إسلام ويب

شرح الفتوى الحموية [3]للشيخ : خالد بن عبد الله المصلح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما كانت طريقة الخلف مبنية على مقدمات خاطئة، كانت النتيجة التي وصلوا إليها: الحيرة والشك، لذلك نرى كثيراً منهم اضطرب في آخر أمره ورجع إلى منهج السلف، وأخبر أنه سيموت على عقيدة أمه، وبهذا نعلم عظمة ما كان عليه السلف من علم ومعرفة بالله سبحانه، ونعلم سوء ما عليه الخلف من تخبط وجهل وحيرة.

    1.   

    فساد النتيجة التي وصل إليها الخلف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين. وبعد:

    فإن الشيخ رحمه الله استمر في بيان ضلال طريقة الخلف وخطورتها فقال رحمه الله تعالى:

    [ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة] الآن الشيخ رحمه الله يبين ضلال هذه النتيجة التي وصل إليها الخلف متعددة، فأولها وأبينها وأظهرها في إبطال هذه الطريقة: أنها لا تؤدي إلى العلم والحكمة، قال رحمه الله: [كيف يكون هؤلاء المتأخرون -لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين- الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم، وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه مرامهم].

    إذاً: أول استدلال استدل به الشيخ رحمه الله على إبطال هذه الطريقة هو: النظر إلى ما أوصلته طريقتهم وبدعتهم التي يقولون: إنها أعلم وأحكم، فإنها لم توصلهم إلا إلى اضطراب وضلال وحيرة، وجهل بالله سبحانه وتعالى، فإذا كانت كذلك فإنها طريقة ضالة لا توصل إلى المقصود، بخلاف طريقة السلف التي توصل إلى العلم، والحكمة، والخشية، وكمال العبادة.

    نقف على إبطال هذه النتيجة التي توصلوا إليها وأول ما ذكر شيخ الإسلام هو الاستدلال بحال هؤلاء على إبطال طريقتهم، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم في الدنيا والآخرة.

    1.   

    شهادة كبار علماء الكلام على بطلان طريقتهم

    قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: [ وهذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة. كيف يكون هؤلاء المتأخرون -لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين- الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم، وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:

    لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم

    فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم

    وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم، كقول بعض رؤسائهم.

    نهاية إقــدام العـقول عقــال وأكثر سعي العالمين ضـلال

    وأرواحنا في وحشة من جـسومنا وحاصـل دنيانا أذى ووبال

    ولم نستفد من بحثنا طول عــمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

    لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن؛ أقرأ في الإثبات: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، وأقرأ في النفي: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]،وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ].

    مازال الكلام في هذه المقدمة المباركة حول تقرير صحة مذهب السلف وبيان بطلان ما سلكه الخالفون من الخلف؛ فيما غايروا فيه طريقة السلف وخالفوهم فيه في باب أسماء الله تعالى وصفاته، فذكر الشيخ رحمه الله بطلان طريقة الخلف، وأنها لا توصل إلى علم، وأن قولهم: (إن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم)، غير صحيح، وأن ما وصل إليه هؤلاء وما حصلوه من سعيهم وسبيلهم وطريقهم ضلال، فقال رحمه الله: (كيف يكون هؤلاء المتأخرون -لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين- الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم)، ثم ساق من الأقوال التي نطقوا بها وتكلموا بها واستشهدوا بها على بيان سوء حالهم، وأنهم لم يصلوا بعد سعيهم ونظرهم إلا إلى ضلال وعطب، فيكون هذا دليلاً على بطلان طريقتهم.

    وأما قوله رحمه الله (من المتكلمين) فالمتكلمون: هم كل من تكلم في أسماء الله وصفاته بما يخالف الكتاب والسنة، فهذا ضابط أو تعريف ينتظم المتكلمين.

    وذكر الشيخ رحمه الله نقولاً منها: النقل الأول والثاني وما سينقله أيضاً، وكلها تبين سوء حال هؤلاء وسوء عاقبتهم، فقال رحمه الله بعد ذلك: (وأقروا على أنفسهم بما قالوه) يعني بما أخبروا به مما حصلوه (متمثلين به) أي: منزلين تلك الأقوال على حالهم، (أو منشئين له) أي: إنهم قالوا قولاً مبتدعاً في بيان سوء عاقبتهم، وأنهم لم يصلوا في بحثهم وطلبهم معرفة الله عز وجل إلى شيء.

