أما بعد:
فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، التقوى سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، التقوى سبب الفوز في الدنيا والنجاة والفلاح في الآخرة.
معاشر الأحباب! في هذه الأيام نشهد مناسبات تثلج الصدور، وتطمئن القلوب، ألا وهي إقبال كثير من الشباب وانتقالهم من حياة العزوبة والتأيم إلى حال الزوجية والسكن والاطمئنان.
معاشر الأحباب! هذه ظاهرة يفرح بها كل مسلم، إذ إن الزواج لا شك إحصان لفروج الشباب، وغض لأبصارهم، ولكن ينبغي أن نذكر في المقابل شباباً يكتمون أناتهم وآهاتهم، ويحبسون غرائزهم رغبة في النكاح ولكن لا يجدون إليه سبيلاً، رغبة في الإحصان والعفاف، ولكن قلة ذات اليد، وظروف العيش بالنسبة لهم حال بينهم وبين ذلك، فهم على فئتين:
فئة آثرت أن تصبر وتحتسب حتى ييسر الله لهم من همهم فرجاً ثم يتزوجوا بعد ذلك.
والبعض الآخر لم يجدوا ولم يبالوا إلا أن يتوجهوا إلى بلاد الغرب ودول الإباحة؛ ليفرجوا عما يحبسونه من الغرائز في جوارحهم، ولا شك -أيها الأحباب- أننا وإن شهدنا هذه المناسبات الكثيرة في هذه الأيام إلا أننا نرى عوائق أخرى تحول بين الشباب وبين الزواج، وتجعلهم يبتعدون عن حياة السكن والاطمئنان، ألا وهي مشكلة غلاء المهور، تلك هي أكبر عامل يصد الكثير من الشباب عن الزواج، وتجعل المجتمع يميل ميلاً خطيراً عن جادة الصواب في الطريق الأمثل إلى تكوين الأسرة المسلمة، فإن غلاء المهور والمغالاة للصداق لهي المشكلة الثانية التي تأتي بعد سوء الاختيار أو الزواج من دول الخارج بلا مبالاة أو تقدير للعواقب والآثار، ومشكلة الغلاء بوجه عام نراها شبحاً مانعاً وإن قال البعض: إنها خفت شيئاً يسيراً، ولكنها والله ما زالت بحالها إلا في نوادر من بعض أهل البيوت الذين امتلأت قلوبهم مروءة وشهامة، وآثروا الكرامة والتقى لبناتهم ولمن يصاهرونهم على الرغم من تأخر البنات في كثير من المنازل بلا أزواج، وإلحاح البعض من البنات صراحة في طلب الزواج اعتباراً بسوء المصير الذي لحق من قبلهم، واعتبار البعض الآخر من الآباء والأولياء بعد أن رأوا الشقاء الذي جروه على بناتهم بسبب مغالاتهم لمهورهن، أو تأخير زواجهن لعل ذلك ابتغاء المزيد من الرواتب، والنفع المادي، وإن كان بعض أولئك يذكر نفسه بادعاء المحبة الخالصة لابنته، وعدم قدرة قلبه على فراقها، إلا أن الذي يجب أن يعرفه كل واحد منا أن تمام المحبة والمودة هي أن نسعى في زواج من هو تحت ولايتنا من بناتنا وأخواتنا، حتى ولو لم يأتِ خاطب يخطبها منا، فلنبحث نحن عن أزواج أكفاء، ولقد جاءت الآيات والأحاديث مبنية ومبينة وجوب أداء المهر والصداق وعدم المغالاة فيه، ومن ذلك قوله جل وعلا: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً [النساء:4] فالصداق إذاً هو للمرأة؛ هو لابنتك أو لأختك، هو للمرأة التي يراد لها أن تتزوج، أو يطلب الزواج منها، وليس المهر للأب والأم، أو للخال والخالة والعم والأقارب، وما يفعله الكثير من الناس هذا اليوم يقول: أريد مبلغاً وقدره كذا لأمها، وحاجة وقدرها كذا لأبيها، ومبلغاً آخر لخالها، هذه جريمة اجتماعية، والذين يقعون فيها يجدون غبها ولو بعد حين.
