إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (29) - النوع الرابع والثلاثون في كيفية تحمله [1]

عرض كتاب الإتقان (29) - النوع الرابع والثلاثون في كيفية تحمله [1]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للقرآن الكريم أهمية عظمى عند المسلمين، فهو روح الروح، ولذلك اهتم العلماء بطريقة تحمله وأخذه، وذلك عن طريق السماع مشافهة، وتصح قراءة شخصين فأكثر على شيخ واحد في وقت واحد بشرط إدراك الشيخ ونباهته، وأفضل مرتبة للعرض على الشيخ أن يكون الطالب حافظاً لما يقرأ، فإن لم يكن فقراءة من المصحف؛ لأن الغرض هو إتقان قراءة القرآن.

    1.   

    في كيفية تحمل القرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

    أما بعد:

    فنبتدئ بكتاب الإتقان، في النوع الرابع والثلاثين في كيفية تحمله، يعني: في كيفية تحمل القرآن، ثم سيأتي النوع الخامس والثلاثون في آداب تلاوته وتاليه، وهو موضوع طويل، وفيه مسائل كثيرة مرتبطة بآداب القرآن، ولو نظرنا إلى الموضوعات الأربع التي مضت، وهذا الموضوع الذي هو في كيفية تحمله، وكذلك ما سيأتي في آداب القرآن يمكن أن تدمج تحت ما يتعلق بعلم الأداء، بدلاً من التطويل والتفصيل في علوم القرآن على هذه الشاكلة، ونحن لو فصلنا علوم القرآن بهذه الطريقة التي ذهب إليها السيوطي ، وكذلك ذهب إليها ابن عقيلة المكي بعده في تفصيل معلومات القرآن وجعلها علوماً فإنها ستكون كثيرة ولا حصر لها.

    في كيفية تحمل القرآن ذكر أول قضية في حفظ القرآن، وحكم حفظ القرآن وهو كغيره من الواجبات الكفائية، في أنه إذا حفظه بعض المسلمين سقط عن غيرهم.

    طرق تحمل القرآن الكريم

    أما أوجه التحمل فذكر أوجه التحمل عند علماء الحديث وهي: السماع من لفظ الشيخ، والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة، والإجازة، والمكاتبة، والوصية، والإعلام، والوجادة، والذي يمكن أن يتحقق من هذه الأنواع في التحمل في القرآن إما السماع من لفظ الشيخ، وإما القراءة عليه، ويدخل معها السماع عليه بقراءة غيره وهي قريبة من السماع من لفظ الشيخ.

    وربطنا الموضوع بالسماع؛ لأن القرآن يتلقى بالمشافهة، ولذا لا تصلح أنواع التحمل الأخرى في القرآن، إذ لا بد من السماع، سواءً سماع من الشيخ، أو سماع الشيخ من الطالب، فهاتان طريقتان الأغلب في عمل القراء منهما هي القراءة على الشيخ، ولو أردنا أن نؤصل القراءة من السماع، يعني: سماع الطالب من الشيخ فإنهم يؤصلونه بحديث جبريل عليه السلام في تلقي النبي صلى الله عليه وسلم القرآن منه، وكذلك في عرضه على جبريل ، أي: أن جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وكذلك حديث العرضة، وهو عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل ، وهو يدخل في النوع الثاني الذي هو القراءة على الشيخ، هنا ملحظ مهم وهو ما يتعلق بما يسمى اليوم بالقراءة النموذجية، بحيث أنه يطالب الأستاذ بأن يقرأ على طلابه قراءةً نموذجية، هذه القراءة النموذجية لا تنفع الطالب إلا إذا كان الطالب مدركاً للأحكام، فإذا كان مدركاً للأحكام فليس بحاجة إلى القراءة النموذجية، والدليل على ذلك الواقع، فأنك حينما تقرأ على الطلاب ثلاثة أسطر، وتقرأ فيها الأحكام، وتطلب من الطالب أن يقرأ، فلا يأتي بالأحكام، فستضطر تنبهه وتقول: هذا الحكم كذا، وهذا الحكم كذا، ثم يعرض مرةً أخرى، وأقصد من ذلك أن قراءة الشيخ على الطالب كانت قليلة عند الأئمة؛ لأنها ليست مثمرة، وإنما المثمر هو قراءة الطالب على الشيخ، وتصحيح الشيخ له، وهي التي جرى عليها العمل، وهي أغلب ما يؤخذ بطريق التلقين والإجازات، ومما وقع في ذلك وكان مشهوراً لكننا نذكر مثالاً: وهو ورش المصري لما جاء إلى نافع في المدينة، وأراد أن يقرأ عليه القرآن، وكان وقته وجيزاً، فلما طلب من نافع أن يقرأ وكانوا يحضرون إليه، والذي يحضر مبكراً يجلس قريباً منه، فحضر مبكراً وقرأ وكان الطلاب يعرفون حاله، فلما قرأ أعجب نافع بصوته، واستسمح الطلاب في أن يقرأ عليه فقرأ عليه القرآن كاملاً ثم ذهب، ويلاحظ قدر الله سبحانه وتعالى في أن هذا الشاب المصري يأتي ويعرض القرآن على نافع ، ثم تكون قراءته التي عرضها على نافع أحد القراءات المشهورة التي ثبتت وقرأ بها الناس، وكذلك من فوائد عرض ورش على نافع أن نعلم أن نافعاً رحمه الله تعالى قد أقرأ أهل المدينة بالقراءة التي يرويها قالون ، وهي التي ارتضاها، وأقرأ ورشاً بالقراءة الأخرى، لكن القراءة الأخرى التي يقرأ بها ورش ليست هي اختياره، وإنما سمع من ورش ، وبما أن قراءته صحيحة لم يفرض عليه، فنسبت إلى الإمام نافع ؛ لأن الإمام نافعاً كان له اختيار، فالاختيار هو قراءة قالون ، وأما قراءة ورش فإنه عرض عليه، وصح عنده ما عرض عليه ورش فتركه، ولم يلزمه بالقراءة التي يقرئ بها العامة، وهذه من الفوائد المرتبطة بالقراءات والتي قد تخفى على بعض من يقرأ في القراءات، ويحسن لمن يقرأ في تراجم القراء وطبقاتهم أن ينتبه لطريقة التلقي التي كانت تحصل عند هؤلاء، ولعله يأتي لها إن شاء الله موضع آخر.