    شهادة الرازي على بطلان طريقة أهل الكلام

    ثم قال نقلاً عن أحدهم وهو الفخر الرازي: (لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً) أي: مريضاً يطلب الشفاء (ولا تروي غليلاً) أي: طلب شفاء صدره في هذه الطرق.

    (فرأيت أقرب الطرق طريقة القرآن) وطريقة القرآن طريقة واضحة فيها إثبات صفات الله عز وجل، وهو إثبات مفصل، وفيها نفي ما لا يليق بالله عز وجل، وهو نفي مجمل، ولذلك قال: (أقرأ في الإثبات: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر:10]، وأقرأ في النفي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110] وهذا نفي مجمل، والنفي هنا نفى إحاطة العلم به سبحانه وتعالى، وبحقائق هذه الأسماء والصفات، وبأفعاله جل وعلا، فالخلق لا يحيطون به علماً سبحانه وتعالى لا حساً ولا علماً، أي: من جهة الأخبار والإحاطة بوصفه سبحانه وتعالى بالعلم، فيوم القيامة لا تدركه الأبصار جل وعلا، وهذا فيه نفي الإحاطة الحسية، وأيضاً: فيه نفي الإحاطة الخبرية، أي: أن الأخبار لا تحيط بوصفه جل وعلا.

    ولذلك كان من أسمائه ما استأثر به فلم يظهره ولم يخبر به خلقه، وكذلك من صفاته؛ لأن الأسماء تتضمن الصفات، فإذا كان من الأسماء ما لم يخبر به سبحانه وتعالى فكذلك الصفات، فإن منها ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه ولم يخبر بها خلقه.

    ثم قال الرازي: (ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)، ولاشك أن السعيد من اعتبر بغيره، ولا يلزم أن نسلك طريقهم حتى نرى ونقف على ما وصلوا إليه وما أصابوه، إنما يكفينا في العبرة والعظة أن نقرأ ما كتبوه وقالوه أو استشهدوا به في بيان سوء عاقبتهم وما وصلوا إليه.

    شهادة الجويني على بطلان طريقة أهل الكلام

    قال رحمه الله: [ويقول الآخر منهم: لقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي] اهـ.

    وهذا النقل نقل مهم، وهو عن إمام كبير من أئمة المتكلمين، وهو إمام الحرمين أبو المعالي الجويني فيقول: (لقد خضت البحر الخضم) وهو ما يتعلق بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، (وتركت أهل الإسلام وعلومهم)، يشير بذلك إلى علماء السلف من أهل القرون المفضلة ومن سار على هديهم من بعدهم، (وخضت في الذي نهوني عنه) وهو علم الكلام الذي نهى عنه السلف. (والآن) يعني: بعد هذه الجراءة بخوض هذا البحر وترك ما كان عليه سلف الأمة (إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي).

    وهذا يفيدك فائدة عظيمة: أنه على طول بحث المتكلمين وعلى عظم خوضهم في هذا الباب، أنهم لا يصلون إلى شيء يصح أن يعتقد، وعلى أحسن الأحوال تنتهي بهم الأمور إلى أن يعتقدوا ما يعتقده العجائز اللواتي لم يتفقهن تفقهاً تاماً فيما يتعلق بالله عز وجل وأسمائه وصفاته.

    إذاً: نهاية ما يصل إليه أهل الكلام في بحثهم ودراستهم ونظرهم هو أول نقطة يبتدئ منها أهل السنة والجماعة، والعلماء الذين سلكوا طريق السلف؛ فعلماء السلف يبتدئون من النقطة التي ينتهي إليها أولئك، وشتان بين من كانت خاتمته هي بداية غيره وأن يعتقد عقيدة عوام أهل الإسلام، وبين من كان ابتداؤه أن يعتقد عقيدة عوام أهل الإسلام ثم يصل إلى المعارف والعلوم التي يفتح الله بها عليه مما أدركه سلف هذه الأمة وعلموه.

    شهادة الإمام الغزالي على أهلا لكلام بأنهم متشككون

    قال رحمه الله: [ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام] والكلام الذي نقله الشيخ عن شك المتكلمين عن الموت هو كلام الغزالي رحمه الله.

    1.   

    أفضلية علم السلف وبيان جهل الخلف بالله تعالى

    (ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر، لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضولون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون؛ أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار؟!].