وقف بي شاب ذات يوم بعد صلاة الجمعة في هذا المسجد وسألني قائلاً: إنني أريد أن أقترض مبلغاً فلم أجد إلا رجلاً يداينني مداينة، ، فقلت: ما الذي يحدوك إلى ذلك؟ قال: الزواج، قلت: وهل تزوجت؟ قال: لقد خطبت ابنة قريب لي قد فرض علي من المهر مبلغاً وقدره (120000) ألف ريال فمن أين لي بهذا؟ قلت له: وماذا فعلت؟ قال: بدأت أقترض من فلان وعلان، أدفع راتباً إلى آخر، وأحرم نفسي ما أشتهيه حتى جمعت قرابة ثمانين ألفاً، وتدينت سيارة بأضعاف قيمتها، والآن بقي علي عشرين ألف ريال، ولقد أخبرني والدها إن لم آت وأكمل المهر فإنه سيزوجها برجل آخر، فكان لا بد من ذلك المسكين أن يذهب إلى والدها وأن يسلم له ما جمع بيده، فقال: زوجنيها، فعقد له عليها، فدخل بها، ولكن الأب أمسك البنت رهينة عنده حتى يؤدي باقي المهر والصداق، وقدره عشرون ألف ريال، قلت له: أليست زوجتك ؟ قال: نعم ؛ قلت: أوليست تحبك؟ قال: نعم، قلت: وما الذي يمنعك أن تأتي بها إلى مقر عملك هنا؟ قال: ولكن والدها يرفض حتى أكمل هذا المبلغ، ولم أجد إلا من يداينني عشرين ألفاً بستة وثلاثين ألف ريال. فهل هذا يجوز؟
فوالله ما أجد من نفسي دهشة أو تأسياً أو حزناً لشاب يريد إعفاف نفسه، وغض بصره، وإحصان فرجه، وبعد ذلك يقع في صهر كهذا، فبئست هذه المصاهرة ،فلم أجد بداً من أن أوجهه ما أستطيع، ولعل ذلك قد يجديه أو لا يجديه شيئاً ولكن المشكلة هي مشكلة ذلك الأب الذي جعل المرأة والبنت رهناً حتى يقدم ما بقي من الصداق. هذه صورة من الصور الاجتماعية الموجودة عندنا.
وإن البعض ليقدم مهراً ثلاثين ألفاً أو أربعين ألفاً، وبعد ذلك يرد عليه مهره؛ لأن هذا المهر لا يكفي للذهب، ولغرفة النوم، وللعطورات، وللملابس ولغير ذلك، فهل الزواج إلا رحمة وسكن أو مصيبة وشقاء، وهل المهر إلا لهذه البنت وحدها تشتري به ما تشاء وتقتصر على ما تشاء، وليس لأبٍ أن يرد زوجاً لقلة مهره.
يقول صلى الله عليه وسلم: (خير النكاح أقله كلفة) ويقول عمر بن الخطاب: [لا تغالوا في صدقات النساء؛ فإنها لو كانت مرغوبة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسولكم صلى الله عليه وسلم؛ فإنه ما أصدق أحداً من نسائه ولا أصدقت واحدة من بناته أكثر من خمسمائة درهم] أي: ما يعادل مائة ريال تقريباً، والفضلاء الكرماء من الرجال لا يؤثر قلة الصداق في نفوسهم شيئاً، وإنما جل مقصدهم أن يتصل خاطبهم بابنتهم في حالة تنبعث من المودة والمحبة، ألا وإن اعتذار بعض الأولياء في تزويج البنات من قلة الصداق جريمة من أعظم الجرائم التي يرتكبها ذلك الأب ، ولو أدرك قليلاً مما في قلب ابنته لوجد أنها تريد الزواج ولو على أدنى اليسير من لقمة العيش، ونحن في خطر ومصيبة حينما يقدم الكفء خاطباً فيرد لقلة ماله أو لقلة صداقه الذي قدم وما شابه ذلك؛ لأن الولي إذا وقف أمام الكفء في طريقه إلى الزواج من ابنته؛ فإنه بهذا يغلق طريق السعادة على ابنته لا قدر الله ذلك إن بقيت بلا زوج، أو تزوجها سفيه لا يبالي بالمرأة على أي ذنب سقطت تحت خشونته وعبثه.
ولقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (من آتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم) رواه الترمذي .
وليعلم أولئك الذين يردون الخطاب الأكفاء عن بناتهم لقلة المال أنهم حرموا أنفسهم وبناتهم خيراً كثيراً، ولو تمسكوا بأمر المال والمتاع من باب قوله جل وعلا: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ [النور:32] والأيامى: جمع أيم وهو الذي لا زوج له من بنت أو ولد: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32] لوجدوا أن الغنى أسرع ما يكون لمبتغي النكاح قاصداً لذلك الستر والعفاف والذرية الصالحة، ما رأيكم برجل أقسم الله على نفسه أن يعينه أترونه يحتاج إلى الناس وقد أعانه الله، أترونه يفتقر إلى العباد وقد أغناه رب العباد: (ثلاثة حق على الله عونهم: -ذكر منهم- الناكح يريد العفاف).