    وأما القراءة الجماعية فكان يستخدمها بعض القراء، مثل ابن الجزري كما سيأتي وذكر هنا أنه كان يقرأ الآية ثم يعيدها الطلاب عليه دفعةً واحدة، هذه أحد الطرق الصحيحة التي تجعل القراءة منضبطة، والطالب الذي يقرأ وعنده نشاط تجده ينضبط مع القراءة، وهي جيدة.

    والسبب في هذه القراءة الجماعية أن ابن الجزري لما قدم القاهرة ازدحمت عليه الخلق، قال: ولم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها دفعةً واحدة، فلم يكتف بإسماعهم، وإنما أسمعهم ثم سمع منهم.

    قراءة شخصين على شيخ في وقت واحد

    قال: [ وتجوز القراءة على الشيخ ولو كان غيره يقرأ عليه في تلك الحالة ].

    وهذه مسألة عينية لا تحصل لكل أحد، وضابط الجواز فيها أولاً: الإدراك، بمعنى أنه يقرأ ثلاثة على الشيخ في آن واحد ويستمع لهم، ويرد على خطأ هذا، وعلى خطأ هذا، وعلى خطأ هذا، وهذا ضابطها إنما هو الإدراك، فمن أتي قدرةً في هذا فيجوز له، ومن لم يؤت مثل هذه القدرة فلا يجوز له، ولا أن يشتغل بشيء غيره، ولهذا الأستاذ أحياناً لما ينشغل مثلاً بقراءة ورقة، والطالب يقرأ قد تفوت عليه ملاحظات على الطالب كثيرة؛ بسبب انشغاله، وهذا هو الغالب الأعم في الناس، وأما ما يحكيه هنا فهو من النادر.

    القراءة على الشيخ من المصحف

    ثم ذكر القراءة من الحفظ، يعني هل القراءة من الحفظ شرط أو يكفي من المصحف؟ لكن الذي اشتهر أنه من الحفظ، ولكن لو قرأ من المصحف لجاز؛ لأن الغرض في التلقي راجع إلى ضبط القراءة.

    مراتب تحمل القرآن

    فتكون المراتب ثلاثاً: أن يكون ضابطاً للحفظ ضابطاً للقراءة فهذه المرتبة الأولى.

    أو يكون ضابطاً للقراءة غير ضابطٍ للحفظ فهذه المرتبة الثانية.

    أو يكون مخلاً بهما معاً فهذه مرتبة دنيا، ولكن المقصد أنه بالحفظ أولاً مع الإتقان للقراءة، فإن لم يحصل له الحفظ فلا أقل من الإتقان؛ لأن الإقراء والتصحيح مرتبط بتصحيح الألفاظ، وليس بتصحيح الحفظ، فالتشديد في مثل هذا فيه نظر وإن كان عمل القراء اليوم وقبل اليوم على هذا أنه لا يجاز إلا الحافظ، وإذا قرأ على الشيخ من المصحف فيعطيه الشيخ إجازة قراءة، ولا مانع من الإشارة إلى أنها إجازة إقراء دون الحفظ، ولا إشكال في ذلك، ولا شك أن هذا مخالف مخالفة شديدة لما عليه القراء، ولا يقبلونه، ولكن نحن ننظر إلى الهدف ما هو؟ فما دام الهدف هو ضبط القراءة فالحمد لله.

    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756671524