    إذاً: من أسباب رد طريقة هؤلاء، أولاً: أنهم حجبوا عن معرفة الله عز وجل بما سلكوه من طرق، وأنهم مسبوقون بالسلف الصالحين الذين هم ورثة الأنبياء، والذين تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا ثاني الأمور، والثالث: أنهم حيارى متهوكون فلم يصلوا في باب العلم بالله وبأسمائه وصفاته إلى شيء، إنما وصلوا إلى ضلال وحيرة واضطراب، وكل هذا مما يؤكد أن طريقهم لا توصل إلى معرفة الله عز وجل ولا توصل إلى خـير، بل هـي ضلالات وشبهات وتقولات علـى الله بغير علم.

    قوله: [والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل، وأعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، فضلاً عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة] يعني: لاستحيا من يطلب الموازنة بينما حصله السلف الذين تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وما حصله غيرهم في مجموع الأمم ممن لهم كتاب ومن لا كتاب لهم.

    صفاء المشرب السلفي وتلوث المشرب الفلسفي الخلفي

    قال رحمه الله: [ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة -لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته- من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟!

    أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم؛ أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟].

    وهذا أيضاً استدلال آخر في بيان صحة ما عليه السلف، وهو: النظر إلى من أخذ عنه هؤلاء ومن أخذ عنه أولئك، فالسلف أخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمحال أن يكون من أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنقص طريقة ممن أخذ عن المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس، فإن المتكلمين ورثوا ما ورثوا من خيالات وشبهات ظنوها علماً؛ ورثوها عن اليونان والهند وغيرهم من المتفلسفة وغيرهم ممن ينطق بالخيالات ولا يعتمد في ذلك على وحي من السماء، فشتان بين أصحاب هاتين الطريقتين، وهذا من الأدلة على صحة طريقة السلف وسلامتها وضلال طريقة هؤلاء وبعدها عن صراط الله المستقيم.

    1.   

    أفضلية السلف إنما كانت بأفضلية علمهم بالله تعالى

    ثم قال رحمه الله: [ ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة -في الجملة- لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته ]، أي: لأن غاية ما اهتم به الأنبياء والنبي صلى الله عليه وسلم خصوصاً هو: تعليم الخلق وتعريفهم بربهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بهذا الأمر غاية العناية وتلقاه عنه الصحابة، فهم أعلم الخلق بالله عز وجل بعد الأنبياء، ولذلك كانوا أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل، وفضلهم تابع لعلمهم بالله عز وجل، وذلك أن تحقيق العبادة إنما هو فرع عن تمام المعرفة بالله عز وجل فكلما ازدادت المعرفة به كلما زادت العبودية له وتحققت في الشخص.

    ثم قال رحمه الله: [وإنما قدمت هذه المقدمة؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره، وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين].

    بين الشيخ رحمه الله سبب ذكر هذه المقدمة، وهي أنها تنفع في باب الأسماء والصفات وفي غيره من أبواب العلم، وأن الخير كل الخير فيما كان عليه السلف رحمهم الله، وأن كل طريقة في باب الأسماء والصفات أو في غيرها من الأبواب خالفت طريقة السلف؛ فهي طريقة ضلال ولا يصل صاحبها إلى خير.

    1.   

    سبب استيلاء الضلال على كثير من المتأخرين

    ثم بعد ذلك بين الشيخ رحمه الله -تلخيصاً لما مضى- بين أسباب الضلال عند أهل الكلام فقال:

    [ وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم]، فالسبب الأول هو: نبذ كتاب الله وراء ظهورهم.

    ثم قال رحمه الله: [ وإعراضهم عما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى ]، وهذا هو السبب الثاني في ضلال هؤلاء.

    قال: [ وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين ]، وهذا هو السبب الثالث في ضلالهم.

    قال: [ والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك ] وهذا السبب الرابع، والإقرار الذي ذكره هو في النقول التي تقدمت، وشهادة الأمة على ذلك، أي: على أن كتبهم لا توصل المطالع فيها إلى خير، بل توصله إلى شك وضلال وحيرة، قال: [وبدلالات كثيرة] يعني: غير هذه المذكورة.

    ثم قال: [وليس غرضي واحداً معيناً] يعني: ليس غرضي بكلامي هذا واحداً معيناً من أئمة الكلام، أو تحديد سبب من هذه الأسباب، [ وإنما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء ] يعني: أسباب ضلال هؤلاء في الجملة وليس سبب ضلال واحد منهم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    757008312