فاتقوا الله يا معاشر الأولياء ولا تردوهم من أجل مال.
أولها: الإسراف في وليمة النكاح التي تمد لها فرش الموائد مزينة بألوان الأطعمة ولذيذ أصنافها، ولا يؤكل منها إلا القليل ، وبعدها أترضى أن توزع على المستحقين والفقراء؟ لا والله، بل تقذف في الفضلات، حيث ترمى بين أنقاض التراب بعيداً في البرية،والآلاف من غيرهم يجوعون ولا يجدون ما يأكلون، وإن جاء بعد ذلك من يأكل منها بعد انصراف الضيوف عن الموائد فلن يأكل إلا أقل القليل، والباقي مصيره ما تعرفونه وتشاهدونه في كثير من الملاهي والحفلات، وإن زواجاً أوله وبدايته إسراف وتبذير في نعمة الله، واحتقار لقدرها في كتابه؛ لحقيق أن يعاقب بالفشل والفرقة في وقت قريب.
وإذا تأملتم -أيها الأحباب- في واقع الزواجات المتواضعة، ذات الصداق المتواضع الذي لا كلفة فيه ولا مشقة، ترونها تسير براحة وعدم إسراف وتبذير، وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لـعبد الرحمن بن عوف: (أولم ولو بشاة) معنى ذلك: دليل على بركة الاقتصاد في هذا النكاح، وسبيل إلى التوفيق والمودة بين الزوجين فيه، ولكن الأدهى والأمر أن يأتي عائل مستكبر لا يملك شيئاً من المال إلا يسيراً، وقد تدين ذلك المال من أهل المداينات، ثم يخطب امرأة ويطلب منه من المال الشيء الكثير، ومن ثم يوافق على المهر ؛ فيأخذ المهر على ما فوقه من الشروط والتكاليف، ويتم الزواج على ما يتم عليه في لحظة إسراف في الوليمة؛ فإذا انتهت أيام الولائم والأفراح وضع ذلك الزوج يده على خده، وثنى رأسه بين ركبتيه يتفكر في هم الديون العظيمة التي لحقته، فتنقلب حياته نكداً وشقاء عليه وعلى زوجته المسكينة الضعيفة، وإن من كرم الشمائل وتمام العقل أن ينظر الولي للمتقدم إلى ابنته؛ فإن قدَّم مهراً كثيراً رد عليه ما زاد عن المئونة المتواضعة والكافية لحاجة ابنته، لكي يكسب بذلك أجراً عظيماً من الله، ويكون أدعى للقرب منه، لما عرف من تواضعه وزهده، أما ما شاع بين الناس أن فلاناً أخذ على ابنته من المهر كذا، فليعلم أن الذي يرغب في مصاهرته بعد ذلك ويريد الزواج من بقية بناته أنه لا بد أن يقدم مهراً كالمهر الذي قدمه غيره أو ينافسه، وإلا فلا يقبل، وبها تبقى بناته واحدة بعد الأخرى في البيت لا نصيب لها بسبب ما جره صداق الزوج الأول، وقبول الولي لذلك الصداق دون مراعاة ودراسة لحال ذلك الذي قدمه.
نسأل الله جل وعلا أن يستر على بناتنا، اللهم لا تفضح لنا ستراً، ولا تكشف لنا عورة، واستر على بناتنا واجعلهن في كنفك وسترك وعافيتك من أيدينا أمانة إلى أزواجهم سعداء شرفاء، إلى قبورهم شهداء سعداء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى أزواجه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذ في النار.
معاشر الأحباب! إن مشكلة الغلاء هذه لمصيبة على الشباب والشابات، لمصيبة على الأولاد والبنات، ولا ندرك أثرها إلا يوم أن ينبت أول الشيب في رأس البنت، وبعد ذلك يندم ندماً عظيماً أن لو كان زوجها لذلك الفقير الذي لم يلبث سنوات قليلة إلا ورءاه قد أغناه الله من واسع فضله، لستم الذين ترزقون، الله وحده هو الذي يرزق: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا [هود:6] إذاً فلا نجعل فقر ذلك الفاضل أو قلة حاله سبباً لرده، أو قلة مهره سبباً لبعدنا عنه.
اعلموا يا معاشر الأحباب! أن ذلك قد يكون جريمة ينعكس على بناتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله!
