في الأردن.

    أيها الإخوة الأكارم! شكراً لكم على حسن متابعتكم وإنصاتكم للبرنامج وإلى لقاء آخر إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768260750