سمعت مراراً أن رجلاً كان يرد عن ابنة له، فإذا تقدم الخاطب قال: هذا ليس من طبقتنا، وهذه عبارة كثيراً ما يرددها بعض الناس، هذا ليس عنده من المال ما يكفي لسعادة ابنتنا، يتردد الخطاب عليها واحداً تلو الآخر حتى جاوزت الثلاثين من عمرها، فلما اقتربت من الخامسة والثلاثين أينعت، وبعد أن أينعت ذبلت شهوتها وانكسر ذلك الشباب المتألق فيها، فاتجهت إلى الذبول رويداً رويداً، وأصابها مرض من الأمراض فاتجهت على هاوية الموت رويداً رويداً، طرحها ذلك المرض على الفراش أياماً وليالي وشهوراً، وانتهى بها ذلك المرض حول الأربعين إلى أن جاءتها سكرات الموت، وقبل ذلك وقف أبوها يبكي ولا ينفع البكاء حين ذلك، يعتذر لابنته ويشعر بجريمته يوم أن أوشكت هذه البنت أن تنتقل إلى الدار الآخرة، وقد حرمها نعمة الزواج، يسألها أن تحلله وأن تبيحه، فقالت: لا حلك الله ولا أباحك، وتشهدت وأسلمت روحها إلى بارئها، أترون ذلك الأب يعيش سعيداً إذا تذكر هذا المشهد، أو تذكَّر ذلك الموقف، وهو يرد عن هذه البنت المسكينة طمعاً في رواتبها؛ ويتعلل بأن من تقدم إليها ليس من طبقته أو ليس من أهل المال والثراء، هذه مصيبة ينبغي أن ننتبه إليها.
ثم اعلموا يا معاشر المؤمنين! أن عشرين ألف ريال أو خمسة عشر ألف ريال لشابٍ يسكن مع أهله لكافية في زواجه، هل من شرط الزواج أن ينام على غرفة نوم؟
لا والله، أي فراش على الأرض يكفي ذلك.
هل من شرط الزواج أن يقدم ملابساً بعشرة آلاف؟
لا والله، يكفي ما ستر العورة وما جمل الإنسان، وإن القليل القليل من ذلك المهر ليكفي.
هل من شرط الزواج أن يقدم وليمة تكلف عشرة آلاف ريال؟
لا والله، إذاً نحن الذين نعظم مشكلة الزواج، وإلا يوم أن نجد شاباً مستقيماً يعيش في كنف الله في بيت والده أو في سكن من السكن المهيأ له، أو نستطيع أن نساعده نحن في ذلك، فلنـزوجه، وينبغي أن نفاتح البنت عندنا: يا بنية! جاءك فلان بن فلان معه كذا من قليل المال والله يرزقه، والله يتولاه والله يرحمه ويرحمك معه، ولعل ذلك سبب السعادة بينك وبينه إن قبلت هذا الزوج ورضيت به في حياة تبدأ على أساس من القناعة والاقتصاد، وإن الكثير من البنات ليقبلن ويرضين ولكن الآباء والأمهات هم الذين يرفضون ويمتنعون، وبعد ذلك يتندمون إذا تعدت البنت ثلاثين أو أربعين سنة ولم تجد زوجاً، ومن ذا الذي يتقدم لبنت الثلاثين أو الأربعين والبيوت ملأى من البنات في سن المراهقة؟ من ذا الذي يتزوج هذه؟!
من ذا الذي يتزوج هذه ولو زوجة ثانية ومجتمعنا يرى أن الزواج من زوجة ثانية أمر غير مرغوب فيه؟!
أسال الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يدمر أعداء الدين، وأن يبطل كيد الزنادقة والملحدين الذين أدخلوا علينا التقاليد والعادات التي يريدون بها لشبابنا تغيراً ويريدون لبناتنا فتنة، ويريدون لمجتمعنا تفككاً.
اللهم من أراد بولاة أمورنا فتنة، وأراد بشبابنا انحلالاً، وأراد بنسائنا تبرج وسفور اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه، وأدر عليه دائرة السوء، وأرنا فيه يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف .
اللهم استر على ولاة أمورنا وانصرهم بالإسلام وانصر الإسلام بهم، اللهم أصلح بطانتهم، اللهم اجمع شملهم ،ولا تفرح عليهم عدواً ولا تشمت بهم حاسداً.
اللهم اجعل لنا من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية، ومن كل فاحشة أمناً، ومن كل فتنة عصمة.
اللهم زوج شباب المسلمين، اللهم بارك لهم في أزواجهم، اللهم استر على نساء المسلمين، ووفق شباب المسلمين، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين!
اللهم اغفر لنا ولموتانا الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك.
اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة، وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر